روايات

رواية مهرة الفصل الرابع 4 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة الفصل الرابع 4 بقلم رحاب قابيل

رواية مهرة البارت الرابع

رواية مهرة الجزء الرابع

رواية مهرة
رواية مهرة

رواية مهرة الحلقة الرابعة

أنزوت بخيبة بإحدى جوانب غرفتها بعدما أغلقت بابها، جلست القرفصاء تضم جسدها كله بين ذراعيها تبكي حالها، ولا تعلم ما الذي عليها فعله أتلعن حظها الذى أتى بها إلى ذلك المنزل منذ البداية أم تتصل بصديقتها “سهر” تخرج جام غضبها عليها، أم أن عليها تتصل بوالديها تخبرهم بما حدث لعلهم يندمون على ما فعلوه بها، ظلت الأفكار تضرب عقلها طوال الليل حتى غلبها العاس فنامت مكانها، إلى أن استيقظت على طرقات خفيفة، رمشت بأهدابها بضعة مرات وهي تتنظر حولها تحاول إدراك ما يحدث حولها إلى أن تذكرت أحداث ليلة أمس قامت بتأفف تحاول رفع فستانها الطويل حتى تقف بإستقامة وما أن فتحت باب غرفتها تفاجأت به يمنعها من الخروج قائلًا: وأنتِ مفكرة نفسك رايحة فين بفستانك ده؟
أجابته ببرود: هفتح الباب
حاول تمالك أعصابه قائًا بعصبية مكتومة: هتفتحي الباب وأنتِ كده؟
أجابته بغباء: وماله كده؟
نور: ده بجد!
أدركت ما يرمي إليه لذا قررت أن تستمر بلعبتها: آه بجد
نور: بقولك ايه بطلي جو الإستعباط ده شوية وادخلي غيري هدومك
إلى هنا وقد طفح الكيل، خطت بضع خطوات كاسرة المسافة التي بينهما ثم رفعت سبابتها تحدثه بتحذير: إياك ثم إياك تعلي صوتك عليا أو تتكلم معايا بالأسلوب ده مرة تانية
ابتسم بسخرية رافعًا حاجبه: وإن ماحصلش؟
لفت ذراعيها أمام صدرها: حخلي الكل يعرف الحقيقة، وافتكر كويس أنا ماعنديش اللي أخسره، أما أنت فعندك
نور: آه بتمسكيني من إيدي اللي بتوجعني يعني
مُهرة: سميها زي ما تسميها المهم أظبط نفسك معايا كده علشان أنا مش هسكت على الكلام الفاضي ده كتير
وقف أمامها بتحدي: بس أنتِ عندك اللي تخسريه يا مُهرة
بعيون ناعسة سألته: اللي هو؟
نور: أهلك
وقفت بإعتدال تتسأله بريبة: يعني؟
نور: تفتكري يا مُهرة لو اطلقتي في أول يوم جواز ليكِ، الناس هتقول ايه؟ وقبل أن تجيبه أكمل عنها: أقولك ايه، مصيبة مجتمعنا أن لحد وقتنا ده وهما بيحطوا اللوم على البنت سواء كانت غلطانة أو لا فهي برضه السبب فيعني لو اطلقتي من أول يوم وأهلنا عرفوا الحقيقة مجتمعك هيعترف بيها؟ طب بلاش دي والدك ووالدتك هيستحملوا طلاقك؟
اذدرقت ريقها بصعوبة: أنت بتهددني
أدرك بأنها خائفة لذ بدأ يلعب لعبتها عندما علم بأن الكرة أصبحت بملعبه الآن: سميه زي ما تسميه، بس خلينا نقول أن كل واحد فينا عنده مصلحة عند التاني فيله ما نتفقش؟
مُهرة: على ايه؟
نور: أولا أننا نستحمل بعض شوية لحد ما نعرف غزاي هنتخلص من التاني
مُهرة: وثانيا؟
نور: زي ما قولتلك ماحدش فينا يتدخل في حياة التاني
فكرت قليلًا قبل أن تُجيبة: موافقة
مد يده ليصافحه لكنه توقف عندما قالت: بس بشروطي
نور: يعني ايه؟
مُهرة: يعني أنا اللي هقول شروط اتفقنا
نور: اسمعها الأول
مُهرة: مافيش مشكلة لكن أولا ساعدني كده في فك الطرحة دي علشن خلاص تعبت
ابتسم نور ولأول مرة تدرك مدى وسامته عند ابتسامه فلطالما قابلها بوجه مكفهر لا يوجد عليه أي بشائر للضحك
بعد أن خلعت حجابها وبدلت فستانها بملابس أكثر راحة، خرجت إلى المطبخ تحضر طعام إفطار لها بعدما يائس من كان يطرق بابهما على الفتح، ثم جلست تتناول طعامها بهدوء إلى أن قاطعها نور بحديثه: وأنتِ بقى مفكرة بطريقتك دي هتكسبيني؟
رمقته بنظرتها بطرف عيناها وهي ما زالت تأكل اللقمة التي غمستها بالفول بإستمتاع قائلة: أكسبك؟ والله أنت مُسلي أكتر من مسرحية مدرسة المشاغبين
نور: أمال الوليمة دي لمين؟
مُهرة: فعلًا أنك ذكي، يعني هتكون لمين يا أذكى إخواتك؟ مش شايفني باكل!
تحمحم قائلًا بإعتذار: آه تمام سوري
ألتفتت إليه تبتسم له: ولا يهمك
هنا أدرك بأنها دون حجابها وشعرها الأسود الطويل ينساب على ضهرها دون إهتمام، أما عن ملابسها فكان جلباب قصير دون أكمام، أدرك مدى جمالها لكنه حاول التغاضي عنه وهو يجلس بجانبها يمد يده إلى الخبز وقبل أن يلتقطه كان كفها يمسك كفه قائلة: على فين يا حب؟
إندهش مما فعلته يجيبها بتعجب: ايه؟ هفطر
مُهرة بسخرية: آه وماله، تفطر براحتك بس حضرتك تقوم زي الشاطر ك\ه تحضر لنفسك ده فطاري أنا
نور: بس ده من فلوسي أنا
كانت تشرب شايها بإستمتاع حتى فاجئها بكلمته تلك، سعلت ما كانت تشربه، مد يده بكوب من الماء لكنها رفضته، حاولت تمالك نفسها تجيبه من بين شهفاتها: مـ.. معاك حق علشان كده أنا هدور على شغل
نور ببرود: براحتك، لكن يبقى من وراهم هنا
أمأت برأسها إيجابًا قائلة: دلوقتي بقى الشروط
نور: سامعك
مُهرة: الجواز هيستمر لمدة ست شهور
نور بعصبية: أنتِ بتقولي ايه؟
مُهرة: اسمع للأخر، أولًا كده الجواز يستمر لمدة ست شهور وده مش علشان حبًا في سواد عينيك لكن حفاظًا على سمعتى وأهلي اللي اتكلمت عنهم
نور: ثانيًا؟
مُهرة: زي ما قولت ماحدش فينا يدخل في حياة التاني، لكن قدامهم لازم تحافظ على كرامتي زي ما أنا هحافظ على كرامتك بالظبط
نور: مافيش مشكلة، اللي بعده؟
مُهرة: نكون أصحاب
تعجب مما قالته، لكنها أكملت: اصل مش معقول هنكون تحت سقف بيت واحد وماحدش بيضحك في خلقة التاني
ابتسم نور ثم مد يده يصافحها: عندك حق
بعد مرور يومان على تلك الأحداث..
كانت تجلس بجوار صديقتها وابنة عم زوجها “سهر” تخبرها بأنها فعلت ما أخبرتها إياه، لكن لا يوجد أي شيء يدل بأنه يريدها
سهر: يا بنتي وأنتِ مفكرة باللي أنتِ بتعمليه ده هيحبك بكرة
مُهرة: يعني ايه؟
سهر: يعني اديه وقته يا مُهرة، وبعدين أنتِ لسة قدامك ست شهور
مُهرة: تفتكري ممكن يحبني أصلًا يا سهر؟
سهر: هو أنتِ حبتيه أصلًا يا مُهرة
مُهرة: مش هنكر أني أعجبت بيه، لكن الحب لسة أكيد
سهر: يبقى هو كمان لسه، وماتنسيش أنه العقربة اللي مسيطرة عليه لسة على تواصل معاه شاطرتك بقى أنك تخليه يحبك وتاخديه ليكِ
مُهرة: إزاي بقى؟
ضربت بكفها طرف جبهتها تصيح بها بعصبية: بجد أنا مش فاهمة أنتِ عندك 35 سنة إزاي
أجابتها بتعجب: في ايه؟
سهر: ركزي شوية كده يا مُهرة، أنا من البداية قولتلك ألبسي حاجة جذابة كده حصل؟
مُهرة: حصل ولبست جلابية قصيرة عليها ميكي
بملامح سخط أجابتها: فعلًا والله ميكي، وماعملتيش ضفيرتين؟
مُهرة: أنتِ بتتريقي يا سهر؟
سهر: هعملك ايه يا مُهرة، ما أنتِ اللي غبية، بصي أنا فاهمة أنك مكسوفة بس أقله باني أنك آنسة كبيرة مش طفلة عندها خمس سنين
مُهرة: يعني أعمل ايه؟
سهر: ألبسي يا ستي حاجة سكسي كده، أقولك ألبسي مثلا هوت شورت وبادي كده وسيبي شعرك، حطي ميك آب خفيف أعملي سهرة حلوة كده يعني
مُهرة: لا يا ستي اتكسف
قامت سهر من مجلسها بعصبية: خلاص خليه يروح يتجوز الحربوئة بتاعته دي بقى علشان الكسوف ينفعك
مسكتها بسرعة قائلة: خلاص خلاص هعمل اللي قولتيلي عليه
سهر: تمام
مُهرة: طب استني رايحة فين؟
سهر: هروح بقى يا بنتي هتلاقي العيال كلوا أبوهم
ضحكت مُهرة على حديث صديقتها لكنها توقفت عن الضحك عندما التفتت لها سهر تسألها بتعجب: مُهرة أنتِ ليه عايزة الجوازة تنجح برغم انك ماكونتش عيزاها من الأول
نظرت إليها بحيرة: علشان خاطر ماما وبابا نفسهم يفرحواا بيا
سهر: جايز
ابتسمت بتردد تنظر في ظل صديقتها التي ذهبت منذ قليل وهي تسأل نفسها، هل هي تريد نجاح زواجها فقط من أجل أسرتها أم هناك سببًا آخر لا تريد الإعتراف به حتى لنفسها
******************************************************************
يا ابني وحشتني مش هتيجي بقى، كفاية سفر؟
أجابها بنفس مكسورة: آجي ليه وعلشان ايه يا أمي؟
جميلة: علشان خاطري انا يا غيث
غيث: مش هقدر يا امي آجي تاني، أنا ماليش مكان وسطكم
جميلة: ما أنا استحملت أني أكون وسطهم علشانك ووقت ما اتشد عودك سبتني ورضيت بالغربة
غيث: ما تقوليش كده يا أمي، دي كانت رغبة جدي من البداية
جميلة: وخلاص امور الشركة اتحلت مش هترجع بقى
غيث: ربنا يسهل، ربنا يسهل
مسحت دموعها تتسأل: باركت لإبن عمك؟
غيث بتعجب: على ايه؟
جميلة: على جوازه
غيث: هو اتجوز؟
جميلة بحيرة: هو جدك ما قالكش
تنهد غيث يجيبها بثقل: وهو من امتى أهتم يقولي على حاجة غير للي فيه مصلحة ليه وبس على العموم مبروك ليه
جميلة: معلش يا بني بكرة ربنا يعدل الحال
غيث: خلاص يا أمي هو مُصر يشيلني اللي ماليش ذنب فيه
بكت بحرقة على حال ولدها الوحيد وهي تتذكر خطئها قائلة: آسفة يا بني
غيث: ما تقوليش كده يا أم غيث ووالله لو ما كان علشان خاطر جدتي كنت أخدتك ومشينا من البيت ده من زمان، لكن هانت أوي
جميلة: ايه ده؟
غيث: هتعرفي كل شيء في وقته، مضطر أقفل أنا علشان الشغل وهبقى أكلمك تاني
أغلق المكاملة مع والدته وهو يتذكر أول مرة خطت قدمه فيه منزل جده عندما كان بسن السادسة عشر من عمره كان استقبال جده بارد كالثلج أما عن جدته فكان ونعم الترحيب بالأخص عندما فقدت ابنها البكر وهو ذكراه الوحيدة بدنياها، لكن إلى الآن وكفى من تلك المعاملة
وكما يقال
إن غدًا لناظره قريب

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!