روايات

رواية ملاذي وقسوتي الفصل السادس عشر 16 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الفصل السادس عشر 16 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الجزء السادس عشر

رواية ملاذي وقسوتي البارت السادس عشر

ملاذي وقسوتي
ملاذي وقسوتي

رواية ملاذي وقسوتي الحلقة السادسة عشر

كانت تجلس على الفراش بهدوء وبُنيتاها شاردة به
تبتسم تارة وتخجل تارةٍ أخره، وكانت يداها
لا تفارق هذهِ العقد الذهبي الذي أهداه سالم لها
مررت أصابعها على الاسم المحفور عليها
(ملاذ الحياة)للتتذكر حديث سالم صباحاً قبل
ذاهبه للعمل…….
دخلت بهدوء وفي يدها صنية عليها أطعمة الإفطار
رفعت عينيها عليه لتجده يقف امام المرآة يمشط شعره الغزير وعيناه شارده في مكان اخر…….
وضعت صنية الطعام على طاولة الصغيرة في الغرفة…
سارت على أطراف أصابعها بخبث وهي تقترب منه
بمشاكسة ،كادت ان تقترب منه لكنها وجدت الأرض تنسحب فجأه من تحت قدميها وجسدها بأكمله مرفوع قليلاً للأعلى بيد سالم القويتان !..
هتف سالم بمراوغه ……
“كده ياوحش عايز تخضني ينفع برضه… ”
ضحكت حياة بخفوت وهي تقول بإحباط…

 

 

“وحش إيه بقه هو انا لحقت ….شكلك مكنتش سرحان ولا حاجه وبتشتغلني…… ”
نظر لها بمكر وهو يسألها بعبث…….
“وانت كنت ناوي تعمل إيه ياوحش……. ”
كادت ان تعلق وسط ضحكتها على هذا الإسم الغريب والذي اول مره يناديها به…. ولكنها
ردت ببراءة..
“كنت ناويه اخضك بس…… ”
“بس؟….. تخضيني انا راحت الهيبه…. “هتف وهو مزال يرفعها على يداه و رأسها للأعلى يسند على رأسه يحملها وكانها طفله في العاشرة….. قالت بخجل وهي تبتسم على تعليقه….
“طب نزلني بقه ياسالم……. ”
نظر لها بلؤم..
“ولمقابل…….. ”
“هاااا مقابل إيه مش فهمه….. “تطلعت عليه بعدم فهم….
“لا… ازعل بجد ركز معايا ياوحش شوية دلوقتي انا هنزلك على الأرض مافيش حاجه بالمقابل وانتي متشعلقه فوق كده….. ”
حدقت به باستفهام ثم هتفت بجرأة باتت بها فقط
معه “بوسه ولا حضن…. ”
رفع حاجبه الأيمن بصدمة سرعان ما انفجر ضاحكاً
ابتسمت هي بحرج وهي تعض على شفتها السفلى
من وقاحة لسانها الذي يتجرأ فقط امام سالم شاهين بدون تردد…
رد عليها بعد ان انتهى من ضحكاته الرجولية…
“انتِ تفضلي إيه ياملاذي….. ”
لم ترد عليه لكن رفعت بُنيتيها الداكنة نحوه فترجم سريعاً احتياجها….
أنزلها على الأرض واقترب منها وضمها إليه كان عناقه دافئ حاني….. كانت تشعر انها في ساحتها
الخاصة…كم تعشق أحضانه من يوم ان تذوقتها
في اول شهر جواز لهم …..لن تنكر احساسها
بين احضانه ولأمان الذي يغمرها معه..
كانت تنكر في البداية تلك الاحاسيس حتى لنفسها ولكنها لم تنسى يوماً دفء ذراعه واشتياقها لتجربة عناقه في كل مرة يقف بها امامها…..
“ازاي عرفت…… “هتفت وهي تضع يدها حول خصره الرجولي المنحوت…
قبل كتفها الأيسر قائلاً بحنان
“إحساس مش أكتر…. ”
“تعرف أني بحب حضنك اوي… “قالت عبارتها له بتردد…..
ضمها برجولية وحنان طغى عليها…
“وانا بعشق قربك ياملاذي…. عايز افضل في حضنك لحد اخر نفس فى عمري…..”
“بعد شر عليك ياحبيبي ربنا يخليك ليا…”
“ويخليكي ليا…..بحبك…”قالها وهو يقبل قمة رأسها مُستنشق عبير شعرها بادمان…
“وانا بموت فيك….”
طرق على الباب قطع خلوتهم ببعضهم ابتعد
عن أحضانها بصعوبة وعلى مضض.. ذهبت حياة لتفتح باب الغرفة….. دخلت ورد بتزمر وعبس وجلست على حافة الفراش سريعاً بحنق …
راقبها سالم بأستفهام….
جلست بجانبها حياة متسائلة بقلق ….
“مالك ياحبيبتي زعلانه كده ليه…… ”
مطت الصغيرة شفتيها قائلة بعبوس….
“ماما انا زهقت من القعدة لوحدي…. انا عايزه اجيب سلمى صاحبتي هنا البيت تقعد معايا انا مش بشوف صحابي غير في الحضانه بس وزهقت من القاعده دي ….”
مررت حياة يدها على شعر ابنتها قائلة بحنان أم
“خلاص ياقلب ماما….خلي صحابك يجه
يقعده معاكِ ساعتين كل يوم عشان تلحقه تلعبو سوا… ”
هتفت ورد ببراءة طفله تتحدث بمنتهى الصراحة…
“مش بيوفقه ياماما …. اصل هم عندهم أخوات وبيلعبو معاهم ….ماما هو انا ليه معنديش اخوات
زي سلمى وميار صاحبي…. ”
رفعت حياة عينيها بتوتر على سالم الذي كان يتابع الحديث باهتمام وحين وصل الحديث الى تلك النقطة صب انظاره على حياة باهتمام بانتظار
ردها على سؤال ابنتها الصغيرة……..

 

 

 

تعلقت بُنيتاها في قواتم عينيه المتأهبه للقادم منها عادت بعينيها نحو ابنتها قائلة بتوتر……
“قريب… ان شاء الله هيبقى عندك أخوات تلعبي معهم… ”
فاقت من شرودها على دمعه حزينة على وجنتيها
لا تعرف ماسببها ولمَ انحدرت على وجهها بكل هذا الوهن…… هي ستفعل هذا لأجله لأجل الحب الذي
تحمله لسالم هو يستحق ان يكون أب يستحق ان
يحمل إبن هي من تكون والدته…. ستفعل هذا عن اقتناع يكفي اكثر من ثلاثة شهور تحرمه من كونه أب بهذه الأقراص ! هي من تمانع وتعلم ان هذا ذنب له سؤال عند ألله….. تعلم بالخطأ الذي فعلته ولكن مثل اي أنثى تمر بظروفها ستفعل اكثر من ذلك… ولكن انتهى الخوف وبدأت العلاقة بينهم
تاخذ طريق آخر أكثر أماناً وتفاهم ولن تنسى
الحب الذي ينبع داخل قلوب كلاهما ! ، أشياء
كثيرة تغيرت وهي تعترف بذلك…
لن تكمل ما بداته منذ عدة أشهر يجب ان تغير كل شيء لأجل حياتهم الجديدة معاً !..
سالم وعشقها له يستحقون ان تفعل لأجلهم
الكثير..
وضعت يدها تحت الوسادة الكبيرة واخرجت علبة أقراص منع الحمل رمقتها بعينيها قليلاً قبل ان تحسم أمرها وتفتح درج المنضدة التي بجوار
الفراش و وضعت العلبة اسفل علبةٍ زرقاء اللون
لا تعرف محتواها ولم تفتحها وضعت الأقراص اسفلها بإهمال وأغلقت الدرج سريعاً لم يأتي في عقلها ان من الافضل التخلص منها للأبد!
لكنها لم تضع حسبان لتلك النقطة فقد كانت تظن ان القاها في مكاناً آخر ينهي الأمر برمته..
فتحت القلب الفارغ الذي يحتل منتصف العقد الذهبي ذو فصوص الماس انيقة الشكل….
إبتسمت بعد ان اتى بخاطرها ملئ محتوى القلب من الجانبين بصورةٍ ما……قفزت متوجهه
للاسفل حيثُ وجهتٍ معينه…..
…………………………………………………..
جلست خيرية والدت ريهام على الاريكة بجانب ابنتها وهتفت بتوبيخ…..
“رجعتي ليه ياريهام من بيت سالم شاهين مش قولنا تفضلي هناك لحد مابنت البندر ديه تغور في
داهيه….. ”
عضت ريهام في أصابع يديها بغضب… وهتفت بعصبية مفرطة….
“كنت جايه اخد كام هدمه ليه ورجعه تاني ”
سألتها خيرية بشك…..
“مالك يابت فيكِ إيه…. هو سالم عملك حاجه…”
لوت شفتيها يمين ويسار وردت بسخط…
“سالم؟ هو فين سالم ده هو انا بشوف وشه من أصله…..دا طول الوقت في حضن بنت الـ*** ”
مسمست خيرية بشفتيها باستهجان..
“خليكِ كده خيبه وميله… يعني بنت البندر تربية الملاجئ خدتوه منك جتك ستين خيبه…. ده بدل
مترميها أنتِ في شارع وتبقي ست البيت وام
عياله…… بكره تملى البيت عليه عيال وأنتِ
قعده كده معايا زي البيت الوقف…… ”
ردت عليها ريهام باستنكار ….
“اجيب لمين عيال ….ما كل على يدك ياماا انا
ارض بور……. ”
وضعت خيرية يدها على فم ريهام وقالت بغضب
“وطي صوتك ياميله… انتِ عايزه فوزيه وبنتها يشمتو فيه…. ما مية مره قولتلك بلاش السيرة دي تيجي على لسانك محدش يعرف بآلموضوع ده غير انا وانتِ.. دا حتى ابوكي واخوكي ميعرفوش راحه أنتِ تسيحي لنفسك
” وبعدين ياختي اصبري لم تتجوزي ابن زهيره وساعتها هنتصرف في عيل ترميه ليه……
كل حاجه بتتحل بالفلوس ولعيال على قفى من يشيل…. اتجدعني أنتِ و وقعي ابن زهيره فيكِ لحد ميتجوزك ونخلص بقه… ”
غامت عينيها بإحباط وحقد من ناحية حياة التي
خطفت منها حلم طفولة ولمراهقة وشباب… حلم
ترآه صعب المنال (قلب سالم شاهين) ترآ هل سهل
الحصول عليه ؟……..
“راحتي فين ياريهام ركزي معايا…. انتِ مش بتقولي ان سالم بيرجع من شغل بليل في ساعة
متأخره …. ”
نظرت الى امها قائلة بتوجس…
“مش في كل الأوقات….. ”
“خدي ياريهام…..”مدت والدتها لها علبة أقراص
غريبة الشكل…
“اي ده يامااا … “نظرت نحو الاقراص بريبه..
قالت امها بخبث….
“البرشامه دي ياريهام …هتحل كل حاجة…. “

 

 

نظرت لها ريهام بتوجس اكبر…
“هتحل ازاي بتعمل إيه البرشامه دي…..”
ردت عليها امها بخفوت….
“البرشامه دي هتخلي سالم زي العجينه في ايدك….هترخي اعصابه لمده عشر دقايق…..يعني
عمله شبه المخدرات كده…..”
توسعت اعين ريهام وهي تقول بتردد…..
“زي المخدرات…..طب في العشر دقايق دول انا هعمل إيه…..”
تنهدت امها بحنق…
“اسمعي يأخرت صبري….هتحطي في العصير و…”
همست لها ببعض الكلمات بخفوت وسردت أيضاً مخططها اللعين وعلى ابنتها تنفيذه بالحرف……..
اتسعت عينا ريهام بصدمة وهي تهتف بغباء
“ولم أحطها ليه في العصير…. والبس قدامه هدوم مكشوفه بشكل ده…… افرضي حصل حاجه بسبب الحبايه دي…..انتي لسه قايله انها عمله شبه المخدارت….يعني ممكن يطاول عليا وهو مش
داري بحاجة…. ”
مطت خيرية شفتيها بتهكم ومكر…..
“هو ده المطلوب يقرب منك…. تقومي أنتِ مقطعه هدومك وتسبيه يقرب اكتر منك وفي ساعتها تصرخي وتلمي البيت عليكِ…… ساعتها بقه راضية
هتعمل إيه لم تلاقي حفيدتها معمول فيها كده
من سالم حفيدها و كبير العيله.. “نظرت لابنتها بلؤم….
هتفت ريهام بذهول من هذا المخطط الذهبي…
“هتغصب على سالم يتجوزني طبعاً …… ”
شهقت بصوت مكتوم من كانت تسمع حديثهم بصدفة….
أبتعدت ريم عن المكان الذي كانت تقف به…..
وهي متسعت الأعين…. لا تصدق ما سمعته
من المفترض أنها أم ماذا تنصح ابنتها
ماذا أعطت لها (أقراص *** )……
“انا لازم اكلم حياة……”
“ريم….. ياريم الاكل ياريم هيتحرق انتِ فين” “وضعت الهاتف في جيب بنطالها الجينز مرة
آخرى وهي ترد على امها بزفير حانق….
“جايا ياماما…. جايه….. “نظرت الى ساعة معصمها وهي تهتف بتوتر…..
“لسه بدري…… ساعتين ساعتين بظبط وهكلمها
يارب ألحق … ”
……………………………………….
دخلت حياة صالون المنزل بتلك العباءة
الملتصقة قليلاً على جسدها النحيف بألوان ناعمة على الابصار…. كان شعرها الاسود الناعم يتمايل بحرية على ظهرها الممشوق…….
“ماما راضية السكر بتاعنا.. بيعمل إيه من غيري.. ”
هتفت حياة وهي تقبل وجنتها بحب….
ربتت راضية بحنان على يداها قائلة بخفوت…
“أهوه ياحياة قعده بسمع قناة دينيه……… قعدي ياحياه هتستفيدي اوي منها…. ”
“ربنا يزيدك ايمان ياماما….. “جلست على الاريكة بجانبها وظلت تعبس قليلاً في ذراع المقعد قبل ان تهمس بتردد…
“ماما راضية هو أنتِ مش معاكِ صور لـ.. لسالم
اصلي مش لقيه ليه صور هنا و دورت
وملاقتش… ”
نظرت لها راضية بطرف عينيها بخبث وقالت بلؤم..
“وعايزه صوره لسالم ليه ياحياة مش كفايه عليكِ الأصل…… ”
احمرت وجنتيها بشدة …وقالت بتبرير
“هو يعني كُنت عايزه اتفرج على صور ليه
مش اكتر يعني ا…… ”
بترت حديثها الخجول وهي ترد عليها ببساطه…
“ألبوم الصور هتلاقيه في اوضتي في درج التسريحه… حاولي تقصي الصوره حلو عشان تملى قلب السلسلة…… ”
ضحكة راضية بخفوت بعد ان فغرت حياة شفتيها بدهشة……. قالت حياة بصدمة
“يالهوي ياماما راضية أنتِ دايماً قفشني كده مينفعش اعمل حاجه من وراكي… ”
ردت عليها وهي تبتسم بخبث…
“اي رايك عجوزه بس اروبه….. ”
نهضت حياة وعانقتها بحب وبسمة السعادة
تعلو ثغرها الوردي…..
“بحبك اوي اوي…. ياماما راضية…… ”
ربتت عليها راضية بحنان على منكبيها…
“وانا كمان بحبك اوي ياحياة…. إنتِ وسالم وورد حته من قلبي ربنا يسعدكم ويديني العمر عشان اشيل عيالكم على ايدي…. ويعوض عليكم بذرية الصالحة…”
ترقرقت الدموع في عيون حياة بمشاعر تنولد كل دقيقة في حب سالم وعائلته التي هميعائلتها من
يوم ان دخلت هذا البيت……..
وضعت صورة (سالم) في جزء من القلب وجزء آخر
يحتل صورة صغيرتها…
ظلت تطلع عليهم بحنان وشرود..لتجد نفسها تقبل صورة سالم بشوق …..
صدح هاتفها في تلك الاثناء معلن عن أتصال من زوجها……
فتحت الخط سريعاً وهي تبتسم بسعادة..
قالت بعفوية..
“سالم…. كنت بفكر فيك على فكره……. “

 

 

“عارف عشان كده اتصلت…..واكل عقلك انا صح.”
رد عليها بغطرسة فحياة دوماً تثير غريزته الرجوليه بهذا الاهتمام الصريح … فاكثر مايتمناه العاشق معشوقه تظل تصب حنانها واهتمامها وعشقها الخالص عليه ليرى نفسه الرجل المرغوب دوماً في عينيها…
وكم هذا الشعور كحلاوة الدنيا بنسبة لجنس ادم ….
هتفت حياة بتزمر على غروره…
“انت مغرور اوي على فكره..” تريثت برهة قبل
ان تسأله بمكر….” طب انت بقه رانن ليه… ”
“عادي وحشتيني ووحشني صوتك… “تحدث بمنتهى الفتور ..الفتور الذي لا يناسب هذا الحديث
العاطفي ..
بدأ قلبها الهائم به يخفق بسعادة واشتياق إليه….
سألها بصوت رخيم ساحر عبر الهاتف….
“حياة…. هو انا وحشتك ”
مسكت خصلة من شعرها وعبثت بها بين اطراف أصابعها قائلة بمشاكسة…..
“لا طبعاً مش بتوحشني….. ”
“خالص….. ”
“ايوه خالص خالص… لسه مش وحشني … ”
رد سالم بخبث ….
“ممم طب انا هتاخر شويه في شغل بقه لحد مبقا
اوحشك…….يا وحش …… ”
نهضت من على الفراش بسرعة وقالت بعفوية مفرطه
“لا…. ياسالم بالله عليك بلاش تأخير انت وحشتني اوي على فكره…… ”
“لا……. تقيل ياوحش…. “انفجر ضاحكاً من عفويته وجنون سرعتها في الحديث….
عضت على شفتيها السفلى بحرج من جنون
تلك الصراحه التي أوقات تتحول الى وقاحة بمعنى الكلمة…
تمتمت داخلها بتوجس على أفعالها الجديده والغريبة….
“ربنا يستر انا عمري ماكنت كده ”
تعترف انها كانت دوماً مع حسن الخجولة الهادئه التي لا تصارح عن مايدور في خلدها الى ببعض الكلمات البسيطة ولكن مع سالم…
مجنونة …مشاكسة …مشاغبة…قوية…عنيده وقحة…..جريئة في ردة فعلها …..
في ثلاث شهور كانت تكتشف شخصية اخرى داخلها غير التي اعتادت عليها ولا تخرج هذه الشخصية الى امامه ومعه……
سألها عبر الهاتف بعذوبة صوته…
“ساكته ليه ياملاذي …..”
ابتسمت حياة لترمي دومات الافكار وترد عليه
بمزاح….
“دوختني معاك شويه ملاذي وشوي ياوحش الاتنين مش راكبين على بعض على فكره ……”
حك في لحيته قال بخشونة جذابه …
“على فكره أنتِ كدابه ولو انتِ قدامي دلوقتي كان زماني معلم عليكي بعضه جديده ……..”
ضحكت وهي لا تفهم معنى حديثه ولكن حين تتذكر قضمة اسنانه على عنقها تموت خجلاً وحباً ولا تعرف ما السبب….
“انا كدابه طب ليه ….”
“عشان وحش او ملاذي ليقين عليكِ…
عارفه ليه…”
“ليه…..”
رد عليها بتكبر…..
“عشان من سالم شاهين …ويبخت اللي سالم شاهين يدلعها ……”
انفجرت ضاحكة لتقول وسط ضحكتها…
“في دي بقه عندك حق ….بجد بموت في
تواضعك… ”
“دي أقل حآجه عندنا ها مفيش بقه حاجه
تحت الحساب…..”
“لا طبعاً فيه بس احسن حآجه لم تيجي يعني هتبقى أحلى…..”
“ممم وجهت نظر برضه …..احكيلي ياحياة
ورد رجعت من الحضانه …ولحج رافت
رجع من عند عيلة حسان ….”
ردت عليه بهدوء قائلة…..
ورد كمان نص ساعة وجايه…….وباب رأفت..
………………………………………………….
“ها نويتي تعملي إيه ياخوخة….. “قالتها بسنت
وهي تراقب خوخة التي اغلقت الباب على والدتها المريضة…
هتفت خوخة بضيق…
“هو ده وقت يابسنت امي تسمعك …..”
مسكت بسنت يداها قائلة بهمس…
“طب تعالي نقف في البلكونه نتكلم… ”
وقفت في شرفة غرفتها تطلع على الحارة الشعبية
وعج الطريق بالمرؤون بها…
هذا المكان الذي تقطن بها في بعض الأوقات مع والدتها وشقائقها الصغار….
ردت عليها بعد برهة من الصمت….
“انا هأجل آلموضوع ده شويه لحد مأطمن على امي وساعتها هروح اسلم التسجيل لسالم شاهين واخد الفلوس منه زي متفقنا… ”
“طب ماتيجي نروح بكره….ونستغل فرصة إن وليد ده في لمستشفى ومش داري بحاجه……. ”
“لا لم أمي تخف الأول …وبعدين مين وليد ده اللي هخاف منه كان قدر يعمل دكر على اللي فشفش عضمه ونايمه على سرير أسبوعين وشهر قدام كمان……قال وليد قال”
كانت غافلة عن العيون التي تراقبها في الخفئ يراقبها من أسفل بنية شقتها الصغيرة…..
رفع سماعة الهاتف بتوجس…
“الو …..ايوه ياوليد بيه انا وصلت تحت بيتها
متقلقش عيني عليها مش هغفل عنها لحظه ….
تمام لو حسيت بي اي حركه غريبه هتصل بيك
تمام يابيه ….” اغلق الخط وجلس امام مقهي حارتها الشعبية وعيناه لا تحيد عن شرفة شقتها المتهالكه..
…………………………………………………..
صعدت على الدرج بخفة…. وعقلها شارد في
تاخير سيد قلبها…
وجدت من يجذبها لغرفتها ويغلق الباب عليهم سريعاً……فتحت بُنيتاها بزعر…..
لكن سرعانَ ما إبتسمت براحة وهي تهتف
باسمه بصعوبة…
“سالم …..خضتني …في حد يعمل كده ”
تفقد ملامحها بشوق وهو يسألها بحب….
“كنتِ فين ياملاذي…وحشتيني”بدأ بفك
الوشاح الملفوف حول رأسها…..
ابتلعت مابحلقها بتوتر من جنون لمسته…
“كنت مع ماما راضية و ورد…. هو انت جيت أمته
محدش شافك يعني وأنت طالع…… ”
“بعد ان حل هذا الوشاح ألقاه جانباً…
ومرر يداه على شعرها …وهو يهتف بوقاحه
“بقولك إيه اقلعي العبايه دي عايز اشوفك اكتر.. ”
“سالم انت بتقول إيه ركز معايا انت طلعت هنا ازاي وانا مخدتش بالي منك ولا شوفتك….. ”
“بذمتك ده سؤال يتسال في ظل الأوضاع
ديه.. “فك ازرار عبائتها من الإمام وهو يعانى مع
ملاذه العنيد فهي لم تفهم بعد رغبته بها الان واشتياقة الجامح لها ……

 

 

ضحكت بمروغة…..
“بصراحه لا…..بس برضه دا مش هيمانع انك طلعت فوق عشان مصالحتك …”
حملها بخفة وقال بعبث تشتبك بها غمزةٍ شقية
” عليكي نور………بظبط كده…”
وضعها على الفراش وهو فوقها همست بدلال
“سالم هو انا وحشتك بجد …….”
اكتفى بهمهمات طفيفة وهو يقبلها من عنقها بحرارة
سالته مره اخرى بضعف….
“بجد وحشتك اوي…”
اجابها بحب..
“وحشتيني اوي ياملاذي …انا بقه وحشتك ”
“لا خالص …آآآى….وحشتني وحشتني بطل عض بقه…..” انفجرت ضاحكة… برغم من أن قضمة اسنانه تألم قليلاً ولكنها تشعرها بسعادة ليس لها مثيل…..
مزالت غير مدركه سر تلك السعادة
لكنها تعلم انها تتقبل منه اي شيء في محيط عالمهم الخاص.. الحب و المزاح الخاص به….
ويبدو ان تلك الحركة الخاصه به هو فقط تروقها وتعد في إطار الحب ولمشاكسه بينهم ……..
غرق في برقة عينيها وهو يقول بمراوغه…
“شكلك بتحبي العض عشان كده بتكدبي كتير …”
نظرت له بضيق مصطنع…..
“على فكره انا عندي سنان زيك وخاف على عضلاتك مني ……”
الصق جبهته بخاصتها وهو يقول بنبرةٍ ذات معنى…
“خافي أنتِ على نفسك مني ياملاذي…..”
لمس شفتاه بشفتيها بطريقة حميمية
همست له بضعف …
“سالم……….”
رد عليها بجملة واحده قبل ان يجذبها لمكانهم الخاص “بحبك ……”
انتِ خلقتي داخلي قلب جعلكِ ملاذ حياتي
وخلقتي شيطان بجواري يتأهب دوماً للقسوة
عليكِ ،اصبحتِ تشكلي داخلي لقب يصعب
كتابته بين السطور (ملاذي وقسوتي )
…………………………………………………..
بعد ثلاث ساعات……
صدح هاتف حياة تناولته بين يداها ليضيء الهاتف باسم ريم …..جلست على حافة الفراش قائلة بابتسامة صادقة….
“ريم الوحشه مش بتسالي عني ليه يارخمه مسمعتش صوتك من آلصبح….. ”
هتفت ريم لها بصوتٍ خافض….
“حياة اسمعيني كويس …..”
خفق قلب حياة بخوفٍ …..
“في إيه ياريم مالك قلقتيني…… ”
“هقولك ركزي بس معايا وبلاش تقطعيني ….”
أخبرت ريم حياة بكل ما سمعته من ريهام و
زوجة أبيها شهقت حياة بصدمة….
“ايه القرف ده…. ازاي تفكيرهم يوصلهم لكده.. معقول في كده هي دي نصيحة الأم لبنتها…… ”
نزلت دموع ريم بحرج….
“انا معاكِ في كل اللي قولتيه…. وهي فعلاً خطه مقرفه وكمان ممكن تفشل بس كمان ممكن تنجح بالاعيب ريهام وشوية افترى منها على سالم وبعدها تيته راضية وعمو رافت هيتعطف معاها أكيد
وقتها…. ”
عضت حياة على شفتيها بغضب…
“بجد مش قادره اصدق…… ريم اقفلي لازم انزل اشوف سالم لحسان بقله ساعتين في مكتبه ”
نزلت دموع ريم قائلة بحزن…
“انا اسفه ياحياة… محدش فين بيختار أهله… وانا مختارتش ريهام ووليد….”صمتت برهة وهتفت بانكسار…..
“كان نفسي تكوني اختي ياحياة…… ”
ترقرقت الدموع بعين حياة بوهن ورتجف جسدها بحزن وشفقة على حالة ريم….. نعم (حياة) لقيطه
ولن تنكر تلك النقطة السوداء بحياتها ولكن كانت تعلم انها يتيمة بلا عائلة ولن يالمها شعور اليتم
طالما لم تعرف من هم عائلتها الحقيقه ولم تنعم بقربهم ….
لكنها تعلم ان هناك اصعب من إحساس (اليتم)
هناك المنبوذ الذي يحيا داخل عائلة ويكن امامهم منبوذ في كل شيء..اهتمام..حنان..حب..دفء الاسرة….. منبوذ من ان يجرب شعور واحد منهم…
وتلك هي حياة ريم منبوذة من عائلتها وليس هناك مساواة بينها وبين اشقاءها الذين لا يملئ قلوبهم
إلا الحقد والكره لها لمجرد أنها شقيقه من الاب فقط ومن هنا تبدأ العداوة بينهم ! ..كم كانت عائلتها مجرد لقب يشعرها بالخزي منهم ومن نفسها…
إذا تذوقت الحرمان يوماً فأعلم
انك على حافة (اليتم) تترنح ولن تنكر ذلك !……
“مين قال ان الاخوات بالاسم او بدم الاخوت بافعلهم وحبهم لبعض وأنتِ اختي ياريم وانا اختك الكبيرة وهدعي ربنا كل يوم عشان يجي اليوم اللي اشوفك فيه عروسة ولبسك بنفسي فستان فرحك……. ”
“ربنا يخليكِ ليا ياحياة انتي غاليه عندي اوي……”انفجرة ريم في البكاء…….
نزلت دموع حياة وهي تقول بضيق مصطنع…
“عارفه لو مبطلتيش عياط ياريم هعمل فيكِ ايه

 

 

لم أشوفك …..
” بطلي عياط ياهبله وروحي اغسلي وشك وانا هنزل اشوف سالم وام سحلول ديه ..”
سالتها ريم بصوت شاجن …
“حياة أنتِ واخده الموضوع ببساطه اوي كده ليه أنتِ مش غيرانه على سالم ……”
ردت بتشنج…
“اكيد متزفته بس انا لازم اوقعها في شر
اعملها…..”
وقفت ريهام تحضر كوب العصير بالبرتقال بالمطبخ كانت ترتدي عباءة سوداء الون ذات ازرار في المنتصف تبدأ من اول صدرها لاخر قدميها
تسهل عليها خلع إياها بعد تنفيذ اول خطوة
إبتسمت بمكر وهي تذوب القرص في كوب العصير……
دخلت مريم عليها….
” ست ريهام…….. تلفونك بيرن فوق ….”
نظرت لها ريهام بضجر…
“ومجبتوش معاكِ ليه يازفته انتِ……وسعي من وشي… واوعي تدخلي المطبخ لحسان توقعي العصير…..جتكم القرف شغالين اخر زمن ”
صعدت وهي تسب فيهم وكانها سيدة المنزل..
كانت تختفي حياة تحت الدرج في ركناً بعيداً عن الأنظار……
ظهرت حياة امام مريم وهي تضع يدها على قلبها ..
“حاولي تعطليها يامريم شويه على التلفون وانا مش هتاخر……”
سالتها مريم بفضول ….
“من عنيه ….بس ليه ده كله……”
نظرت لها حياة نظرة اخرستها لا تحب الفضول من اشخاص من المفترض ان الأمر لا يعني لهم
ولو حتى من بعيد ……
ابتعدت مريم عن المكان تُنفذ اوامر حياة بدون
نطق كلمة اخرى……
دلفت حياة للمطبخ لتسكب هذا العصير في …
وتغسل الكوب جيداً لتبدأ في سكب نفس نوع العصير في نفس الكوب بعد غسله جيداً…… ابتسمت حياة بسخرية تتشابك معها التشفي
على ريهام….
“للاسف تفكيرك المُقرف ده هو اللي هيخليكِي
تُقفي قدام سالم وقفه صعب اتخيلها….بس
لازم يشوفك على حقيقتك ..كده افضل ليه
وليا ويمكن ليكِي …….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاذي وقسوتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى