روايات

رواية غمرة عشقك الفصل السادس 6 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل السادس 6 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء السادس

رواية غمرة عشقك البارت السادس

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة السادسة

نظرت حولها بارتباك جلي على قسمات وجهها العذب
الحزين…. بنيتاها الداكنتان بداتى بمتابعة هذا المكان
الجالسة به…. مقهى راقي على النيل مباشرةً… راقي وفخم لدرجة تجعل التوتر وتقليل من شأنها يزيد بداخلها وكان وجودها سيفسد رقي المكان… وانها
لا تليق به كما يليق به أصحابه….
كان يتفقدها خالد باعجاب واضح بعينيه الخضراء
يدرس كل ما بها…. يعجبه هذا النوع من النساء
(مكسورت الجناح) التي ترضى باي شيء واي وضع وتتنازل عن اي شيء حتى تعيش عيشةٍ كريمة ومستوى أفضل…….. لم يروقه يوماً نساء مجتمعه وتعاليهن عليه….. لم تروقه العطور الفخمة والملابس العاريه واستعراضهن الرخيص للفت الانتباه…وسفر ورحالات وطلبات المرفهة التافهة التي لا تنتهي
أبداً منهن….
يعشق البساطة ويفضل ان يعيش دور السيد
في بين القصرين …. من تلقبه بـ(سي خالد…)
اوامرك ثم اوامرك…من تغسل قدميه حين يعود من عمله…… من تطبخ له بيداها وتطعمه بفمه وتدلله….
من تكون راقصة مراوغة… و جارية مطيعة بالفراش…
تنحنح خالد بهدوء وهو ينظر لحنين….
“تحبي تشربي إيه يانسة حنين….”
انتبهت إليه حنين ونظرت له بتردد وهي تقول…
“لا شكراً يأستاذ خالد يعني…لو ينفع تقولي انتَ عايزني في إيه…..”
اتى النادل فابتسم خالد بمجاملة له وهو يقول….
“واحد عصير لمون للانسة وفنجان قهوة سادة ليا…”
اوما له النادل بأحترام ورحل….قال خالد بهدوء…
“تشربي اللمون الاول وبعدين نتكلم….”
اومات له بعجز وهي تشيح بوجهها ناحية النيل…
هي بحاجة للتفكير اكثر في الرد المناسب لعرضه
هل عرض شريف او عرض بذيئاً…..اعتصرت عينيها
وانتفض قلبها وهي تسمع كوب العصير يُضع أمامها
يصدر صوت بسيط ولكنه كأنذار لاخراج كل الخوف
بداخلها على هيئة شحوب وجهها و ارتجاف
قلبها….
نظر لها خالد بقلق وهو يقول بهدوء…
“انتي كويسة يانسة حنين….”
“الحمدلله….الحمدلله…..”مسكت كوب العصير وارتشفت منه دفعه كبيرة تخفي بها توترها
وتخمد بها نيران صدرها الهائجة…..
وضعت حنين الكوب وهي تقول بعد لحظتين….
“ممكن اعرف انتَ عايز اي مني…..”
نظر خالد لفنجان القهوة ثم اليها وكانه يرتب حديثة قبل ان يقول بهدوء حاسم…..
“بصراحة انا شوفتك في المصنع اللي شغاله فيه من اربع شهور كده……و….وعجبتيني…وحبيت اعرف معلومات اكتر عنك….”
عقدت حنين حاجبيها وبدأت تستمع للمزيد بتوتر جلي على وجهها…. تابع خالد بهدوء….
“عرفت انك بتصرفي على اخواتك وعلى امك المريضة وشيله مسئوليّة البيت من بعد ابوكي…
زاد اعجابي ليكي…….و….. وحاولت قدم اي مساعدة ولو بسيطة ليكي…..”
سالته بتوجس…..

 

 

 

 

“مش فاهمة…..”
رد خالد بتوضيح اكبر…
“عايز اساعدك……. يعني تقبلي تاخدي مني مبلغ كل شهر بمقابل اني اساعدك انتي واخواتك….”
بلعت حنين ما بحلقها بصعوبة وهي تقول…
“لا شكراً احنا مش بنقبل صدقه من حد… انا…”
دفعته جملتها للقول بدون للف ودوران…
“انا مش حد انا هبقى……..هبقى جوزك…..”
“اااإيه……” فغرت شفتيها وهي تنظر له مطصنعة الدهشة….
زاد توتر خالد ولكنه اكمل على اية حال…
“انا مستجدعك ياحنين… وفي بداية كلامي قولتلك اني معجب بيكي و…..”
ردت ببرود تحل تلك المسألة البسيطة…
“وهتساعدني لم اتجوزك مش كده…”
تحركت حدقتيه بعيداً عنها لثانية ثم عاد اليها
وهو يقول….
“يعني…….. انا طلبك في الحلال……”
ردت حنين باستهجان واضح بنبرتها وعينيها….
“عارفه….. ومروة برضو طلبتها في الحلال…”
تغيرت ملامح وجه خالد في لحظة الى
الغضب ونفور….
“مروة؟…… انتي تعرفيها….”
هزت راسها وهي تقول ببساطة…
“لا طبعاً بس سمعت عنها….”
سالها خالد بحنق…
“سمعتي إيه….”
ردت عليه بنبرة توحي للتفزز من تلك القصة الذي يريد وضعها بها الآن…..
“سمعت ان الجواز كان لفترة معينة والمقابل فلوس وعز وحاجة تانيه خالص…. مروة اسامة بقت هانم بعد ما تجوزتك…. وبعد الطلاق خدت عرقها وكله اتراضى…. ”
رد خالد بنبرة متردد قليلاً ولكنه حاول تبرير الموقف بصورة غير واضحة…..
“انتي فاهمه غلط… مش كل اللي بتسمعيه بيبقا الحقيقة ممكن يبقى نصها….. انا مش مجبور احكيلك عن التفصيل اللي حصلت بيني وبين واحده كانت شايله اسمي بس اللي لازم تسمعيه ان الحكاية مش زي مانتي فاهمه خالص….” تنهد تنهيدة عميقة
وهو يقول بنبرة حاسمة للجدال بينهم….
“انا طلبك بالحلال ياحنين….وعايزك تفكري كويس…وتنسي اي كلام سمعتيه عني لان معظمه ظلم وافترى عليا….”
قالت حنين بصرامة مصطنعه….
“ايان كان اللي بتقوله….. أن رفضت عرضك هتعمل إيه…….”
رفع حاجبيه باستغراب وهو ينظر لها بمكر….
“هعمل اي ولا حاجة كل شيء قسمة ونصيب… بس دي فرصة جواز مش هتكرر كتير… خصوصاً اني عرفت سبب فركشت خطوبتك القديمة …”
أطرقت براسها بضيق وهي تشعر بهذا الشعور اللعين النفور منه… كيف تقبل عرضه وهي تمقت تلك الملامح الشهوانية……. عينان خضراء شعر اسود
ناعم كثيف… بشرة خمرية لحية كثيفة ، جسد
نحيف بطول فارع ولكن ملامحه عادية ليست
جذابة كثيراً ، ما يميزة خضرة العيون فقط
ولحية السوداء……
وبرغم ذلك الوصف الدقيق لا ترتاح لملامحه
المائلة لرجل شهواني خبيث حد اللعنة……
نهض خالد والقى بعض الاموال على الطاولة وهو يقول بنبرة عادية….
“قدامك اسبوعين تفكري فيهم في عرضي.. بس فكري كويس واحسبيها صح… دا الكارت بتاعي…
بلغيني بقرارك لم تفكري…..”
اخذت منه حنين الكارت ونظرت فيه…. قال خالد بهدوء وهو يغلق زر سترته….
“يلا عشان اوصلك يانسة حنين….”
هزت راسها بنفي وهي تقول بامتناع….
“لا شكراً انا هاخد اي مكروباص من هنا….”
اوما لها بتفهم وهو يقول…
“طب تعالي… هوفقلك تاكسي….”
سارت معه خارج المقهى الفخم…. اوقف لها سيارة تاكسي فقالت حنين بامتناع….
“مش لازم تاكسي… انا هاخد مكروباص…..”
ابتسم خالد بتفهم وهو يقول…
“متقلقيش……. انا هدفعلك الاجرة….”
أحمر وجهها حرج وهي تستلقي التاكسي….
دفع لسائق ورقة بمائتان جنية وقال له…
“الباقي اديه للانسة….” أومأ له السائق وهو ينطلق بسيارة بعد ان اخبرته حنين بعنوان الحي الماكثة به…. اعطى لها السائق الباقي فأخذته منه بوجوم
ونظرت للنافذة المجاورة بضياع حقيقي…. وهي لا تعرف الى أي مدى ستظل تلعب في الحياة دور المتسولة المحتاجة للرأفة من الغرباء؟….
دخلت الحي وسارت حتى اقتربت من المبنى التي تقطن به…..وجدت اسفل المبنى اكبر اشقائها
(محمود) يجلس ينتظرها وهو يبكي…..
اسرعت حنين الخطى إليه بخوف وهي تساله بفزع…….
“في اي يامحمود مالك….امك جرالها حاجة….”
بكى الصغير بهستيريه وهو يقول لها…
“امك تعبانه اوي ياحنين….انا مش عارف اعملها
إيه…….”
ركضت لداخل المبنى والصغير لحق بها وهي تسأله برعب حقيقي……
“مالها يامحمود…..”
نزلت دموع الصغير وارتجفت اطرافه وهو يقول
بخوف بريء رغم انه لم يستوعب بعد خطورة
الأمر…..
“بتنزف ياحنين…بتنزف دم….هي قالت كده وهي بتتوجع….”
توسعت اعين حنين وشلت قدميها وهي تقف على السلالم المتهالكة في منتصف الطريق قائلة بصدمة…
” دم ؟…….”اكملت صعود الدرج بصعوبة وهي تجبر نفسها على الاسراع حتى تذهب بوالدتها لاقرب مشفى مصاريفها في متناول الأيدي…..
………………………………………………………..
في المشفى بداخل عنبر السيدات كانت
ترقد والدتها على سرير حديدي صغير معلق إليها المحاليل الازمة….
كان الطبيب يقف بجوار حنين وهو يدوي في الورقة الطلبات التي يريدها…..اعطاها الطبيب الورقة وهو يقول بعميلة….
“الحاجات دي هتنزلي تشتريها من الصيدلية اللي تحت المستشفى……محتاجنها ضروري عشان نبدأ في علاج والدتك….”
سألته حنين وهي تنظر للورقة بقلة حيله وعجز….
“هي خلاص كده………هتتحجز يادكتور….”
اوما لها الطبيب وهو يقول….
“آآه هتتحجز كام يوم لحد ما النزيف يوقف ونطمن عليها…..والحاجات دي محتاجنها في اسرع وقت عشان نبدأ نعالجها بيها….. ”
سالته حنين بحرج وتردد….
“يعني…….يعني تكلفة الادوية دي كام….”
رد ببساطة وهو ينظر لها….
“بصراحه معرفش بظبط الصيدلي هيفيدك اكتر بس هي يعني حوالي الف ونص……”
توسعت عينيها وهي ترفعهم عن الورقة إليه…
“الف ونص……ازاي هي دي مش مستشفى حكومية…”
أومأ لها الطبيب وهو يضيف بمنتهى العملية الذي درسها في الجامعة مع الطب….
“ايوا يانسة دي مستشفى حكومية…متكفله بالاقامة ورعاية الطبية للمريض…لكن الادوية والمستلزمات
الاخرى مش متوفرة عندنا……فبيضطر المريض هو اللي يجبها…..”
سالته بوجوم….
“وللي مش معاه يادكتور……..”
رد بنفس العملية المجردة من الإنسانية….
“بسيطة ميدخلش مستشفيات……”
نظرت له حنين بدهشة وفغرت شفتيها وجلى الحزن والحسرة على وجهها فجعلها امرأة مهزومة قبيحة
من كثرة الهموم……
زفر الطبيب بانزعاج وبرغم الشفقة الجلية عليه
الا انه قال بقلة حيله…..

 

 

 

 

“اعذريني يانسه….بس مش بأيدي….دي قوانين اي مستشفى حكومية…..لازم يكون معاكي تمن
العلاج اللي والدتك هتحتاجه الفترة دي…..ربنا
يكون في عونك….. ”
تركها وخرج……ظلت واقفه مكانها مربوطة الأيدي
متى سترحمها الحياة….قد نفذ صبرها…وقد نفذ كل ما بها….متى سينتهي العسر يالله………
نظرت لسقف الغرفة ظلت دموعها تنهمر بلا توقف
وحين اصبحت على وشك الانهيار الأكبر.. دخلت اقرب حمام في المشفى وفتحت الصنبور وظلت ترطم وجهها الاحمر وعينيها الباكية بالماء بقوة
وكانها تود ان تنهض من هذا الكابوس وتجد نفسها في حضن أبيها يعين اياها ويسندها.. ويحميها من
شر نفسها وشر شياطين الانس……
صرخت حنين وهي ترطم وجهها بالماء….
“ارجع…. ارجع…. انا تعبت…. تعالى ياباااا انا
تعبت…. تعبت ومحتجاك….. تعبت…… اااااااااه…. ياااااااااا رب….ياااااااااااا رب ” نست في اي مكان تدعي نست كل شيء وظلت تبكي وتنادي على والدها وتصرخ بقوة تشتكي الى آلله بتعب وقلة حيلة من كل تلك الاختبارات القاسية……
خرجت من الحمام بعد مدة طويلة من البكاء… اول
من اتى في عقلها (سمر) هي الوحيدة القادرة
على مساعدتها فهي لا تعرف في الحياة غيرها…
حتى اقارب والدها ووالدتها كل منهم في بلد بعيده عن الآخر وكل شخص لديه اسرة و أولويات وحياة منفصلة عنهم…..
وضعت الهاتف على اذنها ونظرت للبعيد بعينان حمروان كالدم……
اتى صوت سمر المعاتب سريعاً بعد ان فُتح الخط…
(انتي فين ياجزمة…..مش بتسألي عليا ليه….ا…)
قاطعتها حنين وهي تقول بصعوبة….
(سمر……..امي في المستشفى….)
توتر صوت سمر وهي تسالها بقلق…
(في المستشفى….ليه في إيه….)
“حصلها نزيف ودكتور قالي.. “شرحت لها حنين تفاصيل حالة والدتها وانهت كلامها بحرج….
“المتسشفى عايزه الف ونص….وانا مش معايا الا…”
قاطعتها سمر عن المتابعة وهي تقول بتفهم…
(خلاص متقلقيش انا هجيب الفلوس…وان شاء الله تقوم بسلامة….وما طولش في قعدة المستشفيات دي…)
قالت حنين بحرج وهي تعض على شفتها وبدات دموعها تنهمر من جديد….
“معلشي ياسمر….انا عارفه اني تقلت عليكي بس تـ..”
هتفت سمر بعتاب…
(متكمليش ياهبلة….هي امك لوحدك ولا إيه…مسافة السكة وجايه……وهجيب زوزو معايا عشان تشوف امك وتهون عليها شوية……قولتيلي المستشفى اسمها إيه….)
ابتسمت حنين بمحبة برغم الحزن المرسوم
على وجهها اخبرتها بهدوء….
“اسم المستشفى الـ*****…..”
ليس فقط الرزق اطفال او أموال …الرزق صديق يعينك على مصاعب الحياة !……
وكن بجواري ياصديقي وحتى ان تركتك ورحلت
فأنت مني وانا منك….. والله الحياة عبارة عن
طريق يحتاج للصديق فلا تبتعد وابقى معي
وارغمني عنوة عني على البقاء بجوارك !…..
…………………………………………………………
عدت سمر الاموال ثم تنهدة براحة وهي تضعهم في الحقيبة……صاحت سمر بقوة وهي جالسة على حافة الفراش…..
“زوزو………..يازوزو…..”
دخلت والدتها إليها وهي تمسك بين يداها معلقة الطعام الكبيرة……
“في اي ياسمر…….بتنادي ليه…..”
اتجهت سمر لخزانة ملابسها وهي تقول….
“البسي يازوزو…..وتعالي معايا……”
عقدت زينب حاجبيها بغرابة….
“على فين يابت…..”
اخرجت سمر طاقم خروج والقته على الفراش وهي تقول لامها….
“ام حنين تعبانه….وفي المستشفى….وشكلهم كده هيحجزوها لحد ما يطمنه على صحتها…بعيد عنك يازوزو…….من كتر التعب جالها نزيف….”
خبطت زينب على صدرها بصدمة وهي تقول…
“ياحبيبتي…….ربنا يشيفها….يايعني عليكي ياحنين
وعلى اللي صابك….ربنا يشفيكي يا ماجدة ويخيلكي لعيالك يارب……”
قالت سمر وهي تهم بتغيير ملابسها….
“اه ونبي يازوزو….ادعالها لحسان شكلها هري نفسها عياط…..”
هتفت والدتها بحزن…..
“امال ياسمر….هو بعد الام والاب هيفضل لينا مين
في دنيا…..”
توقفت سمر عن ارتدى ملابسها واقتربت من امها لتلقي راسها على صدرها وهي تقول بمحبة…
“ربنا يخليكي ليا يازوزو……..ولا يحرمني منك
ابداً……”
رفعت زينب راس ابنتها وهي تقول بطيبة يصحبها الحزن….
“تعرفي اي اكتر دعوة بدعيها ياسمر….”اضافة
زينب بعد نظرة سمر الفضولية….
“ان ربنا يخرجني من الدنيا دي من غير ما تقل عليكي ولا على اخوكي……اخرج منها خفيفة متبقوش شيلين همي ….. ”
القت سمر نفسها في أحضان امها وهي تقول بنبرة شاجنة معاتبة…..
“متقوليش كده ياماما…….قسما بالله هزعل منك… ”
ربتت زينب على ظهرها بحنان وهي تضيف….
“بكرة لم تكبري هتفهمي معنى الدعوة دي كويس اوي ياسمر……”ابتعدت عنها سمر وهي تمسح
دموعها….ابتسمت زينب وهي تربت على وجنتيها
مضيفة برفق قبل ان تخرج من الغرفة….
“اغسلي وشك والبسي يلا….وانا هطفي على الأكل والبس ونمشي علطول…..”
اومات لها سمر برأسها وهي تعود لملابسها من جديد……
لكن قبل ان تبدأ بتغيير ملابسها سمعت صوت رسالة قصيرة من رقم (إبراهيم)يخبرها بكلمات تنم على الاشتياق المشتبك بالحزن إليها…..
(عايز اقبلك ياسمر……..لازم نتكلم……)
زفرت بكبت حقيقي وهي متيقنه ان والدته رفضتها ورفضت هذا الارتباط……
هل المقابلة لوداع علاقة لم تبدأ بعد…ام لقاء للتسلية
بها لحين ان تبحث له امه عن العروس المناسبة
له….
تمتمت وهي ترتدي ملابسها بانزعاج….
“ياترى عايز اي مني يابراهيم……..انا مش نقصه
وجع قلب…….”
صاحت امها بتعجل من الخارج…..
“يلا ياسمر………هنتأخر…..”
صاحت وهي تربط شعرها المموج عبر المرآة….
“حاضر جايه……”
___________________________________.
وصل خالد لشركة الخولي للاستراد وتصدير ، اكبر صرحاً ضخماً في شركات ، وافخم سلع تاتي عن طريقه…
صرح فخم راقي وكل ركن منمق ينم عن الغنى العميم لأصحاب المكان…..
سار خالد على الإدراج الامعة كذجاج المرآة لكي يصل لمكتبه بجوار رئيس الشركة ، ابن عمته
(عز الدين الخولي) مالك هذا الصرح والذي
يشاركه جزء بسيط منه (فؤاد العربي)
والد خالد…..كان شريك مع والد عز الدين في
سابق لكن بعد وفاته اصبح( عز الدين الخولي)
مكان والده ومتولي في كل شيء….واستمرت الشراكة مع (فؤاد العربي)ويدير العمل معه في الشركة نجله (خالد فؤاد العربي)….
وبرغم الشراكة والقرابة بينهم الا ان العمل
عمل……ورئيس الشركة صارم حتى معه…..
كان سيدخل خالد مكتبه ولكنه توقف وهو يسمع صوت خشن يقصف من خلف ظهره…..
“لسه بدري ياستاذ خالد…….ماكنت خليك شوي كمان….”
استدار خالد إليه بوجه ممتقع وهو ينظر اليه بضيق..
نظر له عز الدين بعينيه العسلية القاتمة شبيهة بعيون النمر حين يغضب ويود الهجوم على غريمته….
“تعالى على مكتبي عايزك…..”
استدار عز الدين ورحل لمكتبه بخطوات متهكمة….
زفر خالد بسأم وهو يذهب خلفه…..
دخل عز الدين المكتب وجلس على مقعده خلف المكتب وعيناه على باب مكتبه وبين يده قلم يطرق به على سطح المكتب بوتيرة مقررة….
دخل خالد وأغلق الباب الكبير…وتقدم منه وجلس
على اقرب مقعد بجوار المكتب….
“خير يابن عمتي…..”
نظر له عز الدين بتقزز وهو يسأله بدون مقدمات…
“خير؟؟؟؟…….لا مش خير….انت كنت بتعمل اي
في مصنع البسكوت؟….وكنت في كفتريا الـ***مع
مين؟…..مين البت اللي كُنت قعد معاها دي؟…انتَ
اي ياخي مبتحرمش…مش كفايه اللي حصلك من جوازتك التانية…….اتجوزت واحده كلبة فلوس سرقتك وخدت كل اللي تقدر عليه منك…..ولسه
بس من شهرين كُنت في مشاكل مع ابوك بسببك
كان عايز يحرمك من الميراث على حياة عينه بسبب جوازك من واحده شحاته خلتها هانم بفلوسه وتعبه وشقاه………”
تشنج خالد بقوة وهو ينهض من مقعده….
“انا حُر اعمل اللي انا عيزاه…متسألنيش عن حاجة متخصكش ياعز….وبطل ترقبني وتعمل دور الواصي عليا……..انا مش صغير انا راجل عديت التلاتين وعارف انا بعمل إيه كويس……واعرف اختار حياتي صح……واذا كان على خالك فبلاش تدافع عني عنده…… هو ميقدرش يحرمني من فلوسه…..لسبب بسيط…….. انا ابن الوحيد…. وكل ده رجعلي في لآخر…….”
رد عز الدين ساخراً وهو ينظر إليه بضجر….
“كل ده هيروح لو محكمتش عقلك وحفظت عليه….ارجع عن اللي في دماغك ياخالد…كفاية اللي
حصلك من جوازتك التانية والخسارة اللي خسرتها بعد الحرباية اللي اسمها مروة ما خدت كل اللي تقدر عليه منك…..راجع تاني تدور على واحده جديدة من نفس النوعية الرخيصة دي تسرق فلوسك وتنصب عليك……..”
زمجر خالد بشدة وهو يعود للجلوس….
“انا حُر ياعز…..وبعدين دا جواز على سنة الله ورسولة ……وبلاش انتَ بقه اللي تنصحني….
على الاقل انا اتجوزت مرتين…..مش زيك زير نسوان
دا انتَ متجوز اربع مرات لحد دلوقتي…..”
رد عز الدين بصلف وهو يطرق بهدوء على
سطح المكتب بهذا القلم الصلب كقلبه
وشخصيته تماماً…..
“كُنت متجوز كُنت…..وبعدين دا جواز مصالح بزنس….. وبعدين انا مش بتجوز غير هانم بنت
هانم……. ستات عينيها مليانه…شبعانين…..مش شحاتين وجعانين زي القطعيه اللي مبتحبش غيرها…….”
قاطعه خالد وهو يقول بعناد وتصميم أحمق….
“اديك قولت مبحبش غيرها…. اي لازمة الهري الكتير ياعز… وانتَ عارف اني مش هغير رأي حتى بعد كل كلامك ده…..”
لعب عز الدين على الوتر الحساس بينهم وهو
يسأله ببرود وعتاب…..
“الهري الكتير ده عشان خاطر مراتك وابنك….. آية وعلي محتاجين لوجودك جمبهم…. انتَ شايف ان انفصالك عن آية حل……وابنك اللي عمرة شهور شايف ان بعدك عنه حل…..”
رد خالد عليه بحرج وهو يعلم ان التحدث في الامر حساس بينهم…….
“انا واختك انفصالنا بقلنا اكتر من سنة.. وعيشنا مع بعد سنة زيها جواز ومقدرناش نفهم بعد ولا قدرنا نكمل سوا وحياتنا كلها كانت عبارة عن خناقات ونكد وزعيق….وغيرة تخنق منها…..دا غير شغلها اللي
اهم مني ومن جوزنا……. كده أحسن ياعز…..كده أحسن………. آية هتفضل بنت عمتي وام ابني
اكتر من كده هنوجع بعض على الفاضي….. ومش هعيد الكلام ده تاني…… عشان انتَ عارف اللي
مرينا بيه…..”
رد عليه عز الدين بيقين وهو يقول بشك…
“كل الخناقات اللي مريت بيها ياخالد خناقات عاديه
موجوده في اي بيت….. بس واضح كده ان كان شكي في محله…… الجوازه مش بس مكانتش على هواك… دا انتَ كنت مجبور تكمل باوامر من فؤاد بيه
مش كده…..”
تغيرت ملامح خالد وهو يقول بنفي….
“اي اللي انتَ بتقول ده ياعز….الكلام ده مش حقيقي… انا اتقدمت لايه من نفسي مفيش
حد غصبني على حاجة وابويا ملوش علاقة بالموضوع…..وطلاق حصل بينا من كتر
المشاكل اللي كنا فيها…. ”
تحدث عز الدين بصوتٍ خشن ويده تطرق بالقلم بانتظام…..

 

 

 

 

“انسى الموضوع ده… كده كدا آية رفضه الرجوع
ليك بعد طلقكم وجوازك من مروة… انا بس
نصحتك يمكن تحاول تصالحها وترضيها عشان خاطر علي ابنكم ميترباش بعيد عن حد فيكم…لكن طالما لسه مصمم على اللي في دماغك ياخالد….تبقى حُر يابن خالي…….بس اللي مش حُر فيه انك تدخل
علينا واحده شحاته من جديد وتلوث سمعتنا وتخلي الصحافة ترجع تتكلم علينا من جديد ماصدقنا اننا اتنسينا شوية بعد طلاقك من الشحاته اللي كُنت
متجوزها…..”
هدر خالد من تحت اسنانه بغيظ…..
“الصحافة مش هتحكمني ياعز…. انا هعمل اللي انا عايزه….وحنين لو وفقت على الجواز…هتجوزها في اقرب وقت ومفيش حد هيقدر يمنعني……”
لفظ عز الدين اسمها ببرود وهو يعلق ساخراً…
“حنين؟…… هي الشحاته الجديدة مش موفقة عليك…” ابتسم هازئا مضيف بامتعاض….
“عيبك انك بتصدق الأفلام الرخيصة دي……”
هز خالد راسه وهو يقول بدفاع….
“دي مش افلام رخيصه…. حنين غيرهم انا حاسس…”
برم شفتيه مستنكراً وقال….
“غيرهم؟… كلهم قطعيه واحده عايزين الفلوس وبس…… ومروة كانت اكبر دليل ليك……”
هتف خالد بنفي….
“مروة حاجة وحنين حاجة….”
رد عز الدين بشمئزاز….
“الاتنين اجشع من بعض…..”
حاول خالد إثبات وجهة نظرة فقال بهدوء….
“لا ياعز انا حاسس ان حنين حاجة تانيه هي دي البنت اللي بدور عليها…..”
القى عز الدين القلم جانباً وهو يهدر بعصبية
غريبة….
“حنين…… حنين…. انتَ اي حكايتك بظبط…
عملتلك اي دي كمان…….”
قال خالد بقوة وكانه امر واقع غير قابل
للتبديل….
“انا هتجوزها ياعز……”
تحدث عز الدين بشراسة وعينيه كالنمر تحدج به بضراوة……
“على جثتي…. مفيش جواز من الناس الحوش دول… عايز تتجوز اتجوز واحده من مقامك ومضحكش الناس علينا اكتر من كده؟……”
نهض خالد تلك المرة بقوة وهو يهم بالخروج وصاح وهو يسير للخارج……
“انا مش عيل صغير ومش هاخد اوامر منك…
انا هتجوزها برضاك او غصب عنك…ويبقا يوريني
فؤاد العربي هيعمل إيه معايا……”
قصف صوت عز الدين من خلفه بقوة مخيفة متوعدة …
“انا اللي هقفلك في الجوازه دي ياخالد…. واي جوازه
من النوعيه الرخيصة دي هقفلك فيها…. ماهو ياتتعدل ياعدلك انا بطرقتي…….”
استدار خالد وصاح بقوة كي يتوقف ابن عمته
من املاء الأوامر إليه……
“قولتلك انا مش صغير ياعز……”
ابتسم عز الدين ساخراً وهو يقول هازئاً….
“كررها كتير ياخالد يمكن أصدقك… آآه انت
راجل وعديت التلاتين فعلاً…… لكن لسه ياخالد عقلك عقل مراهق…… وقرارتك قرارت طفل لسه مطلعش من البيضة…..”
عض خالد على شفته السفلى بقوة وهو ينظر له بخضرة عينيه المشتعلة بغضب وقوة
ان كانت النظرات تقتل لكان مات عز الدين بمكانه……. خرج من الشركة بأكملها بعصبية
وبوجه أحمر قاتم بعد نقاشه مع
ابن عمته ، بارد المشاعر لا يسبب له الا الغضب والعصبية المفرطة…بينما متجبر المشاعر يخرج معه من النقاش كما دخل ، بل انه يصبح اكثر رآحه وكانه صُنع من فولاذ غير قابل للتشكيل حتى ان اقتربت منه النيران !!……..هذا هو عز الدين والفرق الشاسعة بشخصيتهم بعد اي نقاش حاد بينهم…..
………………………………………………………..
ترجل عز الدين من سيارته الفارهة امام فيلا
(الخولي)الفخمة والشاسعة كذلك…صرح شاهق
ضخم راقي لا يقل فخامة عن كل المباني حوله
بل انه الأجمل والارقى بينهم……
تقدم عز الدين بطوله الفارع وجسده الضخم الرياضي الى حديقة الفيلا……..وجد شقيقته
الوحيدة وصغيرة (آية)تجلس على ركبتيها
على الحشائش الخضراء وطفلها (علي)يجلس
بجوارها وهو في عمر سبعة اشهر تقريباً….
هذا اجمل سن وامرح سن عند الأطفال فهو يحبي
بشقاوة ومرح بكل مكان وحين يجلس يكون غير متزن في جلسته يتأرجح بطريقة بريئة وكأنه يحفز نفسه على الجلوس والمتابعة حتى لا تساعده أمه…….
وحين ياتي الوصف عند( آية) يعجز القلم عن المتابعة في الوصف
هي شعلة من الجمال ونشاط….امرأة عملية انيقة جميلة فاتنة…….قصيرة القامة عكس اخيها تماماً
ممتلئة المفاتن بشكلا مغري يسيل لعاب الرجال من حولها معنية….. امراة فاتنة بانوثه متفجرة….
وجاذبية اكبر ببطن مسطحة وخصر مستدير
بجمال…….بيضاء البشرة والجسد كالقشدة الطازجة في الصباح……وعيون عسلية متلألئةً…..شعر بني قصير مائل للاشقر قليلاً يتأرجح بنعومة حول عنقها مموج بفعل مكاوي الشعر وبرغم ذلك يليق بها ككل مابها انها الإعلامية الجميلة (آية الخولي)….
تعالت ضحكات آية بشقاوة وهي تلعب مع صغيرها
بالكورات الصغيرة الملونة الملقية على
العشب الأخضر
حبى الصغير بيداه وركبتيه إليها محاول التهامها
باسنانه الصغيرة الحادة الشبيهة بدباسة
الأوراق……زمجرت آية بمزاح وهي تقول بصوتها الناعم….
“بطل عض ياعلي….انا بعرف اعض انا كمان تعالى اكلك شوية……”انقضت عليه بجوع امومي وبدأت تدغدغ بطنه باسنانها بمداعبة لطيفة لا تخلو من المرح اطلق الصغير على اثارها الضحكات العالية الجميلة كجمال ملامحه القريبة من أمه
تقدم عز الدين وابتسامته تزيد عمقًا كلما ظل لدقائق
يتأملهم بمراقبة ….(آية وعلي) يشكلا جو السعادة الأسرية الذي يحتاجه هذا البيت الكئيب الفاقد للكثير والكثير بعد هدم الاعمدة الأساسية به
الوالدين !…..
غامت عسليتان عيناه بشرود حزين وضاعت الابتسامة على محياه ببطء وهو يتقدم للإمام بوجع….لم يتبقى من تلك العائلة الصغيرة إلا
أخته وبعدها خاله (فؤاد العربي)وابنه الوغد
(خالد)الذي اصدر فجوة بين الجميع بعد إنفصالة
عن أخته و زواجه السريع من غيرها…استبدلها
بشحاتة فقيرة عبدة للأموال……كم تألمت اخته
وبكت وانهارت أشهر بعد هذا الخبر…كم مرة
مرضت وتعبت وعانت وحدها وهو ينعم باحضان أخرى…… وحين اتت لحظة النهاية وتأقلمت على الاوجاع بقلبها اتى الخبر الصادم بأنها تحمل في احشائها ابنه…الصلة التي تضطر( آية) للتعامل مع
من اسقاها الوجع بمنتهى الجفاء…..
وصل عز الدين اليهم والتقط علي من على الأرض فكان يحبي بسرعة مطارد الكرة الحمراء الصغيرة التي تتأرجح على العشب بعد ان القتها امه بعيداً…..
حمله عز الدين وقبله من وجنتيه بقوة… ثم داعبه بحركات صبيانية غليظة يعشقها الصغير اكثر من
مداعبة امه الرقيقة له……
قذفه عز الدين الأعلى قليلاً ثم هبط الصغير وهو يضحك بقوة بين راحتي يدي عز الكبيرة…. عاد
الكره اكثر من مرة…..
ظلت إية تتابع ما يحدث وهي تقف بجوار اخيها ويدها على صدرها الذي يخفق قلبها بداخله بقوة خوفاً على الصغير من تلك الحركة المتعبة لاعصابها
هي فقط… فأبنها سعيد بما يحدث على يد خاله
الحنون……
“كفاية ياعز ونبي…. انا قلبي هيقف…..”
تحدث عز الدين الى الصغير بخشونة….
“شايف امك قلبها ضغيف أزاي….. رد عليها قولها انك راجل وقلبك جامد…..”
ردت آية بقلق مبالغ فيه…..
“هو اكيد قلبه جامد زي خاله……. بس انا بقه اللي بترعب اوي من الحركة دي…. بلاش ونبي ياعز…..”
توقف عز الدين بمكر وهو ينظر للصغير التي هدأت ضحكاته بعد توقف الأرجوحة المفضلة لديه….. ليزمجر بعدها بمطالبة المتابعة بحركة يداه
الصغيرة التي ترتفع للاعلى وشفتيه التي تصدر
أنين شاجن وهو ينظر الى عز الدين ببراءة غير منتهية يدفعه على متابعة اللعب معه……
نظر عز الدين لاخته التي ضحكة بدهشة من تصرف ابنها وفهمت سريعاً طلبه بالاستمرار كما فهمه
اخيها كذلك…..علق عز الدين بعدم انتباه….
“شايفه ابنك…..شايفه ابن خالد بيموت في الفرهدة زي ابوه…..”
تلاشت الإبتسامة عن وجه آية ولاح الحزن على وجهها الجميل….فاخفضت إياه سريعاً وهي تقول
باقتضاب مغيرة الموضوع وهي تلتقط صغيرها
من بين يداه…..
“هات ياعز عشان اغيرله…….وااه على فكرة ميرال مستنياك جوا بقالها اكتر من ساعة….”
عبس وجه عز الدين وتبدل في لحظة للوجوم
وهو يسالها باقتضاب…..
“ميرال؟……..عايزه إيه….”
رفعت آية كتفيها وانزلتهم بحيرة وهي
تجيبه بخيبة…..
“معرفش ياعز………ادخل شوفها……”دخلت آية بصغيرها لداخل الفيلا وعلى غرفتها سريعاً
اغلقت على نفسها وابنها باحضانها….تشكي له بالدموع عن قسوة حبيبها الذي هجرها وذهب لامرأه غيرها….تحكي له عن قصة خيالية كلماتها مفقودة كقلبها وسلطانه !…….
………………………………………………………….
دخل عز الدين بشموخ الى صالون الكبير الفخم
فوجد( ميرال)طليقته السابقة تجلس على حافة الاريكة بصلف تضع قدم على الاخرى بصرامة….
والتكبر بارز في ملامحها الكلاسيكيّة الراقية
أمرأه انيقه جميلة فارعة الطول بجسد نحيف
جذاب كعارضات الازياء…شعرها أحمر ناري بفعل
احد الصبغات العصرية….عينيها بني داكن عادية اللون لكنها تضع لهم عدسة عيون زرقاء تليق
بنيران شعرها المتوهجة…….وتكتمل صورة المرأه المتأنقة بفستان قصير كاشف عن ساقيها النحيفة الامعة و ذراعيها كذلك وجزء ليس هين من صدرها حتى تكتمل صورة الاغراء بارخص الطرق…..
جلس عز الدين على اقرب مقعد وهو يسالها
بصوتٍ عاديا غير متأثر بمظهرها المتأنق بعز
النهار….
“خير…… ياميرال….جيتي ليه… ”
انتبهت الى وجوده أخيراً….نهضت من مكانها بخفة وتغنجت في سيرها حتى وصلت إليه فمالت عليه وطبعت قبلة على وجنته قريبة جداً من شفتيه
وهذا المطلوب !…..
أغمض عز الدين عيناه بتأثر وشتمها في سره بغضب…..انه لم يقترب من امرأه منذ فترة طويلة
قد وقع الطلاق بينهم بعد شجار حاد استمر لاسبوعين ثم شعر انه غير قادر على تحملها اكثر من هذا خصوصاً بعد ان اخذ ما يريده من والدها من صفقات وتصريحات لبعض الشحنات الخاصة بشركات الخولي……
حتى والدها استفاد من هذا العمل بكمية كبيرة من رَشاوي لم يحصل عليها طوال عمره……
حتى ميرال تجوزت منه لأجل ان يتصدر عليها الضوء اكثر…..خصوصاً انها كانت تعمل عارضة
أزياء غير معروفة مثلها كغيرها ….لكن بعد
اتمام الزواج من عز الدين أصبحت اهم وانجح عارضات أزياء لمجرد انها تزوجت من اكبر رجال الاعمال و واكثرهم وسامة وشموخ….وأيضاً يتمتع
بشخصية قوية يهاب منها الجميع…. و تتهاتف عليه الكثير من الفتيات……. وتحسدها عليه الكثيرات منهن…..
عضت ميرال على شفتيه بحسرة فهي ضيعت من بين يداها اهم صفقة بحياتها كم اخبرها والدها قبل الطلاق….. ولكنها لم تستمع له و ظلت على موقفها وعنادها وتكبرها ومضت بمنتهى البرود على أوراق الطلاق….ليحدث بعدها الغير المتوقع….
تم الغاء بعض العروض التي مضت عليها….. وتلقى
مدير أعمالها بعض الاعتذارت السخيفة من
بعض مصممين الازياء ……وتم التقليل من
متابعيها بصورة ملحوظة على مواقع التواصل الاجتماعي….وكل هذا في غضون اربعة اشهر فقط….لا يحدث لها شيء بعد الطلاق إلا
الخسارة…… الخسارة فقط…….
يجب ان تستعيد مجدها وتفعل المستحيل ليعود لها عز الدين وتعود الشهرة والحياة من جديد….فهي بدونهم كالسمكة بدون ماء…….
قالت بصوتها الناعم وهي تجلس بجواره….
“وحشتني ياعز…..”
سالها بصوت خشن لا ينم على اي تأثر…

 

 

 

 

“اي اللي جابك ياميرال…..”
مدت يدها بمنتهى الجرأة وبدات تداعب باصابعها الطويلة شعره البني ذات الخصلات الشقراء للامعة…..
“اللي جبني انك وحشتني….اي ياحبيبي هو انا موحشتكش……”
سحب يدها بقوة من فوق راسه برغم تاثر جسده بقربها الا انه مقت متطلباته الرجولية…و نهض من مكانه مزمجر بانزعاج…. وملامحه صلبة كالفولاذ
لا تنم عن اي شيء بداخله…….
“اتكلمي علطول ياميرال…..وبلاش الطريقة الرخيصة دي في كلام……”
مطت شفتيها بدلال وهي تقرب يدها من لحيته
البنية النابته وتداعبها بطريقة أنثوية مثيرة….
“رخيصة؟….اخص عليك ياعز حد يكلم مراته بطريق دي……”
ابتسم بسخرية وهو يرفع عينيه عليها وقد عقب باستنكار….
“مراتي انتي ناسيه اني طلقتك من اربع شهور
ولا إيه…..”
هتفت ميرال بتملق ودلال إليه….
“ممكن ترديني…..انتَ عارف اني بحبك…ومقدرش اعيش من غيرك……وعارف كويس انك……”
نهض بقوة لكي يبتعد عن تلك الحية قبل ان تلدغه بسمها المميت فيعود اليها في لحظة ضعف و
احتياج قد اشتعل كأتون هائج بعد قربها الخبيث
منه….
“وفري على نفسك الكلام ياميرال هانم….عز الدين الخولي عمره ما يوطي عشان يجيب حاجة رماها
بايده…….”
توسعت عينيها وهي تراه يبتعد عن المكان صاعد على ادراج السلم الرخامي الأنيق لكي يصل لغرفته..
وبدون كلمة وداع تركها واقفه مكانها تنظر للفراغ
بوجوم واحباط بعد كلماته القاسية المهينة……
اغلق عز الدين باب غرفته وبدا بتغيير ملابسه
بصمت ثقيل على صدره يكاد يخنقه ! لكن لم يدوم الصمت كثيراً قد صدح الهاتف واتى اتصال من نزار
حارسة الشخصي…. فتح عز الدين الخط وهو يقول بهدوء….
“ها يانزار…. جبتلي قرار البت دي…..”
صمت قليلاً ليسمع حارسة الشخصي يدوي اليه اهم المعلومات عنها…. لم تتأثر ملامح عز الدين بل عقب بجملة واحده كانت الفاصلة الناهية للحديث
بأكمله….
“بتقول عنوانها فين؟……”
تظن ان الكون يسير باشارة من يدك…..
تظن انك قادر على تحديد مصاير الجميع
تظن انك قادر على حماية نفسك من حماقة
المشاعر وهفوات القلب……تظن…..وتظن…
لكن اين اليقين…..بانك ستجدها يوماً وتجزم
بداخلك انها الاولى والاخيرة !……
………………………………………………………………
في نهاية اليوم دخل الى منزله بعد ان رحل الجميع
وحتى شيقتيه كل واحده ذهبت الى بيت زوجها…

لكن اين اليقين…..بانك ستجدها يوماً وتجزم
بداخلك انها الاولى والاخيرة !……
………………………………………………………………
في نهاية اليوم دخل الى منزله بعد ان رحل الجميع
وحتى شيقتيه كل واحده ذهبت الى بيت زوجها..
رفع عيناه على صالة المنزل فوجد والدته تجلس على الاريكة مربعة القدمين تنظر لعيناه بتعاب وحزن وحين طال النظر بينهم اشاحت بوجهها حتى لا يضعف قلبها امام صغيرها الغالي….
تنحنح ابراهيم بخشونة لكي ينتبه له والده الجالس بالقرب من زوجته على احد المقاعد……
رفع راضي عينيه على ابنه فناداه برفق بصوته الهادئ…..
“تعالى يابراهيم….. عايزك…..”
أسبل ابراهيم جفنيه وتقدم من والده وهو يرتب كلماته جيداً قبل الخروج… فمن الواضح ان والدته
حكت كل شيء ولم تنتظر حتى يطلع النهار
عليهم…..
جلس ابراهيم بجوار والده…..فقال راضي وهو
يرتب على ركبة ابنه…..
“مزعل امك ليه يابراهيم……”
رفع ابراهيم عيناه على امه بدهشة فنظرت له امه بطرف عينيها بحنق……هز راسه وهو يقول بنفي….
“مزعلها؟؟…مزعلها ازاي بس ياحاج…..هو انا اقدر برضو…”
اخرجت امه تنهيدة ساخرة طويلة وبدون كلمة واحد اطرقت براسها للأرض…سمعت زوجها يقول بنفس الهدوء الشامخ…..
“امال اي اللي حصل بينكم خلاها مضايقه اوي كده منك…….”
أخيراً تحدثت نوال وتمتمت باقتضاب…..
“آآه عرف ابوك إيه اللي حصل…بلغه بجوازك…زي ما جيت بلغتني بيه…..”
نظر راضي لابنه ولم يمثل الدهشة فهو علم من زوجته كل شيء قبل دخول ابنه…..سأل ابنه بأختصار…..
“مين دي يابراهيم….اللي انتَ عايز تجوزها…..”
أخبره ابراهيم ببساطة وكان التعبير مات من
على وجهه في تلك اللحظة…..
“سمر……..اللي سكنه في وشنا…..”
سأله والده بشك…..
“سمر……..انتَ كملتها؟……”
رد ابراهيم بجدية وبمنتهى الصراحة أخبره…..
“مش زي مانتَ فاهم ياحاج….كلام عادي….انتَ عارفني انا بحب الدغري ومليش في الوع…..بالعربي كده ياحاج هي عجباني…. وانا عايزها في الحلال.. ”
ضربت والدته فجأه على فخذيها فانتبه الاثنين لها بدهشة وهي تصيح بأعتراض….
“دي بذات لا يابراهيم……. دي بذات لا…..”
سالها ابراهيم بصوت محتد قليلاً من رفضها المبالغ فيه…..
“ليه لا ياحاجه….. شوفتي منها اي وحش… ولا شايفه حاجة انا مش شايفها….”
زمجرت بحدة قائلة بصراحة يكذبها بداخله
دوماً….
“انت شايف اللي انا شيفاه….”
تحركت عضلة واحده بوجهه على اثر كلمات امه ليشيح بوجهه عن عيناها وهو يقول بعناد….
“انا مش شايف حاجة….. سمر محترمه وبنت ناس…”
اومات له وهي تقول بنفاذ صبر….
“عارف انها محترمة وبنت ناس مقولناش حاجة…..ومفيش تراب على اخلاقها…. لكن متلزمناش هي من طريق يابني واحنا من طريق…”
هدر بسؤاله بدهشة…..
“ولي كل ده ياماااا… ”
خبطت مرة اخرى على فخذيها وهي تقول
بذهول يصحبه التشنج….
“لي كل ده؟…. دا لسه بيسالني؟….. البت قوية يابراهيم وفهمه ودايره وعارفه الدنيا مشي ازاي……مش بتكسف ولا بتخاف ولا بيهمها حد واخده الدنيا بطولها وعرضها…..هي دي تنفع تبقى مراتك أم ولادك…..النوعيه اللي زي دي عايزه راجل تمشيه على هواها مش هو اللي يمشيها……..”
كبح غضبه وحدث امه بعتاب متهكماً…
“انتي مش بس بتعيبي فيها ياحاجه….انتي
بتعيبي فيا انا كمان……”
هتفت بلوعة الام وهي تخبره بنفي…..
“لا ياضنايا انت راجل وسيد الرجالة…ومفيش واحده تقدر تمشيك على هواها…..وعشان كده بقولك بلاش سمر لا هتعرف تعيش معاها ولا هترتاح يابني وياها………اسمع كلامي وبلاش الموضوع ده……”
اخبرها ابراهيم بفتور…..
“انتي لسه قايله ياحاجه اني راجل ومينفعش واحده تمشيني…..”
نظرت له والدته بغضب وهي تقول بسطوة قوية…
“انا امك يابراهيم……”
مسك يد امه وقبلها وهو يقول بمحبة وطاعة…
“على راسي يأمي…..بس وحيات ابراهيم سيبني اعمل اللي انا عايزه….”
رفعت حاجبها وسالته ذاهله…
“يعني إي الكلام ده ؟….”
“يعني سبيني أعيش مع اللي اخترها قلبي….ومتقلقيش علينا…. مصيرها تطبع بطباعي وتفهمني من نظرة عيني……زي مانتي بتفهمي ابويا كده من نظرة……..مش طبعك بطباعه ومع العشرة
خدتي عليه وبقى كل حاجة ليكي……..هو ده الجواز ياحاجه هي دي العشرة والعيلة…..مفيش جنة من
غير نار ولا اي ياحاج ابراهيم……احضرنا….”نظر لوالده الذي ابتسم ببشاشة وطيبة وهو يقول….
“ربنا يكملك بعقلك يابني ويسعدك في حياتك…..ونشيل عيالك عن قريب…..”
ساله ابراهيم بجدية اكبر….
“برضو ياحاج مقولتليش رايك إيه…..”
نصحه والده بجدية قائلاً…..
“رايي توكل على الله وان كانت من نصيبك لو اي بالذي وقف قصدك هتاخدها وتبقى نصيبك….ولو مش من نصيبك ربنا هيعوض عليك و اوعى تسأل اللي خلقك عن الأسباب…..محدش عارف الخير
فين يابني…..”
شقت الابتسامة محياه فتقدم من والده وعانقه بقوة
ربت والده عليه وهو يبارك له بحنان….
“مبروك يابراهيم…….مبروك يابني….”
دمعت عيني نوال وهي ترى هذا المشهد كانت تتمنى من صميم قلبها ان تشعر بالفرحة التي ادخرتها لسنوات وسنوات لاجل اللحظة الذي ياتي بها ابنها
الوحيد ويخبرها انه يريد الزواج ممن اختارها قلبه…..
كانت تود ان تعانقه وتفرح لأجله لكنها تشعر بقلق ولاضطراب والخوف يزيد على ابنها من تلك الزيجة وتلك المرأه…قلبها يخبرها ان الارتباط هذا لن يجلب الا الشؤم والفراق لعائلتها…….وقلب الام لا يكذب….لم يكذب يوماً عليها…..فهل هي تحمل
الامر على عاتقه اكثر مما يستحق فعلاً ؟؟….
اقترب منها ابراهيم وقبلها من قمة راسها وهو ينظر لوالده ثم لامه وكان يترجاها بعيناه ان لا
تكسر الفرحة في قلبه بل تسعده مثلما فعلها
والدها ببساطة……
“الفرحة مش هتكمل غير بموفقتك ياحاجه….ها قولتي إيه……”
نظرت نوال لوجهه المحبب لعينيها وقلبها…ورقى قلبها وهي ترى ابتسامته تختفي بتدريج ظنًا منه انها مازالت على موقف الرفض……
مدت نوال يدها المجعدة الدافئة لوجه ابنها وهي
تقول بصعوبة لأجل عيناه وفرحة قلبه…..
“مبروك يابراهيم…..”
جذبته امه لاحضانه فلم يمانع وظلت راسه على كتفها ينعم بوطنه الحبيب الذي اذ هاجره العالم
بأسره وقست عليه القلوب يظل الوطن باقي
لاجله……. لأجله هو فقط عن غيره !…..
سالها إبراهيم بشك ولم يبتعد عن احضانها….
“يعني راضيه عني…..”
نظرت نوال الى زوجها من اعلى كتف ابنها فوجدت زوجها يبتسم بطيبة وبنظرة عينيه فهمت سريعاً
ماذا يجب ان تقول….فقالت بحنان وهي تربت على ذراعه…..
“وان مرضتش عنك انتَ هرضى عن مين….مبروك ياحبيبي…..”
______________________________
خرجت من باب صالون التجميل الفخم… بعد انتهى
يوم العمل ككل يوم كانت تنزل على درجات السلم
بفستان جينز طويل يصل لاخر كاحلها… ملفوف على جسدها الانثوي برشاقة جذابة ، كانت عاقفة ذراعي الفستان الى مرفقيها كاشفه جزء بسيط من ذراعيها النحيلة الناعمة … كان شعرها المموج مربوط كذيل حصان غير مهذب اطلاقاً فهو كان يتمرد ويتأرجح كالامواج خلف ظهرها ، بشراسة مثلها بينما بعض الخصلات منه تتأرجح بجمال على صدغها وتداعب عينيها السودوان الحبيبتان لقلبه وعيناه
بد كل شيءٍ بها محبب الى قلبه… الاعجاب تحول الى شيء؟….. شيءٍ قريب من القلب… لا بل انه
من صميم قلبه !….. تلك الجميلة الجامحة اخترقت كيانه في لحظة….. من يوم ان مسكت بكلتا يداه
ووقفت امامه بشجاعة عشر رجال ناظرة الى عيناه بقوة ، جزم داخله وقتها ان هناك ما زلزل كيانه
فسلم مشاعره إليها يوماً بعد يوم كلما قابلها
صدفه ، كلما تحدث اليها… كلما نظر الى عينيها الحبيبة لقلبه…… كلما لمسها ولو بالخطأ….
شيءٍ بداخله يحدث…. شيءٍ يتغير وكانها اخترقت كل الأبواب المغلقة بداخله…. وترعرعت بمكان لم يدخله سواها ونقشت عليه اسمها… فاصبحت

 

 

 

 

الحبيبة الغالية على قلبه…. وأجمل شيء يراه في
يومه وها قد اصبح هناك ما يبهج حياته
الروتينية الكئيبة !…..
تمايلت برشاقة في سيرها فزاد توهج عيناه وهو يتابعها تضحك مع زميلتها وهي تنزل اخر درجة
من السُلم وكانها ملكة وصلت الى المنصة أخيراً
بعد انتظار حافل من رعاياها !…..
شعرت سمر انها تحت مراقبة احدهم رفعت عينيها نحوه فوجدته ينظر لها وكانه ينتظر تلك النظرة كي يعلق عينيها به قليلاً فقد……..قد اشتاق إليها
كانت مقرؤة بعيناه القاتمة التي تغير بها شيء
وهي تلك الامعة المتوهجة بها كلما نظر اليها
هي واحدها …..
ابتسمت سمر تلقائياً برغم من توترها من وجوده…
لكنها تقدمت منه بعد ان ودعت زميلتها فوجدته
يعتدل في وقفته بعد ان كان يسند جزعه على
مقعد الدراجة البخارية الخاصه به……
“إبراهيم…… اي اللي جابك هنا…..”
برغم من تعمقه بعيناها الا انه رد بصوتٍ أجش…
“لازم نتكلم شوية انتي مشوفتيش الرسالة ولا إيه…”
اجابته بهدوء….
“لا وشوفتها…..”
عقد حاجبيه وهو يسألها بعتاب….
“ولم انتي شوفتيها مرنتيش عليا ليه في وقتها…”
تمتمت هي بتهكم وصل لمسامعه….
“كان ممكن تعملها انتَ مكان الرسالة….”
رد عليها باقتضاب….
“مكنتش عايز اتحط في صورة وحشة قدامك… اقرب حاجة هتيجي في دماغك اني بتسلى بيكي…..”
عقدت ذراعيها وهي تنظر اليه بتشكيك….
“واي بقه اللي غير رايك وخلاك تجيلي لحد هنا….”
ابتسم اجمل ابتسامة راتها على محياه وهو
يقول بخبث……
“جاي اعزمك على حلبسة عالكورنيش….”
مطت شفتيها وهي تقول بامتعاض….
“حلبسة؟…. انت بتهزر يابراهيم…..”
تلاشت ابتسامته وهو يسالها بغرابة….
“اي الهزار في كده… هوديكي اكتر مكان بحب قعد فيه… اي مش عايزه تيجي معايا….”
اوضحت وجهة نظرها وهي تقول….
“اكيد عايزه….. بس احنا لسه مفيش بينا حاجة عشان عايزني اطلع معاك كده ……”
“ماهو دا الموضوع اللي عايزك فيه…”
اهتزت ابتسامتها ولكنها ابت الخروج كامله حتى تتأكد اكثر من صحة كلامه…..
” يعني إيه….. ”
اقترب منه ومال عليها قليلا لفرق الطول بينهم فهمس في اذنها بعبثة الوقح…..
“يعني هتجوزك ياشبح……… هتجوزك ياجميل…”
شعرت ان شفتيه اقتربت اكثر من المعتاد فحدث تلامس منه على صدغها الناعم… اضطرب قلبها وشعرت بحرارة جسدها ترتفع ابتعدت عنه وهي تنظر اليه بحدة مصطنعة لتجد عينيه تزيد قتامة وتوهج وصدره ارتفع بوتيرة انفاسة من مجرد
لمسة بسيطة قد كان لها تأثير قوياً عليه..حتى
هو يأثر بقوة في اعماقها….. في ارضها العطبة
وكانه اتى لاصلاح كل مابها المعروف والغير
مدرك بعد…….
ابتعد عنها ونظر الى عينيها الشاردة لتجده يمد يده
في الهواء اليها حتى يبعد الحرج عنها…..قائلا بنبرة مبهمة…..
“هتيجي معايا…..”
سالته سمر بحيرة ولا تزال يده معلقة في
الهواء…
“على فين…….”
اجابها وعيناه لا تفارق وجهها الجميل… وسالها في نفس الوقت وكانه يريد ان يسمع جواباً صريح…..
“معايا ياسمر………مش عايزه تبقي معايا…..”
ابتسمت بحب لاول مرة تفصح عن اول اعتراف
صريح منها…..
“معاك في اي حته يابراهيم…..”وضعت يدها بكف يده الكبير لتجده يطبق عليه بتملك يروقها بشدة….
ود إبراهيم لو رد على جملتها بعناق بقبلة بفعل افضل من الكلمات…..فعل أصدق وتأثيرة اعمق على المشاعر……..هتف ابراهيم بسعادة وهو يصعد
على الدراجة البخارية……
“يلا بينا يا سمر….”
جلست خلفه بخفة وساقيها تتدلى من مكان
واحد وكفيها يلمسان خصره بحرج وتردد
واضح….هتف ابراهيم بمزاح ثقيل بعد ان اشعل المحرك…..
“امسكي جامد ….مش عايز اقرأ الفاتحة وانتي متجبسه……”
لكزته في ظهره بخفة وهي تقول بعناد تخفي
به الخجل الشاعره به…
“سوق وانتَ ساكت انا ماسكه كويس على فكرة……”
“كده كويس…. طب بشوقك بقة…..” انطلق بدراجة البخارية…. صرخت سمر بقوة وهي تتشبك به
بقوة……
“براحه ونبي يابراهيم انا اول مرة اركب موتسكل…”
ضحك بتسلية وهو يزيد السرعة ولحسن الحظ كان الطريق فارغ امامه …..
“ومش هتكون اخر مرة يروح يابراهيم……”
فغرت شفتيها على اثار جملته ولكن خوفها كان
اقوى من جملته العفوية فقالت بحدة….
“ابراهيم انا خايفة….”
هتف ابراهيم وسط تيار الهواء العالي
بمرواغه وقحة….
“متخفيش امسكي فيا جامد……..اقولك احضنيني اوي عشان متوقعيش….”
تشبثت به بيد وضربته بالاخر وهي تصرخ بغضب وسط تيار الهواء القوي حولهم بسبب السرعة …
“يامتحرش ياقليل الادب……..نزلني…… نزلني. نزلني…….هنموووووت “صرخت بقوة في اخر
جملة برعب…….
شفق ابراهيم عليها فقلل سرعة المحرك وهو
يهدأها بطريقته…..
“خلاص ياشبح……….أهدى بقينا مشيين على قشر بيض اهوه …….”
سندت سمر على كتفه باعياء بسيط وهي تقول بتعب….
“انا حسى اني دايخه….”
ابتسم بسماجة وهو يقول….
“مبروك…..”
ضربته في ظهره بقوة وغيظ تأوه بقوة وهو يقول…
“يابنتي كفاية حرام عليكي انا ضهري وجعني لوحده…….”
هتفت بعفوية وقلق…..
“بجد لس وجعك انت مدهنتش من المرهم….” تحسست ظهره بكف يدها…. اغمض عيناه في اقل من ثانية ثم فتحها وهو يبلع ريقه بأضطراب
وحاول التحدث بنبرة عادية ولكن رغماً عنه
بان التأثر الحميمي بها…..
“بلاش الحركات دي تاني عشان مترجعيش تلومي عليا في اللي هعمله فيكي….”
سالته بعدم فهم وسط هدير الهواء ….
“ليه…..وانا عملت إيه…..انا.. ”
قاطعها بجدية وتوعد شقي وعيناه للامام
مثبته بتركيز…..
“انتي فضلك معايا تكه….تكه واحده ياشبح ومتلومش غير نفسك بعدها…….”
ابتسمت وهي تثبت كفي يداها على خصرة
مستمتعه بأول يوم خروجه معه وبرغم التردد
من تلك الخطوة إلا انها مطمئنه بقربة…….
على الناحية الأخرى كان يقف (تامر) زميلها في
العمل والذي خرج خلفها مباشرةً ليراها تقف مع شخصاً غريب بل وتستلقي خلفه في دراجة بخارية وكانها مراهقة في سن السابعة عشر
تواعدة مع حبيبها ان يقلها من امام المدرسة لكي تعرف الجميع انها اصبح لديها حبيب !…..
رفع هاتفه على اذنه وعلى شفتيه ابتسامة دنيئة متوعدة لها بكل شر أسود…. فتح الخط فقال تامر
بوضاعة لصاحب الرقم…..
“عندي ليك خبر ياباشا انما إيه بمليون جنية….”
هتف الرجل بملل وهو يقول….
“انا مش فضيلك ياتامر في إيه اخلص…..”

 

 

 

 

هتف تامر ببطء خبيث كالافعى السامة….
“سمر….. السنيوريتا الغالية على قلبك…..”
على الناحية الأخرى انتبهت حواس الرجل بأكملها فقال بصوتٍ مخيف…..
“مالها سمر…… جرالها حاجة….”
لوى تامر شفتيه وهو يقول بلؤم…
“متخفش ياماهر بيه… دي في ايد امينه…. لسه خارجة من الشغل وقبلت واحد خدها معه
على موتسكل…… والله واعلم رايحين فين….”
صاح ماهر من الناحية الأخرى بغضب….
“واحد….. موتسكل….. مين ده…..”
تحدث تامر بلؤم المرأة الماكرة…..
“الله واعلم….. بس شكله كده جاي على هواها اصلها ركبت معاها برضاها… وضحكه من الودن دي للودن دي……”
لم يسمع تامر إلا غلق الهاتف في وجهه… فلم يبالي بل زادت ابتسامته إتساع بشع وهو يقول بنبرة سوداء…….
“نهايتك على ايدي ياسنيوريتا……

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!