روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الثالث والعشرون

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الثالث والعشرون

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الثالثة عشر

ابتسمت وهي بتزيد من ضمي: ولا حاجة.
“ازاي ولا حاجة؟ أنت كويسة؟”
“قول إنك لسه زعلان مني وبتتهرب ومش عايز تغازلني”.
سكت وضمتها لي أكتر بمسح على شعرها بقول: أنتِ الحب الأول والأخير الذي شهده قلبي، أرى في عينيك سواد الليل ولمعة البدر، اشتهي قربك وانت بين يديي، أحسد كل يد صافحتك وأمقت كل عين أبرقتك، ياليتك كنت روحًا بلا جسد تحيا على الارض فلا يراك سويّ وكلما اشتقت، أصابت روحك جسدي،… سكت شارد لوهلات وبعدين كملت: لم أندم يومًا على حبك ولو عاد بي الزمان لأحببتك أضعاف، سيظل حبك يسري بعروقي مجرى الدماء حتى ولو لم امتلك… سكت وشردت في حزن وبعد وهلات كملت: قلبك.
حسيت بها بتتخبي فيّ أكتر : ياريتني أقدر أحبك.
وقبل ما اتكلم حسيت بدموعها ورعشة جسمها وهي بتكتم صوت بكائها، مكنش عندي كلام أواسيها به، انا كمان كان عندي نفس رغبتها بس قلبها عمره ما حبني يمكن لأنه قفل نفسه على حب واحد ومقدريش يكرر نفس التجربة رغم إني وهبتها كل حبي، ساد الصمت بينا وفضلت على وضعها ساكنة في حضني وانا بمسح على شعرها لحد ما عيني غفلت وصحيت على صوت زين وهو بيصحيني بهمس: بابا، بابا.
على تثاقل فتحت عيني وانا ببصله: ايه يا زين؟
“يلا بسرعة حضرلي الفطار علشان هتأخر عالمدرسة”.
“المدرسة؟! ليه الساعة كام؟”
“سبعة ونص”.
جيت اقوم من على السرير وانا مستغرب معقولة لسه مصحتيش بس قبل ما اتحرك، انتبهت عليها لسه في حضني، دي لسه نايمة فعلا، غريبة مع انها بتصحى من الفجر، قومت من مكاني ومرضتيش ازعجها، حضرت لزين الفطار ووديته المدرسة، رجعت البيت تاني ليقتها لسه نايمة، خوفت ازعجها فحضرتلها الفطار ومشيت عالشغل، كنت مستينها ترن تقولي انها صحيت او تطمن عليّ كالعادة، بس معملتش كدا فضلت كدا لحد ٣ العصر وانا متردد ارن عليها ولا لا لحد ما القلق دفعني ارن بس مردتش، يمكن لسه زعلانة مني علشان كنت حاد في كلامي معها ويمكن محتاج اعتذر، استأذنت من شغلي وقبل ما اروح البيت عديت على زين اخدته، ولما وصلنا البيت لاقيناها لسه نايمة والفطار زي ماهو، طلبت من زين يغير هدومه عقبال ما اصحي ماما، حاولت اصحيها بس لسه نايمة، ابتديت اقلق وبخوف قربت ودني من قلبها وانا بمسك معصم ايدها، قلبي ارتعش فجأة مش قادر اسمع نبضاتها، قربت ودني اكتر من قلبها وانا بضمها بخوف ولسه مش قادر اسمع صوت ولا احس بتنفساتها، حطيت السبابة والوسطى عند رقبتها وبرود مش قادر احس بنبضها، خوفت بس مكنتش قادر اصدق علشان كدا اخدتها عالطول وودتها المستشفى، زين شبط فيّ فاضطرت اخده بمجرد ما وصلنا كنت زي المجنون بدور على أي دكتور يأكدلي انها لسه عايشة ويحاول ينقذها بس للاسف كل الدكاترة أقرت انها، انها…
سكت وهو بيحكي وفجأة غلبته دموعه مكنش مضطر يكمل لأني أدركت الأمر، وبعد دقايق من الصمت كمل: كنت حاسس إني السبب، ده أكيد علشان زعلتها، بس ليه؟ ليه تقرر تمشي وتسبني واحنا متخانقين من قبل حتى ما اعتذرلها، عشت أيام في ظلام دامس من الكآبة والحزن بس كنت مضطر اتظاهر بالقوة علشان زين الي أصابته صدمة نفسية وكان محتاج لوجودي، مكنش ينفع أنهار علشانه، وفي يوم دخلت مكتبي الي مرضتش افتحه من ساعة ما ماتت علشان مفتكرهاش، مفتكريش مشاغبتها وهي بتحاول تدور على اوراقي علشان تشخبط عليها ولا محاولاتها فأنها تقلدني وانا قاعد، كل ركن في المكتب كان بيحمل ذكرى منها، قعدت على كرسى مكتبي الي كانت آخر حاجة قاعدة عليه، تلمست المكتب وفتحت الدرج، ابتسمت وانا بخرج الي جوه كانت آخر قطعة كوكيز شايلها قبضت عليها بايدي وانا بقربها من قلبي، بحاول اتلمس ملمس ايدها، معقولة مش هشوفها تاني، معقولة دي تكون اخر ذكرى ما بيننا، قلبي كان فيه نار بتشتعل من الندم والشوق وحنيني ليها، انا نفسي اشوفها تاني ولو لمرة واحدة نفسي اعتذرلها، أنا غبي، انا فعلا غبي علشان خليت آخر يوم لينا اسوء يوم في حياتها، وفي وسط ألمي الي مكنتش قادر اخرج منه انتبهت على الاوراق الي كانت بتشخبط عليها، مسكتها وانا بقلب فيها ما بين دمعة وابتسامة وانا مش متخيل إنها مش هتشخبط عليها تاني، ياريتها ترجع وانا مش هضايق منها، وفي وسط تقليبي انتبهت لكلام مكتوب ورا ورقة من الورقات، وقتها افتكرت حركة ايدها الي كانت بترسم بشكل عشوائي وفجأة انتظمت، يمكن علشان كدا طلبت مني اسيب الاوضة، بصيت على الكلام وكان مكتوب:
إلى السيد مزعج الذي لا ينفك عن تذمره مني و… لا.. بل إلى السيد الذي لا ينفك عن تحمل مزاجاتي المتقلبة، السيد الذي لم ينفك عن حبي حتى بعدما خذله قلبي، صدقني راشد لم يخذلك سوى قلبي لكن عقلي اختارك وروحي لم تكن تسكن إلا بين أكنافك، ربما لا تصدقني لكن بكل الطرق حاولت كرهه، وحاولت مرارًا الابتعاد بالتفكير عنه لكن قلبي لم يكن يحملني على قراري ورغم ذلك عاندته لأنك الوحيد الذي تستحق أن أكون بين يديه، ربما… ربما لا أستحقك وأحيانا يحملني لساني لأطلب منك بعدك لكني لم أستطع، بدونك أسقط فقد كنت العصا التي أتكأ عليها ورفيقي الوحيد، حاولت كثيرا تغيير مجرى تلك الصداقة لحب لكني كنت أفشل، لم أكن أرى سوى صورته أمامي لم يكن لي على قلبي سلطان، كنت أضعف من إخراجه لكن صدقني لو عاد بي الزمان لأخترتك أنت أولًا، ليتنا نتحكم في قلوبنا راشد، ليتنا، أكتب إليك آخر كلماتي وأنا لا أدري هل سأعيش للغد أم لا فمنذ مدة وأبي يأتيني في منامي يطلب مجئي معه، المرض أنهكني والاطباء قالوا لا أمل، كنت الوحيد المصر على بقائي رغم أن كل شيء حولي ينذر بموتي، ربما هذا أفضل، أفضل من الجحيم الذي أرقدك فيه لسنوات ومن جحيم تفكيري الذي أنهكه الصراع،فلعل في الحياة الأخرى تُكتب لنا الجنة ويزرع الله في قلبي حبك ويحسن لك وجهي بدل هذا الذابل، علني أخبرك بالكلمة التي لطالما وددت سماعها وودت أنا قولها، علني.. “أحبك”.
سكت وهو مميل راسه بيحاول يمسح دموعه الي كانت بتتزايد وقبل ما يكمل كلامه، دخل حسام وهو بيفتح الباب بيقول: راشد كنت…
بمجرد ما انتبه لوجودي بصلي بمقت ومشي، شعور ما كان بيدفعني اروح أكلمه بس كبريائي كان منعاني هو الي عمال يغلط وانا ساكت بس خالد…
قاطع شرودي راشد وهو بيقول: لو عايزة تقوله حاجة واثق انها ممكن تصلح بينه وبين خالد قولها عالطول، ال٢ دول مش مدركين قيمة العمر الي بيضيع في خلافات مالهاش أي معنى، محدش فيهم هيحس بقيمة التاني الا لما واحد فيهم يجرله حاجة، وقتها كل الكلام المكتوم بسبب الكبرياء هيتحول لألم ونيران من الندم يتمنى فيها لو يرجع بس لحظة ويعتذرله.
كنت متردد بس كلام راشد عاطني دفعة علشان اقوم وأكلمه بس قبل ما امشي اتلفت ليه وانا بسأل: هو زين راح فين؟ من ساعة ما جيت هنا وانا مشوفتهوش.
اتنهد وهو مميل في الارض: بقاله سبع سنين غايب عني.
“ليه؟”
كان ساكت ومش بيرد فتابعت: آسف انا بس الفضول دفعني علشان شايف صوره معك على اغلب الجدران.. هو ده زين مش كدا؟
هز راسه بالايجاب وبعدين كمل: لما قرر يفاتحني في موضوع جوازه حسيت إني لازم اقوله الحقيقة علشان ميبنيش حياته على كذبة، كنت عارف انه ممكن ميخترنيش ويقرر يدور على باباه بس مكنتش اعرف انه هيهجرني طول الوقت ومش هيرجع تاني.
“ليه؟ هو أكيد تفهم ليه مامته عملت كدا”
بصلي لوهلات وبعدين ميل راسه وسكت، حسيت انه محتاج يقعد لوحده فمحبتش اصغط عليه فسبته وقفلت الباب وانا خارج من الاوضة انتبهت على باب البيت مفتوح، جيت اقفله اخدت بالي من حسام قاعد على الارض في الحديقة بيضرب ايده في الارض كذا مرة وهو بيكلم الربوت بتاعه: حقير غبي، مكنش لازم يبقى موجود، انا كل ما احاول اهدى اقلايه في وشي.
“أترغب في ضربه سيدي؟”.
“ها؟”
“أم ترغب في تحطيم المنزل فوق رأسه؟ في العادة عندما تغضب فأنك تثور محطمًا كل شيء أمامك لكن بحسب معلوماتي أن السيد خالد نهرك لهذا التصرف لهذا تضرب بيديك الارض عوضًا عن تحطيم رأسه، صحيح؟”
كان حسام بيبصله لوهلات في صمت وبعدين ميل راسه وهو بيضرب ايده اليمين في الارض بقوة: انا بكرههم هم الاتنين ولو عايز اكسر دماغه هكسرها بدون اعتبار لأي حد.
“مؤشراتي الالكتروني تخبرني أنك كاذب لكن ما يوجد في ذاكرتي أن سيدي لا يكذب أبدًا”.
“قصدك ايه؟”
“حسب الاسباب الظاهرة فأنت لا تريد تحطيم رأسه حتى لا ينهرك خالد ثانية، لا تريد أن ينهرك صحيح؟”
سكت وهو بيتلمس جروح ايده وبيبص في الارض: كان صاحبي قبل ما يجي متخيلتش إنه هيجي في يوم وهيزعقلي بسببه…”
“لا أظن أن هذا ما أزعجك، ربما جرح كبريائك لكن خوفك في شيء آخر”.
بصله حسام باستغراب: ها؟
“لم يثق بك وقرر الوثوق بشخص عرفه لتوه، فضل البقاء معه ورفض القدوم معك، رحلت ولم يكترث لغيابك وحينما عدت هجرك، كل هذه أسباب بثت في قلبك الخوف من أن يغادرك للابد، تخشى أن ينساك كما نسيتك والدتك وهجرتك لأجل رجل آخر…”
ميل راسه وهو ماسك ايده بتتساقط خصلات شعره على عينه بتغطيها وهو بيقاطعه: بس اخرس، مش عايز اسمع. قال كلمته الأخيرة وقام من مكانه، اتخبيت ورا الجدار الخاص باوضة السفر الي كانت مفتوحة على الصالة والسلم الي بيودي للاوض فوق، انتبهت عليه بيدخل اوضته، اتسللت ببص عليه من ورا الباب الي كان شبه مقفول الا جزء بسيط انتبهت عليه بيلم هدومه وايده لسه بتقطر بالدماء، قاطعه الروبوت الخاص به بيباشر: عفوًا سيدي لكن ألن تخبر خالد برحيلك.
“مأظنش إنه هيتهم”.
“ظننتك مصرًا على البقاء حتى يعود خالد معك”.
“وايه الفايدة؟ هو مقرر من زمان زي ماهي كمان كانت مقررة لو كنت في اختياراته كان اختارني إلا إني عمري ما كنت الخيار الأول في حياة الي بحبهم، شيء ما انتبهت ليه في كلامك، مينفعيش نتسول الحب، هم ال٢ كانوا مدركين نقطة ضعفي ورغم كدا أصرو يستغلوني منها وهجروني، مينفعيش اطلب حبهم أكتر من كدا وانت كمان احذف كل بياناتك بخصوص خالد خلاص مبقاش فيه حاجة هتجمعنا تاني، هو أكيد ناضج بما يكفي علشان يعرف طريقه كويس. قال كلمته الاخيرة وهو بيبص على حاجة في ايده وبعدين رماه على الارض وقفل شنطته، انتبهت على الشيء ده وادركت إنها “المي يوري” لبس شنطته وقبل ما يدوس عليها برجله فتحت الباب ومسكتها بس مقدرتش اسحب ايدي لأن في الوقت الي جيت اخدها فيه من الارض تزامن معه إنه داس على ايدي عن طريق الخطأ، بصلي باستغراب: انت بتعمل ايه هنا؟
“رجلك”.
بصلي باستغراب وبعدين انتبه على رجله دايسة على ايدي، بصلي بنقم ودهسها وبعدين شالها بصتله بنقم وانا بمسح على ايدي: انت مجنون كنت هتكسرهلي ؟
“انت بتعمل ايه في اوضتي”.
“شوفتك بالصدفة وانت قاعد في الحديقة وسمعتك بالصدفة و…”
“الفضول خليك تجي وريا علشان تكمل تجسيس”.
“انا مكنتش بتجسس عليك ثم قلتك شوفتك بالصدفة”.
“امال جناب حضرتك بتعمل ايه هنا”
“انا.. انا بس جيت اتكلم معك”
قومت من مكاني وانا بمد ايدي المي يوري بكمل: مينفعيش تدمر علاقة مبينة بينكم علشان اللاشيء، أنا مهما كنت مقرب من خالد هتفضل أنت الأقرب، عمر ما عشرة السنين هتهون علشان صحوبية كام يوم.
ربع ايده وبصلي باستنكار: غريبة! انت الي بتقول كدا
” أنا عارف إنك بتكرهني بس خالد عمره ما فضلني عليك…
“ارجووك، بلاش جو المثالية الأوفر دي علشان بقرف، انجز اقول الي جيت علشانه”.
سكت وانا ببصله لوهلات وبعدين خرجت من صمتي وانا بكمل: متمشيش.
“ليه؟ مش ده الي كنت عايزه”.
“عمري ما كنت عايزك تمشي بس انت الي اضطرتني أعاديك، حتى كلمة عدواة تقيلة شوية، ربما كنت شخص مزعج بالنسبالي مش اكتر بسبب طول لسانك، وعمومًا أنا ماشي وأظن ان ده اكتر وقت لازم تكون فيه جمبه لأنه هيكون وحيد لما احنا ال٢ نسيبه و…
وقبل ما اكمل كلامي أخد مني المي يوري وكسرها وبعدين رماها على الارض ودهسها برجله وهو بيبصلي بنقم بيقول: أنا مش بديل وعمري ما هأكون بديل بمجرد مانت تمشي يضطر يمشي معي، هو اختار من البداية يبقى يتحمل نتيجة اختياره.
“انت ليه غبي كدا؟ ليه مصر تبص على الأمور من وجهة نظرك انت وبس”.
“علشان أنا ديمًا صح”.
بصتله بنقم وانا بدفع أكتافه وبتقدم ناحيته خطوة خطوة تزمنًا مع كلامي: أنت غبي، مغرور، أنانيًا، مقتنع انك فاهم كل حاجة وانت مش فاهم أي حاجة.
كنت كل ما بتقدم خطوة وانا بدفعه كان بيتراجع خطوة لحد ما قعد عالسرير وهو بيبصلي باستغراب مش قادر يتكلم، بصلي لوهلات وبعدين بص جمبه بيكمل: أنا…
“انت تخرس خالص”.
قلت كلمتي الأخيرة وأنا بمسك ايده بتفقد الجرح، قومت من مكاني بيجيب الشاش والقطن ومطهر، وقبل ما احط على ايده مطهر ربع ايده ال٢ وهو بيتجاهل النظر لي: مطلبتش مساعدتك.
شدت ايده بفردها على الضهر علشان احط المطهر بتكلم بحدة: وانا مطلبتش رأيك.
سحب ايده وهو بيتألم: أنت مالك انت بي، دنت…
وقبل ما يكمل حشيت فمه بالقطن وقعدت فوقه وانا بمسكه من ياقة قميصه بكمل: انا قلت تخرس خالص.
كان بيبصلي بذهول ممزوج باستغراب لحد ما طهرت ايده ال٢ وربطت الجرح مكان قبضته، كان مستلقي على ضهره وهو لسه بيبصلي بذهول وكأنه بينعتني بالجنون،شلت القطن من فمه وانا بقول بابتسامة: خلصنا.
زقني من عليه وقعني في الارض وهو بيقول: أنت أكيد مختل عقليًا.
“كلنا مختلين بدرجات متفاوتة”.
تجاهل النظر لي واخد شنطته على ضهره ومشي، اتنهدت وانا بتعقبه بعيني،مكنش ينفع امنعه بعد ما حاولت، بس عندي احساس إنه هيرجع أكيد، مستحيل يسيب خالد مهما حصل.
قومت ودخلت اوضتي وقعدت جمب شنطة سفري، محتار اسيب خالد، على الاقل لازم استنى لحد ما حسام يرجع، غير اصلا إن فلوسي مش هتكفى الحجز، ارتميت على ضهري عالسرير وانا ببص عالسقف تايه في دوامة التفكير لحد ما عيني غفلت وصحيت على ايد بترتجف بتصحيني: هادي، هادي.
جسمي كان خمدان وبحرك ايدي بصعوبة، بفتح عيوني تدريجيًا واذ به خالد واقف مش على بعضه والخوف والقلق متسرب لنفسه، حاولت اقوم وانا ماسك راسي من الصداع بعتدل في جلوسي وبصوت خافت سالته: مالك؟
“ح..حسام مش في اوضته”.
“متقلقيش أكيد هيجي كمان شوية”.
“لا يا هادي مش هيجي، انا كنت في اوضته من شوية وليقته لامم هدومه وحتى ..حتى المي يوري بتاعته متكسرة لفتافيت، غير إني ليقت بقع دم على السرير وعلى الارض، أنا خايف يكون عمل في نفسه حاجة”.
مكنتش عارف اقوله ولا ده هيزود قلقه أكتر يمكن لازم اسكت علشان أكيد حسام راجع، وقبل ما احاول اتكلم ليقت راشد جاي علينا وملامح القلق على وشه بيقول: حسام عمل حدثة واتصلوا بي من المشفى.
خالد اتجمد مكانه وهو بيبصله في صدمة: ا..اي..ايه؟
جسمه بدا يرتعش لا إراديًا والاضطراب بدأ يتخلل كل خلية فيه وهو عاجز عن الحركة مش قادر ينطق، مسكت ايده وانا ببص لراشد بسأل: تعرف عنوان المشفى؟
هز راسه بالايجاب وبعدين اخدنا للمشفى ولما وصلنا هناك لاقين حسام قاعد على السرير وراسه ملفوفة بالشاش وهو بيتكلم مع الممرضة على انزعاج: قلتك أنا كويس سبيني أخرج.
“آسفة، بس مينفعيش اسيبك غير لما حد من عيلتك يجي ياخدك”.
“أنتوا مش قلتولي إنه جرح سطحي؟”
“اه يا فندم وده بفضل خاصية الانتفاخ الي مزودة بها عربيتك وده الي قلل من حجم التصادم ويدوب سبب جرح بسيط في راسك بس تعاليم المشفى بتقولى إنك مينفعيش تخرج إلا لو كنت معافى تماما او حد سليم يخرجك على ضمانته علشان نضمن سلامة المريض من اي أذى.
“انا معنديش حد عاشان يجي ياخدني، سبيني أمشى بقى”.
“ازاي يا فندم؟ احنا اخدنا اكتر رقم بتتصل به واتصلنا عليه وحاليًا هو في الطريق”.
قام من مكانه مفزوع وهو بيلبس سترته: انتوا اكيد بتهزروا، ازاي تعملوا حاجة زي دي من غير أذني.
“بس يا فندم…” وقبل ما تكمل كلامها كان حسام بيخرج من باب الاوضة متفاجئ بوجودنا وقبل ما حسام يتكلم، ضمه خالد بيعيط: قلقتني عليك.
كانت ايده جنبه وهو بيتحاول يتجاهل وجود خالد الي كان بيزيد من ضمه اكتر بيتخبى بين أكناف بزيد من عياطه المتكتم وبعد وهلات خرج عن صمته وهو بيزيد من ضمه بيقول: أنا آسف.
بصله حسام باستغراب لوهلات وما بين تردد ايده، ضمه وهو بيمسح على شعره وبيربت على كتفه: أنا بكرهك.
“عارف”. قال كلمته الاخيرة وهو بينفك عن حضنه بيمسح دموعه: انت فعلا كنت عايز تمشي؟
“انت الي قولتلي”.
“بس انا عمري ما كنت عايزك تمشي”.
بصلي حسام باستغراب، وهو بيقول: انت محفظه كلامك.
ابتسمت ومعقبتش بصله خالد في استفهام: كلام ايه؟
وقبل ما يتكلم سمعنا صوت بيقول: حسام؟
بصينا تجاه الصوت وكانت بنت جميلة بشعر أسود ناعم كثيف يكاد يلامس كتفها، وثغر باسم وبشرة بيضة وعيون رمادية، لوهلات حستها حور من الجنة لحد ما قاطع شرودي حسام وهو بيبصلها بذهول: ب..براء.
وقفت قصاده وهي بتقول في عدم استيعاب بابتسامة شدتني ليها بتكمل: مش مستوعبة إنك هنا، معقولة شوفتك أخيرًا. وبعدين بصتله في استفهام وهي بتلامس جبهته: بس ايه الي حصلك، انت كويس؟
زاح ايدها عنه على مضض وهو بيقول: ملكش دعوة.
“لسه غلس زي مانت”.
“وانتي لسه متطفلة زي مانت”.
شدته من شعره بتميل راسه لتحت: واضح ان لسانك لسه طويل.
داس على رجلها وهو بيكمل على مضض: واضح ان ايديكى لسه طويلة.
تأوهت وبعدين مسكته من ياقة سترته بتكمل: انا مش سألتك بتعمل ايه هنا؟ يبقى ترد عليّ كويس.
رد على مضض: عملت حدثة بسيطة.
“ازاي”
“حسيت بارتجاف في ايدي فجأة وانا بسوق وفجاة طلعت شجرة قدامي”.
“الشجرة هي الي طلعت قدامك برود؟”
زاح ايدها بيكمل: هنبدأها سخرية مش هكمل.
نعكشت شعره بتخلل صوابعها بين خصلاته بتبتسم: خلاص يا كوتي كمل انا آسفة.
“براء قلتك متكلمنيش كدا”.
طبطت على شعره بتكمل: خلاص يا كوتي متزعليش.
زاح ايدها وهو بيبصلها بمقت فحطيت ايدها على فمها بتزيد من ابتسامتها فكمل على انزعاج: متبصليش كدا قلتك كل حاجة.
بصتله بتزيد ابتسامتها اكتر وثغرها بينغمز جو وشها اكتر فكمل: قلتك يا براء العربية بمجرد ما حصل الاصطدام انتفخ الحاجز الرباعي من كل الجهات وقلل من الاصطدام.
بصتله وهي بتتلمس جبهته بأصابعها بتسأل: بتوجع طيب؟
“أهون من غبائك”.
داست على رجله وقبل تتكلم، قاطعها خالد: خلاص يا براء، كلامك كتير وهو محتاج يرتاح.
بصت لخالد بابتسامة بتكمل: ياا خالد انت هنا؟ ماخدتش بالي وواضح انك لسه بتكرهني بس مقولتيش كنت متخبي فين باباك بيدور عليك بقاله مدة.. بعدين بصت لحسام بتبتسم: كان مفكر إنك مخبيه عندي علشان الاقرب لك، الناس كلها بتقر بكدا وانت بهيم لا تبالي.
خالد انزعج ومسك ايد حسام ومشي وهو بيقول: يلا بينا قبل ما ارتكب جناية فيك وفيها.
بصتله براء بابتسامتها الملازمة لوشها: لحظة يا حسام مش عايز تسألني بعمل ايه هنا علشان اقولك اني كنت بزور صاحبتي الي بتشتغل هنا؟
رد على مضض وهو بيبتعد عنها: عايزك تحلي عن سماي.
“حسام لحظة انا…” وقبل ما تكمل كلامها كانت هتقع على وشها، مسكتها قبل ما تقع، افلتت ايدها وهي بتبص على رجلها الي كانت كوتشها مروبط ببعضه بصت قدامها ناحية مهاب الي بصلها بابتسامة استفزتها وهو ماسك ايد اخوه، تمتمت على غضب: ماشي يا مهاب انا هوريك.
قاطعت تمتمتها: انتي كويسة؟
بصتلي باستغراب: انت مين؟
مش عارف ليه فجأة حسيت إني قطعت النطق بمجرد ما عيني التقت بعينيها وبتلعثم رديت: ه..هادي.
ابتسمت ابتسامة واسعة: وده صفة ولا اسم؟
ابتسمت زي الابله: الي تشوفيه.
بصتلي باستغراب وقبل ما تتكلم انتبهت فجأة لحسام بيقعدها على الكرسي الي كان لازق في جدار الاوضة على مضض، بيفك رباط الفردتين، بصتله براء في دهشة ولسه هتتكلم قاطعها: مش عايز اسمع صوتك.
قال كلمته الأخيرة وهو بيربط الفردة التانية
ابتسمت وهي بترجع شعرها ورا ودنها وبنبرة خافتة ردت: ماشي.
قام من مكانه وهو بيبصلها على انزعاج: دي آخر مرة هربطهولك وطالما مبتعرفيش تربطي جذمتك يبقي متلبسيش جزم برابط تاني
بصتله وثغرها بيتسع خجلا: ماشي بس هو كوتشي مش جزمة.
كنت ملاحظ على خالد علامات انزعاجه وشاركه فيها مهاب وتمتموا في صوت واحد: مزززززعجة، ايييع.
مكنتش فاهم حقيقي سبب كرههم ليها بس ضحكت عليهم انتبه خالد علي فبصلي بنقم: وانت كمان ناوي تبيت هنا، متيلا يا استاذ هادي.
ابتسمت ومشيت وراه بعد ما مسكت ايدي مهاب وحسام كان على يمينه، اما راشد كان ورنا بعد ما استأذن من براء ومشى، بمجرد ما ركبنا العربية بص خالد لراشد على انزعاج وهو بيقوله: خلوق أوي يا راشد، مكنتش مضطر تستأذن منها على فكرة.
ابتسم راشد ومردش وساق العربية، بصيت لخالد بسأل: هي مين براء دي؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى