روايات

رواية مثابرة خاسرة الفصل العاشر 10 بقلم ديانا ماريا

رواية مثابرة خاسرة الفصل العاشر 10 بقلم ديانا ماريا

رواية مثابرة خاسرة الجزء العاشر

رواية مثابرة خاسرة البارت العاشر

رواية مثابرة خاسرة الحلقة العاشرة

كانت تضر.ب على رجليها بغيظ شديد بينما محمد يحاول الإتصال بوالده حتى يستفسر منه دون فائدة.
حين مل جلس على الأريكة وهو يتنهد بقوة فنظرت له والدته بحقد: شوفت أبوك عمل فيا يا محمد! شوفت القهرة اللي بلاني بيها!
تطلع لها محمد بحزن فتابعت: بس أنا هوريه إزاي يطلقني! أنا هوريه الجبان ده!
رد محمد بحزن: يا ماما أنا مقدر زعلك وأنا كمان زعلان على اللي عمله بابا وكان صدمة بالنسبة ليا بس آخر مرة بابا كان هنا حضرتك جرحتيه أوي يا ماما وكمان احرجتيه قدام حنين وأمها وأكيد ده مكنش سهل عليه كلامك كان قاسي.
استنكرت والدته بحدة: نعم! أنت بتقول إيه يا محمد! بدل ما تقف جنب أمك في أزمتها جاي تسم بدني بالكلام ده!
والله عال يا أستاذ قول كمان يا محمد ماهو ده اللي كان ناقصني!
زفر محمد بضيق ورأي أن يصمت أفضل من قول أي شيء لوالدته الغاضبة بشدة حتى لا تنف.جر في وجهه هو ويكفيه مافيه هو.
لم تهدأ والدته أبدا التي أقسمت أن تنتقم من والد محمد الذي طلقها غيابيا دون معرفتها وأنها ستجعله يندم على فعلته.
لم يستطع ترك والدته للذهاب إلى منزل حنين لأنها كانت في حالة من الثورة العارمة على ما حدث وكان عليه البقاء بجانبها طوال الوقت مما آخره بعض الوقت حتى هدأت قليلا وحين بدأت تتخطى موضوع طلاقها بدأت تصر عليه حتى يطلق حنين التي لم تقدره أبدا ولكن محمد لم يطاوعها وأصر على الذهاب إلى حنين ومحاولة التفاهم معها.
قابله والدها بجفاء واضح وقد حذره أن حنين ربما لا تريد مقابلته ولكنه أصر على أي حال.
انتظر قليلا حتى سمع خطوات تقترب من الغرفة التي يجلس بها فرفع رأسه ليرى حنين التي صدم بهيئتها.
كانت شاحبة بشدة ويظهر عليها التعب والارهاق كما الحزن الذي هو واضح في عينيها رغم أنها تحاوله مداراته بالبرود.
نهض بلهفة ولكن تفاجئ حين صدته حنين بيدها وهى تقول ببرود: عايز إيه؟
رد متوسلا: حنين بالله عليكِ اسمعي…
قاطعته بجمود: لو جاي وفي دماغك أي فكرة أنك ممكن ترجعني فأنا أحب أقولك تنسى خالص وتطلقني في أسرع وقت ممكن.
قال بحزن: حنين…
ردت بمرارة: حنين إيه يا أخي! حرام عليك بقى سيبني في حالي مش كفاية اللي عملته فيا أنت وأمك! مش كفاية عليا خسارتي لابني اللي كنت مستنياها ليل نهار وبعمل كل حاجة علشانه! مش كفاية أنا وأنوثتي اللي طعنت فيها لما قولت هتتجوز وأنت مش قادر تستحمل عيشتك المقرفة معايا! جاي عايز تقول إيه دلوقتي؟
أخفض رأسه لأسفل بخزي ولم يتمكن من الحديث فهمست له بألم: لو كان فيه في قلبك يوم ذرة حب ليا طلقني علشان أنا مبقاش فيه في قلبي أي حاجة ليك.
رفع رأسه بسرعة لها وهو يرمقها بعدم تصديق ممزوج بالألم إلا أنها قابلت نظراته بالبرود والجمود وهى تغادر الغرفة.
غادر بيتها بحزن وعاد إلى بيت والدته ليجدها في الداخل تسير ذهابًا وإيابًا في الشقة كالحيوان المحبوس في قفص.
سألها باستغراب: في حاجة يا ماما؟
نظرت له بوجه أحمر وعيون تطفح بالغضب: أبوك الندل اتجوز عليا يا محمد.
اتسعت عيون محمد بصدمة: بتقولي إيه؟
ضربت كفيها ببعضهما وردت عليه وهى تضغط على أسنانها تكاد تطحنهم ببعضهم: كلم أختك قال إيه يطمنها عليه ويقولها أنه اتجوز ومش راجع تاني!
رفعت يديها لأعلى وهى تنظر للسماء: إلهي ما تتهنى يوم واحد يا بعيد.
نظرت لمحمد بجنون: أنا هعرفه مقامه كويس علشان يطلقني ويتجوز!
كانت الصدمات المحزنة تتوالى على محمد بشكل لا يطيقه فجلس على الأريكة يضع رأسه بين يديه وهو مهموم.
صاحت به والدته: أنا لازم اندمه على اليوم اللي فكر فيه يتجوز عليا لازم اندمه!
ثم صرخت وغابت عن الوعي ليسرع لها محمد قبل أن تقع ويسندها ويحضر الطبيب لها.
مرت فترة على هذا الحال وكانت أخته قد حضرت للمنزل حتى تساند والدتها التي لم تنفك أن تأتي بسيرة والدهم بالسوء ولكنهم لم يردوا عليها تقديرا لها ولشعورها ووسط كل ذلك كان محمد يماطل في طلاق حنين على أمل أن تهدأ وتتراجع عن قرارها ولكن بلا جدوى لأنه والدها ضغط عليه للغاية حتى يتعجل بإجراءات الطلاق وقد حذره من عواقب تأجيله كما أن ابنته لم تعد تريد ذلك الزواج في نفس الوقت ضغطت عليه والدته ليطلقها من الناحية الأخرى وبعد أن يأس من عودة حنين طلقها أخيرا.
بعد مرور شهر على طلاقه من حنين كان يجلس حزينا حين دلفت عليه والدته تقول بابتسامة: قاعد كدة ليه يا حبيبي؟
تنهد بحزن: مفيش يا ماما.
كشرت والدته: أوعى تكون زعلان علشان طلقت البت حنين دي والله ما كانت تستاهل ضفرك.
لم يرد فتابعت: لو تسمع كلامي وتتقدم لسمر.
قال بضيق: يا ماما لو سمحتِ متضغطيش عليا في الموضوع ده.
حزنت والدته وتجمعت الدموع في عينيها ولكن دموعها زائفة: يعني أنا دلوقتي بضغط عليك يا محمد.
نظر لها بعطف وعانقها: متعيطيش يا ماما أنا آسف.
بكت والدته بحزن زائف وهى تحاول التأثير عليه عاطفيا: وأنا اللي قولت هتحاول تفرح أمك في الحزن اللي هى عايشة فيه ده مش كفاية عليا اللي عمله أبوك فيا.
أغمض عينيه وقال مستسلما: حاضر يا ماما أنا هروح أتقدم لسمر زي ما حضرتك عايزة.
ابتعدت عنه بسرعة وقالت بلهفة: بجد؟
أومأ برأسه فنهضت بسرعة تقول بسعادة: هكلم أم سمر علشان نروح لهم بالليل.
رد محمد بدهشة: بسرعة كدة؟
قالت والدته: أيوا خير البر عاجله.
حين خرجت من غرفته تحولت ملامحه للحزن وهو يعود مجددا ليشرد في أفكاره.
حين ذهبوا إلى بيت سمر، مرت الأحاديث طبيعية بين الأهل حتى تركوهم وحدهم للتحدث.
قال محمد بهدوء: ازيك يا سمر عاملة إيه؟
ردت سمر بخفوت: الحمد لله بخير.
قال محمد: فيه أي حاجة عايزة تسأليها ليا؟
قالت سمر بصراحة فجة: يا أستاذ محمد أنا عايزة أكلمك بصراحة أنت إنسان كويس وعلى عيني لكن أنا مش موافقة.
حدق إليها محمد بذهول: طب ليه؟
نظرت له سمر وقالت باستياء: الصراحة بقى الإنسان مش بيلاقي عمره بالساهل علشان يضيعه بالساهل أنت إنسان كويس لكن الصراحة أمك لا أنا مش هخرج نفسي من جوازة اتقهرت فيها علشان أرمي نفسي في واحدة أصعب منها.
كان محمد يحدق بها بعدم تصديق بسبب جرئتها أما هى فتابعت: أمك معروفة في الحتة بحالها بطبعها وأنها بتحب تمشيك على كلامها وخير دليل مراتك اللي أنت طلقتها وكانت زي الوردة.
ردد محمد بصدمة: حنين!
أومأت سمر برأسها وقالت باشمئزاز: أيوا ولما أمك كلمتني أنك تتقدم لي يوم ما جيت لكم كنت مترددة وصدقت كلامها عن مراتك أنها مش كويسة معاك ولا نضيفة في بيتها لكن الشهادة لله ألف واحدة في المنطقة أكدت لي عكس الكلام وأنها ست كويسة وكانت مستحملة معاملة أمك اللي ميتحكيش عنها وأنا كنت مستعدة أوافق لحد اللي شوفته يومها ده أنا برمي نفسي في النار لو وافقت.
رفع يديه حتى يجعلها تتوقف عن الكلام وقد تدافعت المعلومات في عقله وهو غير قادر على استيعابها: استني استني بس أنتِ قولتي إيه؟ يوم ما جيتي لينا ماما قالت لك أني عايز أتقدم لك وأطلق مراتي؟
ردت سمر بتعجب: أيوا وحكت لك عن مراتك كلام وحش كتير وأنها مقصرة معاك وفي بيتها.
ثم قالت بوقاحة: وكمان مقصرة في واجباتها الزوجية معاك وطبعا ده كلام ميتحكيش لحد، ولما جريت بمراتك على المستشفى ولا فكرت تروح وراكم وكانت عايزاني أقعد معاها عادي وأنا عارفة أني كلامي جارح شوية لكنك ماشي ورا كلامها علطول.
كانت صدمة محمد تزداد وهو ينظر لها أما هى فتابعت بكبرياء: أنا قولتلك كل حاجة صريحة علشان نبقى على نور من الأول أنت إنسان كويس لكن ودنك ليها وده عيب ميتسكتش عليه أفرض مثلا في يوم قالتلك كلمتين قلبتك عليا في ثانية وأنا ذنبي إيه أعيش في المرار ده؟ بص أنت إنسان كويس وفيك صفات كتير حلوة أنا مستعدة أوافق بس لو جيبت لنا سكن بعيد عنها خاص بينا ونكون مستقلين عنها غير كدة لا.
ثم صمتت وهى تترك محمد يستوعب جميع حديثها الذي تفوهت به ورأت تتابع المشاعر على وجهه من عدم التصديق للصدمة حتى الحزن والغضب.
نهض وهو لا يرى أمامه وخرج ليجدها تضحك مع والدة سمر.
قال محمد ببرود وهو يبذل قصارى جهده حتى يتحكم في أعصابه: يلا يا ماما.
نظرت له والدته متفاجئة: بسرعة كدة يا محمد؟
هز رأسه: مبقاش فيه حاجة نتكلم فيها.
بعد أن سلمت على والدي سمر، رافقت ابنها الذي بدى غريبا حتى منزلهم.
حين دلفوا التفت لها محمد وقال بقوة: أنتِ قولتي لسمر قبل كدة أني هتقدم لها وهطلق مراتي؟
توقفت مكانها بصدمة بينما تابع محمد بنبرة مهتزة من شدة الغضب: وقولتي لها كمان أنه كلام مش صح عن حنين؟
شحب وجهها بشدة فأكمل محمد بألم وحسرة: وكنتِ بتضحكي عليا لما قولتي أنه ده كله لعبة علشان حنين ترجع زي الأول معايا وأنتِ كنت ناوية على طلاقنا من البداية؟
قالت بارتباك: محمد اسمعني يابني أنت فاهم غلط.
صاح بقهر: أسمع إيه! أسمع أني خسرت مراتي وابني علشان أنتِ كنت بتخدعيني وعايزاني أطلقها؟
قالت له بحدة: أنت بتعلي صوتك عليا؟
قال بألم: هو ده اللي همك؟
قالت والدته بإستنكار: طبعا لما تيجي بعد العمر ده كله وتعلي صوتك على أمك إيه اللي هيهمني تاني؟
رد محمد بنبرة مهزوزة: بيتي اللي اتخرب علشان سمعت كلامك؟
رفعت حاجبها وقالت بتهكم: ليه هو أنا كنت جبرتك على حاجة؟ بعدين أنا عملت كل ده علشان مصلحتك؟
قال محمد بمرارة: مصلحتي ؟
قالت والدته بسخط: أيوا مصلحتك اللي كنت مضيعها مع المحروسة وبعدين أنا كنت بعمل الصح علشانك دي واحدة مقدرتكش واسمع بقى أنت بقيت مسئول عن نفسك وهتتجوز سمر علشان كدة هبلغك بقرار مهم في حياتي كنت مأجلة أقولك عليه لحد ما اطمن عليك.
نظر لها محمد بتعجب وقال بريبة: قرار إيه؟
ابتسمت والدته ابتسامة غريبة وردت قائلة بثبات: أنا هتجوز.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مثابرة خاسرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!