روايات

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الرابع 4 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الرابع 4 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الجزء الرابع

رواية ملاذي وقسوتي البارت الرابع

ملاذي وقسوتي
ملاذي وقسوتي

رواية ملاذي وقسوتي الحلقة الرابعة

“بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكما في
خير… “انتشلتها تلك الجمله من تراكم أفكارها..

كان يجلس مع بعض الأقارب من عائلة شاهين يباركون لسالم بسعادةٍ وفرح حقيقي ، هناك دوماً حاقد لك ولكن اعلم ان هناك ايضاً محب لك ! ..

” مبروك ياحياة….” باركت لها ريم ابنة عم سالم الوحيد (بكر شاهين )ريم التي تختلف عنهم كثيراً فهي حنونه طيبة القلب الأقرب الى حياة دوماً وحافظة اسراره ….

تبرم وجه حياة قائله بضيق
” مبروك على إيه ياريم ، على خبتي اني اتجوزت
ابن عمك …”

نظرت ريم لها بتوبيخ ومن ثم عادت بنظرها الى سالم قائله بإعجاب صادق ..
“أنتِ عميه يابت ياريت ياختي كل الجواز يبقى بالخيبه ديه اتجوز وقتي ..”

قالت حياة بزمجره حادة ….
“اتفضليه ياختي مش عايزاه ..”

ضحكة ريم معقبة…..
“ياريت ينفع …قلبي شيفه اخ ..” اشارت الى قلبها بطريقه مسرحية..

ابتسمت حياة باللطف لها..
“عقبالك ياروما ..”

قالت ريم باقتضاب…..
“بعد الشر اتجوز من آلعرب وهنا من قلب نجع العرب عشان بعد الجواز بسنه يدخل عليا بضرتين معايا في البيت الله الغني من دي دعوه …”

ضحكت حياة بخفوت وقالت بإقناع لها…
“يابت يام لسانين كفايه مقوحه يمكن تلاقي فيهم واحد اخلاقه وطباعه بعيد عن التقاليد الغريبه دي ..”

طقطقت بشفتيها بعدم اقتناع وهي تقول بنفي…
“استحاله… كلهم واحد ، كل اللي فالحين فيه الشرع محلل اربعه ..فهمين الدين غلط ، وابويا على ذمته
إتنين غير امي ولاتنين داخلين على امي واحده فيهم فلسعت وماتت وتانيه شرانيه وعيالها طالعين زيها…. دا غير بقه الجوازات اللي قبلهم وتيجي تشوفي امي تلاقيها اكبر من سنها اللي مكتوب في البطاقه …ولا اخويه اللي عمال يبدل في ستات زي الفراخ البلدي ….بصراحه بعد الى شوفته لو موتوني مش هتجوز منهم ابداً ، بصراحه شيلت الموضوع ده من دماغي ….اوباااه مين الفسدق ده ..”انهت اخر جمله لها وهي تتطلع على فارس الذي يهنأ سالم ويتحدث مع عمها رافت بمزاح وارتياح وكانه شخصاً من العائلة ..

ضحكت حياة وغمزة لها بخبث …
” دا صاحب سالم الدكتور فارس ….عايش في القاهره … “

ضحكت ريم قائله بمزاح…
“لاء دا انا امي دعيالي في ليلة القدر دا نفس المواصفات بس مستورد…”

ضحكت حياة عنوة عنها بقوة وهي تقول

“يابنتي ارحميني هموت وللهِ منك….”

تابع كل تصرفاتها بغضب وضيق ضحكها بصوت عالٍ حركتها داخل هذه العباءة التي برغم من حشمتها
إلا انها تزيدها جمالاً يجذب العين !…

“عينك هتوجعك ياصاحبي ..”همس له فارس بهذه الجملة بمكر…

نظر له سالم بضجر وكاد ان يرد لكن قطع الحوار
وليد الذي هنأ سالم بطيبه زائفة…
“مبروك ياابن عمي وللهِ فرحتلك ..”

نظر سالم له بأشمئزاز ووليد ياعانقه بمباركة خبيثه
همس إليه وليد اثناء تهنيائه بمكر…
“خد بالك من حياة اصلي خايف عليها اوي منك ..”

ابتسم سالم بخبث وحاوط بيداه ظهر وليد متكا على عضلت ظهره بشدة قائلاً بنبرة مهيبة…
“أوعى تخاف يا ابن عمي دي مرات سالم شاهين اوعى تنسى دي…… حرم سـالم شاهين …”اتكأ باسنانة على آخر كلمة لعل الغبي يفهم مكانتها
الآن أمامه..

تركه بحدة خفيه …نظر له وليد بإبتسامة مستفزه وابتعد عنه …

بعد مغادرة الجميع بساعتين ..

قال فارس بحماس وهو يخرج مفتاح من جيب بنطاله ..”خد ياصاحبي هدية جوازك ..”

كانت تجلس حياة بجانب راضية وتابعت الحديث بإنتباه وقلق….

سأله سالم باستفهام
“اي ده يافارس مش فاهم ..”

رد فارس بأيجاز…
” ده ياسيدي مفتاح الشليه اللي في اسكندريه بتاعي قدام البحر مانتَ عرفه ، خد مراتك وقضي كام يوم هناك …. واهوه جدعانه قبل ماسافر دبي بكره وريحك من غتتي… .”

عقب سالم بـ…..
“انت مسافر بكره …”

“ااه رايح اشوف اهلي وقضي معاهم اجازة الصيف
المهم سيبك مني قولت إيه هتروح الشليه ولأ إيه “

وقبل ان يرد ويعترض على الذهب الى اي مكان بسبب عمله ..

ردت حياة قائلة بحدة خفيه ولكن شعر بها بوضوح
سالم من لهجة اعترضها ..
“اكيد مش هنروح عشان شغل الدكتور سالم وعشان ورد بنتي ، شكراً يادكتور فارس بــ..”

نظر سالم لها نظره اخرستها حادة الى ابعد حد و
رد بصرامه قائلاً بعناد فقط ينولد امام رفض رغبتها
لشيء “اكيد هاجي وهقعد في اسكندريه شهر بحاله شهر عسل.. ..” نظر لها بتوعد قاتم….

بلعت ريقها بخوف قائلة بتوتر ..
“طب و…..و ورد هنسبها لوحدها مينفعش و..”

” ورد هتيجي معانا متقلقيش ياام ورد ..”
نبرته كانت مُخيفه ومحذره لها بضراوةً يصحبها التحذير عن اي اعتراض قادم الان منها امام
الجميع…..

لفظ بأمر…..
“اطلعي حضري الشنط احنا لازم نمشي دلوقتي ،
شهر العسل بدأ ياعروسه ..”رمقها بسخريه لإذاعة…

ربتت راضية على يدها هامسه بإقناع لها..
“اسمعي كلام جوزك ياحياة صدقيني سالم طيب بس عايز اللي يفهمه ….ويغيره وده في ايدك…”

ظلت تنظر لها باستهجان من كل ما يحدث حولها….

استعجلها سالم مرة اخرى بنبرته الشامخة…
” يلا ياام ورد قدامنا سفر طويل بالعربية على مانوصل اسكندريه ..”

نهضت قائله بتوتر ورهبه داخلها …
“اقسم بالله ما مرتحالك شكلك ناويلي على نيه
شبه قلبك …”

وقفت عند ركن ما في البيت بعيداً عن الأنظار رفعت سماعة الهاتف على أذنيها قائلة بحده ..
“بقولك وليد سالم والزفته حياة مسافرين اسكندريه ويمكن يقعدُه هناك شهر بحاله …”

رد عليها وليد من الناحية الاخرى بفرحة مريضة..
“حلو اوي البعد ده …حاولي تعرفي ليا هيقعدُه فين بظبط في اسكندريه عشان نبدأ نتكتك ، وساعتها التنفيذ يبقى اسهل !؟”

………….٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠……………..
صعدت بجواره داخل سيارته وفي احضانها ورد
الصغيرة التي غفت بعد ان انتلقت السيارة بربع ساعه فقط ….

نظر سالم نحوها بهدوء
“نامت ..”

مررت يداها على شعر ورد قائله بخفوت
“ااه شكلها بدوخ من العربيات فى نامت على طول….”

اومأ لها بهدوء ثم اوقف السيارة وفتح مقعد سيارته من الخلف كسرير صغير ..حمل الصغيرة ووضعها
في المقعد الخلفي ودثرها بالغطاء جيداً ثم نظر الى حياة بفتور “لو حبى تنامي ارجعلك الكرسي لورا وتريحي شوي عشان المشوار لسه طويل ..

هزت راسها بنفي وحرج قائلة…
” لا شكراً…….مش عايزه انام ..”

انطلق بسيارته مرة أخرى بدون ان يعلق…
ظلت تتطلع من نافذة السيارة بشرود من تقلب الحياة معها من يوم ان كانت فتاة بضفاير في ملجأ للفتيات تعرضت لمواقف عديدة إهانات وجع تعب وايضاً تحرش من أشخاص من المفترض انهم في سن جدها كانت تحيا حياة قاسية لا تعلم عن حياتها شيء غير اسمها (حياة)اصبحت حياتها جافة
يحملها الغموض بعد زواجها من هذا السالم
تعلم إنها ليست ضعيفه او سهلة المنال بعد ما رأته في هذا الملجأ المشؤوم والحياة به ، ولكن ايضاً سالم ليس هين برغم من كرهها لتسلطه واومره
عليها و زواجها منه بنهاية … وانها برغم كل شئ كانت تريد العيش لأجل ابنتها وذكريتها مع زوجها حسن إلا انها لا تنكر ان سالم مصدر إعجاب لها كلما نظرت الى قسوته وحدّته معها حتى امتلاكه وغيرته على كل من يخصه يكن بداخلها الإعجاب ويزيد بشكلٍ مُخيف ، هذا الإعجاب تخشاه اوقات
واوقات تقنع نفسها ان الجميع يأتي عليه فترة زمنيه يشعر بها بالإعجاب بأشخاص عابرين من حياته ،(ولكن هل سالم شخص عابر بعد هذا العقد الأبدي ياحياة بينكم ؟ .)…سالها عقلها باستنكار …..
تنهدت بصوت مسموع وخوف من تطور هذا الإعجاب لشيء اكبر بعد هذا العقد بينهم والذي تبرهن انه مدى الحياة حتى ان لم يتفاهمون يوماً ….

نظر لها بعد ان زفرت بارهاق واضح من كثرت التفكير
ذهب عقله الى جملة اخيه حسن له قبل موته وهو
ميقن ان اذا كان الله أطال في عمر حسن دقيقةٍ واحده كان اوصى عليه بان يتزوج حياة ويرعاها
هي وابنته الصغيرة ….

منذ ثلاث سنوات

كان حسن يستلقي على فراش المشفى بعد حادث
لعين لم يعثر على مدبره حتى الان ….قال حسن بتعب “سالم ..”

اقترب منه سالم بحزن وقلق عليه وهو يتفقد
شقيقه الصغير وصديق عمره وابنه ايضاً بهذا
الشكل المتعب لروحه ..
“ايو ياحسن…. بلاش تكلم الدكتور قال ان الكلام غلط عليك ….”

رد عليه باصرار وتعب…
“اسمعني ياسالم مفيش وقت ..انا عايزك تاخد بالك من حياه و ورد بنتي …سالم عايلتي الصغيره امانه في رقبتك وانت سندهم ولازم تحميهم ..”

رد سالم عليه بتفهم وهدوء ….
“متخفش ورد في عنيه وان شاء الله تقوم بسلامه وتربيها بنفسك بس كفايه كلام …”

قال حسن بجدية…..
“عشان خاطري ياسالم خد بالك من ورد وحياة احميهم وحافظ عليهم وبذات حياة اوعى تبعدها
عنك لحظه انا عارف انك الوحيد اللي ممكن تفهمها
وتفهمك ويمكن تقدرو تكملو بعض و… “سعل بقوة
وهو يحاول التقاط أنفاسه وقد بدات الأجهزة الموصله بها تعطي جرس إنذار ..هلع سالم
للخارج ينادي الطبيب
لياتي بعد الفحص الطويل الخبر الصاعق له.. وتظل الوصيه التي لم تكتمل تدوي في باذنيه دوماً
باصرار غريب…

نفض الأفكار من عقله بضيق فإن صدق ما يملي
عليه ضميره سيجعله يتهاون مع هذهِ الفتاة التي لا تستحق غير هذهِ المعاملة منه …(القسوة ) لم
تكون هي او اي أمرأه غيرها (ملاذه )يوماً بل مستحيل ان يحدث هذا مستحيل ان يضع قلبه المتحجر في يد اي امراه… لم يكن له تجارب مع هذا الجنس الناعم ولم يكن معقد يوماً منهم ! ولكن اخذها قاعده بحياته ان هناك زواج واطفال نعم وهناك عشرة وتاقلم حتماً لكن لم يكن في قواعد الزواج( حب )لم يكن ولن يكون عنده هذا الشيء ابداً وهو غير معترف بهذا الضعف المزين امام الجميع على هيئة حب ومشاعر متبادلة !….
(نضع القواعد بأنفسنا ولكن يختار القدر قواعده الخاصه لنا… وبدون اختيار منك تجد نفسك تحيا بقواعد تختلف عليك كلياً….. ؟!)

اوقف السيارة قليلاً واستدار لها قائلاً قبل ان يخرج
” هجيب سجاير وجاي ، تحبي اجبلك حاجه معايا “

هزت راسها بنفي ، زفر بضيق وهو يغادر يعلم انها حتى إذا كانت تريد شيءٍ فلن تخبره …

دخل( السوبر ماركت) واشترى سجائر وبعض
الأشياء السريع لاكلها …دلف للسيارة مره اخرى وجلس قليلاً وضع الاكياس امامها ..نظرت له بعدم فهم وسائلة “انا قولتلك يادكتور سالم اني مش عايزه حاجـ…”
قاطعها ببرود وهو ينفث سجارته على مضض…
“ده مش ليكِ ….. ده لورد لم تصحى من النوم “

سعلت بشدة وبدات تحرك كف يدها في الهواء امام وجهها بضيق من هذهِ الرائحة التي تفوح من سجارته …

حدق بها قليلاً ونظر الى ورد الذي تنام في المقعد الخلفي فتح سيارته مرة اخرى وأغلق الباب عليهم
وظل ينفث في سجارته خارج السيارة اي بجانبها.

نظرت له وهو يوليها ظهره ونظرت الى الأكياس بجانبها بدأت معدتها تصدر أصوات مزعجة ….
تنهدت بتافف وهي تختلس النظر إليه ثم قالت بتبرم …..
“انا جعانه اوي ماكلتش من الصبح ، وهو قليل الذوق مش هاين عليه يغصب عليا اكل… ”
بدات تقلد صوته
بضيق “ده مش ليكِ ده لورد لم تصحى من النوم….غتت اوي ..” فتحت بعضاً من الاشياء الموضوعة امامها وبدأت باكلها بجوع بعضا من الشوكلاته وبعضا من الكيك والبسكوت وشبيسي ومياة غازيه لأ تعرف كم مر من الوقت وهي تاكل بهذا الجوع ولكن هي كانت تتضهور جوعاً فمن الصباح لم تاكل واصبحت الساعة الخامسة مساءٍ ….

انهى سجارته واستدار لها لكِ يصعد سيارته ويكمل رحلتهم لكنه وجدها تاكل بسرعه وبجوع شديد وايضاً بأن عليها التزمر ….

ابتسم على حركتها الطفولية يشعر دوماً ان ورد ابنتها تفوقها ذكاءٍ وحسن تصرف …

انتظرها قليلاً حتى انتهت وصعد السيارة بعد مدة وجيزة نظر لها سائلاً بمكر …..
“اي ده هي الأكياس خست في ايدك كده ليه انا كنت جايب تلات كياس دلوقتِ بقه اتنين… التاني راح فين …”

نظرت الى الناحية الاخرة قائلة بحرج …
“معرفش شوف بقه انت ودتهم فين …”

كبح ضحكته ثم اسطرد بجدية خبيثه…
“عندك حق ..انا نازل اشوف الراجل بتاع السوبر ماركت ده يمكن نستهم جوا….”

مسكت يداه قائلة بترجي وارتباك …
“انا من رأي عفا الله عما سلف و…..و يلا بينا عشان اتاخرنا …”

رد عليها بخبث….
“ازي يعني انا لازم ادخل اشوف الاكياس راحت فين…. .”

احمر وجهها بحرج اكتر من الازم وبدأت تموت خجلاً أمامه، شعرت بندم من اكلها بهذهِ الطريقه عنفت نفسها بشدة وغضب…

ابتسم سالم على صمتها وتشنج ملامحها الواضح عليها ….أكتفى بهذا القدر الأن فمزال أمامه
الكثير ليفعله بها بعد مقلبها السخيف معه….

اقترب من وجهها ببطء ونظرت هي له بتوتر
قائله بخجل….
“دكتور سالم في إيه انتـ “

“هششش …”اكتفى بهذا الصوت لتصمت وانفاسه تداعب وجهها الأحمر وقربه يخدر حركتها ويشتت عقلها بدات تتنفس ببطء وتوتر وصدرها يصعد ويهبط امامه من شدة قربه منها…
مد يده وبدأ بمسح شفتيها السفلى وما حولهم ببطء وهو يحدق في عينيها بقوة…. أغلقت عيناها بخجل من لمست أصابعه الخشنة على خطوط شفتيها وكانتى عيناه تطوف على ملامحها المشدودة الحمراء بجرأه لم يعرفها إلا مع تلك المرأه…..

بعد ان انتهى ابتعد عنها قليلاً قائلاً بسخرية لاذعة…
“حاولي لم تيجي تاكلي بلاش تأكلي وشك معاه!؟”

اتسعت مقلتاها بصدمة وغضب وحرج منه
انطلقت السيارة بعدها بصمت مريب …..
وبها شَخص مُنتصر واخر يموت حقدٍ من
انتصاره عليه …..

———————————————————
بعد مرور ساعتين ..
دلف سالم وحياة الى داخل هذهِ الفيلا الصغيرة
ذات الديكور وتصميم مبهج وانيق يريح النظر إليه….ومايميزها انها تطل مباشرةً على البحر …

نظر سالم لها قال بارهاق …
“اطلعي على فوق هتلاقي على ايدك اليمين اوضتين جمب بعض ، نايمي ورد في واحده منهم …”

صعدت الى فوق وملامح الأستغراب تكسو وجهها
وسؤال يتردد في عقلها ….
من اين علم بدقة تلك التفاصيل ؟ مؤكد أنه اتى الى هنا عدة مرات مع صديقه فارس شهقت فجأه قبل ان تكمل الصعود بعد ان اتى في عقلها التحليل المنطقي لهذا الأمر .نظرت له بصدمة

كان يحدق بها بعد ان سمع شهقتها العالية
وحدقت هي به بحنق ……سالها بعدم فهم ..
“مالك وفقه كده ليه …..”

سألته بخفوت ….
“هو انت كنت بتيجي هنا مع صاحبك فارس كتير”

رد عليها بجديةٍ صادقه

“ااه كتير بتسألي ليه …”

مزالت تحمل ورد النائمة بين احضانها
و قالت بسرعة وعفوية….
“يالهوي يعني انتوا كنتُ بتجيبو ستات
هنا …”

فغر شفتيه بصدمه من هذا الظن المشين له ثم لم
يلبث إلا قليلاً حتى رد عليها بابتسامة خبيثة..
مجيب بمروغه …..
“يااااه ياحياة فكرتيني ليه ماكُنت نسيت
الحاجات دي… برضو الذكريات إللي من النوع ده بتحرك المشاعر ولاحاسيس وانا بنادم من لحم ودم …..استغفر الله العظيم …”

احمرت وجنتيها بخجل وحرج وضيق ليس غيرة بل
قلة إحترام لها وحتى ان حدث هذا الشيء واخبرها بمنتعى الصدق كما يفعل الآن، لماذا يتحدث بكل
هذا الفخر عن نزواته وتجاربه عن هذا المكان القذر الذي إتى بها اليه….تمتمت بضيق وصوت خافض…
“البجاحه مش بتطلع غير من الرجاله وبذات وهما بيتكلموا عن نزواتهم مع ستات مشفتش نص ساعه
تربيه ..”

سمع حديثها بوضوح…
نفث سجارته التي اشعلها واجابها بلهجة تحذير…….

“مم انتِ صح ..بس لسانك الطويل ده هيوديكِ معايا لطريق مسدود…. لانها مش بجاحا دي صراحه ياحضريه صراحه بس انتوا للأسف مش بتتقبلوها !..”

نظرت له باستفزاز وقالت بخبث لترد له اهانته
لكبرياء انوثتها….
“فعلاً الصراحه متزعلش حد….. تعرف انا كمان بصراحه يعني جيت على البحر هنا كتيير اوي وعلى الشاطي برضه وكتير اكلت لب وترمس وفريسكا وايس كريم وهحح…… ايام ياسولي…. ايام ..”

ضيق عيناه واقترب منها سائلا بخفوت مريب…
“لوحدك طبعاً…….”

القت القنبلة بكذب وفخر انثوي أحمق…..
“لوحدي هو في واحده قمر كده زيي تروح البحر لوحدها ليه قلقاسه انا ولا اي ..”

لم تكمل الجملة ….فقد صعدت بسرعه للأعلى
وهي تبتسم بنصر على اشعال غضبه لم تشعر بالغيرة قط…. لكن كبريائها كانثى يحتم عليها ان تكون امامه الأولى والأخيره وحتى ان لم يكن بينهم حب يكفي عقد يثبت رابط قوي بينهم وقواعد هي
(احترام لي الذات ، و احترام مشاعر بعضهما لبعض….. ) …

———————————————————
اخذت حمام بارد يرطب جسدها من ارهاق السفر ويغيب عقلها ولو للحظات عن التفكير بسالم
زواجها الذي تم اليوم منه…..
خرجت من المرحاض ونظرت الى ورد التي تنام منذ اكثر من اربع ساعات قبلتها بحنان في وجنتيها… وارتدت قميص اسود اللون قصير ذات حمالات رفيعه يظهر قوامها الفاتن للعيون ويعكس بشرتها البيضاء بطريقةٍ مُغريه ..وكانت تطلق شعرها الأسود الناعم بحرية على ظهرها ….

اوسدت الباب جيداً عليها بالمفتاح ودلفت الى الفراش بجانب ابنتها لتاخذ قسط من… الراحه …اغمضت عيناها بارهاق وتجاهلت الخروج الى سالم مرةٍ اخره…..فهو لم يراه منذ ان صعدت بابنتها للأعلى…..

جلس في غرفته ينفث سجارته بضيق وشراسة وهو يفكر في حديثها الوقح معه قال بضيق
ساخر..
“كنت منتظر اي يعني ياسالم من واحده حضريه عاشت لوحدها سنين بعد ما طلعت من الملجأ وحسن ..”زفر بحدةٍ متابع بمقت…
“حسن هو اللي وقعنا فيها الله يرحمك ويسامحك ياحسن على اختيارك اللي هفضل ادفع تمنه لحد
مموت …”نظر الى ساعته بضيق مرت اكثر من ساعتين وهي داخل هذه الغرفة تختبئ بها ..

نهض بضيق بعد ان اطفى سجارته …
واتجه نحو الغرفة الماكثه بها كاد ان يطرق على الباب ولكن علم ان ورد تنام بداخل معها …مسك مقبض الباب وحاول فتحه ولكن ارتفع حاجبه فوراً بإستنكار بعد ان علم انها اوسدت الباب عليها….
قال بتوعد غاضب ….
” بتزودي على نفسك اكتر ياحياه ، زودي اكتر وماله……”

دلف الى غرفته من جديد ثم احضر نسخة اخره للغرفة ووضع المفتاح بمزلاج الباب فتح ودلف بهدوء وجد الغرفة هادئة يكسوها ظلام الكاحل ….

اقترب من الفراش ببطء وتطلع إليها وجدها نائما
بجانب ابنتها وتكاد لأ تشعر بنفسها من شدة الأرهاق حاول ايقظها فظلام… فالغرفة مظلمة وفقط مايضيء الغرفة انوار خافته منبعثة من الباب المفتوح عليهم ….

“حياة…. حياة قومي عايزك ..”

تمايلت بضيق ولم تتحدث فقط حركتها تدل على عدم الرضا عن إيقاظه لها …

مسح على وجهه بضيق متمتماً بإصرار…
“ماهو كل اللي عملتيه من امبارح لنهارده مش هيعدي بنومك جمب بنتك…. وقفلك للباب …”
حملها على ذراعه بخفه وهدوء لخارج الغرفة

خرج بها من الغرفة ونظر لها بحدة لكنه تفاجأ بهذا الشكل التي تنام به ذاك القميص القصير الذي يكشف اكثر مما يخفي والذي عكس واظهر جسدها التي كانت تخفيه عن عيونه بملابس محتشمة واسعه
الى ابعد حد…. وشعرها الأسود الذي ينساب وراء ذراعه الموضع عليه مؤخرة رقبتها …اطلع بعيناه
على ملامحها البريئة والهادئه التي تخفي خلفها (العناد )و (تحدي )تمنى ان تصبح هكذا لا عناد ولا تحدي ولا خلاف بينهم يبرهن انها ستكون افضل
من ما هي عليه ….

بلع مافي حلقة برغبةٍ اشتعلت داخله فجأه..
وحتى ان كان رجلاً صلباً لم يتأثر يوماً بالجنس الناعم ..إلا ان تلك المرأة تحرك رجولته وشهوته المدفونة تحت رماد حياته العملية …

اغمض عيناه وهو يدلف بها الى غرفته وضعها على الفراش بأهمال وقوة استيقظت سريعاً بعدها….

فتحت عيناها بعد ان شعرت بارتطام جسدها بشيئاً
ما نظرت حولها بهلع لتجد سالم ينظر لها بدون
تعبير مقروء…..

“اي ده انا جيت هنا امتى ….انت بتعمل إيه ..”
قالت اخر جمله لها وهي تحدق به بصدمة…

فقد كان سالم يخلع ملابسه امامها ليقف امامها بقطعه واحده فقط داخليه يرتديها في لاسفل ..
رد عليها بمكر مستفز …
“على مااعتقد انهارده ليلة دخلتنا ومينفعش خالص تنامي وتسيبي عريسك نايم في اوضة تانيه لوحده مش اصول خالص …”رفع حاجبه باستنكار مستفز
وهو ينظر لها بمكر ..

وقفت امامه قائلة بحدة وكد تناست ما ترتديه تماماً وبدات تحرك جسدها بعفوية اكثر من
الازم لتبرز مفاتنها أكثر وهي تهدر بضجر ..
“إياك تكون بتفكر في حاجه كدا ولا كده…انا مش هعمل معاك حآجه برضا أبداً…لكن لو عايز تغصبني
دا شيء تاني….”

نظر لها بشهوة وهي تتحرك امامه بطريقة مثيرة
جداً ولكن حاول اخفاء الرغبه داخله واكمال
مسرحيته لاغاظتها أكثر وقال …
“مش سالم شاهين اللي يلمس واحده غصب عنها ..بالعكس أنتِ اللي هترضي بده وكمان هتتجوبي معايا من غير اي ضغط عليكِ ..”

اقترب منها بعبث ابتعدت هي بتلقائية لأخر الفراش
وهي تقول بتوتر….
“على فكره احنا جوزنا على الورق انت متجوزني عشان خاطر ورد بنتي ولا نسيت… .”

“اكيد ده سبب من الأسباب …”رد عليها ببرود وهو يميل عليها اكثر اغمضت عيناها بخوف واشاحت براسها بعيداً عنه ..

مال هو على اذنيها وهتف بخبث…
“ماتيجي نتكلم شوي وانا وإنتِ بالوضع ده يمكن
ألاقي اجابه صدقه منك على عمايلك السودا معايا..”

فتحت عينيها قائله بخوف وارتباك
” عمايل إيه انا معملتش حاجه انـ”

قاطعها وهو يفول بجدية
“والملين اللطيف اللي كان في شاي …”

بلعت ريقها وهتفت بتوتر وسرعة…
“دا …..دي غلطه بس مش مقصوده…”

“كدابه …”

نظرت له وهي تكاد تبكي من هذا القرب اللعين
هي نائمه على الفراش وهو فوقها ويضع كلتا يداه
الأثنين على الفراش ليحاوط إياها بهم ويحاصر افكارها ويشتت عقلها بهذهِ الانفاس الساخنة المحملة رائحة عطره ، حتى عيناه السوداء الامعة بشهوة ورغبة جامحة بها تربكها أكثر …..طلته عليها من قرب تبعثر مشاعرها وردها عليه ..

“انت عايز إيه ” سألته بخجل من هذا الوضع بعد صمت طال بينهم…

اكمل حديثه بحنق مذكره بما فعلته منذ ساعات …
“لا وكمان بتكلمي بكل بجاحه من ساعتين وبتقولي البحر وشاطئ والبرسيم …”

ردت عليه بحنق
“انا مقولتش برسيم …”

نظر لها بضيق وهو يحدق الى شفتاها بجوع
ثم نفض الأفكار وتابع بتبرم …
“ده اللي انتِ فالحه فيه تصلحي كلامك لكن
توازني الكلام اللي بيطلع ليا لا ….. صح …”

احتدت عيناها وردت بعناد….
“انا مش غلطانه في حاجه ، وبعدين انا حُرة..”

وضع كف يداه الاثنين على يداها ليقيد حركتها اكثر
على الفراش ..وقال بضراوة قاسية وهو يقترب
من شفتيها الذي اصابته بتخدير منذ ان راها تحركهم بتبرم وعناد …
“فعلاً انا حـر فيكِ لكن إنتِي مش حرة ابداً في نفسك …”

هبط على شفتاها معتصر إياها بشراسة وتلذذ
بين شفتاه الغليظة ، بقسوة نعم اتت القسوة فقط ليعاقبها على هذا السحر الذي تخلقه امام عيناه ، قسوته تظهر أمام طيف عنادها وتحديها اللعين
إليه…..

كانت تقاوم عنفه بقوة ولكن هو الأقوى وجسده يفوقها قوة وصلابة في حرب صعب المقارنة بها
مهما حاولت التملص والبعد من بين يده ..رفعها إليه اكثر واجلسها على قدميه في احضانه ومزال يلتهم شفتيها بشهوه وبدون هوادة…..مسك راسها اكثر ليقربها إليه بشدة متعمق في هذهِ القبُلة التي تعبث في عقلة
من يوم ان اثارته بعنادها وقوتها امامه وضع يده
على جسدها ببطء ومرر يده بحرية على مفاتنها ..
بدات تعنفه اكثر وتبعده عنها بغضب شعرت ان روحها تكاد تفارق الحياة من قلة الهواء ومن مدت طول قبلته العنيفه ….

كان يلتهم بدون حساب لشيء لم يهمه تلويها بين ذراعه ورفضها له…. كل مايهم الان الاستمتاع بقربها الذي بات للعنة تحاصر أفكاره بشدة…

تركها فقط حين تذوق طعم الملح في فمها ..ايقن
انهُ تذوق دماء شفتيها من عنف قبلته …ابتعد عنها
ومزالت تجلس على في احضانه وتلهث بشدة وهو ايضاً يلهث بكثرة وينظر الى عيناها التي رفعتهم بحدة اليه…
نزلت بغضب من بين احضانه وهدرت بتوبيخ حاد نحوه ..
“انت فكرني اي واحده من اللي كنت بتجبهم
هنا تتسلى بيها انت وصاحبك ..” وضعت اصابعها
على شفتاها قائلة بضيق وهي تتحسس شفتيها
المنتفخة باصابعها …ولحمراء أيضاً بنقاط
الدماء التي تحكي اثأر عنف قبلته معها ..
“انت ازاي تعمل كده ازاي تاخد حاجه انا رافضاها
انت نسيت اني مرات اخوك ..”

كان يرتدي ملابسه وهي تتحدث اليه انتهى من ارتدى ملابسه…وقال وهو يكاد يخرج من الغرفة ..
“لا مش ناسي انك كنتِي مرات اخوي حسن الله يرحمه …بس كمان بلاش تنسي اني بقيت جوزك ..”

ردت عليه ببكاء وكره ….
“وانا رفضه لمستك حتى لو بقيت جوزي شعوري من ناحيتك متغيرش يادكتور سالم …”

لم ينكر ان جملتها إثرت عليه …والحقيقة هو يرغب بها ولكن ليس حب فقط شهوة ورغبه تحركه بشدة نحوها…..
نفض افكاره واستعاد صلابته…
وهو يرد عليها بغطرسة…..
“مخك ميروحش لبعيد ياحضريه ..انا مش عايز
حاجه فيكِ غير جسمك وبس…. ومش لازم اوصل لقلبك عشان اوصل لحقوقي الشرعيه منك
ممكن اخدها من غير ما ابص للتفاهات دي … “

وقفت امامه قائلة بتحدي وجراة وكره لنفسها بعد حديثه وغايته بها …خلعت هذا القميص القصير و وقفت امامه بملابسها الداخليه لترد عليه بكره وغضب اعمى …..
“تقدر تاخد حقوقك الشرعيه مني زي ماانت عايز ..بس ياريت تقبل فكرت جسم بس معاك لا
روح ولا قلب لانهم ادفنو مع اخوك في تربته

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاذي وقسوتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى