روايات

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم مايسة ريان

رواية ملاك يغوي الشيطان الفصل السادس عشر 16 بقلم مايسة ريان

رواية ملاك يغوي الشيطان البارت السادس عشر

رواية ملاك يغوي الشيطان الجزء السادس عشر

ملاك يغوي الشيطان
ملاك يغوي الشيطان

رواية ملاك يغوي الشيطان الحلقة السادسة عشر

أخذ آدم دوره مأخذ الجد منذ البداية ومر عليها فى غرفتها كي يصطحبها الى الغداء برفقة الأخرين ..
كانت قد أرتدت سروالها الجينز الوحيد وعليه القميص الأزرق الشاحب الذي سبق وأعارتها نيكول اياه ورفضت فيما بعد أسترجاعه وأصرت على زينة أن تحتفظ به .. جمعت شعرها ورفعته أعلى رأسها بمشابك الشعر لتعطيه مظهرا راقيا تعويضا عن ملابسها العادية .
بمجرد خروجهما من المصعد قبض آدم على كفها بيده وقربها منه .. تلونت وجنتاها بحمرة الخجل وهما يقتربان من الأخرين وهي تكاد تشعر بنظراتهم الحادة وهي مسلطة عليها وعلى يدها القابعة فى يد آدم .
كان المطعم يطل على جبل مونت كارلو وهو احدى سلاسل جبال الألب ويقع على حافتها .. خصصت لهم مائدة على الشرفة الواسعة وكانت ذو اطلالة مميزة ولكن زينة لم تكن تشعر بالراحة التى تجعلها تستمتع بالمنظر الخلاب أمامها فقد حرص آدم على الجلوس فى المقعد المجاور لها واضعا ذراعه معظم الوقت على ظهر مقعدها وكأنه بذلك يعلن للجميع ملكيته لها وعندما وجدت الشجاعة للنظر الى الأخرين رأت أولا الحزن على وجه فراس والسخرية فى عينا كاميليا .. حميد كان غاضبا يتململ فى جلسته وكأنه على وشك الأنفجار فى أية لحظة .. جليلة كانت غريبة … توقعت زينة أن تراها غاضبة ولكنها على العكس بدت هادئة ومرحة وهذا أقلقها أكثر .. لم يجرؤ أحد على توجيه الكلام المباشر الى زينة أو ربما يكون الوضع الجديد مربكا مما جعلهم حائرون فى كيفية التصرف معها
– حبيبتي ؟ .. الم يعجبك الطعام ؟
كادت زينة أن تشرق وهي تبلع ريقها ونظرت الى آدم مجفلة ورأته يبتسم لها ببراءة فقالت بتلعثم
– الطعام جيد شكرا .
قرص وجنتها بتحبب فأشتعل وجهها وألقت نظرة سريعة حولها ووجدت كل العيون تراقبهما .. لمعت عينا جليلة بغضب ولكن سرعان ما أخفته ببراعة وقد بدا فراس مذهولا فى حين ألقى حميد بشوكته فى الطبق ووقف يقول بعصبية
– لقد أكتفيت .
ثم وقف وتابع بحنق
– سوف أعود الى الفندق .
وانصرف كطفل صغير غاضب فابتسم آدم ساخرا وعاد ليتابع تناول طعامه بهدؤ وفتح نقاش جاد مع فراس يخص العمل مما أعطى فرصة لزينة لتفكر فى الهدف من وراء ما يفعله آدم .. هي ليست غبيه لتعتبر تصرفاته معها عفوية .. أصطدمت عيناها للحظات بعيني فراس وقرأ كل منهما نفس الحيرة فى عيني الأخر .
****
تركها آدم أخيرا وحدها وسمح لها بالصعود الى غرفتها لترتاح قبل سهرة المساء والتى قال انها ستكون مفاجأة لها .. أخيرا سترتدي فستان السهرة الجديد .
أخرجته ووضعته على الفراش بحرص شديد ووضعت بجواره حقيبته الصغيرة ثم أخرجت الحذاء الذي كان وجهه عبارة عن شرائط تنتهي برباط فوق الكاحل بقليل.. كانت حقا سعيدة فقد كان آدم مرحا وكثير المزاح معها وأولاها كل أهتمامه طوال فترة النهار ولم يترك جانبها أبدا .
تناولوا العشاء فى مطعم الكازينو والتى أكتشفت زينة أنه كازينو للقمار وألعاب الورق فسدت سعادتها على الفور فهي تخيلت أنها سترى عروضا راقصة وغناء لأشهر المغنيين العالميين ولم تفكر أنهم ذاهبون للمقامرة كما ساءها أن يوضع على مائدتهم شراب النبيذ وقد ظل حميد يتجرع معظمه حتى شكت زينة يأنه أصبح فى غير وعيه فقد راح يتصرف بوقاحة وينظر اليها نظرات لم ترق لها وخشيت أن يثير غضب آدم ولكنه على العكس كان يبدو فى أفضل حالاته المزاجية .
رفضت زينة أن تشارك بالمقامرة رغم أن الجميع فعلوا ما عدا هي وفراس وقد عرض عليها آدم فيشات لتراهن بها ولكنها رفضت ووقفت بعيدا عنهم تتساءل ان كانت ستتحمل الوزر معهم أم لا ؟ .. سوف تتناقش بهذا الأمر مع آدم فيما بعد لتضع حدودا لما هو مسموح لها بالمشاركة به معهم .
فوجأت زينة بشخص يسحبها من ذراعها ويسير بها بعيدا عن الأخرين ولم تستغرب عندما وجدت أنه حميد فقالت بهدؤ وهي تسير بجواره بسرعة جعلتها تلهث
– لا يجب أن نبتعد عنهم .
قال بغيظ
– هل تخافين من اغضابه .. هل يخيفك أنت أيضا ؟
كانا قد وصلا الى مدخل الكازينو فوقفت بعناد وجذبت ذراعها من يده وقالت
– أنت فى غير وعيك .
قال بحنق
– أنت من دفعتني لذلك .
رقت نظراتها وقالت
– أرجوك لا داعي لأن نتشاجر .
رقت نظراته بالمثل وقال
– لماذا هو وليس أنا ؟ .. لقد قدمت عرضي أولا .
قالت بتوتر
– وما أدراك بذلك ؟
صاح بغضب
– اللعنة عليه .. لأنني أطلعته على نواياي تجاهك قبل أن أفاتحك بالأمر .. وأتعلمين ماذا قال ؟
بهت وجه زينة وهو يتابع
– قال أنك لا تستحقين حتى مجرد نظرة من رجل مثلي وطلب مني أن أتركك وشأنك وأبحث عمن تليق بي حقا .. ولكن أنظري ماذا فعل .. ألتف من ورائي ليأخذك لنفسه … حتى فراس لم يصدق ما فعله فقد كانت نيته كما أخبره أن يرسلك الى أمه لتعملي كمرافقة لها بعد أن تنتهي الرحلة .. لم يحسسنا ولو لمرة أنه يهتم لك ويراك جديرة بأحدنا.
أصبحت أطرافها باردة وأنتابها أحساسا بالغثيان .. هل خدعها ليبعد صديقه عنها ؟ ألن تنتهي سلسلة الخداع التى تعيشها مع كل شخص توليه ثقتها وتفتح له قلبها .. أما من نهاية لسذاجتها وغباءها ؟!!!!!!!!!!!!
رأته قادما بأتجاههما بخطوات سريعة وغاضبة فأبتلعت ريقها وأجلت حنجرتها ورسمت أبتسامة على شفتيها فقال وهو ينقل نظراته بينهما بحدة
– ماذا تفعلان هنا ؟
قال حميد بتحدي وهو تقريبا يترنح
– كان لي طلب عند زينة وأردت معرفة ردها عليه .. هل لديك مانع ؟
ضم آدم شفتيه بقوة دليلا على ضيقه ثم نظر الى زينة وقال بجفاء
– وهل أعطيته ردك ؟
نظرت اليه بهدؤ وقالت
– كنت على وشك فعل ذلك ؟
يبدو أن طريقتها لم تعجبه فقد عقد حاجبيه ووقف متوترا وقال
– حسنا .. هيا أخبريه بردك .
للحظات أرادت أن تسحب البساط من تحت قدميه وتعلمه درسا يجعله يبتلع غطرسته تلك الى الأبد وذلك بالموافقة على الزواج من حميد ولكنها لا تستطيع فعل ذلك .. فسوف تكون عاجزة عن الأستمرار فى تحديها وأن تصبح مخادعة مثلة وتؤذي مشاعر حميد ويكفي ما أحدثته من فوضى فى حياتهم فنظرت الى حميد وقالت بحزن
– آسفة حقا أن أرفض عرضك الذي شرفتني به .. لقد كان الشئ الوحيد الحقيقي والصادق الذي قيل لي منذ زمن .. شكرا لك .
ورغما عنها أمتلأت عيناها بالدموع .. ألتوى وجه حميد بمرارة ونظر الى آدم وقال
– أرجو أن تكون سعيدا الأن .
لقد لمحت وجه آدم وهي تعلن رفضها لحميد وكانت الراحة والرضى جليان على وجهه ولكن نظراته أحتدت وهي تنهي جملتها فهل فهم أنها تعرف بأنه لم يكن صادقا معها ؟
تابع حميد بتعب
– سوف اذهب لأجرب حظي مع احدى موائد الروليت مادام لم يعد لي حظ مع النساء هذه الأيام .
ثم تركهما وعاد الى داخل الكازينو , قال آدم
– هيا بنا نعود الى الأخرين .
قالت زينة وقد شعرت بصدرها يضيق منه ومن المكان
– ألا يمكن أن أعود الى الفندق فالجو هنا ليس لي ولا يناسبني .
عبس بشدة وكأنه ضجر منها فجأة
– حسنا .. هل تستطيعين العودة بمفردك ؟
غامت عيناها بحزن وقالت بسخرية مريرة قد لا يكون قد أنتبه اليها
– نعم أستطيع .. لا تقلق بشأني .
خرجت من الكازينو ولم تنظر خلفها لترى ان كان يتابعها بنظره أم أنه عاد الى الداخل راضيا عن نفسه لأنه تخلص منها أخيرا .
حتى البكاء لم يعد يجدي نفعا .. قلبها كان يتألم وسألت نفسها بمرارة .. منذ متى تعلق قلبها بآدم ؟ كانت تنظر اليه على أنه مجرد وسيلة للأمان تعلقت بها .. وكان الوحيد بين الثلاثة الغير مرتبط فلم تشعر بأنها تغدر بأمرأة أخرى عندما وافقت أن ترتبط به .. يا لغباءها .. عن أي أرتباط تتحدث؟ لقد صاغ لها بضعة كلمات تاه عقلها بين حروفهم ولم تخرج فى نهاية أتفاقهما بشئ واضح ومفهوم الا بكلمتين ( نصبح أصدقاء ) .. لا وعد حقيقي بالزواج ولا تصريح جاد بأن ما يشعر به تجاهها هو حب صادق وحقيقي .. قال أنه يريدها ولا يتحمل فراقها وأتضح لها أنه يفعل ذلك ليبعد صديقيه عنها .
كانت تستطيع أخذ سيارة أجرة الى الفندق ولكنها فضلت المشي قليلا وحدها .. يجب أن تعتاد على الوحدة .. أن تسير دون قلق من الناس والخوف من الأماكن الغريبة .
وفجأة أنفجرت فى البكاء من دون سابق انذار وهي مستمرة بالسير .. لا ترى من خلف ضباب الدموع نظرات الناس المستغربة اليها .. بدت فى عيونهم كطفل تائه من والديه ويثير الشفقة ..
توقفت بعد فترة عن المشي وعن النحيب وجففت دموعها بطرف حاشية ثوبها ولم تبالي لأتساخه فقد كرهته ولم تعد معجبة به .. حتى أن آدم لم يمتدحه ولم يقل لها أنها رائعة فيه كما تمنت أن تسمعه يقول .. نفخت فيه أنفها أيضا وعندما رفعت رأسها وجدت زوجين عجوزين ينظران اليها بأشمئزاز فرفعت رأسها بتكبر ومرت من أمامهما غير مبالية .. وجدت نفسها أمام واجهة محل يبيع المثلجات ودون تفكير دفعت الباب ودخلت وأمام واجهة العرض طلبت من البائع أن يعطيها أكبر قطعة مثلجات لديه نظر اليها البائع بأبتسامة وكان رجلا أنيقا متوسط العمر وقال بالفرنسية مازحا
– الأيس كريم يساعد على حل المشاكل العاطفية .
أبتسمت له بوجهها الملطخ بالزينة
– نعم ربما يفعل .
– بأي نكهة تريدينه ؟
– من كل شئ ما عدا الليمون .. وأكثر من الشيكولا .
خرجت من المحل وأستأنفت السير من جديد وهي تلعق الأيس كريم وكان طعمه لذيذا وباردا جدا وقد هدأ من بؤسها قليلا ..
وصلت الى احدى الساحات وكان يتجمع فيها مجموعات من الشباب والسياح يمرحون ويتمازحون فجلست بجوار مجموعة منهم يغنون يصاحبهم شخص يعزف على الجيتار وقررت أن تتفاعل معهم وتمرح مثلهم وتترك الكآبة والغم لما بعد .. ناولتها فتاة كانت تجلس بجوارها محرمة ورقية وأشارت الى وجهها بأشارة ذات مغزى .. أبتسمت لها زينة وراحت تنظف وجهها وراقبتها الفتاة وما أن أنتهت حتى رفعت لها ابهامها علامة اعجاب وعادت الفتاة لتلحق باللحن مع أصدقاءها وزينة تصفق بمرح وتضحك دون سبب .
مر الوقت على زينة وهي لا تراقبه وبدأت الأعداد تتضاءل من حولها فشعرت أنها تأخرت وقد حان موعد عودتها الى الفندق وما أن وقفت وبدأت فى توديع رفقاءها حتى سمعت صوت يصيح وهو يتجه نحوها
– زينة .
رفعت وجهها بدهشة لتجد فراس يسرع الخطى نحوها ووجهه شاحب من القلق فقالت
– ماذا ؟
قال معاتبا
– كنا نبحث عنك منذ ساعات وكنا نظن أن مكروها ما قد حدث لك .. وأدم يكاد يجن من شدة القلق .
عند ذكره لآدم قست نظراتها وسألته بعدم أهتمام
– وهل عدتم مبكرا من الكازينو ؟
– لا .. أتصل آدم بغرفتك فى الفندق ليطمئن الى أنك وصلت بأمان وعندما لم تجيبي لعدة مرات عاد الى الفندق وحده ولم يجدك هناك .. أتصل بي وخرجت للبحث عنك معه وتركت كاميليا وجليلة بصحبة حميد الذي كان تقريبا فاقدا للوعي من كثرة الشرب .
– لا داعي لقلقكم .. لم أجد فى نفسي رغبة للعودة الى الفندق مبكرا فتمشيت قليلا وجلست هنا مع الشباب .
– حسنا .. دعينا أولا نطمأن الجميع الى أنك بخير .
وخلال ذلك كان قد أخرج هاتفة المحمول وتحدث الى آدم وزينة تفكر ساخرة .. لا يمكن أن يكون قلقا عليها حقا وانما يقوم بالتمثيل لأقناع أصدقاءه بأهتمامه بها وهنا تذكرت ذلك اليوم فى ميلانو والذي غادروا فيه الفندق وتركوها من خلفهم وكيف تخلف آدم عن الرحلة وعاد ليبحث عنها .. وقتها شعرت بانه يهتم بها حقا ويخاف عليها وأثبت لها ذلك ببحثه عن والدها وطمئنته عليها وشعرت تجاهه حينها بعاطفة قوية .. لم تحللها ولكنها أعطتها شعورا بالأمان وبأن هناك من تستطيع الأتكال عليه وأنها ليست وحيدة .. فما الذي حدث ؟
قال فراس قاطعا عليها أفكارها
– هيا بنا .
سارت بجوار فراس وأمام الرصيف كانت سيارة أودي بيضاء تقف ونزل منها آدم ورأت وجهه عاصفا من الغضب فأنكمش جسدها رغما عنها من الخوف وتعلقت بذراع فراس بشدة , ربت فراس على يدها الممسكة بذراعه يطمأنها , وجاء صوت آدم هادرا
– أين كنت ؟ .. ولماذا لم تعودي الى الفندق كما قلت ؟
أصبحت بين ذراعي فراس دون أن تدري كيف وهو يضمها اليه ويصيح فى وجه آدم
– توقف عن ارهابها .. كانت تقضي وقتا ممتعا وهذا من حقها وان كنت تهتم لأعطيتها هاتفا حتى تستطيع الأتصال بها .
تحول غضب آدم الى فراس وهو ينظر الى ذراعيه التى تحاوطها وتضمها اليه
– لا تتدخل أنت .
ثم جذب زينة من بين ذراعيه بقوة مما جعلها تصطدم بصدره بعنف وظنت للحظات أن فراس سيجذبها منه بدوره ولكنه بدل من ذلك ضم قبضتاه بشدة وقال بحدة
– للمرة الألف أقولها لك .. يوما ما سيجعلك غضبك هذا تخسر الكثير .
لم يقل آدم شيئا واستدار فراس وانصرف غاضبا وبدلا من أن يستقل سيارة الأودي التى جاء بها آدم رأته يشير الى سيارة أجرة ويستقلها ويذهب .
– لقد كاد أن يقع فى حبك .
نظرت زينة الى آدم بحدة ووجدته ينظر اليها بحنق وتابع
– كما هو حميد عبدا لشهواته فان فراس عبدا لقلبه .. كلاهما لا يعملا عقليهما ويتركون المشاعر تقودهم .. لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التى وقع فيها فراس فى الحب لدرجة دفعته مرة للأقدام على الأنتحار عندما كان مراهقا .. وحميد يدخل فى علاقة وأكثر مع أكثر من أمرأة ويتخيل أنه سيخسر الكون ان لم يحصل عليها .
سألته بصوت مرتجف بائس
– وأنت ؟
أمال رأسه الى جانب واحد ونظر اليها بغموض
– أنا ؟ .. أنا لا أعتبر أن لي قلبا غير ذاك الذي يضخ دمي فى شراييني .. قد أرغب فى أمرأة وأسعى للحصول عليها لأرضاء حاجة طبيعية فطرت عليها ولكن لا أرى العالم ينهار من حولي ولا يجن عقلي ان قالت لي لا .
كم كان شديد الشبه بخالد فى تلك اللحظة ؟!!! وسألته بتحدي
– وماذا عن جليلة .. ألم تكن تحبها فى يوم من الأيام وتركتك لتتزوج من رجل غيرك وتألم قلبك من أجلها ؟
أبتسم أبتسامة جافة وقال
– هذا ما ظننته حينها .. ولكن أكتشفت أن كل ما تبقى من تلك المشاعر كان يشبه فى هشاشته هشاشة ورقة محترقة .. وسرعان ما فهمت طبيعتي وقدرت قوتي وتجربة الحب وآلامه خرجت من حساباتي نهائيا .
هزت رأسها بحزن وبداخلها ألما حارقا
– ليت لي قلب بمثل قساوة قلبك وعقل برجماتي يضاهي عقلك .
ضم وجهها بقوة بين كفيه وقال هامسا بقسوة
– لست قاسيا لدرجة لا تجعلني أشعر وأهتم بك .
تراجعت الى الخلف تنفض يديه عنها وتقول
– أريد حقا أن أصدقك ولكني صرت أعرفك .
زفر بضيق وقال ويداه تسقطان بجانبه
– لا .. أنت لا تعرفيني .. أنا من أحاول أن أعرفك على نفسي حتى لا يكون لديك اي أوهام من ناحيتي .. وأنا حقا أهتم بك ووعدت بأن أرعاك .
سمعت نفس هذا الكلام من قبل .. بنفس الطريقة وبنفس القسوة .. أرادت أن تقول له بمرارة ( ترعاني بأن ترسلنى الى أمك لأعمل لها خادمة ؟ تربطني بك بعلاقة كاذبة وتخدعني لتحمي أصدقاءك مني ؟ ان كان هذا نوع الأهتمام الذي تقصده فأنا لا أريده )
أمسك يدها بنفاذ صبر وسحبها معه الى السيارة المنتظرة .
فكرت وهي تجلس بجواره فى السيارة ..
لقد قررت أن تبقى معه فقد بقى القليل وتنتهي تلك الرحلة وسوف توافق على أن تذهب لتعمل مرافقة أو خادمة لأمه فلا يهم الأمر ولقد عرفت من بيدرو أن أمه تقيم فى اسبانيا كما هي عائلة حميد .. ومع الوقت وبعد أن تلملم شتاتها ستبحث لنفسها عن حياة خاصة بها بعد أن تعتاد على الغربة والوحدة ويصبح لها معارف يساعدونها على ايجاد عمل مناسب فهي تجيد لغتين وباللغة العربية أصبحوا ثلاثة لغات .. يجب أن تكون قوية وسوف تنجو باذن الله .
****

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك يغوي الشيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى