روايات

رواية عصيان الورثة الفصل السادس 6 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الفصل السادس 6 بقلم لادو غنيم

رواية عصيان الورثة الجزء السادس

رواية عصيان الورثة البارت السادس

رواية عصيان الورثة الحلقة السادسة

غابت عين حياة عن الحياة فوق ذلك الخيل الأسود المتمرد الذي يركض بهي كانه في سباق معا الزمن و بمجرد روئيته للبحيره أصبحت علي خطوة واحده من قدمه هرول بالوقوف بتسرع مندفعا بجسده لليسار رافع ساقيه من الأمام يحمي نفسه من الوقوع “لكن حياة لم تحتمي من حركة جسده مما جعلا جسدها يسقط من فوقه داخل البحيرة” التي سجنتها داخلها محاوله اخذها إلي القاع “لكن عيناها فتحت جفونها لتتفجئ بالمياة تحاوطها من جميع الاتجاهات نظرت إلي الأعلي بلهفه وهي تكتم أنفاسها وجدت أن سطح الماء أصبح بعيدا عنها” شعرت بالخوف يمزق داخلها لم تكن تستطيع السباحه فهي لم تتعلمها من قبل مما جعلا نسبة نجاتها معدومه “لكنها حاولت تحريك قدميها لتنجي نفسها لكنها لم تنجح في الوصول إلي سطح المياة” ظلت تعافر لدقيقتين وهي تكتم أنفاسها وتحرك يديها معا ساقيها بهروله تحاول بكل جهد دفع نفسها لفوق لكن للمره الثانية لم تنجح “كانت دموعها تمتزج معا مياة الغرق وشعرت با انتبضات قلبها بدءت بالتوقف ادركت حينها أن نهايتها قد حانت” ووسط زاح مشاعرها الخائفه لمحت رجلا يسبح أتجاهها لم تكن تعرفه من قبل “حاولت تحريك جسدها بما تبقي بهي من طاقه لكي تقترب اليه فقد كان بعيدا عنها” لكنها في أقل من ثانية بدءت الروئيه لها تتشوش وبدءت عيناها تغلق بعدما شعرت بالمياة قد غزت امعائها وبدقات قلبها تنخفض وانتفض جسدها مرتين من ثم أغلقت عيناها واستسلم جسدها للموت”وبدءت المياة بسحبها لقاع البحيرة ”
وقبل أن تسحبها المياة أكثر أمسك هاشم بيدها سابح بهي إلي الأعلي إلي خارج المياة وفور أن اخرج وجههما من القاع إلي خارج المياة حيث ضوء الشمس وجدا صفوان ينزل من فوق حصانه الأبيض بهروله عندما وقعت عيناه علي حياة التي يسبح بهي هاشم أبن عمته نجاة إلي حافة البحيرة” لم ينتظره صفوان حتي يخرجها إليه بلا قفز داخل البحيرة وسبح اليهم وفور أن أصبح بجانبهم نظرا إلي وجهها الشاحب الذي يشبه الموتي “لكنه لم يضيع الوقت في تفقد وجهها بلا احتضنه خصرها بيده مساعدا هاشم في سحبها إلي الخارج وبعد دقيقتين أصبح علي حافة البحيرة من ثم خرج صفوان من المياة ومال بجزعه العلوي يسحب حياة من ذراعيها بينما هاشم فمازال داخل المياة ممسك بخصرها يدفعها للأعلي إلى صفوان الذي تمكن من الأمساك بهي باحكام وحملها بين ذراعية وابتعد بهي عن المياة من ثم جلس علي عقبيه ومدد جسدها علي الأرض وأمسك بيدها يتفقد النبض لكنه بلع لعابها بقلق عندما وجد نبضاتها متوقفه” من ثم نظرا إلي هاشم الذي اتي وجلس امامه وسأله بأستفهام وهو يشيح قطرات المياة عن وجهه __
مين ديه يا صفوان شكلك تعرفها”
أغمض عيناه بحده من ثم فتحهما وقال بلكنه حادة__
هـــــو ده وقـــــت أسالـــــه يــــا هاشـــــم البــــت شكلهـــا ماتـــــت”
تنهد هاشم بقلق وتفقد نبض رقبتها ليتاكد من حديث صفوان لكنه لم يكتفي بتفقدها بل وضعها كفتيه فوق قلبها وبدءا بالضغط عليها محاولا اعادة النبض وهو يحدث صفوان بجدية __
اهدا ممكن يكون نبضها متوقف بسبب المياة اللي اكيد شربتها وضغط المياة عليها “خليني احاول اعمل لها صدمات للقلب”احمد ربنا اني شوفتها وهي بتقع من فوق الحصان لجوة المياة وأنا سايق عربيتي
والا كان زمانها غرقت”
صمت وظلا يحاول انعاش قلبها بصدمات يده لاكثر من ثلاث دقائق لكن الأمر لم ينجح “مما جعله يبعد يده عنها بعدما استسلم لموتها وقال بجدية ___
شكلها فعلا ماتت قلبها مش عايز يستجيب”
جذب صفوان شعره بتوتر وهو يرا وجهها الغائب
عن عالمه “لم يكن يدرك ماذا يفعل وبماذا سيخبر جدته عند عودته”كانت افكاره مشتته” حتي تذكر التنفس الصناعي وقرر المحاوله معها “مال صفوان بجزعه العلوي إليها وامسك بشفتيها بيديه ووضع شفتيه فوق شفتيها وبدء بالنفخ داخل فمها محاولا اعطاء هواء للرئه” ظلا يحاول لدقيقتين حتي وجدها نهضت بجزعها العلوي بلهفه وفرغت المياة المخزنه داخل اعمائها علي وجهه مما جعله ينهض بتسرع ويجفف وجهه’بينما حياة فافتحت جفونها ووجدت هاشم من يجلس بجانبها وتذكرت وجهه الذي رئته داخل المياة “ظنت أنه من انقذها و اخرجها إلي الخارج وفرغ المياة من داخلها مما جعلها تكح بينما هو فرتب علي ظهرها بأستفهام___
كحي خرجي المياة من جواكي وأنتي هتبقي كويسة” أنا عملتلك ضغطات علي القلب بس مجبتش نتيجة بس واضح أن التنفس الصناعي جاب نتيجة الحمدلله بسببه الرئة انتعشت تاني”
لم يميز من فعلا لها التنفس مما جعلها تظن أنه هو فقط من ساعدها “ظلت تكح لدقيقتين حتي أخرجت المياة بالكامل من جوفها وشعرت ببعض الراحه ونظرت لها بامتنان___
أنا فاكره شكلك أنا شوفتك وأنت بتعوم نحيتي شكرا لوله مساعدتك كان زماني ميته”
أنهت جملتها ونهضت تجفف وجهها من المياة والتراب “ثم أستدرات للخلف فوجدت صفوان يقف أمامها يتفقد عيناها الحمراء من الأختناق “كان يشعر بالراحة وهو يراها مازالت علي قيد الحياة” بينما هي فكانت تنظر له بتعجب بسبب ملابسه المبلله لم تكن تتذكر أي شئ مما فعله معها أثناء فقدانها للوعي”٠ولم تهتم حتي لسؤله عن سبب ملابسه المبلله فقد ظنت أنه كان ينقذ حصانه مما جعلها تقذف جملتها البارده في وجهه محاوله تجاهل نبضات قلبها التي باتت تنبض له ___
حصانك بصراحه مش مريح خالص همجي ومندفع
أنا لو كنت أعرف أنه حصانك مكنتش ركبته”
عقد ذراعية أمام صدره وتحدث بجمود__
وأنتي عرفتي منين أنه حصاني لاء وكمان أنقذته”
لوت شفتاها ببرود قائلة__
من هدومك المبلوله واضح أنه وقع معايا وحضرتك كنت بتنقذه “ياريت بعد كده متخرجهوش من الأسطبل الحصان الهمجي اللي زي ده مكانه في الحبس مش وسط الناس”
لم يهتم بما قالته فهي بالنسبة له مجرد هاوية تحاول أثارة جنونه “لكنه لم يمكنها من نيل ماتريد بلا نظرا لها بجمود واتجه إلي حصانه الأبيض وقفز فوقه “محاولا التغاضي عن كلماتها السخيفه” من ثم نظرا إلي هاشم وقال برسمية___
هاشم رجع الدكتوره بيت جدك رضوان وبلغ جدتي أني رايح مزرعة المواشي عند حسان”
لم يوجه لها أي كلمه بلا أكتفي بنظره بارده إلي عيناها وهم حصانه الأبيض بالركض” بينما هي فتنهدت بأستغراب وأستدارت لهاشم وقالت__
أنت تقرب حاجة للحجه وصيفه”
اقترب منها هاشم وهندم ملابسه من التراب وقال برسمية__
أيوه أنا هاشم عثمان أبن نجية العزيز وجدي رضوان يبقي عم أبويا الحج عثمان”_أنتي بقي الدكتوره حياة أمي حكتلنا عنك أمبارح بتقول أنك من طرف بنت بتدعي أنها بنت خالي سالم الله يرحمه”
لم يروق لها شكوك حديثه مما جعلها تعقد حاجبيها وتحدثة بتزمت__
بتدعي لاء هي مابتدعيش هي فعلاً حياة سالم العزيزي”وقريب أوي هتيجي هنا وهتجيب معاها دليل ياكد نسبها للعائلة”
تفاجئ هاشم من حدة حديثها ورفع حاجبة الأيسر بأستفهام وقال ___
مالك انفعالتي كده ليه أكنك أنتي هي”بعدين
بما أنها واثقه أوي كده من نفسها مجتش هي ليه وطلبت بحقها بدل ماهي بعتاكي لينا عشان تجسي نبضنا وتنقللها أخبارنا”
رغم عقلانية حديثه إلا أنها حاولت التملص من الحديث معه فقد بدا علي ملامحه القمحية تعقيد لم تريح قلبها مما جعلها تهندم من شعرها وهي تهتف بجدية ___
أنا مش مخبره جايه اطقس واجيب الأخبار أنا دكتوره محترمه ومش هسمح لحد يقلل مني” وبعدين الحجه وصيفه هي اللي صممت أني قعد هنا”وعلي فكرة أنا مش قاعده في ملك حد فيكم أنا قعدة في ملك سالم العزيزي أبو حياة العزيزي يعني باختصار شديد قعدة في ملك حياة ياأبن عمتها مش برده كده تبقي أبن عمتها نجاة”
جرئة حديثها كانت تفاجئة فلم يرا فتاة جريئه من قبل مثلها ورغم شعوره ببعض الإنزعاج من بجاحة ردها وتدخلها فيما لايعنيها إلا أنه ايضا كان يشعر بالأنجذاب إلي شخصيتها فملامحها الهادئة لا تقول أنها تخفي فتاة بتلك الجرئة “مما دفع هاشم للأقتراب منها أكثر واستقر بالوقوف أمامها ناظر داخل عيناه الزيتونية التي تشبه نور غروب الشمس المنعكس علي حبات الزيتون وقال بلكنه حائرة___
اللي يشوف شكلك وجمال عيونك يقول أنك رقيقة وهادية بس اللي يسمع كلامك وجرئتك يقول أنك تركيبة غريبه مشوفتش قبل كده الجرئة والجمال بيجتمعه في بنت واحده” قوليلي يادكتورة ياتره حياة اللي بتقوليه عليها بنت خالي زيك كده ”
لم تهتم بتلك التعبيرات واكتفت فقط بالأجابة علي سؤاله برسمية باحته__
أول مره أشوف راجل بيحب البجاحه بس هقول إيه ماهو ده العادي بتاع عائلتكم”بس ماعلينا بالنسبة لحياة بنت خالك فانا هسيبها هي اللي تجاوب علي سؤالك لما تشوفها”ممكن بقي توصلني للبيت والا أدور علي حد يوديني”
شعرا بالأحراج من حديثها مما جعله يتحمحم ويفرك لحيته بعين تتطلع لليسار وقال دون النظر إليها __
هوصلك أتفضلي اركبي العربية”
ادارة نظرها لليمين ورئة سيارة چيب بالون الأسود “أتجهت إليها وبعد دقيقتين كانت تجلس علي المقعد الأمامي وبجانبها هاشم يتولي قيادة السيارة” وكلن منهم يعتمد الصمت”
ــــــــــــــــــــــــــ
اما داخل منزل نجاة كانت تجلس علي الأريكه وأمامها نجية زوجة أخيها التي تخبرها بأمر صفوان وعلي وجهها الحيرة__
والله زي مابقولك كده صفوان شافها بتهزقني ومتكلمش لاء، ده كمان اتغزل فيها أدمي”أنتي لزم تحابي علي خطيب بنتك البت الدكتوره لو فضلت قاعده معانا هتلهف صفوان من ليلي ووقتها قولي علينا كلنا يارحمن يارحيم “دية مكملتش يومين عندنا وكلت بعقل صفوان حلاوه ده مش بعيد نلقيها اتجوزته يا نجاة”
كلماتها كانت كالبنزيم الذي يذيد من أشتعال نيران جسد نجاة التي شعرت بالقلق علي، ضياع الثروه من يدها ويد أبنتها مما دفعها للنهوض والتحرك يمينا ويسارا بوجه منعقد بشراسه قائلة بصياح___
بقــــي كــــــده عايــــزه تاخـــــد مكـــان بنتــــي لاء بعينـهــــا ماشـــي يــــا سعـــاد بقـــــي بعتالـــــي وحــــده عشـــان تلهـــف عريـــــس بنتـــي بترديلـــــي اللـــي عملتـــــه معاكـــي زمـــان ماشـــي وحيـــــاة أمــــــي لهوريكــــي هعمـــــل فيهــــا ايــــه”!!
شعرت نجية بالقلق من حديث نجاة “لذلك نهضت ووقفت أمامها محدثه أياها بتعجب__
نجاة أنا مش بقولك الكلمتين دول عشان توقعي نفسك في مصيبه لاء أنا جاءت أنبهك عشان تعجلي من فرح ليلي و صفوان”
حركت نجاة رأسها بجمود وداخلها مشتعل لم ينطفئ ونظرت إلي نجية بملامح لاينه قليلا وقالت بجدية __ماشي يانجية روحي انتي ياحبيبتي وكتر خيرك إنك فتحتي عنيا”٠ومتخفيش عليا أنا زي ماقولتي هعجل من فرح العيال”
اطمئنت نجية ورتبت علي كتف نجاة وغادرت البيت أما نجاة فأمسكت بهاتفها وأتصلت علي أحدهم وقالت بلكنه بارده مولعه بملامحها الشرسة___
أسمع اللي هقولك عليه ونفذه بالحرف الواحد”
ظلت تتحدث معا أحدهم وبعد خمس دقائق كانت قد أنتهت وجلست علي الأريكه تبتسم بشراسه”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما علي الجانب الأخر داخل مزرعة المواشي كأن يقف حسان داخل مكتبه وأمامه ليلي التي تبكي وهي تقول__
أنا خلاص زهقت قولتلك خلينا نتجوز ونحط أمي ادام الأمر الواقع ديه رأسها وألف سيف متجوزش غير صفوان”
أخذ نفسا عميقا وفرغه في الهواء يخرج بهي ذلك الألم الذي يلازم قلبه المشتعل بغرامها منذ الصغر “وقال ببعض الجدية___
ليلي أنا قولتهالك قبل كده وبقولهالك تاني أنا مش هتجوزك من ورا علم أبوكي وأمك أنا يوم متجوزك هتجوزك في النور وبموافقتهم وهنعمل فرح يحضره أهل البلد كلهم” ياليلي اللي بيحب بجد بيصون حبيبه وبيحافظ عليه وأنا مش هقدر أخليكي أقل من غيرك وأتجوزك في السر زي اللي عاملين عامله وبيداره عليها”
جلست علي المقعد تبكي بقهر فلم يعد يوجد مفر من زواجها من صفوان بينما حسان فشعرا بأنقباض بقلبه الذي يراها تبكي لم يكن يستطيع روئيتها بتلك الحاله التي تألم قلبه العاشق لها”من ثم تحرك وجلس بالمقعد المقابل لها وقال بلكنه هادئة__
ممكن تهدي ومتعيطيش حاولي تفهميني وتقدري الموقف اللي أنا فيه_أنتي دلوقتي خطيبة أبن عمي اللي بالنسبالي أخويا الكبير “مش هقدر أعمل كده فيه وأخدك منه زي الحرمية”٠أنتي متعرفيش ضميري بيأنبني أزي لما بقابلك وأتكلم معاكي من وراه بحس أني بخونه”
أسمعيني يابنت الناس لو فعلاً بتحبيني أصبري عليا وأنا هحاول أتكلم معا جدي وأخليه يقنع عمتي بجوزنا ويلغي جوازك من صفوان واديها جات من عند ربنا والفرح أتاجل أسبوع بحاله يعالم بكرا مخبلنا ايه”
حديثه لم يهدئها بل شعرت أنه لا يهتم بالزواج منها مما جعلها تنهض وتجفف دموعها ناظره له بجمود قائلة__
أنا صبرت عليك كتير أوي ياحسان بقالي سنه بسمع منك الكلمتين دول وبرده والا بتكلم جدتك والا جدك والا حتي صفوان أنا خلاص زهقت من وعودك ليا “حس بيا أنا مش قادره أكون معا واحد غيرك وأنت بكل سهولة بتفرد فيا وعارف أني ممكن فعلا جوزي من صفوان يتم وتلقيني مراته” الحل الوحيد أننا نهرب ونتجوز ونحط الكل ادام الأمر الواقع”
لزم تختار وحالا ياما توافق أني أتجوز صفوان يااما توافق أننا نروح حالا ونكتب كتابنا ونحط الكل ادام الأمر الواقع الأختيار ليك ياحسان”
تنهد بعمق ونهض من علي المقعد ينظر لها بهدؤ وداخله يهوي بنيران تطوف حول قلبه الممزق إلي نصفين الأول بالتقاليد وأحترام الكبار والأخر بالم فراق معشوقته الذي لم يعد سوا دقائق علي حدوثة
كان في حيرة من أمره لم يكن يدرك ماذا عليه أن يقول”بينما هي فكانت تنتظر أجابته بقلق محتل معالم وجهها وخفقات قلبها كانت تتصارع في حالة من الخوف مما سيختار”لكنها خرجت من تلك الحالة إلي الرهبة عندما فتح صفوان عليهم باب المكتب ودلف ووقف بينهما ينظر إلي ملامحهم المشتته”مما جعله يقوص حاجبيه ويسألهم بأستفهام__
«مالكم شكلكم قلقان كده لية”وبعدين أنتي هنا بتعملي ايه ياليلي”
بلعت لعابها عبر جوفها ببطئ شديد وعيناها بدءت بالتأرجح بينه وبين حسان علمت أنها الفرصة المناسبة للأعتراف بذلك العشق المدفون بينهما وعزمت امرها علي اخبار صفوان بالحقيقة لتنهي ذلك الزفاف “ثم ثبتت عيناها عليه وقالت بتوتر__
_أنا_كنت_جاية_عشان_أقول_لحسان_أنه _لزم_يروح_ليك_ويقولك_أن_أنا_وهو_بنح”
قاطع حسان حديثها بلهفه بعدما أدرك ماتنوي علي فعله ووقف بجانب صفوان هاتفا برسمية__
أننا بنفكر نخليك تاخد أجازة من الشغل الأسبوع ده عشان تفضي لفرحكم ”
طعن قلبها بسكين بارده أدركت اختياره وأنه أختار صفوان وفضله علي عشقه لها_مما جعلها في تلك الحظة تخفي دموعها وتظهر جمال ملامحها بتلك البسمه المشرقة “ومدت يدها ووضعتها علي كتف صفوان قائلة بلكنه ناعمه للغايه ـــــ
فعلاً أنا كنت جاية عشان اقوله يقنعك أنك تفضالي الأسبوع ده عشان نجهز لفرحنا بدل مانت مشغول عني ومش فاضيلي خالص_”
حرك صفوان رأسة بشك فلم يراها تحدثة بتبسم من قبل مما جاعله يضيق عيناه ويشيح يده من عليه واجابها برسمية___
أنا معنديش حاجة أسمها أريح من الشغل والكلام ده تقولي هولي بيني وبينك “ياله ارجعي البيت ومتجيش هنا تاني هنا مكان شغل مش مكان طلبات”
أحرج هيئتها وظهرا عليها التوتر بينما هو فاتاه أتصال مما جاعله يجيب ويخرج بهاتفه للخارج أما حسان فكان ينظر لها بحده بسبب تلك الطريقة الناعمه التي حدثت صفوان بها فقد أثارة غيرته لكنه حاول تملك أعصابه وقال ببعض الثبات___
ياريت تحترمي وجودي بعد كده والحركات دية ماتتعملش ادامي يا ليلي”اللي بتعملية ده مش هيخليني أغير وأبدل رئيه”
كلماته الجارحه كانت تسير بين أوتار قلبها تمزقها بشراسه وتذيد من أنين قلبها “لكنها اخفت تلك المياة التي تود الخروج إلي سطح عيناها” وقالت بلكنه بارده تتحداه بشراسة___
أنا الحد أخر لحظه كان عندي أمل أنك تتمسك بيا أكتر من كده”بس براحتك أنت اللي أختارت أنك تفرد فيا لغيرك_عشان كده أنا موافقه أني أتجوز صفوان وأعيش معاكم في نفس البيت وابقي دايماً قدام عينك اللي هتشوفني بين أيدين راجل غيرك والله العظيم لهخليك تحس بأضعاف الوجع اللي حساة دلوقتي ياحسان ”
أنهت حديثها وأستدارت لتذهب لكنها وجدته يمسك بمعصمها محدثها بجدية يخفي خلفها ألم قلبه___
اللي عايزه تعملية مش هيوجعني ويزعلني لوحدي لاء ده هيوجعك أكتر مني”أنتي بالطريقة ديه مش بتعاقبيني لاء أنتي بتعاقبي نفسك ياليلي”
كانت تدرك صحة حديثه وأنها ستعرض نفسها لألم مبرح سيمزق اوتارها لكنها قررت خوض المعركه للنيل من قلبه الذي فرد بهي مما جعلها تخفي دموعها وتقول بلكنه مولعه بالتحدي___
عارفه أنا هعمل ايه كويس ياحسان ومن الحظة دية كل اللي بنا مات ياأبن خالي”
سحبت معصمها منه وفرت بالذهاب إلي الخارج أما هو فجلس علي المقعد يجذب شعره باصابعه محاولا تفريغ غضبه المشحون داخله”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما علي الجانب الأخر داخل منزل العزيزي كانت تجلس نادية علي المقعد بجانب الحجه وصيفه وتدندن بعض الأغاني وهي تشعر بالسعادة فقد ظنت أنها تخلصت من حياة”لكن فرحتها لم تدوم فور أن رئتها تدلف إليهم بوجه مبتسم عكس هيئتها المتسخه”شعرت بنيران تحرقها قبضة علي معصمها بحده مفرغة غضبها بتلك الحركه”بينما وصيفه فنهضت ونظرت إلي حياة بتعجب__
مالك يابنتي ايه اللي عمل فيكي كده”
وقفت حياة أمامها تهندم من هيئتها وقالت بإبتسامة __من كتر مالجو كان حر الحصان عمل معايا معروف ورماني في البحيرة “بس الحمدلله محصليش حاجة”
أخفت نادية غضبها وبللت شفتاها بلسانها وقالت بجمود__
كويس أنه رماكي جوه المياة بدل ماكان هرسك تحت رجلية “٠
رمقتها وصيفه بحده ثم أستدارت ونظرت إلي حياة وامسكت بيدها وقالت ببعض الجدية__
تعالي معايا خليني أجبلك هدوم من أوضة هنادي تلبسيها”
ذهبت حياة برفقة الجدة وعيناه ملقاه بحدة علي نادية التي فور أن ذهبا من أمامها جلست علي المقعد تحدث عقلها بشراسة___
ماشي يا دكتورة فلتي مني المرادي بس المره الجايه مش هتفلتي من أيدي مهما حصل”
صمت عقلها وبدءت بالتفكير في فكره أخره للتخلص منها”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما بالمساء حيث الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل كانت تقف حياة بالحديقة الخلفيه من المنزل وهي ترتدي عبائة بيضاء أخذتها من ملابس هنادي”كانت تتحرك باالأرجاء تحت ضوء القمر “تفكر فيما ستفعله غدا” ٠لكنها سمعت صوت صهيل حصان يأتي من خلفها مما جعلها تستدير لتجد صفوان ينزل من فوق حصانه الأبيض الذي عاد بهي للتو من الخارج “ووقف أمامها محدثها برسمية___
إيه اللي موقفك هنا في وقت متاخر زي ده”
عقدت ذراعيها أسفل صدرها واجابته بلكنه بارده تشبة تعاقيد وجهها__
حاجة متخصكش وبعدين أنا مش صغيره عشان أتحبس في أوضتي من العشا”٠
بللت شفتاه بلسانه محرك رأسه لليسار محاولا التغاضي عن حديثها المتجمد معه”بينما هي فنظرت إلي حصانه الأبيض وقالت بجمود__
وبعدين مش حرام عليك تفضل مدوخ الحصان معاك طول النهار الحد دلوقتي هو عشان مش بيعرف يدافع عن نفسه تستعبدة كده”
قوص حاجبيه بتعجب وقال__
حد قالك أني راكبه وبجري بيه الأربعه وعشرين ساعة “والأهم بقي أنه حصان أعرف راحته واخاف عليه أكتر منك ياريت تخليكي في شغلك وعلاجك للمجانين”
أمسك بلجام الحصان وأستدار ليذهب لكنه وجدها تفذف جملتها مثل البارود__
المجانين اللي بعالجهم فيهم واحده منكم ومن نسلكم وحدة رمتوها زمان بكل جبروت وغباء أنتوا مستحيل تكونه بتحسه بالحيوانات لأنكم باختصار شديد مش بشر يابن العزيزي”
أستدار لها بحنق وعين متجحظة بشراسه وامسك بمنتصف ذراعها يضغط عليها باصابعه الغليظة يفرغ بهي ذلك الغضب الذي غزت بهي عروقه”٠وقال بلكنه أشبة ببرود الثلج___
عائلة العزيزي متتنطقش علي لسانك تاني”وخليكي في حالك عشان أنتي مش قد غضبي أنا سبحان من مصبرني عليكي وعلي طولة لسانك”وأديني بقولهالك للمرة التانية متجبيش سيرة حد من عائلتي علي لسانك ومتخليش شيطانك يوزك عليا عشان أنتي مش قدي أنا لو صلط شيطاني عليكي قسما بالله ليجننك أنتي الحد دلوقتي متعرفيش مين هو صفوان العزيزي يادكتورة”
دفعها للخلف بعدما جعلها تشعر بالقلق منه”وأستدار ليذهب لكنه وجدها تقول بتحدي لكن تلك المرة بصوت متحشرج بالبكاء___
ياخسارة ياريتك كنت بتحب بنت عمك وبتخاف عليها زي مابتخاف علي باقي أهلك كده_”بس المشكلة مش فيك لوحدك المشكلة فيكم كلكم سبوتها هي وأمها يعانوا بسببكم ويتعرضوا للذل والأهانه بسبب رميكم ليهم “بس اديني أنا اللي بقولهالك اللي حصل لحياة وأمها بسببكم من سبعه وعشرين سنه حياة مش هتسبكم عليه وهتحسابكم واحد واحد ” وأنت قولتها قبلي اللي اتعرض للظلم مبيعرفش يحب وبياخد العاطل بالباطل والكل هيطولة نايب من العقاب ياابن العزيزي”
حديثها المدفون بسلاسل شائكة جعله يشعر ببعض القلق يتسلل إلي داخله “لكنه لم يدع الأمر، يأثر عليه بل أستدار برأسه لها وقال بلكنه بارده تشبة عيناه___
وأنا مستني أخد نصيبي وياريت تبلغي حياة أني مش هسمح لها انها تقرب من حد من أهلي وأنا اللي هقف لها وحسابها هيكون معايا أنا وبس”
رمي جملته الملغمه بالتحذيرات في وجهها وغادر المكان تاركها تخفي دموعها وتستنشق الهواء عبر رئتيها”محاوله التغاضي عما قاله”كانت خفقات قلبها تؤلمها وعقلها يلومها علي، ذلك الحب الذي تشعر بهي أتجاهه”حاولت تكذيب مشاعرها وأرغام قلبها علي رفض ذلك الحب الذي لن يجد النور مطلقا”وبدء بالتحرك وهي تفكر فكلماته الحادة”وبعد دقيقة شعرت بخطوات أحدهم ياتي خلفها مما جعلها تستدير للوراء تتفقد المكان بعيناها لكنها لم تجد احدا”ثم استدارت لتكمل سيرها”لكنها لمحت خيال أحدهم يقترب من خيالها ياتي من الخلف”مما جعلها تشعر بالخوف وأستدارت بلهفه لتتحدق عيناها بصدمه وهي ترا رجلا ضخم يقف خلفها وعيناها تلمع بشراسة”ثم ضربها علي رأسها بعصه الغليظة التي جعلتها تفقد الوعي ثم حملها علي كتفه وأسرع بالركض بهي إلي خارج البيت من البوابة الخلفية”٠وفور خروجه وجدا صديقة الأخر يفتح له باب السيارة الخاصه بهم ووضعا حياة علي المقعد الخلفي وجلس بجانبها وأغلق الباب عليهم اما الأخر فجلس علي المقعد الأمامي وتولي القيادة”إلي مكان مجهول “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عصيان الورثة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى