روايات

رواية وجوه الحب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء الثاني والعشرون

رواية وجوه الحب البارت الثاني والعشرون

رواية وجوه الحب الحلقة الثانية والعشرون

( ٢٢ ) – طـوق نـجـاة –
بعد مرور أسبوع آخر..
قد مر خلالهم أحداثًا كثيرة ضاغطة للبعض ومرهقة ومجهدة للبعض الآخر. كان يجلس ” مُـراد ” بداخل مكتبه بالشركة الخاصة به أو بالآحرىٰ النصف الخاص به بعد تقسيمها. منتظرًا لقدوم شريك الآخر الذي لا يعلم عنه أي شئ سوىٰ أنه صاحب النصيب الأكبر حتى أنه دفع مبلغًا ضخمًا لتكون نصف الشركة من قسمته. وها هو يجلس في إنتظاره برفقه ” الـمـحـامـي ” و ” عـاصـم ” وذلك الـ ” رؤف ” يلتفون جميعًا حول طاولة الإجتماعات في إنتظار قدوم ذلك الشريك الخفي. إلى أن شعر وكأن الإنتظار طال للغاية حتى أصبح لا يُطاق وهو بالأساس غير قادر على إستيعاب وتحمل كل ذلك أو بالآحرىٰ هو رافض لأن يُصبح عالمه ملك لآخر أو يتشاركه من جنس مخلوق ولكن هذا هو الزمان وإرادة اللّٰه قبل كل شئ. فصاح وهو يهب واقفًا في مجلسه بغضب وإستياء واضح على معالمه.
– لأااااااا ده كده الوضع زاد عند حده أوي هو فاكر أنه إشترانه مع الشركة ولا إيه هيستعبدنا من أولها..؟!
” عـاصـم ” برزانة وثقل.
– أهدىٰ يا مُـراد وأقعد إحنا دلوقتي صباعنا تحت ضرسه خصوصًا من بعد رقده عمي من ساعة علمه بالخبر الشؤم ده..
ثم أضاف وهو يحسه على المثابرة.
– الوضع بقا صعب مكدبش عليك ومش متحمل يا مُـراد وكلنا محتاجين نرجع نتنفس من تاني حتى لو في علبة ضيقة بس أحسن ما كل حاجة تضيع مننا وقتها أبوك مش هيستحمل وهيضيع هو كمان مننا..
لو مش باقي عالشركة اللي كلنا تعبنا عشانها خاف على أبوك اللي روحه متعلقة بالمكان هنا..
” مُـراد ” بضياع.
– يا أخي ملعون أبو الفلوس اللي تذل الواحد كده..
ثم أضاف وهو يعاود بالجلوس من جديد.
– لولا أبويا فعلًا أنا كنت هتصرف تصرف تاني مع البيه اللي سايق العوج علينا من أول إجتماع لينا..
” الـمـحـامـي ” بحكمة.
– متقلقش يا مُـراد بيه الغايب حجته معاه أكيد زمانهم على وصول فات الكتير..
وما أن هم ” مُـراد ” بالتحدث حتى دلفت الـسـكـرتـيـرة هاتفه لـِـ ” مُـراد ” بتهذب وعملية.
– مُـراد بيه الشريك الجديد وصل ومعاه المساعد بتاعه تحب الـ Meeting يكون هنا ولا في الـ Meeting Room الكبيرة..
” مُـراد ” بإستياء واضح.
– زفتيهم هنا خلينا نخلص..
” الـسـكـرتـيـرة ” وهي تهم بالرحيل.
– تحت أمر حضرتك يا فندم..! قالتها ومن ثم رحلت إلى الخارج لتعطيهم الإذن بالدخول إلى غرفة مكتب ” مُـراد ” الذي سيعقد إجتماعهم الأول بها على طاولة الإجتماعات القابعه في النص الآخر من غرفة المكتب.
” عـاصـم ” وهو يعطي ” مُـراد ” الوصاية العشرة بحرص شديد.
– مُـراد أرجوك إتعامل بذوق مع الناس لأنهم هنا بيحلوا أزمة مش أعداء لينا نهائيًا..
” الـمـحـامـي ” بتأكيد على حديث الأخير بتهذب.
– فعلًا يا مُـراد بيه كنت لسه هقول لحضرتك نفس الكلام..
لأن في الأول وفي الآخر إحنا عايزين مصلحة الشركة ونطلع من الحفرة اللي وقعنا فيها..
” مُـراد ” بغضب.
– بقيته كلكم دلوقتي حلوين ومُـراد هو اللي وحش..!
ثم أضاف بإستهزاء وسخرية.
– حااااااضر من عنيا أول ما هيدخل هقوم أبوسه من بقه وأقوله أنا واقع في عرضك وواقع في طولك أنجدني وخرجني من المصيبة اللي وقعت فيها..
مش ناقصني أنا غير أقعد أدادي كمان..! قالها وهو ينظر بإتجاه الباب وما أن وقعت عيناه على المدخل حتى وقف الحديث بحلقه وشعر وكأن الهواء قد أنسحب بالكامل من رئتيه. يشعر وبأن العالم أصبح باردًا يملؤه الصقيع وكأن صقيع روحه وقلبه قد طغىٰ على العالم بأكمله ولم يشعر بذلك الصقيع إلا في تلك اللحظة وحضورها الطاغي كالنيران المتوهجة التي أشعرته بمدىٰ برودة روحه وجفاف قلبه في غيابها. للحظة شعر وكأن العالم بأكمله منعزلًا عنه وكأنه أصبح في عالم خاص به لا يسكنه سواهم وسواهم فقط.
هي..!
نعم هي..!
من إنتظرها لسنوات وسنوات عادت وأخيرًا..!
من إشتاقت لها الأنفاس وآست في فراقها الأحضان قد عادت بعيد غياب دام طويلًا..!
ها هي ” أصـالـة ” الروح والقلب تقف أمام نظريه من جديد بعد مرور سبعة وعشرون عامًا من الرحيل والهجر والحرمان.
ها هي عادت وتقف أمام أنظاره بكامل حلاها وزينها بخصلاتها الناعمة، الشقراء التي لاقت لها حقًا وأهدابها الكثيفة وزرقتيها التي دومًا ما كان يرىٰ نفسه في بؤرتيهم. عادت من جديد بكل عنفوان وأنوثة طاغية تسطوُ على قلبه من جديد. كانت ترتدي لفستان قصير يصل إلى ما قبل ركبتيها بقليل من اللون الشامبين وستره من نفس اللون وحذاء ذو كعب مُدبب أضاف إلى قامتها جاذبية وأنوثة منقطعة النظير من وجهة نظره.
ها هي عادت من جديد لكنها أصبحت أكثر سحرًا وجمالًا وأنوثة وإغراء عن ذي قبل.
ها هي عادت من سلبت أنفاسه وتركته يعاني الظُلمات في غيابها.
عادت من كانت تُآرق نومه وتغزو وتسطوُ على أحلامه طيلة السبعة وعشرون عامًا المنصرمين يتمنىٰ لو بإمكانه ضمها إلى صدره ولو لمرة واحدة لعلها تطفء نيرانه المشتعلة منذ رحيلها.
يتمنى لو بإمكانه الإقتراب منها ماسحًا بيداه على بشرتها الناعمة لامسًا بأنامله خصلاتها التي يشتاق إلى عبيرها.
ها هي تقف أمامه بشحمها ولحمها كما يُقال.
يرىٰ الآن بداخل أعينها لمعة جديدة لم يعتادها من قبل؛ يرىٰ بوضوح قوتها التي لم تكن عليها يومًا طيلة سنوات عُمرهم التي قضوها معًا منذ لقائهم الأول وحتى لحظة فراقهم التي كانت أضعف مما يمكن أن يتصوره إنسان على وجه الأرض. يرىٰ بأعيونها القوة، والجمود، والعنفوان، والثقة، والكثير والكثير من الكبرياء، والشموخ، والغرور الذي لم يلبق إلا لسواها.
لم تختلف عن ذي قبل كثيرًا إلا أنها قد حلت أكثر أكثر وكأن العمر يتراجع بها وليس في تقدم وإزدياد. يا اللّٰه أنها جميلة إلى حد الفتنة.
جميلة إلى درجة هُلكت أنفاسه من شدة جمالها. عند هذه النقطة هب واقفًا في جلسته محاولًا تصديق ما تراه عيناه والتأكد بأن وجودها حقيقة فعلًا ولست بأوهام يتوهمها كما توهمها إلى جواره وبداخل أحضانه طيلة السنوات الماضية التي قضاها في البُعد بعيدًا عن أحضانها. هب واقفًا وهو غير مدرك هل وجودها حقيقة أم خيال فتمتم بإسمها دون وعي ودرايه منه وكأن الغرفة قد خلت من حولهم لم يتبقا بها سواهم؛ فخرجت نبرته عذبة بها من الحنين ما يكفي لإغراق العالم بأكمله.
– صـولا..!
” عـاصـم ” وهو يهب واقفًا في مكانه محاولًا الإلحاق بصديقه قبل أن تشل حواسه من صدمته فالصدمة حقًا كانت كالصاعقة التي وقعت على عاتقي الجميع.
– أصـالـة..!
أنتي هنا بتعملي إيه..؟! بمجرد ما أن نطق بها حتى تأكد ” مُـراد ” بأن وجودها حقيقة ولست بخيال يتوهمه في خاطره فقط.
” الـسـكـرتـيـرة ” بعملية.
– أعرف حضرتك يا مُـراد بيه بمدام أصـالـة الـعُـمـرانـي الشريك الجديد لحضرتك في الشركة والمصنع..
” مُـراد ” بعدما عاد من صدمته متذكرًا لتاريخهم الحافل معًا وكيف كانت نهايتهم سويًا والكراهية تعود تسكن عيناه من جديد التي أظلمت حد الموت.
– إيه التخريف اللي بيحصل ده..؟!
مين اللي سمح للبني آدمه دي تدخل هنا..؟!
وقفت تتابع كل حرف يتفوه به وكل حركة تصدر عنه بتركيز كبير ولكن عيناها كانت ثابتة، واثقة، متآنية ترمقه بغرور وقوة كبيران لم تعهدهم معه يومًا.
فها هو أمامها كما كان في عهد القديم لم تُغيره الأيام منذ أن تركته من سنوات لازال يهتم بأناقته وهندامه لحالة رغم تقدم السن وتقلب الأعوام عليه إلا أنه محتفظًا بكامل شبابه رغم تجاوزه العقد الرابع بقليل فها هو مشرف عالخمسون عامًا ولازال يحتفظ بجسده الرياضي ورشاقته وكأنه يبلغ الخمسة وعشرون فقط. كان يقف منصدمًا وهو يرتدي لبدلته السوداء الكلاسيكية المُصممه خصيصًا من أجله بقميصه الأسود الفحمي وساعة يداه التي تعرفها جيدًا. إلا أن ما لفت نظرها حقًا هو عدم إرتدائه لمحبس زواجه من غريمتها تلك الـ ” شـهـيـرة ” التي تبغضها حد الموت.
ها هو لم يتغير به شيئًا طيلة السنوات الماضية لازال يحظىٰ بقدرًا كبيرًا من الوسامة والجاذبية إلا أن وسامته قد تضاعفت الضعفين بفضل شُعيراته البيضاء التي تخللت خصلاته السوداء ولحيته التي لم تزيده إلا شموخًا ووقارًا.
كان يقف والغضب يتطاير من عيناه والكراهية تسكن بؤرتهم ولكن على الرغم من ذلك لم يهدأ قلبها بعد من إشتياقه له ولازال يآن بين ضلوعها يُحُثها على الإقتراب وساحقه بين أحضانها لتنعم معه ولو للحظات تسرُقها من الزمان عنوة لتروي بهم ظمأ قلبها المُتعطش لدفء أحضانه القاسية. يا اللّٰه كم تتمنىٰ إلى حد يصعب معه التفكير بتلك اللحظة أن تقترب منه لتُعبق رئتيها برائحة عطره التي كانت دومًا ما تُسكرها وتنسىٰ كل شيئًا حدث وسيحدث ولو لبرهة من الزمن.
يا اللّٰه لو يسمح لها الزمان بفعلها لكانت لم تتردد ثانية في الإنغماس بداخل أحضانه حتى تكتفي ولو بقدرًا ضئيلًا من إشباع حنينها له. فاقت من تركيزها المُنصب بأكمله عليه على نبرة مساعدها الخاص المدعو بـِـ ” مـمـدوح ” الذي قد قام ” مُـراد ” بتطرده أشر طرد من شركته في الأسبوع الماضي وهو يردد لـِـ ” مُـراد ” بنبرة مهذبة، واثقة، ثابتة كرئيسته وربه عمله تمامًا مما أدهش الجميع.
– مدام أصـالـة مش بس شريكة حضرتك في الشركة والمصنع يا مُـراد بيه..
تؤ تؤ تؤ لأااااا..
مدام أصـالـة هي صاحبة النسبة الأكبر في الشركة والمصنع يعني هي المُتحكم الوحيد في كل شئ هنا..!
” مُـراد ” وهو يهم بلكمة بغل وكراهية.
– أنت إيه اللي جابك هنا يا مُرتشي..؟!
أنا مش قولتلك مش عايز أشوف وشك هنا تاني..؟!
” مـمـدوح ” ببلاده.
– أنا هنا بصفتي مدير أعمال مدام أصـالـة والمدير التنفيذي الجديد للشركة..!
فوقع الخبر عليهم كوقوع الصاعقة للمرة الثانية منذ دلوفهم إلى صالة الإجتماعات. فتلفظ ” مُـراد ” وهو لايزال تحت تأثير الصدمة.
– ده عشم أبليس في الجنة..!
ثم أضاف بعصبية وغضب أعمىٰ.
– امشواااااا اطلعواااا بره..
أنتم الأتنين مالكوش مكان هنا..
” أصـالـة ” وهي من طاولة الإجتماعات بتروي وخطوات واثقة ومن ثم ترأست الطرف الثاني من الطاولة وجلست واضعه ساقًا فوق الآخرىٰ بعدما أرجعت خصلاتهت للوراء بثقة وقوة يلبقان لها جيدًا وإبتسامتها المُتبلده تلوح على شفتيها بتلذذ كبير وكأنها تريد حقن دماء الحاضرين بأكملهم أو بالآحرىٰ تريد إحراقه هو وبشدة لعل نيران قلبها تخمد ولو قليلًا وتابعت وهي توجه حديثها إلى ذلك الـ ” مُـراد ” الذي يخفق قلبها له وبقوة وإلى الحضور جميعًا وهي تتجاهل حديثه عن قصد.
– ما تقعدوا يا جماعة دي الشركة شركتكم مش محتاجين تتعرفوا عليها يعني..؟!
ثم وجهت حديثها إلى ” مـمـدوح ” بنبرة جادة وحماس.
– تعالىٰ يا مـمـدوح أقعد عشان نبدء إجتماعنا..
” عـاصـم ” وهو يميل على أذن ” فـاضـل ” مـحـامـي الشركة يهمس له ببضع كلمات دون أن يُلاحظه أحد.
– حضر نفسك عشان مُـراد هينفجر والفيلم هيبدء حالًا..
” فـاضـل ” بترقب ونبرة قلقه.
– ربنا يستر يا عـاصـم ويعديها على خير..
الوضع ميطمنش أبدًا..
” رؤف ” وهو يحدث حالة بصمت متابعًا لكل ما يحدث أمامه بترقب.
– يا بنت الجنية أنتي لسه فيكي الروح..؟!
ثم أضاف عندما تذكر أمر ” شـهـيـرة ” بسخرية.
– يا عيني عليكي يا شـهـيـرة مش مكتوبالك يا حبيبي هههههههه..
” مُـراد ” بغضب وإستهجان وعيناه تطلق شررًا.
– نبدء إيه..؟! وإجتماع إيه..؟! أنتم مستوعبتوش كلامي لسه..؟!
امشواااااا اطلعوا بره شركتي حالًا..
” أصـالـة ” وهي تقهقه عاليًا ضحكات مُتجلجله.
– شركتك هههه..؟!
وريه يا مـمـدوح الأوراق كلها والعقود خليه يتأكد بنفسه أني أنا اللي أشتريت وأني المالك دلوقتي لنص الشركة دي والمصنع..
ثم أضاف بتلذذ شديد وكأنها مستمتعه للغاية بغضبه متابعه له وهو يحترق أمامها كما إحترقت هي من سنوات وهي تضرب تطرق بيديها أعلى سطح الطاولة طرقات هادئة ثابتة تدل على مدىٰ ثقتها بنفسها ومن حديثها.
– خلي الأستاذ يعرف أننا هنا مش بنهزر وجاين نشوف شغلنا بجد..! أطاعها ” مـمـدوح ” بالفعل وأخرج الأوراق ليطلع عليها الأخير والصدمة تعلوُ بوضوح معالم وجهه.
– مش معقول..؟!
لأاااااا لأاااا أكيد في حاجة غلط..؟!
” أصـالـة ” وهي ترجع بظهره للوراء مستنده على المقعد من خلفها بإريحيه شديدة تضم يديها إلى صدرها بثقة أكبر من ذي قبل.
– خلونا قعدين سايبين مشاغلنا والشركة بتنهار لحد ما البيه يستوعب ونقنعه باللي بيحصل هنا دلوقتي..؟!
” مُـراد ” بغضب وهي غير قادر على تصديق ما يقرأه بعيناه الآن.
– البني آدمه دي نصابه والورق ده أكيد مضروب..!
أنا إستحالة أسلم شركتي وشقىٰ عُمري لواحدة زيّ دي..؟!
” فـاضـل ” وهو يسحب الأوراق من بين يديه ليطلع عليها.
– للأسف الورق كله مظبوط يا مُـراد وسليم ١٠٠٪..
” أصـالـة ” وهي تعود لتستند بيديها فوق الطاولة مشبكه لأناملها معًا بكل ثقة وجموح.
– هااااا اتأكدت دلوقتي أن كلامنا صح ولا لسه مكمل في صدمتك..؟!
ثم أضافت بهدوء وجدية وهي تمتلك ذمام الأمور بإيديها وكأنها خلقت ليكون هذا موضعها الطبيعي.
– أنا بمد إيدي ليكن وعايزه نبقا كلنا أيد واحدة عشان نقدر نُمر من الأزمة دي بسلام من غير ما تضطروا تبيعوا اللي باقيلكم من الشركة والمصنع وإمبراطورية نـجـم الـديـن العملاقة..! قالتها وهي تتكأ على كل حرف تنطق به وكأنها تقصده لتذكرهم بحقيقة وضعهم وصعوبة الموقف الذي يمروا به جميعًا.
” مُـراد ” بغضب.
– وأنا إستحالة أوسخ أيدي مع واحد زيّك..
وتابع بنبرة سوداوية.
– أنا أهون عليا أشحت أنا وعيلتي كلها ولا أيدي تضم أيدك من تاني..!
” أصالة ” وهي تقف مستديرة حول الطاولة لتُصبح في مواجهته من جديد وتابعت بثقة تتحلىٰ بها طيلة مقابلتهم معًا.
– تؤ تؤ تؤ تؤ..
وهو أنا بمد إيديا في حاجة بطالة لسمح اللّٰه ده أنا جاية أساعدكم وأرميلكم طوق النجاة بدل ما مل حاجة تضيع من إيديكم وتبقا سيرتكم على كل لسان ويتمسح بكرامتكم السوق كله..
” مُـراد ” وهو يهم بالإقتراب منها بغضب أعمىٰ لمهاجمتها.
– كرامننا يا بنت الـ…! وما كاد أن يُكمل سبابه حتى وقف ” عـاصـم ” يُمثل حائلًا بينهم ليمنع هجومه عليها؛ فهو يعلم الآن بأن الأمور قد خرجت عن السيطرة ولا أحد يستطيع قيادة الموقف في تلك اللحظة وتابع بنبرة حكيمة ليتحكم بغضب صديقه الذي يعلمه جيدًا.
– مينفعش اللي أنت بتعمله ده يا مُـراد متنساش أن دي واحدة ست يا أخي..؟!
” أصـالـة ” بغضب ونبرة يملؤها الإستهجان.
– سيبه يا عـاصـم بيه ما أهو أصل الباشا واخد على كده من زماااااان..!
” عـاصـم ” بتهذب ونبرة هادئة إلا أنها محتده بعض الشئ.
– معلش يا مدام أصـالـة هستأذنك دقايق أنا ومُـراد وهنرجع على طول نبدء إجتماعنا..!
” مُـراد ” بغضب وهو ينظر له بعدم تصديق و ” أصـالـة ” تتابع الموقف ببلاده شديدة وعدم إكتراث.
– أنت بتقول إيه أنت كنان وإجتماع إيه اللي نبدءه أنت حصل لمُخك حاجة..؟!
” عـاصـم ” وهو يسحبه إلى المكتب بهدوء بعدما عادت ” أصـالـة ” لتترأس الطاولة من جديد.
– تعالىٰ معايا أنت بس شوية عايزك..؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!