روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثالث 3 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثالث 3 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثالث

رواية عشقت خيانتها البارت الثالث

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثالثة

إتخذت “نسمه” طريق عودتها المعتاد سيراً على الأقدام فمنزلها لا يبعد الكثير عن الجامعه ، وربما هذا ساعدها بشكل كبير على إستمرارها ، فلولا قربها من الجامعه لما إستطاعت الذهاب إليها طوال الثلاث سنوات الماضية فأخيها لا يغدق عليها بالأموال فهو شحيح جداً معها يعطيها النقود بين الحين والآخر على مضض …
قبل أن تصل للمنزل مرت بإحدى المكتبات القريبه ، مكتبه ” عم متولى ” فقد كان دوماً هذا الرجل كريماً معها على الدوام حباً بوالدها رحمه الله …
أطلت “نسمه” بوجهها المشرق تنظر إلى داخل المكتبه قبل أن تلقى السلام بمحبه على هذا المسن …
_ السلام عليكم … إزيك يا عم “متولى” …؟؟؟
تفاجئ الرجل بمجئ “نسمه” ليهتف بترحيب حار وهو ينهض من مقعده البلاستيكى ..
_ “نسمه” …!! فينك يا بنتى بقالى كتير أوى مشفتكيش …. إيه نسيتى عمك “متولى” ….؟؟
تقدمت “نسمه” بإبتسامتها المحببه تمازح عم “متولى” …
_ أنت عارف بقى يا عم “متولى” الأجازة مش بخرج فيها تقريباً من البيت … إيه يا راجل يا عجوز .. وحشتك ..؟؟!!!
_ وحشتينى يا بنتى والله …الله يرحم أبوكى كان يوماتى عندى هنا …
عقدت “نسمه” ذراعيها أمام صدرها مردفه بذكاء …
_ طب إيه رأيك أفكرك بيه وأبقى يوماتى معاك هنا ….؟؟؟
_ يا ريت يا بنتى … بس ازاااى …؟؟؟
إعتدلت “نسمه” وهى تستكمل بنبره أقرب للترجى فهى لا تستطيع الوصول لحل آخر …
_ مش أنت مش كنت بتدور على حد يقف فى المكتبه بعد الضهر بدل البنت إللى إتجوزت دى …؟؟!!
_ اه .. ودورت كتير مش لاقى … كل البنات عايزة تيجى الصبح وتمشى بعد الضهر … وأنتى عارفه أنا مبقدرش أقعد متأخر كده …!!!
_ خلاص .. أنا آجى أشتغل معاك بعد الكليه …. لأن الصبح مش مناسب ليا …. وأدينى أونسك وتشوفنى كل يوم …
أومأ عم “متولى” رأسه بفراسه تناسب خبرته الطويله بالدنيا وتجاربها …
_ هو “حسن” لسه بيعمل عمايله دى معاكى …. ؟؟؟؟
_ لا عمايل ولا حاجه يا عم “متولى” ….
_ يا بنتى أنا عارف كل حاجه …. ؟؟؟ ربنا يهديه …. ماشى يا بنتى خلاص إتفقنا ..
بسعاده بالغه أردفت “نسمه” فقد يسر لها عم “متولى” كل شئ بموافقته تلك …
_ طيب يا عم “متولى” أنا حروح البيت دلوقتى …. ساعه كده أكون بلغتهم أنى حاجى أشتغل هنا وأرجعلك أبدأ الشغل معاك …
_ ماشى يا بنتى مستنيكى …..
أسرعت “نسمه” بخطواتها متجهه إلى البيت لتنهى بقيه الأعمال التى تركتها لها “حنان” فتلك عادتها ولن تخفف عنها أحمالها بل تزيدها بتعمد دوماً …
رتبت أثاث المنزل وغسلت بقيه الأطباق والأواني أولاً قبل تبديل ملابسها مرة أخرى لتعود إلى مكتبه عم “متولى” لتبدأ اول يوم عمل لها هناك …
كان عملها بتلك المكتبه أنسب عمل يتاح لها لقربه من منزلها أولاً ، كذلك تستطيع تمضيه بعض الوقت بذاكرة محاضراتها خلال عملها بالمكتبه …
____________________________________
عمر و وائل …
لم يشأ “وائل” ترك “عمر” بأول يوم يجمعهما بعد ذلك الغياب الطويل ليقضيا بعض الوقت يتسامرون أثناء وجودهم بذلك المقهى …
صمت “عمر” متفكراً للكثير من الوقت حين قطع “وائل” ذلك الصمت الطويل بسؤاله …
_ إيه يا “عمر”…. ؟!! … من ساعه ما قعدنا مقلتش ولا كلمه ..!؟!!!
_ لا أبداً …
_ هو أنا مش عارفك …. !!! بتفكر فى إيه ؟!!! … أنا بخاف من تفكيرك لما تطول كده …!!!
أسند “عمر” جزعه إلى المقعد بإرتياح لتعلو علامات تفكير جديه على محياه مردفاً بتفكر …
_ و لا تخاف ولا حاجه … البنت دى إللى أنت حكيت لى عليها … مش عارف أبطل تفكير فى إللى هى بتعمله !!!! … لازم حد يوقفها عند حدها ….
تعجب “وائل” من إصرار “عمر” على إشغال تفكيره بـ “نسمه” فقد تناسى الأمر كلياً بعد خروجه مباشرة من الجامعه وظن أن “عمر” أيضاً تغاضى عن الأمر …
_ ماله الموضوع ده مأثر فيك كده ليه …؟؟ سيبك منها ..
_ أنا عارف الأشكال دى كويس .. قابلتهم كتير … و إللى زى دى لازم تتعلم درس يفهمها الصح … وأنا بقى إللى حعلمهولها …
بهدوء طبعه تخوف “وائل” من تفكير “عمر” الجرئ دوماً ليهتف بتحذير …
_ بلاش يا “عمر” … متشغلش دماغك بيها … !!!
_ متقلقش كدة … دى حاجه بسيطه كده على الماشى …
_ يعنى أنت ناوى تعمل إيه …. ؟؟
زم “عمر” شفتيه لتلمع عيناه ببريق تحدى وهو يداعب ذقنه مردفاً …
_ أنا بقى حعرف أوقعها …حرسم عليها الدور .. دور العاشق الولهان ده …
ولما أطمن أنها صدقتنى فعلاً ..حخليها تندم على إللى هى بتعمله فى الناس …
نهر “وائل” “عمر” بتخوف من التلاعب بالفتاه بتلك الصورة…
_ أنت ناوى على إيه …. ؟؟؟ “عمر” … !! معرفش إن أنت بالأخلاق دى ….؟؟!!!
لوح “عمر” بكفه صوب “وائل” يطمئنه …
_ يا بنى متخافش … أنا بس ححسسها نفس الإحساس لما بتلعب بقلب أصحابنا وتسيبهم بعد ما يتعلقوا بيها … بس كده .. أنت فاكر إيه ….؟؟
_ أيوه كده .. أنا إفتكرتك حتأذيها …
_ لا متخافش عليا … أنا عمرى ما أأذى بنت أبداً .. بس هى إللى إبتدت …
____________________________________
حل الليل سريعاً …
لملمت “نسمه” أدواتها و إستعدت لإغلاق المكتبه لتعود إلى منزلها ، كان ذلك يسيراً جداً لقرب المكتبه من المنزل ، لكن ما لم يكن يسيراً عليها بعد إرهاق يوم طويل هو ذلك الجدال اليومى الذى تتلاقاها به “حنان” زوجه أخيها …
وقفت “حنان” بتذمر وهى تتوسط خصرها بيديها …
_ أهلاً أهلاً يا ست البنات !!!!!! … ما هو ده الفندق إللى إشتروه أهلك ..!!!!!!!!
كعاده “حسن” بفرصه سانحه لتكدير صفو “نسمه” إستكمل مع زوجته بقيه الجدال المتذمر …
_ إيه إللى أخرك ده كله … ؟؟؟ هه …..؟؟ بصى لى هنا وأنا بكلمك …!!!
رفعت “نسمه” وجهها نحوهم بإنكسار و حزن بالغ …
_ كنت فى الشغل … ما أنا قلت لـ “حنان” أنى ااا ….
لكن على ما يبدو لم تكن تلك الإجابه المنتظرة منها ليستكمل تذمره منها وتتملص من عقاب أعده لها مسبقاً دون الإهتمام بـ أين كانت حقاً ليقاطع حديثها بصفعه قويه هوت فوق وجنتها لتشتعل إحمراراً تبعتها دمعه ساخنه وإحساس بالقهر لتنكس وجهها بصمت متألم …
_ هو مفيش أى إحترام نهائى !!!! … ولا حتى كلمه أبله …!!! … هى “حنان” دى قدك ولا بتلعب معاكى ….؟؟!!
لم يكن عقابها خوفاً عليها أو ما شابه لكنه كان بسبب “حنان” ، إتسعت عيناها بدهشه لتردف بإستراب بالغ ….
_ أبله ….!! أنا بينى وبينها أربع سنين بس ..!!
_ ردى ردى … ما هى دى التربيه إللى كانوا فرحانين بيها …!!!!!!!!
أشارت “حنان” بكفها وهى تثنيه وتعيد فتحه تلوح به بتقزز …
_ تربيه !!!!! … تربيه إيه يا “حسن” ؟!!!!!! … أدى آخرة دلع عمى فيها ..!!!! الله يرحمه بقى …
_ ااه.. الله يرحمه هو راح وساب لى المصايب كلها على دماغى !!! …. إدخلى يلا غورى من وشى ….
قلبت “نسمه” نظراتها بينهما لتهرع مباشره نحو غرفتها وهى تغلق بابها بإحكام وقد إنتفض جسدها بشده لكتمانها شهقاتها القويه عنهما …
ألقت كتبها بعشوائيه فوق المكتب و إرتمت على السرير لتخفى وجهها فى وسادتها تستكمل نحيبها المكتوم حتى غلبها النعاس ليبدأ حلمها الذى تراه يومياً برؤيتها لوالدتها تدنو إليها فتتعلق بها بشده تترجاها لأن تصطحبها معها لكن أمها ترفض تاركه إياها لأخيها “حسن” …
_____________________________________
فى الصباح …
إستفاقت “نسمه” قبل الجميع حتى لا تستمع لنفس محاضرة “حنان” عن التأخر بالنوم وتكاسلها بأعمال المنزل ، توجهت إلى المرحاض أولاً قبل أن تعود لغرفتها مرة أخرى تنهى صلاتها وتتجه إلى المطبخ على الفور …..
دلفت إلى المطبخ وقد إعتلت وجهها علامات الإندهاش لتهمس بإستراب …
_ ياااااه .. كل دى أطباق …؟؟!!!
كعادتها دوماً كانت “حنان” تقف بباب المطبخ دون إصدار صوتاً كما لو أنها تتعمد السير بتسلل على الرغم من وزنها الثقيل …
تململت “حنان” وهى تتطلع نحو “نسمه” بنظرات حقودة للغايه …
_ اه يا هانم …. ما حضرتك قفلتى على نفسك …. وعملتى نفسك زعلانه عشان متغسليهمش ….!!!!
_ لا خالص … أنا كنت زعلانه بجد .. معملتش كده عشان أهرب من غسيلهم …!!!!
لوحت “حنان” بذراعها بضيق ..
_ أنتى حتقعدى تتفلسفى !!! .. يلا مفيش وقت إغسليهم بسرعه وحضرى الفطار … أنتى فاكرانى حيدخل عليا الشويتين بتوعك دول … ده أنتى تحمدى ربنا إنك ليكى أهل بيقلقوا عليكى لما بتتأخرى …. ومن الأساس تحمدى ربنا إنك ليكى حد أصلاً بعد ما أبوكى وأمك ماتوا …..!!!
بتهكم شديد ونبره مستربه لما تتفوه به “حنان” عقبت “نسمه” …
_ أنتى بتقولى إيه ؟؟!!! … هو مش “حسن” ده برضه أخويا ولا أنا بيتهيألى …؟!!!!!
إعتدلت “حنان” من وقفتها المائله بباب المطبخ لتنذرها بتهديد ..
_ أنتى بتردى وتبجحى تانى أهو …. عشان بقى متزعليش لما أقوله …!!!!!
_ لا خلاص بالله عليكى خلاص أنا حسكت خالص أهو ….
_ أيوه أحسن برضه …
____________________________________
الجامعه ….
ألتفت الفتيات حول “نسمه” التى وصلت للتو بعد تأخر كبير لتسألها “سحر” بالبدايه …
_ إيه يا بنتى التاخير ده كله ؟!! .. ده أنتى حتى ساكنه قريبه من الكليه … أمال لو بتركبى مواصلات زينا كنتى جيتى إمتى ..؟؟
_ أصلى صحيت متأخر شويه وملحقتش …
_ ماشى يا ستى .. ليكى حق تدلعى علينا …
اجابتها “نسمه” بضحكه ساخرة ..
_ اتدلع … !!! والله ضحكتينى …
لتقترب “أحلام” من “نسمه” غامزة بعينيها وقد على ثغرها ابتسامه شقيه ..
_ وليه لأ يعنى !!! … مين قدك .. الكليه كلها من الصبح بتسأل عليكى …
إندهشت “نسمه” مردفه بتعجب ..
_ عليا أنا …. ليه ….؟؟؟
أشاحت “دنيا” بيدها بوجه أحلام قائله …
_ سيبك منها .. ده “عماد” سأل عليكى الصبح تانى ..
_يوووه .. هو أنا مش حخلص من الوش ده بقى …؟؟!!
أعدلت “أحلام” كنزتها بطريقه مسرحيه توحى بالقوة والفخر …
_ متخافيش … أنا إديتهمله على دماغه … عشان يحرم …
ضحكت البنات جميعا ثم إتجهوا نحو المدرج لحضور المحاضرة قبل أن يمر موعدها …
المدرج …
بدأت المحاضرة لينتبه الجميع لتلك السيده التى تدرسهم بينما أخذ “عمر” يبحث عن “نسمه” بعيون قناص بارع فهو قد وضعها بحيز إهتمامه وهذا نادراً ما يحدث ولن يتركها أبداً …
لمحها تجلس بجوار صديقاتها ليبدأ بمراقبتها بإنتباه شديد حتى تحين فرصه ملائمه لتنفيذ خطته …
لاحظ كم كانت هادئه إلى حد كبير ممسكه بقلمها تديره بين إصبعيها وهى تنظر إلى كتابها الموضوع أمامها وهى تعيد من وقت لآخر خصلات شعرها إلى الخلف كلما تهاوى إلى الأمام ….
لم تتحرك عينا “عمر” عنها فهو يدرسها عن كثب حتى يستطيع إيقاعها بسهوله فى حباله ….
إستكملت الدكتورة “هناء” شرحها للمحاضرة حتى إنتهت منها ومازالت “نسمه” شارده لحد بعيد ، كأن ذهنها مشغول بشئ آخر بعيد عن المحاضرة ، وهذا ما لاحظه “عمر” بسهوله فهو لم يغفل عنها طوال هذا الوقت ولو للمحه بسيطه …
بعد إنتهاء المحاضرة …
الفتيات …
إقترحت “دنيا” أن يذهبن إلى إحدى المكتبات خارج الجامعه كما طلبت منهم الدكتورة “هناء” …
_ يلا نروح المكتبه نجيب الورق إللى قالت عليه الدكتورة ….؟؟
_ يلا بينا …
اضطربت “نسمه” إلى حد كبير فهى لا تملك تلك النقود لشراء تلك الاوراق المطلوبه لترفض “نسمه” الذهاب معهم قائله ..
_ لااا .. ااانا …خلينى بكرة أجيبه … روحوا أنتوا …
إقتربت “أحلام” من “نسمه” تحادثها بهمس خافت ….
_ ليه …؟؟ فيه حاجه …؟؟
_ لا أبداً اصلى نسيت أجيب المحفظه معايا … وفيها الفلوس …بكرة أجيبهم .. عادى يعنى …
_يا بنتى عادى .. بصى أنا معايا النهارده فلوس بزياده تعالى نجيب الورق وإبقى اديهملى فى أى وقت …
_ لا يا “أحلام” معلش .. خلينى أنا بكرة حجيبهم … مفيهاش حاجه ..
_ أنتى عامله فرق ليه كده … ؟؟ دى حاجه بسيطه وعاديه يعنى …
_ عارفه والله يا “أحلام” أنتى اختى … وربنا إللى يعلم من يوم ما عرفنا بعض وإحنا أكتر من الأخوات كمان .. بس معلش سيبينى على راحتى …
_ طيب … إللى تشوفيه …
كانت “نسمه” تعلم بنيه “أحلام” الصادقه ، لكن ما لم تعلمه “أحلام” أنها تخاف أن يرفض “حسن” اعطائها المال ووقتها ستخجل كثيراً من “أحلام” …
خرجت كلاً من “دنيا” و”سحر” لإحضار الأوراق من المكتبه ، بينما جلست “أحلام” و “نسمه” بالكافيتيريا فى إنتظارهم …
بعد وقت قليل شاركتهم “سحر” و”دنيا” جلستهم لبعض الوقت غير مدركين جميعاً العيون التى تراقبهم كعيون الصقر ….
ويبقى للأحداث بقيه ،،

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى