روايات

رواية ما خلف الجدران الفصل الثالث 3 بقلم نورا سعد

رواية ما خلف الجدران الفصل الثالث 3 بقلم نورا سعد

رواية ما خلف الجدران الجزء الثالث

رواية ما خلف الجدران البارت الثالث

رواية ما خلف الجدران الحلقة الثالثة

– يا نور ده كان خطفك!
– خطفني أزاي؟ ده كان بيأكلني دايمًا و…وبيسرحلي شعري… وكمان بيخرجني.
سكت لثواني أنا وبفتكر كل حاجة عملها معايا؛ هنا ولقيت نفسي بكمّل مُدفعه عنه بكل قلبي وبقولها:
– هو في حد بيخطف حد وبيعمل معاه كل ده؟؟ ده..ده كدب يا دنيا كدب.
كلامي معجبهاش، أتعصبت مِني، وقفت بكُل عصبية وهي بتزعق في وشّي وبتقول:
– ده جوزك يا نور، جوزك وده حقك عليه.
سكتت وهي بتضيق عيونها وبتقرب مِني خطوة، مالِت بجسمها ناحيتي ولقتها بتكمل وبتقول بصوت هادي غريب:
– قصدي ده حقك كأنسانه أنك تاكلي وتشربي وتخرجي، حقك أنك تعيشي، ده مش حب..ده مرض!
خلصت كلامها وسابتني ومشيت، كنت بتابع خطواتها اللي بتبعد عن أوضتي أنا ومتلغبطة، مكنتش فاهمة حاجة، حاوطت راسي بأيدي الأتنين في محاولة مِني للسيطرة عن الدوشة الل جوه دماغي، حاسه أن الأفكار بتتسابق عشان تثبت أنهم صح، وأنا في النص عايزة أقول لكل الأفكار دي بس أسكتوا، أنا تعبت!
********
“وبعيد عن عيون نور”
– أنت بتعمل فيها كده ليه؟؟
كان ده سؤال راضي ليوسف المتكتف على الكُرسي قدامه، بعد اللي حصل راضي حبس يوسف في مخزن قديم؛ لحد ما يوصل معاه لحل؛ ولكنه مكنش قادر يفكر في أي شيء غير…غير أنه يفهم…عايز يفهم هو ليه عمل كده في أخته، إي هدفه بالظبط! وكان رد يوسف عليه صدمة، صدمة متوقعهاش أبدًا:
– عشان بحبها، أنا بس اللي بحبها واستاهلها، كلكم أنانيين، كلكم بتبصوا على مصلحتكم وبس.
عقله عجِز عن الرد، مكنش متوقع أنه هو بجد مريض بالشكل ده!
مكنش مستوعب أن ممكن شخص يعمل في حد هو بيقول أنه بيحبه كل ده! هنا ولقى نفسه مش قادر يسيطر على انفعاله، مال بجسمه ناحية الكُرسي بتاعه وهو بيقوله ببطئ شديد:
– أنت مريض، محدش بيحب حد بيعمل فيها كل اللي أنت عملته ده.
كلامه عصبه، وبكل عصبية وغضب وهو بيحاول يحرر نفسه من تقيّده من الكُرسي كان بيقوله:
– أنا كنت بحميها، بحميها منكم، أنا معملتش ليها حاجة، نور دي ملاك؛ مينفعش تقعد مع شياطين زيكم.
– ولا زيك!
كانت دي جملة راضي الهادية، اتعدل في وقفته وبعِد عنه خطوتين وهو بيقوله:
– الشيطان اللي بجد اللي يكرّه الشخص في كل الل حواليه، بيكرهك في البشر عشان يقتنع أن ملوش في الدنيا غيره! الشيطان هو اللي بيمنع شريك حياته من أبسط حقوقهم وهو تكوين عيلة، الشيطان اللي بجد هو اللي يفضل يعمل في خدع وألاعيب شيطانية عشان يوصل لوحدة مكنتش عايزاه أصلًا!
هنا وأتجنن، وشّه أحمر زي لهب النار، كان بيصرخ وبيسب راضي بكل السبّات اللي يعرفها واللي ميعرفهاش وهو بيحاول يفُك نفسه بكل قوته، وفي وسط محاولاته البائسة في تفريغ شحنة غضبه سمع ضحكات راضي على شكله الضعيف أمامه؛ في اللحظة دي سكّنْ، وقّف كل محاولات للتحرير من تقيده؛ ركز في عيون راضي السعيدة بشكله وهو غضبان ومتقيّد؛ وبعدين قاله بكُل هدوء عكس الحالة اللي كان عليها من ثواني:
– بس هي دلوقت بتحبني، ومستعدة تتحدى الدنيا كلها عشاني، ومستعدة تبيع الدنيا والناس عشاني برضه، جرب كده تروح تقولها أنا ولا يوسف؛ وقتها هتعرف أنت قد إيه ولا حاجة.
كانت كلمات بسيطة هادية؛ لكنها رجعت عقل يراضي يشتغل تاني من جديد، أخته أصبحت مريضة بيه، إيه اللي ممكن يحصل تاني؟ وقبل ما يسيبه ويمشي قرب مِنه وبنبرة كلها شر كان بيقوله:
– بتحبك عشان مريضة بيك، بقت مريضة بسببك.
********
– نور محتاجين نتكلم.
كانت دي جملة الطبيب النفسي اللي هيبدأ مع نور جلساتها، كان قاعد قدامها وفي أيده قلم وورقة، كان بيحاول يتابع حركاتها، كفوف أيديها اللي ماسكة في ملاية السرير وكأنها بتحتمي فيها؛ عيونها المتعلقة على الباب، نفسها اللي مش منتظم بالمرة، وعشان يحاول يلفت أنتباها قال ليها:
– يوسف كان عايز يشوفك.
أتحقق مُراده، كل حواسها أنتهبت له، وبكل اندفاع كانت بتسأله:
– هو فين؟؟ مجاش ياخدني ليه؟
– أنتِ بتحبيه؟
كان ده طرف خيط الكلام اللي بينهم، وزي ما توقع، نظرة عاشقة من الدرجة الأولى لمحها في عيونها، وابتسامة غريبة زينت وشّها الهلكان وقالت:
– بحبه أوي أوي، أكتر من نفسي.
– ليه؟
– عشان هو بيحبني، بيعملي كل حاجة أنا عايزاها.
– زي إيه؟
كان ده أول سؤال ليها هيقربه للنقطة الل هو عايزها، وفعلًا وصلها لما قالت:
– يعني بيأكلني، وبيشربني، دايمًا بيهتم بشعري، دايمًا بيهتم بكل حاجة أنا بحبها عشان كده بيحبني وأنا بحبه.
كانت بتتكلم بساذجة غريبة، وكأنها مش بتفكر في أي حرف بتقوله، كأن عقلها مش مُدرك ه بتقول إيه؛ وده اللي الطبيب كان عارف أنه هيحصل بالظبط؛ عشان كده ابتسم ليها وقالها ببساطة:
– بس ده حقك، حقك كبني آدمة أنك تاكلي وتشربي.
سكت وهو شايف تأثير كلامه عليها، وبدون تردد كان بيكمل:
– هو كان سالِب منك حُريتك وكان بيحاول يعوضهالك، أنتِ حقك أنك تخرجي، هو مكنش بيخليكِ تخرجي لوحدك؛ عشان كده كان بيخرجك، كان مانعك أنك تشتري أي حاجة لوحدك؛ عشان كده كان بيشتري ليكِ هو حاجاتك.
كانت الصدمة واضحة على ملامحها، بعدت وشها بعيد عنه، دموعها كانت بتتحارب عشان تظهر وهي كانت رافضة، وعشان مفيش وقت للأنهيار كمل كلامه وقالها أخر مفاجأة المفروض أنها تعرفها:
– أنتِ تعرفي أنه هو السبب في بُعد أخوكِ عنك؟ هو اللي جابله عقد العمل وأقنعه أنه يروح، تعرفي ده؟
هنا وابتسمت بسُخرية وقالت:
– وهو وافق يبعني ويختار شغله!
– بس ده حقه يا نور، حقه يشتغل، بس مش من حق يوسف أنه يحرك كل اللي حواليكِ في أتجاه واحد عشان يبعدهم عنك.
كان بيتكلم بانفعال، وقبل ما يسيب الأوضة كلها قالها:
– أنتِ مريضة بمتلازمة استكهولم يا نور؛ حُبك للي بيأذيكِ، ده مرض جالك بسببه.
كانت كل حاجة بتحصل فوق أحتمالها، وكأن الُدنيا كلها عايزاها تنهار وبس، كان عمال يتكلم ويتكلم وبس، مكنِتش قادرة تسممع، وبحركة ساذجة كانت بتكتم ودانها بأيديها عشان متسمعش أكتر من كده، وبكُل انهيار وغضب صرخت فيه هي وبتشاور على الباب:
– أسكت، أطلع برا، برا ومتدخلش هنا تاني .
هنا وأنسحب الطبيب بالفعل، قرر أنه يسبها تعيد حسابتها من جديد، جايز تفكرها يتغير!
********
– والعمل إيه دلوقت يا دكتور؟
كان ده سؤال راضي للطبيب المُعالج، بعد محاولاته اللي كلها فشلت أن يوسف يطلق نور وِدّي؛ فكان الحل أنه لجأ للطبيب يمكن يلاقي حل؛ وبالفعل كان عنده الحل لما قاله:
– أحنا ممكن نرفع قضية طلاق بسبب الضرر، وده لأن عندك شهود أنه كان حابسها كل المدة اللي فاتت، وكمان كان مانعها من رؤيتك وده ضرر نفسي، طبعًا، وبما أننا هنحتاج شهادتها فلازم نشتغل الفترة دي على نور عشان تشهد الشهادة المطلوبة قدام المحكمة.
– ولو فشلنا؟؟
أتحرك الطبيب خطوتين وهو بيفكر، وقف فاجأة ولف بجسمه ناحية راضي وقاله:
– لو فشلنا هنثبت للمحكمة أن جالها خلل نفسي بسبب وأنا هقدم التقرير اللي يثبت ده.
كلماته كانت مفاجأة، هيفضح أخته! الناس كلها هتعرف اللي حصل! الناس كلها هتعرف أنها مريضة نفسية! وبدون وعي كان بيردد وبيقول بصوت يُكاد يوصل للطبيب:
– بس كده الناس كلها هتعرف! كده هعملها فضيحة!
– أحسن من أنها تفضل على ذمة واحد مش مُتزن نفسيًا يا راضي.
كانت دي كلمة الطبيب اللي لكمّت لسان راضي، كان بيفكر في كلامه، مش عارف يتصرف أزاي؛ بس مفيش حل تالت!
********
“ولكن من عيون نور”
– نور أنتِ سمعاني صح؟
كنت سمعاه بس مش برد عليه هو بالذات، كنت مركزة في نقطة فاضية وبس، ولكني انتهبت له لما لقيته بيقول:
– أنا عارف أنك زعلانة خصوصًا مِني أنا، بس لازم تعرفي أن الطلاق ده في مصلحتك، هو مش بيحبك، وهتعرفي لما تخفي أني كنت بحميكِ منه.
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفايفي، بيحميني! حابسني بقاله ٣ شهور عشان يحميني! طلقني من الشخص اللي حبيته وبيحميني! أثبت للعالم كله أني مريضة نفسية وبيقولي بيحميني! مكنش عندي رد، كل اللي قدرت أعمله أني لفّيت وشّي الناحية الدنيا وبس، وعشان يذيد غضبي أكتر لقيته بيقول:
– أنا حابسك هنا عشان تتعالجي يا نور، وأنتِ أهو بدأتي تستجيبي للعلاج، ودي اهم خطوة.
وبابتسامة باردة قرب مِني وهو بيداعب شعري وبيقول:
– هانت وهترجعي لحياتك من تاني.
خلص كلامه وسابني ومِشي، أهبل….مش فاهم حاجة، مش فاهم أني مطوعاهم عشان يوسف قالي أنه هيجي ياخدني تاني، فاكر أني قاعدة بين أربع حيطان مع ناس مش بتحبني برضا مِني! فكرني بتعالج بجد وباخد العلاج! فكرني بتكلم مع الدكتور وبقوله الصدق؛ ميعرفش أني بقوله اللي عايز يسمعه، ٣ شهور مفهماهم أني بتعالج؛ ولكن الحقيقة أني بستعد أني أهرب من هنا، أهرب على بيتي اللي يوسف بيجهزه ليا وهياخدني ليه….هو أخر مرة قالي كده، قالي أنا هاجي أخدك ومحدش من الأشرار دول هيشوفك تاني ولا يأذيكِ، وأنا مستنياه…مستنياه يجي ياخدني.
#تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ما خلف الجدران)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى