روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء السابع والعشرون

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت السابع والعشرون

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة السابعة والعشرون

قصدته دافعًا باب غرفتي على مصرعه أتقدم نحوه على غضب أبعده عن مرسال واقفًا حائلًا بينه وبينها قائلًا: ما الذي تفعله هنا؟ وما بالك بجدتي؟
“جدتك؟” ثم نظر إلى مرسال باستفهام ينظر إليّ مستنكرًا يسأل: أهذا الشيء حفيدك؟
ابتسمت مرسال وكأن شيئًا لم يكن: أجل, هذا ابن هدية.
نظر إليها يقول على مضض: لا تمازحني وتقولي أنها أنجبت أيضًا ألا يكفيها أنها تزوجت؟
ابتسمت مرسال تشير بثلاثة أصابع قائلة تستثير غيظه: ثلاثة.
ضرب يده عرض الحائط متغيظًا يقول: ألهذا الحد لم أعد أمثل شيئًا وكأني لم أكن في حياتها يومًا؟
“أولًا أنت لم تعد تمثل لها شيئًا مذ تزوجت وثانيًا ما علاقة عدد الأولاد بما تقول”.
“أيًا يكن, لا تنكري أنك تحاولين استثارة غيظي وأنا كالمغفل أتيت إليك لمواساتي”.
قاطعتهما قائلًا لا أستوعب شيئًا: لحظة لحظة, لا أفهم شيئًا, ثم ما علاقتك بأمي حتى.
نظر إليّ بعين ناقمة ساخطة يود فيها قتلي قائلًا: أنت بالتحديد لا أريد سماع صوتك, من اللاشيء لا أطيقك ولا أطيق والدك.
“على أساس أني أفعل؟”
تجاهلني ناظرًا لمرسال قائلًا: ألديك طعام؟
نظرت إليه على غضب: أأنت معتوه حقًا؟
أمسكني من ياقتي قابضًا يده نحو وجهي قائلًا والغضب يقطر من عينيه: أتجرؤ على سبي؟
أوقفته مرسال تقول بحزم: أحمد يكفي! لا تنس أنه حفيدي في النهاية.
تركني على مضض, يتقدم نحو مائدة الطعام دون الالتفات لأحدنا, خافضًا رأسه جالسًا في صمت يتخلل الغضب عقد جبهته, جلست في مقابله أتعجب تصرفه, يتصرف وكأنه في بيته ولا حدود بينه وبين مرسال لتستقبل رجلًا في مثل تلك الساعة, ما بال تلك الليلة يحدث فيها ما لا يمكن لعقلي استيعابه, قاطعت شرودي مرسال تضع الطعام أمامه, تجلس على رأس الطاولة حيث كان على يمينها, نظرتُ إليها مستغربًا: ماذا تفعلين حقًا؟
“أضع الطعام”.
“أنا لا أستوعب تصرفك حقًا, تستقبلينه في مثل تلك الساعة وتتصرفين معه وكأنه أحد أفراد العائلة المقربين دون قيود ثم ما علاقة ذاك الكائن أساسًا بأمي؟ أنا متعجب من تصرفك معه بهذا الهدوء وهو يتحدث عنها دون أن تغضبي لولا كوني لا أفهم ما سبب تصرفك الغريب لكان لي تصرف آخر معه”.
نظر إليّ على غضب ينهض من مكانه قائلًا: أرني تصرفك إذن؟
نهضت من مكاني ناظرًا إليه بنظرة لم تختلف عن نظرة غضبه ومقته قائلًا: أتريد أن أريك كيف سأحطم وجهك؟
ما كاد يحدث ردة فعل حتى أوقفتنا مرسال ساخطة: توقفاااا كلاكما.. والآن اجلسا.
جلس كلانا على مضض ينظر للآخر حتى باشرت مرسال قائلة تنظر إليّ: أجل هو بالفعل كذلك, هو أحد أفراد العائلة المقربين.
نظرت إليها في صدمة أسأل مستغربًا: ك..كيف؟
“إنه ابن أختي هند”.
في صدمة لم أكد أفوق منها تفوهت متلعثمًا: ه..هذا.. الشيء.. ابن أختك؟!!
“هذا الشيء يكون خالك في النهاية وعليك احترامه وأما بخصوص علاقته بوالدتك فقد كان زوجها السابق”.
“م..ماذا؟ زوجها السابق؟ أمي كانت متزوجة قبل أبي؟ وممن؟ هذا الشيء؟!!”.
غرز شوكته في الطاولة ناظرًا إليّ: زد على زادك من الكلام كلمة وس…
قاطعته مرسال ناظرة إليّ قائلة: اذهب لغرفتك الآن هادي.
“لكن…”
“لا تناقشني, هيا اذهب”.
على مضض تركت المائدة وأنا أنظر إليه بمقت ذاهبًا لغرفتي, ما أن أغلقت الباب خلفي حتى تفاجئت بحسام جالسًا على الكرسي بشكل معاكس يقول: يبدو أنك وخالد كنتما أقرباء دون سابق معرفة.
“لا مانع لدي مع خالد لكن هذا الرجل لا أطيقه, يثير غيظي غضبي وجنوني كلما رأيته”.
“أنا الذي أثارتني الغرابة من طاعته العمياء لجدتك, أنت لا تعرف ذاك الرجل حقًا, كنت أظنه بلا رداع أو نقطة ضعف قد يفعل أي شيء في سبيل ما يريد مهما بلغ أذيته لمن حوله حتى ولو على حساب أبنائه, هو أساسًا بلا شعور أو عاطفة لهذا تعجبت أن شخص مثله قد تزوج وأنجب لكن ظننت أنه فقط يحب امتلاك الأشياء, سواء كانت زوجة أو أبناء”.
جلست أتفف أركل الفراش بقدمي: ذاك الرجل كلما عهدته ازداد كرهي له.
نهضت من مكاني على خوف أقول: لكني لست مطمئنًا, مرسال معه وقد يؤذيها.
“أظنها الوحيدة التي يسمع لها, لا أظنه قد يقدم على فعل شيء كهذا”.
“أيضًا لست مطمئنًا, هو لم يكترث لأذية أبنائه سيكترث لخالته”. قلت الأخيرة أفتح باب الغرفة لكن ما كدت أخطو خطوة حتى سمعت صوت مرسال تسأله: والآن أخبرني ما الخطب؟
” لا شيء شعرت فقط بأني مشتاق لك فأتيت, أردت القدوم إليك منذ الصباح لكني خشيت زوجك الذي أفسد على زواجي من ابنتك, أنا لا أحبذه هو الآخر لكني أضطر لتحمل كل هؤلاء من أجلك”.
“أولًا زوجي لم يفسد عليك زواجك, أنت فقط لم تكن الشخص المناسب لابنته”.
“وماذا ينقصني حتى لا أكون المناسب؟ تعلمين جيدًا أني كنت ولآزال أحبها لذلك طوال الوقت كنت حريصًا على تقديم كل شيء لها, أنا لم أتنازل عن كبريائي يومًا وأعبر لأحد عن مشاعري مثلما فعلت معها لأنها كانت استثناء بالنسبة لي”.
“ومع ذلك أحمد كنت متحكمًا ولا تزال”.
“لأني فقط كنت أغار عليها؟”
“ومن قال أن تلك كانت المشكلة؟ المشكلة كانت في حبك المفرط لامتلاكها وكأنها أحد ممتلكاتك الخاصة لا يجوز لها التكلم أو التعبير عن رأيها, هي الأخرى كانت تحبك بالفعل لهذا تحملتك عامين, عامين كاملين وهي لم تشك إلينا قط أنك كنت تمنعها من الخروج لأسابيع إلا حين تتفرغ لتكون بصحبتك وإن فعلتما وخرجتما, كنت تحجز المكان كاملًا حتى لا تلتق ببشري واحد, منعت عنها التواصل مع جمة صديقاتها حتى نحن منعتها من القدوم إلينا إلا كل شهر مرة, عامين كاملين وهي لا ترى أحد غيرك ولا تختلط بأحد حتى مع بني جنسها من النساء, وحتى عملها الذي أحبته منعتها من ممارسته, لم تكن تحسبها إنسانة لها حرية ومشاعر, تشعر بالكآبة والوحدة وتريد أن تعيش وتمارس حياتها بشكل طبيعي, كانت صامتة طوال الوقت على خلاف طبيعتها الثرثرة لقد ذبلت سريعًا ورغم ملاحظة حد لذلك لم تفصح عن شيئًا إلا حينما طفح بها الكيل وبكت بين أحضان والدها, لم تخبره سوا بكونها فقط ترغب بالعيش كما يحيا الجميع, أن ترى الطيور تحلق ثانية في السماء وأن تتلمس حرارة الشمس وأن تبكي من ضغط العمل وأن تثرثر مع والدها ثانية عن صديقاتها اللائي سخرن منها لاسمها واسم والدها الغريب لكنها لا تبالي وتحبه كما هو, أردت فقط أن تحيا حياتها الطبيعية عوضًا عن ذاك السجن, لا تنس أحمد أنك كنت تحبسها في بداية زواجكما إن خرجتما وشعرت أن أحدهم ينظر إليها, عوضًا عن كونك كنت تعتدي على ذاك الشخص ضربًا.
أخفض ناظريه في أسٍ يقول: أنا آسف, لم أقصد أن أكون ذاك الشخص, أنا فقط كنت أحبها لحد لا أريد فيه لأي شخص آخر أن يراها غيري, لم أقصد أن أسلب منها حقوقها لكني أردتها فقط لي وحدي حتى من صديقاتها, أعلم أنك ستغضبين عليّ لكني بالفعل أنتظر طلاقها منذ اليوم الأول من زواجها وحتى هذه اللحظة لأني لن أتردد بالزواج منها ثانية.
جذبته من أذنيه تقول على مضض: أوتظن أني كنت سأوافق؟ بغض النظر عن تفكيرك الأرعن.. أتعلم ما هي المشكلة؟ أني لا أستطيع كرهك أو حتى طردك من منزلي, شخص آخر غيري كان من المفترض ألا يتحدث إليك نهائيًا لكني لا أتعامل معك بصفتي والدة هدية بل خالتك, وأنك وحيد أختى المتوفاة.
نظر إليها بعين غمرها خوفه: لن تتركيني أنت أيضًا, صحيح؟ أعلم أني بالفعل سيء لكنك الشخص الوحيد الذي يشعرني بأني مرغوب, لا أريد أن أخسر هذا الشعور, الشعور الوحيد الذي يجعلني أشعر أني لآزال تتم معاملتي كإنسان.
ضربت جبهته بكلا إصبعيها السبابة والوسطى قائلة: أيها الأخرق قبل أن تكون وصية هند لي فأنت ابني الذي لم أنجبه.. دعك من هذا وأخبرني أأعجبك الطعام؟
ابتسم يتابع تناول طعامه حابسًا بعض المشاعر المكبوتة قائلًا: كالعادة رائع.
“أنت كاذب لأنك في العادة تخبرني أنه سيء ومع هذا تتناوله”.
“هو بالفعل كذلك لكن.. هذا اليوم أشعر وكأنه مختلف”.
“يبدو أن تلك المشاعر تراكمت فوق طاقتها حتى أفقدتك حاسة التذوق”.
أومأ برأسه تكتم ملامحه بعض الدموع التي لم تخرج إلا حين ربتت مرسال على كتفه قائلة: لا بأس, يمكنك أن تنفس عن بعضها الآن.
أمال رأسه على الطاولة محاوطًا إياها بكلتا ذراعيه يقبض فُرش الطاولة, يهتز جسده وكأنه يكتم بعض الدموع التي سرعان ما أعلنت عن نفسها يصدر صوتها بألم وكأن ذاك الشيطان تحول لطفل فقد أمه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى