روايات

رواية لأجل الأبناء الفصل الأول 1 بقلم مريم محمد

رواية لأجل الأبناء الفصل الأول 1 بقلم مريم محمد

رواية لأجل الأبناء الجزء الأول

رواية لأجل الأبناء البارت الأول

رواية لأجل الأبناء الحلقة الأولى

“صباح الخير يا هبة ، فى الوقت اللى أنتِ بتقرى فيه الرسالة دى هكون أنا مشيت سبت البيت و القاهرة كلها و مشيت
مش عارف أقول ايه مبررات بس أنا مش قد مسئوليات دلوقتى و أنا عارف انك هتقدرى تربى عمار و ترتيل لوحدك
أنتِ طالق ”
شهقت هبة بعنف و هى تقرأ ما خطه زوجها بيده من كلمات و تركها على طاولة الطعام بعدما قامت من نومها تبحث عنه بكل ركن و زاوية فى منزلهم
بكت بقهر لما أورطها فيه تركها و ابنها و أبنتها ماذا ستفعل إلى أين ستذهب ماذا ستقول للناس
خرج صغيرها عمار ذو السبع سنوات من الغرفة و الذى قد أستيقظ لتوه من النوم وهو يقول بهلع طفولى : ماما مالك بتعيطى ليه ؟
ايه الورقة اللى فى أيدك دى
لم تستطع هبة كتم شهقاتها عن صغيرها و ظلت تبكى دون توقف و ما إن رآها عمار بتلك الحالة حتى بدأ يبكى هو الآخر و لم تلبث إلا أن أستمعت لبكاء صغيرتها ترتيل ذات العام الواحد
تمتمت بخفوت وهى تمسح دموعها قائلة : حسبى الله و نعم الوكيل
توكلت على الحى القيوم الذى لا يغفل و لا ينام
نظرت لصغيرها و ربتت على شعره قائلة : كفاية عياط يا حبيبى أنا كويسة بس عينى كانت بتوجعنى شوية علشان كده عيطت
نظر لها عمر بتفحص و قال بغضب طفولى : لا أنتِ عينك مش وجعاكِ أكيد بابا زعقلك زى كل يوم صح
نفت هبة برأسها و كادت أن تنطق و لكنها أستمعت لبكاء صغيرتها فقالت بسرعة لعمار : يلا نشوف النونو علشان متعيطش اكتر
____________________________
وقفت والدة هبة قائلة بصراخ : يعنى أيه سابك ومشى يعنى ايه ؟
قالت هبة ببكاء : معرفش والله ما أعرف
نظرت لها والدتها قائلة بإصرار : أكيد قولتيله حاجة او عملتيله حاجة
نظرت لها هبة بصدمة و قالت بصوت مختنق : أنتِ يا ماما بتقولى كده ؟
ده أنتِ أكتر واحدة عارفة أنا مريت بأيه و أزاى صبرت ؟
جلست والدتها تقول بندم : طب يابنتى رنى عليه
قالت هبة بدموع : شكله غير الخط أنا تعبت و حاسة نفسى مشتتة يا ماما ده مفيش فى البيت فلوس غير اللى انا محوشاها و المدارس قربت تدخل و عمار عايز حاجات و ترتيل و اللبن بتاعها و البامبرز والله ما عارفة اعمل ايه
أحتضنتها والدتها وهى تقول بدموع : حسبى الله و نعم الوكيل فيه ربنا لا يسامحه متقلقيش ياهبة هتتدبر يابنتى والله ربك هيدبرها ده ربنا بيقول فى القرآن
” ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيئا قدرا”
طول ما أنتِ نيتك لله و ناوية على خير ربنا مش هيسيبك و هيلطف بيكِ زى كل مرة يلا قومى اتوضى و صلى ركعتين و اقرى شوية قرآن و أنا معاكِ و مش هسيبك
هزت هبة رأسها بهدوء و هى تمسح دموعها و أمسكت بيد والدتها تقبلها قائلة : ربنا يباركلى فيكِ و فى عمرك يا ماما
ربتت والدتها على رأسها بحنو بينما خرج عمار من الغرفة وهو يحمل ترتيل أقتربت منه هبة بخوف على صغيرتها حتى لا تسقط و قالت لعمر : مش كدا يا عمار أنا قولتلك مينفعش تشيلها علشان لسه صغيرة و أنتَ كمان صغير و ممكن تقع
هز عمار رأسه و هو يقول بتساؤل : ماما هو بابا راح فين ؟
قالت والدة هبة بهدوء : بص يا عمر بابا سافر ومش عارفين هيرجع تانى ولا لأ
_ يعنى أحنا مش هنشوف بابا تانى ؟
هزت جدته رأسها و قالت بعتاب : يا حبيبى مأنا قولتلك منعرفش هيجى تانى ولا لأ
قال عمار بغضب طفولى : هو ليه بيعمل كدا على طول يزعق لماما و يخليها تعيط و بعدين سابنا و مشى
____________________________
_ أنتِ يا زفتة يا زينات
تفوهت بها إمرأة تجلس على سفرة كبيرة و يبدو عليها الثراء من ملابسها و مظهرها و تلك الفيلا المدهشة التى تقطن بها مع زوجها و أبنتها الوحيدة و أبنها
أتت تلك المرأة مهرولة وهى تقول : نعم يا سوزان هانم
قالت سوزان بقرف : أنا عايزة أفهم أيه الأكل اللى أنتِ عملاه ده
قالت زينات بخوف : الأكل اللى حضرتك طلبتيه منى
_ ده كله ملح أيه القرف ده ، غورى من وشى
قالت تلك الفتاة ذات الأربع سنوات لأمها : بس الاكل مش مالح يا مامى ده طعمه حلو
قالت سوزان بغضب : إيلاف قولتلك قبل كده لما الكلام يكون بين الكبار متتدخليش فاهمة
هزت إيلاف رأسها بصمت و أكملت تلك المرأة طعامها تحت نظرات زوجها الذى فضّل الصمت
بينما قال زوجها عز الدين لإيلاف : حبيبة بابا عملت ايه النهاردة فى التمرين ؟
و أنتَ يا آسر عملت ايه ؟:
بدأت إيلاف بسرد ما حدث فى التمرين لأبيها و بعدها آسر الذى يكبرها بثلاث أعوام
بينما وقفت المرأة بعدما أنهت طعامها قائلة : ياريت يا عز بعد ما تخلص أكل نتكلم فى المكتب
هز عز رأسه و غادر خلفها قائلاً لأولاده ببسمة : كملوا أكل علشان تكبروا بسرعة
بينما سوزان رحلت غافلة تمام الغفلة عن ما أرتكبت من صفة ذميمة الا و هى التكبر و نكران النعمة و الجحود بها حتى أصبحت تشعر أنها شئ دائم سيبقى دائمًا وهو حق مكتسب غافلة عن أن الله بيده الرزق يرزق من يشاء و يسلبها ممن يشاء
و قد كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.
و عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم “انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله”، قال أبو معاوية: “عليكم”، رواه مسلم،
فيجب على المسلم أن يشكر الله على النعمة التى منحها عز و جل إياه
بينما داخل غرفة المكتب قالت سوزان لزوجها ببرود : ايه موضوع صفقة الأسلحة دى يا عز
=………….
____________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجل الأبناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!