روايات

رواية وجوه الحب الفصل العشرون 20 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل العشرون 20 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء العشرون

رواية وجوه الحب البارت العشرون

رواية وجوه الحب الحلقة العشرون

( ٢٠ ) – مـشـاعـر واهـيـة –
عاد إلى منزلهم متخبطًا لا يعلم من هو..؟ وماذا يريد تحديدًا..؟ يشعر بالضياع وكأنه يسير وحيدًا وسط صحراء جرداء خالية من مطرفات الحياة. يشعر كلما ذهب إليهم وعاد وكأنه يعود محملًا بالأعباء والأثقال. لا ينكر أنه يُعجبه كثيرًا أجواء العائلة الدافئة إلا أنه يعلم أن كل ذلك ما هو إلا زيف وقناع سيسقط عن وجه كلٍ منهم في الوقت المناسب كما خطط من قبل.
يشعر بالسخط عليهم جميعًا وعلى تلك الـ ” شـهـيـرة ” على وجه الخصوص. فإذا كان الجميع يرتدي لقناع السعادة والمحبة فهي ترتدي لثوب الفضيلة والعفاف بأكمله. يريد وبشدة أن يسقط عنها ذلك الثوب ويُعريها أمام الجميع ليروا بشاعة ما تضمره بداخلها وما يعتريها من كراهية وبغض للجميع؛ إلا أنه لازال عاجزًا غير قادر على الإيقاع بها على الرغم من تأكده بأنها السبب في كل ما حدث لوالدته وله إلا أنه غير قادر على أثبات ذلك حتى الآن. يشعر بالإشمئزاز منهل ويشعر بالكراهية للجميع فهو حقًا إذا كان قد كرههم طيلة الستة وعشرون عامًا دون أن يرىٰ منهم طرف أناملهم قط فهو الآن يكرههم أضعاف مضاعفه لكراهيته لهم مُسبقًا بعدما رأي الحب والدفء بأعينهم لآخرىٰ حتى وإن كانت تحمل نفس دمائه إلا أنه يُغار وبشدة عندما يراهم يغدقون عليها بالحب والحنان الذي حُرم منه طيلة سنوات عمره بأكملها. إذا كان يملك القدرة على تدميرهم لفعلها منذ أول وهلة إلا أنه لازال يحتسب حساب والدته وتربيتها له فلولا كل ذلك لكان سحقهم بنيرانه منذ زمن. فاق من تفكيره عندما وجد نفسه يجلس بداخل سيارته أمام منزلهم؛ فترجل من سيارته سريعًا وذهب إلى الداخل ليُحاكي والدته التي يشعر بالحزن والقهرة طوال فترة خصامها ومقاطعتها للحديث معه. ففتح الباب ببطءٍ وهو يرىٰ الهدوء يعم على أجواء المنزل بأكمله ولم يرىٰ بأعينه أحد من سكان المنزل فصعد إلى الأعلىٰ حيث غرفة والدته ومن ثم طرق عدة طرقات منتظرًا لسماع صوتها بالسماح له بالدلوف؛ وفي غصون لحظات تُعد سمع نبرتها الهادئة تخترق أذنيه التي إشتاقت إلى سماع نبرتها العذبة.
– أدخلي يا زوزه..
فإبتسم إبتسامة عريضة وهو يطل برأسه من باب الغرفة متمتمًا بدعابه وهو يراها تجلس أعلى الأريكة بجوار الشرفة ترتدي لنظارتها الطبية وهي تقرأ في أحد الكُتب بإنسجام كبير.
– ينفع سليمو مش زوزه..؟!
” أصـالـة ” لا رد ولكنها قامت بخلع نظراتها الطبية عنها دون أن تنبث له بنصف كلمة ومن ثم سحبت كوب اللبن الدفء خاصتها ترتشف منه القليل بتجاهل كبير له. فتنهد ” سـلـيـم ” بحزن كبير ومن ثم دلف وأغلق الباب من خلفه وأخذ يقترب منها بخجلًا وبطءٍ كبيران. وما أن وقف قبالها حتى جثىٰ على ركبتيه أمامهم ومد يديه ساحبًا لكفوفها ملثمًا لها بقبلات حانية يملؤها الآسف والكثير من الحب والحنان الغير مسموح لآخرىٰ بإستشعارهم سواها وتابع بنبرة يملؤها الشجن.
– أنا آسف..
أرجوكي يا صـولا سامحيني أنتي عارفة أنا عمري ما سبتك زعلانة مني المدة دي كلها..
أنا ولا عارف أشتغل ولا عارف أكل ولا أنام طول ما أنتي زعلانة مني..!
” أصـالـة ” لا رد ولكنها تنظر إلى اللاشئ بوجوم دون أن تعطي له أدنىٰ إهتمام يُذكر. فتابع ” سـلـيـم ” بصدق وهو يهم بالجلوس إلى جوارها واضعًا قبلة حانية أعلى جبهتها بحب وآسف حقيقي.
– أرجوكي يا أمي أنا مش هقدر على زعلك مني أكتر من كده..
قوليلي إيه اللي يرضيكي وأنا هعمله لحضرتك بس أنسي أي زعل مني وخديني في حضنك زيّ زمان..
ثم أضاف ببكاء وقهرة حقيقية واضحة في بؤرة عيناه مما جعل قلب والدته يتقطع إلى أشلاء على هيئته وبكائه لها.
– متتصوريش أنا حياتي في اليومين دول صعبة إزاي والأصعب أني أرجع البيت كل يوم ملاقكيش مستنياني وتتعشي معايا زيّ عادتك..
أنك تخاصميني ومتقعديش معايا على سفرة واحدة ده أكبر عقاب في حياتي ممكن اتعاقبه..
أرجوكي يا أمي متقسيش عليا أكتر من كده لأن القسوة عمرها ما كانت ليكي في يوم..
” أصـالـة ” وهي تعتدل في جلستها وأعينها حبيسة الدمع بتأثر لحديث إبنها وحبيبها الأوحد والمفاز الوحيد لها بحياتها التي أكتسبته من الدُنيا عنوة بعدما مدت يديها تُمسح بأناملها عبراته بحزن.
– أنا مش زعلانة منك يا سـلـيـم أنا زعلانة عليك يا حبيبي..
أنا خايفة عليك لتمشي في سكة مفيش فيها رجوع ساعتها يا سـلـيـم هتبقا خسرت كل حاجة بجد..
مفيش أصعب على الأم من أنها تشوف إبنها بيتعذب ومفيش في إيديها حاجة تريحه بيها..
ثم أضافت بدموع.
– أنا حاولت عُمري كله أستقوىٰ بيك لحد ما وصلت لسن كان لازم تعرف فيه حقيقة اللي حصل وإزاي إسمك على إسم بابا مش إسم باباك زيّ أي طفل عادي في سنك..
كنت بين نارين بين أني اسيبك عايش عُمرك كله مخدوع ومش عارفة إزاي كنت هعمل كده وبين أني أصارحك عشان ده حقك..
بس في الحالتين كنت خايفة عليك وعلى صدمتك لتخليك تعمل حاجة عمرك ما أتخيلت أنك تعملها..
فتابعت بوجع أكبر.
-لكن اللي خوفت منه حصل واللي عشت عُمري كله خايفة منه أديني عايشة فيه أهووو..
أنا أستحملت حاجات كتيره أوي السنين اللي فاتت يمكن شلت فوق طاقتي وإستيعابي وأتحملت اللي مفيش بشر ممكن يتحمله بس معنديش إستعداد أخسرك ولا هتحمل أشوف فيك أي وجع..
” سـلـيـم ” بوجع حقيقي عمد إلى إخفائه عن والدته إلا أن ” أصـالـة ” تعلم مقدارة جيدًا.
– أنا قوي طول ما أنتي معايا يا صـولا..
أنا من غيرك ببقا تايهه رغم أني كبرت وبقيت شحط كبير بس من غيرك ومن غير حبك وخوفك عليا وحنانك اللي طول عمري عايش بيه مش هقدر أكمل يا أمي..
أنت الإيد الحنينة الوحيدة اللي بتتمد ليا في وسط الدُنيا الطويلة العريضة دي كلها..
أرجوكي متقسيش عليا أنتي كمان كفاية عليا وجع قلبي مش هستحمل زعلك مني صدقيني..
” أصـالـة ” وهي تجذبه إلى أحضانها بحنان ماسحة بيديها على خصلاته وجبهته بحب أمومي خالص.
– أنت حتة من قلبي يا سـلـيـم وأنا لو زعلت من الدُنيا كلها مقدرش أزعل منك يا حبيبي..
أنا بس صعبان عليا اللي أنت بتعمله في نفسك ده..
” سـلـيـم ” بوجع دافين وهو يُشدَّد من إحتضانه لوالدته دافنًا رأسه في صدرها محاولًا مُدرات حزنه عنها وتخبئه عيناه منها.
– أنا كده كويس برضاكي عني صدقيني..
طول ما انتي جمبي أنا كويس..
فضمته إليها بحب ومن ثم همست له بحنان.
– وأنا معاك وعمري ما هسيبك يا سـلـيـم..
مفيش أم تقدر تستغنىٰ عن إبنها مهما حصل..
يمكن بتزعل أو بتضايق منه بس ده لأنها نفسه تشوفه مبسوط ومرتاح..
” سـلـيـم ” بحب.
– أنا بحبك أوي يا صـولا..
” أصـالـة ” بحب وهي تضع قبلة حانية أعلى جبهته ومن ثم عادت لتربت له على خصلاته بحنان.
– وأنا بحبك أكتر يا نور عين صـولا وقلبها من جوه..
ثم أضافت بدعابه ونبرة ذات مغزىٰ.
– قولي بقا مين البنت الحلوة اللي كانت قعدة معاك في المطعم يوم ما جيتلك..؟!
” سـلـيـم ” وهو يبتعد عن أحضانها بتوتر جاهد كثيرًا في إخفائه فهو حقًا ممثل بارع ويستطيع إرتداء الكثير والكثير من الأقنعة لكنه أمام والدته تسقط أقنعته واحدًا تلو الآخر حتى يُصبح عاريًا أمامها مجردًا من زيف مشاعره وأفكاره كالكتاب المفتوح بين أيديها.
– هااااا قصدك البنت اللي كانت قعدة معايا..!
ثم تابع بنبرة مهزوزة وهو يمسح بيداه على مؤخره رأسه محاولًا التحكم بحالة.
– دي بشمهندسة مـريـم..
مهندسة الديكور اللي مسؤلة عن تشطيب المطعم هنا في القاهرة..
” أصـالـة ” وهي تعتقد أن السبب في ربكته هذه شيئًا ما يضمُره في قلبه من أجلها يآبىٰ الإعتراف به.
– أمممممم..
ومـريـم دي مخطوبة ولا سنجل..؟!
” سـلـيـم ” بإرتباك وهو يبتلع لعابه بتوتر محاولًا مُدرات أعينه عنها حتى لا ينفضح أمره.
– وأنا أيش عرفني يا صـولا مخطوبة ولا مش مخطوبة دي حاجات خاصة ماليش أني أتدخل فيها ولا حتى تهمني أني أعرفها..!
” أصـالـة ” بتفكير مصتنع وهي تتكأ على كل حرف تتفوه به.
– شكلها بنت مؤدبة أوي وبنت ناس..
ثم أضافت بنبرة ذات نغزىٰ.
– تعرف يا سـلـيـم البنت دي في لمعة مش عادية في عيونها ليك..؟!
فتابعت بلؤم.
– نفس اللمعة اللي أنا شيفاها في عيونك دلوقتي أول ما جت سيرتها..
” سـلـيـم ” بغضب من حالة فهو لا يعرف ما الذي يصيبه كلما ذكرت سيرتها وتابع بإنكار.
– لمعة..!
لمعة إيه يا صـولا اللي أنتي بتتكلمي عنها دي..؟!
ثم استطرد بربكه محاولًا إلا ينظر في عيناها مباشرةٍ.
– أنا من رابع المستحيلات أني أحبها أو أحس بحاجة ناحيتها..؟!
” أصـالـة ” وهي تقضب بين حاجبيها بتفكير.
– وليه من رابع المستحيلات..؟!
البنت باين عليها محترمة ومن عيلة وتقريبًا سنكم مُقارب من بعض يبقا إيه المشكلة..؟!
” سـلـيـم ” وهو يتهرب من الإجابة عليها.
– أنا كل اللي بيربطني بيها هو الشغل وبس وأنا متعودتش أخلط بين الشغل وحياتي الشخصية..
” أصـالـة ” بنبرة ذات مغزىٰ وهي تعترض على حديثه لها.
– وإيه اللي يمنع يا أبني أنك تشتغل وأنت بتحب..؟!
ثم أضافت بحب ونبرة صادقة.
– عارف يا سـلـيـم الحب ده أحلىٰ حاجة في الدُنيا..
والأحلىٰ من الحب أنك تتأكد أنك مع الشخص الصح وأنه بيحبك من قلبه بجد..
” سـلـيـم ” بإنكار وتجاهل لحديثها.
– اللي يمنع حاجات كتير مش حابب أتكلم فيها دلوقتي بس لو مُصره تعرفي فلازم تعرفي أن الحب في زمنا ده مبقاش موجود غير في الكتب والتليفزيون..
دلوقتي مبقاش في حد بيحب من قلبه بجد ولا بقا في حد ممكن يدي عُمره لحد وهو مطمن..
” أصـالـة ” بحزن على ما وصلت إليه حالة صغيرها.
– صوابعك مش زيّ بعضها يا سـلـيـم رغم أنهم في نفس الكف..
فأردفت بعد ذلك بنبرة هادئة.
– مشكلتك يا سـلـيـم أنك عملي أوي ومش عاطي لنفسك فرصة تعيش حياتك وتحب من قلبك بجد..
فتابعت بتعجب من أمره.
– مش عارفة أنت طلعت كده لمين لا أنا ولا مُـراد كنا كده..؟!
ثم سكتت لبرهة وعادت تستكمل حديثها بنبرة يشوبها الشجن.
– إحنا كُنا عايشين بالحب وكان هو الدينامُو اللي بيدي علاقتنا القوة مع الوقت..
” سـلـيـم ” بسخرية.
– الحمد للّٰه يا أمي أني مش زيّك ومش زيّه..
ثم أضاف بقوة وكأنه شخصًا آخر غير الذي كان يُحادثها من قبل.
– أنا إستحالة أقع في فخ الحب مهما حصل..!
أنا مش مُغفل يا أمي عشان متعلمش من غلط اللي حواليا..
” أصـالـة ” بحكمة ورزانة.
– تاني أهم مشكلة عندك يا سـلـيـم أنك بتعتبر حبي لأبوك مذله مع أن لولا حبي له مكنتش هتبقا موجود في الدُنيا دي دلوقتي..
الحب اللي أنت شايفة نقمة ده كان سبب لأكبر نعمة موجودة في حياتي النهارده..
فتابعت بوجع حقيقي وهي تنظر له.
– على قد مرارة حبي لأبوك على قد ما أنا عشت معاه لحظات حلوة كتير وحقيقية يا سـلـيـم..
مُـراد مش وحش زيّ ما أنت مُتخيل صدقني..؟!
ومن ثم أكملت حديثها له بتساؤل ووجع دفين.
– أنت مسألتش نفسك ليه رغم السنين دي كلها لسه بحب أبوك يا سـلـيـم..؟!
فأجابته بنبرة عاشقة.
– لأن اللي بينا كان حب بجد .. حب حقيقي مبقاش موجود دلوقتي زيّ ما أنت قولت..
رغم كل اللي أبوك عمله بس أنا لسه بحبه ومعرفتش أحب ولا عايزه أحب غيره..
علاقتي بـِـ مُـراد وحبنا كانوا ضحية للحظة غضب وفترة صعبة كان بيمر بيها..
” سـلـيـم ” بسخرية.
– للدرجة دي يا صـولا حبه ليكي كان ضعيف لحظة غضب واحدة قدرت تهده في أقل من لحظات..
ثم أضاف بقوة وهو ينظر إلى والدته بثقة من حديثه.
– لو كان في حد بيحب حد بجد ومن قلبه فالحد ده كان أنتي يا أمي مش مُـراد بيه والدليل على كلامي أن اللي شايله إسمه دلوقتي واحدة تانية غيرك..
لو فسرتيلي مبررة في طلاقه ورميته ليكي على أنه خيانة فجوازة من شـهـيـرة في نظرك إيه يا أمي..؟!
فشعرت ” أصـالـة ” وكأن أحدهم قد طعنها بنصل حاد في منتصف قلبها. شعرت للحظة بأن أنفاسها أصبحت تلتقطها بصعوبة وكأن هناك سائل دافء قد سار بطول عمودها الفقري من أعلى رأسها حتى نهاية فقرات ظهرها عندما تذكرت بإن هناك آخرىٰ غيرها تُشاركه أنفاسه وفراشه وأحضانه وإسمه وحياته بأكملها.
نيراااااااااان..!
نيرااااااان حارقة هي كل ما تشعر به بداخلها في تلك اللحظة عندما تخيلت تلك الـ ” شـهـيـرة ” تتوسط أحضانه وتفترش قفصه الصدري في مكانها التي دومًا ما كانت تسكنه وتتربع بداخله.
أيعقل أنه قد ناسها حقًا وإستطاع أن يمضي قدمًا ويداه مُشبكه في يدي غريمتها مكملين لحياتهم سويًا..؟!
أيعقل أنه لم يُحبها يومًا كما حدثها صغيرها منذ لحظات..؟!
أيعقل أنه لازال غاطيًا في غفوته لم يستشعر برائتها بعد ولم يتأكله حنينه إليها ولو لمرة واحدة كما إشتاقت وماتت شوقًا هي له خلال السنوات الطويلة الماضية..؟!
أيعقل أنه لازال يعتقد أنها خائنة ولم تنتصب برائتها أمام أعينه بعد..؟!
لو كان هناك أحدًا قد طعنها بسكين حاد كان أهون عليها من سماعها لذلك الحديث السام الذي يُآرقها وينغص عليها أفكارها دون رحمة.
ففاقت من حديثها على صوت صغيرها الذي أستشعر جيدًا مرارة ما تمر به الآن وهتف بنبرة حانية.
– أنسي يا أمي..
أنا مش عايز حد يُدخل بينا في اللحظة دي حتى لو كان الشخص ده اللي بسببه أنا جيت للدُنيا..!
” أصـالـة ” بإبتسامة مهزوزة ووجع عمدت إلى إخفائه.
– اللي يريحك يا حبيبي..؟!
” سـلـيـم ” بحب وهو يربت على يداها بحنان.
– هروح أغير هدومي وننزل نتعشا سوا متتصوريش قد إيه واحشني القعدة معاكي على سفرة واحدة وحكاوينا مع بعض وإحنا بنأكل..
” أصـالـة ” بإبتسامة مشوشه مهزوزة.
– تمام يا حبيبي روح غير بسرعة وأنا هنزل أحضر عشا حفيف لينا..
فوضع ” سـلـيـم ” قبلة حانية على كفها ومن ثم رحل لتبديل ملابسه كما حدثها منذ لحظات؛ فنظرت في أثره في ألم بعدما سقطت دمعة هاربة من عيناها اليمنىٰ بقهرة وهمست بوجع تكاد أن تجزم بأن لا يوجد أحد بالعالم قادرًا على إحتماله فبكت وكأن بكاء العالم بأكمله عالق بقلبها.
– ما أخدتش من الدُنيا حاجة بس هي أخدت مني كل حاجة..
وجعي بقا عامل زيّ النار عماله تنهش فيا لحد ما أكلت روحي ومحدش حاسس بيها ولا كابشها غيري..
أنا خسرت كل حاجة بدري بدري يارب..
خسرت أهلي وحبيبي وكرامتي وحياتي كلها ومكسبتش غير إبني مبقاش معايا غيره ولا ليا حد في الدُنيا بعده..
أنا مش وحشة يارب صدقني..
أنا كل ذنبي أني حبيت وبقالي ٢٧ سنة بدفع ضريبة الحب ده من روحي وقلبي وعُمري كله..
أرحمني يارب برحمتك..
لو بتختبر صبري فأنا صبرت صبر محدش في الدُنيا صبره..
صبرت لحد ما صبري نفذ يارب..
فرفعت يديها ماسحة عبراتها سريعًا ومن ثم هتفت بعدما لملمت شتات نفسها بقوة مصتنعه كعادتها.
– أستغفر اللّٰه العظيم يارب..
يارب سامحني يارب بس أنا تعبانة..
تعبانة أوي واللّٰه..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!