روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الخامس عشر 15 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الخامس عشر 15 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الخامس عشر

رواية همسات من الجانب الآخر البارت الخامس عشر

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الخامسة عشر

إستيقظت من نومها تتنفس بعمق وتحاول أن تهدأ نبضات قلبها
وضعت أصابع يدها بين خصلات شعرها وهي تفكر ما علاقة ماجد بحديث السيدة الفقيرة بتلك الندبة الحمراء في جسدها
هل قربه منها سيسبب لها الضرر والأذى وكل ما حدث مجرد إشارات !
صوت إهتزاز هاتفها على المنضده بجانبها جعلها تمد يدها لتلتقط الهاتف وتنظر لإسم المتصل بفتور
ضغطت زر الإجابة ليأتيها صوت شريف : فينك يا بنتي بكلمك مبترديش!
ملك بصوت مرتجف : تعبانة بس
شريف بقلق : ألف سلامة مالك؟
ملك : مفيش ، كنت عاوز حاجة !
شريف بتنهيدة : مينفعش أجيلك وننزل ؟
ملك بضيق : لا يا شريف مينفعش عشان عندي حساسية في ظهري ، إنت فين ؟
شريف : يعني ، بتمشى عشان مروح خلاص طالما مش هشوفك لسه من شويه كنا قاعدين ع البحر وماجد وسلمى كانوا هناك
ملك ببرود : تمام لما تروح إبعتلي مسج واتس عشان أحكيلك اللي حصل لظهري
شريف : خلاص إتفقنا

 

 

أغلقت ملك الهاتف وهي تقول بقرف : الله يرحم الأشعار اللي كنت بتقولهالي ع البحر
قامت بحذر من فراشها وهي تشعر أنها منهكة من كل شيء ، وحالتها تتحول للأسوأ ولم تعد قادرة على أي مناقشات أو جدال مع أي شخص
ذهبت خارج الغرفه لتحضر المقص ثم عادت لغرفتها وهي تمسك المقص وتقف أمام المرآة ، رفعت يدها لتقص تلك الخصلات وهي تشعر بألم شديد في ظهرها ، وقصت شعرها حتى أسفل أذنيها قليلاً
جلست على ركبتيها بألم من ظهرها ثم جمعت تلك الخصلات
بينما هي تجمعهم تذكرت شيئاً ما ، يؤلمها حتى الأن ، ليس لإنها مازالت تحب ماجد بل لإن الشعور الذي يخالج المرء يظل محفوراً داخل قلبه ولا يستدعيه سوى الذكرى
《《 منذ سنة
كانت تقف بالقرب من بوابة الجامعة وهي تتصل على ماجد للمرة الخامسة ، ليصلها الرد ذاته
مشغول ..
خرجت من الجامعة وهي تحمل حقيبتها زكادت أن تصل إلى المنزل وقبل ان تصل قررت الإتصال به مرة أخرى ليرد ببرود : أيوه يا ملك
ملك بصدمة : ايوه يا ملك ! كلمتك أربع مرات مبتردش ! ومشغول مع حد
ماجد بلامبالاة : اه ما كنت بكلم أخويا عشان جايلنا فلوس من برا والبيانات معايا أنا
ملك بحنين : موحشتكش ؟
ماجد ببرود : أه اكيد وحشتيني
شعرت بخيبة أمل ف قالت : قربت أوصل للبيت هكلمك فوق بقى
ماجد : خلاص تمام يلا باي ..
أغلقت معه الهاتف وشعرت أنها محبطة تماماً ، صعدت لتجد والدتها قد أعدت طعام الغداء لتقول لها : يلا يا ملوكه عملتلك ورق العنب أهو اللي بتحبيه
ملك بضيق : لا يا ماما أكلت في الجامعة
والدتها : وماجد عامل إيه مبيتصلش ولا بيسأل ، كويس معاكي إنتي طيب ؟
ملك : أه طبعاً دا حتى اتصل عليا قبل ما أطلع
والدتها بسعادة : يلا ربنا يتمم على خير وأفرح بيكي

 

 

دخلت ملك غرفتها وأغلقت الباب خلفها، شعرت أنها تود البكاء من داخلها لكنها ألهت نفسها بقول أنه بالفعل كان منشغلاً ولا يجب أن تقوم بالضغط عليه لذا ستنام قليلاً وبالتأكيد هو سيحادثها
وضعت الهاتف بجانبها وظلت تنظر إليه حتى غفت ، تستيقظت تقريباً بعد خمس ساعات من النوم لترتدي نعالها المنزلي وتذهب لغسل وجهها ، عادت لغرفتها لتمسك الهاتف
ممتليء بالإشعارات والعديد من الأشخاص حادثوها ، ولم تجد رسالة واحدة أو مكالمة من ماجد
جلست على الفراش بيأس وهي تمسك بالهاتف بيدها بفتور
قررت إرتداء ملابسها ثم أخذت حقيبتها ونزلت لتجلس على البحر ، وجدت ماجد يجلس ويعطي ظهره للمارة وهو ينظر للبحر ف إبتسمت
إقتربت منه لتجلس بجانبه وما إن جلست حتى خلع سماعات الأذن الخاصة به لتقول : حسيت إني مخنوقة قولت أنزل اقعد ع البحر شوية مكنتش أعرف إني هلاقيك هنا ..
ماجد من دون أن ينظر إليها : مخنوق بس مش أكتر ف محبتش أوجع دماغك معايا
ملك وهي أيضاً تنظر للبحر : ياريتك توجعها ولا تسيبني قاعدة مستنية منك مكالمة تطمني عليك حتى
قال بشرود : أنا فارغ يا ملك
لتضع يدها هي فوق يده وتقول : إنت ماليني يا ماجد ! أنا مشتكتش إنت اللي بتبعدني عنك !
لم يرد لتفتح هي حقيبتها وتخرج خصلات شعر ف ينظر هو لوجهها ، لتنظر إليه بإنكسار
قال لها بغضب : ليه ! ليه كل ما يحصل حاجة تقصي في شعرك
ملك بنبرة حزينة : هو إنت عايز تبعد عني يا ماجد !
بعد تفكير قال : لا ، تسمعي أغاني معايا ؟
مد يده بسماعة الهاتف لها لتلتقكها هي وتضعها في أذنيها
إستند برأسه على رأسها ثم قال بهدوء : غمضي عينيكي وإسمعي الأغنية
أغمضت عينيها وهي تستمع ليغمض عينه هو الأخر
《《 الوقت الحالي
يالهووي !
أنتفضت ملك وهي تتنفس بسرعة لتجد والدتها واقفة وهي تمسك بصحن حساء ساخن وتقول : قصيتي شعرك ليه تاني وقومتي من السريى وظهرك ملتهب ! إنتي عايزة تموتيني
ملك محاولة تدارك الموقف : يا ماما أنا بس كنت زهقانة ف
قاطعتها والدتها لتقول بحزن : ف قصيتي شعرك زيادة !
ملك : تقريباً
والدتها : إتفضلي إشربي الشوربة دي عشان الدوا بتاعك
ملك بهدوء : مش جعانة
والدتها بغضب : هو إنتي لسه بتحبي البيه دا ؟

 

 

نظرت ملك لها لتقول بغضب : لا لا !!
والدتها وهي تقف أمامها : أمال إيه الورق المحروق اللي في أرض البلكونة دا !
ملك ببرود : دي الرسمة ! نسيتيها ؟ اللي اتخانقتي معايا عشان رسمتها وقولتيلي إني غبية ، كان عندك حق ..
والدتها بتنهد : عندي حق عشان الحب حاجة والجواز حاجة تانية خااالص ، الحب مش كفاية إنك تفتحي بيت وبس ، وخاصة لو مع واحد زي ماجد دا عمره ما حبك وكنتي فترة في حياتة وكل فرصة بتجيله بيأذيكي وبيخليكي أسوأ من الأول ، إحنا اللي بنحبك يا ملك ، أمك وعيلتك وصحابك
لكن ماجد دا سيبيه للي شبهه ، هتتعبي معاه لو كنتي خدتيه
هيغيب عليكي بالأيام وتفضلي تستني ومكنتيش هتعرفي هو مع مين ، هيهينك ويشتمك زي ما كان بيعمل أيام الخطوبة ويعلي صوته عليكي وإنتي حساسة ومفيش فيكي حيل ، شوية الأيام الحلوين اللي بتقعدي تفتكريهم من وقت للتاني دول كانوا تمثيل ف إنسي يا بنتي يعني حتى الإنتقام متفكريش فيه
ملك ببرود وثبات : ما أنا نسيته هو شخصيأً والله ، بس زي ما قولتي أنا بني أدمه بحن للأيام الحلوة بس ، لكن أحن ليه هو بعد كل اللي حصل والله أبداً ، دا أنا فضلت أرسمه أربع أيام وأتفرجت على فيديوهات تعليم عشان أظبط الرسمه ، حرقتها بإيدي ، مسكت البرفان بتاعه وكبيته في الحوض وريحته كانت خنقاني وبعدت عنه خالص ، أنا أيام الخطوبة كنت شيفاه حاجة ولما ربطت كل اللي حصل ببعضه مبقتش شيفاه أصلاً من كتر ماهو مؤذي ؟
كان بيخوني وأنا معاه ، أو مش بيخوني أنا دا كان بيخون أي واحده فيهم .. معايا ! هو حسسني ب كدا وهو بيسيبني !
كل حاجة وكل الكلام فكراه ووحش بجد ، ف مش عيزاه ولا هسامح ، مش هسامح ف حقي ومتقلقيش يا ماما والله نسيته
والدتها بغضب : بس بتكلمي شريف
ملك : أه بكلم شريف ، ع الأقل شريف صريح معايا مستغلنيش مع إنه ممكن يعمل كدا
والدتها بقلق : طب كلي وخدي الدوا عشان خاطر أمك ، وانسيهم دا ربنا فوق شايفك وشايفهم ، وعارف مين بيستقوا على التاني ، عشان كدا اليوم اللي هيتاخد حقك فيه
هتلاقي الظالم مهدود ..
جلست ملك على فراشها وهي تعطي خصلات شعرها لوالدتها وتقول : خدي دول معاكي يا ماما ، هاكل وأخد الدوا حاضر
خرجت والدتها وأغلقت الباب خلفها

 

 

لتمسك ملك هاتفها وتفتح محادثة شريف وتكتب ” عاوزة أقابلك كمان نص ساعة على البحر ، موضوع مهم ، متجيش تاخدني هروح بنفسي أستناك ”
بدأت في تناول طعامها وما أن إنتهت حتى قامت وجلست أمام المرآة ، ظهرها كان يؤلمها كثيراً لكنها تحملت ، لتمسك بقلم أحمر الشفاة وتخطه على شفتيها وهي تنظر ببرود للمرآة …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى