روايات

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الرابع 4 بقلم سارة أسامة

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل الرابع 4 بقلم سارة أسامة

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الجزء الرابع

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء البارت الرابع

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الحلقة الرابعة

فزع من نومته ليستقيم بوجه متعرق من هذا الكابوس اللعين..
زفر وهو يمسح على وجهه قائلًا:-
– أيه الكابوس الغريب ده.!!
أخذ يسير نحو المرحاض وهو يقول بشرود:-
– دا أكيد علشان أنا بس فكرت فيها كتير قبل ما أنام وزعلان على سوء الفهم..
وبعد مرور مدة قصيرة كان قد ارتدى ملابسه وهبط الدرج ينتوي الخروج حيث المطعم بلهفة لكن قبل خروجه قاطعه هذا الصوت الذي افتقده لسنوات:-
– يعقوب .. ممكن تفطر قبل ما تخرج الأول.
كانت والدته التي ترمقه بندم وأعين تحمل الكثير من الإعتذارات التي لا تُكفر عمّا حدث..!
أجابها بملامح وجه جامدة:-
– شكرًا .. تعبتي نفسك.!
وخرج دون أن يلتفت خلفه تحت نظرات تلك الناقمة على تصرفاته لتطرق بيدها على طاولة الطعام صائحة بنفاذ صبر:-
– أنا مش فاهمه تصرفات الولد ده، العِناد إللي هو فيه ده عواقبه وخيمة..
يعقوب لو مفاقش لنفسه مش هيطول من أملاك العيلة ولو ورقة واحدة .. أنا صبري بدأ ينفذ..
لم يتحمل كم هذا الظلم الموجه لولده البِكر يعقوب، كان دائمًا يحترم قرارات والدته، يخشى عقوقها .. حتى وصل به الأمر إلى الإفتراق عن يعقوب ظنًّا منه أنه في مأمن معها..

 

حاول كظم غضبه وإلجام كلماته الغاضبة لكن رغمًا عنه لم يعد يتحمل هذا الكبت..
– لو سمحتي يا أمي كفاية بقى الأسلوب ده، يعقوب مبقاش ولد صغير علشان تتحكمي فيه، مش شرط يطلع زي ما إنتِ عايزه، سيبيه يعيش حياته وكفاية إللي عملتيه فيه وطفولته إللي شوهتيها .. تربيتك ليعقوب كانت غلط..
بس الغلط مش غلطك لواحدك .. دا غلطي أنا.
غلطي إن سيبت ابني وسافرت وأنا مفكر إن هو هيكون معاكِ أحسن من معايا..
تحكماتك يا أمي والمثالية إللي مارستيها على تربية يعقوب دمرته..
لم تُحرك ساكن وكأنه لم ينفجر لتوه، بل اكتفت برفع عينيها وقالت بهدوء ساخر:-
– بقى بعد ده كله جاي تعاتب أمك على أخر الزمن وتقولها إن هي إللي دمرت ابنك..
دي التربية الصحّ، الولد ملوش ألا التربية دي أمال عايزه يدلع زي البنات، مش كفاية خيبتي فيك بسبب تربية عمتك وأبوك، وتربيتك في ابنك التاني إللي لين زي البنات وحنين أووي ننوس عين أمه..
أنا ربيت يعقوب زي ما أنا عايزه بس للأسف بدأ يتفلت من إيدي وعارفة هرجعه تاني إزاي..
أنا ربيته إن لا يتأثر بالعواطف ولا المشاعر يبقى زي الآلة كل إنتاجه إنجازات ويكبّر ويعلي في شغلنا … علشان يبقى خليفة جده الكبير

 

مُحي بدران..
عَلا صوت بكاء والدة يعقوب على ما آل إليه حال ولدها، ركضت نحو الجدة “لبيبة بدران” ثم انحنت تُقبل يدها وأردفت متوسلة ودموعها تُغرق وجهها:-
– بالله عليكِ يا أمي سيبي يعقوب .. كفاية عليه كدا .. سيبيه يعيش حياته، سبيني أعوضه عن الأيام دي كلها..
يعقوب مبقاش صغير ومستحيل تعرفي تاخديه تحت جناحك تاني..
سيبيه يبني أحلامه زي ما هو عايز، مش لازم يشتغل ويمسك شغل الشركات، موجود أنا وحسين ويامن وإنتِ بتراجعي الشغل شهريًا..
شركات العيلة إحنا موجودين وكفاية عليها..
يعقوب مش هاوي الشغل ده، اجتهد وبقى ليه سلاسل مطاعم، وهو حابب كدا..
دا شغفه … سيبيه يا أمي أرجوكِ..
رددت بكل قسوة ولم تبالي بقلب هذه الأم المكلوم:-
– أنا سيباه بمزاجي مع اللعبة إللي بيلعباها بتاعة المطاعم دي ولو حابه أنهيها هنهيها..
والكلام في الموضوع ده إنتهى..

 

واستقامت منصرفة برأس شامخ وتكبر يطفو على ملامحها عملت على بثه وزرعه بقلب يعقوب خلال سنوات عمره الثلاثون، وهي التي لم تفشل في أمرٍ قط!! فكيف لها أن تقبل بخسارة عدم جعل يعقوب نسخةً عنها وعن أجدادها!!
________بقلم/سارة نيل________
انتصف النهار ومازالت هي حبيسة غرفتها وتلك الكلمات التي هزّت بدنها أمس تدور بعقلها دون براح، تفكر في حلّ يُخلص زوجة خالها من عبئها كما قالت..
تشعر بالغربة والخجل من كونها مجرد ثقل على قلوبهم، تؤلمها فكرة أنها غير مرغوبة..
بين الحين والآخر تخرج لتُغرق وجهها بالماء في محاولة لتغطية الدموع التي تُغرق عينيها ووجهها..
كانت تتضور جوعًا لكن لم يتأتّى لها أن تتناول الطعام لحَرجِها..
فكرت بالخروج لإستنشاق الهواء وذهابها لمطعم 《بوب》لكن الدوار الذي كان يُحيطها نتيجة تلك الصدمة والجرح الذي برأسها، وأيضًا إنطفاءها وكثرة الأفكار التي تأتي لعقلها فلم تشعر بالرغبة في الخروج..
همست بحزن:-
– يارب دلني وارشدني للطريق الصحّ، مش عارفة أعمل أيه حقيقي.!
**********************
بينما عند يعقوب الذي أمضى النهار يبحث بين سجلات الكاميرا يُشاهد المقاطع التي تظهر بها رِفقة دون كلل أو ملل..
كان كمن يجلس على جمر وأمضى النهار أعينه مُعلقة بالباب عَلها تأتي..
كبرياءه اللعين يحجبه لأن يذهب إلى
عبد الرحمن يُبرحه ضربًا ويُجبره على الإتصال بها والأعتذار منها وجعلها تحضر..

 

وقف يسير في الحجرة حتى وقف أمام الشرفة الواسعة ينظر للبحر الثائر من بعيد…
شردت أعينه بتلك الذكريات التي حُفرت بعقله مهما مرّت عليها السنون..
طفل صغير في عمر السابعة يبقف أمام جدته قائلًا برجاء طفولي وهو يبكي:-
– علشان خاطري يا تيتا خليني أكلم بابا وماما بقالي كتير مش كلمتهم..
أتى صوتها الجامد كقلبها تقول بتحذير:-
– وبعدين يا يعقوب مش قولنا هي مرة في الشهر لأنهم مش قاعدين فاضيين هناك .. هما مسافرين بيشتغلوا..
– طب ليه مش خدوني معاهم .. ما هما معاهم يامن أخويا .. ليه سابوني..!!
قالت ببعض القسوة:-
– هو إنت مش بتحبني يا يعقوب، إنت هنا معايا، وبعدين بلاش عياط .. مش اتفقنا إن إللي بيبكي هو الضعيف بس..
قال بحزن طفولي:-
– بس إنتِ مش بتخليني ألعب بالكورة مع أصحابي، ومش راضية تخليني أشوف أصحابي كمان، ولا راضية تخليني أكل الأكلات إللي بحبها ولا البسبوسة..
ولا أتفرج على الكرتون، وبتخليني أنام وأنا مش عايز أنام … بفضل على السرير ساعتين لغاية ما عيني توجعني من الضلمة… ومش بتخليني أسمع حكاية زي ما ماما كانت بتعمل..
أردفت بهدوء ولم يرقّ قلبها:-
– لأن دا الصح يا يعقوب، إنت مش بقيت طفل علشان تلعب، في حاجات مهمة لازم تتعلمها بدل اللعب، كمان الأكل إللي بتحبه كله مش صحي، لازم تاكل أكل صحي بمواعيد، والحلويات مش كويسة علشان سنانك..
والكرتون ده كلام فاضي ولازم تنام بدري في ميعادك علشان ده النوم الصحي لجسمك..
وواصلت بتحذير:-
– لازم تسمع الكلام من غير إعتراض يا يعقوب وبلاش المقاوحة دي..
دي قواعد لازم تلتزم بيها علشان تبقى إنسان ناجح..
صمت بوجه متذمر فلقد حرمته جدته من كل الأشياء التي يحبها..
ألعابه .. وكرة القدم .. وأصدقائه .. والحلوى والبرجر .. حتى الحكايات والكرتون..
قال بإلحاح فربما توافق على هذا الرجاء الأخير:-
– طب مش هتفسحيني وتوديني الملاهي يوم الجمعة..
أردفت بحدة وهي تشير نحو أحد الغُرف:-
– مفيش خروجات ولا ملاهي .. ويلا على النوم من غير إعتراض .. اغسل سنانك ونام يا يعقوب عندك تدريب الساعة سابعة الصبح..

 

ذهب لغرفته ثم جلس على فراشه الذي تمت إزالة كل ألعابه من فوقه..
ترقرق الدمع بأعينه بحزن وهمس وهو يبكي:-
– ليه يا بابا إنت وماما سبتوني معاها، إشمعنا أخدتوا يامن وأنا لأ .. أنا زعلان منكم أووي .. يعقوب زعلان منكم، أنا هنا لواحدي…
سحبه من شروده صوت عبد الرحمن الذي أخذ يناديه:-
– يعقوب .. يعقوب..
أعاد فتح وغلق أعينه مراتٍ عدة ليمنع تلك الدموع التي ترقرقت بأعينه واستدار يقول بهدوء:-
– خير يا عبد الرحمن..
تعجب عبد الرحمن من حالته ليتسائل:-
– الوقت اتأخر .. إنت مش راجع البيت؟
قال باقتضاب:-
– لأ .. اقفل المطعم في الميعاد أنا هفضل هنا..
شعر عبد الرحمن بالحزن لأجله، فهو يعلم ما مرّ به يعقوب جيدًا..
للحظة شعر بالندم أنه كذب عليه بشأن رِفقة فالحُسن الحظ رِفقة لسببٍ ما لغير العادة لم تأتي اليوم ويبدو أن هذا سبب حزنه وانزعاجه، وأوشك أن يُخبره بحقيقة الأمر لكنه تراجع، فهو يرى إهتمام يعقوب بأمر رِفقة على غير عادته فليتركه يُخرج ما بجعبته..

 

وخرج عبد الرحمن بعد أن قال بإبتسامة ماكرة:-
– تمام .. تصبح على خير يا بوب وأشوفك بكرا..
تمدد يعقوب فوق الأريكة وهو يسحب اللاب توب أمامه يُشاهد تلك السجلات بلا ملل لا يعلم سببه … يتسائل كيف له أن يلتقيها؟!
لكن لماذا!!
لماذا يريد لُقياها.؟!
ظلت العديد من الأسئلة تدور بعقله حتى غفى وذهب بثباتٍ عميق لتكون هي سيدة أحلامه للمرة الأولى..
________بقلم/سارة نيل________
بصباح يومٍ جديد حملت شمسه الكثير من المفاجأت..
جلست أمل بجانب شيرين تهمس:-
– متأكدة إن خطتنا هتنجح، إنتِ واثقة إن هي هتخرج..
– أيوا يا بنتي متقلقيش هي أصلًا محضره هدومها من بليل … وبعدين إحنا خلصنا كل حاجة من غير ما هي تحسّ أصلًا…
ضحكت أمل بخبث قائلة:-
– دي هتبقى مسخرة يا بنتي …يلا خلي إللي يسوى وميسواش يتفرج عليها..
هتبقى فضيحة..
قالت شيرين بحقد دفين:-
– تستاهل خليها تشرب …فاكره زمان وإحنا صغيرين كانت بتتنطط علينا إزاي وكانت الدلوعة بتاعة الكل ورِفقة راحة ورِفقة جات..
دلوقتي كل حاجة اتقلبت، هي إللي بقت محتاجلنا .. بقت عاجزة وعالة على غيرها..
لا أهل ولا جمال بعد ما اتعمت ولا أي حاجة وابقى قابليني مين هيقبل ببنت عامية زيها.

 

أما عند رِفقة التي استيقظت وغسلت وجهها وأخذت ترتدي ملابسها بهدوء ثم خرجت بعدما سمعت بوق سيارة الأجرة الخاصة بالعم أشرف يُخبرها بوصوله..
ابتسمت وهي تهبط الدرجات بهدوء تساعدها عصاها حتى وصلت ليفتح لها العمّ أشرف الباب وهو ينظر لها بتعجب شديد متسائلًا لماذا تفعل رِفقة مثل هذا الشيء..؟!
– إزيك يا عمو أشرف، عامل أيه يا طيب.
تنحنح الرجل مستفيقًا محركًا رأسه وهو يُقنع عقله أن هذا ربما لحاجةٍ في نفسها ولم يُرد إحراجها..
ردد بطيبة وحنان:-
– الحمد لله في فضل ونعمة يا بنتي..
– ربنا يزيدك يارب..
بعد قليل كانت سيارة الأجرة تقف أمام مطعم 《بوب》 لتهبط رِفقة مُبتسمة وهي تسير نحو المدخل الذي يبعد عنها ثلاث خطواتٍ فقط..
في هذا الأثناء عندما يأس يعقوب من الإنتظار أقنع نفسه أن يخرج ليُبدل ملابسه ويُخرج هذا الهوس من عقله..
كان على وشك الخروج لكنه تسمرّ وهو يراها تدلف بإبتسامة واسعة جعلت السعادة تشق قلبه..
لكن كان لمن في المطعم رأيٌ أخر، فَفور أن وقعت أنظارهم على رِفقة توسعت بصدمة ومنهم من انفجر ضاحكًا..!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى