روايات

 رواية عش العراب الفصل الثامن 8 بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية عش العراب الفصل الثامن 8 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عش العراب الفصل الثامن 8 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الحلقة الثامنة


الثامن
ــــــــــــــــ
قبل وقت قليل.
بالشقه التى تسكن فيها همس.
فتحت الباب ودخلت ثم دخل خلفها كارم، تبسم بود لتلك الطفله الصغيره التى آتت عليه مبتسمه، إنحنى يُقبل وجنتيها، تبسمت له وهمهمت ببعض الكلمات لم يفهمها… لكن فهمتها همس، وقالت له:
همس الصغيره بترحب بيك فى الشقه وبتقولك أنها مبسوطه ونفسها تفرجك على الرسومات اللى رسمتها ليك.
نظر كارم لها وقال: بتعرفى ترسمى كمان، أكيد فنانه موهوبه،وكمان رسمتينى طب فين الرسمه دى؟
همهمت الصغيره ببعض الكلمات فسرتها له همس قائله: بتقولك هتدخل تجيب كراسة الرسم بتاعتها وتجى.
تبسم كارم والصغيره تهرول تدخل الى إحدى الغرف،نهض واقفاً وكاد يقترب من همس،لم يبقى سوى خطوه واحده،إرتبكت همس وعادت بجسدها للخلف أكثر من خطوه دون إنتباه منها وكادت أن تتعثر فى تلك الصغيره التى عادت من الغرفه.
..إنتبه كارم لذالك بوضوح همس أصبح لديها فوبيا أن يقترب منها ،تقطع نياط قلبه بداخله لديه يقين همس بريئه من تلك الوصمه التى نالتها،ربما كان يود معرفة كل ما حدث لها،لكن لو أكملت همس سرد باقى الذى حدث ربما ينهار عقلها،عليه التحلى بالصبر مع الوقت ستبوح همس بالباقى.
فتحت الصغيره الكراسه،وهمهمت ،إنحنى كارم بمستواها وجلس القرفصاء،قلبت الصغيره بين صفحات الكراسه هنالك رسمات كثيره لوجوه تشبه وجه كارم،تعجب كارم يقول:
دى رسمات كتير قوى ليا،مش معقول من الكام مره اللى شوفتينى رسمتيهم،صحيح الملامح مش كلها ليا،بس قريبة الشبه منى.
همهمت الصغيره ببعض الكلمات،رفع كارم وجهه ناحية همس كى تفسر له ما قالته.
لكن همس صمتت،وأجابت بدلاً عنها وصيفه التى آتت تقول:
بتجولك هى رسمت الصور دى من الصوره اللى شافتها فى يد همس الكبيره.
نظر كارم ناحية همس وتبسم بحبور،بينما خجلت همس من قول وصيفه
التى قالت بترحيب:إنت كارم بيه العراب،أنا خدتك بالشبه ل النبوى بيه إنت قريب الشبه منه،أنا كمان ياما دخلت بيت العراب يمكن متاخدش بالك منى.
تبسم كارم يقول: فعلاً أنا كارم النبوى العراب،معليشى فعلآ أنا مخدش بالى منك،بس بشكرك على إهتمامك ورعايتك لهمس الفتره اللى فاتت.
تبسمت وصيفه وهى تنظر الى همس وقالت:همس زى بتى تمام أنا رضعتها من صدرى زمان وكمان كان عاچبنى إسمها وسميته لبت بتى …أنى هاخد همس الصغيره ونروح نعملك شاى صعيدى تجيل هيعچبك جوى،زى ما عچب همس وبجى إدمان عنديها.
تبسم كارم رغم تعجبهُ همس سابقاً لم تكُن من هواة إحتساء الشاي حتى أنها كانت تسخر من إدمانه هو لأحتساء الشاي بكميات كبيره وأوقات متأخره أحياناً
همس تغيرت كثيراً عن السابق.
غادرت وصيفه ومعها الصغيره وتركوا همس وحدها مع كارم…الذى تحدث:
هنفضل واقفين كده فى مدخل الشقه.
ردت همس:لأ خلينا ندخل للصالون.
قالت هذا وأشارت نحو إحدى الغرف..دخل كارم وخلفه همس التى جلست بمقعد بعيد عن مكان جلوسه مقعد قريب من باب الغرفه،إنتبه كارم لذالك بتحسُر بداخله،همس حقاً مازالت على قيد الحياة لكن تبدلت بآخرى،حقاً أمامه صورة همس لكن همس أخرى تبدلت للنقيض،كان لديها أُلفه وثقه فيمن حولها فى التعامل يبدوا بوضوح من أفعالها البسيطه فقدتهما تتعامل بحذر شديد حتى أنها كانت تتحدث كثيراً الآن أمامه تجلس صامته…
تنحنح كارم يقول:تعرفى إنى بالصدفه سمعت سلسبيل بتقول لهدى إنها حلمت بيكى.
تنهدت همس بشوق وقالت:تعرف إن أكتر أتنين مشتاقه قوى أشوف رد فعلهم سلسبيل وهدى لو عرفوا إنى لسه عايشه،مش عارفه رد فعلهم هيبقي أزاى.
رد كارم بمفاجأه:وعمى ناصر ومرات عمى نهله،والعياه كلها متأكد إنهم هيفرحوا قوى كمان،همس إنتى ليكى معَزه خاصه و….
قاطعتها همس قائله: من فضلك يا كارم أنا مش عاوزه حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه،الأفضل لهم وليا يفضلوا فاكرنى ميته.
رد كارم بتصميم:
بس أنا هقولهم.
نهضت همس قائله: وقتها هموت نفسى بجد زى ما سبق وقولت لعمى وجدتى.
رد كارم بتسأول مذهولاً:ليه يا همس عاوزه تفضلى ميته،ربنا له حكمه إنك لسه عايشه عشان تدافعى عن نفسك وحقيقة اللى حصل،همس….
إنتفضت همس تقول بغضب:يظهر إنى غلطت لما كشفت لك إنى لسه عايشه.
نهض كارم واقفاً هو الآخر وكاد يقترب من همس، لكن أوقفته همس بكف يدها وقالت بإستهجان: كفايه يا كارم كده تقدر تمشى.
توقف كارم وإبتلع جفاء همس المُبرر وحاول تلطيف الحديث: بس أنا لسه مشربتش الشاي، ومعروف عن ولاد العراب إكرام الضيف.
صمتت همس،تنظر لعين كارم عم الصمت كانت نظرات العين هى من تتحدث..
عيني همس…تود البوح بالآلم القاسى التى تحمله بقلبها البرئ الذى إكتشف قساوة أفعال بعض الجُناه لتغدر الحياه فى لحظه.
بينما عيني كارم: المتآلمه من إصرار همس على أن تبقى بنظر الجميع ميته، وأيضاً ذالك الخوف الذى يراه بعينيها حين يقترب منها، ود كسر حاجز ذالك الخوف وجذبها لحضنه يطمئنها، لكن يخشى رد فعلها.
فى ذالك الأثناء دخلت وصيفه بصنية قائله:
چبت الشاى أها معليشى إتأخرت أصلى سويته على عين البوتاجاز مش فى البتاع بتاع اليومين ده اللى تخط الفيشه فى الحيطه الميه تغلى فى ثوانى والشاى بتاعه بيبجى طعمه ماسخ،مايه مصبوغه.
تبسمت همس قائله:إسمه كاتل،مش بتاع.
تبسمت وصيفه قائله:لا كاتل ولا جاتل ماله البوتاچاز.
وضعت وصيفه الصنيه وقالت:هروح لهمس الصغيره سايباها فى المطبخ لا تلعب فى حاچه.
خرجت وصيفه وتركت كارم الذى مد يدهُ وأخذ كوب من الشاى ومدها ناحية همس يعطيها لها.
نظرت له همس ثم للكوب وأخذته منه،أخذ كارم الكوب الآخر وأرتشف بعض قطرات وقال:
لأ شاى مظبوط تمام…مش زى اللى كنتم بتشربوه لحماد إبن عمتى عطيات.
تنهدت همس ببسمه قائله:حماد كان بيغلث علينا وإحنا كنا بننتقم منه،كمان كان دايماً بيغلس على سلسبيل ويكسر لها التماثيل اللى بتتعب سواء كان فى نحتها أو تشكيلها،وياخد الطين بتاعها يرميه فى أرضية الجنينه ويرش عليه مايه تبوظه، كنا بنحط له فلفل أسود فى الشاى أونجيب نشارة خشب ونلونها أسود،وياسلام لو طلب شاى بلمون كنا بدل السكر بنحط له ملح لمون وكان بيعمل معاها شغل حلو يجزع نفسه،ومع ذالك نفسه كانت دايما مفتوحه للأكل.
تبسم كارم يقول:كنتم بتكرهوه.
ردت همس:وهو حماد فيه شئ يتحب،دى متسلق زى عمتى عطيات وكمان زهرت اللى رغم إنها فازت برباح بس جواها طول عمرها غيره من بنات ناصر العراب.
رد كارم بتفهم:مش غيره..ده حقد فى فرق بينهم…
الغيره إنك تغيرى على شئ بتحبيه وتتمنى يبقى عندك زيه أو جزء منه، إنما الحقد إنك تتمنى الشئ اللى فى إيد غيرك يزول،ويجى ليكى لوحدك حتى لو هتخطفيه من إيدهُ غصب عنه…وده اللى زرعته فى قلبها عمتى عطيات ومش بس فى قلبها كمان فى قلب حماد…بس يمكن حماد أقل من زهرت شويه.
ردت همس بفهم:فعلاً زهرت حقوده ومتأكده زمانها بتغل من سلسبيل،هى كانت بتغل منها أصلاً بس أكيد بعد جوازها من قماح بقت تغِل منها أكتر.
رد كارم:هتصدقينى لو قولت لك مش عارف،أنا بقيت قليل لما بفضل فى البيت،يمكن اوقات كتير يادوب بروح عالنوم بس،بس ماما قالتلى من كذا أسبوع إن زهرت حامل ولازم ابارك لها هى ورباح،بس مجتش فرصه أشوفهم،لأنى البيت فقد طعمه بعد غيابك يا همس حتى بالنسبه ليا فقد الروح اللى كانت فيه،كانت مشاغبتكم إنتم التلاته بتعمل للبيت روح جميله،الروح دى إنتهت بعدك يا همس،حتى هدى وسلسبيل خدوا جنب لوحدهم،إنتهت مشاغبتهم،أنا إتفاجئت بجواز سلسبيل وقماح،يمكن مستغربتش من قماح،قد ما إستغربت من موافقه او بالأصح إمتثال سلسبيل إنها تتجوز قماح…أنا كنت بشوف إزاى هى بتتجنب حتى ترد على كلمه هو قالها.
تبسمت همس تقول: أنا كمان أتعجبت سلسبيل طول الوقت كانت بتنجنب قماح حتى لما كنا نتكلم عنه، كان رأيها أنه غامض ومغرور وعنده عنجهية الالهه اليونانيه.
تبسم كارم يقول بمزح: مش إبن الأغريقيه، لازم النص اليونانى يكون له تآثير، وكمان عاش سبع سنين فى اليونان، أكيد لهم آثر.
تبسمت همس قائله: عندى سؤال محيرنى… إزاى عرفت إنى همس.
رد كارم وهو ينظر لعين همس مبتسماً: هتصدقينى لو قولتلك فى البدايه من نبرة صوتك فى المقابر، لما صرختى وبعدها أختفيتى، بس يومها شوفت عربية بابا قولت أكيد مش حقيقه فكرتك زى فيلم عروسة النيل لما رشدى أباظه كان بيشوف هاميس على جدران المعبد، بس لقيت ده وانا بدور عليكى فى المقابر.
قال كارم هذا وأخرج منديل قماش مُطرز بنقوش فرعونيه
نظرت همس للمنديل وتبسمت.
تبسم كارم يقول:النقوش اللى على المنديل ده فاكر إنى كنت طلبت منك تطريزها وأنتى وقتها سألتينى معنى النقوش دى أيه فاكره…
خجلت همس من الرد عليه.
بينما تبسم كارم يقول:معناها إنتِ فى الحياه من أجلى هاميس.
……،،،،، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين يندمج الشيطان مع عقل إمرأه
ها هى الوسواسه تبُخ سُمها:
مش عارفه ليه جلبى مش مطمن البنات غابوا جوى فى الرچوع،هدى ردت على ناصر وجالت جدامها عشر دجايج وتوصل وأها مر نص ساعه بحالها والساعه عدت عشره بشويه فى بنات ييجوا وحديهم عالطريج فى وجت زى ده، القلق بدأ يدخل لجلبى إتصل علي سلسبيل تانى يا قماح.
بالفعل أخرج قماح هاتفه يهاتف سلسبيل، لكن لا رد مثل سابقاً…
بدأت تنفخ قدريه فى النار، وقالت: إزاى متردش على إتصالك وتطنشه دى قلة إحترام منها.
نظرت هدايه لقدريه وقالت بحده: بدل ما تجعدى إهنه،مفيش فى خشمك كلمه عدله، جومى شوفى اللى فى المطبخ خلصوا الوكل ولا لسه، أهو هناك هتلاجى اللى ترسمى نفسك عليهم.
نهضت قدريه بغيظ وقالت بإدعاء:أنى غلطانه يعلم ربى أنا جلبى جلجان على البنات السكك مبجتش آمان.
خرجت قدريه من الغرفه،رغم غيظها من هجاء هدايه لها لكن تبسمت بظفر،قماح مع طول الوقت يشتعل والليله ربما تنتهى بسقوط قماح أمام العائله،هى تكرهه مثلما كانت تكره والداته تلك اليونانيه التى لم تضحك على عقل النبوى فقط بل تلاعبت بعقل هدايه وحصلت على محبتها وتفضيلها عليها فى الماضى،حتى حين أنجبت قماح فرحت هدايه به أكثر من ولدها رباح الأكبر منه،كانت تنعته بوجه الخير آتى للحياه وإذدهرت معه تجارة جدهُ فى ذالك الوقت،حتى حين فارق وذهب مع جدته الإغريقيه لم ينسوه ظل عالقاً بأفئدتهم،كانت تستمع لشوقهم لعودته مره أخرى،حتى حين عاد إكتسب حب وتقدير الجميع لذكاؤه الفطرى الذى أسهم فى توغل إسم وتجارة العراب فى مجال الغِلال بأنواعها،برأيها أن هذا ليس أكثر من صدف،وزواجه من سلسبيل بعد خطيئة همس أليس فى نظرهم تكرُم منه،ليتها ما لعبت برأس تلك الحمقاء سلسبيل وأخبرتها أن عليها الإمتثال لذالك الزواج من أجل أختيها سواءذكرى همس أو مصلحة هدى، فهنالك أحاديث تتسرب بالبلده حول همس أنها أخطأت وزواجها من قماح سيشغل البلده ويبعد إنتباههم لتلك الاشاعات التى قد تنال من سُمعة همس وتؤثر على هدى أيضاً، او ربما إن لم توافق هى على الزواج من قماح قد يتزوج من هدى، ظنت بذالك أنها تلاعبت بعقل الحمقاء سلسبيل التى لن ترضخ كثيراً لتسلُط قماح عليها، وها هى تبدأ بأول قشه وسُرعان ما سيتسحب باقى القش ويسقُط العُش… خروج سلسبيل دون إذن قماح، لن يفوته بسهوله الليله، تبسمت بنشوة ظفر
ربما بدأ الحظ يساندها وستستعيد مكانتها بهذا المنزل الذى أهدرها النبوى بزواجه من الأغريقيه، ها هو ولد الإغريقيه المفضل على أبنائها، ربما يُطلق إبنة العراب الليله وتزول غلاوته لديهم،وتنال الإنتقام من إبن غريمتها التى قهرتها لسنوات حتى بعد رحيلها.
بينما بتلك الغرفه كان قماح يجلس يغلى بداخله ينظر نحو هاتفه يدعى الهدوء، كذالك ناصر والنبوى ينظران لبعض بقلق، وهدايه تُسبح وتستغفر وتدعى أن تمر الليله بسلام، ملامح وجه قماح لا تُنذر بالخير… وسلسبيل مُخطئه.
بعد دقائق
دخلت هدى الى الغرفة خلفها سلسبيل، تبسمت هدى قائله: مساء الخير مجمعين عند النبى إن شاء الله.
آمن الجميع على قولها، كذالك قماح
بينما قالت سلسبيل: مساء الخير…
رد الجميع عدا قماح
نظرت له سلسبيل من ملامح وجهه المتهجمه بوضوح وعدم رده عليها، علمت أن الليله لن تنتهى بخير، أجزمت لنفسها لو تطاول قماح عليها سواء بالقول أو الفعل ستكون الليله هى النهايه لهذا الزواج التى تمقته من بدايتهُ.
بينما نظر لها قماح الجالس يضجع بظهره على المقعد يضع ساق فوق آخرى يُظهر الهدوء بينما بداخله مراجل مُشتعله لو أطلقها الآن سيحول سلسبيل لأشلاء…. لكن مازال يكبت تلك المراجل بداخله… لكن لن يستطيع التحمل كثيراً،
نهض بالفعل وأتجه يمد يدهُ وكاد يمسك يد سلسبيل، لولا دخلت نهله بنفس الوقت
وجذبت سلسبيل من يدها للخلف قائله: العشا جِهز.
نهضت هدايه سريعاً قائله: يلا بينا نتعشى، انا مش متعوده عالسهر، يلا يا ولاد.
نهض النبوى كذالك ناصر،
بينما جذبت نهله يد سلسبيل ولم تنتظر وخرجت من الغرفه،وهمست لها أثناء سيرهن: كان فين عقلك لما أتسحبتم خرجتى إنتى وأختك من البيت كيف الحراميه،بدل ما تكونى الكبيره والعاقله،بتتجننى أكتر من أختك الصغيره من غير ما تحسبى حساب لجوزك،ربنا يستر وتعدى الليله على خير.
نظرت سلسبيل لها بصمت كم تمنت أن تؤازر إحداهن لمره واحده او حتى تصمت دون أن تلومهن أو تُكسر من عزيمتهن…سلبية والداتهن دائماً تُضعفهن،و تجعلهن يرضخن للآخرين.
بينما قماح سار خلفهن يحاول كبت تلك المراجل المشتعله بداخله…عقاب خروج سلسبيل سيكون وخيم لا مانع ينتظر بعض الوقت.
دخل الجميع الى غرفة الطعام وجلسوا بأماكنهم وبدأوا بتناول الطعام…لاحظت قدريه أن سلسبيل شبه لا تأكل،فقالت:
مش بتاكلى ليه يا سلسبيل؟
ردت سلسبيل:أبداً انا باكل أهو.
ردت هدى:بصراحه أحنا كنا أكلنا سندوتشات بره وأنا كمان مش جعانه.
نظرت هدايه ناحية سلسبيل وقالت:سلسبيل ضعفانه اليومين دول،المفروض تتغذى شويه وسندوتشات بتاعة بره دى مفيهاش غذا…كمان ملاحظه إن زهرت ضعفانه،يمكن بسبب الحمل.
إرتبكت زهرت وقالت:فعلاً،نفسى مسدوده عن أى أكل باكل سد جوع بس،حتى مببقاش عاوزه أكل بس ماما قالتلى بلاش أطاوع نفسى على قلة الأكل.
ردت هدايه:إسمعى كلام عطيات وبلاش تطاوعى نفسك الحبل محتاج الست الجويه،ربنا يجومك بالسلامه.
كانت قدريه ستتحدث لكن قاطعتها هدايه قائله بحسم:
كفايه حديت عالوكل الحديت بينجص بركة الوكل…
تحدث كارم الذى دخل يقول وهو ينحنى يُقبل رأس هدايه:كلامك زين يا چدتى،الحديت عالوكل بينجض بركته.
تبسمت له هدى قائله:شكل حماتك بتحبك،چاى عالوكل.
تبسم كارم يرد بمرح: أكيد حماتى بتحبنى دى هتبجى ملاك كيف چدتى إكده.
تبسم ناصريقول:شكلكم بتتمسخروا وانتم بتتكلموا صعيدى إكده،دلوق اللهجه مش تجيله علي لسانكم.
ردت هدايه تنظر ناحية قماح الذى يأكل صامتً: مين اللى جال إن اللهچه الصعيديه تجيله، قماح أها رغم السنين اللى عاشها بعيد عن إهنه، بس أوجات كتير بيتكلم بيها، هى بس مسأله تعود،يلا يا كارم إجعد مكانك عالسفره، وكيف ما جولت من هبابه كلوا وأنتم ساكتين وبعد الوكل إتحدتوا براحتكم.
جلس كارم بمكانه جوار سلسبيل الذى تبسم لها وقال: بالهنا يا سلسبيل.
أمائت سلسبيل له راسها بصمت، بينما بداخلها غصه بسبب كارم هى رأته اليوم أثناء خروجه من أحد الكافيهات وكانت تسير لجوارهُ فتاه مُنقبه، كان ييدوا سعيداً، والآن أيضاً سعيد، كيف تبدل حاله هكذا منذ أيام كان الحزن على رحيل همس مُسيطر عليه، يبدوا أن أخرى دخلت لحياته أنستهُ همس،يبدوا أنها كانت مُخطئه حين ظنت أن كارم ليس مثل قماح،يُبدل فى النساء كما تهوى نفسهُ،لكن مهلاً تذكرت ذالك الطيف الذى راودها قبل خروجها مع هدى وقت ان كانت بالأتلييه الخاص بها،هذا تفسير ذالك الطيف،إمرأه ترتدى الاسود مُنقبه كالتى رأتها تسير جوار كارم،غص قلبها وأيقنت ربما موت همس أفضل لها من أن كانت تعيش وتنصدم فى كارم الذى نسيها سريعاً.
أثناء تناولهم للطعام،رن هاتف قماح،أخرجه من جيبه ونظر الى الشاشه رد على من يتصل عليه،لينهض فجأه قائلاً:أنا جاى مسافة السكه.
نظرت له هدايه قائله:خير يا قماح،إيه اللى حصل؟
رد قماح:مضرب الرز اللى فى أسيوط حصل فيه ماس كهربائى وحصل حريق فى جزء منه،والمطافى ادخلت ولازم اروح أباشر التحقيقات وأشوف الضرر اللى حصل .
إنخضت هدايه قائله:ربنا يستر ياولدى، بس إنت بتجول هتسافر دلوق، كيف يا ولدى الطريج مش آمان،أجولك خد محمد أخوك معاك.
تحدثت قدريه بتسرع وغباء:لاه محمد لاه احنا بالليل وزى ما جولتى الطريج مش آمان…
قالت قدريه هذا وعاودت الحديث بتبرير كاذب: جصدى بلاش لا محمد ولا قماح يسافروا دلوق، خليهم لبكره النهار له عين، بدل سفر الليل، الطريج مش آمان، أنا خايفه عليهم الإتنين
نظرت لها هدايه قائله:جولت محمد هيسافر مع قماح،وهما هيبجى معاهم سلاح،وأنتى ادعى لهم بالخير…هِم يا محمد مع أخوك.
نهض محمد مرحباًبالذهاب مع قماح،بينما قماح إنحنى على سلسبيل وقال بنبرة توعد: لما أرجع هحاسبك
متفكريش إنى هنسى عقاب خروجك بدون إذن منى.
قال قماح ذالك وخرج من الغرفه خلفه أخيه محمد.
بينما شعرت سلسبيل برجفه سارت فى كامل جسدها،يصحبها شعور آخر،لا تعلم لما شعرت بغثيان حاولت التحكم فى نفسها لكن نهضت.
تحدثت قدريه حين رأت سلسبيل تنهض قائله:على فين مش هتكملى وكلك…ولا قماح جالك أيه سد نفسك.
نظرت لها سلسبيل وخرجت من الغرفه دون رد.
بينما نظرت زهرت ل رباح نظره فهم معناها أنها تود النهوض هى الآخرى هى تشعر بالغيظ كانت تود ذهاب رباح مع محمد بدلً عن قماح،هدايه تتعمد إبراز أن قماح هو رجُل العائله،كما أنه كان غياب رباح سيُسهل عليها تنفيذ مُخططها لتنتهى من كذبة أنها حامل.
نهض رباح هو الآخر قال:أنا شبعت وبما إن قماح سافر هو ومحمد لأسيوط فا شغل هنا كله هيبقى عليا هطلع أستريح عشان أبقى فايق،يلا بينا يا زهرت تصبحوا على خير.
ردت هدايه:وأنت من أهله،ربنا يعينك،تصبحى على خير يا زهرت.
أمائت لها زهرت راسها ورسمت بسمه على شفاها قائله:وانتى من أهله.
قالت زهرت هذا وفرت بخطوات سريعه تسبق رباح تخرج من الغرفه كأنها تتوارى من عين هدايه التى تشعر انها تُعرى حقيقة كذبتها أنها حامل عليها التخلص من تلك الورطه بأقرب وقت قبل أن تنفضح كذبتها.
بينما قدريه زاد إشتعال صدرها،فهمت لما فعلت هدايه ذالك ولم تعارض سفر قماح ليلاً هى أرادت إبعاد قماح الليله عن المنزل،حتى يتسنى له الهدوء مع الوقت وينسى ولا يعاقب سلسبيل…على خروجها دون إذنه.
بينما نهله نظرت لهدايه نظرة إمتنان،كذالك النبوى وناصر
لتنتهى الليله هادئه دون حدوث مشكله.
…..
بعد قليل بشقة سلسبيل…
خرجت من الحمام لا تعلم سبب لذالك المغص التى تشعر به أرجحت ذالك لتناولها الطعام من الشارع
جلست قليلاً على الفراش تشعر بهبوط وضعف،وشعرت أيضاً بالملل لبقائها بالشقه وحدها،حسمت أمرها وإرتدت إيسدال فوق منامتها ونزلت الى شقة والداها،لكن قبلها هاتفت هدى كى تفتح لها باب الشقه.
تبسمت هدى وهى تفتح باب الشقه قائله بمزح:ايه مقدرتيش تنامى فى الشقه مش قادره تستحملى غياب قماح.
زغدت سلسبيل هدى قائله:وسعى خلينى أدخل،الحق عليا قولت البت هدى بتسهر طول الليل عالابتوب،اما أنزل أكبس على نفسها… ارحم عنيها شويه.
أخذت هدى جنب ودخلت سلسبيل الى الشقه ودخلن الى غرفة هدى،نظرت سلسبيل الى الفراش وجدت عليه الابتوب الخاص بهدى،قالت لها:
أهو جسم الجريمه عالسرير زى ما قولتلك.
تبسمت هدى قائله: تعالى فى حاجه كنت عاوزه أقولك عليها.
جلسن على الفراش فتحت هدى الحاسوب على إحدى المواقع وقالت لها: شوفى الموقع ده كبير لمركز بيدى قورصات فى نظم البرمجه إكتشفت إنه له فرع هنا بنى سويف،وقدمت من خلال النت على دوره هتبدأ بعد يومين.
تبسمت سلسبيل قائله:طب كويس والله اهو تسلى وقتك على ما ترجع الدراسه تانى بدل ما أنتى خلاص قربتى عقلك يفوت.
تبسمت هدى وقالت:وأنتى هتفضلى كده قاعده فى البيت،مزهقتيش.
ردت سلسبيل:زهقت والله وطلبت من بابا أشتغل قالى قولى لقماح،قماح رفض قولت ل بابا تانى من يومين يكلم قماح يمكن يقنعه،وأهو أنا مستنيه رد بابا.
ردت هدى:طب وأفرضى قماح فضل مُصر على رأيه إنك متشتغليش هتعملى أيه؟
ردت سلسبيل:مش عارفه هعمل أيه انا خلاص جبت آخرى من مرات عمك ومرات إبنها الإتنين ماسكينى فى الراحه والجايه تلقيح،بس معتقدش قماح ممكن يرفض طلب بابا منه.
تبسمت هدى وقالت:طب والمعرض اللى عاوزه تعمليه بالتماثيل بتاعتك.
ردت سلسبيل:لأ معتقدش ده قماح ممكن يعترض عليه،زى ما هو معترض إنى أشتغل فى المقر مع المحاسبين…المعرض هيبقى يوم أو إتنين بالكتير.
تبسمت هدى وقالت:بتمنى بابا يقدر يقنع قماح يغير رأيه مع إنى مش شايفه سبب إن يعارض إنك تشتغلى،ده حتى ممكن يكون بفايده أكبر،لما هتشتغلى فى المقر هتبقوا مع بعض فى البيت والشغل كمان.
ردت نهله التى دخلت عليهن بسخريه قائله:تشتغل ايه مش أما تعرف تحافظ على بيتها الأول تبقى تدور عالشغل،قولى لى ليه لما قماح كان ببتصل عليكى مكنتيش بتردى عليه:
شعرن هدى وسلسبيل بغصه من حديث والداتهن،وقالت سلسبيل:مكنتش برد عليه لآن تليفونى مكنش معايا كنت نسيته فى الاتلييه قبل مانخرج.
ردت نهله:نسيتى الموبايل لكن الصياعه أنتى واختك منستوهاش وبالذات أنتى ناسيه إن ليكى زوج كان لازم تستأذنى منه قبل ما تخرجى من البيت،طب الصغيره هقول طايشه،وانتى كان فين عقلك،عارفه لو مش سفر قماح الليله الله اعلم كان أيه اللى ممكن يحصل.
نهضت سلسبيل وتوجهت نحو باب الغرفه قائله:أيه اللى كان هيحصل وبعدين انا حاسه إنى مُرهقه هروح أوضتى أنام فيها الليله وأفكر فى اللى كان هيحصل،لو قماح بيه العراب مكنش مَن عليا وأتجوزنى،تصبحوا على خير.
خرجت سلسبيل من غرفة هدى وذهبت الى غرفتها،بينما نظرت هدى لوالداتها بيأس ان تتغير وتساندهن حتى مره واحده.
نظرت لها نهله وقالت بآمر:وانتى كمان اقفلى الابتوب ده اللى هيضيع نظرك ونامى،تصبحى على خير.
ردت هدى بيآس:وانتى من أهله يا ماما.
خلعت سلسبيل ذالك الايسدال وبقيت بالمنامه التى كانت ترتديها اسفله،وإرتمت بجسدها فوق فراشها القديم،تشعر كأنها كالطير الذى كان محبوس وعادت له حريته،تعلم أنها قد تكون تلك الحريه لليله واحده.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مُضى يومين.
ليلاً
بشقة رباح وزهرت.
خرجت زهرت من الحمام تمثل الآلم أمام رباح الذى إنخض حين رأها تخرج من الحمام تضع إحدى يديها خلف ظهرها والآخرى أسفل بطنها، تُجيد تمثيل الآلم.
قال بخضه: زهرت مالك، ألبسى بسرعه وخلينا نروح للدكتوره تكشف عليكى، مش عارف أيه حكاية المغص اللى بقى بيجى ليكى كتير ده.
رسمت زهرت الآلم وقالت: أنا أتصلت عالدكتوره اللى متابعه معاها الحمل وقولت لها عالمغص ده وأدتنى إسم علاج، وجبته واخدته من شويه وأهو بدأ المغص يخف…
رد رباح: بكره لازم تروحى للدكتوره دى تكشف عليكى مباشر وتشوف سبب المغص ده.
ردت زهرت:أنا فعلاً محتاجه أروح لها،مش بس علشان المغص ده،عاوزه أطمن عالبيبى،لو عالمغص أنا أتحمل،بس البيبى ميجراش له حاجه.
رد رباح:يهمنى إنتم الإتنين تكونوا بخير وانتى الأهم يا زهرت.
تبسمت زهرت له،بداخلها لا داعى لتأجيل إنهاء كذبة هذا الحمل فهذا هو الوقت المناسب، وتستريح من نظرات هدايه التى تشعر انها بين لحظه وأخرى قد تكشف تلك الكذبه.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالي الحاديه عشر ليلاً
عاد قماح من سفرته دخل الى المنزل كان هادئ وشبه مُظلم،صعد مباشرةً الى شقته مع سلسبيل، تعجب الشقه
مُظلمه للغايه،يعلم أن سلسبيل تخاف من العتمه،أشعل ضوء وذهب الى غرفة النوم،وأشعل ضوئها تفاجئ سلسبيل ليست بالغرفه الفراش مُرتب بنفس الفرش الذى كان عليه من يومين،إذن سلسبيل لم تنم هنا الليلتان الماضيتان،بتلقائيه تأكد ان سلسبيل كانت تنام بشقه والدايها،
خرج من الغرفه والشقه ونزل الى شقة عمه،وقام برن جرس الشقه…
لم يتنظر كثيراً،فتح له ناصر الباب،تبسم حين رأه وقال:إنت رجعت يا قماح حمدلله علي السلامه.
أماء قماح له وقال:الله يسلمك يا عمى،ياريت تصحى سلسبيل لو نايمه.
تبسم ناصر له وقال: تعالى أدخل على ما أصحيها بلاش توقف عالباب كمان شكلك تعبان شويه.
رد قماح:متشكر يا عمى،لأ مش تعبان هما شوية إرهاق من السواقه وانا راجع،انا طالع الشقه وحضرتك صحى سلسبيل خليها تحصلنى… تصبح على خير.
تبسم ناصر له وقال: طيب هدخل اصحيها واقولها انك رجعت وانت من أهل الخير.
صعد قماح مره اخرى للشقه ينتظر عودة سلسبيل، حك جبينه بيديه يشعر ببداية توعك فى جسده، ظن فى البدايه أنه ربما، إرهاق، فدخل الى الحمام يُنعش جسده بحمام هادئ.
بينما بشقه ناصر.
كانت سلسبيل نائمه، ترى بمنامها همس تقترب منها.
تحدثت سلسبيل: همس إنتى رجعتى تانى.
أمائت همس لها بصمت وبدأت تبتعد عنها مره أخرى، تعجبت سلسبيل ونادت عليها تقول: همس إستنى
سارت سلسبيل خلفها حتى وقفت أمام باب غرفتها، ونظرت لسلسبيل وتبسمت ثم دخلت الى الغرفه، دخلت سلسبيل خلفها الى الغرفه لكن وجدت الغرفه خاليه، تلفتت سلسبيل تنظر حولها تبحث عن همس، لكن همس إختفت، نادت سلسبيل لكن كآن صوتها إنكتم…لكن هنالك صوت آخر يسحب سلسبيل لتصحوا
فتحت سلسبيل عينيها ونظرت الى من يوقظها ببسمه.
تبسمت سلسبيل.
تبسم ناصر يقول: قماح رجع ومستنيكى فى شقتكم.
إبتلعت سلسبيل حلقها التى شعرت كأنه جف وازاحت غطاء الفراش ونهضت من عليه،وأتت بإيسدال خاص بها وأرتدته فوق منامتها وضعت على رأسها وشاح ذالك الايسدال…
وخرجت من شقة والداها وصعدت الى شقتها.
دخلت الى الشقه تشعر ببعض الترقُب قماح طوال اليومين الماضيين لم يهاتفها كزوج بعيد عن زوجته حتى كى يطمئنها عليه،كانت تعلم من والداها أنه هاتفه،لكن لم تسأل والداها أسأل عليها أم لا،لديها يقين أنه لم يسأل عليها لو أراد كان سهل أن يتصل عليها مباشر،لكن ذالك العنجهي دائماً يُشعرها بعدم أهميتها.
دخلت سلسبيل الى غرفة النوم مباشرةً،تفاجئت بقماح يخرج من الحمام شبه عارى بمنشفه حول خصره فقط.
للحظه خجلت سلسبيل وأخفضت وجهها،بحياء.
تبسم قماح بسخريه وقال:مالك وشك مخضوض كده ليه مكنتيش متوقعه أرجع تانى،ولا تكونى أول مره تشوفينى عريان.
خجلت سلسبيل من حديثه وقالت:تحب أحضرلك عشا.
نظر قماح لها بتفحص وإقترب منها وقال:لأ أنا أكلت سندوتشات فى السكه وأنا جاى،حبيت أجرب آكل بره البيت.
فهمت سلسبيل أن قماح يُلمح الى خروج سلسبيل قبل يومين،علمت أن الليله سيُنفذ وعيده الذى قاله قبل يومين،إبتلعت ريقها…وصمتت تنتظر ماذا سيفعل.
بالفعل إقترب قماح من سلسبيل وقام بجذبها من خصرها بقوه لتلتحم بصدره.
إنخضت سلسبيل.
بينما تبسم قماح بزهو وهو ينظر لعين سلسبيل المُترقبه.
فاجأها يلتهم شفاها بقُبلات قويه وعنيفه،ترك شفاها،ووقفت ينظر لها وهى تلتقط أنفاسها الهاربه منها،دخل لعقله زهو وقبل أن تهدأ أنفاس سلسبيل جذبها مره أخرى يعاود تقبيلها بنفس القوه وترك شفاها ودفعها لتقع بجسدها فوق الفراش،جثى سريعاً فوقها يعاود تقبيل عُنقها وصولاً لصدرها يترك أثار داميه على جسدها يعاود تقبيل شفاها بعنف يُمارس عليها علاقه العنف عنوانها، بداخله لا يستلذ بتلك العلاقه، لكن لا يعرف سبب لما يفعل ذالك،هل عقاب لها إم يريدها أن تشعر بذالك الآلم الذى يغزو جسدهُ يقاومه بممارسته العنيفه معها،كأنه يريد أن تشاركهُ ذالك الآلم الجسدى الذى يشعر به يتوغل لجسده.
بينما هى عقلها يرفض كل ذالك الآلم التى تشعر به بجسدها تتمنى أن تنتهى تلك العلاقه البشعه التى جعلتها تمقت هذا الزواج أكثر من قبل،إن كان هذا هو العقاب الذى قال لها عليه،لن تجعل هذه الليله تنتهى قبل أن ينتهى هذا الزواج المقيت، كل ما تتمناه أن ينهض عنها ويحدث ما يحدث بعد ذالك.
بالفعل نهض عنها وإرتمى بجسده على الفراش يلهث يتصبب عرقاً يآن بآلم أقوى منها، أغمض عيناه فاقدًا كل قواه
كل ما يشعر به آلم يفتك برأسهُ… جعله يهزى،بإسم والداته كأنه يُنجيها أن تعود له يتخيل أنها تمد يدها له كى تسحبه لينام بأحضانها ويستمتع بتمسيدها على خصلات شعرهُ.
بينما هى تشعر أن ليس جسدها فقط من سُحق، بل روحها، يكفى بعد هذه الليله البشعه إرتسمت نهايه واحده لهذا الزواج… الطلاق… حتى لو كلفها ذالك أن تترك هذا المنزل وتتخلى عن كنية “العراب” من إسمها.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى