روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثالث 3 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الثالث 3 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الثالث

رواية همسات من الجانب الآخر البارت الثالث

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الثالثة

منذ عامين :
كانت تقف بالقرب من بوابة الجامعة وهي تنفث في يديها بحثآ عن الدفيء ، وجدت زميلاتها يقتربن من بعيد لتشير لهم بيدها حتى يستطيعون رؤيتها
إقتربوا منها لتقول هي بأسنان مغلقه من البرد : أنا إتجمدت هنا بقالكم ساعة بتجيبوا الشنط ؟ يلا هنطلع على مكتبة الرفاعي نجيب الورق ولا نروح ناكل ساندونشات سوري الأول ؟
إرتدت زميلتها المعطف الشتوي لتقول : لا خلينا نروح الرفاعي الأول عشان نلحق ناخد الورق لإن البنات هيخلصوا السيكشن وهيطلعوا عليه برضو
رفعت كتفيها إشارة الموافقة لتقول : تمام ! يلا بينا
ذهبن برفقة بعضهن البعض ثم أوقفوا سيارة اجرة ، ركبن ثلاثتهن قبل أن يصل لهاتفها مكالمة وتنظر إلى الشاشة ثم تخبر صديقاتها بروتينيتها المعتادة : دي ماما
رفعت الهاتف إلى أذنيها لتقول : أيوة يا ماما
ايييه ! إنتوا فين مستشفى إيه ؟
تمام تمام
أغلقت الهاتف لتقول للسائق : مستشفى ال ** بسرعة من فضلك

 

 

كانوا زميلاتها يحاولون فهم ما يحدث لتشرح لهم هي بحزن أن والدها أصابه وعكه صحية إنتقل إثرها إلى المشفى
عندما وصلت إلى المشفى ركضت وهي تلهث حتى سألت قسم الإستقبال لتخبرها أن والدها ووالدتها في الطابق العلوي
وصلت لوالدتها وهي تنظر لها بوجهه مصفر لتقول : إيه اللي حصل ؟
والدتها بحزن : جارتنا الجديدة عملت بسبوسة وسكرها زيادة ف جابتلنا طبق يعني ك نوع من التعارف ، ابوكي إنتي عرفاه بيحب السكر إزاي ف راح فضل ياكل منها لحد ما السكر إرتفع عنده ووقع مني في الأرض ، الجيران الله يكرمهم جم على صوتي وطلبوا الإسعاف وأهو جوا متعلقله محاليل
نظرت لوالدتها بغضب : يا نهار إسود يا ماما بابا عنده السكر بسبوسة إيه اللي ياكلها دي ! إزاي تسمحيله ومن إمتى وإحنا بنقبل حاجة من حد !
ظلوا منتظرين في الخارج حتى داهمهم فجأه فراش يحوي شخصآ ما مصاب ، والممرضات يركضون به إلى أخر الرواق
قال الطبيب الذي يركض معهم : حادثة عربيه مصاب بإرتجاج في المخ وكسر في الركبة وكدمات حوالين العين اليسرى وغالبآ داخل غيبوبة
وضعت يدها على فمها وهي تنظر للشاب المصاب على الفراش يمر أمام أعينها
والدتها : لا حول ولا قوة إلا بالله شاب صغير ، أدي أخرة العربيات والزفت
نظرت لوالدتها بعتاب لتقول : ودا وقته يا ماما ! ادعيله ربنا يشفيه
والدتها : ياربب ، ويشفي أبوكي
خرجت الممرضة لتقول لزميلاتها بصوت مرتفع نسبيآ إستطاعت هي سماعه : مش معاه فون بس معاه بطاقة لقيناها في جيبه اللي ورا ، عاوزين نكلم حد من أهله أو معارفه !
الممرضة الأخرى : صاحبه جه معاه وقاعد منهار هناك ، روحي طمنيه حتى وبلغيه إنه كويس بس محتاجين حد من أهله
ذهبت الممرضة لتقول والدتها لها : هروح أقفل الكهربا في البيت وأجيب لأبوكي جاكيت عشان لما يخرج ميبردش ، خليكي هنا متتحركيش فهماني ! لا إلا تعالي معايا

 

 

هي بهدوء : لا لا هقعد أنا متخافيش عشان بس لو إحتاجوا حاجه أو يطمنونا على بابا
والدتها : ولو قالولك روحي الحسابات قوليلهم ماما راحت تجيب الفلوس من البيت وراجعه على طول
ذهبت والدتها وتركتها تقف في منتصف الرواق بجانب غرفة والدها ، شعرت بالعطش الشديد ف قررت الذهاب إلى الكافيتريا ، مرت بجانب صديق الشاب المريض ووجدته يضع راسه بين كفيه بحزن
احضرت كوبين وقررت تهدئته قليلآ ، جلست بجانبه لتقول : إتفضل
رفع راسه لها وهو ينظر بإستغراب وحزن ثم قال بغضب : متشكر مش عاوز
همست هي بصوت مطمئن : هيبقى كويس متقلقش ، هما بس محتاجين أهله ييجوا
نظر لها هو بحزن ثم قال بنبرة متألمه : هياخدوا وقت عشان في محافظه تانيه مش في القاهره
قالت هي بهدوء : خير إن شاء الله ، خد الشاي دا وهدي نفسك ولا مش بتحب الشاي ؟
إلتقط منها الكوب ولكنه لم يستطع تذوقه إذا عاد لبكاؤه الصامت مرة اخرى لتقول هي بشفقه : بأذن الله هيبقى كويس ، من فضلك بطل عياط .
هو : أنا السبب ! أنا اللي صممت نخرج في اليوم دا
هي بهدوء : قدر الله وماشاء فعل ولو مكنش خرج بسببك كان هيخرج لأي سبب في الدنيا دا قدره
هو : بس محتاج إنه يخرج بالسلامة ، إحنا كنا رايحين عزا صديقي
هي : لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يرحمه
نظر لها ببلاهة ثم قال : إنتي مين ؟
مدت يدها بإبتسامة قائلة : أنا ملك
نظر ليدها الممتدة ثم نظر أمامه بحزن وقال : وأنا شريف
سحبت يدها بحرج وهي تنظر إليه
الوقت الحالي :

 

 

وضعت الأكياس على طاولة المطبخ وهي تجلس بإنهاك على الكرسي وتمسح وجهها من الدموع الباردة لتقول داخل نفسها : ياريتني ما قربت ، ياريتني فضلت أتفرج من بعيد
مكانش هيبقى في الوجع دا
جائت والدتها لتقول : جبتي الحاجة يا ملك ؟ ايه دا ! إنتي معيطه ؟
عدلت هي من وجهها لتقول : معيطه ايه يا ماما انا بس تعبانه من المشوار
والدتها : طب خشي خديلك شاور وبعدين تعالي نتفرج على التليفزيون دا في فيلم الليلة الأخيرة بتاع فاتن حمامة ، مش إنتي بتحبيه برضو
نظرت لوالدتها لتقول : أه بحبه ، حاضر هروح
دخلت دورة المياة وأغلقت الباب خلفها لتجلس تحت المياه وهي تتذكر مرة اخرى ما حدث بعد ذلك
ثم يمر الشريط بأكمله أمام عينيها وكأنه صور فوتوغرافيه تعرض بسرعة لتتوقف على اليوم الأخير ، اليوم الذي بكت فيه من أعماق قلبها

 

 

اليوم الذي غادرت روحها جسدها ، وفارقتها إلى الأبد
لتصبح ك الدمية في بيت قديم ، شاب أطفاله ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى