روايات

رواية لقاء في القطار الفصل الأول 1 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الفصل الأول 1 بقلم جوجو

رواية لقاء في القطار الجزء الأول

رواية لقاء في القطار البارت الأول

رواية لقاء في القطار الجلقة الأولى

فتحت آية عيناها لتجد عينان آخران تنظر لها فى تعجب .. فتخجل وتنتقل ببصرها إلى النافذة … وعندما نظرت مرةً أخرى إلى تلك العينين أصابتها الحيرة والغيظ .. فسألته بحدة ..
آية : فى إيه ياأستاذ .. انت بتبصلى كدة ليه .. تعرفنى .. بتشبه علية .. قريبتك ؟
الشخص ( فى خضة ) : ايه ياآنسة فى ايه .. انا جيت جنبك ..
آية : لا ابن الجيران هو اللى بيبصلى ..
الشخص : حاولى يكون اسلوبك فى الكلام احسن من كدة شوية واختارى كلام صح .. ميصحش عيب انتى كبيرة وعارفة الذوق ..
آية ( فى حدةٍ بالغة ) : لا والله بجد .. تصدق مكنتش اعرف .. وهو الزوق ياأستاذ والأدب والأخلاق بيقولوا انك تبص على بنات الناس وتنحلهم ..
الشخص : ياستى انا اسف .. مش هبص .. كنت سرحان .. ممكن تهدى بقى …
آية : ههدى لما تودى وشك الناحية التانية ..
الشخص : ايه رأيك بالمرة اقوم من الكرسى بتاعى واروح مكان تانى واريحك من خلقتى ..
آية ( فى تحدٍ واضح ) : يكون أحسن ..
الشخص : لااااااااا .. دى انتى انسانة صعبة اوى … ومش ممكن حد يطيقك .. ياساتر …
وفى لحظات يأتى شخصٌ آخر على صوت ذلك العراك .. متسائلاً ..
أيمن : فى ايه ياحاتم ؟
حاتم : اسأل الآنسة ..
آية : لو سمحت تتكلم عدل ..
حاتم : فى ايه ياآنسة .. انتى جاية تقولى شكلى للبيع ..
أيمن : فى ايه ياجماعة ما تصلوا على النبى .. احنا اسفين ياآنسة لأى سوء تفاهم حصل ..
آية : حصل خير ياأستاذ ..
أيمن : ياللا ياحاتم .. تعالى نقف فى اى شباك فى القطر نشرب سجارة عشان منضايقش الآنسة …
حاتم ( فى تحدٍ ) : اه ياريت اشم نفسى شوية بعيد عن جو الخناق ..
آية : اه ياريت تروح لأى شباك وتبعدنى عن جو الخنقة ..
حاتم ( فى غضب ) : انتى بتقولى ايه ؟
آية : ايه ؟ انا مجيبتش سيرتك .. انا بتكلم عن خنقة ريحة السجاير .. أظن مغلطتش ..
أيمن : لا حول ولا قوة إلا بالله .. ياجماعة استهدوا بالله مينفعش كدة ..
يذهب كلٍ من حاتم وأيمن بعيداً عن مجلس آية العنيفة ..
أيمن : فى ايه يابنى .. مش تبطل السرحان اللى موديك فى داهية ده .. انسى بقى ياحاتم ..
حاتم ( فى يأس ) : اعمل ايه يعنى فى سرحانى ياأيمن .. غصب عنى .. كل ما الاقى بنت قدامى بفتكر الماضى كله قدام عينى .. بتحسر على نفسى وبحس بكره شديد جدا لكل صنف البنات …
أيمن : انت اللى قافل على نفسك .. لو تدى نفسك فرصة تنسى الماضى وتبدأ الحاضر وتعيش للمستقبل … لكن خلاص حصلت لك مشكلة كله عندك باظ وكله راح .. كأنها نهاية الدنيا ..
حاتم : بس انا لسة …….
أيمن ( يقاطعه ) : عارف .. لسة بتحبها .. وده اللى قاهرنى عليك .. لانها فعلا متستحقش ..
حاتم ( فى حزنٍ شديد ) : كفاية ياأيمن كفاية أرجوك ..
حاتم : حاضر ياحاتم .. كفاية .. وياريت انت كمان تنفذ كلمة كفاية .. على الاقل على نفسك .. عشان خاطر نفسك ..
وعلى الجانب الآخر .. تلوم آية على تصرفها العنيف ذلك .. وتتحدث مع نفسها …
آية : لازم يعنى اطول لسانى .. هو كان عمل ايه .. ثم مهو كان بيرد بزوق وانا اللى اتماديت فيها .. يارب انجدنى من نفسى وقوينى على نفسى .. انا عايزة اتغير بجد .. لما يجى لازم اعتذرله ..
ثم تصمت معترضة على فكرة الاعتذار له حتى لا تفقد كرامتها …
آية : مش اعتذر يعنى .. مش بمعنى الاعتذار .. بس اعتذار بطريقة غير مباشرة يعنى .. عشان ميسوقش فيها هو كمان .. لاحسن والله ما اسكتله ..
تسمع آية بعض الضحكات من بعض الركاب بجانبها .. فتخجل وتصمت .. حتى يأتى أيمن وحاتم مرةً أخرى .. فيلكز أيمن فى جنب حاتم حتى يتحدث ..
حاتم : إييييييييه ياأخى بتخبطنى فى جنبى ليه … ايدك تقيلة وجنبى وجعنى ..
أيمن : ياض افهم .. يخربيتك هتودينا فى داهية ..
حاتم : اووووووووف … اسكت بقى .. اسكت .. خلينى انام .. ده احنا لسة قدامنا 12 ساعة على ما نوصل لسوهاج ..
آية : هو انتو نازلين سوهاج ؟
أيمن : أيوة ياآنسة …….. متعرفتش باسم حضرتك ..
آية : مش لازم تعرف .. نازلين فين فى سوهاج ؟
حاتم : مش لازم تعرفى ..
آية : طب أنا اسفة على الازعاج ياأستاذ …..
أيمن ( فى سرعة ) : اسمه حاتم .. وانا أيمن ..
آية : انا مطلبتش أعرف اسماء ..
أيمن ( فى خجل ) : اومال حضرتك عايزة تعرفى ايه ؟
آية : ما خلاص .. الاستاذ قالى مش لازم اعرف ..
أيمن ( وقد قرب صبره ينفذ ) : طب انتى نازلة فين ؟
آية : انا نازلة فى طهطا ..
حاتم : تعملى ايه هناك ؟
آية : أكيد مش هروح العب فى الغيطان .. انا رايحة عند جدى .. عند حضرتك مانع ؟
حاتم ( بغيظ ) : يابنتى ارحمينى .. انا ماسك اعصابى بالعافية عشان انتى بنت .. غير كدة أقسم برب العزة لاك………
أيمن : بس بس صلى على النبى ياحاتم .. معلش ياآنسة …
آية ( موجهة حديثها إلى أيمن ) : صاحبك ده غريب اوى ..
حاتم : ياصبر أيوب .. انا اللى غريب برده ..
أيمن : ياسيدى خلاص بقى .. انتى ياآنسة سألتينا نازلين فين ليه ..
آية ( فى خجل ) : كنت عيزاكو تقولولى اروح مركز طهطا ازاى .. اصلى أول مرة اروح ..
أيمن : بسيطة .. نوصلك فى طريقنا .. احنا برده رايحين هناك اصلا ..
آية : لا شكرا .. بس حضرتك تقولى اركب ايه واعمل ايه ..
حاتم : انتى يابنتى مجنونة ..
آية ( فى حدة ) : ليه الغلط ده ياأستاذ ؟!!!
حاتم : غلط ايه وزفت ايه .. احنا قدامنا 12 ساعة على ما نوصل يعنى هتبقى الساعة 10 بالليل ازاى عايزة تمشى لوحدك بالليل فى مكان لاول مرة متعرفيهوش …
آية : عندك حق …
حاتم : خلاص يبقى هنوصلك ..
آية ( فى اضطرار ) : ماشى .. متشكرة اوى ..
حاتم ( فى غيظ ) : لا العفو …
وبعد قليل أغمض كلٍ من حاتم وأيمن وآية أعينهما للنوم .. ومن نام فوراً هو أيمن .. وتبقى آية وحاتم مغمضين العينين فقط .. وسرح كلٍ منهما فى ذلك الماضى المؤلم ..
تلك الفتاة الرقيقة ذات الشعر الأسود الناعم .. ذات الاحساس المرهف والقلب الحساس .. ذات المشاعر الصادقة والفياضة .. التى عندما أحبت جُرحت بمنتهى القسوة … وهى مغمضة العين تذكرت ما مضى .. فسالت من عينيها العبرات الساخنة والكثيرة .. لماذا هى ؟؟ لماذا ذلك الجرح ..
تتسائل فى صمت مع نفسها : ليه انا ؟ ليه عملت فية كدة ؟ عمرك ما كنت هتلاقى واحدة تحبك قدى ولا تخاف عليك زيى …
وشيئاً بشيئاً يعلو صوتها بذلك التساؤل .. ليه ؟ ليه ؟ ليه عملتو كدة فية ليه ؟
كان حاتم يراقبها … ويراقب انفعالاتها وتعبيرات وجهها الصغير البرئ .. وكان يشعر بها وبآلامها.. أيُعقل أنها جُرحت مثله .. نعم يعترف أنها عنيفةٌ جداً .. ولكنه تأكد أن عنفها قد نتج من ذلك الحزن المختبئ .. وسرح فى الماضى الذى يخبئه عن كل الناس إلا عن صديقه المقرب أيمن ..
تذكر أول مرة رأى فيها عبير .. كانت تشع جمالاً وضوءاً لا يدرى كيف عندما تسير على الأرض يسير معها الضوء ويلازمها .. كاد قلبه ينخلع من بين ضلوعه .. كم رأى الكثير من الفتيات وكلهن جميلات ولكن لم يهتز قلبه لواحدة منهن إلا لها .. عبير .. كم هو جميلٌ اسمها .. كم اعترف لقلبه وعن صدق أن تلك المرة هى الأولى فى حياته يحب .. رغم كل المغامرات التى مر بها .. لم يشعر بتلك النبضات الحية الصادقة إلا عندما رأى عبير ..
كم رقص قلبه فرحاً بابتسامتها له … كم شعر بأنه ملك العالم بأسره من نظرة خجلةً منها له … وأيقن بأن تلك الفتاة هى من يريدها .. نعم إنها هى .. ولكن كيف السبيل لمعرفتها …
قطع عليه ذكرياته صوت أيمن ..
أيمن : حاتم .. انت لسة صاحى .. انا افتكرتك نايم ..
حاتم : النوم صعب للى زيى ياأيمن ..
أيمن : ياريت تنسى بقى .. اى كلام معادش يفيد ..
حاتم : ياريت ياأيمن ياريت .. كل ما أغمض عينى افتكر كل ايامى معاها والاقى صورتها قدامى ..
أيمن : مهو انا سبق وقلت لك 100 مرة انت قافل على نفسك من يوم ما سابتك ..
حاتم : حاولت ومش قادر انساها ياأيمن ..
أيمن : لا ياحاتم .. انت تقصد مش قادر تنسى اللى عملته فيك وده اللى مأثر عليك وتاعبك لحد دلوقتى ..
يصدر من حاتم تنهيدة عميقة .. يالها من ذكريات أليمة ..
مازالت آية شاردة وتتذكر ما مر من حياتها .. تتذكر ذلك الفارس الأسمر الواسع العينين الذى دائماً ما تراقبه أثناء ممارسته هوايته المفضلة وهى ركوب الخيل .. تركز نظرها عليه هو فقط دون غيره .. هو من سرق قلبها ولم تغضب بل رحبت بذلك السارق .. وأدخلته حياتها على الفور .. كانت دائماً تتخيل بأنه ينظر إليها ويراها ويتحدث معها ويتقرب منها .. كانت أحلام يقظة .. تحلم وتتخيل بعقلها وقلبها .. وعندما تبتسم من تلك الخيالات يرتعش جسدها وكأن روحها ستنفد منها … ياله من احساسٌ جميل ورائع ..
ظلت تراقبه شهوراً عديدة .. حتى أصبحت تتنفس حبه بدلاً من الهواء .. كان كل حياتها .. لم تتبادل معه كلمةً واحدة .. فقط عرفت أن اسمه وائل … ياله من اسم جميلٌ فتح له القلب أبوابه على مصراعيه …
ولكن كان السؤال .. كيف تستطيع أن تتقرب منه …
قطع ذكرياتها صوت أيمن … وهو يحاول إيقاظها .. فتتنبه له وتتغضب .. وتثور ..
آية : فى ايه ياحضرت … فى حد يصحى حد كدة .. ثم اصلا بتصحينى ليه ..
حاتم : انتى ايه غلباوية على طول كدة .. الراجل عمال يحاول ينادى عليكى يصحيكى بالراحة عشان يقولك هتفط…… هتاكلى معانا واللا لأ .. يكون ده جزاته ..
آية : مش عايزة .. مش عايزة .. محدش له دعوة بية ..
حاتم ( بعصبية ) : يارب صبرنا الساعات الجاية دى ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لقاء في القطار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى