روايات

رواية عشق الجمال الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الجزء الخامس

رواية عشق الجمال البارت الخامس

رواية عشق الجمال الحلقة الخامسة

صرخ “جمال” بأنفعال شديد فى “عاشور” بعد أن علم بما حدث إلى “أيلا” وإغماء “مريم” التى لم تستعيد وعيها مرة أخري، لم يتمالك أعصابه على رجاله وقال بيده التى تشير عليهم فردًا فرد:-
-أنا مش هفوتها على خير يا عاشور أنت ورجالتك حتى لو حكم الأمر أن أقطع رؤوسكم زى أيلا، نهائيًا اللى حصل مش هيعدي على خير عليكم ولا على اللى عملها
تحدث “عاشور” بنبرة خافتة حرجًا ومُصدومًا مما حدث هو الآخر قائلًا:-
-أنا بأكد لحضرتك أن مفيش حد غريب قرب من مكان أيلا، إحنا ما بيغمضلناش جفن يا جمال بيه
قاطعه “جمال” بصراخ أكبر مُنفعلًا أكثر على هذا الحديث واضعًا يده فى وجوههم:-
-بس خلاص، مش هسمع مبرراتكم نهائيًا ولا هقتنع بيها لأن الجريمة اللى حصلت فى الأول وفى الأخر بسبب أهمالكم وخلل فى نظام الأمن يا عاشور بيه، يعنى تقصير منكم وإذا كنتوا مش ناوي أن رؤوسكم تتقطع تجبلي اللى عملها خلال 24 ساعة وألا….
قاطعه خروج “نانسي” من المنزل تناديه بذعر شديد قائلة:-
-جمال بيه
ألتف “جمال” إليها بقلق لتتابع كلماتها بتلعثم هاتفة:-
-مريم فاقت وتعبانة
كز على أسنانه بتهديد واضح إلى رجاله ودلف إلى الداخل مهرولًا إليها، رآها تصرخ وتبكي بأنيهار تام وتكسر كل شيء أمامها بطريقة جنونية وهستيرية، أسرع إليها ومسك يديها الأثنين بقوة يحكم حركاتها فقالت بأنهيار تام:-
-ليه يا جمال؟ ليه؟
كانت تبكي وتنتفض فزعًا ومشهد “أيلا” وهى غارقة فى دمائها لا يفارقها نهائيًا ويعتصر قلبها بقوة من الوجع وألم الفراق، لطالما كانت عائلتها وصديقتها التى تداوي جروحها والآن قد رحلت وتركت خلفها جرحًا بقلب هذه الفتاة لن يستطيع أحد مداوته، جعلها تجلس بصعوبة مُستخدمًا قوته عليه ونظر بعينيها التى تبكي كالفيضان التى ضرب وجهها، لم يتحمل رؤية زوجته بهذا الضعف والإنكسار ليقول بلطف:-
-مريم أهدئي
-ذنبها أيه يا جمال؟
قالتها بتلعثم قوي وكلماتها لا تخرج من حنجرتها كأن أحبالها الصوتية قد قطعت للتو، تحدث “جمال” بنبرة أكثر دفءً:-
-عشان خاطري يا مريم بلاش عشانى، عشان خاطر بنتنا مكة تهدئي، والله اللى عمل كدة لأجبلك رأسه تحت رجلك بس أهدئي يا حبيبتي
لم تشعر بشيء سوى نزيف قلبها المجروح كأنه نحر مع عنق “أيلا” فى نفس اللحظة، أنفاسها لا تخرج منها ألا بصعوبة تمزق الرئتين معًا، ضم يديها الأثنين معًا بين راحتي يديه فقال بنبرة هادئة تطيب الجروح:-
-أعملك أيه عشان تهدئي يا مريم، أنا مستعد أجبلك كل أحصنة الأرض عندك، أمري بس وأنا أعملك اسطبل ليكي لوحدك بس تبطلي دموعك دى
رفعت “مريم” رأسها المطأطأة إليه ونظرت إلى عينيه وسط غرارة عينيها ودموعها التى تشوش رؤيتها، حدقت به بإنكسار وقالت بتمتمة خافتة تصعب تكون كلماتها من شهقاتها القوية:-
-أهدي، جمال أيلا مماتش لأن عمرها أنتهي، أيلا اتقتل حد عمل فيها كدة عمد، لكن ليه؟ فرسة زى دى عملت أيه ولا أذت مين؟ عشان تكون دى نهايتها ودا عقابها، جمال أنت عارف أن أيلا عمري كله، وقت لما جيتلك طلبتها هى بس، كانت كفيلة تخفف همومي ووجعي وتداوي اللى أتكسر فيا، أيلا كانت روحي يا جمال وهم أخدوها منى.. طيب ليه؟، أنا وجعت منى ولا زعلت مين عشان يسرق منى روحي
كان يستمع إليها بهدوء وبداخله نيران مُتلهبة من الغضب والكره لذلك الفاعل الذي مزق حبيبته بنجاح وتمكن من سلب سعادتها، رآها تنتفض مع كلماتها وترتجف حسرةً على فرستها؛ ليضمها إليها بقوة وتشبث بجسدها الهزيل ويديه تربت على ظهرها وقال هامسًا فى أذنيه:-
-وحياة مريم عندي لأدفعه ثمن اللى عمله وثمن كل دمعة نزلت منك بسببه يا مريم
تشبثت به بكلتا يديها وهى لا تملك سواه الآن، كالغريق الذي يتشبث بقشة من أجل النجاة، تمنت أن تجد النجاة من وجعها وألمها بين ذراعيه فى مأواها الوحيد وأمانها، شعر بجسدها يرتخي بين ذراعيه ليُدرك أنها فقدت وعيها من جديد بسبب ضعف قلبها الذي لا يتحمل الفراق لطالمأ مرضت “مريم” من فراق أحبتها، جاء “حسام” طبيبة من المستشفي لتري جثة “أيلا” فى الطريق وفزعت من بشعة المنظر ثم دلفت إلى الغرفة وبعد أن فحست “مريم” وأعطتها الدواء، خرجت إلى “جمال” الذي ينتظر عقله وقلبه أن يطمئن عليها فقالت بهدوء:-
-بتعاني من صدمة عصبية حادة…
نظرت إلى باب المنزل بهدوء ثم قالت بجدية وقد تفهمت حالة “مريم”:-
-واضح أن الصدمة كانت شديدة عليها
كان يعرف أن هذا هو تشخيص زوجته المريضة، كعادتها لا تتحمل الوجع ومرة أخرى انتصر علي ضعفها وقلة حيلتها، غادرت الطبيبة فخرج “جمال” إلي “عاشور” كان هادئًا هدوء ما قبل العاصفة وقال بتهديد واضح:-
-وصلت لأيه؟
تنحنح “عاشور” بحرج من فشله فى العثور على الفاعل ثم قال بحيرة:-
-أنا راجعت كاميرات المكان من إدارة الفندق وبتأكد كلامي مفيش حد دخل المكان نهائيًا
صرخ “جمال” بأنفعال فى وجهه ونبرة عالية قائلًا:-
-يعنى هى دبحت نفسها بنفسها
تنحنح “حسام” بهدوء ويديه متشابكة أمامه بقلق من غضب “جمال” وكل هذا الغضب لا يقارن بشيء مما هو قادم، لأجل “مريم” سيعلن عليها الحرب ويهدم حياتهم جميعًا، قال بنبرة هادئة ربما تمتص القليل من غضبه:-
-أكيد لا، لكن التصوير الأقرب للعقل والمنطق أن الى عملها حد من جوا، ومش لازم ننسي أن حازم هنا فى الغردقة وممكن يكون دفع لحد يعمل كدة وأحتمال برضو يكون من موطفين الفندق
سار “جمال” نحوه بخطوات مُسرعة ومسك لياقته بقوة وعينيه يتطاير منها الشر ونيران ستحرق الجميع وقال:-
-الأحتمالات دى ليك مش ليا يا حسام، ورب العرش لو ما جبتلي الأكيد ولأعاقب الكل من غير دليل وأول رأس هتروح هتكون رأسك أنت وعاشور
دفعه بقوة وعاد إلى الداخل غاضبًا، رأى “فريدة” تحمل “مكة” بين ذراعيها وطفلته لا تكفي عن البكاء والصراخ، كأنها تشعر بألم والدتها وحزنها فقررت أن تبكي عوضًا عنها، أقترب “جمال” بهدوء وقال:-
-مالها؟
تبسمت “فريدة” بخفة مُصطنعة الحزن أمامه وقالت:-
-من الصبح على الحال دا ومبطلتش عياط
أقترب أكثر لكي يأخذ طفلته وتلامست يديه مع أصابع “فريدة” دون قصد لينبض قلبها بجنون من هذه اللمسة البسيطة، بينما حمل “جمال” طفلته وذهب بيها إلي الأريكة لم يشعر بهذه اللمسة التى ضربت قلب هذه الفتاة المهوسة به، واقفت “فريدة” تراقبه بعينيها وسعادتها لا تقدر بثمن الآن من لمستهم وبسمتها تزداد اكثر وأكثر كلما رأت حنيته على طفلته وهو يداعب شعرها القصير الناعم كشعر والدتها بأنامله و”فريدة” تقف محلها تتخيل أنه يداعبها هى ويبتسم لأجلها، جاءت “نانسي” إليها ورأتها تقف عن بُعد وتراقبهما فسألتها بوجه حاد:-
-واقفة كدة ليه؟
تلاشت بسمة “فريدة” فورًا وأستدارت إليها ثم قالت:-
-مستنية جمال بيه يخلص عشان أخد مكة وكمان لو أحتاج حاجة
ضمت “نانسي” ذراعيها أمام صدرها بحدة وقالت بقسوة جاحدة:-
-أمشي غوري جوا ولو أحتاج جمال بيه حاجة هينادي عليكي
أومأت “فريدة” لها بنعم بوجه عابس لكنه ليس حزنًا على ما حدث بل غضبًا من “نانسي” التى دمرت لحظتها السعادة ومنعتها من النظر إليه عن قرب هكذا، دلفت إلى غرفتها وظلت تنظر إلى يدها وأصابعها التى لمسها “جمال” حين أخذ طفلته وعقل هذه الفتاة المختلة يصور لها أنه فعل ذلك لأجلها هى فقط…….
__________________________________
أقترب “تيام” من زوجته التى تحمل طفلها بين ذراعيها وتجلس على فراش المستشفي، قبل جبينها بحب وقال:-
-حمد الله على سلامتك يا روحي
تبسمت “مسك” إليه بعفوية ويديها تلمس أصابع طفلها “أدم” بحنان أم وقالت:-
-لحد دلوقت مش قادرة أستوعب حجمه، طلع صغير أوي على اللى عمله فيا الفترة اللى فاتت دى كلها
ضحك “تيام” على زوجته وعينيه تنظر إلى طفله الصغير وقال:-
-أنا قولت ببطنك دى هتجبيلي فيل، تنين… كدة طلعتي جايبة ليا برص
ضربته “مسك” على يده بضيق من حديثه عن طفلها وهى وحدها من عانت فى حمله وشعرت بكل شيء داخلها حتى نبضاته، منعته من لمس طفلهما وقالت:-
-برص!! طبعًا لأنك مشلتش ولا تعبت متعرفش البرص دا عمل فيا أيه، دا حتى نومي كان بيتحكم فيه وأكلي اللى ميعجبهوش على طول يقرفني منه، أنت محستش بحاجة لأنك بتنام براحتك وتأكل اللى نفسك فيه وجاية تتريق على ابني
ضحك “تيام” على تملكها الذي تتعايش به وقال بأندهاش شديد:-
-دا ابنى أنا كمان على فكرة ومن حقي أشيله وألمسه
أستدارت للجهة الأخري بغيظ غاضبة منه وقالت بعبوس شديد:-
-مستحيل تلمسه دا ابنى أنا وأنا اللى حملت فيه روح وريني هتجيب برص زيه أزاى
نظر حوله مُتفاجئًا من زوجته وقال بضحكة ساخرة منها:-
-والله أبنى، أنتِ هتعارضي طبيعة البشر، ربنا خلقكم تشيلهم وتحملوا أنا ذنبي أيه يا مسك بتعاقبني وحارماني من أبنى
-اه لأنك بتريق على ابنى الجميل خالص
قالتها بدلال مُتناسية غضبها عندما نظرت إلى وجه طفلها الملاكي، جلس “تيام” خلفها بسعادة وطوقها هى وطفلها بذراعيه بأحكام ثم وضع رأسه على كتفه ينظر إلى هذا الطفل الصغير بسعادة تغمر قلبه وما زال لا يُصدق أنه الآن يملك عائلة حقًا له، تمتم بسعادة:-
-أعملي اللى عايزاه يا مسك لكن متحرمنيش منكم، أنا لحد دلوقت أصلًا مش قادر أستوعب أن بقي عندي عائلة بتاعتي
نظرت جوارها بخفة حيث رأسه لترى سعادة وعينيه التى تحدق بيهما كأنه حقًا صدق فى كلماته ولا يصدق حتى الآن أن لديه زوجة وابن بعد أن عاش وحيدًا طيلة عمره فتبسمت إليسه ورفعت يدها الأخري تلمس وجنته بحنان وقالت:-
-صدق يا حبيبي، إحنا بقي عندنا ابن يا تيام واسمه أدم تيام الضبع هو لك وبتاعك لوحدك
أبتعد عنها وأدارها لكي يحدق بها جيدًا مباشرة، تطلع بعينها بسعادة تغمره ويديه تحيط وجهها بحنان ثم قال بهدوء ونبرة ناعمة:-
-اه بقي عندنا ابن، أوعدك يا مسك أكون عائلة جميلة وسعيدة بالحب والرحمة، وعد منى يا مسك أخليكم أسعد عائلة فى الدنيا بحُبي ليكم وأخلي بيتنا دافئ وجميل بضحكتكم وأبني عمدانه من السعادة والراحة بس
أومأت إليه بنعم ليُضمها إليه بسعادة لكن سعادتهما لم تدوم سريعًا عندما فُتح الباب ودلفت “غزل” أخت “مسك” التوأم، التى تشبهها كثيرًا ووحده “تيام” الذي يستطيع تفرقتهما عن بعض بسبب حُبه إلى “مسك”، تنحنحت “غزل” بحرج وقالت:-
-أسفة أنى هقطع لحظتكم الجميلة، بس مقدرتش أمسك نفسي أكثر من كدة لما عرفت أن مسك ولدت
أقتربت بسعادة لكي تحمل الطفل بين ذراعيها بسعادة تغمرها وقبلت جبينه بلطف، لتشعر لأول مرة أنها ترغب فى الزواج فقط لتنجب طفلًا بهذا الجمال، وتشعر معه بهذا الشعور التى شعرت به للتو عندما لمست “أدم”، دلف “جابر” إلى الغرفة بذعر قال:-
-تيام
نظر الجميع إليه بأندهاش من ظهوره من العدم وذعره، أندهش “جابر” من وجود “غزل” وعودتها من وحدتها فى الجيش، تحاشت “غزل” النظر إليه بغضب ولم تنسي شجاراتهم الدائمة فنظر “جابر” إليها بتكبر ثم نظر إلى “تيام” وقال:-
-فى مشكلة
خرج “تيام” معه للخارج فأخرجه “جابر” بجريمة القتل التى حدثت فى منزل “جمال المصري” وذبح فرسة زوجته التى أخبرهما كم هى ثمينة لدى “مريم” قبل أن يأتي، وقال بجدية:-
-الفندق مقبول وجمال المصري مُصر يمسك الفاعل
-أكيد في فاعل ما هو مش معقول أن الحصان دبح نفسه
قالها “تيام” بضيق من الحوداث التى تحدث فى قريته وكل هذا سيدمر سمعه المكان لدي الجميع فقال بحذر:-
-كتم على الموضوع يا جابر قدر الإمكان، خبر حادثة زى دي لو أتسرب للناس هنخسر كتير ومستحيل حد يثق فى سلامة الأمن عندنا
أومأ إليه بنعم وقبل أن يتحدث سمع صوت “غزل” تقول:-
-حادثة أيه؟
ألتف الأثنين لها وكانت فتاة تبلغ من العمر الثاني والثلاثين وتملك بشرة بيضاء وعيني رمادية وشعر أسود متوسط الطويل تسدله على الجانبين بفارقً بمنتصف رأسها وترتدي بنطلون جينز وقميص أبيض مفتوح وأسفله تي شيرت وردي اللون، تحدث “جابر” بجدية صارمة:-
-مالكيش دعوة
رفعت “غزل” حاجبيها بأقتضاب وغضب منه ورفعت سبابتها فى وجهه بتهديد وقالت بنبرة صارمة:-
-أنا بحذرك أى تتكلم معايا بالأسلوب دا تاني وأحب ألفت نظرك اللى شكله مش موجود أنى بكلم تيام مش أنت
أقتربت “جابر” خطوة نحوه دون أن يخشي تهديدها وقال بحزم شديد حادقًا بعينيها بغضب مكبوح بداخله:-
-والله انا أسلوبي كدة وأن كان عاجبك ولو مش عاجبك فى وراكي حيط ممكن تخبط رأسك فيه وحذاري تفكري تهديدني مرة تانية
كزت على أسنانها غيظًا حتى سمع صريرها وقبل أن تشاجره أكثر قاطعهم “تيام” بضيق شديد:-
-بس خلاص، أنتوا غلبتوا القط والفأر، دا مش وقت خناقاتكم … لو سمحتي يا غزل أدخلي خليكي مع مسك وأنا لازم أرجع الفندق.. يلا يا جابر
ألتف لكي يغادر فحدق “جابر” بها من الرأس لأخمص القدم بأشمئزاز وقال بسخرية من تهديداتها الفاشلة له مُهددًا إياها:-
-أفتكري أن اللى منعني عندك تيام
سحبته من سترته إليها بقوة وعينيهما تقابلت عن قرب شديد وكادت رؤوسهما تلتصق ببعض ثم قالت بتهديد:-
-بلاش أنا يا جابر لأنك مش قد جناني ولا تعرف أنا ممكن أعمل أيه لكن اللى لازم تعرفه أن مبسش حقي لو كان عند مين…
تبسم بسخرية خافتة عليها وعينيه تقاتل عينيها بالنظرات القوية الصارمة، تركته ودلفت إلى الداخل حيث أختها فهندم ملابسه بأغتياظ منها وذهب خلف “تيام” بضيق منها يقتله من الداخل بسبب غيظه منه ….
___________________________________
رأت “مريم” كل ما حدث فى منامها لتفزع من فراشها عندما رأت دماء “أيلا” وخرجت منها صرخة قوية، دلف “جمال” إلى الغرفة مُسرعًا إليها وجلس أمامها قائلًا:-
-مريم!! أهدئي يا حبيبتي أنا هنا.. أنا هنا
ضمها إليه حتى يهدأ من روعتها وبدأ يمسح على رأسها وظهرها بيده بلطف، ألتقطت أنفاسها بصعوبة من هذا المنام الذي لم ينتهي بيقظتها بل كان واقعًا يدمر أيامها، دموعها تسل بصمت شديد فقالت:-
-قتلوها يا جمال، قتلوها لكن ليه؟
أخرجها من بين ذراعيه لكي ينظر إلى وجهها الشاحب من الصدمة التى تلقطتها والحزن الذي خيم على حياتها، نظر “جمال” إليها بحنان وقال:-
-والله لأجيب اللى عملها
نظرت إليه صامتة قليلًا وقالت:-
-مش هتلاقيه يا جمال، مش هتلاقيه لأنه زى الحية بيغير جلده عارف ليه لأنه فى وسطنا، اللى عملها أنا واثقة أن مننا ومش غريب
أندهش من كلماتها وعقد حاجبيه بحزم يفكر فى كلماتها ولا يستوعب ما تفكر به فسأل بقلق:-
-ليه بتقولي كدة؟
تشبثت بيديه الأثنين بعجز وخوف تملكها من الجميع ثم رفعت نظرت إليه بفزع أصابها وقلبها يتمزق من الداخل وعقلها يُذكرها كيف غدرت “سارة” بها رغم أنها كان تعاملها بلطف وحنان وكأن الجميع يستغلوا قلبها حتى يهزموها ويقضوا علي نبضاته، تعتصرها الألم من الداخل والخارج حتى أنفاسها تمزق رئتيها كالسكاكين من صعوبة الأمر، أجابته وهى تبكي بحزن على موت فرستها الجميلة قائلة:-
-لأنك عارف أيلا كويس يا جمال، أيلا مستحيل تسمح لحد غريب يقرب منها وأنت شاهد على دا وهنروح بعيد ليه ما أنت شوفت اللى حصل من أيام لما فكرت اللى اسمها مسك تقرب منها، رد فعل أيلا من الغريب يخلينى واثقة أن اللى عملها حد مننا، وألا كانت صرخت ودافعت عن نفسها على الأقل وسمعها الحرس، اللى عملها حد أيلا تعرفه وشافته وأتعودت على وجوده عشان كدة أمنت له ومفكرتش تصرخ وتستنجد بيا، أيلا اللى غدر بيها حد قريب يا جمال، حد بيضحك فى وشي ومن ورايا طعني فى قلبي وسرق روحي مني لكن مين؟ مين جنبي أنا أذيته لدرجة اللى تخليه ينتقم مني فيها؟
سمع “جمال” حديثها بعقلانية وقبل يدها بلطف بعقل شارد وقد أقتنع كليًا من كلماتها خصيصًا أنه يعرف “أيلا” وقد أكد له “عاشور” أن لم يدخل غريب إلى المنزل، فالفاعل حقًا هنا جوارهما ويختبي بينهما بمكر كالحية التى تغير جلدها تمامًا كم وصفته “مريم” لكنه سينزع هذا الجلد عنه ويقبض عليه ومهما كان ماكر فلن يكون عقله الخبيث بقدر عقل “جمال” وهذا الغبي لا يمكنه أن يكون خصم “جمال المصري”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى