روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء الثاني والعشرون

رواية لأجلك نبض قلبي البارت الثاني والعشرون

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة الثانية والعشرون

ظلت خديجه طوال جلوسها بسياره عمر شارده صامته تنظر من نافذتها و عقلها ينسج لها الالاف النماذج لحياتها بعد طلاقها من عمر
شغل عمر مسجل السياره باغانى رومانسيه و اخذ يدندن معها فنظرت له متعجبه من افعاله و كانه لا يعير للامر اهتماما فحركت راسها باعتراض على افعاله
وصلا لوجهيتهما و التى كانت امام مبنى طويل و كبير يبدو انه يوجد به العديد من الاطباء و المحامين و الشركات فظنت انه لا بد من تواجد المأذون بتلك البنايه
مشت خطوات ناحيه الدرج فوجدته يقف مكانه و لا يتحرك فالتفتت له بحيره و تسائلت ” وقفت ليه؟”
اجابها بنبره رقيقه على غير عادته و كانه يتوسلها ان تتراجع عن ما فى راسها فردد ” ادينى فرصه يا ديچا ارجوكى، لو اتطلقنا كل اللى بينا حيضيع ”
اجابت باصرار ” احنا مفيش بينا حاجه من الاساس عشان تضيع و لا نسيت كلامك ليا ”
اجابها بفروغ صبر ” لا منستش بس برده بلاش تعلقيلى المشنقه بالشكل ده، انتى مش متخيله انا حاولت قد ايه استجمع شجاعتى عشان اصارحك بكل حاجه، ارجوكى متضعيش الفرصه و اسمعينى”
رفع يده عاليا فتعجبت من فعلته و لكنها تفاجئت باللوحه الاعلانيه الكبيره الموضوعه امامها بالشارع تعرض صورهما معا و تظهر و هى موضوعه داخل البوم الصور الذى اشترته له و كتب تحتها
( كل لحظاتنا اللى فاتت حطيتها فى الالبوم و كل لحظاتنا اللى جايه بتمنى تكون اسعد لحظات حياتنا)
دمعت عيناها قليلا و هى تنظر لاعلى على الشاشه التى تجمع حولها الماره من الناس بالشارع و اخذوا يصفقون بحراره لتنظر لاسفل و قد جلس عمر على قدم و نصف حاملا بيده خاتم من الماس موضوع داخل علبه من القطيفه يرفعه امامها و هو على تلك الوضعيه فصرخت بعض الفتيات من جمال و رقه المنظر و لكن الضجيج حال دون اكماله مهمته فرفع يده الاخرى يحث جموع الناس بالصمت حتى يستطيع التحدث
بالفعل هدوء تام ساد الشارع حتى السيارات الماره توقفت ليتحدث عمر بصوته الرزين الذى ياسر القلوب “بحبك…تتجوزينى؟”
كادت ان لا تصدق ما هو فاعل، ادمعت عيناها و هى تفكر فى قبول عرضه و مسامحته على كل اخطائه معها و لكن ليس بتلك السهوله…ابعد كل هذا العذاب و الشقاء ينهى كل افعاله بلمحه رقيقه و انتهى الامر؟! و ماذا عن بقائها ايام و ليالى تنام و عبراتها لا تفارق وسادتها، و ماذا عن المها و وجعها من افعاله،و ماذا عن اهاناتها منه و انكسارها امامه!!ابتلك السهوله لمجرد فعلته تلك تسامحه
عصفت براسه المخاوف عندما طال صمتها و ترقب الماره ردها و لكنها كانت جامده لا تعطى اى رده فعل سوى دموعها المنهمره على وجنتيها
حاول عمر ان يحثها على الحديث فمسك يديها و وقف من وضعيته و اقترب منها و ردد هامسا “ادينى فرصه ارجوكى ”
” لا ”
هتفت باصرار و قسوه فامتعض وجه عمر و تعجب الماره من ردها فنظر لها بتوسل و رجاء و عيون حزينه فاكدت على جوابها ” لا..مش موافقه ”
زفره حزن خرجت من جموع الناس المشاهده لذلك مع رفض بائن من بعضهم و زادت الهمهمات حولهما منهم معارض لرفضها و منهم من يستنتج اسباب للرفض فاقترب رجال عمر من الحراسات الخاصه و الذين كانو يقفوا على مقربه منهما بفض جموع الناس من حولهما
مسك راحتيها بيديه و نظر بعينها و ردد بانكسار “ديچا….ارجوكى متعذبنيش، بلاش تعملى زيى ”
ضحكت بسخريه و اردفت ” يعنى انت عارف كويس انت كنت بتعمل ايه و عيشتنى ازاى سنه و نص بحالها ”
ابتسم بالم و ردد ” عايزه تطلعيهم عليا يعنى؟ بس بلاش نضيع من عمرنا اكتر من كده ارجوكى ”
اجابت بنفور ارتسم على وجهها ” مشكلتك انك مش مصدق انى خرجتك من تفكيرى ”
اجابها بانكسار “خرجت من تفكيرك، لكن مخرجتش من قلبك يا خديجه و لو ضحكتى على نفسك مش حتعرفى تضحكى عليا”
تضايقت خديجه من حديثه فرددت ” مغرور و انانى”
اقترب منها فدفعته بعيدا و رددت بحزم ” ممكن تروحنى؟!”
اومئ راسه بالموافقه و اتجها ناحيه سيارته بعد ان قام بصرف رجاله من الحراسات الخاصه و اتجه راسا لمنزله
تنفس براحه فهى الان قد عادت معه دون ان تصر على الطلاق و هذا سيعطيه فرصه للتقرب منها و المحاوله معها و ربما بمساعده هاله و اخواته البنات يستطيع ان يثنيها عن رفضها و ان يكسر عندها
دلفا للمنزل و راتهما عمته سميره و يبدو عليهما الضيق فهتفت باستفزاز ” ايه اللى لم الشامى على المغربى؟”
لم ترد خديجه الدخول معها فى اى حوارات فاتجهت لاعلى و نظر عمر لسميره و اجاب ” مالك يا عمتى؟”
اجابت سميره ” لا…مفيش ”
صعد ورائها و اتجه ناحيه غرفتها و فتح الباب فوجدها تخلع حجاب راسها فهدرت به بحده “مفيش فايده فى دخولك من غير اذن ”
ابتسم و ردد ” مش قلتلك لو مش عايزه حد يدخل عليكى اقفلى الباب بالمفتاح ”
تضايقت و ضربت الارض بقدميها مثل الاطفال و تحدثت بتذمر ” مش ممكن بجد، انت انسان صعب الواحد يتعامل معاه…من فضلك اخرج عشان اغير هدومى ”
اقترب منها غير عابئ بحديثها و انحنى قليلا ليطبع قبله رقيقه على صدغها و ردد بحنان ” بحبك ”
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خرج عمر من غرفه خديجه و اتجه لغرفه قبلته الحنون و راحه باله فطرق الباب بطرقات خفيفه و دلف فصرخت والدته بفضول قاتل ” عمر…حبيبى، عملت ايه؟”
حرك راسه بالرفض و اردف بانكسار ” منشفه راسها يا ماما ”
ابتسمت هاله و رددت ” بتربيك، احسن خليها تربيك شويه ”
ردد بامتعاض ” ليه بس كده يا امى ده انا ما صدقت اقدر اصارحها بحبى و باللى فيا ”
هاله ” معلش يا حبيبى كله باوانه و هى يمكن متخيله انها كده بتاخد حقها منك….سيبها تعمل اللى هى عيزاه عشان ترتاح ”
فرد جسده على الاريكه و وضع راسه على قدم هاله فاخذت تربت عليه و تلعب بشعره بحنان امومى و تردد بطمأنه ” معلش يا حبيبى، اللى انت عملته فيها مش شويه، و ليها حق ترفض ”
عمر ” كنت متخيل انها اول ما تشوف المفاجأه اللى انا عاملها حتنسى كل حاجه و توافق ”
رددت هاله بتوضيح ” مش كل حاجه الانسان بيرتب لها بتحصل صح و هى كمان من حقها تلوعك شويه، اصبر يا حبيبى بس متيأسش ”
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و فى غرفه خديجه جلست تقرأ الصفحات المصوره من كتاب عمر الذى قامت بتصويره فوضعته على حاسوبها المحمول و اخذت تقرأ ما وجد به و لكن اثار مشاعرها بضع صفحات و التى يتحدث فيها عن تعذيبه فى معسكر التعذيب فبكت رغما عنها من هول ما قرأت
اعترى انتباهها بضع صفحات يتحدث فيها عن طبيبه النفسى الذى حثه على كتابه مذكراته حتى يستطيع ان يتعامل مع حالته المذبذبه و احساسه بعدم الامان و محاولاته طرد كوابيسه الليليه و التى تزوره كل يوم
قلبت اكثر فى الصفحات حتى وجدته يتحدث عن اصابته و علاجه و عن ياسه من الشفاء و ذكر اسمها و لكن لحظه ( حب عمرى الذى فقدته، خديجه و التى ماتت امام ناظرى، قتلها دون شفقه او رحمه)
اثار الفضول راسها من تلك؟ هل احبنى لتشابه اسمائنا ام ماذا؟ هل يمكن ان يكون بتلك السطحيه؟ لا بالطبع فعمر رزين و عاقل و اكيد ان تلك مجرد مصادفه
عادت لتقرأ تلك الصفحات و التى تحدث فيها عنها فشعرت بحبه يسرى فى عروقها و هى تجده يقول
( اليوم الطبيب اكد عليا صعوبه علاجى و ضروره زواجى ليستمر العلاج و لكن كيف؟لن اتزوجها و اظلمها معى…هى تستحق خير منى و لكنى فى حيره من امرى فانا لا استطيع رؤيتها مع رجل غيرى فكيف احل تلك المعضله لا اريد تركها لغيرى و لا استطيع التواجد معها فما الحل؟ )
( تالمت اليوم كثيرا و انا اقطع اخر خيط يربطنى بها فقد اعترفت لى بحبها و لم اتمالك نفسى فور اعترافها و ضعفت و بادلتها الحب و الغرام و لكن رن باذنى حديث طبيبى معى باستحاله انجابى لاطفال فتراجعت على الفور و لكن انكسارها هكذا امامى بعد اهانتى لها قد صدع قلبى و هشمنى من الداخل….سامحينى حبيبتى و ها انا اطلب منك ان تسامحينى و انا لا استطيع ان اسامح نفسى على ما افعله معك)
( اليوم آلمتها مره اخرى…اوجعتها، تزوجت امامها و يا ليتها تعلم انه لا امرأه على وجه الارض قد حركت هذا الجبل غيرها و انه لاجلها قد نبض قلبى)
( خديجه يا حبيبتى…سامحينى على انكسارك، انا لم امس امرأه غيرك و قد عاهدت نفسى اما انت او لا، فبك تنازلت عن نساء العالم اجمعين و اقسم لك انه لن تدخل اى امرأه اخرى و تجلس مكانك ما حييت)
(اغاااار…..احترق، هى تحاول اثارتى و اثاره غيرتى بامير و لكنى متاكد انه لا يوجد ما يجمعهما و لكنى حقا لا استطيع حتى ان اتخيل انه يحبها او ينظر لها نظرات عاشقه اشعر احيانا اننى سوف اصبح قاتل و اقتله بيدى حتى لا ينظر لها)
( اقترب عيد مولدها الواحد و العشرون، لقد اشتريت لها هديه و لكنى لن اعطيها لها سوف احتفظ بها لنفسى حتى اتذكر حبها لى و الذى اختفى من تعابير وجهها فقديما كنت ارى بعينها ذلك الوهج و الشغف و الحب و لكن منذ يوم ان كنا بالاقصر و انتهى ذلك البريق من عينها، انا اعلم تماما انها تتالم مثلى و لكن فقط ليعطينى الطبيب امل صغير حتى اعترف لها بكل شئ)
( اصبح تواجدى بمنزل احمد صديقى يقتلتى،اشعر بحبل يلتف حول رقبتى كلما تواجدت هناك و لكن نومى بجوار صغيرى كل ليله اقضيها هناك يجعلنى اشعر بدفئ لم اشعر به من قبل فاحضان ذلك الصغير هى ما تؤنس وحدتى)
( لقد ايقنت مشاعر نهى،هى تحبنى لا محاله او تحب احساس الامان و الاسره الذى اوفره لها و لصغيرها و لكن كيف لها ان تشعر بذلك، انا لن استطيع ان اجعل زيجتى منها حقيقه فهى زوجه رفيقى العزيز و لكنها دائما ما تحاول اثارتى بافعالها و تصرفاتها و لكن يا صديقى تاكد انى اغض بصرى عنها و اقسم لك اننى لم و لن المسها و ان ظلت على هذا الحال ساطلقها فلم اعد اتحمل فطيفك يزورنى فى ارجاء بيتك و اشعر بهمسك لى دائما و انت تقص على قصه حبكما و لكن يا صديقى رفضى لها ليس بسببك وحدك فهناك من تتربع على عرش قلبى و تمنع جميع النساء من اختراقه انها حياتى و دنيتى و شقائى و عذابى…حبيبتى خديجه)
ظلت تقرأ و تقرأ و عبراتها تنزل على صدغها و هى تلتمس له الاعذار من افعاله معها فكل هذا بسبب ظنه انه سيظلمها و لكن كان اولى به ان يعرض عليها الامر لربما توافق او ترفض على الاقل تكن قد اختارت مصيرها
عادت لتقرأ تلك العبارات التى قطعت اوصالها و هو يكتب عن لحظاتهما معا
( اليوم كنت سافقدها….كادت ان تغرق و كدت ان اجن، و لكن الله رحيم بى لتعود للحياه بعد ان توقفت عن التنفس و توقف قلبى عن نبضاته،هى باحضانى الان و لا اريد ان افارقها و يا ليتنى لدى الجرأه حتى اخبرها مدى حبى لها)
( لقد قمت بزياره طبيبى النفسى بعد انقطاع دام ثلاث سنوات فانا فى امس الحاجه لارشاداته و قصصت عليه كل شئ من خوفى مصارحتها بحبى و حتى زيجتى المزعومه من نهى و لكنه نصحنى بان استجمع شجاعتى و اخبرها بالحقيقه كامله و لكنى خائف فانا جبان)
( اليوم موعد دعوى رفع الوصايه و ها هو خيط من خيوطها ينسل من بين يدى و بعده سيأتى امر التحدث بالطلاق و من بعده قد اراها بين احضان امير على مرأى و مسمع من قلبى المريض بحبها…هل ستصمت حتى تضيع من بين يديك ايها الجبان يظنك الناس انك شجاع مقدام لا تهاب شئ و لا حتى الموت،نعم انا لا اهاب الموت و لكنى اهاب الرفض و الخساره فماذا اذا رفضتنى و خسرتها للابد كما حدث من خطيبتى عبير و التى لم اكن لها المشاعر و مع ذلك تاذيت بصوره كبيره لمجرد احساسى بالضعف و العجز، فكيف ستكون رده فعلى ان رفضتنى من اتنفس لاجلها)
قرأت ايضا مخططه بمساعده هاله ليتاكد من استمرار حبها له و تاكده انها لا زالت تكن له المشاعر فاردفت بتحدى ” ماشى يا عمر كده انا فهمتك كويس اوى و اللعب بقى على المكشوف و انا و انت و الزمن بينا طويل ”
اتصلت برفيقتها نورهان و قصت عليها مقتتفات مما قراته فاردفت الاخيره بتاكيد” بيحبك يا خديجه….طيب انتى ناويه على ايه؟”
اجابتها بضيق ” امال انا بكلمك ليه؟مش عشان تقوليلى اعمل ايه؟”
نورهان ” انا لو منك و بعد اللى قولتيه حروح اترمى فى حضنه و اقوله بحبك ”
سخرت خديجه من رفيقتها و رددت ” جبتك يا عبد المعين تعينى ”
استكملت نورهان ضاحكه ” لقيتك يا عبد المعين اخيب منى ”
ضحكت الرفيقتان فاردفت نورهان بتساؤل ” انتى عايزه ايه يا ديچا؟يعنى بتحبيه و عيزاه و لا خلاص بعد اللى عرفتيه عايزه تبعدى؟”
اجابت خديجه ” انا ميفرقش معايا موضوع الخلفه ده يا نور لان كان ممكن انا اللى اطلع مش بخلف ”
نورهان بخبث ” يعنى بتحبيه و عيزاه؟”
اجابتها خديجه ” ايوه بس….”
صمتت قليلا فهتفت نورهان ” بس عايزه تربيه شويه و تعلميه الادب عشان ميعملش كده تانى، صح؟”
” صح ”
اضافت نورهان ” طيب بصى بقى حنعمل ايه؟………..”
انصتت لها بكل جوارحها و انتبهت لخطتها المحكمه فى زعزعه اوصاله و اذاقته من نفس الكأس و ان لكيدهن عظيم
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
دلف غرفته بعد ان افرغ شحنته السلبيه بالتحدث مع والدته و الآن جاء وقت تفريغ شحنه غضبه بكيسه الرملى فاخذ يلكمه بقسوه حتى تهتكت اصابعه فارتمى على الارض يصرخ من الالم الذى اصابه من الداخل فسمع صوته كل من فى المنزل لتهرع اخواته البنات لقرب غرفتهما من غرفته و تبعتهم خديجه و عمته و حياه ثم هاله و التى كانت غرفتها بعيده عنه
دلفت الفتاتان بلهفه دون طرق الباب لتجداه جاثيا على الارض يبدو عليه الحزن و الانكسار فاقتربتا منه بحذر و تلمست ليان كتفه ببطئ تهتف بخوف “ابيه….مالك؟”
رفع بصره بحمره عينه فوجدها تقف بجوار عمته يظهر عليها القلق فشعر بالانهزام ان تراه هكذا فاخذ يزفر و يتنفس مرارا و تكرارا حتى هدأت انفاسه قليلا فور ان دلفت هاله و اخذت تربت عليه و هى تهدئه و تحثه بالكلمات الحنون ” اهدى يا حبيبى….اهدى يا بنى، كله حيعدى يا عمر ”
صرخ من بين اسنانه بضعف ” سيبونى لوحدى ”
خرج الجميع و وقفوا امام باب غرفته فهتفت ليان بتخوف ” ماله ابيه عمر يا مامى، ده رجع زى زمان”
تحدثت خديجه بغصه و فضول ” زى زمان؟ ليه هو كان بيعمل ايه زمان؟”
اجابتها ليان بعفويه ” كان كل شويه يصحى على كوابيس و يصرخ و يكسر فى اوضته و بعدها يفضل يعيط و…..”
صرخه خرجت من هاله لليان اخرستها ” خلاص يا ليان….اسكتى ”
نظرت لخديجه بتخاذل و اعادت تنظر للجميع و تهتف آمره ” كله يروح على اوضته ”
تحركوا جميعا فاوقفت خديجه بحده ” انا عيزاكى”
تحركت معها لغرفتها و فور ولوجهما هدرت بها صائحه ” ابنى بيرجع تانى لنقطه الصفر و كله بسببك، كل سنين العلاج النفسى و البدنى عشان ثقته بنفسه ترجع تانى و عشان خوفه و كوابيسه تبعد و تسيبه راحت على الارض، كل تعب السنين راح بسببك يا خديجه، لو متخيله انك بتعاقبيه فانتى غلطانه….انتى بتدمريه و بتدمرينا معاه لاننا كلنا منسواش حاجه من غيره، عمر هو عامود البيت ده و مش حسمحلك تكسريه زى ما اللى قبلك عملت انتى فاهمه ”
تحدثت بحده و غل و خديجه تقف لا حول لها و لا قوه تستمع لصراخها و هى لا تتوقع ان تاثير رفضها له قد يؤلمه الى هذا الحد
تحولت هاله الطيبه الحنون الى امرأه شرسه و عنيفه و تلبست اسلوب الدفاع و الحمايه بما يخص عائلتها
حاولت التحدث معها علها تفهم سبب رفضها و لكن اوقفها صوته الجاد ” ماما…مالك بخديجه؟”
اجابت بدموع عينها ” يا بنى اناااا……”
قاطعها بحسم ” خلاص يا امى مفيش داعى للكلام و خديجه معاها حق فى كل حاجه و انا مش بلومها على حاجه ”
نظر لمعشوقته و ردد بانكسار ” ممكن ناجل الطلاق لبعد امتحاناتك، يعنى عشان تكونى اتخرجتى و…..”
قاطعته ” موافقه…و لو مش عايز تطلق من اصله يا عمر برده موافقه، العرسان مش واقفه طوابير يعنى”
حاولت المزاح قليلا لتخفيف الاجواء المشحونه و لكنها من داخلها كانت تتمنى التراجع عن رفضها له و لكن سبق السيف العزل و الضرر حدث و انتهى الامر
ردد عمر بابتسامه ملئ فمه ” لااا… لو من جهه العرسان فهم طوابير فعلا يا ديچا بس انا اللى بطفشهم،بس خلينا احسن بعد الامتحانات عشان اكون رتبت امورى و خلصت مواضيع عمامك و الارض و الليله دى كلها ”
اومأت بالموافقه و استاذنت لتخرج فاخذت هاله تربت على ظهره بحنين و قلق و رددت ” انت كويس يا عمر؟ ”
ابتسم لها و ردد ” الحمد لله يا ماما…كنت محتاج بس اخرج الطاقه اللى جوايا و اسف لو كهربت البيت بالشكل ده ”
حركت راسها معترضه على حديثه بالم ” لا يا حبيبى و لا يهمك، ده بيتك….انت تعمل اللى انت عايزه و كلنا هنا تحت جناحك يا بنى ”
قبل اعلى جبينها و شكرها و ردد بامتنان ” ربنا يخليكى ليا ”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى منزل نهى
بعد مرور عده ايام و عمر ما زال على حاله الوجوم و حتى زياراته لصغيره لم تستطع ان تخرجه من حالته فجلس على الاريكه الموضوعه بالردهه يدخن سجائره بشراهه حتى انتبهت له نهى فوضعت مئزرها و خرجت بتمهل و جلست بجواره تربت على ظهره و تساله باهتمام ” مالك يا عمر؟”
رفع بصره اليها و زفر ببطئ و ردد بملل ” شويه مشاكل فى الشغل ”
ردت بفضول ” مشاكل ايه؟احكيلى ”
اجابها بايجاز ” مشاكل و خلاص يا نهى ادخلى نامى انتى ”
” انام ازاى و انا شيفاك كده متغير بقالك فتره، ده حتى عمر مبقاش بيعرف لا يضحكك و لا يخرجك من المود ده….احكيلى مالك مش يمكن الاقيلك حل؟!”
ردد بفروغ صبر و استسلام ” انا مشكلتى ملهاش حل يا نهى…ادخلى نامى انا عايز اقعد لوحدي ”
استشعرت شيئا بحديثه فرددت بخبث ” خديجه ليها دخل بحالتك دى؟تكون مضايقه من جوازنا؟!”
نظره غاضبه انذرت بشرر قريب اتبعها رده الحاد ” انا مش قلتلك قبل كده متتدخليش ابدا فى موضوع خديجه؟”
اجابت بتلعثم ” انا مش بتدخل، انا عيزاك تفضفض معايا بس يمكن ترتاح ”
تثائب بملل و تظاهر بالنعاس و اردف ” انا عايز انام تصبحى على خير ”
وقف و توجه لغرفه صغيره لينام باحضانه عل صدره الدافئ يزيح ظلمته و ينير قلبه
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
فى شركه الباشا للحراسات
لم يمض الكثير من الوقت حتى بدءت تلك الهجمات المستهدفه لبعض سفارات الدول ان تتزايد و لكن استطاعت القوات الخاصه بشركته بمساعده قوات الامن باحباط اكثر من محاوله لتدمير السفارات التابعه لشركته
جلس عمر يتصفح الاخبار و يردف باهتمام محدثا رفيقه ” انا مش مهم عندى التكلفه دلوقتى، انا عملت حساب مفتوح للشركه عشان التامينات دى،المهم عندى انى اخرج من الازمه دى من غير خسائر فى الارواح و لا الناس اللى بنحميهم و لا رجالتى، فاهم يا معتز؟!”
” طبعا يا عمر متقلقش انا بنفسى بباشر كل حاجه و اديك شفت الرجاله قدرت تحبط العمليتين اللى فاتو”
ردد عمر بفخر ” رجاله بصحيح…بس ده ممكن يخلى المنظمات دى تحطنا فى دماغهم و رجالتى يبقو مستهدفين عشان كده انا عايزك تزود تدريبهم و تخليه على اعلى مستوى و كمان تعلى الرواتب بتاعتهم عشان يبقى حافز ليهم ”
” حاضر يا عمر تحت امرك ”
نظر له بتفحص لحالته الحزينه بالرغم من انخراطه بالعمل الا انه يعلم رفيقه تمام المعرفه فاردف بحذر”لسه المشاكل اللى بينك و بين خديجه متحلتش؟”
اجابه عمر ” و لا حتتحل، خلاص الموضوع انتهى ”
تعجب معتز و اردف بضيق ” معقول يا عمر بعد اللى عملته عشان تصالحها؟ده لو اى بنت تانيه كانت اتهبلت على المفاجأه اللى عملتها ”
ابتسم بجانب فمه و تحدث بخمول ” خديجه مش زى اى بنت و رد فعلها طبيعى جدا بعد اللى عملته معاها و انا يمكن اكون مضايق انى خسرتها بس فى نفس الوقت فرحان لها انها بعدت عنى بمشاكلى و عقدى”
معتز بمدح ” انت الف بنت تتمناك يا عمر ”
اجابه بهيام ” و انا مش عايز غير واحده بس من الالف دول، بس النصيب ”
هتف معتز بفضول ” يعنى حتتطلقو؟”
” ايوه…بعد امتحانتها ”
ردد بحزن بائن ” زعلتنى و الله يا عمر…معلش ملكش نصيب فيها و ربنا يهديك للاحسن ”
” آميين ”
###############################
خرجت خديجه كعادتها لتذهب لجامعتها بسائقها الخاص و لكنها فور وصولها وجدت من يسحبها من ذراعها و يدفعها داخل السياره بالاجبار
وصلت لمكان احتجازها و هناك اخرجت هاتفها الموضوع بجيبها و اتصلت بعمر تستنجد به فحدثته بصوت منخفض ” ايوه يا عمر…الحقنى ”
انتفض بفزع من على مقعده و ردد بقلق ” فى ايه مالك؟”
اجابت بهمس ” فى ناس خطفونى و حبسونى فى مكان بس مش عارفه انا فين؟ بسرعه و النبى يا عمر الحقنى ”
حاول تهدئتها و لكن حالته لم تكن تبشر بالخير فردد بخوف ” اهدى و سيبى موبايلك مفتوح و انا حعرف اوصلك و متقلقيش ”
استعان برفيقه حتى يساعده فى تقفى اثرها عن طريق هاتفها و عندما علم مكانها وجدها بالمنصوره فايقن ان اعمامها قد فعلو فعلتهم من جديد و محاولتهم نول مبتغاهم بعد ان رفعت الوصايه و اصبحت بالغه فتوعد لهم بعذاب كبير
حاول الخروج بمفرده من الشركه و ذلك لقله الحراسه الموجوده بسبب احداث الاعتداءات على السفارات مما ادى لزياده اعداد افراد الحراسات و لكن اصر معتز عليه ان يرافقه متحججا بتخوف “مستحيل اسيبك تسوق بحالتك دى، انا جاى معاك”
و بالفعل قاد معتز بسرعه كبيره متجها لموقع الهاتف و الظاهر على جهاز تحديد المواقع، فبعد عمليه الخطف السابقه وضع عمر ذلك البرنامج لتقفى اثرها فى حال حدوثها مره اخرى و ها هو لم يخطئ باتخاذ ذلك الاجراء الاحترازى لها و لعائلته كنوع من حمايتهم
بعد عده ساعات وصلا لوجهيتهما و دلف المكان ليجده مقهى و مطعم خمس نجوم فاخذ يجوب المكان و لكن دون جدوى فنظر لمعتز و ردد بحزم “اكيد فى حاجه غلط ”
اجابه معتز ” الاشاره موجوده هنا يا عمر، لو الموبايل معاها تبقى هنا ”
ارسل لها رساله فحواها( انا فى المكان بس ده كافيه، انتى فين؟)
ارسلت له ( مش عارفه)
نظر لاعلى لذلك المشهد المألوف و المعروض على تلك الشاشه العملاقه الموضوعه على احدى حوائط المقهى و هى تعرض مشاهد سابقه لعرض عمر الزواج على خديجه و توقف العرض قبل ان تجيبه ليظهر تسجيل ليد ترتدى نفس الخاتم الذى قدمه لها و تبتعد الصوره رويدا رويدا حتى تظهر خديجه و تردد عبر مكبرات الصوت ” موافقه ”
اخذ كل من بالمقهى بالتهليل و التصفيق فامعن النظر فى وجوه الحاضرين ليجدهم رفيقاتها و رفاقه ممن حضروا زفاف نورهان
ظل متسمرا مكانه من الذهول حتى ظهرت خديجه فى الحقيقه امامه و كانها تخرج من الشاشه ترتدى زى ابيض رقيق و حجاب راسها تزينه بطوق من الورود و تلبس ذلك الخاتم الماسى فى اصبعها
اقتربت منه و امسكت يده و نظرت فى عينيه بحب و هيام و رددت بصوت عذب ” بحبك يا عمر، لو لسه عرض الجواز موجود فانا موافقه ”
ابتسم بحب و احتضنها بتملك و نظر حوله بغرابه و ردد بفضول ” كلكم اتفقتو عليا؟”
ابتسم الجميع بفرح و اخذوا يقصوا عليه كيفيه ترتيب الامر
فلاش باك *******
بعد ان اطلعت خديجه صديقتها نورهان على بعض مما كتبه عمر بدفتره بدءت الاخيره فى تنفيذ مخططها فرددت ” بصى احنا لازم نشويه على الجنبين عشان يقول حقى برقبتى ”
ترددت خديحه و حاولت ان تثنيها عن فعلتها ” انا اصلا مش متخيله ايه ممكن تكون رده فعله؟ بس انا خايفه عليه ”
نورهان بخبث ” جمدى قلبك شويه ”
و لكنها تستمع لصوت صرخاته و تجد حالته تلك فتنهار و تتصل بها تبلغها ما حدث فتردد نورهان باسف ” للدرجه دى يا ديچا؟…… ده بيحبك اوى بقى”
اجابت من بين دموعها ” انا مش حقدر انفذ خطتك و لازم تشوفيلى حل اقوله انى بحبه و عيزاه بس فى نفس الوقت من غير ما يفكر انه بدافع الشفقه ”
فكرت و فكرت و آتتها الفكره بالنهايه فاردفت بتساؤل ” تعرفى تجيبى رقم اللى شغال معاه؟”
بفضول اجابت ” قصدك معتز؟ محتجاه فى ايه؟”
نورهان بمكر ” حقولك…..”
اطلعتها على خطتها بالتظاهر باختطافها و حتى يستطيعوا الشعور بالامان حتى لا يتاذى عمر و هو غاضب او يتصرف اى تصرف خارج عن مخططهم آثروا اشراك رفيقه معتز بالخطه حتى يساعدهما على استدراجه حتى ذلك المقهى و تجهيز المفاجأه له و استدعاء رفاقه حتى يحتفل معهم بموافقتها على الزواج و فتشت خديجه فى محتويات غرفته حتى وجدت الخاتم الذى اشتراه لها فاخذته معها
عوده من الفلاش ********
ابتسم عمر و هو يحتضن خديجه بتملك و يقبلها من صدغها و اخذ يمزح مع رفاقه و انقضى اليوم يمرحون و يحتفلون بخطبه رفيقهم الغالى على خديجه
اقترب عمر من وجهها و نظر بعينها و ردد باسى “بحبك….بس لازم نتكلم لان اللى عندى لو عرفتيه ممكن تغيرى رايك و ترجعى تسبيتى ”
ابتسمت ابتسامه ساخره و وضعت راحتيها على صدغه بحنان و رددت بحب ” مفيش اى حاجه حتقولها حتخلينى اغير راى الا لو قلتلى انك مش بتحبنى و حتى ده مش حصدقك و حتجوزك غصب عنك يا عمر الباشا ”
قبلها من وجنتها و ردد بغزل ” عروستى الباربى ”
ضحكت بشده على هذا اللقب فهتف بمرح ” من انهارده مبقاش اسمك خديجه و لا ديچا و لا الكلام الفارغ ده، من انهارده انتى باربى ”
احتضنها بحب و تملك و بادلته الاحضان حتى انتهت امسيتهم و ذهب كل الى منزله… و فى طريق العوده ركبت معه سيارته التى قادها بفرحه فتعمدت ان تشغل مسجل الصوت باغنيه شاديه ( على عش الحب) و ظلت تدندنها طوال الطريق حتى وصلا لابواب ڤيلته
★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى