روايات

رواية لماذا أنا الفصل الخامس 5 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا الفصل الخامس 5 بقلم نورا سعد

رواية لماذا أنا البارت الخامس

رواية لماذا أنا الجزء الخامس

رواية لماذا أنا
رواية لماذا أنا

رواية لماذا أنا الحلقة الخامسة

-عنيكي لياا مرااايا يا جماال مراية العين، خليكي.
-لو هتمشي اناديكي، انن….. أحنا الأتنين قطاقيط.
قطع ذلك المشهد دخول يوسف عليهم، كان ينظر لهم ويتطاير من عيونه الشر، نظر لهم بغضب ثم صاح بهم:أنت بتعمل أيه يا قليل الأدب، أيه قلبت البيت كبارية أنت وصاحبك الصايع؟! صحيح ما أنت ما بتتلمش غير على الصايعين اللي زيك.
أغلق مازن مسجل الصوت سريعًا، تنحنح غيث بحرج وكاد أن يعتذر عن ما بدر منهم، لكن تفاجأ بتحوَل ملامح يوسف للعبث ثم هتف وعلى وجهه ابتسامة عريضة: وانا بموت في الصايعين الصراحة.
سقف مازن بحماس وهو يناول والده العصا وهو يصيح بحماس: أرقص يا چو.
نهى جملته وهو يشغل المسجل مرة أخرى، كان غيث ينظر لهم ببلاه شديدة ولكن لم تستمر ذلك الحالة بسبب دخوله معهم في ذلك الأجواء، ظلوا يرقصون ويغنون طوال اليوم حتى تعب الجميع، أرتموا ثلاثتهم على الفراش وفي ثواني كانوا ذهبوا في سباق عميق مع النوم.
*******************
مضى أسبوع دون أحداث جديدة، فَكان غيث في ضيافة مازن ويوسف والده، وأمجد كان يحاول جاهدًا يُدير شريكات والده على أكمل واجه.
أما غيث فعشر بالحرج بسبب أقامته الذي طالت عِند مازن، فذلك الشاب والنعمة الصديق والأخ له، في ذلك الفترة القصيرة التي قضاها معه شَعر أنه صديقه من أيام الطفولة، ولكن كفى ما فعله معه الأيام الماضية، لذلك قرر أنه حان وقت المغادرة، أين سيذهب لا يعلم ولكن ما يعلمه أن كفى ثُقل على الناس الأغراب، هكذا كان يفكر وهكذا قرر.
-مازن انا همشي.
كانت ذلك جملة غيث الذي قالها وهو يخرج من غرفة مازن ويحرك كرسية، ولكن ماذن رد عليه بمزاحه المُعتاد: مش سامعك من الدي چي يا مرسي والله
وقف أمامه بكرسيه وهتف بجدية: أنا بتكلم بجد، انا همشي كفاية كدة، بقالي أسبوع قاعد معاك أنت وبباك وكتر خيركم شيلنس بقالي اسبوعين هنا وانت وبباك كتر خيركم شايلني بمعنى الكلمة، أنا همشي كفاية عليكم كده، هروح أشوف شغل ولا أروح أكلم أبويا، يعني.. هتصرف متشغلش بالك أنت.
نهى حديثه وهو يربت على كتفه بأمتنان، وقبل أن يرد مازن كانا سمعا صوت صياح يوسف الأتي من الغرفة: بترغوا في أيه يا صايعين.
ضحك الأثنين عاليًا، أنضم لهم يوسف فأستقبله مازن وهو يقول: ألحق يا چو الواد غيث عايز يمشي، أتصرف انت بقى.
نظر له يوسف لثواني ثم قال وهو يجلس على الأريكة: بقولك أيه بقى، أنا خلاص أتعود عليك، وبقى زيك زي البأف دَ عندي، عشان كده أنا قررت أنك هتترزع معانا هنا لحد ما مشكلتك ما تتحل، ولو متحلتش أديك قاعد مش حوار يعني.
-أسمع بس يا چو مش هينفع، أنا.. أنا بجد مش هقدر.
وقف يوسف ثم هتف وهو يستعد للرحيل: اللي عندي قولته ياض أنت، حد عايز حاجة؟
مسح غيث وجهه بستسلام ثم قال: آه أنا عايز.
نظر له يوسف لكي يواصل، رفع كتفيه بستسلام وقال وهو يعطي له ورقة مكتوب بها أدوات رسم ومع الورقة نقود.
-بما أني مشرف هنا ومش بنزل فَتعبك معايا تجيب ليّ الحاجات دي معاك.
أخذ يوسف الورقة منه ومعها النقود ودن جِدال ودعهم وغادر، بينما غيث فتابع يوسف وهو ينظر له بأمتنان شديد، صاح مازن وهو يخبط غيث في فخذيه.
-وأنت بقى يا وحش بترسم؟
نظر له بستحقار ثم قال: آه يخويا.
تسأل: وبترسم أيه بقى؟
: برسم بالوان مياة وعلى رمل، وبالملح، وديچيتال كمان.
– عااش فادي عااش.
نهى جملته ثم صاح فاجأةٍ: واد يا غيث أنا عندي فكرة.
نظر غيث لذلك المعتوه كما أطلق عليه بتعجب، ثم صاح فيه محتدٍ: في أيه يا أبن المهبوسة أنت صرعتني.
تجاهل حديثه ثم هتف بحماس: أي رأيك لو نشتغل أون لاين؟
-دَ اللي هو أزاي؟
اعتظل في جلسته وبدأ في شرح فكرته بجدية: أسمع أحنا نفتح جروب ونجيب بضاعة نن مصانع، لبس علر اكسسوارات ونسوقها على الجروب دَ، وطبعًا أنت ليك حبايب كتير في مجال التسويق يعني لو عملت كام تليفون وعرفت الناس أنك بتشتغل في التسويق أكيد هتلاقي اللي يشغلك، ويكون ليك زباين، وأول لما نجمع أوردر ننزل ونجيبهم من المصانع، فاهم حاجة؟
لَمعت عيون غيث لذلك الفكرة، فصاح بحماس: ما أنت بتعرف تفكر أهو يا بني آدم، تعالى ورايا.
ومن هُنا بدأ غيث يَشُق طريق عمله من جديد، فذلك المشروع نجح وبشدة، وذلك بسبب معارف غيث وأصدقاءه في مجال العمل، كان يوسف هو ممول مشروعهم، وبعد العمل لمدة شهرين متواصلين كان لهم أسم في سوق الملابس، وقرروا فتح بيدچ على الفيس بوك لطلب الأكلات، وبالطبع كانت ذلك الفكرة ليوسف فَهو طباخ ماهر ولابد أن يستغلوا ذلك الميزة.
*******************
أما عِند أمجد، وبعد مرور شهرين، شهرين ماروا عليه مثل الدهور، فكان كل يوم يخسر صفقة واموال كثيرة، لا يعلم أين الخطأ، فَهو يعمل كل شيء على أكمل وجهه، لا يعلم أين يكمن العجز، ولماذا يخسر بذلك الكم! ولكن اليوم الخسارة ليست هينه مثل المرات الماضية، فذلك المرة الخسارة كانت ملحوظة بشكل كبير، وبسبب ذلك الخسارة حدث عجز في الادارة المالية!
NORA SAAD
-يا نهار اسوود، خسرت 10مليون جنية! ليه يا امجد؟ ليه بتلعب بالفلوس؟
كوب رأسه بين يداه بتعب ثم هتف: اللي حصل، صفقة.. صفقة دخلتها وخسرتها، أعمل أيه يعني.
خطيت على فخذيها بحسرة ثم صاحت من جديد: لا متعملش، متعملش خالص، عمي عرف؟
رفع رأسه ببطيء ثم قال: أكيد، الخسارة المرة دي أثرت في الأدارة الم..
لم يتسطع اكمال جملته بسبب رنين هتفه برقم محامي العائلة، تعجب من ظهور رقمه على شاشة هاتفه، فتح الخط وقبل أن يسأل عن شيء كان ياسر المحامي يقول له بنبرة جعلت أطرافة ترتعش رعبًا: والد حضرتك اتنقل المستشفى بسبب أزمة قلبية حادة، وده بسبب أنه عرف اللي حصل أنهاردة في الشركة
صُعيق الأخر من سماع ذلك الكلمات، لم يدرى ماذا يفعل، أغلق المكالمة ورمى بجسده على أقرب أريكة، أقتربت منه مايا وتسألت برعب، قص لها ما سمعه فشهقت الأخرى برعب ثم قالت: و… وهتعمل أيه؟
فَك زرار قميصه ثم قال وهو يعتدل في جلسته: لازم أعوض الخسارة، لازم.
تسألت بجهل: ازاي يعني.
انتبه لها وقال: في انهاردة صفقة أتعرضت عليا، مكسبها هيعوضنا عن كل الخساير اللي فاتت، وكنت خايف ادخل فيها، بس.. بس مفيش حل تاني لازم أدخلها.
-ولو خسرتها؟
– ثروتنا كلها هتنهآر يا مايا، مفيش مجال للخسارة، زي بالظبط لو سبت الشركة على حالها كده في أقل من شهر هتنهآر برضه، يبقر لازم أعمل حاجة.
قلقلت مايا من ذلك الحديث، هَزت رأسها بعنف وهي تقول: بلاش يا أمجد، بلاش بدل ما تخسر كل حاجة.
ابتسم بسخرية ثم هتف: ما أنا خلاص خسرت.
*******************
مَر أسبوع أخر، عَلم غيث بدخول والده العناية، كان يتابع أحواله بالهاتف، أما أمجد فَلم يسمع لأحد وبالفعل دخل ذلك الصفقة، تلك الصفقة التي كانت تحمل تلت تربع رأس مال الشركة.
-أنت بتقول أيه؟ لحمة أيه اللي باظت في المينا؟ أحنا.. أحنا هنهزر.
-التلاجات طلعت بايظة يا أمجد باشا، عشان كده اللحمة كلها باظت في الشُحنة.
كارثة بكل المقايس، فذلك كانت فرصته الوحيدة لإنقاذ ما يمكن انقاذه، أرتطم على كرسة بتعب وتوهان، فَك ربطة عنقه بتعب، فيشعر أن ثُقل العالم مُحمل على صدره، لم يستمر الوضع هكذا كثيرًا، خرجه من حالته هذا رنين هاتفه، كان رقم أستاذ ياسر محامي والده.
-خير يا متر؟
-هيجي منين الخير، أيه اللي حصل دَ يا أستاذ؟ صفقة لحمة، من أمتى وأنت بتشتغل في أستراد اللحمة يا أمجد.
-وأنت مالك، هتحقق معايا.
صاح فيه أمجد محتدٍ، أما الأخر فصاح غاضبًا: لا يا أستاذ في أن بسبب عملتك السودا أبوك وقع مننا، الباقيه في حياتك يا بيه.
-أنت بتقول أيه؟
خبر صاعق نزل عليهم جميعًا، وصل جثمان فريد المنشاوي إلى مصر، وأجمعوا أولاده لأول مرة مُنذ أشهر عديدة، وقف أمجد وغيث وأخذوا عزاء والدهم، وكان يوسف ومازن مع غيث خطوة بخطوة، أنفضت أيام العزاء ولم يتبقى سوى غيث وأمجد في المنزل ومعهم ياسر محامي والدهم، وقبل مغادرة غيث طلب منهم آسر أن يسبقوا للمكتب لفتح الوصية.
– غيث انت عرفت بأخر تطورات ثروة والدك؟
عقد ملامحه بتعجب، لم يفهم معنى السؤال، فنفى بتسأل: لا، بس يعني أيه؟
خرج بعض الاوراق من خزانة مكتبة، ثم بدأ في قرأتها بصوت مسموع: يعني في التلت شهور اللي فاتوا أنتوا خسرتوا 20مليون جنية، تقريبًا تلت رأس مالكم في الشريكات، ودَ بفضل أمجد باشا.
صُعق غيث، هتف بصدمة..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لماذا أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى