روايات

رواية معذبي الفصل الأول 1 بقلم وفاء هشام

رواية معذبي الفصل الأول 1 بقلم وفاء هشام

رواية معذبي الجزء الأول

رواية معذبي البارت الأول

رواية معذبي الحلقة الاولى

كان يجلس على كرسيه المتحرك فى شرفة منزله يحتسي فنجان القهوة الصباحي وبجانبه مذياع قديم تخرج منه ألحان وصوت أم كلثوم

تحركت تجاهه فتاة فى الخامس والعشرين من العمر بإبتسامة رقيقه زينت وجهها

قالت: صباح الخير مصحتنيش ليه أول لما صحيت

نظر إليها بملل ثم أدار وجهه إلى الناحية الأخرى وهو يقول: حطي حاجه على شعرك

تحسست خصلاتها البنية ثم عادت إلى الداخل لتحضر حجابها وغطت به خصلات شعرها الناعمه

قالت: محتاج حاجه أجيبهالك؟

قال: مش محتاج حاجه من حد بعرف أعمل لنفسى

قالت بقلق: طب أعملك فطار علشان تاخد الدوا وتتحسن إن شاء الله

قاطعها بنبرة غاضبه: بطلوا بقى الأسطوانة دى كل واحد بيقولهالي شوية أنتم إيه، أنا عارف إنى مش هرجع أمشى تانى وخلاص حياتى اتأقلمت على كدا بطلوا بقى كفاية

قالت بهدوء: طب وليه منحاولش طالما فى واحد فى المية إنك ترجع تمشى تانى، خلى إيمانك وثقتك بربنا كبيرة ربنا لما يبتلى عبده بيبتليه علشان يصبر ويشكر وفى الأخر هيبقى هو الكسبان بإذن ربنا، هيفرجها عليه من كرمه ويرزقه خير فوق اللي كان بيتمناه ويعوضه كمان سواء كان العوض دا فى الدنيا أو ربنا أجله للأخره فى جنات النعيم بس اللي مطلوب الصبر والشكر وإننا نحمد ربنا دايما مش نيأس ونقول خلاص منا كدا كدا مش همشي

قال: انتى…

قاطعته: على فكرة اليأس من الشيطان علشان يخليك تشك فى رحمة ربنا وعوضه ليك خليك فاكر دا

لم يسطتع الرد على كلامها وظل يفكر فيما قالته

قالت: هروح أحضرلك فطار علشان تاخد الدوا

قال: استني

توقفت ليقول بخنق: هو إنتِ اسمك إيه؟

قالت بحزن: أنت مش عارف اسمي؟

قال: هعرفه منين أنا

قالت محاولة منع دموعها: اسمي مسك يا…يا ليل

ركضت إلى المطبخ وتركته غارقا فى أفكاره المتناقضه الذي يحاول جاهدا أن يتخطاها

انتهت من تحضير الطعام ووضعته على المنضدة الموجودة أمامه فى الشرفة ووضعت فاظة بها زهور بألوان مختلفة مبهجة وجميلة

مسك: افطر بقى علشان الدوا وياريت متشربش قهوة على الصبح تانى

ليل: ياريت متدخليش فى حياتى أنا مش عارف إنتى بتعملى هنا إيه أصلا

مسك: أنا مراتك ودا كفاية إنى أكون موجودة هنا

ليل: أيوة بقى أنا عايز أعرف إنتى إزاي وافقتى تتجوزى واحد زي؟ أجبروكي صح؟ ولا أبويا زغلل عينيكى بشوية من فلوسه

مسك بحزن: الله يسامحك أنا مش هرد عليك اتفضل الدوا أهو والأكل كمان عن اذنك

تركته وذهبت إلى غرفتها بحزن

استند بظهره على الكرسى وبداخله يلوم نفسه على ما قاله ولكن عليه أن يعرف ما الذي سيجبرها على الزواج بشاب قعيد مثله

تحرك بكرسيه واتجه نحو غرفتها

طرق الباب وانتظر أن تأذن له بالدخول

فتحت الباب وقبل أن يتكلم لاحظ عينيها وكأنها كانت تبكى.. لا بل هى تبكى بالفعل

ليل بتوتر: أنا… أنا آسف مقصدش أزعلك

مسك: على فكرة أنت شخصية متناقضه

ليل بإنزعاج: يعنى إيه مش فاهم

ضحكت ومسحت عينيها وقالت: يعنى أنت دايقتنى ومكنتش عايز تبص فى وشى ودلوقتى جاى تعتذرلى أنا مش فهماك

ليل: أنا غلطان يعنى ماشى

مسك بسرعه: استنى استنى خلاص متزعلش بس ممكن على الأقل نبقى أصحاب وتتقبل وجودي هنا

ليل: ولو مرتحتش؟

مسك بإبتسامة: أوعدك هتحس براحه وسعادة محستهاش فى حياتك قبل كدا

ضحك وقال: ودا ثقة ولا غرور

قالت بشرود: لا حب ♡

رد متفاجئا: ايه!

تداركت الموقف وقالت مغيرة الموضوع: هاه لا ولا حاجه يلا بس علشان تفطر وتاخد الدوا

ليل: يا ستى خلاص حفظت أفطر وأخد الدوا أنا لو عيل صغير مش هتعملى معاه كدا

مسك وهى تدفع الكرسي خاصته: لو عيل صغير كان سمع الكلام من أول مرة

ليل: يا سلام وإنتى اش عرفك بقى دول بيبقوا متعبين أوى

مسك: وأنت عرفت منين كنت طفل شقي على كدا بقى

ضحك وقال: يعنى شوية

مسك بإبتسامة: طب ما تحكيلى

لمعت عينيه وقال: أحكيلك؟!

وضعت الكرسي خاصته أمام المنضدة وجلست على الكرسي أمامه فى الجهة المقابلة وقالت بإبتسامة: أيوة احكيلى عايزة أسمعك، تشاركنى كل حاجه فى حياتك ومتشلش هم أي حاجه أنا بعرف أسمع كويس

ابتسم وقال: طب اعمليلى سندوتش جبنة وحطى فى جرجير

أجابت بضحك: من عينيا، احكيلى بقى

أعاد ليل رأسه للخلف وأغمض عينيه وقال: أكتر حاجه فاكرها لما أمى كانت بتقف فى المطبخ تعملى الأكل اللي بحبه وأنا قاعد بعمل الواجب جنبها على الطربيزة الصغيرة اللي كانت فى المطبخ كان البيت ساعتها هادى ودافى وريحته حلوة *صمت قليلا ثم قال* بس بعد ما راحت كل دا ضاع

ظهرت علامات الحزن على وجهها ثم قالت بتردد: السندوتش

نظر إليها ثم أخذه منها وبدأ فى تناوله بهدوء وصمت

تألم قلبها كثيرا لما هو فيه

انتهيا من تناول الطعام وأعطته دوائه ثم تركها ودخل غرفته بصمت تام

مرت الأيام بينهما وهى تحاول التقرب منه واعطائه أملا فى هذه الحياة ومحاولة إعادته إلى حياته الطبيعية مرة أخرى

كانت جالسة فى غرفتها تقرأ من كتاب الله القرآن الكريم

مر بجانب غرفتها وكان بابها مفتوحا سمع تلاوتها فأصابت قلبه قشعريرة وشعور افتقده منذ وقت طويل

دخل إلى الغرفة بهدوء ثم توقف بكرسيه أمام سريرها

انتبهت له فصدقت ونظرت إليه قائلة: محتاج حاجه؟

ليل بنبرة مختنقة بعض الشئ: كملي

مسك: ايه!

ليل: كملي قراية

ابتسمت وأعادت نظرها إلى المصحف وبدأت بالقرائة

ومع كل كلمة تنطقها تصيب قلب الأخر حتى انهمرت دموعه وقد أغمض عينيه وارتسمت ابتسامة على شفتيه

انتهت من القرائة ونظرت إليه وجدته على هذه الحالة

قالت بقلق: أنت كويس

فتح عينيه وبدأ يمسح دموعه وقال: اه اه كويس

ابتسمت: بقالك كتير بعيد صح؟

ليل بتعجب: عرفتي إزاي؟

مسك: دموعك اللي نازلة بتدل على كلامى وإن قلبك مشتاق إنه يسمع كلمات ربنا سبحانه وتعالى وإنه اشتاق لقربه ورضاه

أخفض رأسه بحرج منها فكلامها صحيح فهو ابتعد كثيرا فى الفترة الأخيرة أهمل صلاته ودينه يا الله كيف حدث هذا

اخترقت أفكاره بكلماتها قائلة: لسه فى وقت

نظر إليها فتابعت: تعرف ان ربنا بيحبك

ليل: إزاي؟

مسك: لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، واللي حصلك دا ابتلاء.. ابتلاء ليقربك من الله أكتر وأكتر ابتلاء ليغفر الله لك ذنوبك ويبدلها بحسنات ربنا بيعمل كدا مع عباده اللي بيحبهم واللي أنت واحد منهم إن شاء الله

ربنا وحشه صوتك وأنت بتدعيه فابتلاك علشان ترفع ايدك ليه تانى مش علشان غضبان عليك لا، زي ما قلنا إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه

فإذا رضي أعطاه الله فوق ما يتمنى أضعافاً

ليل: انتِ انتِ عرفتي دا كله إزاي؟

مسك بإبتسامه: أخويا طالب فى الأزهر وكان كل ما ياخد درس يجى ويعلمهولى وكان دايما بيبسطلى أى حاجه صعبة ويقولى شوفتى قد إيه ربنا كريم

ليل: فعلا… طب أنا بقالي كتير بعيد و…

مسك: هيقبلك بس أنت روح وصدقنى ربنا مش بيرد عبد بيروحله أبدا وكمان ربنا بنفسه قال كدا فى كتابه، ولسه قلقان؟

نظر إليها بصمت للحظات ثم حرك كرسيه وخرج من الغرفة

ابتسمت ووضعت يدها على قلبها وقالت بدموع: ياربي إن هذا القلب يحبك ويطلب رضاك

وهذا القلب أحب عبدا لك ويطلب منك الهدى له فاهديه يا الله وليتذوق لذة قربك فلا يبتعد بعد ذلك أبدا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية معذبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى