روايات

رواية قانون آيتن الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء السابع والثلاثون

رواية قانون آيتن البارت السابع والثلاثون

رواية قانون آيتن الحلقة السابعة والثلاثون

-مات ازاي؟
سأله حمزة بانتباه..
– انتحر
اتسعت عيناه بذهول وصدمة :
– مستحيل…مستحيل اللي زي مهاب ده ينتحر…لمجرد أنه اتفضح وسط أهله ومعارفه وسره انكشف…لا لا… ده واحد لا عنده ضمير ولا اخلاق ولا شرف…انا مش ببرر للانتحار لا طبعا دي كبيرة من كبائر الذنوب … بس في حالته دي مش هو الشخص اللي يعمل كده في نفسه، هو أجبن منه أنه يعمل كده … ده اكيد حد عمل فيه كده…اكيد موته كان مدبر
برقت عينا سيف بغيظ:
– ما هو ده اللي انا شاكك فيه بنسبة كبيرة…بس للأسف مفيش دليل على كده …. وبيحاولوا يحققوا في الموضوع لكن مفيش أثر …. واضح أنه حد عايز ينتقم منه… يا اما البنات أو حد من اللي كان شغال معاهم
هز رأسه بنفي:
– البنات ميقدروش يعملوا كده يا سيف…لا لا مش هما… ميعرفوش حد غيري اصلا حاليا…وانا مأمن عليهم كويس ووعدتهم ان مفيش حاجة هتحصل ليهم…بس عرفت منهم إن في منهم اللي كلموا أهلهم وعرفوهم اللي حصل خصوصا بعد فضيحة مهاب…و رفضوا يقولولهم مكانهم..
– و ممكن حد من اهلهم مثلا حب ينتقم منه
– وارد برضو…
_______________
وقفت أمام طريق رهف وهي في طريقها إلى مكتبها
هتفت قائلة باعتراض :
– رهف… رايحة فين يا حبيبتي ؟
التفتت شاهقة بسخرية:
– مكتبي…خير في حاجة؟ ولا حضرتك ناوية تمنعيني اروح مكتبي؟
ضربت على جبينها بدهشة:
– بسم الله ماشاء الله….ده أنتِ مكشوف عنك الحجاب بقى واحنا منعرفش !
رفعت رأسها بشموخ :
– نعم أنتِ قصدك ايه ؟؟؟؟
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بغموض :
– كنت عايزة ابلغك بحاجة كده.. محتاجين ناس جديدة في الـHousekeeping ومرشحاكي تتنقلي فيه
زفرت بسخرية:
-نعم يا حبيبتي!! Housekeeping ايه اللي اتنقل فيه، انا سكرتيرة المدير… مالي انا بالشغل التاني ده ؟؟ أنتِ عايزاني انضف الغرف و اروق…انا مالي بالشغل ده مش تبعي حضرتك
ابتسمت ايتن بنبرة ساخطة وهي تفتح هاتفها أمام عدد من الصور وهي تناولها اياه:
– عندك حق .. انا برضو لما سألوني قولت مستحيل رهف تشتغل هناك…لكن بقى اول ما شوفت الصور دي اتأكدت بصراحة انك شاطرة أوي
وهي تردف:
– مالك مابترديش ليه؟؟؟ مكسوفة تردي مش كده ؟؟
تقدري تفسريلي لابسة الـ uniforme “الزي الموحد” بتوع موظفين الـHousekeeping ؟؟
وقفت لاهثة بصدمة تعض على شفتها بتبرير:
– اصل… اصل كان في واحدة منهم كانت روحت بدري .. وعرفت أن في guest “نزيل” كان طالب حد للنضافة
رفعت يدها تمنعها من التبرير الكاذب:
– غريبة مع أنك لسه قايلالي انك متعرفيش تشتغلي الشغل ده !
اخفضت عيناها بحرج :
– حضرتك فاهمة غلط صدقيني
صاحت ايتن وهي تأخذها من يدها إلى مكتبها حتى لا يسمع أي موظف ما تقوله لها…
ارتفعت نبرة صوتها حدة قائلة:
– هما الـHousekeeping من امتى بيباتوا في غرف النزلاء !!
شهقت وهي تضع يدها على فمها بحرج شديد:
– ميس ايتن
– وصل بيكي القرف أنك تبوظي سمعة الأوتيل!!
تفسريلي بإيه حضرتك انك تباتي في الغرفة بتاعته نزيل عندنا ؟؟؟؟
حاولت أن تهدأ من أنفاسها محاولة الحديث معها بندم و أسف:
– حضرتك انا مش هعمل كده تاني
– انا مش لسه هستنى ده يحصل تاني … و رأفة مني قولت بلاش حد يعرف تاني … مستر هاني ميعرفش و موظف الـ HR كمان ميعرفش ولا كان زمانك مطرودة و متحولة للتحقيق و فضيحة كبيرة بقى…لكن قولت حرام…بلاش حد يعرف و تبقى شوشرة
أطرق بوجهها في الأرض بقهر :
– واللي حضرتك ناوية تعمليه ده كتير عليا … حرام والله اني اشتغل في المكان ده
هزت رأسها وهي تحاول استيعاب ما تسمع:
– نعم؟؟؟ واللي عملتيه ده مش حرام حضرتك ؟؟؟
همست رهف بتوسل :
– طب ممكن حضرتك تديني فرصة والله ما هتتكرر تاني
قاطعتها ايتن بقوة :
– لا هو اكيد مش هتتكرر تاني….دي حاجة انا واثقة منها…لأن المرة الجاية مش هتردد ثانية ان الاوتيل كله ميبقاش عنده سيرة غيرك ! و سيرة هيحبوها اوي كمان
– انا اسفة … والله اسفة مش هعمل كده تاني….بلاش تعملي كده
– ولما روحتي تتفقي مع واحدة على انكم تخلصوا مني كان ايه ؟؟ غصب عنك برضو
– لا لا محصلش
مسحت وجهها بيديها بزفرة قوية من كثرة كذبها :
– ماتحاوليش تكدبي…متسجل عندي بصوتك وأنتِ بتعترفي لافنان…بس انا بقول كفاية عليكي كده…ها بقى هتروحي تستلمي شغلك دلوقتي ؟؟؟ ولا ناوية تقدمي استقالتك؟؟
ابتلعت تلك الصدمة بغصة وهي تهتف بصوت مخنوق بالبكاء برجاء:
– حضرتك عارفة اني لقيت الشغل ده بصعوبة…و
– وكان لازم تحافظي عليه….معلش الشغل التاني مش عيب برضو…. انا بقول تروحي تستلمي و تلبسي الـuniforme الجديد…
– بس انا معرفش حاجة عن شغل النضافة والحاجات دي..
هز أكتافها بلامبالاة :
– هتتعلمي…زمايلك هيعلموكي … ده لو عايزة تستمري معانا
لتردف بنبرة قوية :
– روحي عند مكتب مستر رؤوف عشان تستلمي الشغل الجديد بتاعك…
خرجت رهف وهي تبكي بشدة مما وصلت إليه بنفسها…فهي من تسببت بتصرفاتها الخاطئة بإمساك تلك الأخطاء عليها… لا تعرف ماذا تفعل… هي مشتتة… وتعلم جيدا انها لن تجد مثل تلك الوظيفة مرة أخرى…
___________
دلفت وئام إلى مكتب ايتن…بعد أن شاهدت مظهر رهف
سألتها وئام :
– البت على اخرها…تفتكري هتستمر في الشغل ده يا ايتن ؟؟
– ماعتقدش …. بس في نفس الوقت هي فاكرة اني ممكن ارجعها مكانها ولا حاجة وأنها هتصعب عليا…بتحلم اصلا
لتردف بامتنان إلى صديقتها :
– بس انتي برافو عليكي يا وئام عرفتي تراقبيها كويس اوي طول الفترة اللي فاتت
– عيب عليكي…انتي صاحبتي واللي يجي عليكي مانرحموش
– قلب صاحبتك انتي…
ابتسمت وئام بحماس قائلة:
– عايزة اقولك خبر حلو … انا حامل
عانقتها ايتن بابتسامة:
– يا روح قلبي أخيرا…ايه المفاجأة القمر دي…هتبقي احلى مامي بجد
– حبيبتي يا آيني…
________________
وقف عاقداً يديه على صدره عاجزاً عن النطق بما يجيش به صدره، منذ فترة قليلة فقط كان يريد الانتقام منه، والآن هو لا يريد أي شيء…لا يريد أن يستمر في دائرة الانتقام…يكفي ما حدث….وكل ما مر به…. سيثبت لنفسه ولهم أنه افضل منهم…وان لديه قلب…
هتف بصوته القوي :
– المفروض أنك خلاص هتتحبس…بس انا خلاص…قررت ابقى احسن منك يا حسن…انا مش هسيبك تتحبس
اتسعت حدقتيه بذهول، يحاول استيعاب المعلومة الجديدة:
– بجد يا حمزة…انت فعلا سامحتني
قاطعه قائلا:
– بس مش هينفع نرجع زي الاول…في حاجات جوانا اتكسرت صعب ترجع زي زمان…حسن انا هخرجك…وكمان انا مش هكون معاك في الشركة على طول لأن انا هفضل اشتغل مع يزيد بس هحط نسبة شراكة معاه لحد ما افتح شركتي الخاصة انا شغلي اللي بفهم فيه هو مجال السياحة…
– ربنا يوفقك يا حمزة…انا مش عارف اشكرك ازاي ولا اعمل ايه على كل اللي انت هتعمله معايا ده
زفر حمزة قائلا:
– انا بديلك فرصة يا حسن….فرصة مش بتيجي للإنسان غير كل فين وفين…فرصة تبدأ على نضافة…هترجع تشتغل في الشركة بس تبدأ صح…وانا من وقت للتاني هكون معاك لحد ما الشركة ترجع احسن من الاول بس طبعا انت عارف هنشتغل ازاي ؟؟
– على نضافة متقلقش
– ولو حصل غير كده هتزعل اوي مني
هز رأسه بأسف:
– حرمت يا حمزة عمري ما هرجع للشغل ده تاني خلاص…حقك عليا
– الأهم من كل ده أن انت يا حسن تبدأ صح … ابدأ حياتك من اول وجديد بصفحة بيضا…اوعدني انك هتعمل كده
اومأ حسن بصدق :
– اوعدك…و ان شاء الله يجي يوم واثبتلك اني اتغيرت بجد ويمكن وقتها نرجع صحاب تاني
ليضيف بتذكر :
– أما بالنسبة لنسبة ربحك… فأنا اول بأول هكون عاملك تقارير بكل حاجة…ونسبتك محفوظة كأنك شغال معانا كل يوم… وطبعا مكانك موجود في أي وقت لو حبيت تسيب مجال السياحة وتشتغل معايا…مع أن مجالنا قريب من بعض
– هتخرج خلاص أن شاء الله
– شكرا يا ابن عمي…شكرا على قلبك الطيب… برغم كل حاجة حصلت… لكن انت زي ما أنت نضيف من جوه والله…
__________
فتح ذراعه لها للإقتراب أكثر لتستجيب لنداءه وهي تندس داخل أحضانه تريح رأسها فوق صدره ليلف ذراعه حولها بإحكام لتشعر بالدفئ والأمان يغلفها
ليقص عليها ما حدث في يومه…وما فعله مع ابن عمه
رفعت وجهها ناحيته تنظر له بعينيها الخضراء الجميلة :
– بجد يا حمزة انا فخورة بك…مش قادرة اصدق انك عملت كده رغم كل اللي حسن وباباه عملوه فيك .. لكن كل ده مغيركش في النهاية…
ابتسم برقة في وجهها قائلا :
-كنز الرحلة إنك تفضلي ثابتة على نضافة قلبك بالرغم من بشاعة الدنيا حواليكي
– عندك حق … زعلت من طريقة تربية عمك له وكمية المقارنات اللي وصلته للحقد ده كله
هز أكتافه قائلا:
– اغلبية الناس المؤذية هما بالواقع ناس ضحية نقص الحب والاهتمام من الاهل وناس عاشت طفولة صعبة, عشان كده هو بيأذي أي حد قدامه عشان يستلذ بأوجاعه ويخليه يدوق نفس عذابه
ليردف بضيق:
– وحسن عمل كده… حسن آذاني بجد…و حاول يحس أنه فرحان بعذابي لما اخد مني أفنان…ولما موقفش جنبي لما اختي كانت تعبانة…
– انت فعلا سامحت يا حمزة ؟؟
-مش معنى اني خرجته و سامحته على اللي عمله فيا اني خلاص… عادي ممكن نسامح من جوانا لكن مش لازم نرجع زي الاول، يعني من حقنا نرسم الحدود اللي تناسبنا
-في حاجات كتير بتحدد إذا كنت هقدر اسامح ولا لا..
مش بس حجم الخطأ.. لأ اثره عليّ .. أنا نفسياً اتخطيت الاثر ولا لا .. الشخص له تأثير على حياتي ولا وجوده زي عدمه … الفترة اللي عدت من بعد الموقف..
ربت على شعرها هامساً:
– مفيش حاجة ف الدنيا متتسامحش .. حتى لو كان في ايدينا فرصة الانتقام بس ساعات بتلاقي نفسك بتطلعي احسن من الشخص و تسيبيه منه لربنا…
وبنعفو حتى لو مش هنرجع الناس تاني لمكانها او لحياتنا
بس هيا مقدرة نفسية مش كل المواقف بنقدر فيها نسامح ولا كل الناس بتعرف تعملها
وربنا سمحلنا الفرصتين يا نسامح أو عادي منسامحش وربط الموضوع بالمقدرة, وكل شخص ومقدرته ..
ليردف :
-التسامح و العفو و المغفرة في الاساس صفات إلهية مش كل الناس تقدر عليها، فمن عفا و أصلح فأجره على الله، عشان دي حاجة ثوابها كبير ربنا حتى محددش اجرها هيكون قد ايه، لكن لو ماقدرتيش فمفيش عليكي ذنب حتى… يمكن اللي بيصبرنا اننا على يقين ان ربنا هيجيبلنا حقنا حتى لو مشوفتوش في الدنيا فهو في الاخرة مش هيضيع
– انا لحد دلوقتي مش عارفة إذا كنت قادرة اسامح بابا ولا لا…الموضوع صعب اوي بالنسبة لي…وفي نفس الوقت لما بشوفه وسيف بيكلمني أنه قد ايه اتغير بحس أن يمكن كلامه صح…بس في حاجة جوايا صعب اوي تتقبل المسامحة بسهولة…في جرح كبير اوي منه مش بالسهولة دي يتنسي
– عارفة يا ايتن…مشكلتك أن وجعك مع باباكِ…يعني شخص موجود في حياتك اجباري…عمرك ما تغيريه… مش هقولك سامحيه و عشان خاطري…لكن هقولك تقبليه حتى في حياتك
رفعت رأسها إليه هامسة :
– يمكن اللي عمله معاك خلاني اغير وجهة نظري فيه
اومأ برأسه قائلا:
– عشان كده بقولك تقبليه في حياتك….ابدئي معاه من جديد…ادي نفسك الفرصة انك تعرفيه من الاول…وتصنعي معاه ذكريات جديدة…ذكريات حلوة تخليكي تنسي الوحش اللي شوفتيه منه… و يوم ما تحسي أن عندك المقدرة النفسية قبل أي حاجة تانية انك تسامحي..سامحي عادي
وفي الحالتين ده حقك في الاختيار
__________
بعد مرور يومين…
دلف سيف ومعه والده إلى منزل والدته بعد أن حاول إقناعها عدة مرات بضرورة مقابلة والده…
همس محمود بحرج قائلا:
– انا بقالي كتير اوي بطلب من سيف يخليني اقابلك وانتي رافضة
صاحت بتهكم قائلة:
– و لازمتها ايه ؟؟؟ جاي تقول ايه بعد كل السنين دي.
اتجوزت عليا بدون وجه حق وبدون اي شيئ.. واجبرتني تاخد بنتي تعيش معاكم…شافت فيهم اسوء ايام حياتها كلها…خلتني اوصل لمرحلة الطلاق ولما حاولت بعدها تاخد مني البنت هربت وسيبت كل حاجة…
أطرقت محمود بحزن:
– انا عارف اني غلطان …وعارف أن غلطي ميتغفرش…بس والله ربنا اللي يعلم انا ندمت والدنيا علمتني الادب…واتربيت فعلا…علمتني ان كان في أيدي كنز وانا اللي جريت ورا كلام فاضي… سامحيني يا فادية…ارجوكي تسامحيني وتديني فرصة أننا نرجع سوا
شهقت فادية:
– نرجع؟؟؟ انت سامع نفسك بتقول ايه؟؟ نرجع ازاي يا محمود…ده شبابي كله راح بسببك…عمري كله راح بسببك… انت كنت عايش في بيت ملكك بتشتغل وتصرف من مرتبك و فلوسك اللي معاك في البنك….لو حد محتاج اي حاجة بسهولة تجيبها…إنما انا كنت بشتغل في أي مصنع واتعب واحاول ادفع بس مصاريف إيجار الشقة واصرف على بنتي … اللي انت رفضت تصرف عليها…. انا عدى عليا ايام والله كنت بعيط…بنتي بصراحة الله يبارك لها كانت حاسة بيا حتى وهي طفلة … مكنتش بتحب تطلب مني حاجات كتير…وحتى لما كبرت ودخلت الجامعة وبدأت تشوف شغل في اخر فترة ليها…مكنتش بتحب تطلب مني حاجة وقتها…كل اللي كان نفسها فيه واكتر بتجيبه و تعمله ليا…وانا كنت خلاص سيبت الشغل… و اختي اللي متجوزة بره مصر… باعتلي شقتها اللي في اسكندرية ليا…و سددتهالها من ورثي اللي خدته بعد كده ومن فلوس شغلي السنين دي كلها… والحمدلله ربنا بيعوض… وحتى ايتن ربنا عوضني فيها…كانت دائما تقولي انا هدخل كلية كويسة يا ماما عشان اشتغل شغلانة كويسة بمرتب حلو واخليكي متتعبيش تاني وفعلا وعدت و نفذت…بس انا كنت وقتها باخد معاش كويس من ابويا و كان بيساعد معايا كتير… و بنتي اي حاجة كان نفسها فيها تجيبها … كل اللي بتتمناه بتجيبه… هي تعبت و ربنا عوضها فعلا وانا كنت بعمل أي حاجة عشان احققلها كل اللي نفسها فيه… اصل مكنش حيلتي غيرها… الحمدلله وصلتها لحد احسن جامعة و صرفت عليها و مخليتهاش تحتاج اي حاجة ولا تحتاج تشتغل…وافقت بس تشتغل في اخر فترة ليها في الجامعة
هتف محمود بنبرة مخنوقة بالبكاء وهو يستمع إلى كل ما قالته بحزن شديد :
– حقك عليا يا ام سيف….حقكم عليا والله كلكم…انا مكنتش اعرف ان كل ده مريتوا بيه…مكنتش اعرف ان كل هيحصلكم…وانا الدنيا خلتني مشوفش الحقيقة وقتها كويس…سامحيني…سامحيني وخلي ايتن تسامحني… محدش بقى ضامن عمره…وانا نفسي اخد فرصة … فرصة حتى اصلح كل اللي فات معاكم…فرصة حتى تتقبلوني في حياتكم من جديد… حتى لو صعب نرجع لبعض…انا هغير شغلي و هعيش هنا جنبكم… ولو في اي حاجة انا اكون موجود
أخرجت فادية زفرة متعبة:
– صعب اوي…. صعب الواحد ينسى كل ده…صعب ارجعلك…بس انا عشان خاطر سيف ابني و اللي انت عملته عشان تخليه يرجع تاني لحضني…انا هسامحك بس عشان ولادنا مش اكتر…لكن انا وانت صعب نرجع…. انا هسامح بس عشان ادي فرصة لبنتي تتقبل أبوها في حياتها من تاني…عشان تشوف منك مواقف حلوة..هسامح عشان خاطرها…
همس محمود بندم :
– طول عمرك قلبك نضيف يا فادية….طول عمرك كنتي أصيلة و زوجة كويسة….العيب مكنش منك…العيب كان عندي أنا…انا اللي كنت غبي
_________
في محافظة الفيوم…
سافر في ذلك اليوم ليطمئن على الفتيات المضرورين من مهاب…فهو وعدهم أن يقف بجانبهم … وفي تلك الفترة الماضية… كان تركهم في إحدى الشقق البعيدة عن أهلهم ومهاب…و في تلك الفترة الماضية كانت هناك اخصائية نفسية تتابع حالتهم حتى تساعدهم على الخروج من صدمة ما حدث لهم بأسرع وقت…
هتف حمزة قائلا:
– سمعت من البنات انك الوحيدة اللي رفضتي تكلمي اهلك وتقوليلهم حاجة… مع أنك كنتي متجوزاه وقتها وانفصلتوا بعد كده
اغتصبت ضحكة ساخرة من بين ملامحها المتألمة:
– مش عارفة هرجع لأهلي ازاي…. وهقولهم ايه ؟؟
اقولهم جوزي كان قواد ! وماكنتش اعرف عنه أي حاجة غير انه شخص محترم واتقدملى وخدني من بيت اهلي معززة مكرمة
– ماكنش باين عليه أي تصرف غريب خالص ؟؟؟؟
أطرقت بحزن قائلة:
-كان كويس وطبيعي جدا لحد ما بقت تحصل مواقف غريبة مش مفهومة بالنسبالي دايما يقولي معزومين على الغدا او على العشا ويكون معاه ناس اصحابه..والغريب أن مش معاهم زوجاتهم ولا أي حاجة وكان فيهم شخص نظراته غريبة بالنسبالي ومش مفهومة، بدأت اقوله انا مضايقة من الخروجات دي طالما مفيش ستات بتاخدني ليه يقولي انتي مالك معقدة ليه كده
لتردف بزفرة متعبة:
– لحد ما واحد من صحابه دول بعتلي على الفيسبوك.. رسالة وقحة بس من اكونت فيك بس الموقف اللى قاله فى الرسالة عرفنى ان هوا الشخص ده لأنه اتكلم على لبس معين كنت لابساه لما خرجنا اخر مرة وقولت لمهاب لاقيته بيتعامل ببرود ويقولي ده اكونت فيك وبعدين حتى لو هو ما عادي يعني راجل و عجبته ست حلوة، بقيت مصدومة من كلامه وصرخت في وشه ازاي تقول كده وكنت هسيبله البيت وهو وقتها قالي انتي مجنونة انا بهزر وبعدين انا بختبرك اصلا بشوفك هتقولي ايه وان الاكونت ده بتاعه مش بتاع صاحبه…
وبقيت الاقي مهاب معاه فلوس كتيرة بطريقة مبالغ بيها اكتر بكتير من الراتب بتاعه, ودايما يقولي خليكي ذكية…خليكي ست ناصحة واشتغلي معايا واحنا هنوصل لفوق أوي بسرعة.. قولتله وانا معنديش مانع شوفلي اي شغل وانا معاك … ضحك وقتها واتريق على كلامي وقالي ما أنتِ غبية مش هتقتنعي باللي هقولهولك ولا هتفهمي
– ماشكيتيش فيه وقتها !
– بدأت ابقى مش مرتاحة وحاسة ان فيه حاجة مريبة بس مكنش معايا أي دليل .. وفي يوم قالي أنه عازم واحد صاحبه في بيتنا وهتعرف على مراته … وكان الستات مثلا بيقعدوا في مكان لوحدهم في الشقة والرجالة في مكان تاني… وقتها ضايفتها في المكان اللي المفروض الستات بيقعدوا فيه سوا…وهو راح قعد مع صاحبه بره في الريسبشن … ومراته قومت اضايفها ورجعت اقدملها واجب الضيافة ملقيتهاش … واتفاجىء بعدها بصاحبه داخل عليا اوضة الليڤنج.. واتكشفت أنه نفس الشخص اللي كان كلمني على الفيسبوك لأنه قالي نفس الجملة اللي كان قالهالي في رسالة الفيس بوك من الاكونت الفيك وقالي كمان “وعدت نفسي اني هجيبك لحد عندي” اتهجم عليا وانا اصوت وازعق واخربشه واعمل كل محاولاتي للمقاومة واصرخ ان جوزي يجي يلحقني والتاني يقولي جوزك نزل متحاوليش… انا كل ده مش مستوعبة اللي بيحصل…
لتضيف بصرخة ألم:
-واغتصبني بمعنى الكلمة وعيطت وبكيت كتير أنه يرحمنى ابدا كان حيوان مستمتع باغتصابي لحد ما سابني وبعدها لما فوقت نزلت جري على السلم مش قادرة امشى ولا شايفة قدامي… الاقي المحترم جوزي مستنى قدام البيت وقاعد جوه العربية وبيشاورلي اني اركب لاقيت نفسي بصوت وبلطم على وشى ومحستش بنفسى واغمى عليا من كتر الصدمة.. صحيت لاقيته خدني على بيت تاني بتاعه بس مكنتش اعرف بيه… فوقت من الصدمة 10 ايام فاقدة النطق ومبعرفش اتكلم هو بس اللي بيكلمني وانا دموعي نازلة من عيني بس مابعرفش حتى ارد عليه وهو بيحاول يغريني بفلوس كتير ويقولى اني مكبرة الموضوع احنا هنبقى معانا مبالغ كبيرة ونرجع نعيش ملوك أنتِ عارفة انا خدت كام وأنتِ نصيبك كام غير لكِ هدية الماظ
لتردف بحرقة :
– الماظ ايه وهدايا ايه اللي تعوض غدره البشع ليا… بيقولي كل ده وانا عايشة على المهدئات ومش بتكلم اصلا وجابلي دكتور تبعه علقلي محاليل وبيقوله اصل عندها صدمة عصبية قوية عشان اتخانقنا وطلقتها وده اللى عمل فيها كده
– قولتله رجعني لاهلي رفض طبعا….و ومحاولتين انتحار وخناقات كتير… انا اتكسرت اوي واتوجعت اوي وحرفيا مكنش عندي استعداد اعيش تاني ولا كنت قادرة اكمل تاني
صاح حمزة بغضب مشتعل وهو يمسح وجهه بعنف من شدة ما سمع :
– مفيش احقر من كده اقسم بالله…بني ادم معندوش لا اخلاق ولا دين ولا دم….ازاي قدر يعمل كده….ده انتي مراته…مراته !!!!
– و طبعا انت عارف بعدها بقيت بشتغل ايه غصب عني بسبب تهديده ليا لأنه اتصورت في الموقف ده …بعد تهديده ليا وبعد ما شوه صورتي قدام اهلي الله اعلم بقى بنتكم عملت ايه وانا مالي … ده انا حتى طلقتها…
مقدرتش استحمل كل اللي مريته بيه…كان صعب اوي اوي…كان بيضربني…و يبهدلني….و غصب عليا سنين اشتغل في حاجة عمري في حياتي ما كنت اتخيل اني ابقى كده…
هتف حمزة بقوة :
– مهاب مات…مهاب خلاص مات…. وانتوا فعلا اتظلمتوا كان غصب عنكم متهددين ومحبوسين وشبه مخطوفين منه…بس الحمدلله كل حاجة راحت…انا عارف ان اللي مريتي بيه انتي و باقي البنات مش سهل…عارف ان كل ده صعب عليكم…وعارف أن صعب ترجعوا لاهلكم بعد الفضيحة اللي حصلت لمهاب….و اهلكم شبه عارفين اللي حصلكم….بس احنا نعالج المشاكل اللي حصلت لكم…انا مش هسيبكم والله…وقبل كل حاجة…لازم تكملوا فترة العلاج نفسياً من اللي حصلكم…ولازم تتقبلوا حقيقة أن كل ده كان غصب عنكم…هتقعدوا قاعدين هنا في مكان بعيد عن كل الناس اللي تعرفوهم…سواء هنا او تحبوا تنقلوا في مكان بعيد شوية او في اسكندرية لو تحبوا…هجيبلكم سكن…و اتفق مع دكتورة كويسة شاطرة… نكمل بس مرحلة الاول علاج للي حصل معاكم… و بعدها احسن فرص شغل هتشتغلوا فيها وتثبتوا نفسكم فيها… و مش هتحتاجوا لأي حد…وانا واثق أن ربنا هيعوضكم عن اللي شوفتوه في حياتكم…ده بني ادم بشع حقير…انسوا كل ده….صعب عارف والله بس خلاص الكابوس ده انتهى…كل حاجة تخص مهاب راحت وانا حذفتها بإيدي…و أصحابه دول مهاب اكدلي أن مش معاهم حاجة ضدكم…مهاب هو اللي كان متحكم في كاميرات التصوير وكل حاجة تبعه هو بس…انا اصلا شاكك أن هما اللي موتوه جايز هددهم او حاجة…أما بالنسبة لاهلكم…هو صعب بس ممكن نسيب ده على ربنا….مين عالم…يمكن يجي يوم و ترجعوا ليهم
هتفت إحدى الفتيات قائلة بامتنان:
– احنا مش عارفين نشكرك ازاي على كل اللي بتعملوا معانا…هو في حد زيك كده ؟؟ واحد غيرك كان ممكن يستغلنا اسوء استغلال…كان ممكن متحذفش اللي معاك وتهددنا وتجبرنا نعمل زي ما مهاب عمل فينا…بس انت راجل…راجل حقيقي…ربنا يباركلك و يحميك
هز رأسه بنفي :
– انا عمري في حياتي ما اعمل حاجة زي كده…والله انا عايز اساعدكم فعلا وعايزاكم تكونوا احسن…كمان متخافوش من المكان اللي هتعيشوا فيه متأمن كويس اوي محدش هيقرب منكم ولا حد اصلا عارف مكانكم
– شكرا يا حمزة…جميلك ده فوق رأسنا العمر كله…
هتف بوعد صادق :
– وأنا هفضل موجود…وهتابعكم من بعيد…و كل فترة هبقى انزل الفيوم لو محتاجين حاجة أو كده… صدقوني كل الكابوس ده راح…بس عايزكم تساعدوني و تساعدوا نفسكم تخرجوا من اللي انتوا فيه…ممكن
– حاضر بإذن الله
___________
في احدى الكافيهات الهادئة…جلست ايتن وامامها امرأة ثلاثينية…
هتفت ايتن بغموض:
– اهلا يا حبيبتي…فاكرة المكان ده ؟
رسمت ابتسامة عريضة:
– اه اللي اتقابلنا فيه اول مرة عشان تساعديني
همست بنبرة ساخطة :
– قصدك عشان تضحكي عليا وتفهميني أنك مظلومة وفي الاخر طلعتي كدابة
هتفت باندفاع:
– انا؟؟؟ انتي جبتي الكلام ده منين
احتدت نبرة صوتها قائلة :
– ماتحاوليش تنكري…انا معايا اللي يثبت انك كدابة… هو انتي متعرفيش…مش انا اتجوزت ابن اخت طليقك…وعرفت انك كدابة
أجفلت من كلامها المفاجيء ثم هزت رأسها بارتباك:
– صدقيني لا تلاقيه بيضحك عليكي
ضاقت عينا ايتن ضاحكة:
– و لما ضربك … عشان خونتيه مش كده ؟؟
عبثت بأناملها بارتباك:
– ده بيكذب
رفعت حاجبها بتهكم:
– انا شوفت بنفسي كل الحاجات اللي تثبت انك مكنش ليكي حق عنده… وحتى فلوس ورثك من باباكي هو اصلا مقربش منها…
– انا..انا هفهمك…ممكن تهدي
صاحت ايتن بغضب:
– انتي استغلالية…و كذابة…كذبتي عليا و فهمتيني انك مخدوعة و مظلومة…وقفت جنبك و ساعدتك تاخدي حقك…لكن ربنا اللي يعلم…اني عمري ما كنت هاجي على شخص مظلوم زيه عشانك…انا عملت كده عشان اساعدك…كنت وقتها في بداية شغلي…مكنش عندي دليل انك كذابة…نفسي اعرف عملتي كده ليه؟؟؟
استغلتيني بطريقة غلط…
لتردف بنبرة قوية :
– بس عموما ملحوقة…انا خلاص عارفة هصلح كل ده ازاي
– هتعملي ايه؟؟؟
– اكيد مش هروح اقول لجوزك لانه واضح أنه شبهك… لأنه مساعدك في كل ده واضح جدا…انا عارفة نقطة ضعفك انتي وجوزك مين…عارفة مين اللي لو عرف بكل اللي عملتوه هيخرب بيتك كله….
– تقصدي مين؟؟؟
– حماكي… الاستاذ الجامعي المعروف… اول بس ما يعرف ابنه اتجوزك ازاي..و عملتي ايه مع جوزك عشان تتطلقي منه….وتاخدي ولادك منه….تخيلي بقى هيعمل ايه…مش هيتردد ثانية أنه يطردك و يطلقك من ابنه.. وطبعا حماتك هتفرح اوي بالخبر ده…اصل انا سألت وعرفت انها كان نفسها تجوزه لواحدة قريبتها
صاحت بانهيار:
– لا لا …انتي اكيد بتهزري…اكيد مش هتهدمي بيتي بعد كل ده….مش بعد كل اللي عملته يحصل كده…
– لا عادي اعمل كده….زي ما انتي عملتي كده زمان..
انا هعمل فيكي نفس اللي اتعمل… اطبق بقى قانوني عليكي…ايه رأيك ؟
– لا لا ابوس ايدك…اوعي تعملي كده… صدقيني انا هخسر كل حاجة…انا اختي بشوفها بالعافية ومن ورا ابويا اصلا…. انا لو اتطلقت هروح فين وهعمل ايه…
قاطعتها بغيظ:
– والله ؟؟ والراجل اللي اتظلم ده ايه؟؟
– بلاش تعملي فيا كده…ارجوكي..والله هعمل كل اللي تطلبيه…بس بلاش تأذيني
هتفت ايتن :
– والله بقى ممكن ارجع في كلامي…واشيل اللي معايا ضدك… في حالتين تعمليهم….فلوس كرم ترجع له زي ما كانت، و ولاده يشوفهم زي ما يحب و وقت ما يحب.. تقسموها سوا بقى
همست بأنفاس مخنوقة:
– فلوسه؟؟؟ بس دول…انا…
نبهتها ايتن:
– لا حوار انك صرفتي الفلوس أو نقص منهم حاجة ده مش هيدخل عليا…
همست بزفرة مخنوقة :
– كان قصدي اقولك أن فلوسه حطاهم للاولاد في البنك و مش هينفع اكسرها قبل ما يعدي 3 سنين… والا كده هخسر الفوائد بتاعتهم
قاطعتها بلا مبالاة:
– عادي هو مش محتاج فوائد كده كده … فلوس كرم ترجع زي ما هي… ولو على الولاد هو هيصرف عليهم ومش هيقصر…
صمتت ولم تجيبها، لتردف ايتن بتهديد مباشر:
– شوفي يا حبيبتي خلاصة الكلام أنتِ قدامك مهلة يومين…يومين بالظبط تكوني رتبتي كل حاجة و تكلميني تقوليلي أن فلوسه جاهزة و تحددي ميعاد يقابل ولاده فيهم…والا بعد اليومين…هروح لحماكي و أقوله بنفسي يتصرف هو بقى

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى