روايات

رواية مهرة الفصل الثامن 8 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل الثامن 8 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت الثامن

رواية مهرة الجزء الثامن

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة الثامنة

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
بعد أن قال المأذون جملته الأخيرة انطلقت الزغاريط والتهاليل والمباركات عليهما وعلى كبير العائلة ووالد العروس والعريس أما عنهما فظلا على حالهما دون أن يحرك كلاهما ساكنًا، كان هو سارح بملكوته الخاص كيف له أن يبدأ حياة معها وهي كانت تحت أمرة ابن عمه وصديقه المقرب، فقد تقبله بعدما نبذه الجميع كان يعلم بأنه لا يوافق على تلك الزيجة من البداية لكنه حاول اقناعه قدر المستطاع، لم يكن يعلم وقتها أن العروس هي مُهرة بحد ذاتها، صديقة مراهقته أثناء الثانوية، أما عنها فكانت تنظر إلى الفراغ دون أن ترمش بأهدابها حتى وكل كلمة قالها لها تتردد بذهنها وكأنها انطلقت اليوم ولم يمر عليها أكثر من عام، تذكرت بعدما رمى عليها يمين الطلاق وكيف أصر الجد بأن تظل بالمنزل حتى حضور والديها لكن وقتها شعرت بغثيان وعدم إستقرار بمعدتها وقتها فقط علمت بأنها حامل، هنا أصر الجد على قراره أن تحيا بينهم كما أمر الشرع أما عن نور فقد اختفى من حياتهما بعدما طرده والده من المنزل مُصرًا على عدم رجوعه مرة أخرى إلى المنزل وأن يحيا مع من أرادها بعيدًا عنهما، التفتت على حين غرة حين شعرت بأن هناك من يراقبها، تفاجأت به وهو يلفحها بنظارات باردة لكنها لم تعطي إهتمام للأمر كثيرًا: هتاخدي بالك منه، مش كده؟
التفتت إلى من ألقى عليها السؤال تبتسم لها قائلة: أكيد يا طنط
أمأت لها جميلة قائلة بحنان: بلاش طنط دي ممكن تقوليلي ماما؟
أمأت مُهرة لها بإيجاب وهي ما زالت ترسم تلك الإبتسامة الزائفة على محياها قائلة: حاضر
وفور نطقها لتلك الكلمة جذبها والدتها من ذراعها تؤمرها بأن تتبعها دون إعتراض، بعدما انفردوا بأنفسهم وقفت تثني ذراعيها أمام صدرها قائلة بسخط: لسة في أوامر تانية يا ماما ولا المرة دي هتقوليلي ارمي نفسي من البرج علشان تخلصي مني خالص
صفعة قوية ألجمتها لكنها لم تحرك ساكنًا بل ظلت على حالتها تنظر إليها دون أي ردة فعل تذكر أما عن والدتها فقالت بحدة: مش معنى أننا دلعناكِ أنك تسمحي لنفسك تردي عليا بالطريقة دي، بكرة تفهمي ليه أصريت أنك ماتفضليش لوحدك، لكن دلوقتي ياريت تبتسمي شوية علشان أبوكِ مايتعبش كفاية اللي حصله من ساعة اللي حصل
أجابتها بكلمة واحدة فقط: حاضر
ثم تركتها ذاهبة بعيدة عنها دون إبداء أي مشاعر
بعد ساعتان تقريبًا انفرد كل منهما ببعضهما البعض جلس كل منهما على حافة الفراش يعطي كل منهما ظهره للآخر والأفكار تدور بخلدهم دون تصريح بها إلى أن قطع الصمت صوت غيث الذي قال: جعانة؟
التفتت إليه تتعجب سؤاله فمنذ متى هناك من يهتم بها أو بما تشعر به حتى، تذكرت يومها الأول مع زوجها السابق عندما تركها وحدها دون إهتمام، أغمضت عيناها تحاول إخفاء دموعها قبل أن تجيبه: لا
قام من مجلسه متسائلًا بجدية: فعلًا، ولا بتحاولي تتهربي مني؟
مُهرة: وايه يخليني اتهرب منك؟
نظر إليها مطولًا قبل أن يجيبها: أنا آسف
اندهشت من رده متسائلة: بتتأسف ليه؟
تنهد من قلبه: على اللي حصل من شوية
استغرقت برهة قبل أن تفهم ما يرمي إليه لذا قالت: لو تقصد جوازنا فاللي المفروض يتأسف هنا فيبقى أنا مش أنت
غيث: ليه بتقولي كده؟
أخذت نفسًا طويلًا تتذكر ما حدث معها بالأونة الأخيرة منذ أن وافقت على قبولها لتلك الوظيفة المشؤومة وصولًا إلى جوازها الثاني: علشان هتقصي حياتك مع بقايا واحدة
لم يجد إجابة على حديثها لكنه رأى أنه من الأفضل لهما تغيير دفة الحديث عندما ابتسم يشير إلى باب الغرفة: تعالي نتعشى ثم اقترب منها هامسًا بطفولية: أنا طلبت بيتزا مارجريتا
ابتسمت إلى ما همس به تتذكر ذكرياتهم معًا تتسائل بدهشة: لسة فاكر
غيث: مانساش علشان افتكر
ارتبكت من إجابته قائلة: يلا نروح ناكل
أمأ بإيجاب دون إبعاد نظره عنها لكنها هربت من نظاراته وهي تخطو بخطوات واسعة خارج الغرفة، دلفت إلى المطبخ تحاول جلب الأطباق من مكانها لكنه لم تستطع أن تصل إلى مكانهم بسبب قصر قامتها، تأففت وهي تقف على أطراف أصابعها تحاول أن تصل إليهم لكن دون جدوى إلى أن تفاجأت بيد تمتد من خلفها تلتقط ما تريد، فُزعت قليلًا لأنها لم تتوقع ما حدث لذا ارتدت للخلف كحركة لا إرادية منها تفاجئ هو الآخر لكنه التقطها بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضًا، نظرة مطولة بينهما انتهت بابتعاد مُهرة عنه قائلة بخجل: كنت.. كنت عايز حاجة؟
سعر بخجلها لذا أجابها ببسمة: لا أنتِ اللي كنتِ عايزة
مُهرة: ايه؟
ضحك على سؤالها مغيرًا دفة الحديث: مش هناكل
مُهرة: أكيد
**********************************************
يا ترى كده ارتحتي، شايفة أنها كده هتبقى مبسوطة؟
تنهدت قبل أن عجيبه بصوت مبحوح: مش عارفة بس كل اللي أعرفه أنها مش هتبقى لوحدها، ثم أكملت حديثها بعدم فهم: ثم أنت ليه بتلومني مش أنت اللي كنت مُصر على الجوازة دي زي بالظبط؟
نظر إليها عبد السلام بحيرة: كنت مُصر لما زاد تعبي وحسين أنها هتبقى لوحدها خصوصًا بعد ما خلفت وعرفت أنه أتخلى عنها تمامًا حتى أنه ماهتمش بعد ما خلفت يشوف بنته، كنتِ عيزاني اسيبها لوحدها إزاي وأنتِ عارفة مجتمعنا ماكنش هيرحمها ولو اتقدملها حد تاني لهيطلب منها تتخلى عن بنتها وتربيله عياله يأما هيجلها واحد أكبر مني
صفاء: وايه اللي خلاك تغير رأيك؟
عبد السلام: لما شوفت نظرتها، لما حسيت أنها بقت مجرد لعبة في أيدينا بنحركها زي ما نحب، وهي ملهاش حق الإعتراض لمجرد بس أنها بقت في التلاتينات
اقتربت منه تجلس على حافة الفراش واضعة يدها على راحة يده في محاولة منها لبث الطمأنينة بداخله: صدقني غيث هو اللي هيعوضها غير أنه هيتقبل بنتها وهيعملها زي بنته وبكرة تقول صفاء قالت
وضع كف يده الآخر على كف يدها يبتسم براحة وهو يدعو الله بداخله أن يصدق حدسها تلك المرة
************************************************
جلس اثناهما يتناولون طعامهم بصمت إلى أن قاطع ذلك الصمت صوت تحمحم غيث: عجبك الأكل؟
أمأت بإيجاب تجيبه بابتسامة حاولت رسمها قدر استطاعتها على ثغرها: آه
غيث: حبتيه؟
كانت على وشك تناول قطعة من طعامها إلا أنها توقفت عندما فاجئها بسؤاله لتجيبه: ايه لاذمة السؤال ده دلوقتي
غيث: فضول
مُهرة: ولو قولتلك اه هيفرق معاك في ايه؟
أطال النظر لها يجيبها دون أن يشيح بنظره عنها: هيفرق في قراري
مُهرة: اللي هو؟
غيث: يا ترى هنكمل ولا جوازك التاني هيبقى زي الأول

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!