روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الخامس 5 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الخامس 5 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الخامس

رواية عشقت خيانتها البارت الخامس

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الخامسة

بعدما تركها صديقاتها وذهبن لحضور تلك المحاضرة خرجت “نسمه” من بوابه الجامعه متجهه نحو المكتبه المقابله لإحضار تلك الأوراق الهامه التى طلبتها منهم دكتوره الماده ….
قضت بعض الوقت بداخل المكتبه لترتب تلك الأوراق بعد تصويرها ووضعتهم بعنايه بداخل أحد الكتب التى تحملها لتلتفت خارجه منها حين فوجئت بأحدهم يقف قبالتها تماماً يوجه حديثه إليها …
رفعت “نسمه” رأسها للأعلى قليلاً ناظرة نحوه فقد فاق طوله طولها بكثير …
“إنه هو ..”
هكذا قالتها بداخل نفسها وهى متيقنه من ذلك فهو نفسه الذى مر بمكتبه عم “متولى” من قبل ، قربه منها جعلتها تتمعن بوضوح بملامحه الجذابه وعينيه العسيليتين ، لكن ما جذب إنتباهها حقاً هى تلك النظرة التى تعتلى عيناه فقد كان يتفحصها بقوة …
حركت رأسها يميناً ويساراً مستفهمه عما تفوه به منذ قليل فهى لم تستطيع إستيضاح ذلك …
_ أفندم …
عمر …
راقبها “عمر” جيداً حين تركت أصدقائها وخرجت من الجامعه ليظن أن هذا هو أنسب وقت يستطيع أن يتحدث معها بمفردهم ليبدأ خطته التى حضرها جيداً …
تبعها نحو المكتبه وحين همت بالإنصراف إقترب منها متحدثاً إليها بما فكر به ورتبه بدقه طوال اليوم منتظراً تلك الفرصه …
نظر عمر نحوها بهدوء يتفحص طلتها الملائكيه وملامحها الساحرة بجاذبيه حين تناثر شعرها حول وجهها الهادئ ولمعت عيناها ببريق أظهر لونها كقطرات العسل المائله للون الأصفر ، كانت ملفته باهره مميزة للغايه بصورة لم يرها بفتاه من قبل ليندفع قلبه بدقات متلاحقه ويتحشرج صوته تماماً بحلقه …
تحدث .. بالفعل تحدث إليها لكن خفت صوته للغايه حين خانه ولم يخرج من حنجرته بقوته المعهوده فقد بعثرت تلك الصغيرة قوته بلحظه ليهيم بها بسحر آخاذ لم يفق من غياهبه إلا بسماع صوتها الشجى تتحدث إليه تستفهم عما قاله منذ قليل …
_ أفندم … حضرتك بتقول حاجه ….؟؟؟
ابتلع “عمر” ريقه المضطرب لتعود ثقته إليه مرة أخرى ليعيد كلماته بوضوح أكثر …
_ كنت بسألك عن معاد محاضرة الدكتورة “هناء” … لأنى مش عارف معادها بالضبط …؟؟؟
رفعت “نسمه” حاجبيها و أخفضتهما بعد إدراكها أن تلك ما هى إلا طريقه إعتادت عليها حينما يود أحدهم التقرب إليها ليبدأ تجاذب أطراف الحديث معها لتردف بتملل و عدم إكتراث …
_ اااه …. الساعه اتنين …
ليعيد “عمر” سؤاله مستفهماً مرة أخرى ليهز ثقتها ..
_ متأكده ….؟؟!!
أَجَابته تلك المرة بثقه تامه وقد إعتلت وجهها نظرة ساخرة فيبدو أن هذا الشاب لا يعرفها ولا يعرف إنضباطها بعد ..
_ طبعاً … أنا عمرى ما بنسى مواعيد محاضراتى أبداً … أنا معنديش أهم منها … بعد إذنك …
أنهت “نسمه” جملتها حين بدأت بالتحرك إلى خارج المكتبه منهيه هذا الحوار المتكرر بينها وبين محبى التطفل عليها ..
تحرك عمر لبضع خطوات ليقف مواجهاً لها معترضاً طريقها قبل أن تتركه ..
_ إستنى بس !!! … هو أنتى بترمى الكلام كده وتجرى …؟!!
_ أفندم .. فيه حاجه تانيه …؟!!
_ واثقه أوى أنتى … ؟؟
_ طبعاً … أنا مش مهتمه غير بدراستى وبس !!!! … يا ريت تفهم ده كويس …
كان لحضوره الطاغى تأثير لا تغفله نسمه لكنه كانت مستمره على مبدأها وقوتها المصطنعه ، ليقف “عمر” مستكملاً حديثه بتحدى …
_ تمام … وطالما أنتى واثقه أووى كده … لو طلع كلامك غلط تعملى إيه ….؟؟
_ مش حعمل حاجه … لأن كلامى مش غلط …
_ إعتبريها تحدى وأنتى الكسبانه … لو طلع كلامك غلط حتعزمينى على عصير .. إتفقنا …؟!!
أمالت “نسمه” فمها بتهكم فهو خاسر خاسر لا محاله مردفه ..
_ والله أنت الخسران كده كده … وأنا ميهمنيش .. بس عشان أثبت لك أنى مش غلطانه وعارفه المعاد كويس .. أنا موافقه …
_ ولو رجعتى فى كلامك ….؟؟
_ مش أنا إللى ترجع فى كلامها .. وعموماً أنا متاكده .. عشان كده مش قلقانه …
_خلاص … إتفقنا …
تركته “نسمه” وعادت لإنتظار صديقاتها بالكافيتيريا ، بينما جلس “عمر” على إحدى الطاولات منتظر عوده “وائل” مستمراً بمراقبتها عن كثب …
لاحظت “نسمه” متابعته لها لكنها حاولت إشغال نفسها بكُتبها حتى لا تظهر له أنها لاحظت ذلك ….
بعد حوالى نصف ساعه انتهت المحاضرة وعادت الفتيات الى “نسمه” يجلسون معها حول منضدتهم المفضله …
بفضول شديد تسائلت “نسمه” …
_ كان فيه حاجه مهمه النهارده فى المحاضرة …؟؟
أجابتها “دنيا” بتملل وإحساس بإرهاق شديد سببه ذلك الجو الحار الخانق بيوم رطب للغايه …
_ ده أنتى ربنا بيحبك والله … أنا مفهمتش ولا كلمه !!!! … ده غير الحر إللى إحنا فيه …!!!
لحقتها “سحر” وهى تمسك بأحدى زجاجات الماء الموضوعه فوق المنضده …
_ اه والله يا “دنيا” .. أنا كنت حموت جوه النهارده الجو صعب أوى …
أمالت “دنيا” رأسها إلى الجانب الأيمن وهى ترفع خصلات شعرها بأصابعها من فوق رقبتها لاحساسها المتفاقم بالحراره ثم أردفت بإستنكار …
_ ده ولا ثلاث أربع ماسكات أعملهم النهارده عشان أعوض إللى عمله الحر والشمس دى النهارده …؟!!!
لتميل “سحر” فمها بتهكم وقد عقصت أنفها بشكل ساخر من صديقتها المدلله …
_ يا أختى روحى خدى شاور وخلاص … أنتى حتنسى نفسك ده إحنا أهالينا موظفين حكومه يا “دنيا” … عيشى يا ماما عيشه أهلك ….
لكزتها “دنيا” بخفه من مزاحها الثقيل الذى إعتادت عليه …
عقبت “نسمه” على إحساسهم بهذه الأجواء الصيفية الحاره وهى تبتسم على مزاح “سحر” الدائم مع “دنيا” ..
_ يعنى هنا إللى الجو حلو أوى … أنا خلاص صدعت من الشمس النهارده …!!!
حاولت “أحلام” التلويح بإحدى الملزمات لتستشعر ببعض الهواء الملطف مردفه بعدم قدرة على التحمل …
_ أنا مش عارفه حنكمل كده إزاى بس؟!! … يعنى المحاضرة إللى جايه حتقعد ساعتين بحالهم … وأنا خلاص مش قادرة أستحمل ….!!!!!!
حاولت “نسمه” تخفيف حده إرهاق “أحلام” فمازال أمامهن ما يقارب من الساعتين على موعد المحاضرة وتستطيع إلتقاط أنفاسها قليلاً بدلاً من الجو الخانق بداخل المدرج …
_ لسه بدرى يا “أحلام” على معاد المحاضرة .. ده لسه ساعتين بحالهم … يعنى تقدرى تاخدى نفسك براحتك …
بذهول ساخر نظرت “أحلام” نحو “نسمه” لتصحح لها مفهومها الخاطئ …
_ لا … دى أنتى الشمس أثرت على دماغك فعلاً !!!! … أنتى نسيتى ولا إيه …؟؟؟ مش دكتورة “هناء” المحاضرة إللى فاتت غيرت معاد المحاضره النهارده عشان حتسافر بعد المحاضرة على طول ….!!!
بذهول تام أدركت ما وقعت به “نسمه” للتو …
_ بجد …!!! امتى ده …؟؟؟
_ هههه المحاضرة إللى أنتى كنتى سرحانه فيها وكل شويه أصحصحك دى ….!!!
_ يااااا … أنا مخدتش بالى خالص …. اوووووف …!!!!
لم تستطع “أحلام” فهم لم تضايقت “نسمه” إلى هذا الحد ..
_ إيه يا بنتى مالك ؟!! … عادى يعنى مش قصه … حنحضر وخلاص وأديكى موجوده أهو يعنى مش متأخرة ولا حاجه …؟!!
_ اه .. اه …
شعرت “نسمه” بالورطه التى ورطت نفسها بها مع هذا الشاب ، كيف لم تنتبه.؟!! ، شعرت بالحرارة تزداد إشتعالاً برأسها فقد إستطاع توريطها بخطته الماكرة ، لكنها تأبى أن تترك له الفرصه بالغلبه عليها ولن تعطى له تلك الفرصه أبداً ….
____________________________________
بعد إلتقاط أنفاسهن بسرعه عادت الفتيات الى المدرج الذى ستحضرن به تلك المحاضرة ، والتى مرت بضيق بالغ على “نسمه” فكان ذهنها منشغل بطلب هذا الشاب وتوريطها معه بحديث آخر على غير إرادتها …
بعد إنتهاء المحاضرة ذهبن مرة أخرى نحو الكافيتريا مكانهم المحبب فمازال الوقت مبكراً للعودة للمنزل ، اقترحت “أحلام” أن يبقين مع بعضهن البعض قليلاً …
_ ما تيجوا نقعد شويه إحنا كده كده خلصنا بدرى …
_ يلا …
نظرت “أحلام” نحو “نسمه” الشارده منذ بدء المحاضرة …
_ مالك بقى .. أنتى مش طبيعيه من قبل المحاضره فيه إيه ….؟؟؟
لتهم “سحر” بتأكيد ما لاحظته “أحلام” هى الأخرى ..
_ أنا ملاحظه كده برضه !!! … حصل حاجه ولا إيه …؟؟
_ شكلى حطيت نفسى فى مشكله من غير ما أحس …
_ ازاى ده …؟؟؟
سردت “نسمه” ما حدث مع “عمر” بالمكتبه بالتفصيل وتخوفها مما سيحدث بعد ذلك لتردف “دنيا” أولاً …
_ ومين بقى إللى قالك كده … حد نعرفه … ؟؟
بهدوء شديد أشارت “نسمه” نحو “عمر” حتى لا يلاحظ أنها تتحدث عنه ….
_ إللى قاعد هناك ده .. إللى لابس أسود …
_ يالهوى .. وده يتقال له لأ برضه … أنتى مش حتبطلى العبط بتاعك ده …!!!؟
_ بس يا “دنيا” .. أنا من ساعتها متضايقه أوى …
_ يا بنتى شكله محترم .. وبتقولى بيتكلم معاكى بإحترام وكان مجرد سؤال .. فكيها يا بنتى إحنا زمايل مش أكتر .. بلاش تبقى مقفله كده .. أنتى لا قلتى ولا عملتى حاجه ….
_ بس يا “سحر” أنا مبحبش كده …
حاولت “أحلام” نهر الفتيات عما يحاولن إيقاع “نسمه” به …
_ بس يا بنات !!!! .. متضايقوهاش .. ما يمكن فعلاً بيلعب ويتسلى و”نسمه” مش بتاعه الكلام ده …
_ والله يا “أحلام” شكله إبن ناس … وبعدين مش يمكن يحصل فى الأمور أمور … إحنا كلها كام شهر ونتخرج … ما يمكن يبقى قصدة شريف وبيحاول يتعرف عليها قبل ما السنه تخلص ….؟!!!
بضيق شديد حاولت “نسمه” إنهاء هذا الجدال بين صديقاتها ..
_ خلاص بقى قفلوا على السيرة دى … أنا لا عايزة أشوفه ولا أتكلم معاه وخلاص …
ظنت “نسمه” أنها إذا بقيت بالجامعه أكثر من ذلك فمن الغالب ستتورط بمحادثه أخرى معه لتفضل الإنصراف فوراً فهى لا تتحمل توابع هذا الإختبار الجديد كلياً عليها ….
أكملت يومها المعتاد حتى أنهت عملها بالمكتبه ليلاً ثم عادت إلى المنزل لينتهى اليوم بشكل روتينى …
ظلت على هذا الحال اليومين التاليين تتجنب أن تراه فى أى مكان ، تتعمد أن تنهى محاضرتها وتخرج مباشره من الجامعه إلى مكتبه عم “متولى” ومنها إلى المنزل فى آليه وروتينيه ، جعلت شغلها الشاغل أن تبتعد عنه وهى تبحث عنه دائماً بعينيها لتهرب منه …
____________________________________
الجامعه …
الفتيات …
وقفت كلا من “دنيا” و”سحر” يسألن “نسمه” و”أحلام” …
_ إحنا رايحين نجيب ساندويتشات … نجيب لكم حاجه معانا ..؟!!
أمسكت “أحلام” برأسها المتألم مردفه وهى تحاول فتح عيناها بصعوبه …
_ لأ … أنا مصدعه أوى وبفكر أروح … حاسه بألم رهيب …
ربتت “نسمه” بحنو فوق كتفها متسائله بتخوف …
_سلامتك حبيبتى … أجيب لك مسكن …؟!!
_ لأ حروح أحسن … أنا عارفه الصداع ده لما بيجى لى مش بقدر أقعد خالص وببقى عايزة أنام …
خرجت “أحلام” بصحبه “دنيا” و”سحر” إلى خارج الجامعه لتتخذ “أحلام” طريق عودتها للمنزل بينما ذهبتا صديقتيها للمطعم القريب …
جلست “نسمه” تقرأ ببعض الملزمات التى بحوذتها متعمدة الانشغال بها حتى لا تلتفت للجالسين بالكافيتيريا من حولها ….
فوجئت بصوت ذكورى يتحدث إليها لترفع رأسها بإنتباه وقد إتسعت عيناها لرؤيته يقف أمامها بطوله الفارع …
نظرت إليه بصمت وهو يعيد حديثه ساحباً أحد المقاعد ليجلس عليها دون إستئذان منها ….
_ أهلاً بالناس إللى مش بتوفى بوعدها … ولا ده طبع فيكى …؟؟
تسارعت دقات قلبها على الفور وهى تحاول إيجاد صوتها الذى هرب منها لحظه تفاجؤها بوجوده …
_ لا … أبداً … أنا بس مجتش فرصه …
_ عموماً أنا جبت العصير وقلت نشربه سوا ..
_ بص لو سمحت أنا …
لم يعطها فرصه للحديث ليبدأ بتعريف نفسه بالبدايه كمن فرض واقعاً ببقاءه معها وقبولها دعوته …
_ أنا “عمر” … أنا مش حاخد من وقتك كتير … بس حنشرب العصير سوا ولو حبيتى أمشى .. حقوم على طول أنا مش حضايقك …!!
حركت “نسمه” رأسها موافقه بآليه و إنصياع تام دون أن تدرى لم سيطر عليها بتلك الصورة دون أدنى تفكير منها ، مدت يدها تحمل كوب العصير الذى مده إليها ناظره نحو الكوب بصمت ليتحدث “عمر” مرة أخرى …
_ أنا مش بحب ألف وأدور .. أنا إنسان واضح .. عشان كده حتكلم معاكى بصراحه …. أنا من ساعه ما شفتك هنا فى الكليه وأنا الصراحه معجب بيكى … لفتتى نظرى من أول مرة شفتك فيها ….. مش حقولك زى غيرى أنى حبيتك من أول نظرة والكلام ده … إحنا لسه برضه منعرفش بعض كويس ….
_ أنا مش بفكر ولا بهتم أبداً بالموضوع ده و …
_ أنا مطلبتش منك حاجه … ولا حطلب منك حاجه متقلقيش … أنا بس بقول لو تدينى و تدى نفسك فرصه نعرف بعض أكتر … ومش حنتقابل بره الجامعه ولا حقولك نروح مع بعض أى مكان …. نتعرف على بعض فى إطار الزماله والصداقه … أظن ده ميضايقكيش …
_ أيوه .. بس …!!!!
لا تدرى “نسمه” لماذا إستجابت إليه وإستمعت بإنصات له وهى دوماً ترفض الدخول فى أى من هذه العلاقات العابرة ، فحياتها مليئه بما هو أهم ، ليستفهم منها عن رأيها بطريقته الساحرة التى تملكتها على الفور ….
_ ها … إيه رأيك ….؟؟؟
أومأت “نسمه” بإبتسامه خفيفه وهى تهز رأسها موافقه لتعرف نفسها إليه …
_ أنا “نسمه على” …
_ أنا عرفت إسمك وعرفت عنك حاجات كتير أووى من يوم ما جيت هنا … أنا عايزك تعرفينى أكتر .. يمكن تحسى بإللى أنا حاسه من ناحيتك .. بس كبدايه ممكن نكون أصدقاء …
_ اه طبعاً … هو أنت مكنتش معانا السنين إللى فاتت صح …؟!!
_ أيوه … بس أنا من القاهرة أصلاً .. كنت عايش هنا طول عمرى الدنيا إتغيرت أوى بعد ما والدتى إتوفت وعشت أنا وبابا لوحدنا أنا ماليش أخوات ….. على فكرة أنا كنت معاكم هنا فى سنه أولى بس مكنتش منتظم أوى فى الحضور … لأن والدى تعب أوى وقتها … وبعد ما إتوفى إضطريت أنقل لجامعه تانيه مكنش ينفع أعيش هنا لوحدى …
إدراكها لأنه يتيم مثلها أصابها بالذهول ..
_ أنت يتيم …!!
عقب “عمر” على تفاجئها بمزاح من حاله …
_ أب وأم … يعنى مخلص خاااالص ومفيش حد فى حياتى .. جايلك بطولى أهو … ههههه..
إبتسمت إبتسامه حزينه من سخريته من يتمه و وحدته لتسأله بإحساسها لمن إشتاق لمن رحلوا ….
_مش بيوحشوك …؟؟!!
أجابها بصدق حقيقى ولمعت نظرة حزن دفينه بعيناه …
_ أوى … بس هى دى الدنيا …حنعمل إيه …؟؟
_ أنا كمان يتيمه .. بابا وماما إتوفوا وعايشه مع أخويا ومراته …
لا يعلم لماذا إندهش “عمر” من هذه المعلومه ، بل و شعر بالحزن لحزنها وإنكسار الظاهر بأعينها فهو يعلم تماماً مراره هذا الإحساس ، يدرك تماماً كيف يصبح الإنسان وحيداً حتى لو إجتمع الجميع من حوله ، فقدان الأب و الأم كسرة ظهر ونَفْس، رق قلبه لحالها الذى يعيش فيه ويعلم قسوته ليردف بأسف …
_ مكنتش أعرف ….؟؟ أنا آسف لو فكرتك …!!
_ لا أبداً … أنا عمرى ما بنساهم أبداً ….
_ لا … أنا مش جاى نقلبها كآبه كده … المهم أنا خلصت العصير بتاعى .. وزى ما وعدتك حقوم على طول … بس ممكن نتقابل تانى بكرة هنا ونحضر المحاضرة سوا ..؟؟
_ اوك .. حستناك ..
أومأ لها رأسه بخفه قبل أن يتركها وقد علت ثغره إبتسامه إنتصار فقد وصل أخيراً إلى غايته ….
تركها وانصرف نحو “وائل” الذى كان يجلس على طاولته مندهشاً مما قام به “عمر” ، فهو الوحيد الذى إستطاع كسر حاجز هذه الفتاه من كل من يعرفهم جميعاً وإستطاع أن يجلس ويتحدث معها أمام الجميع …
_ يا إبن الإيه !!!!! … أقعد بقى وإحكى لى عملت إيه وقلت لها إيه بالضبط وبالتفصيل …
جلس “عمر” على المقعد المجاور له وهو يعدل من ياقه قميصه بزهو …
_ عيب يا أبنى … هو أنا قليل .. أنت بس إللى مستهون بيا ….
_ أشهد لك يا باشا … والله … يلا إحكى لى بالتفصيل بقى مش قادر أستنى …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى