روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الثاني

رواية همسات من الجانب الآخر البارت الثاني

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الثانية

إعتمادها التام على الأقراص المنومة هو ما كان يهديء الوضع قليلآ ، ويجعلها تستطيع الصمود والوقوف على قدميها في اليوم التالي ، لكن حتى الكوابيس لم تنصفها أن تهرب من الواقع قليلآ
عندما وضعت رأسها على الوسادة بعد تناولها قرصآ منومآ
وأغمضت عيناها
راودها الحلم ذاته ، حاولت النهوض لتتخلص من تلك المشاهد المفزعه ولكنها لم تستيقظ سوى في الفجر ، إعتدلت في فراشها وقد كان جسدها بأكمله ملوث بحبات العرق
تنهدت عدة مرات ثم قامت من فراشها إلى دورة المياة ، لتفتح الصنبور وتنظر لوجهها الباهت في المرآه
إسمي ملك ، ٢١ سنة من محافظه صغيره وهادية بدون ذكر إسمها ، كل اللي أقدر أقوله إني من سنتين بس كنت عايشة طبيعية جدآ زي باقي الناس ، لحد ما دخلت وسط ناس مش شبهي ولا أنا شبههم ومفيش أي رابط بيننا حتى لو مدينة
والأسوأ كل اللي مريت بيه لحد أنهاردة
التفاصيل كتير ، كتير أوي بالنسبة ليا ، بس غالبآ خوفي هو اللي مخليني عاجزة كدا ، هو اللي مخليني مش قادرة أخرج برا الدايرة دي

 

 

تك تك تك
صوت صراخ والدتي من الخارج : إنتي بتتاخري ليه في الحمام ! إفتحي
وضعت يدي على رأسي بيأس
الحوار دا بيتكرر كل يوم وشك ماما تجاهي مبيخلصش
فتحت باب دورة المياه لتمسكها والدتها وتفتش جيوب بنطالها وتفتشها جيدآ ، وقفت هي كالدمية المنهكة تقول : إنتي لسه بتشكي إنه كان بيخليني أشرب مخدرات أو حشيش معاه ؟
إعتدلت والدتها لتقف أمامها وتقول بغضب : دا اللي بيحصل لما بتروحي تتخطبي لواحد فاشل زي دا مبيجيش من وراه غير القرف
تجاهلتها كليآ وروحت لأوضتي ، كل يوم الكلام دا بيتكرر لدرجة إن لو جه يوم متقالش هحس إن في حاجه غلط
ماجد كان بيشرب مخدرات وحشيش وكل حاجه ، بس منكرش إنه في الأول كان كويس معايا ، وأنا بسذاجتي وغبائي كنت فاكرة إني هغيره لكن للأسف دا محصلش
أنا أكتر واحدة خسرت وقت وأيام وسعادة من ساعة ماهو دخل حياتي
مسكت إزازة المياه وفتحتها وأنا ببص لشاشة الفون لإني كنت بتصل على صاحبتي
مفيش أي رد ، الإنستجرام بتاعها كل يوم ببعتلها مسج على أمل أنها ترد ، حاولت أوصل لأي حد يعرفها مفيش ، والموضوع مخليني تعبانة نفسيآ أكتر ، دي أكتر واحدة كانت بتسندني لما كنت بقع وأهي إختفت ، دا برضو من الروتين بتاعي إني كل يوم أتصل وأنا عارفه إنها مش هترد
قبل ما أحط الفون جمبي لقيت رقم صاحبتي التانية بتتصل ، هي تعرف شوية عن تفاصيل علاقتي بماجد وكانت بتكرهه جدا ومازالت لإن رأيها من رأي ماما إنه فاشل ونسوانجي وكذا وكذا
رديت في الأخر ، وأتكلمنا شوية لحد ما هي سألتني : ما تكلميه تقوليله كل اللي حصل يابنتي
أغلقت زجاجة المياه وأنا ألوي فمي بسخرية لأقول : حاولت كذا مرة وهو مش راضي يديني فرصه فاكرني بجر ناعم عشان نرجع ، وخطيبته دي ما بتصدق ، يروحوا لجهنم مش فارقين أنا بس كنت حابة أحذره من اللي بيحصل
صديقتي من الجانب الاخر : خلاص يبقى عملتي اللي عليكي إخرجي من دايرتهم وابعدي خالص أنا حذرتك كذا مرة يا ملك وإنتي مبتسمعيش

 

 

نظرت للفراغ بملل وأنا تقنيآ لا أشعر بأي شيء ، ثم اخبرتها أنني سأحدثها لاحقآ
أشعر بالدوار منذ أن أغلقت معها الهاتف
ثم فتحت محادثة صديقتي التي إختفت بدون مبرر وأنا أبكي بصمت تام ، ثم كتبت بأصابع مرتجفة : إشتقت إليك كثيرآ ، ليتك تعودين حتى أخبرك ما حدث ، كل ما حدث
وضعت الهاتف على الفراش ثم بدلت ملابسي
دخلت إلى المطبخ لأجد والدتي تقطع بعض الخضروات ، جلست بجانبها لأقول بعجز : أعمل إيه عشان تسامحيني ؟ أنا ماليش ذنب يا ماما ! أنا حبيته ووثقت فيه عشان كدا دخلته البيت وإنخطبنا ، بس فات سنة ف خلاص
لتضع والدتي السكين بعنف وتقول : كانت خطوبة الندامة ، قومي بصي لتفسك كدا ف أي مرايا ! هي دي بنتي ملك نوارة البيت وأخر العنقود ؟ أنا مش عايزه أكلم أخوكي عشان مراته بتضايق لما بندخله في مشاكلنا بس أنا تعبت ومش قادرة أساعدك ، أنا حاسه إنك مريضه ولا عندك مشكلة ولا الواد دا عاملك عمل
كدت أبكي وأنا أفرك وجهي بيدي واقول : يا ماما عمل ايه والله مافي حاجه خالص بجد ولا حاسة من ناحيته بأي حاجة
والدتي بغضب وحزن : أمال ايه اللي خطيبته قالته دا ؟
أخبرتها بما حدث ثم قلت : كنت بحاول بكل الطرق أفهم دا ، كنت عاوزه أفهم بس
والدتي بحزن : إبعدي عن الناس دول خالص يا ملك لا إلا لا إنتي بنتي ولا أعرفك وأنسيهم خرجيهم من حياتنا
أخفضت رأسي بيأس ف أضافت والدتي : والظابط لما يستدعيكي تاني هروح معاكي واقوله إنك ملكيش دعوه بالبت اللي إنتحرت دي ولا الواد اللي اتقتل
قلت بسرعة : لا لا انا هبقى اروح والموضوع هيخلص لا يا ماما متجيش
نظرت بي والدتي بشك حتى خشيت أن تعلم أنني أخفي شيئآ ما ، ثم قالت محاولة التخفيف : طب إنزلي أتمشي هاتلنا حجات للبيت وتعالي ، هيغير نفسيتك شوية

 

 

ذهبت إلى غرفتي لأبدل ملابسي
وأخذت المال من والدتي ثم خرجت ألى الشارع ، مشيت قليلآ حتى توقفت عند الكرسي الخشبي الذي ينظر للبحر
قبل عام ونصف
كنت أجلس على الكرسي وأنا أمسك بورقه وأنظر إليها وأمامي يجلس ماجد
إبتسمت لأقول : السؤال التاني ، لو أنا وقعت على وشي وإنت معايا رد فعلك هيكون إيه ؟
وضع يده على ذقنه ليقول بتفكير : هلحقك قبل ما تقعي مثلآ ؟
لإضحك أنا واطوي الورقه ثم اقول : يا سلام إزاي بقى
قال هو : عندي سرعة بديهه وحاسه قويه
شردت قليلآ بوجهه وأنا مبتسمه ثم أفقت وأنا أقول بمرح : هروح أجيب ميراندا عشان نفسي فيها وهجبلك إنت سفن أب عشان بتحبه
كدت أن اقع ، ف التقطتني ذراعه القويه لتجعلني أعتدل مرة أخرى
يا أنسه !!
افقت من شرودي لأجد أمامي رجل وزوجته يحدثني قائلآ : حضرتك كويسه ؟
نظرت حولي ثم أومأت برأسي ليضيف هو : حضرتك هتقعدي على الكرسي ولا نقعد أنا ومراتي

 

 

رفعت رأسي له من خلف نظارتي الشمسية لأقول : أنا قعدت هنا من سنة ونص ، تقدروا تقعدوا إنتوا دلوقتي
ثم ذهبت مبتعده ونظراتهم من خلفي بإني مختلة لايمكن إنكارها ، إنني أعود لتلك النقطه تحديدآ ، كيف تعرفت أليه !
وماذا حدث في العامين الماضيين
سأخبركم
قبل عامين :

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى