روايات

رواية عشق الجمال الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الفصل العاشر 10 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الجزء العاشر

رواية عشق الجمال البارت العاشر

رواية عشق الجمال الحلقة العاشرة

دخلت “حنان” إلى المكتب ليلًا لتراه نائمًا على الأريكة ويضع ذراعه فوق عينيه فقالت بخفوت:-
-جمال بيه
أزاح ذراعه وأعتدل فى جلسته لأجلها ثم قال بتهكم:-
-فى أيه يا حنان؟
تنحنحت بهدوء شديد خوفًا من غضبه لكنها جمعت شجاعتها وقالت بخفوت:-
-أعذرني فى تدخلي فى حاجة متخصنيش بس مدام مريم من وقت ما رجعتوا أمبارح وهى حالتها صعبة ومريضة حتى أنها قاطعة الأكل والشرب ومبتتحركش من سريرها، أنا خايفة يجرأ لها حاجة وكمان الدكتورة لما جت تشوفها قالت أن لازم تتغذى عشان صحتها وعشان النزيف وبرضو مش راضية تأكل
تنهد بهدوء مما يسمعه ومسح على وجهه بكفه ثم قال بجدية:-
-حاولى معها يا حنان، خديلها مكة تشوفها وخليها تأكل معها بس متعرفش أن أنا اللى قولتلك قوليلها أنك جبت لها مكة من ورايا
أومأت إليه بنعم وألتفت لكى تغادر فقال “جمال” بهدوء:-
-حنان، مريم أمانة معاكي وأبعدي عنها نانسي وفريدة
أستدارت إليه بدهشة من طلبه فلم يفسر لها سبب طلبه وأنه يُشك الآن بكل شخص كان معه بالغردقة، هزت رأسها بالموافقة وغادرت عاد إلي نومه لكنه لم يقوى على النوم ومحبوبته تتألم بالأعلي فخرج من المكتب فجرًا وصعد إليها وقلبه لا يقوى على مقاومة مشاعره ، فتح “جمال” باب الغرفة ودلف إلى حيث الفراش وكانت “مريم” تتوسط وتضم ذراعيها أسفل رأسها ومنكمش فى ذاتها وأسفل رأسها قميصه ليدرك أنها لم تقوى على الفراق بل تتشبث بملابسه عوضًا عنها، جلس جوارها بلطف حتى لا يقظها ومسح على شعرها بحنان ثم قال بخفوت:-
-يا روحي أنتِ… متمرضيش يا مريم والله أموت لو جرالك حاجة
قبل جبينها بدفء وحنان فلم يمارس قسوته وجحود عليها سابقًا كيف له أن يعتبرها عدوة وهى بالقلب وتينه، سحب قميصه من بين قبضتها وضمها بين ذراعيه بقوة مُستنشقًا عبيرها ورائحتها التى يدمنها، أنفاسها التى أشتاق لصوتهم ودفئهم، شعرت “مريم” بقوة ذراعيه التى أوشكت على تكسير عظامها من تشبثه بها، لم تفتح عينيها فقلبها وروحها لا يريدان البُعد، كل شيء بها وكيانها مُتمنيًا أن يظل “جمال” بهذا القرب، تمنت لو فتحت عينيها ونظرت إليه عن هذا القرب ولمسته فأصابعها فقالت “مريم”:-
-جمال
طأطأ رأسه قليلًا بعد أن سمع صوتها وكانت مغمضة العينين تمامًا لكنها تابعت الحديث بهدوء شديد تسأله:-
-أنت مصدق أنى خونتك؟
فتحت عينيها الأثنتين ورفعت رأسها إليه حتى تنظر بهذه العيون الخضراء التى عشقتهما وفُتنت بهما ثم قالت بهدوء ونبرة واهنة:-
-لو مصدق فيا كدة سيبني روح
ظل ينظر إليها بصمت ، فقط يتطلع بوجهها الملاكي رغم أنه شاحب وحزين وجذبها إليه أكثر لتدمع عينيها بأنكسار فضمه إليها أكثر يعنى أنه لن يصدق هذا لترفع ذراعيها وتطوق خصره بهما فقالت:-
-موجوعة أوى يا جمال وقلبي مش قادر يتحمل الوجع، حاسة أنى تعبت وعايزة أموت
مسك ذقنها بيده ورفع رأسها إليه حتى تنظر به جيدًا وقال بجدية صارمة وقوة:-
-على أساس أنى هسمح لك تموتى، زمان أن خلصتك من أيد حمزة وقتلك أن حياتك ملكي أنا وميحقلكيش تقرري الموت، لكن إذا ضعفتي فى مرة أفتكري أنى هنا، حتى لو هجرتك وفارقتك يا مريم أنا هفضل هنا
أعتدلت “مريم” فى جلستها بصدمة من قسوة حديثه كأنه يمتلكها كجارية ويخبرها أن الموت ليس من حقها، جلس “جمال” ببرود أمامها لتقول بغضب من حديثه:-
-بتقصد أيه؟ أن حتى موتي ملكك لتكون فاكرني جارية عندك
جذبها من ذراعها بقسوة وعينيه تحدق بها مباشرة وبتحدٍ ثم قال بغيظ شديد:-
-جارية!! حتى الجوارى مبيقدروش يخونه سيدهم لكن أنتوا … قبلك ليلي و….
لم تتحمل “مريم” قسوته وخصيصًا فور ذكر أسمه “ليلي” زوجته السابقة الخائنة، خانته عمدًا والآن يشبهها بها، رفعت يدها بألم وعينيه دامعة كي تصفعه وتسكته عن حديثه، نظر إلى يدها بأندهاش وأنتظر أن تصفعه لكنها لم تقوى على فعلها فأغلقت قبضتها بألم أمام وجهها وقالت بقسوة:-
-أطلع برا، أطلع برا يا جمال ولأول مرة أنا مش عايزة أشوفك قصادي لأن مستحيل تكون أنت جمال اللى أنا حبيته.. أطلع برا قبل ما يجن جنوني
وقف من محله أمامه وحدق بها فلم تنظر إليه وتحاشت النظر عن عينيه بألم ودموعها تنهمر على وجنتيها؛لتُصدم عندما جذبها من خصرها إليه وسرقة منها قبلة رغم رغبتها فى صفعه لتدفع بقوة بعيدًا عنها وصرخت بوجهه قائلة:-
-أطلع برا يا جمال ، ولا تفكر تلمسني تاني إذا كنت خاينة بنظرك فمتلوثش نفسك بخاينة زي
تبسم بغرور شديد على قسوتها، كلما غضبت “مريم” صارت أجمل وجن جنون قلبه من جمالها الغاضب، عبوسها يزيدها سحرًا ويُفتن بها أكثر، لم يقوى على أصطناع القسوة عليها أكثر فكيف لقلبٍ عاشقٍ أن يقسو على المحب؟ تحدث بقسوة حادة قائلًا:-
-أصلا أنا كنت خارج لكن أنتِ لا، أياكي تفكري تأذي نفسك يا مريم ولا حتى تطلعي من باب القصر وبنتك ممنوع تشوفيها من غير أذني
أنهي جملته ببرود قاتل رغم غضبها الذي أزداد من كلمته وجزت على أسنانها بقوة من الغيظ مُستشاطة غضبًا بينما هو تبسم أكثر وقبل وجنتها بمداعبة خافتة وغادر فى نظرة صادمة منها كأنها لم تتوقع هذه القبلة منه بعد حديثها، لم تفهمه حقًا لكنها واثقًا أن هناك شيء خفي، تعرف زوجها جيدًا خير معرفة لو كان يشك بخيانتها ولو بواحد فى المائة لكن قتلها بيده حتى لو كان يعشقها فسابقًا كان يُحب “ليلي” وفور خيانتها لم يكن لها سوى الكره والغضب، لم يجرأ على ضمها أو تقبيلها إذا كان يعلم بخيانتها حقًا، بات الفضول يقتلها لما يخطط له “جمال”، دلفت “جميلة” إليها صباحًا ورأتها تجلس فى الشرفة شاردة فصرخت بها بأنفعال وقالت:-
-مريم، معقول اللى سمعت؟
نظرت “مريم” إليها ورأتها بزى عملها الخاص بالطيران لتدرك أن “جميلة” عادت للتو من عملها وسمعت بما حدث، جلست “جميلة” على المقعد المجاور إليها وقالت بضيق:-
-ساكتة ليه؟
أخبرتها “مريم” بكل شيء ثم تابعت بحيرة:-
-أنا مُتأكدة أن جمال بيخطط لحد، تفتكري يكون شاكك فى حد؟
تحدثت “جميلة” بقلق مما تسمعه ورفعت شعرها للأعلى من الضيق ثم قالت:-
-قوليلي يا مريم معقول يكون حد بالغل دا كله، يعنى لو كان فى حد بيكرهك ليه يقتل أيلا أو يعملك فخ قذر زى دا
-أنا واثقة لو جمال شاكك أنى خونته مكنش رجع بيا على القصر وكان قتلني وحرق جثتي كمان، لأن بقدر حُبي ليا هيكون قدر الوجع لكن جمال معملش كدة، جمال رجعني لهنا يا جميلة، بتعرفي أمتى جميلة بيصدر قرار حبسي هنا؟
نظرت “جميلة” بحيرة لها من هذا السؤال لتقول ببسمة خافتة رغم ما تمر به:-
-وقت لما بيحس أنى فى خطر، بيقرار يحبسني هنا مع جين عشان يحمينى، بس أنا مش فاهمة من مين حابب يحمينى؟ من هو عدوى اللى بيخرب حياتي وبيتي وقلبي؟ مين اللى كل هدفه يحرقلي قلبي يا جميلة؟
تبسمت “جميلة” بسعادة وهدوء رغم شجارها مع زوجها وقالت:-
-كنت واثقة أن جمال مش مصدق اللى حصل، أصلًا جمال معشقش حد قد عشقه لك، بالمناسبة أستعدي لأن واضح أن كل حاجة بتتفق عليكي
نظرت “مريم” إليها بفضول وعدم فهم لكلماتها الأخيرة فقالت “جميلة” بهدوء وبسمة خافتة تنير وجهها:-
-ماما هتيجي كمان يومين ومش محتاجة أفكرك بقدر حبها ليكي
سخرت من حالها فضحكت “مريم” بهدوء كان ينقصها والدته التى تستشيط غضبًا فقط لكون “مريم” تتنفس أو تشاركها الأكسجين فى المكان، ربتت “جميلة” على كتفها بهدوء ثم خرجت من الغرفة لتري “فريدة” من الأعلي تلعب مع الأطفال ومعها “مكة” وابنها “يوسف”، دلفت إلى غرفتها وكان “حسام” يستعد للخروج فتقابل الأثنين على الباب لكن تجاهلته “جميلة” بغضب فهى لم تنسي شجارهما الأخير قبل السفر بسبب عودة علاقته مع طليقته، تنهد بهدوء وأستدار بعد أن أغلق الباب ونظر إليها بهدوء ثم قال:-
-مقولتليش أنك راجعة النهاردة
تحدثت “جميلة” ببرود قاتلة وعينيها ترمق صورتها المنعكسة فى المرآة وتنزع رابطة عنقها:-
-أنت كمان مقولتليش أنك بتأخد ابنى معاك لست الحُسن
تأفف “حسام” بأغتياظ من حديثها وحرك رابطة عنقه من حدتها معه ثم قال بضيق:-
-جميلة أنتِ بتخلقي مشاكل على حاجات وهمية فى دماغك….
قاطعته بدخولها لغرفة الملابس أخذت ملابسها ثم دلفت للمرحاض لم تترك له مجال للشجار أو الجدال معه فلن تقبل بأى مبرر يجعله يفعل ذلك دون أن يخبرها ألا إذا كان يفعل شيء خطأ لذا لم يجرأ على أخبارها، تنهد “حسام” بضيق ثم خرج من الغرفة لمتابعة عمله ….
______________________________
“المدينـــــة الزرقـــــاء
The blue city “
وقفت “غزل” أمام المرآة مُرتدية فستان أسود قصير بحمالة وصففت شعرها على الجانب الأيسر ووضعت القليل من مساحيق التجميل، دلفت “مسك” على أختها لتراها ترسم شفاتيها بأحمر الشفايف ومُتقنة جدًا كأنها ستذهب إلى سهرة فاخرة، جلست على الفراش بقلق وقالت:-
-أعتقد المرات اللى شوفتك بالجمال دا قليلة جدًا، ودائمًا وراها بيكون فى كارثة، ناوية على أيه يا غزل؟
تبسمت “غزل” بخبث شديد ثم ألتفت إلى أختها وقالت بحماس ونبرة قوية:-
-متقلقيش المرة دى المصيبة صغيرة ههه
ضحكت وألقت بأحمر الشفايف إلي أختها وفرت هاربة لتصرخ “مسك” بغيظ شديد:-
-غزل، تعالي هنا يا غزل… يااااا لا تفكري أنك ممكن تهربي مني
ذهبت “مسك” إلى زوجها “تيام” وكان جالسًا فى غرفة المكتب مع “جابر” و”زين” يخططان لمشروع الأمن الذي سيتعاقد عليه مع “جمال” لتقاطع أجتماعه بضيق، نظر “تيام” إلى وجه زوجته وقالت:-
-أستر، حصل أيه يا مسك؟ أوعي تقولي أنك ضربتي حد؟
أغلقت قبضتها بضيق شديد وصرخت بأنفعال قائلة:-
-لا كان نفسي أضربها بس هربت منى
تنحنح بحرج من غضب زوجته أمام الجميع وذهب تجاهها بقلق، همس إليها بفضول:-
-مين دى؟
صرخت بغضب وهى تحرك يديها فى العدم من الغيظ وتتأفف بانفعال:-
-هيكون مين غيرها، غزل طبعًا البت دى مجنونة ووقت تختفي بتحصل كارثة فوق رأسي مستحيل أنسي أن أخر مرة أختفت كانت في بنت تجار مخدرات، المرة دى هقتلها بأيدي
نظر “جابر” بأهتمام لما يسمعه وتذكر مهندس الكمبيوتر الذي فشل فى معرفة ما فعلته “غزل” ، ربت “تيام” على يد “مسك” بهدوء ثم قال بحب:-
-متقلقيش يا مسك، جابر معلش تروح ترجعها
تأفف “جابر” من أمره وخرج من المكتب مُتمتمًا بضيق:-
-أصلًا هى المصيبة فى حد ذاتها…
تبسم “تيام” على كلمته فهذه الفتاة ستفقد الجميع عقولهم وستخرجهم عن سيطرتهم، رفع يده إلى وجه زوجته يبعد خصلات شعرها للخلف بحُب وأقترب خطوة نحوها ويقول:-
-خلاص يا روحي أهدئي، جابر هيجيبها حتى لو من شعرها
ضحكت “مسك” بعفوية على كلمته فلمس وجنتها بأعجاب مُتيمًا بهذه البسمة وأقترب منها أكثر فنظرت “مسك” له بخجل شديد ثم قالت:-
-تيام
كاد أن يقبلها لكن أوقف “زين” الذي تنحنح بحرج بعد أن نسي “تيام” وجوده بسبب ظهور زوجته المُتيم بها، أبتعد “تيام” عنها بحرج من “زين” الذي غادر المكتب بعفوية مُبتسمًا…
__________________________________
“شركة الجمـــال جـى أند أم للإلكترونيات”
كان “جمال” جالسًا بمكتبه يباشر عمله لكن عقله كان بمكان أخر حيث “مريم” معشوقته المُفتون بها، مسك هاتفه لكي يُحدثها مُشتاقًا إلى صوتها، لكنه توقف قبل أن يضغط على زر الأتصال وتحمل هذا الشوق فقط لأجل سلامتها فلن يخسر مرة أخرى مقابل عدوه الخفي، دلف “عاشور” إلى المكتب بوجه عابس ليقول “جمال” بضيق:-
-قول اللى عندك يا عاشور
تنحنح “عاشور” بضيق ثم قال:-
-الشاب اللى كان مع مدام مريم فى الأوضة عذرًا يعنى، لاقوا ميت على البحر أو بالأحري مقتول حد همش دماغه وفتفت جمجمته
ترك “جمال” القلم الإلكتروني من يده على المكتب وعاد بظهوره إلي الخلف بقلق مما سمعه وقال:-
-يعنى بالفعل مش هو اللى خطط لدا واللى خطط للقتل جوا بيتى، قاتل وقلبه ميت لدرجة أنه بيقتل عادى من غير خوف
وقف من مكانه بقلق على زوجته وابنته وأخذ سترته من فوق المقعد كى يغادر فرافقه “عاشور” بينما “جمال” يأمره قائلًا:-
-أنا عايز كل المعلومات عن كل اللى كانوا معانا فى الغردقة وخصوصًا فريدة
نظر “عاشور” إليها بحيرة ثم قال:-
-فريدة!! حضرتك بتشك فى البت دى
-وجودها مع حازم يخليني أشك وهاتلي سجل مكالماتها وكل خطوة ونفس بتتنفسه بس دا مش معناه أن الباقي مش محل شك، ركز يا عاشور لأن أنا بدور على مجرم قاعد في بيتي مع مراتي وبنتي ولو خدت خطوة واحدة غلط وعرف أنى بدور عليه مش همسكه أبدًا
قالها بقلق على “مريم” من أفعال هذا الخفي كأنه يحارب شبح لكنه سيعثر عليه مهما كلفه الأمر…
_____________________________
وصل “جابر” إلى المطعم الذي به “غزل” لكنه صُدم عندما رآها تتشاجر مع شاب أمام باب المطعم فوقف يراقب من محله رد فعله تاركها تتحمل نتيجة أخطاءها، صرخت بالشاب غاضبة بانفعال:-
-حرك عربيتك قبل ما يجن جنوني عليكي
أقترب الشاب منها بثقة وغرور قاتل قائلًا:-
-طب ما توريني جنانك كدة، حد بالحلاوة دى ممكن يكون أخره أيه؟
قالها ويده تحاول أن تلمس وجنتها فحرك “جابر” سبابته بغيظ شديد على شفتيه من الغضب وكيف لهذا الحثالة أن يلمسها وظل يفكر أيتركها أم يذهب إليها؟، ضربت “غزل” يده بقوة حينما لمسها وركلت قدمه بحذائها ذو الكعب العالي ليتألم بغيظ شديد منها وقال بغضب صارخًا بها:-
-وحياة أمي لأوريكي….
حدثها وهو يرفع يده لكي يصفعها لكن أوقفه “جابر” الذي كان يستشاط غضبًا بل كان كالبركان الناري الذي بلغ أقصي درجات غليانه بسبب هذا الوغد الذي يتجرأ على رفع يده أمامها ليمنعه عندما مسك يده وقاطع حديثه، نظر الشاب إليه بغيظ شديد وقال:-
-أنت مين؟
ظل “جابر” صامتًا ويحدق بها، لم تبعد “غزل” نظرها عنه من الدهشة بسبب ظهوره وحمايته لها، ضغط بقوة على يده ثم تحاشي النظر إليها ودفع الشاب بعيدًا عنه ووقف أمامها ليكون فى مواجهته فقال بضيق:-
-أتخطني أولًا لو عايزها
أقترب الشاب نحوهما ليلكمه “جابر” بقوة بسبب غضبه الكامن بداخله فأنتفضت “غزل” بفزع من قوة لكمته حين سقط الشاب على صندوق سيارتها المصفوفة جانبًا، ألتف “جابر” إليها وأخذ يدها ليعبر بها الطريق حيث سيارته وترك الشاب يصرخ بغيظ وأمن المكان يمنعه من الذهاب وأفتعل مشكلة، وقفت أمام السيارة بضيق شديد من سحبه إليها وقالت بضيق:-
-أنتِ مين اللى سمحلك تتدخل ها، مش أنا نفسي المصيبة اللى مش عايزها
حدق بها بعيني يتطاير منها الشر والغضب كأنه سيلتهمها بنيران سخطه، أقترب خطوة منها لتعود تلقائيًا للخلف خوفًا منه لكنها دُهشت عندما نزع سترته ووضعها على أكتافها بسبب فستانها، أتسعت عيني “غزل” على مصراعيها من الدهشة وهى تحدق به، لم ينطق بكلمة واحدة وفتح لها الباب فقال بهدوء مُتحاشيًا النظر إليها بوجه عابس:-
-ما دام مبتحبيش الأجبار أركبي بمزاجك
ظلت تنظر إليه بضيق مُدركة أنها إذا لم تركب الآن سيدخلها بالقوة فصعدت للسيارة، أغلق الباب وصعد بمقعد السائق وأنطلق بها فى صمت كي يعود للفندق معها، تحدثت بهدوء:-
-كان في بنت بتشتغل مع بكر وهى اللى اديت أخويا الجرعة الزيادة ومن وقتها أختفت تمامًا لكن ظهرت من فترة فى الفندق وأنا بدور عليها
ألتف “جابر” إليها برأسه لينظر إلي وجهها، أدارت رأسها قليلًا إليه لتتقابل عيونهما معًا فقالت بهدوء:-
-دى مصيبتي اللى أنا بعمل ومحدش هيوقفني عنها، البنت دى مستحيل تفضل مرتاحة فى حياتها فى حين أنها سرقت حياة أخويا
نظر “جابر” للطريق بقلق مما تخطط له وحديثها يعنى أن هناك كارثة ستحل أكبر مما هى تتوقع فسأل بهدوء:-
-مين البنت دى؟
تنهدت “غزل” بغضب سافر من هذا الحديث ثم قالت بأختناق شديد:-
-اسمها تقى مرافقة واحد أهبل وعبيط لكن عنده فلوس كتير أسمه حازم وكانت فى المطعم النهاردة لكن ضاعت منى
نظر “جابر” إليها بقلق مما هى تخطط له وتنهد بهدوء فلن يوقفها عما تريده شيء أو أى شخص بل إذا علمت “مسك” بهذا الحديث ستسعي معها للقبض على هذه الفتاة للأنتقام……
_________________________________
وصل “جمال” على القصر فرأي “مريم” جالسة على الأريكة وتتناول الطعام مع “مكة” فتبسم بسعادة فكان واثقًا أن طفلتها وحدها من ستجعلها تتناول الطعام وتكفي عن الأضطراب والحزن، ظل واقفًا مُختبئًا حتى أنهت طعام فدلف لتراه “مكة” وتركض إلى والدها بينما عيني “جمال” تنظر إلى “مريم” وأنتظر أن تركض كطفلتها إليه، لطالما كانت تسبق طفلتها فى معانقته حين يعود يوميًا لكن اليوم لم تفعل فظلت محلها لم يتحرك لها ساكنًا، فقط عيونهما الصامتة تعانقه بدلاً من أجسادهما، أنزل طفلته أرضًا وقال بحدة:-
-فريدة
جاءت “فريدة” من الداخل فور سماع صوته بسعادة ليقول بجدية:-
-خدي مكة على أوضتها
جاءت “حنان” مع “فريدة” ليقول بقسوة صارمة:-
-أنا قولت متلمحش مكة، بتعارضي أوامري يا حنان
تخلت “مريم” عن صمتها وتقدمت نحوه غاضبة وقالت بغيظ شديد وقوة:-
-أوامرك، أنت فاكر أنك تقدر تمنعني أنى أشوف بنتي
أشار إلى “فريدة” بأن تأخذ الطفلة حتى لا ترى والديها يتشاجروا، صعدت “فريدة” للأعلي والفضول يقتلها لمعرفة ماذا سيحدث وكيف أصبح الوضع بينهما، أدخلت “مكة” سريعًا للغرفة وعادت لتستمع لحديثهما من الأعلي فقال “جمال” بحزم صارمًا وعينيه تلتهم “مريم” بغضب مُصطنعه لكنه يفضل جدالها عن خصامها وعدم رؤيتها:-
-أه أقدر يا مريم ولو فضلتي تعاندي وتعارضي أوامري متلومنيش على رد فعلي
أقتربت “مريم” منه بتحدٍ وعنادٍ أكثر من السابق وهى قد فهمت أمره وأنه يفعل ذلك لسبب خفي لكنه لم يقوى على فراقها فقالت بقوة:-
-أخرك هاتوا يا جمال ولا تنسي أنى مريم ومستحيل أقبل بأن حد يفرض أوامره عليا
رفع حاجبه بجدية لطالما أخبر “أصالة” أنها كالطير تعشق الحرية وتكره التقييد والآن تذكره بشيء يحفظه عنها، أشار بسبابته بتهديد واضح:-
-جربي تكسري كلامي تاني يا مريم
لم تتحمل غلاظته وقسوته فنظرت حولها بغيظ وهى الآن لا تريد سوى ضربه بسبب هذا الغيظ والغرور الذي يتحدث به معها فلم تجد شيء أمامها سوى هذا المكعب الإلكتروني الخاص بـ “جين” فحملته بغضب سافر وألقت به على الأرض ليُكسر وقالت بغيظ وغضب جنوني:-
-هددني تاني يا جمال وأنا ههدم القصر على رؤوسكم كلكم
أنحني “جمال” ليحمل هذا المكعب الذي جرح يده بحدته ولم يبالي عندما تحدث “جين” من المكعب المُهشم قائلًا:-
-لقد حدث خلل!!
نظر “جمال” إلى المكعب بأغتياظ من جنونها الذي بلغ أقصاه أمامه فحملها على كتفه بذراع واحد وهو يقول بتهديد:-
-أنتِ اللة جنتي على نفسك يا مريم
صعد بها للأعلي لتختبئ “فريدة” قبل أن يراها، وصل للغرفة بـ “مريم” وهى تصرخ وتضربه بقوة على ظهرها حتى وصل للفراش وألقي بها بقوة لتصرخ بعناد أكثر:-
-بتفرد عضلاتك عليا ليكون فى علمك يا جمال أنا كمان بقدر ……
أسكتها بقبلته لتُصدم من رد فعلها، أهذا كان رد فعله الذي حذرها منه، أى شجار هذا ينتهي بقبلة دافئة أشعلت نيران قلبها المفتون بالعشق، لم يتحرك لها ساكنة أو تدفعه بعيدًا عنها بل كانت مندهشة من رد فعله، عندما كسرت “جين” كانت تريده أن يعاقبها حتى تكذب شكوكها لكن بفعلته أكد لها بأنه فرض الفراق عليهما لسبب خفي، كانت تعلم بأن ما تفكر به حقيقي و”جمال” محبوبها لن يتهمها فى شرفها أو يلحق بها الخيانة بل سيضمها ويخبرها أنه سينتقم من من أوقعوا بها؟ أبتعد عنها لينظر إلى عينيها التى تعانقه بل يخبره هذا الزوج من العيون العسليتين بأن يظل ويضمها ويقبلها كما يريد، رفع يده إلى وجهها يضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف ورفق فتمتم بخفة:-
-كسري زى ما تحبي لحد ما تخرجي كل غضبك يا مريم لكن إياكي تكسري كلمتي مرة تانية لأن المرة الجاية مش هسامحك
كاد أن يذهب من أمامها لكنها تشبثت بسترته بقوة لينظر إليها بقوة:-
-جمال لو حابب تخاصمنى وتهجرني ماشي بس متقوليش أنك هاجرني لأنك مصدق أني خاينة… وقتها بيموت العشق اللى بينا يا جمال ، صدقني والله إذا أتهمتني بجريمة زى دي ساعتها مستحيل يكون فى حاجة أسمها مريم وجمال
نظر إلى عينيها بصمت ولم يقوى على أخبرها بالحقيقة لكنه قبل جبينها بدفء وأبتعد عنها يقول بهدوء:-
-دا جوابي يا مريم
غادر تاركها فى حيرتها وبهذه اللحظة تساءلت بتمتمة خافتة:-
-مستحيل يكون شايفني خاينة ويبوس رأسها … يا جمال هتسيبني لحيرة قلبي وعقلي وياك
___________________________________
جلس فى غرفة المكتب مُبتسمًا بسعادة على جنون زوجته ونظرات تحديها، يشعر وكأنه يسقط فى عشقها من جديد ويتذكر أيامها الماضي حين جاءت للقصر وبدأ الجنون بينهما، فتح باب المكتب وولجت “فريدة” تحمل فنجان قهوته ثم ألتفت خلف المكتب بجوار مكتبه ووضعت فنجان القهوة ببسمة خافتة لتقول:-
-تأمرني بحاجة تاني
أشار إليها بلا بوجه عابس بعد أن تلاشت بسمته مع فتح باب المكتب فيجب أن يكون مهمومًا وحزينًا إذا تعرض للخيانة، رأت “فريدة” جرح يده بسبب أنفعال “مريم” سحبت منديلًا من فوق المكتب وأخذت يده بلطف تمسح الدماء عنه ليُدهش “جمال” من فعلتها وسحب يده سريعًا عنها وقال:-
-أنتِ أتجننتي
تنحنحت بحرج من قسوته وقالت بعبوس ونبرة بريئة:-
-أنا أسفة بس حضرتك أتعورت
-أطلعي برا وتاني مرة متعمليش حاجة أنا مطلبتهاش منك
قالها بقسوة صارمة لتغادر “فريدة وقبل أن تخرج من الغرفة كليًا سمعت صوت ماء تنسكب على الأرض ألتفت لتري “جمال” ينظف يده بأشمئزاز من لمسها له، كأنه لا يقبل بأن تلمسه امرأة سوى “مريم”، دمعت عينيها بألم يمزقها فرغم كل شيء هو مفتونًا بهذه الزوجة ويشمئز من الجميع وليس سواها هى حتى أنه لم يبالي لسكب الماء على الأرض لكن كل ما يكترث له هو أن يتخلص من أي امرأة غير محبوبته…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى