روايات

رواية لم يكن تصادف الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب محروس

رواية لم يكن تصادف الجزء الثامن عشر

رواية لم يكن تصادف البارت الثامن عشر

رواية لم يكن تصادف
رواية لم يكن تصادف

رواية لم يكن تصادف الحلقة الثامنة عشر

فقدت الأمل و رجعت تاني لأوضتها لكن أول ما شافت السجادة بتولع، بقت في حالة ما بين الوعي و اللاوعي، و بدأت تفاصيل اليوم إياه تتكرر قدام عيونها تاني فبدل ما. تتحرك للباب أو تستخدم دورق الميه و تطفي النار، رجعت تاني للبلكونة و هي بتتحرك بضهرها و عيونها اللي بتنزل دموع مثبتة على النار، فكانت بتحرك دماغها بهستريا و مش واخدة بالها إنها بتقرب من سور البلكونة.
عمر اول ما شافها نده اسمها بصوت عالي، لكنها مسمعتش و لما خبطت في السور اللي وراها مكنش قدامها مفر أو خطوة تانية تخطيها بعيد عن النار، ف قعدت مكانها و هي بتضم رجلها لصدرها و مازالت على نفس الحالة، فى الوقت ده و بالرغم من إن النار كبيرة اوى و لكن كان فى دخان بسيط بيخرج من بابا البلكونة و قدر عمر إنه يميزه فتحرك جري تجاه مبنى الفيلا و لحسن الحظ اصطدم ب علاء اللي كان خارج بالملف و قبل ما يقول حاجة عمر قال:
– خلينا نلحق ميريهان بسرعة، حالتها غريبة و فى دخان.
علاء رمى الملف بإهمال و اتحرك بسرعة لاوضتها و من وراه عمر و من وراهم سيليا اللي سمعت كلامهم و لفتت انتباه الضيوف بخضتها.
عمر اتجه فورًا لميريهان اللي قاعدة بترتعش، ف ركز قدامها على ركبه و جنبه علاء، و هما الاتنين بيقولوا بقلق و فى نفس واحد:
– ميريهان مالك؟ انتي كويسة؟؟
جريت سيليا من وراهم و قعدت جنبها و هي بتاخدها في حضنها و بتقول:
– متخافيش يا حبيبتي، مامي معاكي و محدش هيقرب منك.
ميريهان بتلعثم و من بين شهقاتها:
– هتقتلني، عايزة تموتني.
علاء بصلها و سأل بصدمة من حالة أخته:
– هو فى ايه؟ ايه الحالة اللى هي فيها دي؟
عمر بتدخل:
– حد مين اللي عايز يقتلها؟ ممكن حضرتك تفهمينا؟!
سيليا اتنهدت و قالت:
– ممكن بس الأول حد يطفى النار! و بعدين نتكلم؟
قبل ما حد فيهم يتحرك، سمعوا صوت زين اللي ظهر من وراهم و هو ماسك في ايده الدورق الفاضي و جنبه أهله و باقي عيلة ميريهان:
– أنا طفيتها.
عمر اتلفت وراه و أول ما شافه قدر يتعرف عليه و إن هو دا العريس، فرجع نقل نظره لميريهان اللى في حضن سيليا و بدأت تهدى و قام وقف و قال بحزن موجه كلامه لعلاء:
– همشي أنا دلوقت و ابقى طمني عليها.
لو هيسمع كلام قلبه مكنش اتحرك من مكانه و فضل جنبها لحد ما يتأكد إنها بقت كويسة، لكنه بمجرد ما شاف زين و افتكر رفضها لمشاعره حس وجوده معاهم هيكون بايخ جدًا، عشان كدا قرر ينسحب بس دا ميمنعش إن فكرة قتلها دي رعبت قلبه و مش هيسكت غير لما يطمن إنها بقت بخير، بس قرر يعمل دا بشكل غير مباشر.
أما علاء فقال بقلق و اهتمام:
– ممكن اعرف قتل ايه اللي بتتكلم عنه؟ و ايه الحالة دي؟
سيليا بصت لجوزها و قالت بحزن:
– هنتكلم بعدين يا علاء.
علاء برفض:
– لاء مش بعدين، لازم اعرف دلوقت في ايه؟
والد علاء بحزم:
– الأهم دلوقت اختك و لا فضولك! قالتلك بعدين يبقى بعدين.
علاء باقتضاب:
– انا خايف علي اختي، هو المفروض اسمع اختى و هي بتقول إن فى حد عايز يقتلها و اسكت! المفروض اشوفها في الحالة و مسألش مالها عشان اعرف أهون عليها!
والد زين بتدخل غامض:
– احنا كمان عايزين نعرف ايه اللي حصل، و ايه سبب الحالة دي؟
والد علاء اتنهد و قال:
– خلاص يا جماعة هحكيلكم بس اتفضلوا ننزل تحت، و انتي يا سيليا اهتمي ب ميريهان و خليكي جنبها.
بالفعل سمعوا كلامه و نزلوا، ف علاء بادر و قال:
– ها يا بابا؟
والد علاء بجدية:
– الحالة اللي ميريهان فيها دي بسبب رهبتها و خوفها من النار.
والد زين باستخفاف:
– و هو مين يعني مش بيخاف من النار! ما دا طبيعي بس بردو مش مبرر للحالة اللي هي فيها، دي النار مكنتش ضخمة و لا حاجة دا دورق ميه طفى النار، يعني حاجة لا تذكر، فدا مش سبب!
والد علاء:
– لاء دا سبب كافي جدًا، لأن بسبب حادثة اتعرضت لها ميريهان و هي صغيرة فبقى عندها فوبيا من النار لو مجرد عود كبريت بتدخل في الحالة دي، و أظن إن كل إنسان عنده نقطة ضعف و حاجة بيخاف منها فعادي يعني……هي شوية بس كدا و هتبقى كويسة.
والد زين بتكشيرة:
– تمام، هنمشي احنا دلوقت و لينا كلام تاني بعدين.
والد علاء بترقب:
– كلام ايه؟
والد زين:
– الأمور جد فيها جديد ف الكلام هيتغير و الاتفاقات كلها هتتغير باللي حصل من شوية و بالكلام اللى انت قولته.
والد علاء باقتضاب:
– اللي يتغير يتغير، اقولك على حاجة أنا اللى هخل بالاتفاق و برفض الجوازة دي، و برفض كمان على التعاقدات و الصفقات اللي ليك معانا.
والد زين بضيق:
– طب و الشغل ماله! أنت كدا بتغلط.
والد علاء بلامبالة:
– انت اللي غلطت لما مقدرتش بنتي و فكرت تلغي الجوازة عشان مجرد الحالة اللي شوفتها فيها، و عدم تقديرك لبنتي يعني عدم تقدير ليا و أنا مش بشتغل مع ناس متقدرنيش.
زين تدخل وقال:
– يا عمي، والدى ميقصدش اللى حضرتك فهمته.
والد زين باندفاع:
– لاء أنا قاصد كلامي، و ايوه مش هجوزك يا زين واحدة مريضة نفسيًا.
علاء بزعيق:
– ما تحترم نفسك.
والد زين بتحدي:
– أنا محترم نفسي كويس و عارف انا بقول ايه،و والدك بنفسه قال من شوية إنها تأثرت بسبب حادث حصلها يعني دي حاجة نفسية يعني اختك مريضة نفسية، عن إذنك.
خلص كلامه و اتحرك و من وراه زوجته اللى شدت زين من ايده، أما علاء فكان هيندفع و يضربه لكن والده منعه و قال:
– احترم اني واقف، و تقليله من اختك دا أنا هخليه يندم عليه.
على الطرف التاني، كان عمر قاعد في عربيته اللي مركونة جنب سور الڤيلا، و مش قادر يرجع البيت بسبب خوفه و قلقه على ميريهان، و آخر ما زهق استسلم لقلبه و نزل من عربيته و هو بيهمس لنفسه:
– مفيش مشكلة لو فسرت اهتمامي بأني لسه بحبها ما دي الحقيقة أصلًا، انا مش فارق معايا حاجة دلوقت غير إنها تكون بخير.
و بالفعل رجع دخل للڤيلا تاني، و الدادة أول ما فتحت و شافته رحبت بيه و ندهت ل علاء اللي خرج من الصالون مهموم و اول ما شافه ابتسم و قرب منه و هو بيقول:
– مقدرتش تمشي صح؟!
عمر اتنهد و قال:
– مقدرتش، قلقان اوي و خايف عليها و عايز اعرف مالها عشان أساعدها، و كمان موضوع القتل دا مخليني مرعوب و خايف عليها.
علاء ضحك بصوت عالي و قال بمشاكسة:
– طب راعي طيب اني اخوها و متبقاش صريح كدا!
عمر قال بقلق:
– طب بس سيبك من الهزار و طمني عليها.
علاء بجدية:
– متقلقش هي بقت كويسة..
– طب و ايه موضوع القتل ده؟!
علاء اتنهد و قال:
– أنا مش عارف المفروض تسمع الكلام دا مني و لا منها، بس انا هحكيلك عشان أنا حاسس إن الموضوع دا مرتبط بيك.
عمر بصله باستغراب و قال:
– خير، قلقتني.
علاء بحزن:
– ميريهان و هي صغيرة في حد ولع في الشقة اللي هي كانت فيها، و الحريقة دي كانت قدام عيونها و كانت خلاص هتموت و هي طفلة عمرها سبع سنين، لكن الحمدلله ساعتها بابا و سيليا وصلوا على آخر لحظة و انقذوا حياتها…..و عشان كدا ميريهان بتخاف من النار و عندها فوبيا و بتدخل في الحالة اللى انت شوفتها فيها دي لما بتشوف حتى كبريت والع.
عمر اتصدم من اللى سمعه، هو ايوه صح يعرفها من حوالي ٣ سنين و كانوا قريبين جدًا لبعض بحكم شغلهم لكن عمرها ما ذكرت حاجة زي كدا…. فسأل باهتمام:
– طب و مين اللى عمل فيها كدا؟ و ليه؟
– أمها.
عمر بصدمة:
– بتهزر؟! مفيش أم تعمل كدا.
– لاء في، و السيدة اللى أنجبت ميريهان للحياة كانت واحدة منهم، و حاولت تتخلص من ميريهان بالطريقة دي لأنها كانت عائقة في طريقها المهني.
عمر بانتقاد:
– يعني أنا اسمع إن فى أمهات سيئين، لكن مش لدرجة إنها تقتل بنتها! و لو على شغلها ما كان ممكن تتخلى عنها أو أقل فكرة مثلاً كان ممكن تسيبها في ملجأ بدل ما تحاول تقتلها.
علاء اتنهد و قال:
– اهو اللي حصل بقى، حسبي الله ونعم الوكيل.
عمر بانتباه:
– طب و الموضوع دا إيه علاقتي بيه؟
علاء سكت لثواني و قال:
– أنا شاكك إن ميريهان رافضة تتجوزك بسبب خوفها من المسؤولية، على حسب علمي هي عايزة تكمل ماجستير و دكتوراه و عايزة تشتغل و يبقى ليها مكانتها الخاصة، فممكن متعقدة بسبب والدتها و خايفة تكرر اللي حصل تاني……. أنا دا التفسير اللي لقيته.
عمر بحزن ساخر:
– و يعني معايا هتشيل مسؤولية و مع زين لاء!
علاء بمرح:
– هو انا مقولتلكش؟
– لاء مقولتليش.
علاء و هو بينفض إيده:
– مش زين خلاص بح.
عمر باستغراب:
– خلاص بح ازاي يعني.
– بح يعني مبقاش موجود، خلاص الجوازة اتلغت يا معلم.
– ليه؟ دا كان لسه هنا من شوية يعني.
علاء بدأ يحكي اللى حصل من شوية، و بعد ما خلص ف عمر قال:
– ربنا يكرمها و يرزقها بالأحسن منه.
علاء بمرح:
– طب ما الاحسن منه موجود فعلاً، بس يارب يتلحلح.
عمر فهم قصده فقال:
– لاء مش هتلحلح، أنا ايوه بحبها بس هي لاء و أنا قولتلك قبل كدا مش مستعد اترفض تاني عشان كرامتي ساعتها هتبقى حرفيًا في الأرض.
علاء بود:
– طب و هي كرامتك اهم و لا ميريهان؟؟
عمر بحب:
– الحب مفهوش مكان لكرامة و غيره، بس دا في حالة إن الشخصين يكونوا بيحبوا بعض ساعتها هيستحملوا أي حاجة عشان بعض، و عمر ما واحد فيهم هيقلل من الطرف التاني أو يشوفه من غير كرامة، لأنه في الوقت اللى كل الناس بتكون شايفة إن دي قلة كرامة الشخص اللي بيحبك هيشوفها حب شديد و تمسك و وفاء….. إنما اختك مش بتحبني يعني لما هحاول معاها و افشل في كل مرة و ملقيش نتيجة هي هتشوفني بلا كرامة و أنا قبلها، و فى النقطة دي اقدر اقولك كرامتي اهم.
علاء بهدوء:
– طب حاول انت و على ضمانتي، أنا متأكد إنها بتحبك بس خايفة تاخد الخطوة…..و ايوه صح دي آخر فرصة هتاخدها مني يا عمر، انا مش هتحايل عليك فاعمل اللي يريحك……و هقولك تاني أنا مش برخص اختي و إنما عايزها تكون مبسوطة في حياتها…..و خليك عارف إن ميريهان بيتقدم لها ناس كتير و زي ما بابا غصبها على زين هيكرر الحركة دي مع حد تاني، ففكر و خد قرارك بسرعة.
بعد مرور يومين كان عمر فى مكتب الاجتماعات و معاه يارا و مريم و علاء و كانوا مستنين ميريهان عشان يراجعوا آخر عرض للمشروع قبل التقديم، و آخيرًا وصلت ميريهان اللى شايلة ملفات كتير و حطتهم على الترابيزة الكبيرة و هي بتقول بغيظ طفولي:
– أنا مش فاهمة ايه لازمة كل الملفات دي عشان اروح اجيبها دلوقت من الأرشيف.
علاء ابتسم و قال:
– تعالي هنا و انتي تعرفي.
قربت و قعدت على اول كرسي، في حين عمر قفل النور و بدأ يشغل شاشة العرض، لكن في الحقيقة العرض مكنش ليه علاقة بالشغل، و إنما كان فيلم جرافيك لكل المواقف اللى جمعته بميريهان و دي كانت أكبر مفاجأة بالنسبة لها.
عمر بدأ يتكلم و هو بيقول بحب:
– بنت عشرينية تتشبه بزهرة جميلة من أول ما فتحت ملت الجو برائحة عطرة، زهرة جميلة كل ما تشوفها تبتسم، و دا بالظبط اللى حصل معايا لما شوفتها لأول مرة قدرت ترسم الابتسامة على وشي، هي نور الشمس اللى طلعت بعد ليل مُظلم، هي الدفا بعد شتا بارد طويل، أنا بعيش فعلاً و هي معايا بحب الحياة و بحب نفسي و بحبها، غيرت كل حاجة ببسمتها……يعني نقدر نقول إنها البسمة الحلوة اللى تجدد و ترد الروح لمكان بالي…….مش مكان، دا شخص……هونت عليا كل حاجة، و أنا عايز اهون عنها كل مشاكلها، و مش مجرد تهوين…… أنا لو عليا عايز أشيل عنها كل المشاكل، لو عليا عايز احميها و ابعد عنها اي حاجة تزعلها، لو عليا عايز اكبر معاها، اضحك معاها، لو عليا…. فأنا عايز اكون أقرب حد ليها، عايز اكون معاها بس هي تسمحلي…..مبقتش عايز اشوف الدنيا غير بعيونها….. الطف و أرق و اجمل و احن بنت في الكون، هي المستقبل بالنسبة لي…….
كان بيتكلم و هي كانت بعيط مش عارفة من السعادة و لا إحراج و لا خوف، و مرة واحدة عمر قطع كلامه و قرب منها و هو بينزل على ركبه و بيخرج خاتم و بيقول:
– تقبلي يا ميري إني اشاركك مستقبلك؟ تقبلي تتجوزيني؟؟
وقفت مرة واحدة لما نطق كلمته الأخيرة، و على عكس اي حد هي قالت:
– لاء مش هينفع.
ثواني معدودة عدت على الكل بصدمة، فعمر وقف و كان هيمشي، فعلاء اتحرك بسرعة و شغل النور، و قبل ما يتكلم ميريهان قالت بدموع:
– انت تستاهل حد احسن مني يا عمر، انا مقدرة حبك ليا بس انا مستاهلش كل المشاعر دي، انتي ممكن تندم لو اتجوزتني.
عمر اتنهد و رجع لعندها تاني و قال بترقب:
– أنا هغير السؤال بس خليكي صريحة معايا….انتي بتحبيني؟؟
نقلت نظرها بين الواقفين، و بعدين قالت و عيونها في الأرض:
– ايوه، بس أنت محتاج حد احسن.
عمر ابتسم و قال بهدوء:
– طب و ليه مش انتي؟
ميريهان سكتت و هي مش عارفة تقول ايه، فعمر قرب منها اكتر و قال:
– ميريهان انا مش عايز غيرك، و مش شايف و لا هشوف حد احسن منك، و معنديش مشكلة إنك تشتغلي و تحضري ماچستير و دكتوراه.
رفعت دماغها بسرعة و قالت:
– بجد؟
عمر حرك دماغه و قال بتأكيد:
– ايوه بجد، و هفضل جنبك و هشجعك و عمرى ما هتخلى عنك أبدًا.
ميريهان بتوتر:
– بس أنا خايفة اكون نسخة تانية.
عمر بحب:
– أنتي شخصية مختلفة عن الكل، انتي مش هي يا ميريهان، و أنا مش هو (يقصد والدها اللى اتخلي عن والدتها)
ميريهان سألته بشك:
– هو انت عارف أقصد مين بالنسخة التانية؟ و عارف اني بخاف من النار و باخد مهدأ؟
عمر بحنان:
– ايوه عارف كل حاجة، و مش فارق معايا غيرك، ثقي فيا و متشغليش بالك بحد، مع إني واثق إنك هتبقى أحسن أم في الدنيا.
ميريهان مسحت دموعها و قالت:
– خلاص هفكر.
عمر بمشاكسة:
– يا بنتي انجزى وافقي بقى الناس زهقت.
ميريهان ضحكت، فهو قال بحب:
– ايوه كدا خلى الشمس تطلع.
ميريهان بصتله بحب و قالت:
– موافقة يا عمر.
عمر بسعادة:
– بحبك يا روح قلب عمر….
البنات كانوا مبسوطين أما علاء فقرب من عمر اللي كان خلاص هيحضنها، و وقف بينهم فكان الحضن من نصيبه بدل أخته، و قال بغيظ:
– مش لما تحضن كيس الجوافة اللى هو انا و تطلبها للجواز مني و من بابا تبقي تحضنها.
عمر ضحك و قال:
– معلش السعادة نستني إنها لسه مش مراتي، بس و لا تزعل بكره نكون في البيت عندكم و معايا اهلي.
بعد سنتين.
كان عمر واقف في المطبخ بيعمل قهوة، لكن لما سمع صوت الباب قام من مكانه و هو بيقول:
– نسيتي حاجة و لا ايه يا حبيبتي؟
ظهرت ميريهان اللى اتعلقت برقبته و قالت بدلال:
– حبيبتك خلاص مش رايحة الشغل تاني.
سألها باهتمام:
– ليه في حاجة و لا ايه؟؟
ميريهان ابتسمت و اتكلمت و هي بتلعب في شعره:
– قررت و بما اني أخدت الماچستير، اني مش هحضر دكتوراه إلا بعد سنة و حاليًا حبيت اقعد في البيت و اهتم ب تيام.
عمر:
– طب و ماله يا حبيبتي ما أنا اهو ههتم معاكي بيه و مش مضطرة تأجلي حاجة.
ميريهان بحماس:
– أنا عارفة إنك قادر تعمل ده، بس أنا عايزة اشارك طفلي كل حاجة في حياته و حاليًا عايزة أتفرغ ليه تمامًا.
عمر غمز لها وقال:
– طب و بالنسبة لأبو الطفل وضعه ايه؟ مش عايزة تهتمي بيه؟
ميريهان ضحكت و قالت بمشاكسة:
– لاء مش عايزة، أنا من رأي ابو الطفل ينزل يشوف شركته و مشاريعه، عشان نبقى قد المنافسة مع بابا و علاء.
عمر ضحك و قال:
– دا مش على أساس إن علاء شريك معايا يعني!
ميريهان ضحكت و قالت:
– ايوه صح.
عمر قرب منها و شدها لحضنه و هو بيقول:
– مش مصدق أننا بجد بقينا مع بعض.
ابتسمت و قالت بمشاكسة:
– جرا ايه يا عم عمر طب دا احنا متجوزين من سنتين و معانا تيام و مازالت مش مصدق.
عمر بيأس:
– عم عمر! بزمتك في واحدة تقول لجوزها عم!!
ضحكت و قالت:
– و المفروض يقولوا ايه!
– شوفي انتي بقى!
ميريهان بترقب:
– عمر هو انت لسه بتحبني، حتى بعد ما وزني و شكل جسمي تأثروا بالولادة؟
عمر بصدق:
– أنا بحبك و بموت فيكي في كل حالاتك يا ميري، مشوفتش و لا هشوف اجمل منك أبدًا.
ميريهان بدلال:
– حيث كدا بقى، ايه رأيك فى حبيبي، يا عمري، يا روحي.
عمر بحب:
و الله انتي اللى حبيبتي و روحي و عمري و أحلى حاجة في دنيتي…… أنا بحبك أوي يا ميري.
ميريهان بحب:
– و أنا متيمة بيك يا عمر.
قرب منها بهدوء لكنها بعدت عنه و جريت من قدامه أول ما سمعت صوت تيام بيعيط، فعمر قال بغيظ:
– الواد دا قايم بدور الضرة و لا ايه! دايمًا يصحي في أوقات غلط……
خبط على دماغه بتذكر و هو بيجري هو كمان تجاه المطبخ بعد ما شم ريحة القهوة اللي فارت.
بعد شوية خرجت ميريهان لعمر اللي قاعد بيشتغل على اللاب فى الصالة و قالت بفرحة:
– عمر شوفت اللي حصل؟
– خير، شكلك مبسوطة؟
ميريهان و هي بتسقف بفرحة:
– أخيرًا والد مريم وافق على جوازها من علاء.
عمر بسعادة:
– بتتكلمي بجد! دا أنا كنت فقدت الأمل.
– لاء وافق الحمدلله…..كدا مش فاضل غير واحدة بس هي اللي سنجل…..
عمر بتخمين:
– تقصدي يارا؟؟
– ايوه.
– طب ما هي اللي رافضة، ما البشمهندس ماجد طالع عينه من ٦ شهور و هو بيحاول يقنعها لكنها في كل مرة بتصده.
ميريهان باقتراح:
– طب ما نحاول احنا!
فى مكتب يارا، كانت قاعدة و منهمكة في الشغل و حتى لما سمعت الباب بيخبط سمحت بالدخول من غير ما ترفع دماغها عن الورق اللي قدامها، فدخلت ميريهان اللى شايلة طفلها الرضيع و من وراها عمر اللي شايل شنطة صغيرة خاصة بالبيبي، ميريهان قعدت و هي بتقول:
– يا بنتي قومي شوية و انطلقي في الحياة بدل ما انتي بتقضي اليوم كله شغل كدا.
يارا ضحكت و قامت من مكانها و هي بتمد أيدها الاتنين عشان تاخد منها تيام و قالت بمرح:
– هاتي تيام يقعد معايا و أنا اسيب الدنيا كلها عشانه و الله مش بس الشغل.
عمر شارك في الحوار و قال:
– من غير ما تقولي هو أصلا هيقضي معاكي اليوم كله.
يارا بسعادة:
– دا يا هلا بالغالي.
ميريهان بتمهيد:
– طب و عشان خاطر الغالي ممكن توافقي على طلبنا؟
يارا:
– طلب ايه يا ميري؟ و بعدين دا احنا نوافق عشان خاطر أمه و أبوه.
ميريهان بصت ل عمر و بعيدين سألتها بترقب:
– يعني عشان خاطرنا ممكن توافقي على البشمهندس ماجد.
يارا نقلت نظرها بين الاثنين و اتحركت لعند عمر و أخدت من ايده الشنطة الخاصة ب تيام و قالت و هي بتشاور على الباب:
– نورتوني يا جماعة، اتفضلوا بقى عشان اقعد مع الصغنون شوية.
عمر ضحك على اسلوبها و قال:
– يا بنتي اعطينا فرصة نقنعك طيب.
يارا برفض:
– مستحيل و الله، مع احترامي ليك يا عمر بس أنا فقدت ثقتي في الرجالة و خلاص اتقفلت من الجواز ده، و حاليًا مش هركز غير على شغلي…..و محتاجة انكم تحترموا قراري.
ميريهان باقتناع:
– خلاص يا يارا، اللى انتى عايزاه…
يارا تابعت خروج عمر اللى ماسك ايد ميريهان و بيتكلموا بحب و سعادة، و بعدين اتنهدت و باست تيام من جبينه و قالت بهدوء:
– يرضيك يا صغنن اني اتجوز تاني! قال جواز قال! بقى بعد خيبة الأمل اللى شوفتها من عمك دي ممكن افكر حتي في الموضوع! …….. دا مستحيل!
– مفيش مستحيل، انا بطلبك كل يوم من ربنا و متأكد إنك هتوافقي.
كان دا صوت ماجد اللي اتكلم و هو واقف عند الباب، و أول ما يارا سمعت كلامه حركت دماغها بيأس و هي بتلتفت و قالت:
– يا بشمهندس أنت ليه مش مقتنع إني مش هوافق على المبدأ دا تاني، أنا خلاص مبسوطة بحياتي كدا.
خالد بإصرار:
– بس انا بردو مش هتخلي عنك، و مش هخسرك بسبب تجربتك السابقة، أنا هفضل احاول عشانك لحد ما توافقي.
خلص كلامه و قرب منها و باس تيام و سابها و مشي، و هي بصت ل تيام اللى كان بيضحك، فقالت بمرح:
– عجبك كلامه و لا ايه يا صغنن!
مكنش فى من الطفل رد، فهي بصت للباب و ابتسمت و رجعت بصت لتيام و كلمته كأنه بيفهمها و قالت:
– بس بيني و بينك مفيش مانع إنه يحاول عشاني، أنا بردو من حقى فرصة تانية.
تمت بحمد الله.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لم يكن تصادف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى