روايات

رواية ميراث نور الفصل الحادي والثمانون 81 بقلم لينا بسيوني

رواية ميراث نور الفصل الحادي والثمانون 81 بقلم لينا بسيوني

رواية ميراث نور الجزء الحادي والثمانون

رواية ميراث نور البارت الحادي والثمانون

رواية ميراث نور الحلقة الحادية والثمانون

” ميراث ناير ”
الكازينو كان زحمة جدا والناس كانوا بيتخنقوا بره على التذاكر .
دخلت ورا الكواليس وحضرت معداتى , واثناء العرض لفت نظرى ان نفس الراجل ابو بالطوا اسود موجود فى الصالة وحاجز نرابيزة لوحده فى نص الصالة !!
نفذت الخدعة ورفعت رأسى عشان احى الجمهور اتفأجات الجمهور كله مغمى عليه .. ماعدا ابو بالطو اسود !!
وقف مكانه وقالى :
ازيك يا ناير ..
بص على الجمهور اللى نايم و قالى:
ايه رأيك فى خدعتى ؟!
قولتله :
أنت مين ؟!!
قالى :
صديق ماتعرفهوش !!!
بصتله بأندهاش وتفحص , حاولت أتبين ملامح وشه من تحت القبعه لكنى فشلت فقالى :
أها عايز تشوفنى , أتفضل ..
قلع قبعته فبانت ملامحه , شاب ثلاثينى , بلحية سودا , عينيه مختلفة عن بعضها , عين طبيعيه لونها عسلى والعين التانيه حمرا زى الدم.
قولتله :
أنت أيه ؟ جن ولا أنس ؟ !
صعد سلالم المسرح وهو بيقول :
أنا لا أنس ولا جن !!! زى ماقولتلك انا صديق قديم متعرفهوش وأنت عليك دين لازم توفيه .
أختلطت جوايا مشاعر الفضول والريبة والاندهاش فسألته :
دين أيه ؟!
لف حواليا وأنا واقف على المسرح وقالى :
هتعرف فى الوقت المناسب ياناير .
حط أيده على كتفى فالتفت علشان أشوفه لاقيته أختفى !
شوية والجمهور اللى فى الصالة بدأ يفوق , الجمهور بص لبعضه وحواليه باندهاش , بعدها بصوا على المسرح مالقونيش لأنى كنت مشيت من الكازينو وأنا مذهول من اللى حصل من شوية .
دماغى كانت بتودى وتجيب , ممكن تكون هلاوس ! … لالا ما أعتقدش , اللى حصل ده حقيقة .
محستش بنفسى غير وانا قدام البيت , أيه ده انا اخدت المسافة دى كلها مشى من غير ما أحس !!
دخلت البيت وعديت على شقة مبروكة , رميت ودنى يمكن أسمع دندنه اهدى بيها أعصابى واريح دماغى اللى هتنفجر من التفكير والفضول .
لكنى للأسف ماسمعتش حاجة ..
فطلعت فتحت شنطتى وخدت جرعة من التركيبة المهدئة وغطت فى نوم عميق .
صحيت تانى يوم على صوت البرنجى وهو بيخبط على الباب .
فتحتله الباب فقالى :
أختفيت فين امبارح ؟ وأيه اللى حصل فى الصالة ده , ده خدعة من خدعك صح ؟!
قولتله :
هو أيه اللى حصل أمبارح ؟
بصلى بأندهاش وقال :
الجمهور اللى نام على نفسه !!
اتأكدت ان اللى حصل ده مكنش هلاوس فقولتله :
أممم .. أها صح ده جزء من الخدعة , بقولك أيه يابرنجى .
قالى :
أؤمر ياسيد الناس ..
قولتله :
أنا مش رايح الكازينو تانى …
البرنجى لسه هيعترض , حطيت أيدى على بوقه وقولتله :
ده قرار نهائى ومش هتراجع فيه مهما حصل , الدنيا دى مش دنيتى , أنا عملت كده علشان أطلعك من المشكلة اللى كنت فيها فماتندمنيش أرجوك يا برنجى .
البرنجى فضل يحايل ويقنع فيا مرة بالحب ومره بالتهديد أنه هيفشى سرى لام مبروكة وللحارة , لكنى أصريت على موقفى ورفضى .
البرنجى أنسحب لما لاقانى ثابت على موقفى زى الوتد .
نزلت معاه وقولتله :
اسبقنى انت يا برنجى على الشغل ..
قالى :
رايح فين ؟!
قولتله :
شي ميخصكش اتفضل على شغلك .
اتأكدت ان البرنجى مشى وروحت على محل معين عشان اشترى حاجة لمبروكة … خاصة بعد ما لمحت اللى جوه الصندوق اللى كان معاها .
دفعت تمن الحاجة واتفقت مع صاحب المحل ان وانا راجع اخر النهار هاخدها .
روحت على محطة القطر و أستلمت شغلى على شباك التذاكر .
اليوم عدى طبيعى لحد ما لاقيته واقف قدام شباكى!
ابو بالطو أسود وعين حمرا !
طلع فلوس من جيب البالطو وقالى :
تذكرة للصعيد … عايز أروح نجع الشرفا !!
قولتله :
أنت عايز منى أيه ؟
قالى :
الدين اللى عليك لازم توفيه ؟!!
قولتله :
دين أيه ياراجل أنت ؟ انا ماخدتش منك حاجة ولا أعرفك أصلا!
ضحك وقال :
لا ماهو مش أنت اللى أخدت منى ….أجدادك …. الدين ميراث زيه زى المال ولا أيه ؟
هاودته فى الكلام علشان أعرف دين أيه ؟ فقولتله :
وعبارة عن أيه الدين ده ؟ فلوس ؟!!
قالى :
فلوس !!! أنا ميهمنيش الفلوس , معايا منها كتير لو عايز , أنا دينى وعد اخدته من جدك الكبير فى عصر المماليك .
قولتله :
ها !! حضرتك شارب حاجة ؟!! أنت عارف عصر المماليك ده كان أمتى ؟!! الا اذا كنت جن بقى
قالى :
أقسملك بأعز ما أملك بأنى بكلمك بصدق … وانى مش جنى.
البرنجى قطع كلام أبو بالطو وقالى وهو بيلم الايراد وباقى التذاكر :
ها يلا بينا على الكازينو .
التفت للبرنجى وقولتله :
مش وقته يا برنجى ..
التفت تانى لابو بالطو لاقيته أختفى !!
وقفت فترة تايه وفصلت تماما عن العالم اللى حواليا .
البرنجى كان جنبى بيرغى ، مكنتش سامع هو بيقول ايه , كنت شايف شفايفه بس وهى بتتحرك .
فوقت من سرحانى على صوت سرينة وابور القطر , بصيت على البرنجى اللى كان بيهزنى وبيقول :
ناير انت هنا !! بقولك هخلى دخلك فى الشهر 5 جنيه .. انت سامع المبلغ ؟!
كنت مشوش ، هزتله رأسى بالموافقة وبالنفى فى نفس اللحظة ومشيت وانا بكلم نفسي .
فى ايه يا ناير مالك قلبك اتقبض كده ليه ؟!!
مشيت وانا سرحان وبفكر لحد ما قربت من البيت , لسه هطلع السلم لمحت مبروكة قاعدة على كرسيها قدام الشقة .
اخخ نسيت اجيب الحاجة من المحل , جريت بسرعة جبت الحاجة ورجعت , لاقيت مبروكة لسه قاعدة قدام شقتها .
قربت عليها واتنحنحت :
مساءك سعيد يا مزمازيل مبروكة .
مردتش عليا لكنها انتبهت لما سمعت صوت زقزقة عصافير الكنارى اللى جبتها من المحل .
سألتنى بعفوية :
ايه ده !! ايه الصوت ده؟!
قولتلها :
ارواح العصافير الميته اللى كانت فى الصندوق … اشتاتا اشتوت .
ابتسمت لاول مرة لثوانى ورجع وشها على الوضع الحزين تانى .
قالتلى :
انت ازاى تسمح لنفسك تعمل حاجة زى كده؟! ازاى تتلصص على اللى جوه الصندوق ..وتجيبلى عصافير هدية بصفتك ايه !!
قولتلها :
مين قالك انى جايبلك العصافير هدية !!! دول جايبهم اتعشى بيهم.
لسه هطلع على السلم ..قالتلى:
ضاقت بيك يعنى ملقتش غير العصافير!!! ما تأكل بط ولا فراخ .
قولتلها وانا بطلع على السلم :
معلش بقى ادبست فيهم .. واكيد مش هربيهم ..مليش فى تربية العصافير .
كملت صعود السلم وانا بدب برجلى على الأرض فنادت عليا وقالتلى :
يااا يا افندى انت ..هات العصافير .
نزلت اديتها القفص وقولتلها :
كنارى على ابوه .. اوعى يموتوا منك زى اللى قبلهم .
مردتش عليا واخدتهم , دخلت الشقة ورزعت الباب وراها
قولتلها من ورا الباب قبل ما اطلع:
ياريت متحرمناش من صوتك جنب زقزقة الكنارى .
طلعت السلم ، دخلت الشقة واتصدمت لما شوفته قاعد على سريرى ..
ابو بالطو اسود وعين حمرا !
قولتله بعصبية :
بقولك ايه يا جدع انت انصرف من قدامى بدل ما أأذيك.
قالى ببرود :
مش فارقة انا كده كده هنتهى قريب و ده السبب اللى خلانى أجيلك علشان تساعدنى .. أنا روحى فى أيدك يا ناير وانت ملزم ترجعهالى ..ملزم بميثاق ووعد جدك الاكبر ..
قال بعشم :
اتفضل اقعد ده بيتك متتكسفش
شديت كرسي وقعدت قدامه ، قولتله :
انا همشى معاك لحد الاخر .. الأول اسمك ايه ؟!
قالى :
ما هو انا جايلك عشان كده … انا معرفش اسمى ايه!
بصتله بتشكك فقالى :
تسمحلى احكيلك الحكاية …
قولتله :
أتفضل !
قال :
انا اتولدت بنى ادم طبيعى .. مش طبيعى أوى .. ظهر عندى قدرات خاصه فى سن ٩ سنين كنت بتنى الحديد و بحط ايدى فى الزيت المغلى من غير ما تتحرق .
وعند سن العشرين كنت بنفد من الجدران والابواب المغلقة !
طول حياتى كنت بحلم احلام غريبة ، كنت بشوف روحى فى عصور قديمة واماكن مختلفة ساكنة أجساد بشر غيرى ..كان وسط الاحلام دى حلم واحد بيتكرر ..مكنش واضح و اتضحت ملامحه وانا فى سن الثلاثين .
سألته بفضول :
حلم ايه ؟!
قالى :
حلم لروحى فى جسد تانى تقريبا جسدى الاصلى .. كنت دايما ببقى فى رفقة راجل ملامحه قريبة منك وحركاته شبيهة بحركاتك ..جدك ..
واللى تقريبا كان اعز اصدقائى ..كنت بشوف نفسي وانا بأكل وبضحك معاه .. شوفتنا واحنا سهرانين على مركب وبنأكل بقلاوة وجبنة مقلية و..
قطعت كلامه وقولتله :
طبعا الكلام ده فى عصر المماليك صح ؟
قالى :
بالضبط ..
قولتله باستخفاف :
كمل كمل .
قالى:
احنا اصلنا زى بعض انا وجدك .. كنا أصدقاء بدرجة أخوة كنا أحنا الاتنين سحرة متمرسين لحد ما فى يوم مرضت بسبب لعنه سلطت عليا من أعدائنا ولان جدك كان بيعزنى فعل كل ما بوسعه عشان ينقذنى لكنه فشل.
وانا على فراش الموت وعدنى جدك انه هيحفظ روحى وهينسخها عبر العصور فى اجساد تانيه لحد ما يجى من نسله ساحر قوى يقدر يكمل مسيرته ويعالجنى عشان اعيش حياة كاملة وارتاح رحتى الابدية .
قولتله :
ممكن توضح اكتر ..
قالى :
ده اللى فهمته من الاحلام انى روح متنقلة عبر الازمان…. وان الأجساد اللى روحى بتسكنها بتفنى عند سن ٣٥ .. انت الوحيد اللي تقدر تفك لعنتى وتخلينى اعيش حياة طبيعية وروحى تنفنى فى جسدى ده وتبطل تتنقل لاجساد تاني.. فهمتنى يا ناير؟
قولتله :
فلنفترض ان اللى حكيته صدق .. كل القرون دى ..احنا بنتكلم عن العصور الوسطى تقريبا ..مفيش ساحر قوى من نسل جدى روحك قابلته ؟!!
قالى :
معرفش.. ممكن الأجساد اللى سكنتها روحى قبل كده مقدرتش توصل او تمشى ورا الاحلام زى ما أنا مشيت وقدرت اوصلك ..ده غير ان الأحلام اللى بشوفها مبتوضحش الا عند سن الثلاثين يعنى بيبقى باقى خمس سنين بس قبل ما يفنى الجسد اللى روحى سكناه
وزى ما قولتلك انا نفسى لسه المعرفة عندى مكتملتش عشان كده محتاج مساعدتك .
قولتله :
أنا أسف جدا , لكنى مش هقدر أساعدك , لأنى مش ساحر قوى زى ما أنت فاكر , أنا بتاع عروض و حفلات مش مسخر مثلا ولا بعرف فى التعاويذ كما أنى معرفتى بموضوع تناسخ الارواح تعتبر صفر…
قالى وهو مضيق عينه الطبيعية :
أنت كداب , أنت ساحر قوى ومش أى ساحر , اللى زيك مابيجيش زيه الأ كل ألف سنه , أنت ممكن تكون أقوى من جدك كمان ..
ضحكت بسخرية ،قومت من مكانى وفتحت باب شقتى وانا بقوله :
شكرا على كلامك المحفز , لكنى زى ماقولتلك ساحر على قدى , أنا أسف جدا بس مش هقدر أساعدك و ماتقلقش أن شاء الله ربنا هيكرمك فى عصر تانى بواحد من نسل جدى يقدر يساعدك , ممكن تتفضل بقى علشان جاى من الشغل جسمى مكسر ومحتاج أريح .
أبتسم أبتسامة صفراء وقالى :
أنا مش هفقد الأمل يا ناير …
مد أيده فى جيب البالطو بتاعه وطلع ظرف أسود مقفول , حطه على الترابيزه اللى فى نص الشقة وقالى :
هستناك ياناير ..بس أرجوك متتاخرش عليا , لأن ايامى بقت محدوه ..
قرب عليا , حط أيده على كتفى وقالى :
أنت جواك طيبة جدك ياناير وعمرك ماهتسيب حد استنجد بيك !
نزل أيده من على كتفى , مشى ناحية جدار من جدران الشقة ونفد منها !!
بصيت على الظرف اللى على الترابيزه , وفضولى قادنى أفتحه علشان أشوف فيه أيه ؟؟؟
مسكت الظرف ولسه هفتحه , لاقيت باب الشقة بيخبط , قولت :
مين ؟
فجالى الرد :
أفتح ياناير .. أنا أم مبروكة .
فتحت الباب فلاقيت أم مبروكة واقفه وجنبها البرنجى .
قولتلها :
أهلا يا أمى .. خير فيه حاجة ؟!
قالتلى :
خير أن شاء الله .. مزعل عمك صلاح أفندى ليه ؟
قولتلها :
أيه هو صلاح أفندى البرنجى أشتكالك ولا أيه ؟!!
قالتلى :
اها بيقول أنك بقالك فترة مش مركز فى الشغل ومبقتش زى الأول كأن حد ساحرلك .
البرنجى دخل فى الحوار وقال وهو بيضغط على مخارج الحروف :
أها والله … مسحورله … حد ساحر عامله سحر !!
قولت لأم مبروكة :
أنا زى الفل يا أم مبروكة …
بصيت للبرنجى وزغرتله بعينى وانا بقول :
هو صلاح افندى بس بيحب يطلع اسرار الشغل ..متاخديش فى بالك يأم مبروكة , أنا زى الفل .
أم مبروكة قربت على ودنى وقالت بهمس :
انا عارفه أيه اللى ملخبط حالك !!
بصتلها بأستغراب فقالتى :
البت مبروكة قالتلى كل حاجة ..العصافير الكنارى … اللى شاغل عقلك يتهنا به ..
البرنجى قطع همسات أم مبروكة وقال بدون مقدمات :
أحنا نروح لساحر !! أها نروح لساحر يقرأ عليه .. أنا أعرف واحد ساكن فى الحارة هنا أنما أيه …
قطعت كلامه وقلت :
أستغفر الله العظيم ..
بصيت لأم مبروكة وقولتلها :
طيب ياست مبروكة أتفضلى أنتى دلوقتى … , نبقى نتكلم بعدين على رواقه .
أرتسمت على وشها أبتسامة عريضه وقالت وهى بتغمزلى وبتبص على البرنجى .
أها فهمت … ربنا يقدم اللى فيه الخير .
أم مبروكة أنسحبت ونزلت تحت ومافضلش غير البرنجى اللى كان واقف مبتسم بينش على وشه بالمنشه بتاعته وهو بيقول :
يلا بينا ياناير أتأخرنا على الكازينو .
ماردتش عليه وقفلت الباب فى وشه .
خبط على الباب مارضتش أفتحله , أرتميت على السرير بهدوم الشغل اللى لسه مغيرتهاش , أتنفضت من مكانى لما افتكرت الظرف الاسود اللى سابه أبو بالطو أسود
على الترابيزة .
مسكت الظرف بفضول وفتحته .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى