روايات

رواية قانون آيتن الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء السادس والثلاثون

رواية قانون آيتن البارت السادس والثلاثون

رواية قانون آيتن الحلقة السادسة والثلاثون

كانت ولا زالت
كانت …
كانت كفراشة ربيع متلئلئة
تنثر العبير في الأرجاء ببراعة فائقة
تسافر عبر الحدود ولا تهاب ضائقة
تداوي القلوب الحزينة
تنشر فرحا بعيون يتيمة
ترسم سعادةً لا تنجلي بعتمةٍ مظلمة
تصارع الأحزان في كل ثانية
جميلة متألقة ..
زاهدتا وراهبة ..
تسكن غيوم السماء الواسعة
تحاكي نجوم الليل التائهة
تصادق قمم الجبال الشاهقة
هي عنفوان إمرأة صادقة
تجلس وقت السحر بقنوت صامتة
وتبتهل لربها خاشعة
وتنادي على الصبر والأمل راجية
من ربها وعودا صادقة
وليس لغير ربها راضخة ..
كانت .. ولا زالت ..
كشاطئ بحر هادئة
في العطاء هادرة ..
كل من رآها يظنها حائرة
كانت .. ولا زالت
بكل خطوة واثقة ….
_خاطرة بقلم: “شهرزاد” ..
صرخت واستجدت بأي أحدًا .. صرخت وظلت تتمنى من الله لينقذه .. بينما نظر إليهم حسن بذهول .. لم تتأثر مناشداتها لإنقاذ حمزة على الإطلاق في البداية إلى أن استوعب ما حدث ليقترب منها وهو يحاول أن يطمئن عليه حتى سمع صوت طلقات الرصاص في الخارج..
نهض مسرعا ليرى ما يحدث .. فوجد سيف ورجاله يتقاتلون مع رجال حسن .. التفت إلى ايتن ونظر إليها بشدة..
أطلق سيف عدة رصاصات أصاب بعضها ، وقبض رجاله على البقية.. تحرك بسرعة ، ثم قام بكسر الباب بقوة وصرخ:
-حمزة…ايتن
فاجأه أن حمزة ملقى على الأرض مغطى بالدماء .. بينما حسن هدده بقتل ايتن بمسدسه على رأسها ، هتف سيف بعصبية:
-قسما بالله لو ما سيبتها…لأخليك تتمني الموت وماتطولوش
ضحك حسن بسخرية :
-ما انا كده كده هتحبس يا باشا ولا ايه؟
نظر سيف لايتن يرسل لها نظرة ثقة:
– سيبها يا حسن…سيبها..
ثم أصابت رصاصة أطلقت من سلاح سيف نحو ذراع حسن حتى صاح متألماً لتتراخى يده بعيدا عن ايتن … صرخت ايتن وهي تئن من الخوف … سرعان ما ارخى جسد حسن وسقط على الأرض .. ثم دخل رجلان بسرعة وقيدا يد حسن حتى يتم نقله إلى المستشقى .. بينما حمل حمزة في سيارة الاسعاف التي طلبها سيف
____________
اتراني بالوعد …
أستطيع الاستمرار .. وعود .. ووعود ..
وعدتك بأن أنساك .. وهل سأنساك بجرة قلم .. وعدتك أن لا أحلم بك .. قفلت على أحلامي بمفاتيح وسلاسل .. فلا المفاتيح أغلقت .. ولا السلاسل أحكمت ..كل ما هنالك أنك تتسرب كل ليلة لأحضاني .. وتزورني بأحلامي .. فأنا كاذبة يا سيدي .. لا استطعت نسيانك ولا استطعت محوك من شرايين القلب .. تلك الأبواب المفتوحة في رأسي .. اجهضت أوامري .. وتصلبت داخل رأسي .. تهذي باسمك .. وما نالني .. إلا أني أصبحت أصدق كاذبة في الخليقة ..
أحلف .. سوف أنساك ..
وإذ بي أحفر هواك داخل الأوردة والشريان ….
_خاطرة بقلم :شهرزاد ..
كانت تجلس على الأرض بجوار غرفة العمليات في المشفى .. تضع رأسها بين يديها ، يرتجف جسدها من كثرة الرعب .. الدموع الساخنة تحرقها بشدة .. آثار دمه لا تزال على يدها ملتصقة بملابسها .. جلس سيف بجانبها ممسكًا بها يضمها إلى صدره .. يحاول تهدئتها.. وبث والأمان بداخلها .. ليوقفها من مكانها وهو يرفعها تجلس بجانبه على أحد المقاعد
وجد الطبيب يخرج من غرفة العمليات وينظر إليهما بإرهاق حتى نهضوا من جلوسهم متجهين نحوه..فطلب احتياجهم لدم وسألهم عن نوع فصيلة دم حمزة أن كانت متطابقة مع أحد منهم ولكنها ليست متطابقة معه…وما ان تذكر سيف شخص ما نفس فصيلة الدم حتى ابتعد قليلا وأجرى مكالمة ما…
بعد مدة قليلة…ذهبت ايتن إلى الحمام…وانتظرت بجانب سيف بعد أن علمت أنه احضر متبرع لحمزة…فوجدت والدها يخرج ويجلس امام غرفة العناية..فتقدمت نحوه قائلة بقسوة :
-انت ايه اللي جابك هنا…جاي تعمل ايه؟؟ متشكرة جدا مش محتاجاك في حاجة
تقدم إليه سيف يقاطع شجارها، قائلا لوالده:
– شكرا يا بابا على تبرعك لحمزة بالدم…بجد وجودك وفر علينا تعب كتير
اتسعت عيناها بصدمة، ليردف سيف قائلا:
-حمزة فصيلة دمه كانت مش متطابقة معانا..وللأسف كان محتاج دم كتير وبسرعة وإلا بعد الشر كان ممكن حالته تسوء جامد..فافتكرت أنها نفس فصيلة دم بابا…فطلبت منه ووافق وجه جري…واتبرعله هو
تناول الكوب منه بصمت لتردف ايتن بدهشة:
– شكرا على اللى انت عملته لحمزة…اول مرة اكتشف فيك حاجة كويسة
اومأ لها بحزن :
-يا بنتي انا ممكن اعمل اي حاجة عشانك…بس انتي اديني فرصة
قاطعته ايتن وهي تنصرف:
– متأخر اوي الفرصة دي … المشكلة ان مفيش حاجة حلوة بفتكرهالك… يمكن انت دلوقتي بتعمل حاجات كويسة لكن اللي فات كله معاك مكنش حلو
تنحنح سيف قائلا:
-معلش يا بابا…مع الوقت اكيد ايتن هتحاول تتقبلك وتسامحك
ليردف بحزن :
– يمكن عشان هي اذاها منك كان اصعب بكتير…انت عمرك ما مديت ايدك عليا غير لما كنت بحاول ادافع عنها بس… وبعد لما ماما سابتني وانفصلت عنك و اخدت اختي انت محاولتش تضربني.. ولا كنت بتمد ايدك عليا… كنت بتعمل كده لما بدافع عن اختي… مش عارف ازعل منك على اللي عملته فيهم وافضل شايل منك…زي ما سيبت القاهرة و جيت مع عمتو نقلت هنا طول السنين اللي فاتت في شغلي…يمكن كنت بتهرب منك ومن حزني من عدم وجود امي واختي معايا…
– انا اسف يا سيف…اسف على كل حاجة عملتها وحشة ليكم
– انا حتى لما قابلت امي كنت ناوي اقاطعها ومكلمهاش… لقيت منة بتقنعني أن لازم اشوفها واديلها فرصة… يمكن طريقة حب منة للناس وليا خليتني اتقبل وجود امي و ارجع اتعامل معاها حتى لو زعلان منها أنها سابتني لكن بكلمها عادي…هي فعلا غصب عنها…او يمكن لأن هي داقت وجع اكبر بكتير مني…ايتن اتوجعت اوي…ايتن هي اللي داقت طفولة صعبة معاك…وضرب من غير مبرر…انا محصلش معايا زيها…عشان كده درجة مسامحتي وتقبلي ليكم أكبر منها…
– هو ممكن يا سيف تخليني اقابل والدتك…انا عايزها تسامحني
– مش عارف يا بابا … هي رافضة خالص
بعد مرور فترة .. خرج الطبيب من غرفة العمليات… واقتربت ايتن منهم
قال سيف بلهفة:
-طمنا حالته ايه؟
ليجيب الطبيب مطمئنا اياهم:
-اطمنوا يا جماعة الحمد لله حالته مستقرة ومش محتاجين دم تاني بعد اللي نزفه.. وكويس أن الرصاصة كانت في كتفه بس…هو بس اتبنج كلي..هيفضل في البنج كام ساعة كده
– يعني مفيش أي خطر عليه؟؟
– لو خالص مفيش حاجة … مفيش خطورة عليه ومش هيدخل في غيبوبة حتى .. كلها كام ساعة وهيفوق
تنفس كلا منهم الصعداء
حاول سيف كثيرا مع ايتن…ان تذهب إلى المنزل ولكن دون فائدة…لم تذهب قبل أن تطمئن عليه وتراه..
في صباح اليوم التالي وبعد مرور عدة ساعات..سمح لها الطبيب برؤيته قبل أن يفيق من البنج
دخلت الغرفة لترى جسده العريض على السرير .. وربطت به بعض الأسلاك..و ضمادة لكتفه
تقدمت أكثر نحوه لتتأمل ملامحه التي ما زالت تحمل القوة والثبات..مالت نحوه لتضع إحدى كفيها على وجنته…حتى دمعت عيناها..وهمست بحنان واضح:
-اكتشفت ان برغم كل اللي عملناه في بعض…اني لسه بحبك..بحبك يا حمزة..عشان خاطري خليك معايا..اوعي تسيبني..مش هستحمل أن يحصلك حاجة..عشان نربي ابننا سوا من غير اي مشاكل ولا حاجة تبعدنا عن بعض…
قاطعتها الممرضة وطلبت منها الخروج..خرجت من الغرفة ليهفو اليها سيف سريعا:
-ها يا ايتن فاق ولا لسه؟
ايتن بأمل:
-لسه بس ان شاء الله هيفوق بسرعة من البنج و هيبقي كويس
سيف بحزم:
-طيب يا حبيبتي ممكن تروحي وترجعي تاني
-لا مش هينفع اسيبه..
-ايتن مينفعش اللي انتي فيه ده..مفيش داعي للقلق..انا موجود معاه..روحي بس حتي غيري هدومك اللي مليانة دم..وتعالي تاني عشان لما يفوق يلاقيكي كويسة وبخير..وفي سواق هيروحك وهيجيبك
اومات بصمت:
-حاضر
_______________
أخيرًا نقل حمزة بعد ذلك إلى غرفة خاصة .. بعد أن طمأنه الأطباء بأن حالته مستقرة .. دخلت إلى الغرفة المخصصة له .. وجلست على حافة السرير .. وانحنت نحوه ودفنت وجهها في يده .. تبكي وهي تشم رائحته .. وشعرت بدفئه حولها لا تصدق أنه هنا .. بجانبها حي ..
حبست أنفاسها وهي تنظر إلى جسده أمامها .. والضمادات المحيطة بكتفه .. اغرورقت عيناها بالدموع وهي تهمس:
– حمد الله على سلامتك يا حبيبي..
رفعت وجهها عندما شعرت بضغط مفاجئ على رأسها .. ثم تنهدت بسعادة عندما رأت عيناه تنظران إليها بعد استيقاظه اليوم .. نظرت إليها بثبات .. قلبها ينبض بقوة .. وارتجف جسدها كله.. لم تكن تعرف ماذا تقول .. الشيء الأكثر أهمية أنه بخير .. وسيكون بخير
نظر بعيناه إلى وجهها الجميل ، يتأمل كل جزء من ملامحها .. عيونها تبكي .. وفمها يرتجف لتحاول أن تبتعد حتى تمسح دموعها ولا تقلقه عليها .. وقبل أن تبتعد جذبها إليه بضعف… يشدد على مسكها .. قائلا بصوت أجش:
-تعالي زي ما كنتي
ليردف :
– محتاجك جنبي زي ما أنتِ…
– انا معاك يا حبيبي…ومش هسيبك
وجدته ينظر نحوها بصدق هاتفا:
-وحشتيني يا بونبوناية
ايتن بذهول:
-يعني مكنش كدب؟
ضحك بصوت عال قليلا:
-ولا تمثيل
ايتن بعبوس:
-بجد..المرة دي بجد يا حمزة؟
حمزة بتصحيح:
-كل مرة اصلا كانت بجد…انا مكدبتش عليكي في حبي ليكي ابدا
ابتسمت له بسعادة، أردف قائلا بنبرة صدق:
-قولت بس..عشان احميكي..انا يمكن البداية كانت زيك و كنت ناوي اعمل كده…لكن انا فعلا حبيتك..ومن قبل ما اتجوزتك وانا حبيتك بجد ومكنتش ناوي اسيبك..كان لازم ده يحصل..عشان اوصل لكل اللي وصلتله…وارتاح… من اول ما حكيتيلي عن مهاب ده وانا وعدت نفسي اني لازم اجيب حقك واحميكي منه
اغرورقت عيناها بالدموع، ليمسحها بانامله:
-مش عايز اشوف الدموع دي تاني…يارب اموت لو…
أسرعت تضع يدها علي فمه لتمنعه من تكملة هذا الكلام قائلة بحدة:
-ماتقولش الكلمة دي…انت هتخرج بسرعة…عشان نربي ابننا مع بعض
بثت كلمتها السعادة في قلبه..إلا أنه نظر إلى وجهها قائلا بتوجس:
– مبسوطة عشان هيبقى فيه بينا طفل؟؟.
– انا لو مش بحبك مكنتش هحب اخلف منك… بس عملت كده عشان واثقة فيك
ثم اردفت بعتاب:
-ينفع إللى انت عملته ده…كنت هتضيع نفسك عشاني
قطب جبينه قائلا بنبرة حادة :
-ولو اتكرر الموقف تاني مستعد اضحي بحياتي عشانك..والا ان ده كان يحصل..مستعد اموت عشانك
قاطعته ايتن قائلة :
-انا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك…او اني اسيبك تاني
حمزة بهيام:
-مش هسمحلك اصلا
ليردف متذكراً:
– عايز بقى احكيلك عملت ايه في مهاب
قص عليها كل ما حدث مع ذلك الحقير..لتنظر له بفخر وعيونها تدمع بسعادة غير مصدقة ما حدث وما فعله لأجلها
-انت احسن راجل في الدنيا دي كلها
– أنتِ اللي تستاهلي اعمل عشانك أي حاجة….
– بحبك والله…
_________
– ليه كده ليه يا حسن عملت كده.؟؟ بتخطف وتحاول تقتل؟؟؟ هو انا مخلف قتال قتلة !
بصوت متعصب حاد وهو نائم على سرير المشفى وذراعه مصابة مغطاة:
– هو اللي بدأ
نظر والده له بعبوس:
– هو كان حاول يخطف حد يخصك؟؟؟ حاول يموتك؟؟
هو معملش حاجة ليك … قابل بقى نتيجة افعالك
بعد أن افاق من الصدمة صرخ مهللاً:
– يعني انا هترمي في السجن … دي اخرتها…انا مكنش قصدي .. مكنش قصدي اعمل فيه كده
اومأ والده بالايجاب بحزن :
– وهو اكيد مش هيسامح….ولا هيسامح في اللي حصل مع أبوه واخته زمان…. انا يمكن حاولت اصلح…مقدرتش يا حسن…حاولت اعمل حاجة يابني قبل ما اموت
ليصرخ حسن مرة أخرى بانفعال:
– تصلح تقوم تقويه عليا؟؟ تخليه يتساوى بيا…انا مكنتش عايز اموته…مقدرتش اضربه بالمسدس في صدره… كان ممكن اعمل فيه كده بس معرفتش…انا اسف يا بابا
هز والده رأسه بندم :
– مبقاش ينفع اي اسف يا حسن…الشخص الوحيد اللي ينفع تتأسفله هو حمزة و اكيد رافض يشوفك ومش هيتنازل عن أنه يرميك في السجن
__________
بعد مرور عدة أيام… في المشفى
كانت تجلس بجانب زوجها وهي تساعده أن احتاج شيء ما، وفي المقابل تجلس أمامها منة وبجانبها سيف، بينما هي تتناول بعض من قطع الشوكولاتة الباهظة الثمن التي أحضرها سيف إلى حمزة..
هتف حمزة قائلا :
– اتمنى يكون عجبك الشوكولاتة اللي المفروض جايالي انا
– الله ما انت مش بتحبها…
– انا بقيت حاسس انك بتتوحمي على الشوكولاتة بجد
قهقت منة ضاحكة :
– شكلها كده فعلا
ابتسمت ايتن وهي تنظر إلى شقيقها قائلة بامتنان:
-ربنا يخليك ليا يا سوفي طعمها تحفة
ابتسمت منة بهيام قائلة:
-الله سوفي جميل اوي الدلع ده
تجهم وجهه قائلا:
-يا شيخة بقى هتشبط في الدلع اللي مش بحبه
قالت منة باستغراب :
– مش بتحبه ليه؟ سوفي ده جميل اوي
أجلى صوته بغيظ قائلا:
– مبحبوش يا منة بجد
هتفت ايتن قائلة:
– اصلا هو سوفي بتاعي الاول…انتي اللي بتاخدي مني الدلع
اختلست منة نظرة ساخرة لها:
– لا ده هيبقى جوزي يعني هيبقى بتاعي انا
أجلى صوته بنحنحة :
– بس انتي وهي محدش يقولي ام الدلع المستفز ده…مبحبوش قولنا
قاطعه حمزة بضيق :
– يا عم انت لاقي … احمد ربنا بتدلع إنما انا لا
نظرت له ايتن باستغراب:
– يا سلام ؟؟ مش بدلعك انا ؟
هتف بنبرة مزيفة:
– خالص
كزت على أسنانها وصاحت :
– زي القطط والله بتنكر
تلاعب بعينيه بعيداً عنها:
– بصراحة بقى مش فاكر انك دلعتيني خالص
– لا دلعتك كتير
زفر سيف بضيق:
– يا عم بقى انتوا رجعتوا تاني تلعبوا لعبة التوم وجيري دي
صفقت منة بحماس:
– الله بجد هيتخانقوا
نظر لها سيف بغيظ :
– نعم يا منة انتي فرحانة أنهم هيتخانقوا؟؟ بدل ما تصالحيهم
قهقت منة ضاحكة :
– خناقاتهم لذيذة والله بتضحكني
– المفروض نصالحهم على فكرة
– لا سيبهم شوية دمهم خفيف
همست ايتن ببراءة:
– اصلا كنت بدلعك
نفخ حمزة بغيظ:
– كنتي؟؟ و دلوقتي فين أم الدلع ده ؟؟
نكست رأسها متوردة الوجنات بحرج:
– عشان لسه راجعين لبعض..
– برضو مش مبرر…انا من حقي اتدلع من مراتي في أي وقت
تدخل سيف قائلا:
– في دي عنده حق..انتي غلطانة
– انا يا سيف؟
أومأت منة قائلة :
– أيوة يعني لا كنتي بتدلعيه قبل ما تتخاصموا ولا حتى بعد …
اتسعت عيناها بذهول:
-ايه الظلم ده بقى ؟ ده بيضحك عليكم
همس حمزة بحزن :
– انا يا بنتي ؟
صالحيني بقى…انا زعلان بجد
تألق الخبث في عيني حمزة، في حين قال سيف :
– أيوة صالحيه يا ايتن… ماينفعش يخرج من المستشفى وهو زعلان منك..
قالت منة بقلق :
– لا ده شكل الموضوع بجد… لا يا ايتن بقى صالحيه..
اتسعت عينا ايتن واقتربت منه .. كان جالسًا بنصف جلسة يسند ظهره على السرير.. كانت ملامحه يظهر عليها العبوس المزيف هي تعرف أنه ليس غاضباً ابدا.. حسنًا ، لقد جلب هذا على نفسه ..
فكرت بمكر انثوي .. ابتلعت ريقها وقالت بنبرة ناعمة جدا :
– مايهونش عليا اسيبك زعلان يا حبيبي
أحس بنفسه يضيع في حروف الكلمات الناعمة التي لامست أعماق قلبه، وأكملت جملتها وانحنت نحوه حتى لامست أنفاسها خديه لتميل تقبل خده بشفتيها برقة، وهمست تقول باغراء بجانب أذنه:
– ده عربون مصالحة مؤقت كده…لحد ما اصالحك بطريقتي لوحدنا
وقبل ان يمسك كتفيها ليقربها منه ابتعدت عنه بخفة.. لينظر لها بغيظ وهو يندم على أنه تفوه بحرف واحد وطلب مصالحتها على شيء مصطنع
تجلي صوتها هامسة بصوت خافت وهي تلاحظ ملامح وجهه المتغيرة بغيظ:
– مالك يا حبيبي ساكت ليه؟ أنت لسه زعلان ؟؟؟
هز رأسه بنفي :
– لا..لا…خلاص
صاحت منة بنفاذ صبر:
– انت بتتحول في دقيقة كده ازاي !
– في ايه يا منة .. اسكتي
– يخرب عقلك بجد…ما البنت كويسة معاك اهي…مالك بقى… مش مقدر مصالحتها ليك ليه ها ؟؟؟
– ما تخليكي في حالك بقى شوية…
دافعت عنها قائلة بضيق :
– انت بتتعصب عليها ليه بجد ؟؟؟
رفع رأسه يرمق زوجته برقة هامساً:
‬‏- أنا عمري اتعصبت عليكي يا جميلة أنتِ
همست ايتن بابتسامة :
-محصلش لا
صاحت منة باستغراب وهي تبعد رأسها إلى الجهة الأخرى :
-ياربي رجع لوضع الـ Cute بسرعة ازاي كده؟
‬‏-شوفتي يا منونة؟
أومأت برأسها، فتابع:
‬‏- يعني بتتبلي عليا، وبتقولي حاجات مش فيا
– فعلا
رفع حاجبه بضيق:
‬‏- يعنى بتظلمينى
التفتت بحدة قائلة:
– لا ده عشان انت ثبتها بصوتك الحنين
نهضت منة من مكانها بذهول قائلة:
– قوم يا سيف…نمشي…ده هيجننوني
كتم سيف ضحكته وهو يأخذها إلى الخارج وتركهم وحدهم…
– جننت البنت حرام عليك
سحبها من يدها لتقترب منه قائلا بتأفف:
– انتي السبب
وبحركة سريعة قربها منه بقوة، مما جعلها تشهق وهي تصطدم بصدره الصلب بعيدا عن موضع إصابة كتفه، بنيما شعرها المنسدل على جسده منحه نظرة مغرية لا تقاوم..
– انا عملتلك حاجة ؟
– حاجات كتير أوي…
عقدت حاجبيها بشكل غير مفهوم، وقبل أن تدرك ما يقصده، كان يقبل شفتيها بشغف.. وهي تغمض عيناها وشفتاها متفرقتان و أنفاسها متقطعة..بينما هو يقبلها بعمق يستكشف فمها و يضغطها على جسده بحذر…
قاطع تلك اللحظات صوت فتح الباب.. فسحبت نفسها بسرعة… ليهدأ أنفاسهم.. ويحاول السيطرة على نفسه…فكانت الممرضة تتابع عملها
ليسألها بغيظ :
– هخرج امتى بقى ؟
____________
دلفت خديجة إلى الاتيليه
فمنذ اخر شجار بينها هي وهاني وهي قررت الابتعاد تماما..حتي لم تسمح له بأي فرصة للرجوع أو التحدث معها
جحظت عيناها بذهول عندما دخلت..فكان الاتيليه الخاص بها إمتلأ بالازهار الملونة…البالونات المعلقة بالهواء ومنها المترامي علي الأرض لتجد هاني يقترب منها..قائلا بترجي:
-خديجة…قدام كل الناس دي ارجوكي نتجوز…من غير اعذار كفاية تأخير بليز..انا خلاص عديت التلاتين سنة يعني بقيت جدو وكل صحابي معاهم عيال إلا انا يا مفترية
طريقته تلك جعلت قلبها يطرب فرحا..لتقول بذهول:
-هاني! ايه الجنان ده
عقد حاجبه قائلا بجدية:
-وافقي بقي وخلينا نتلم ونتجوز..انا مش هسيبك غير لما تقولي موافقة
وضعت يدها علي فمها وعيناها مغروقتين بالدموع:
-انت مجنون والله…ايه اللي عملته ده؟
ضحك هاني قائلا بحزم:
-حبيت احطك قدام الأمر الواقع..واشردلك قدام زباينك والناس..عشان متهربيش وتوافقي نتجوز بدون تأخير
– لا والله
هاني بتبرير:
-اه والله..ولو علي اخواتك…ف انا دخلت اخوكي مصحة..ومراته اقنعته أخيرا أنها تشتغل وشوفتلها شغل عندي…واختك اللي هي مريضة حاليا..دي انا متكفل بعلاجها لحد ما تكمل حملها بالسلامة ومش عايز نقاش منك في الحوار ده..لكن اختك الصغيرة دي بقي تظبط نفسها علي قد ظروف جوزها…ها قولتي ايه؟
انهمرت دموعها بشدة من السعادة…وركضت ترتمي بأحضانه:
-موافقة..موافقة
هاني بحب:
-أخيرا…بعشقك يا احلي ديجا في الدنيا
وضع يديه على طرفي الطاولة وانحنى نحوها مما جعلها تتراجع وتنحني هي الأخرى بخجل، صاحت به بغضب :
– هاني…بتعمل ايه؟؟؟ الزباين والناس اللي بتشتغل
قال وابتسامته تزداد اتساعاً :
– موافقة؟
سحبت نفساً مهدىاً قويا ولمعت عينيها البنية بتوتر وفتحت فمها لتنطق ولكنه سبقها قائلا :
– لو كنا لوحدنا بس…ومتجوزين…مكنتش هتردد ثانية اني اتهور وابوسك
ازداد تسارع أنفاسها وسرت القشعريرة لي جسدها وهي تشعر بأنفاسه على بشرتها..لتهمس بعدم ثبات :
– عيب والله ازاي تقول كده
– عندك حق انا مكنتش هقول اصلا…كنت هنفذ على طول
حرك وجهه قليلا وأصبح فهمه يقابل شفتيها دون أن يلمسها، لترتفع نظراته إلى عينيها :
– حظك بقى أننا مش كاتبين الكتاب حتى
– هاني من امتى بقيت كده ها؟؟؟
– من دلوقتي … عايزين نتلم بقى في بيت واحد كده ونتجوز…كفاية كده يا مفترية
– حاضر والله اعتبر الميعاد اتحدد
تراجع فجأة إلى الخلف ..
– ومتقلقيش من ماما…هي اكيد لما هتلاقيكي كويسة معايا ومستعدة نتجوز بسرعة اكيد هتحبك
___________
ذهب حمزة بعد خروجه إلى قسم الشرطة…ليقابل حسن
هتف حمزة بنبرة قوية:
– انا ماموتش يا حسن….ربنا كتبلي عمر….
ليردف حانقاً:
– يا أخي أنا بسأل نفسي … ازاي الناس بقت بجحة أوي كده… وصلت بيك الحقارة انك تخطف مراتي ؟؟ وتحاول تقتلني
هز رأسه بنفي :
-مكنتش هقتلك …مقدرتش … بس انا شوفت فيه الكلام اللي هو كان بيقولهولي… مقدرتش امسك نفسي
– كلام ايه ؟؟ انا مش فاهم حاجة…
هز رأسه بقوة وهو ياخذ نفس عميق متمتماً:
– مقارنات…وكلام كتير عنك….انا اتربيت كده … اتربيت أن ابن عمي ده احسن مني في كل حاجة….من واحنا عيال حتى في المدرسة…ابويا لازم يقولي شايف ابن عمك اشطر منك ازاي !!
شايف هو احسن منك ازاي ؟؟
ناجح و بيقف على رجله…رااااجل…راجل مش زيك عيل
حتى لما انت خطبت … كان بيقولي شايف اختار بنت ناس وكويسة ومحترمة…
ليردف بصياح غاضب:
– انت كنت صورة بيقارني بيها طول الوقت…صورة لازم اوصلها…عشان هو يحسسني بقيمتي….حاولت والله حاولت ابقى انا….حاولت ابقى ناجح بطريقتي معرفتش…مكنتش ببهره….حتى بعد ما ظلمك كان بيقارني بيك…
كنت مستنيني اعمل ايه …وانا شايفك طول الوقت احسن مني…كنت عايز اوريله الحقيقة…أن انا اللي احسن…وان خطيبتك باعتك بسهولة …وحبتني انا واختارتني انا
شهق غاضباً:
– دي خيانة يا حسن …. خيانة !!!
– ما هو موافقش اتجوزها …. رفضها و خلاها تسيبني…واتجوزت هي غيري …بس فرحت لما انفصلت حسيت وقتها أن ممكن نرجع تاني
انا وافنان صعب نتجوز….صعب .. ابويا رافضها تماما بسبب اللي عملناه فيك
هزه بعنف هادراً:
– مينفعش تتجوزها يا حسن….هي مش بس خاينة … دي غدرت بيك…افنان هي اللي ساعدتني اوصل لإمضتك للورق اللي يخليني شريك معاك بنسبة أكبر…افنان هي السبب يا حسن
– لما كانت بتقولي انها عايزة ترجعك ليها عشان قولتلها كلام يضايقها … كنت فاكر لعب عيال ومجرد انها عايزة تغيظك شوية وخلاص هي معايا….لكن توصل بيها لدرجة أنها تغدر بيا؟؟؟؟
هي فين…قولي مكانها
صرخ به حمزة قائلا:
– انت في القسم يا حسن…وهتتسجن….كفاية بقى….افنان خلاص سافرت القاهرة وهتشتغل هناك بعيد عني وعنك….ده كان اتفاقنا
اتسعت حدقيته بصدمة :
– خاينة و غدارة !!!!
– فكر في نفسك…فكر في اللي عملته في نفسك و وصلك لايه
هز رأسه بانهيار :
– انا مكنش قصدي اعمل كده فيك….انت اللي غبي….عايز تموت نفسك عشان واحدة
هتف حمزة بنبرة حادة:
– ماتجيبش سيرة مراتي بينا…..
ليردف بثقة:
-ولو اتكرر الموقف هعمل كده حتى لو كنت هموت علشانها…
تابع حمزة قائلا:
– كل اللي انت حكيته ده مش مبرر يخليك تحاول تقتلني…انا مغلطتش يا حسن … انا جبت حقي…حق ابويا اللي مات مقهور…واختي اللي ماتت صغيرة
دمعت عيناه بندم :
– انا مكنش قصدي يا حمزة…. سامحني…والله غصب عني…
– كل اللي حكيته ده مالوش اي مبرر.. انت اللى كان بإيديك تبقى كويس…كان في ايديك فرص احسن مني…كان ممكن تستغلها صح…ابوك مقالكش تروح تشتغل في صفقات مشبوهة و حرام … ابوك مقالكش تخون ابن عمك…مقالكش تخطف مرات ولا قالك تحاول تقتلني…كان ممكن تتكلم معاه…تيجي تواجهني وتقولي…كان ممكن تثبت انك احسن مني حتى…كان في ايدك الفرص اللي تخليك توصل احسن وانجح بمراحل و تثبتله أن انت احسن مني…انا بدأت بنفسي وانا لوحدي…بس ربنا كان كريم بيا…تعبت واشتغلت و وصلت لمكانة كويسة في اكبر شركة من شركات السياحة هنا…
همس حسن بضعف :
– سامحني يا حمزة…انا عارف اني ظلمتك…ارجوك تسامحني
نظر له حمزة بضيق :
– مش قادر….مش عارف اسامحك يا حسن… اسامحك على اللي فات ولا على اللي عملته فيا دلوقتي….
ليردف بنبرة خشنة :
– انا لازم امشي…والقضية بتاعتك زي ما هي يا حسن…مش هتنازل
___________
قبل موعد زفاف سيف ومنة بيومين…
في مركز التجميل..
كانت منة تجلس مع اثنين من أصدقائها وايتن وخديجة…ليساعدوها باختيار الأشياء المهمة…اغلقت المكالمة مع سيف بعد أن هاتفها ليطمئن عليها
بدأت تضع الفتاة ماسكات لمنة لتسألها خديجة باستغراب:
-اومال يا منة مش شايفاكي متوترة زي البنات الطبيعية ولا خايفة ولا كأن فرحك بعد يومين
منة بلامبالاة:
-لا عادي..اصلا سيف متفق معايا أنه هيسيبني اول كام يوم كده..عشان كده مش خايفة
نظروا جميعهم إلى بعض بذهول، لتقول صديقتها الثانية بعدم تصديق :
-بتهزري اكيد..هو فيه راجل بيعمل كده اصلا..ممكن يوم ماشي لكن كام يوم لا وسعت منه دي
ردت ايتن بذهول:
-سيف اخويا؟ ماشاء الله بجد
ضحكت خديجة قائلة بشك:
-منة بتخزي العين يا جماعة
صاحت منة قائلة باندفاع:
-اه سيف..عشان هو راجل ومقدر ان اي بنت بتبقي خايفة اليوم ده ف هو اتفق معايا على كده
غمزت لها صديقتها الأولي :
-يا بنت الايه عملتيها ازاي دي
ضحكت منة بخبث:
-اصل انا عيطت وصعبت عليه فقالي خلاص هسيبك كام يوم كده
هتفت صديقتها بغيظ:
-يا بختك يا منة بجد…سيف ده راجل بيفهم
قالت منة بهيام:
-طبعا هو سيف زي أي حد ولا ايه
________
في المساء
في منزل منة
كان يجلس معها في الصالون لتسأله عن بعض تفاصيل الزفاف
منة بتساؤل:
-سيف بعت الاغاني اللي هتشتغل في فرحنا؟
اخرج سيف هاتفه ليعطيها اياه تتصفح صورة مدون بها أسماء الأغاني :
-اه..هما دول
جحظت عيناها بصدمة :
-لا بتهزر والله…الأغاني دي ماتنفعش…انا عايزة اغاني مهرجانات شعبي
زفرت سيف بضيق:
-منة دي اصلا ماتتسماش اغاني…وانا مش هشغل القرف ده في فرحي
نهضت من مكانها…وضعت يدها على خصرها قائلة بغيظ:
-لا ده مش فرحك لوحدك..ده فرحي انا كمان..يعني ايه مشغلش اغاني حمو بيكا وعصام صاصا..هرقص ازاي انا كده !
سيف بحدة :
-منة انا قولت اللي عندي…الأغاني دي مش هتشتغل
منة بإقناع:
-يا سيف والله هتبقي حلوة..مجرد ما تشتغل بس هتتبسط اوي معانا
رمقها بجدية:
-منة..الكلام خلص
زفرت بنفاذ صبر:
-لا يا سيف…مش كل مرة كلامك هو اللي يمشي
نهض من جلسته ليهم بالانصراف:
-وانا مش هغير كلامي يا منة…الاغاني دي مستحيل تشتغل في فرحي..يعني مش هتشتغل
__________
اتصلت علي حمزة لتخبره بشجارها مع سيف…فبعد ان تحدث معه حمزة..اتصل علي منة قائلا بهدوء:
-انا حاولت أكلمه بس هو رافض فعلا..متقلقيش يا منوش هحاول اقنعهولك تاني
منة بصوت شبه باكي:
-لا يا حمزة..سيف مصمم ومش هيغير رأيه..ماكنتش اعرف ان اختلاف شخصيتنا هيقف في حاجات زي كده
حمزة بتفكير :
-طب اهدي كده..وانا عندي حل
منة بلهفة :
-ايه هو
اقترح عليها الفكرة..فشعرت منة بالخوف ان فشلت..لتقول بنفي:
-لالا يا حمزة…كده ممكن الفرح يبوظ
حمزة بثقة :
-لا افهمي بس..احنا لو حطيناه قدام الأمر الواقع هو اكيد مش هيبوظ فرحه عشان كام اغنية
سألته منة بتردد:
-تفتكر؟
حمزة بنبرة حانية :
-متقلقيش يا حبيبتي
-ربنا يستر
________
في محافظة الفيوم…
في احدى السجون… كان يجلس مع المحامي في إحدى الزيارات
هتف مهاب بانفعال :
– انا مش هسكت كتير….انا اتحكم عليا بالسجن و مستقبلي ضاع وسمعتي اتدمرت….واهلي حياتهم اتدمرت بسببي…مش هفضل هنا لوحدي..
– أهدى بس يا مهاب … هما هيحاولوا يساعدوك بس كل الأدلة كانت ضدك
هز رأسه قائلا بنبرة باكية:
– لا مش كلها…مش كلها …في حاجات مش لوحدي فيها.. انا اصلا مكنتش بعمل حاجة…هما اللي كانوا بيعملوا مش انا
– طيب يا مهاب…انا هتكلم معاهم…وهشوف الدنيا هتوصل لايه وهبلغك
ليهتف بتهديد خطير :
– بلغهم كمان يا متر…أن عندي كتير…كتير اوي اعرفه عنهم اتكلم فيه…
__________
كانت تجلس مع شقيقها في شقة أمها وهي تزورها .. همست ايتن بهدوء :
-سيف…احنا عندنا في الاوتيل بيتعمل حفلات وساعات افراح وناس راقية جدا واهم رجال أعمال..بيشغلوا اغاني المهرجانات الشعبية عادي جدا..وساعات بيجيبو المطربين دول كمان
سيف بعدم إقتناع :
-وانا مابقتنعش يا ايتن..وانا حر فرحي وانا حر فيه
زفرت ايتن بتصحيح:
-يا حبيبي…ده مش معناه خالص ان الناس اللي بتسمع الاغاني دي بيئة او سرسجية…الفكرة بس ان الاغاني دي ليها شعبية كبيرة..معظم الناس بتسمعهم…انا عن نفسي بسمع أجنبي وقديم وجديد وهما كمان ساعات لو في فرح يعني…طبيعي جدا
سيف بحزم:
-ايتن انا مش هشغل الاغاني دي نهائي…وده اخر كلام عندي وفهمي منة لو مش عاجبها يبقي مفيش فرح
تدخلت أمه قائلة:
– لا حول ولا قوة الا بالله…ايه اللي بتقوله ده بس يا حبيبي…دي عروسة ومن حقها تفرح بالطريقة اللي هي عايزاها
– والمفروض برضو انها تقدر ذوقي الخاص
– يا حبيبي بتقدره بس ده ليلة في العمر…وممكن انتوا الاتنين تشغلوا اذواقكم الخاصة سوا
– لا مستحيل…بجد مش هقدر
_______
انقضى الوقت بسرعة إلى ان جاء الموعد المنشود..
وتحديدا في إحدى افخم واكبر قاعات الزفاف المفتوحة التي تطل على شاطيء خاص بالمعمورة..حيث الكثير من الضيوف..والطاولات الأنيقة البيضاء…والأرضية العشبية الخضراء الأنيقة… كان الممر الذي يصل إلى الكوشة المزينة بالورود البيضاء.. ومكان رقص العروسين باللون الابيض والطاولات مزينة بورود بيضاء أضافت للمكان بريقا جاذبا..وفوق كل طاولة كؤوس من الشموع البيضاء التي أضافت مظهراً ساحرا رومانسياً
الزفاف لم يكن نهارياً… ولكن المشهد الاول لدخلة العروسين كان في اخر النهار…
يقف بثقة يضع يديه بجيب بنطاله..يرتدي بذلة ميري سوداء..وقميص الأبيض جعله في غاية الوسامة..وشعره البني مصفف بطريقة رائعة..ليأخذ بيده “عمر” شقيق منة وهو يتقدم منها من جهة و من الجهة الأخرى كانت منة تسير مع والدها لكي يسلمها إياه…ولكنه توقف في منتصف الطريق ليسلم منة إلى حمزة فهو يعلم وجع حمزة في ذلك اليوم لتذكيره بشقيقته التي كانت في نفس عمرها…عانقه حمزة بشدة وهو يكتم دموعه بصعوبة ليأخذ يد منة وهو يقبلها بتأثر ويستكمل الطريق إلى سيف الذي تقدم منها وبيده بوكيه الورد خاصتها…كانت ترتدي فستانا ابيضا رائع…وما أن سلمها إياه وعانقه… حتى احتضنها لتتشبث هي بعناقه…ليبتعدا قليلا..مقبلا جبينها بحب وهو يهمس :
-مبروك يا منوش..زي القمر
ابتسمت بخجل ووضع يدها بيده متوجها إلى مقاعدهم الأساسية في كوشة الزفاف بألوان بيضاء ناصعة ويبدأ الحضور بإلقاء التحايا والمباركات.
بدأت اول اغنية لرقصة السلو…كانت اغنية “نشيد العاشقين” لأحمد جمال”
ابتسم سيف مقتربا من منة…انحني مادا يده ليبدأ معها الرقصة…اخذ يدها بين يده ويده الأخرى استولت علي ظهرها..رأسها بجانب قلبه…وقبل أن يأخذهم صوت الأغنية لبعيد..همست منة بتذكر :
– سيف انت حافظ خطوات الأغنية اللي اتفقنا عليها ؟
– هو أنتِ ازاي حلوة كده ؟
– فوكك مني دلوقتي و ركز ..المفروض هتنزل شوية كده على رجلك ويلا بقى بعدها هتلففني يمين وبعدها شمال
– طبعا….انا حافظ الخطوات كلها
– والله شكلك ما حافظ حاجة
“صاحبة الصون والعفاف احلى واحدة في البنات
اللي عمري ما قلبي شاف زيها في المخلوقات
تسمحيلي برقصه هادية تسحميلي بقرب منك
حلم عمري تكوني راضية عن وجودي بس جنبك”
“يا خلاصة الجمال يانشيد العاشقين
يا اجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كان سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقا اساس حكايتي
والاجابة كانت انتي انتي كنتي غايبة فين”
لم يمشي سيف على خطوات الأغنية التي اتفق بها معها من قبل ولكنه رقص معها بطريقة مميزة أخرى كرقص الاميرات… لتصبح رقصتهم رومانسية بالفطرة ولكن بدون الخطوات التي علمته إياها
انتهت الأغنية لتبدأ الاغاني التي يرقصان عليها…فخفق قلب منة بعنف عندما نظر لها حمزة باطمئنان
بينما ايتن اوقفته قائلة بخوف:
-والله شكلك هتضيع منة…والفرح هيبوظ
حمزة بغموض:
-لا انا عارف انا هعمل ايه
-ربنا يستر
اقترب حمزة إلى مسؤول الدي جي…لينفذ ما اتفق عليه معه…فبدأ بتشغيل اول اغنية ليقترب سريعا إلى سيف ومنة
_ “وداع يا دنيا وداع ”
“يلا بالسلامات مفيش أخوات وفارقوني
لو عاوزين تشوفوني إتفضلوا في استراحة
طول مافيه الروح عمر ما حاجة هتجرحني
عدت الأوقات وعمرنا ضاع على الفاضي
جوه مني جراح ومش مرتاح ومش راضي
كل ما افرح يوم بلاقي هموم تحزني
مين في وقت الضيق يكونلي صديق يشيل عني
مين في وقت الضيق يكونلي صديق يشيل عني
الحديد صاحب الجدعان مش مبسوط ومش فرحان
جوه في رجولة بره مقتولة في الحقيقة كل بتبان”
جحظت عينا سيف بصدمة مما سمع ليلتفت إلى الرجل..ولكن اوقفه حمزة قائلا :
-انا اللي خليته يشغلها يا معلم
“القلوب مش زي زمان نفسي أشوف واحد سلكان
الكلام على جرح غويط الحكاية خلف الجدران
الأوض مقفولة روحي مقتولة نفسي اموت
عيشتي مش مقبولة من جوايا انا مكبوت
اصحى كله كلام ماشفت تمام يقدرني
يلي بعت زمان تعيش ندمان هتخسرني”
التفت سيف إلى منة يرمقها بنظرات حادة..فبادلته منة بنظرات خوف لتسأله بتوجس:
-الفرح هيبوظ صح؟
هز سيف رأسه يطمئنها:
– لا طبعا طالما انتي مبسوطة
سحبه حمزة بعيدا قليلا عن منة ليتركها ترقص مع اصحابها، همس حمزة قائلا:
-دي ليلة العمر يا سيف…انبسط كده وارقص..هتندمج والله معاهم اوي
“ايوة انا التلفان انا الخربان تلاشوني
لاء مليش عنوان في اي مكان تقابلوني
يلا بالسلامات مفيش اخوات وفارقوني
بكرا تيجو وانطركو اصل مسيركم تحتاجوني
ناس كتير بتخاف ومية شواف بيستهبل
نفسي اشوف مظبوط ولو ع الموت يجي يسندل
طول حياتي محبوس عايش في كابوس ومتعذب
والدماغ شغالة والرجالة بتحزب
والدماغ شغالة والرجالة بتحزب
اهل مين وحبايب مين هما فين دول مش باينين
في المصلحة بس موجودين احلى مسا على اجدع ناس
مسحوا رقمي من المحمول نسيوا اي رجولة واصول
اللي داير مش معقول اللي من ده باعني خلاص”
قال سيف مُتذمرًا:
-يا عم ده بيقول عن الأهل والصحاب انهم مش سالكين وبتوع مصلحتهم، احنا عازمين الناس عشان نهزقهم؟؟
– متركزش في الكلمات أوي يعني
– ماركزش ازاي …. انت مش سامع بيقولوا ايه؟؟ الكلمات دي محتاجة تتراجع !
قال بخوفت ساخر :
– انت سيبت الشرطة وبقيت تشتغل مع استاذ هاني شاكر؟ بيقبضك كويس صح؟
– راجل بيفهم..مش عاجبه الذوق الغريب ده
– ملكش دعوة عاجبنا احنا
سحبته ايتن من يده قائلة:
– سيفو تعالى كمل رقص مع منة…الكوبليه اللي جاي ده جميل اوي…هيعجبك
التفت سيف إلى منة مرة أخرى ليسحب يداها ويرقصا علي تلك الأغنية…
همست منة قائلة:
– لو ضايقتك نغيرها؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامة:
– ده عشان خاطر عيونك نتقبلها
“بنتي اشوفها معايا بس كفاية ايه تاني
هي ليها عيوني اخدت لوني وحناني
انتي كل العالم وضحكتك بتفرحني
طول مافيا الروح عمر ماحاجة هتجرحني
طول مافيا الروح عمر ماحاجة هتجرحني
يللي حبك موت عدا اي حدود
قلبي ليكي مشدود انتي احلى خدود
شوفتك اتسرقت شكلي فيكي عشقت
يلا نخطف وقت ليكي انا اتشوقت”
كان الكل مذهول ان سيف لم يلغي الأغنية…بل اندمج بالرقص معها
“وداع يادنيا وداع على اللي باع ومكملشي
الحياة لو بيك او من غيرك دي هتمشي
سلام يا حب سلام معدش غرام مفيش راحة
لو عاوزين تشوفني اتفضلو في استراحة”
شاركهم حمزة ذاك المقطع وهو يقول باستغراب :
-ما كان من الأول يا معلم..لا بس طلعت بترقص حلو اهو
“في السجون هتلاقي خطورة مفيش بب مفيش اسطورة
قلبك ميت تمسك نصلة هتجلي هتنام جمب الدورة
انفرادي وسقف مفيش كل يوم نص رغيف عيش
عاوز تنسى اللي بيظلمك خد بشرطه وخبي حشيش
الحقو الأندال معاهم مال وخاربينها
واحنا موتنا يا خال وبختنا مال وعايشنها
هعدم الاحساس كرهت الناس وافعالهم
السيد ابو ليلة الكينج وحشوكو يزعلهم
السيد ابو ليلة الكينج وحشوكو يزعلهم”
__________________
انتهي الزفاف…وذهبا إلى شقتهم
بعد انتهاء منة من تبديل فستانها…وارتدت الروب فوق قميصها…ليدخل سيف الغرفة..قائلا بتوجس:
-منة انا اتفقت معاكي علي ايه..لما قولتيلي انك خايفة..و قولتلك هسيبك كام يوم
منة بتوتر:
-ها
سيف بحدة :
-منة
ردت بتلعثم:
-اتفقت معايا ان محدش يعرف…هي ايتن قالتلك؟
-لا
منة بتفكير:
-اومال مين؟ خديجة؟ طيب..امنية او نانسي؟
جحظت عيناه بذهول:
-اللهم صلي علي النبي…كل دول عارفين؟ مقولتيش لحمزة ومامتك بالمرة
رمقته منة بغيظ :
-لا طبعا اتكسف اقولهم حاجة زي كده
قهقه سيف بضحكة ساخرة:
-لا والله..انتي بتتكسفي أوي !
بدأ يحل أزرار قميصه…لتشهق منة بخجل وهي تستدير وجهها عنه:
-انت بتعمل ايه؟
اجابها بصوت اجش:
-قررت ارجع في كلامي
تحركت لتترك الغرفة..لينزاح طرفي الروب ليكشف عن قميصها الابيض الجميل..نظرت منة إلى سيف بذعر لتري عينيه معلقتان بما ظهر تحت الروب..وقد بدا عليه الاعجاب..فهتفت مذعورة:
-لا يا سيف انت كده بتضحك عليا ! انت اتفقت معايا هتسيبني كام يوم
وقبل أن تصل إلى الباب كان سيف قد سبقها ووضع يده على الباب ويمنعها من فتحه..
رفعت عينيها إليه فوجدت تصميم مشتعل في عينيه العسليتين..وهمس بالقرب منها:
–اه بس علي اساس ان ده بيني وبينك..مش امة لا إله الا الله تكون عارفة يا منة
ارتجفت وهي تتكئ على الباب وبدأ يحيطها بذراعيه القويتين ويميل برأسه نحوها.. لتقول منة بتبرير:
–فين ده؟ انا معرفتش غير 4 بس صحابي..والبنت اللي بتشتغل في البيوتي سنتر
-كمان!
احمر وجهها و خفضت عينيها منه… بدأ قلبها ينبض بقوة، وكل شيء بداخلها يرتعش من التوتر.. أمسك بذقنها ورفعها نحوه لينظر إلى وجنتيها المحمرتين وعينيها البنيتين .. ليقول بصوت أجش:
-كده كده…ده هيحصل..سواء دلوقتي او بعدين..بس ده عقاباً ليكي عشان تاني مرة تروحي تحكي لحد حاجة انا منبه عليكي متتحكيش
همست بضعف:
-سيف..انا خايفة
أمسك بها وقربها منه بلطف.. وأبعد شعرها البني الكثيف عن وجهها وهو يهمس لها بكلمات رقيقة.. دغدغت كلماته الرقيقة كيانها وجعلتها تقترب منه تلقائياً.. حتى نزع الروب من عليها.. وتركه يسقط على الأرض.. حبس أنفاسه وهو ينظر إلى جسدها الجميل الناعم.. فرفع وجهها الخجول إليه واقترب منها هامساً:
-بحبك
أحنى رأسه.. وتناول شفتيها بلهفة بقبلة رائعة
جعلتها تشعر بأنوثتها المفرطة وتركت لها ذكرى لا تنسى بقبلتهم الاولى معاً…فهو لم يقبلها من قبل حتى بعد كتب كتابهم…. بينما كانت يداه تسحبانها إلى صدره بقوة وذراعاه تحيطان بها بإحكام.. وقد أحاطت رقبته بذراعيها … وبقيتا على هذا الحال فترة ليست بالقصيرة حتى احست به فجأة يحملها.. ليضعها بحنان على السرير..
نظر إليها برقة وهو يحاول أن يشعر أن كانت مازالت متوترة وخائفة ام لا… ففاجأته بوضع شفتيها الصغيرتين على شفتيه ليلتقط أنفاسها بقبلات ناعمة..لتزداد القبلات جمالاً، وكلاهما يغرق في بحر الحب ويسقطا إلى النوم في ساعات الصباح الباكر…
_______
تململت على السرير بعد أن استيقظت في ظهر اليوم.. لتفتح عيناها بكسل..فأخفضت بصرها بحياء واغمضت عينيها تتذكر احداث الامس .. كيف كان مُراعياً ، هادئاً وحنوناً..نظرت بجانبها وجدته نائماً بجانبها، عقدت حاجبيها وهي تنظر إليه بضيق هامسة:
– اومال فين البطلة اللي بستيقظ من النوم على القبلات الناعمة دي !
هتف بصوته الناعس قائلا :
-ده في الخيال بقى…احنا واقعيين !
اتسعت عيناها بإحراج:
– انت صاحي؟
قال بنبرة ساخطة:
-ما هو لو كان صبر القاتل علي المقتول كان زمانه مات لوحده…
غمز لها وهو يتابع :
-القُبلات اه‍ي يا منونة
فهمت مقصده ببطيء لترمقه بنظرات خجولة:
-سيف
لم تكمل كلامها الا وبه يعتصرها بين يديه مقبلا إياها بقبلات ناعمة.. سرعان ما تحولات إلى قبلات أكثر شغفاً…طالت مدته قبلاته ، وحينما رفع رأسه ليرى وجهها الناعم وشفتيها قد انتفخت باحمرار..
لم يستطع مقاومتها اكثر فدفن رأسه في عنقها ليقبله ايضا…
همست منة :
– سيف… انا كنت بهزر
سيف ببراءة مصطنعة وهو يبتعد عنها قليلاً :
-مش ده كلامك؟
صاحت منة بتبرير:
– انا قصدي قبلات بريئة مش دي .. انت بتنفذ بدماغك…مش تفكيري البريء
رفع حاجبه بحيرة…ليقول بخبث:
-بريء؟؟…تعالي نجرب طيب القبلات البريئة دي
احمرت وجنتاها خجلا من كلامه… فاعتدل بجلسته ساحبا إياها بأحضانه… حيث التقت عيناها الجميلة بعينه التي تقطرُ حباً لها، همس بجانب اذنها قائلاً :
– احلى حاجة فيكي يا منة ايه
– إيه؟
‬‏
– أنتِ‬‏، كلك على بعضك‬‏..مش لاقي حاجة وحشة فيكي
ليردف بابتسامة صادقة :
‬‏- كلك على بعضك قمر
فهمست اليه وقد تصاعدت الدماء لوجنتيها قائلة :
– انا بموت فيك بجد
_________
بعد مرور يومين…
في شقة سيف
– حمزة انت ناوي تحبس حسن فعلا ؟؟
القضية بتاعته خلاص قرب يتحكم فيها
– مش عارف يا سيف….مش قادر اسامحه و كلامه معايا يومها مش عارف ايه اللي وصله لكده..لسه هشوف
هتف سيف بحزم :
– شوفت إللي حصل لمهاب
حمزة باستنكار:
-حصل ايه؟
-مهاب مات ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى