روايات

رواية مهرة الفصل التاسع 9 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل التاسع 9 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت التاسع

رواية مهرة الجزء التاسع

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة التاسعة

ظلت على حالها تنظر إلى طبقها دون رد فعل يذكر إلى أن قاطع الصمت صوت ضحكاتها العالية، لم يبد هو الآخر أي رد فعل بل ظل يراقبها إلى أن رفعت بوجهها تنظر إليه وهي تمسح دمعات عيناها إثر ضحكتها قائلة: آسفة أصل الموضوع مضحك أوي
ابتسم بعملية قائلًا:
ايه اللي بيضحك في كلامي ممكن أفهم؟
أجابته وهي تحاول السيطرة على صوت ضحكتها قدر الإمكان: لأنك تقريبًا سقط أني لسة مارة بالتجربة دي مافيش كتير
رفع ببصره إليها وهو يضع كفه أسفل ذقنه يسند بذراعه على طاولة الطعام قائلًا بهدوء: لا ماسقطش أنا بس حبيت..
رفعت ببصرها نحوه، تصيح بنبرة غاضبة ألجمته: اسمعني كويس أوي يا ابن زهران لأني مش هعيد كلامي مرتين، ركزت بنظرها بنظراته الباردة إلا أنها لم ترى كف يده التي أبيضت سُلماتها من شدة قبضته عليها في محاولة منه السيطرة على غضبه قدر الإمكان ليسمع ما بدأته: أنا مش لعبة في ايدك ولا في ايد عيلتك علشان تلعبوا بيا الكورة كل شوية شمال ويمين لا فوقوا وإذا كانت عجبتكوا اللعبة فحلو أوي نلعبها وماله
إندهش من نبرة صوتها الجديدة وهو يتذكر تلك المُهرة الجامحة ذات الستة عشر ربيعًا التي لم يتجرأ أحد على الوقوف أمامها والآن قد ظهرت بذاتها القديمة مرةً أخرى، طالما افتقدها كثيرًا في أحلك أوقاته، حاول عدم إظهار ابتسامته قدر المستطاع يحدثها ببرود: يعني؟
نفخت بنفاد صبر تجيبه: يعني أنا اللي هحط القوانين وقبل أن يُجيبها ابتعدت عنه تهتف بحنق: بداية كده بقى يا أستاذ غيث أنا مش محتاجة فلوسك في حاجة
تعجب مما قالته يحاول الإستيعاب لكنه لم يحاول مقاطعتها بل فضل الإستماع إلى ما تريده عسى أن تشغل تفكيره عن الأفكار التي تراوده وهو يراقب ذلك الثغر الذي يتفوه بالتفاهات دون الإلتفات إلى ما يحدث له عندما تتحدث: أنا هشتغل
رفعت ببصرها نحوه عندما صاح بها بنبرة غاضبة جعلتها ترتعش مكانها لتفقدها ما كانت تتحلى به من شجاعة أمامه عندما اقترب منها يتحدث بصوت مكتوم من غضبه: مش معنى أني كنت ساكت على العبط اللي كان بيحصل من شوية ده أني هسمحلك تتمادي للدرجة دي
هتفت بتوتر ظاهر تتراجع للخلف وقلبها ينبض بالهلع لكنها حاولت التماسك أمامه: من البداية وأنا كنت عارفة أنك برضه هتقولي شغل الجواز الصوري والكلام ده فأنا حبيت اوفر عليك كل السكة دي علشان نخلص، وعارفة أنك هتقولي أنك مش ملزم بمصاريفي وبلا بلا بلا فعلشان كده حبيت أجيب القصة من أخرها وأقولك أني فعلًا المسئولة عن مصاريفي أنا وبنتي اللي أبوها جرد نفسه منها ومن مسئوليتها علشان واحدة ماتسواش
قاطعها بخشونة وهو يضرب الحائط بقبضة يده بنفاد صبر: أنتِ شيفاني من النوعية دي يا مُهرة؟
أجابته بعفوية: ابن عمك من النوعية دي فمش هتختلف عنه كتير
توقعت أن يدافع عن نفسه أو حتى يظهر على ملامحه السخط لكن ماتت توقعتها عندما مال برأسه قليلًا إلى الشمال قائلًا: يبقى تمام أنتِ اللي أخترتي يا هانم
قالها بسخرية شديدة، أما عنها فقد هوى قلبها ذعرًا وهي تراه يختفي من أمامها صافقًا باب الغرفة خلفه بقوة جعلت دقات قلبها تنتفض من مكانها
*******************************************************************
أيوة يا حبيبي
ابعد الهاتف عن أذنه ينظر إلى هوية المتصل ليتأكد بأنها بالفعل زوجته، وضعه مرة أخرى على أذنه يتحدث بشك: هو أنتِ فعلًا سهر مراتي؟
ابتسمت بتهكم تُجيبه بخبث: هو أنت ماتعرفش صوت مراتك يا باشمهندس؟
علم ما تلمح إليه لذا جارها بحديثها مدركًا بأنه من الممكن أن تتحول ليلته الرومانسية إلى ليلة تعيسة من الممكن أن تطلب أسبوع لكنه يحب غيرتها، يعشقها يدرك بأنها مثل الأطفال تريد اهتمامه لها وحدها فقط: يعني فعلًا طلعتي سهر مش ريهام
اعتدلت بجلستها تحاول استيعاب ما قاله لها للتو: ريهام مين؟
حاول كتم ضحكته قبل أن تصل إلى مسامعها يهتف بخبث: أنا قولت ريهام أنا قولت هيام بتسلم عليكِ
سهر:لا يا عبد الرحمن أنت قولت ريهام وماتحورش
عبد الرحمن: ماحورش! متجوز سواق توكتوك أنا
زمت بشفتاها تنطق اسمه بنبرة تحذير: عبد الرحمن!
وصل لمسامعها صوت مكابح سيارته التي زمجرت كصاحبها الذي صاح بغضب: سهر مش أنا اللي تتكلمي معاه كده، فهماني ولا لا؟
تفاجئت من تحوله المفاجئ، لكن ولمَ المفاجأة فهذا ما اعتادت عليه منذ خطبتهمـ تذكرت يومهم الأول عندما أخبرتها والدتها بأن هناك عريس متقدم لخطبتها لم تتذمر أو حتى اعترضت بل ظلت ساكنة لم تعلم بما عليها تُجيب فصدمتها تكفيها، أمأت برأسها دون إجابة واضحة ثم قامت من مكانها لتختار ما عليها إرتدائه بالمساء، ظلت تنظر إلى خزانتها ما يقارب النصف ساعة وبالأخير وقع اختيارها على بلوزة باللون الوردي مع بنطال أبيض وحجاب بنفس لون البنطال
أخيرًا حل المساء، كانت وقتها تجلس فوق سريرها تحادث صديقتها المقربة مُهرة: يا بنتي حسسيني أنك عروسة كده
سهر: أعمل ايه يعني مش فاهمة؟
مُهرة: اتوتري، قولي مثلًا مش حابة العريس، دبدبي في الأرض، مثلًا مثلًا قولي شكله ايه، اسمه، سنه، اي حاجة كده..
قاطعتها سهر بسؤالها: تفتكري في ده هيفرق معاهم في حاجة يا مُهرة؟
فهمت ما ترمي ما ترمي إليه، لذا أجابتها بسعة صدر تتفهم ما تفوهت به صديقتها للتو: يبقى تهتمي أنتِ يا سهر
سهر: إزاي؟
مُهرة: يعني تفهمي راسك من رجلك يا سهر اعرفي هو مين بيشتغل ايه اسمه مش يمكن مايناسبكيش؟
سهر: مادام قاله آه هتبقى هي وخصوصًا بعد اللي حصل النهاردة
مُهرة: هو جدك مشاه خلاص
أغرورقت مُقلاتها بالدمع لكنها حلوت منعها من السقوط عندما فُتح الباب فجأة تدلف من خلفه والدتها تنبهها بأن عريسها قد وصل
همست لصديقتها بأن تدعي لها ثم أغلقت الهاتف على وجل بعد مرور ما يقرب الربع ساعة ولجت سهر بكؤوس العصير قدمته لهم جميعًا ثم وقع نظرها على العريس الجالس بثقة مفرطة يتحدث بلباقة مع جدها وأعمامها، لمحته سريعًا ثم خرجت من الغرفة لكن عدها طلب منها الجد أن تجلس معه ليتبادلوا الحديث، جلست بخجل أمامه تنتظر منه الإطراء لكنه فاجأها عندما قال: ما عتقدش أن الطقم ده ممكن يتلبس تاني
رفعت برأسها تنظر إليه بصدمة وهي ترمش بأهدابها بضعة مرات متسائلة: أفندم!
***********************************************************************
ظلت تنظر إليه بإندهش شديد دون رد إلى أن قاطع الصمت سؤاله: هتفضلي واقفة قدامي زي تماثيل متحف الشمع كده كتير ولا ايه؟
رمش بأهدابها بضعة مرات قبل أن تُجيبه: يعني عايز اي دلوقتي؟
وضع ساق فوق الأخرى يتحدث بكبر شديد: عايز قهوتي، ثم وجه بنظراته إلى التلفاز لكنه أشار إليها مرة أخرى بحدثها بتحذير: آ بشربها سادة
لم تعلم ما الذي عليها فعله أهو يهذي أم زواجه منها أضاع ما تبقى من عقله، قاطع تفكيرها سؤاله: في ايه؟
بللت شفتها العلوية بطرف لسانها تتسائل بتعجب وهي تميل برأسها واضعة أصابعها على ذقنها: يعني أنت دلوقتي قررت أنك تشغلني، صح؟
سمعت صوته يجيبها: آه
حكت ذقنها بسببتها وهي تنظر لسقف غرفة المعيشة بحيرة: بس هبقى شغالة عندك برضه، صح؟
نظر إلى السقف معها يتسأل بينه وبين نفسه، تُرى ما الذي تراه منذ فترة مدرستهم إلى الآن بالسقف ليستطع فهم ما يجول برأسها الصغير ذلك؟ لكنه بالأخير أجابها: أيوة
عضت شفتها السفلية بأسنانها وهي تتسأل بفكير عميق: يعني مش من المفروض أرفض لك طلب دلوقتي، صـ..
شهقت بصوت مسموع عندما وجدت نفسها بين ذراعيه ومن خلفها حائط الغرفة وقبل أن تعي ما يحدث اقترب منها أكثر يتحدث بنبرة تحذيرية: ماتحاوليش تستفزيني يا مُهرة علشان ماحدش هيندم في الآخر غيرك
رمشت بأهدابها وهي تنرظ هنا وهناك بعدم فهم لكنها لم تتجرأ على إجابته سوى بإيمأة صغيرة منها، حاولت الإبتعاد لكنه ظل على حاله يراقب كل تصرفاتها العفوية بتحفز لم تعهده منه من قبل، ابتعد عنها على حين غرة يشهق بضيق يُشير إليها بأن تذهب وتجلب له ما أراد دون تلكأ، هرولت من أمامه وكأنها قطة كانت حبيسة لغرفة إمرأة لم ترأف بحالها ووضعت لها الطعام أو الشراب منذ بضعة أيام وقد فُك أسرها للتو، وقفت بالمطبخ تحاول فهم ما حدث بالخارج لكنها لم تفهم لذا نفضت تلك الأفكار بعيدًا عنها تحفز نفسها ببضعة كلمات تشجيعية: لا يا مُهرة ما تفقديش تركيزك لا، هو بيحاول يلعب بأعصابك علشان يشوف مين فينا اللي نفسه أطول ومادام هو اللي بدأ يبقى البادي أظلم يا سنوحي
هستنى القهوة كتير، ده انتِ لو بتعمليها على الطاقة الشمسية كان زمانها خلصت
ارتعدت أوصالها عندما سمعت صياحه، لقد شردت بأفكارها لدرجة معها نسيت القهوة التي فارت على النار، أخذتها على وجل دون أن تراعي لأصابعها التي احترقت وهي ترفع إبريق القهوة من على النار، تركتها من يدها بسرعة على رخامة المطبخ تهمس بغضب مكتوم: منك لله يا سنوحي يا ابن جميلة، يتشال ويتحط عليك يا بعيد
غيث: تؤتؤ أنا مش بعيد بالعكس أنا أقرب منك ليكِ بس أنتِ اللي طول عمرك ما شوفتي ده
صرخت بعلو صوتها عندما سمعت همسه بجانب أذنها ، دفعته عنها كرد فعل تلقائي منها بسبب عدم توقعها لوجوده بجانبها، نظر إليها بعدم يأمرها بأن تحضر قهوته إلى مكتبه لأنه يريد أن يتناقش معها في بعضة أمور تخص اقتراحه بالنسبة لعملها معه
تأففت بنفاد صبر، لكنها ترجعت للخلف بخطوات سريعة عند اقترابه منها على حين غرة يتسأل إن كانت لا تريد اقتراحه، أجابته دون ان ترفع بنظرها إليه: لا طبعًا عجبني، بس ياريت بلاش القرب ده
وضع ذراعه على الحائط خلفها وهو يميل بجسده حتى يصل إلى ولها نظرًا لفرق الطول الواضح بينهما، ابتسم لها بخبث وهو يلفحها بنظرات ثاقبة يتسأل: ليه، ومع سؤاله اقترب أكثر منها لدرجة بأنها شعرت بأنفاسه الحارة على صفائح وجهها، شعرت معها بتوقف أنفاسها وللمرة الأولى اختبرت تلك المشاعر لكنها حاولت تجاهلها قدر الإمكان وهي تجيبه: علشان ده مش من ضمت اتفقنا
تيبس جسده للحظة حاول إخفائها سريعًا وه يبتعد عنها قائلًا: تعالي ورايا ومتنسيش القهوة
ظلت تراقبه حتى اختفى من أمامها ومع اختفائه شعرت بأنها تستطيع تتنفس مرة أخرى، ظلت ترزع المطبخ ذهابًا وإيابًا تحاول تهدئة تسارع أنفاسها المتلاحقة وهي تخبر نفسها بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بعدها التقطت صينية القهوة التي حضرتها ثم وقفت أمام باب مكتبه تطرقه بهدوء إلى ان سمعت صوته يأذن لها بالولوج، وضعت الصينية أمامه بابتسامة، التقط فنجان القهوة بابتسامة سمجة وفور تذوقه لها بصقها بسرعة قائلًا بإشمئزاز: ايه القرف ده؟
غضبت مُهرة من رد فعله لكنها حاولت كبح ذمام غضبها تجنبًا لما قد يحدث تتسائل بتأفف: ليه مالها؟
غيث: دي سم مش قهوة، مافيهاش وش وباردة، ده عك، روحي اعملي واحدة غيرها قبل أي كلام
قبضت على صينية القهوة التي بيدها تحاول تهدئة أعصابها قدر المستطاع لكنها لم تستطه رافعة الصينية وقبل أن تنهال عليه بالضرب حذرها قائلًا: لا لا لو عملتي كده ماحدش هيزعل غيرك هنا
نزلت الصينية بسرعة متحدثة ببراءة: عملت ايه؟
بجانب ثغره ارتسمت ابتسامة خبيثة وقبل أن تدرك ما يحدث وجدت نفسها بين ذراعيه للمرة التي لا تعلم كم عددها
شعرت بلمسته على وجهها وبأصابعه التي تبعد خصلات شعرها هامسًا بأذنها: مُهرة أنا بحـ..
ابتلع كلمته الأخيرة على طرقات متتالية ومعها صوت أنثوي مذعور: بسرعة يا غيث ألحق جدك قبل ما ولاد عرفان يعملوا فيه حاجة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى