روايات

رواية قدر العاصفه الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء الطبلاوي

رواية قدر العاصفه الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسماء الطبلاوي

رواية قدر العاصفه الجزء الثالث عشر

رواية قدر العاصفه البارت الثالث عشر

رواية قدر العاصفه الحلقة الثالثة عشر

(اسفل سلم الطوارئ كانت انين. لا تزال هناك تصارع الموت. افاقت من اغماءاتها لدقيقه…
مدت يدها تبحث عن هاتفها وهي تنزف الدماء كل ذلك وكانت راسها تعيد كل ما حدث بحياتها منذ ان. وعت على العالم الخارجي. منذ نعومه اظافرها… وهي تحاول ان تستجمع الباقي لديها من شجاعه واخيرا استطاعت ايجاد. الهاتف لتطلب رقم عاصف سريعا تستمع الى صوت الرنين على الطرف الاخر…
كان عاصف يقوم بادخال امجد غرفه حياه. وكان في ذلك الوقت يتملكه شعور غريب بالهلع لم يكن يدري مصدره حتى سمع رنين هاتفه برقم انين فقال له امجد ان يجيب على الهاتف وسيكمل هو للداخل. فقام عاصف بفتح الاتصال ورفع الهاتف الى اذنه لياتي رده على الهاتف قائلا..
عاصف: الو ايه يا انين انتى فين بدور عليكى من بدري..
انين بألم: الحقني… يا عاصف سلم… سلم… الطوارئ..

 

عاصف بهلع: انين.. الو سلم الطوارئ ماله سلم الطوارئ الو…
(لم يفكر عاصف كثيرا عند انقطاع صوت انين عنه بل ركض بكل ما اوتي من قوه وهو حتى لا يستطيع الرؤيه بشكل جيد كل ما كان يشغل باله هو ان يجدها اينما كانت فقد شعر بعالمه ينهار من حوله من كثره الالم الذي يحيط براسه والدوامه التي يجاهد بان لا يجعلها تبتلعه ليسال عن مدخل سلم الطوارئ فيدله احدهم فتح الباب يبحث بعيناه عنها ليقع نظره على حقيبتها تقع باهمال ارضا اعلى السلم لم يكن هناك داعي ليتخيل ما الذي ينتظره بالاسفل هبط بكل سرعته للاسفل لينصعق مما راى كانت انين ملقاه ارضا غارقه في الدماء وبيدها هاتفها ركض اليها وهو يحاول افاقتها ولو قليلا وهو يشعر بكثير من الالم الذي يعصف بصدره لا يعلم مصدره ليقول..
عاصف: انين ردى عليا فتحي عينيكى يا انين.. مين اللي عمل كده
( لم يتلقى عاصف اي اجابه منها فمد يده اسفلها بكل حذر يحملها بيد خبيره فهو في الاول وفي الاخر طبيب عظام يعلم جيدا ما المخاطر التي من الممكن ان تحدث ان قام بحملها بشكل خاطئ… تحرك بحذر وهو يحملها حتى لا يؤذيها ان كان هناك اي كسر وصعد بها مسرعا للاعلى يصرخ مناديا اي طبيب تلقوها من بين يديه سريعا وهم يحملوها فوق السرير النقال متجهين بها للداخل تحت نظراته القلقه هرع عابد اليهم مسرعا يشعر بعينيه تغيم رغم قوته فانين كل ما يملك من العالم بعد وفاه معشوقة روحه ام انين…. لم يستطيع ان يتخيل ان هناك ما يستطيع ان ياخذ ابنته منه فهو حتى وان كان يلتهي عنها من وقت لاخر فهذا لانه يود ان يؤمن لها حياه مريحه فمن وجهه نظره لا يوجد ما يضمن العمر لم يكن يريد ان يذهب ويتركها دون حمايه فكان يجاهد لصنع امبراطوريه من اجلها نفض تلك الافكار سريعا من راسه وهو يقوم بسؤال عاصف عما حدث…
عابد: ايه اللي حصل يا عاصف بنتي جرالها ايه؟؟؟؟ هي دي بردوا الامانه اللي امنتك عليها هو ده اللي انت قولته انك هتحميها بحياتك…

 

( شعر عاصف بنصل حاد ينغرز بداخل صدره من كلمات عابد فلقد فعل ما وعدوه به ولكن لا يعلم ما الذي جعل حاله انين تصل لهذا الامر ليتحدث مدافعا قائلا…
عاصف: اياك تقولها يا باشا انا وصاحبي كنا هنموت.. حتى امجد كان هيموت معانا علشان نحميهم انا ما قصرتش في حاجه من يوم ما استلمت منك رعايتهم انا وفريد واحنا عينينا في وسط راسنا…… ده هي غابت عن عيني ثواني بس فجاه لقيت تليفوني بيرن برقمها رديت لقيتها بتقولي الحقني في سلم الطوارئ… جريت على هناك لقيتها كده انا ما اعرفش هي راحت هناك امتى ولا ازاي اصلا حصلها كده كل اللي اعرفه اني ما قصرتش… المهم سيبك من الكلام ده دلوقتي قول للدكاتره اللي معاها جوه دول انى عاوز ابقى موجود معاها في العمليه هشارك في اي حاجه تحصل..
( نظر له عابد نظره تحمل الكثير من المعاني وكانه يقول له كيف لي ان اثق بك ليخرج الكلام تلقائيا من راسه للسانه قائلا..
عابد: وانت ايه اللي يفهمك في الطب يا عاصف عايزنى اخاطر معاك ليه؟؟؟ ادخلك اوضه العمليات تساعد في عمليه بتتعمل لبنتي ليه؟؟؟
( اخرج عاصف الكارنيه الخاصه بكليه الطب واعطاه لعابد بثقه قائلا..
عاصف: اقسم بالله انا دكتور يا عابد باشا دكتور عظام ولولا وضع البلد الظالم اللي احنا عايشين فيه كان زماني اكبر دكتور عظام في البلد… خليني ادخل معاهم ومش هطلب منك اي حاجه تاني ابدا حتى لو هتطردني بس يلا بسرعه..
( نظر عاصف نظره توحي بالثقه الشديده والرجاء فيما كان من عابد الا انه توجه للمدير طالبا تواجد عاصف مع ابنته بغرفه العمليات كطبيب وبعد الحاح شديد من عابد وبانه سوف يتحمل المسؤوليه كامله على ذلك وافق المدير اخيرا وقام عاصف بالتعقيم وتجهز للدخول لغرفه العمليات والحقيقه ان الطاقم الطبي كان يتعامل معه في منتهى الاحترافيه وكانه طبيب متمرس معهم في المشفى منذ زمن… وذلك ما جعله فور دخوله يعطي الكثير من المعلومات الطبيه والطلبات اللازمه

 

للجراحه مما جعل الجميع ينبهر به لتبدا جراحه انين على يد عاصف كطبيب متولي للعمليه وليس مساعد بعدما راوا ما يفعل ومدى مهارته وظلت الجراحه مستمره لفتره ليست بقليله بينما عابد الجراح يموت قلقا على ابنته بالخارج ولا يعلم ما الذي سيحدث له ان فقدها هي الاخرى فهو لا يستطيع تحمل خسارتها كما خسر زوجته…..
وبغرفه حياه كانت ممدده فاقده الوعي لا تعلم شيئا عن العالم الخارجي بعدما اصابتها تلك النكسه اثر ظنها بان هناك مكروه كبير قد وقع لامجد فهي عندما سمعت الطبيب بالهاتف يقول انه تم زوال الخطر عن امجد وفريد شعرت وكان هناك من يسحب الهواء من رئتيها لتقع في تلك الدوامه السوداء التي ابتلعتها كان امجد يجلس بجانبها في ذلك الوقت يمسك بيدها بقوه يعطيها الشجاعه بينما هو ضعيف من الداخل والخارج ليقترب منها قليلا وهو يهمس بجانب اذنها بحب..
امجد: حياه…. حياه انا عارف انك سمعاني عارف انك حاسه بلمسه ايدي ليكي… حياه يا حبيبتي ما تخافيش انا بخير اهو زي القرد… والواد فريد كمان كويس وعاصف زي الفل والله… كلنا كويسين وكلنا مستنيين انك تصحي وتشوفينا وانا بالذات مستني انك تفتحي عينيكى اللي بعشقها… حياه ما تسيبنيش انا بحبك وجنبك وعمري ما هسيبك ابدا…طيب تعرفي يوم ما تعبت وانا معاكي في العربيه كنت بمثل والله اخدت بالي ان موضوع الواد بتاع الجامعه اللي انا فرمته ده ضايقك وكانت هتجيلك ازمه نفس.. خفت اوي ان يحصل كده وانا معاكي ما كنتش هتحمل اشوفك كده ابدا عملت نفسي تعبان عشان تنشغلي بيا وتنسي تعبك انا يومها عملت كده علشان اعرف احساسي بيكي غلط ولا صح علشان خاطري فوقي بقى..
( لم يتوقف امجد عن الحديث ولو قليلا ظل بجانبها ساعتين متواصلين يتحدث فقط عن كثير من الاشياء منذ ان عرف عاصف او منذ ان كان طفلا كان يتحدث دون توقف فقط يريد ان يكون بجوارها ولكن استوقفه صوت مفاجئ يقول بضعف..
: وطلع احساسك صح ولا غلط يا كذاب..
( ليرد امجد دون وعي ولا تركيز على السؤال قائلا..
امجد: لا طلع صح وصح اوي كمان.. ويومها….!!!!!!!!!

 

( لم يعلم امجد ماذا يقول فلقد علم انها قد استيقظت شعر بقلبه ينتفخ من كثره السعاده ليقطع حديثه قائلا…
امجد: حياه انتى فوقتي وكلمتيني..صح..انا سمعتك..
حياه مبتسمه: اه فوقت تقريبا كده من ساعه كلمه كنت بمثل والله… يا كذاب ااااه عيني يا حياه مش شايف يا حياه..
امجد ضاحكا: هههههه ما يبقاش قلبك اسود بقى حمد الله على السلامه يا حياتي..
حياه: الله يسلمك يااااا…قصدي سلامتك انت..الف سلامه..
( كان عاصف هو من يحمل كل شيء على عاتقه منذ بدايه اليوم وطوال حياته فهذا ليس بامر غريب عليه… الكثير والكثير والكثير كان يتحمله دون ان يشتكي يفعل هذا وذاك وهو لا يستطيع الوقوف على قدميه حتى فلقد كان يرى ان عالمه ينهار وهو يركض بكل اتجاه محاولا انقاذه….. بدون امه وشقيقته وصديقيه هو يرى انه لا شيء…
لقد انقذ الكثير الان وما خفي كان اعظم في ذلك الوقت كانت نسايم تبحث عن عاصف بكل مكان لتطمئنه عن حياه بعد علمها باستيقاظها بحثت لدى فريد فلن تجده فخرجت لتجد احدى الممرضات لتسالها عن والد انين بعدما قال لها فريد ان عاصف من الممكن ان يكون معه لتشير لها احدى الممرضات على عابد ذهبت نسايم ووقفت خلفه قائله..
نسايم: لو سمحت يا عابد باشا ما شفتش عاصف ابني فريد قالي ان ممكن يكون معاك..
( التفت عابد اليها ليجيبها..
عابد: عاصف.. عاوزه عاصف ليه يا حاجه..
( وقفت نسايم امامه تتطلع اليه بتعب فهي منذ وقوع حياه تشعر بالاعياء ولكن لم تريد ان تقول هذا لعاصف حتى لا تقلقه فردت قائله..
نسايم: انا ابقى والدته… والده عاصف.

 

عابد: هو جوه اوضه العمليات مع انين بنتي بيساعد الدكاتره صمم انه يدخل معاها..
(في ذلك الوقت كان الاعياء قد زاد كثيرا على نسايم ولم تصمد طويلا حتى وجدت العالم يظلم من حولها فجاه لتغلق عيناها بتعب تنتظر سقوطها ارضا… يتلقاها عابد مسرعا لا يعلم ما الذي اصابها يحملها الى غرفه الفحص سريعا…. فساله الطبيب ما الذي اصابها ليقول..
عابد: ولا حاجه يا دكتور كانت واقفه بتكلمني وفجاه اغمى عليها ارجوك شوف مالها يا دكتور وطمنا عليها..
(وفي الريسبشن كانت هناك ممرضه تسال وبإلحاح عن مكان تواجد عابد الجراح قائله بان هناك شيئا يجب ان تخبره به حينما دلتها عامله الاستقبال زميلتها عن مكانه فذهبت اليه مسرعه لتجده يقف متوترا فاقتربت منه وما كانت تلك الممرضه سوى سهر الفتاه التي انقذها عاصف من النايت كلاب.. لتقف امام عابد وهو لم يتذكرها قائله..
سهر: عابد باشا لو سمحت عاوزاك في موضوع مهم جدا..
(نظر لها عابد ولم يكن يعلم ما الذي تريده منه في هذا الوقت العصيب فلم يريد ان يشعرها بالخجل ليقول لها بتهذيب..
عابد: مش وقته يا بنتي انا دماغي مش فيا والله لو محتاجه اي مساعده انا تحت امرك بس مش دلوقتي خالص معلش..
( ابتلعت سهر لعابها وهي تفرك يديها بتوتر لتقول له مسرعه..
سهر: لا.. لا.. كثر خيرك مستوره الحمد لله انا مش محتاجه اي مساعده انا عاوزه اساعدك..
( لم يعلم عابد ما الذي ترمي اليه بتلك الكلمات ولم يفهم مغزاها ليستدير اليها بكامل انتباهه قائلا بتذكر..
عابد: تساعديني في ايه..؟؟؟ هو مش انتى..!! اه اه انا افتكرتك… انتى البنت بتاعه الخناقه صح اللي كانت في النايت كلاب مش كده… بتعملي ايه هنا في حاجه ولا ايه؟؟؟
سهر: صح يا باشا.. انا بشتغل ممرضه هنا وكنت عاوزه اقولك على حاجه مهمه جدا شفتها..
عابد: قولي في ايه اللي ضروري
اوي كده اتفضلي..

 

(لم تكن تدرى سهر ما الذى تفعل به كلماتها فلقد قال كانت المشاعر والتعابير تنهال على وجهه كالسيل ما بين تعجب وصدمه مما يسمع لتنصرف بعد قليل وتتركه يقف في حيره لا يعلم كيف سيخرج منها….
ليخرجه صوت عاصف والاطباء من تلك الدوامه وهم يهنئون عاصف بنجاح الجراحه ليسرع عاصف بالجلوس على اقرب كرسي قبل ان يتوجه عابد اليه راكضا يقول بقلق..
عابد: طمني يا عاصف بنتى عامله ايه دلوقتي..
عاصف: ما تقلقش يا عابد باشا انين هتبقى زي الفل.. كل حاجه مشيت تمام الحمد لله والعمليه نجحت .
(شعر عاصف بكثير من السعاده وهو ينقل الخبر لعابد ولم تكن فرحه عابد اقل منه بسلامه ابنته ليقول عابد..
عابد: يعني انين بقت كويسه مفيش اي خطر على حياتها انا ممكن اسفرها بره لو استدعى الامر..
عاصف: ابدا يا باشا الحمد لله الجراحه كانت ناجحه جدا مفيش اي داعي للسفر.
( جلس عابد براحه بجانب عاصف وكان يود ان يخبره بامر والدته ليتحدث قائلا..
عابد: الحمد لله مش عارف اشكرك ازاي يا عاصف.. صحيح عايز اقولك ان والدتك بعافيه شويه كانت بتسال عليك واغمى عليها ودخلتها اوضه الكشف.
( لم يتمكن عاصف من الارتياح ولو قليلا انتفض واقفا عند سماعه خبر مرض والدته ليقف مسرعا وهو يقول..
عاصف: امي اغمى عليها ازاي مين اللي زعلها طب هي فين دلوقتي..
عابد: اهدى شويه يا عاصف واقعد نتكلم… الدكتور طمني وقال ان ضغطها ارتفع عشان كده وقعت وهو جوه معاها دلوقتي..
عاصف: هو ايه اللي بيحصلي ده بس يا رب..؟؟ انا مش عارف انا عملت ايه عشان كل ده.. ده انا حتى….!!! الا صحيح يا باشا هو انت عرفت ازاي انها امي انت بتراقبني..
عابد نافيا: لا ابدا والله عيب عليك ما تقولش كده هي جت تسالني عنك قلتلها انتى مين قالتلي انها والدتك فقلتلها انك مع انين في العمليات وفجاه لقيتها وقعت..
( جلس عاصف ممسكا راسه بالم فهو لا يعلم ما الذي يحدث معه اليوم وكان هناك الكثير الذي يدور براسه يريد ان يعلم له اجابه ليوجه سؤالا لعابد قائلا.
عاصف: تمام هصدق ان انت مكنتش تعرف هي مين الا لما قالتلك طب ما قالتلكش كانت بتسال عني ليه..
( علم عابد ان عاصف سال هذا السؤال ليداري شكه به يعلم انه يظن انه يراقبه ولكن هذا غير صحيح فما كان منه سوى ان يجيب عليه فقط قائلا…
عابد: هي سالت فريد عنك قال لها انك ممكن تكون معايا سالت عني وجاتلي وكانت عاوزاك… بس انا فعلا يا عاصف مكنتش اعرف هي مين الا لما قالتلي انها والدتك..

 

( صمت عاصف قليلا يلتقط انفاسه بصعوبه حينما وجد الطبيب يخرج من لدى والدته تماسك وتوجه اليه قائلا..
الطبيب: مين فيكوا عاصف يا جماعه المريضه طالبه بالاسم وبسرعه..
عاصف: انا يا دكتور هي عامله ايه دلوقتي طمني عليها..
الطبيب: هي كويسه جدا الحمد لله بس طالبه تشوفك وعلى فكره ليها دواء هتاخده كل ساعه بالضبط ان شاء الله…عشان يرجع مستوى الضغط والسكر للطبيعى و ده لحد الساعه 12 بس..
عابد ناظرا بساعته: الساعه دلوقتي 6:30 المغرب تمام يا دكتور… ادخل انت يا عاصف خليك جنبها وانا هنادي لممرضه من هنا تاخد بالها من مواعيد علاج الحاجه..
عاصف: تمام يا عابد باشا عن اذنك..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدر العاصفه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى