روايات

رواية مهرة الفصل الثالث 3 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل الثالث 3 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت الثالث

رواية مهرة الجزء الثالث

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة الثالثة

نزل الإثنان ليشاهدوا الجد يجلس على مقعده الخشبي والجميع من حوله ينتظرون حديثه وما أن وقع نظره على نور تحمحم قليلًا ثم قال: سبوعين تنين وكتب كتاب نور على مُهرة هيتم
وكأن الجميع على رؤوسهم الطير لما يجدوا جواب لما قاله إلا أن نظرهم وقع على مُهرة الجالسة بهدوء دون إبداء أي تعبير على وجهها، أما عنه فكان ينظر إليها والشر يتطاير من عيناه وفكرة واحدة تدور برأسه لقد حققت ما أرادات وانتصرت عليه
قبل تلك الأحداث بيومان..
أجابت بعصبية: يا سهر بجد ابن عمك ده إنسان مش طبيعي هو في ايه؟
ضحكت سهر قائلة: معلش هو علشان بس عاش أغلب عمره برا بيكمل تعليمه من ثانوي لحد الجامعة حتى عاش هناك سنتين بيشغل لحد ما جدوا أجبره ينزل مصر تاني، فتلاقي تصرفاته..
أكملت عنها مُهرة: متخلفة، تصرفاته متخلفة
ابتسمت سهر قائلة: معلش بقى يا مُهـ..
ابعدت هاتفها عن أذنها بعدما صرخت صديقتها بملئ فاهها بأطفالها ثم ودعتها مغلقة بوجهها: طول عمرك بتحترميني يا سهر
وما كادت أن التفتت حتى التقت بمريم أمامها تخبرها بأن الجدة تريد لقائها، أمأت برأسها إيجابًا ثم تركتها ذاهبة إلى حيث أخبرتها مريم، تعجبت بالأول لكنها لم تهتم كثيرًا.
وقفت مكانها تنظر هنا وهناك لكنها لم تجد الجدة بل وجدته يقف يستند على جذع شجرة بتكاسل وهو عاقد كلا ذراعيه أمام صدره
تأففت عندما رأته أمامها قائلة: كنت متأكدة أنه يستحيل تكون الجدة هي اللي طلبت تشوفني
وبملامح جامدة أجابها: أمال جيتي علشان مفتقداني؟
اعترضت على قوله: أفتقدك أنت؟ لا برمرم
لم تدرك مدى خطئها إلا عندما اقترب منها دون مراعاة اعتراضها عندما أمسك ذراعها قائلًا بمس قاتل: اسمعي كلامي لآخر مرة ووقفي النحيب ده لأني مش هقوله تاني، قسمًا بالذي تهتز له السبع سموات لو ماوقفتيش اللي بتعمليه ده يا مُهرة وحصل اللي في دماغي لهتعيشي حياة أسود من السواد نفسه
أجابته بأنفاس متلاحقة وهي تحاول فك ذراعها من يده التي كانت تقبض عليه كأغلال من حديد: طب بس خليك راجل وسيب دراعي وأنا هوريك السواد ده بيتجاب منين
ارتسمت ابتسامة ساخرة على جانب ثغره، وبدون سابق إنذار تركها لتفقد توازنها وترتمي أرضًا أمام قدماه، أخذت برهة لتدرك ما حدث لها ثم قامت من مكانها بعصبية بالغة وهي تنظف كف يدها تصيح به بغضب: أنت متخلف يالا ولا ايه؟
نور: افتكري كويس أن المتخلف ده أداكي بدل الفرصة اتنين وتلاتة بس علشان ماتجيش تعيطي بعد كده
مُهرة: مش مُهرة أكرم اللي تعيط يا خفيف، ثم أنا بس عايزة أفهم أنت ايه مشكلتك معايا؟
نور: مشكلتي أني مش بحب حد يغصبني على حاجة وخصوصًا لو كانت الحاجة دي اكبر مني بدل السنة أربعة
تعجبت مما قاله، لكنها لم تجد ما تقوله سوى: أفندم!
تأفف نور رغمًا عنه قائلًا: مش فاهم هتفضلي تدعي الغباء لحد امتى؟ على العموم أنا حذرتك للمرة التالتة، سلام
تبعته بنظراته وهي تردد: متخلف
*********************************************************************
خير يا حاج جايبني على ملا وشي اكده ليه؟
أشار إليها محمد بالجلوس، لكنه لم يجب بل أخذ وقته بالتفكير، لذا تحمحمت زوجته فردوس قائلة: محمد
نظر إليها مليًا ثم قال: مُهرة
فردوس: مالها؟
محمد: ايه رايك فيها؟
تعجبت من سؤاله لكنها أجابته ببسمة: البنية زينة ومشوفناش عليها حاجة شينة واصل
محمد: وخلت تيم في ظرف تلت أسابيع يرجع يضحك من جديد
فردوس: حوصل، بس ايه لاذمته الكلام عن البنية دلوقتي، مش المفروض نركز على موضوع نور
محمد: ما هو ده أساسه يا حاجة، أنا قررت أجوز نور لمُهرة
انتفضت فردوس من مكانها ضاربة بكف يدها على صدرها قائلة: يا خبر أبيض يا حاج محمد، كيف تجوز بنية أكبر من ولدك له، ده حتى يبقى حرام
ضرب محمد بعصاه على الأرض قائلًا بصوت أجش: حرام ايه يا ولية يا خرفانة أنتِ
فردوس بارتباك: ماجصديش حاجة شينة يا حاج، بس البنية أكبر منيه
محمد: خابر زين أنها أكبر منيه، بس مش جايز هي دي اللي تصلح حاله بدل التوهه اللي هو فيها دي، وتجمع شملنا من جديد
فردوس: لو عايز تجمع شملنا يبقى الحسن تجوزها للكبير مش للصغير
نظرت في عيناه لتجد أن بهما لهيب جامح أقسمت بداخلها لو كان يستطيع اخراجهما لحرق معه الأخضر واليابس من شدة خبره، لكن الأخير تمالك نفسه قائلًا بهمس غاضب: آخر مرة تفتحي الموضوع ده خابرة ولا لا يا فردوس
ارتجفت أوصالها فبرغم كبر سنهم إلا أنها ما زالت تهابه، تعلم جيدًا أنه وبرغم حنيته التي لا مثيل لها إلا أن غضبه يستطيع معه إحـ ـراق من يقف بوجهه لذا قالت بتلعثم: أنا ماجصديش حاجة يا حاج
محمد:يبقى خلصنا والكلمة اللي أجولها تمشي على الكبير جبل الصغير، ثم قال كلمته الأخيرة من بين فكيه وكأنه يشدد عليها، فهماني طبعا يا فردوس
فردوس: فهماك يا حاج، بس كنت عايزة أسألك سؤال
محمد: خير؟
فردوس: ايه اللي حوصل لبنت زين، مش كنا اتفقنا معاهم أنها تبجى لنور
محمد: بوها خبرني من وجتها أنها مخطوبة لابن عمها بس أنا ماجولتش حاجة علشان ماخليش نور يستغل الفرصة، وبعدين طلبت من سهر تشوف بنت كويسة تدرس للعيال لكن أنا كان من جوايا حاجة تانية لحد ما جابلت ابو مُهرة لما جيه يطمن على المكان اللي بته هتكون فيه ولما جت هي كمان وتوكدت من أخلاقها جولت ليه لا، وكلمت بوها من سبوع وفهمته على كل حاجة ووافج
في اليوم التالي..
لم تعلم لمَ هم مسافرون في ذلك التوقيت بالذات دون علم من بالمنزل بما يجري أو حتى إلى أين هم ذاهبون؟
لم تدم حيرتها كثيرًا عندما وجدت نفسها بمنزلها أمام والديها، ظنت في بادئ الأمر أن الجد حضر لها تلك المفاجأة لها خصيصًا كشكر لما فعلته مع أحفاده، لكنها تجمدت مكانها عندما سمعت حديث الجد وقتما أمرها بالجلوس أمامه قائلًا: اجعدي يا بتي الكلام اللي هجوله دي يخصك
تعجبت مُهرة من حديثه متسائلة: يخصني في ايه؟
ضحك الجد: ماتجلجيش يا بتي
ابتسمت مُهرة منتظرة ما يريد قوله: أنا جاي النهاردة علشان أطلب يدك
مُهرة بإندهاش: جدي حضرتك بتقول ايه؟
محمد: بجول أني جاي أطلب يدك لنور حفيدي
ارتجفت أوصالها فور سماعها لإسمه، فهو لا يدرك مدى كره حفيده لها ومعاملته إياها منذ أن وضعت قدمها بمنزلهم فكيف عندما تكون تحت رحمته، انتفضت من مكانها قائلة بصرامة: لا
محمد: لا ليه يا بتي؟
ترددت مُهرة، فكيف لها أن تخبرهم ما بدر منه منذ قدومها لمنزلهم، لو أخبرتهم ستخسر وظيفتها وإن لم تخبرهم ستصبح زوجة لذلك المستبد كيف لها أن تخرج من تلك المعضلة حتى تذكرت فرق السن الذي بينهما، رسمت شبح ابتسامة على ثغرها أخفتها سريعًا لكنها لم تكن بتلك السرعة لأن الجد لاحظ ما حدث: علشان.. علشان أنا أكبر منه بأربع سنين يا جدي
تحمحم الجد: عارف يا بتي أنك أكبر منيه بأربع سنين ودي مش مشكلة أبدًا
مُهرة: إزاي يا جدي بس
هنا تدخلت الأم قائلة: ثواني يا حاج وأنا هتكلم معاها
أخذتها الأم من ذراعها وولج اثنتاهما إلى غرفة مُهرة، أغلقت صفاء الباب خلفها بهدوء ثم قابلت ابنتها بنظارات حادة: أقدر افهم رافضة ليه؟ وماتقوليش السن علشان أنا عارفة أنك مش من البنات اللي بتعارض أنها تتجوز حد أصغر منها
لم تعلم بما عليها أن تجاوبها: رافضة وخلاص يا ماما
إلى هنا وطفح الكيل: اسمعي يا بت أنتِ، إحنا خدناكي على قد عقلك متير ولحد هنا وكفاية، هتفضلي كده لحد امتى، أنتِ بقيتي 35 سنة ايه هتستني لحد ما تبقي تيتى بطقم سنان، أنا وأبوكِ خلاص تعبنا ونفسنا نفرح بيكِ وعرض الجواز ده مش هيتكرر تاني
مُهرة: بس يا ماما..
قاطعتها صفاء: ماسمعش كلمة إعتراض تانية فاهمة ولا لا، هنخرج من هنا وتقولي موافقة
ترقرق الدمع بعيناها لم تعلم بما عليها فعله لكنها بالأخير خضعت لأمر والدتها
*******************************************************************
عودة إلى الحاضر..
جلست وحدها بحديقة المنزل فهي لا طاقهة لها بما يحدث حولها، ولا تقدر على مواجهة ذلك المتعجرف في تلك اللحظة بالتحديد وعلى ذكر الشيطان فقد حضر أمامها وعيناه تخرج شر لا مثيل له، نظرت إليه بتأفف وانتظرته حتى وقف أمامها صائحًا بها بغضب: قولتلك ما تتحدنيش علشان ماتخسريش بس أنتِ مُصرة أنك تحطي نفسك في الوضع ده معايا
إلى هنا وطفح الكيل فما مشكلة ذلك الائن معها ألا يكفيه ما تمر به ومصيبتها معه حتى يتجرأ للشجار معها: أنت ايه مشكلتك معايا بالظبط، وتحدي ايه اللي بتقول عنه ده كمان؟
أقترب منها ببطء كالحيوان المفترس الذي ينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على فريسته: ما تستفزنيش يا مُهرة، أنا عراف كويس سبب وجودك هنا من البداية
ضمت كلا ذراعيها أمام صدرها: ايه سببه بقى؟
نور: أني أشوفك
مُهرة: علشان؟
نور: علشان اتجوزك
اندهشت مما أخبرها إياه لكنها لم تجد ما تقوله سوى: أفندم!
نظر إليها ببرود قائلًا: بالله ماتمثليش عليا علشان أنتِ ممثلة فاشلة
مُهرة: بس أنا مش بمثل
نور: إذا كان كده يبقى تروحي وترفضي الجوازة من بدايتها
نكست برأسها أرضًا تنظر إلى الفراغ قائلة: مش هقدر
نور بعصبية: ليه؟
مُهرة: كده وخلاص، ثم واجهت نظراته بتحدي: عايز ترفض أنت أتفضل إنما أنا لا
**********************************************************************
مر االأسبوعان بسرعة البرق حتى أنه لم يشعر بأنهم مروا من كثرة تفكيره على ما الذي يجب عليه فعله وكيف يتصرف، فهو على وشكل الزواج من إمرأة عجوز لا تشبه فتاة أحلامه ولا حتى ل
كاثرين بالله عليكِ، كفُي عن هذا الآن
أغلقت جفنيها تحاول السيطرة على بكائها حتى لا يسمع صوت نحيبها تصيح به بحدة بالغة: تريد مني أن أكف عن صياحي بك، وأنت على وشك الزواج غدًا
أخذ نفسًا عميقًا يتذكر ما سيحدث بالغد وكل ملامح وجهه يغطيها الإمتعاض من الفكرة فقط لكنه قال: لا تبكي صغيرتي أقسم لكِ فأنا لن أمسها فقط انتظريني شهر وسأكون معكِ وكلي ملكك فقط الصبر
تغرغر الدمع بمقلتيها تهمس قائلة: أتعدني بذلك؟
نور: أعدك
ابتسم قائلة: أنا أحبك
نور: وأنا كذلك
********************************************************************
الزينة تزين شارع علوان الذي سمي تيمنًا باسم عائلة علوان الجد الأكبر للعائلة والزغاريط تملئ الشارع بأكمله، فكل من بالبلد يحب تلك العائلة من كثرة الخدمات التي تخدمهم بها، أما عن منزل علوان فكان على قدم وساق والجميع يعمل منذ فجر اليوم والفرحة تملئ وجوه الجميع بالأخص والدة نور التي كانت معترضة على تلك الزيجة بسبب فرق السن الذي بين مُهرة ونور إلا أنها ومع معاملتهامع تلك الأخيرة علمت بأنها الوحيدة التي تصلح له
بسمة: جرى ايه يا أم العريس بخري نفسك ياختي ليفتكروكي العروسة من وشك المنور دي
تدخلت هناء قائلة: ياختي خمسة في عينك اللهم بارك عليها هي سميرة زي القمر من ساعة ما رجليها عتبت هنا
ضحكت على حديثهم إلا أنها بلعت جملتها بفمها عندما لمحت جميلة وهي تجلس بإحدى زوايا المنزل دون حديث، ابتسمت سميرة بحنان ثم قامت من مكانها إلى أن وقفت مكانها متحدثة بهدوء: قاعدة لوحدك ليه ياختي؟
نظرت لها جميلة بتعجب يشوبه السعادة: لا أبدًا والله يا حبيبتي بس قولت علشان مبقاش تقيلة على حد
جذبتها سميرة من رسغها قائلة: تقيلة ايه يا جميلة عيب تقولي كده ده احنا أهل تعالي أقعدي معانا تعالي
قامت جميلة من مكانها بسعادة: تسلميلي يا سميرة
سميرة: ماتعديش لوحدك تاني يا جميلة فهماني
فهمت ما ترمي إله لذا أمأتبراسها دون حديث وهي تتذكر أول يوم دبت قدمهاإلى ذلك المنزل ومنذ مجيئها والجميع يعاملها معاملة حسنة إلا رب المنزل فما زال لم يغفر لها خطيئتها إلى الآنن لكنها لا تعير نفسها إنتباه فقط هو ما ذنبه بتلك القصة بأكملها
انقضى اليوم وسط مجاملات وضحك الأطفال إلى أن أتت اللحظة الحاسمة، وقتما سأل المأذون عن رأيه بزواجه لم يعلم بما عليه الإجابة إلا أن نظرات والده وجده جعلته ينطقها على الفور قائلًا: أيوة
ثم جاء الدور على مُهرة الذي كان والدها وكيلها وهو الآخر أجاب بالموافقة ووسط زغاريط وفرحة الجميع نزلت مُهرة الدرج بفستانها الأبيض الواسع وطرحتها التي تزين وجهها الجميل لا ينكر بأنه أنبهر بطلتها فهي كالأميرات بذلك الفستان لكن لا لن يجعل مظهرها الفتان أن يسلبه عقله فهو على موقفه فقط، انتظر حتى صعد اثناهما الشقة وبعدما اغلق الباب خلفه نظر إليها بشر كبير قائلًا: أوعي تفتكري أن علشان اتجوزنا فأنتِ قدرتي تفوزي لا فوقي واسمعي كلامي كويس من هنا لشهر قدام مش عايز أشوف خيالك، احنا جوازنا جواز صوري فقط فهماني، ثم أشار إلى غرفة بجانب غرفتهم الرئيسية: وعلشان أنا كريم فمن النهاردة دي هتبقى أوضتي وهسبلك الأوضة الكبيرة تقعدي فيها براحتك وماحدش ليه دعوة بالتاني ولا يسأله الأسئلة السخيفة بتاعة كنت فين وأتأخرت ليه والجو ده إحنا مجرد أغراب عايشين تحت سقف بيت واحد، بس كل واحد حر في حياته، تمام كده تصبحي على خير علشان عندي مكالمة مهمة مع حبيبتي، سلام يااا.. مراتي
قال كلمته الأخيرة بسخرية ثم تركها واقفة بإندهاش وقد لُجم لسانها بالكامل

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى