روايات

رواية فارس من الماضي الفصل الثاني عشر 12 بقلم إيمان البساطي

رواية فارس من الماضي الفصل الثاني عشر 12 بقلم إيمان البساطي

رواية فارس من الماضي الجزء الثاني عشر

رواية فارس من الماضي البارت الثاني عشر

رواية فارس من الماضي الحلقة الثانية عشر

قد عم الليل وجلس الجميع فى حديقة المنزل ماعدا حليمة وداليا، ابتعدت أية قليلا عن معتز ورنيم لتركهم يتحدثون براحه، اقترب منها زياد وجلس بجانبها وجدها ساكنه يبدو عليها الحزن تحدث إليها :
– مقولتليش مبروك على انى هخطب
تحدث اية بهدوء :
– مبروك
نظر لها زياد وقال:
-باين عليكى مش مبسوطه
التفتت له أية بقليل من العصبيه :
– وهكون مش مبسوطه لية، ماتروح تخطب أنا مالى
ابتسم زياد ابتسامه جانبية و جلسو الأثنان بصمت يتطلعون إلى النجوم فى السماء.
عند رنيم و معتز كانو جالسون أيضاً بصمت حتى فجأته رنيم بسؤلها:
– معتز انت ليه عايز تخطبنى بالسرعه دى
اجابها معتز وهو ينظر إلى عينيها بعمق:
– عشان بحبك
توردت وجنتها وهربت بعينيها بعيد عن عينه التى تنظر إليها وقالت :
-بردو مش سبب
تعجب معتز من ردها وقال :
– مش سبب ازاى!
قالت رنيم ببعض الخجل:
-يعنى انك تحبنى مش كفاية، فى حاجات كتير انت رافضه فيا وانا عارفه، انك تحبنى ومش متقبل اى حاجه فيا يبقا مش هنقدر نكمل
ابتسم معتز على تفكيرها وقال:
– مين قالك انى مش متقبل حاجه فيكى، مافيش انسان كامل من كل الصفات الكويسه كلنا عندنا عيوب وكلنا نملك أخطاء، بس الصح اننا نعترف بالغلط ونحاول نغيرة، كل اللى طالبة منك فرصه نقرب من بعض، نفهم بعض، وعارف ان كان كلام جارح فى ميت طريقه احسن من كده كنت انصحك، بس انا بجد بحبك وعايز أخد بإيدك لطريق الصح، موافقه ندى لبعض فرصه.
شعرت رنيم بمدى خوفه عليه، اومأت له رنيم بخجل دلاله على الموافقه، فرح معتز كثيرا بموفقتها وقال بسعادة:
– بكره هكلم عمك أطلب ايدك منه
لم تجيبه رنيم فقط اكتفت بأن تبتسم له، لم يود معتز الضعط عليه يعلم انها خجله الآن، نهض وقال لها:
– انا همشى دلوقتى، وهكلمك بالليل.
اقترب من زياد ونهض هو الأخر لكى يغادرو أخبره معتز انه سيتقدم لخطبة رنيم بالغد، فرح زياد كثيرا وقام بإحتضانه وقال له بسعاده:
– مبروك يا معتز
قال له معتز:
-الله يبارك فيك يا زياد عقبالك
اقتربت أيه من رنيم وجدتها جالسه شاردة والابتسامه مرسومه على شفتيها، رفعت رنيم عينيها وجدت اية واقفه تنتظر ان تخبرها عن سر هذة الإبتسامة قالت رنيم بسعادة:
-أية معتز هيطلب إيدى بكرة من عمى رمزى
تفاجأت أية من هذة السرعه وقالت بسعاده وقد تناست حزنها:
– بجد يا رنيم ألف مبروك يا حبيبتى
عناقتها رنيم بسعادة وطلبت من أية ان تبقى معها هذة الليله أعتذرت أية بهدوء ووافقت رنيم على مضض أن تذهب.
صعدت رنيم لغرفتها وقلبها يخفق بسعاده، اقتحمت غرفتها داليا، والسيدة حليمة جلست داليا بجانبها تحضنها وقالت لها بحنان أم :
– الف مبروك يا حبيبتى ربنا يسعدك
وقالت حليمة بدموع :
– كبرتى يا رنيم وبقيتى عروسه
قالت رنيم بضحكه :
– هو معتز لحق قال لكم
نهضت رنيم وتحدثت بإبتسامه :
– يا داده معتز لسه هيكلم عمو، وفى خطوبه لسه انتى شيفانى ماشيه من البيت، انا قاعده على قلبكم
ضحكت حليمه واحتضانتها، غادرت داليا وحليمة الغرفه لكى ترتاح رنيم قليلا.
عند أية بقت مستقيظه جالسة تعبث بهاتفها، قامت بالدخول على حساب الشخصى لزياد على الفيس بوك، ظلت تنظر إلى صورة، كم هو يبدو وسيماً هادئ، ظل عقلها يفكر وتقول بداخلها، كيف سيتزوج بأخرى وهى احتفظت بحبها له فى قلبها سنه كاملة، لم يعلم احد بهذا الحب، اخفته عنه وعن الجميع، قالت لنفسها:
-يبدو حقاً انك أخطأتى يا أية بهذا الحب لن يتغير زياد، ولن يكون لكى، يجب ان تستيقظى من هذة الأوهام التى عشتى بها وتنظرى إلى الحاضر، هو لن يكون لكى سيصبح لغيرك، ظل عقلها يكرر كلها هذه الكلمات، نزلت دموعها بدون إرادة منها، نظرت إلى صورة كادت تخرج من حسابة ضغط بالخطأ أعجاب على صورته، انتبهت لما فعلت شهقت بخضة، وقامت بإزالة الإعجاب وحظرت حسابه بسرعه حتى لا يستطيع الدخول الى حسابها ويعرف من قام بوضع إعجاب له. اغلقت هاتفها وقامت لتتواضئ وتدعى ربها ان يريح قلبها.
كان زياد متسطح على فراشة ممسك بهاتفه، ظهرت على شاشة هاتفه رساله لتنبية بأن احد قام وضع اعجاب على صورته، ضغط على هذه الرساله لم يستطع الدخول علم ان هذا الشخص ازال الاعجاب وقام بحظرة، استغرب لما فعل الشخص المجهول بالنسبه له هكذا، اغلق هاتفه واستعد لنوم لكى يرتاح بعد هذا اليوم.
لم يستطع معتز النوم، زفر بقلق وقال لنفسه:
– فى اى بقا مش عارف انام، ماهو مش هينفع كده يامعتز، عندك شغل كتير بكرة
نظر إلى الساعه المعلقة على الحائط وجد الساعه الثالثه والنصف قال لنفسه:
– آذان الفجر قرب قوم كده اجهز لصلاة بلاش كسل.
نهض معتز وتوضئ خرج يصلى ركتين قيام ليل، وأخذ يدعو ان يوفقه الله، ويهدى له رنيم وتصبح أقرب إلى الله، انتهى من صلاته وامسك المصحف الشريف يرتل بعض آياته التى تبعث الراحه والطمأنينة فى النفس، سمع أذان الفجر، اغلق كتاب الله، ووضعه بجانبه، قبل ان يخرج من المنزل لكى يؤدى صلاة الفجر فى المسجد جاء فى عقله رنيم، امسك بهاتفه وقام بالإتصال عليها وانتظر ان تجيبه….
كانت رنيم غارقه فى النوم قلقت من نومها على صوت هاتفها، امسكت بهاتفها بنعاس وقالت:
– فى اى معتز حصل حاجه بتتصل ليه دلوقتى.
ابتسم معتز وقال :
– بتصل علشان تقومى لصلاة الفجر، قومى وبلاش كسل
قالت رنيم بنعاس:
– معتز هبقى اصلى لما اصحى تانى، انا دلوقتى هموت وانام ومش قادرة افوق
تحدث معتز بحده:
– رنيم قومى صلى، دا احسن وقت لصلاه وكمان صلاه فجر فى وقتها ثوابها كبير جدا متفوتيش الثواب دا
انصاعت رنيم لحديثه وقالت له :
-خلاص يا معتز هقوم اصلى
ابتسم ومعتز وقال لها بحنان:
– ماشى يا حبيبتى تقبل الله منك، هقفل دلوقتى هنزل أصلى فى المسجد.
انهى معتز الإتصال، وضعت رنيم هاتفها بجانبها لتعاود النوم مرة أخرى، دقائق قليله ونهضت لم تستطع النوم، شعرت بالذنب، قامت وتوضٱت وبحثت عن شئ يناسب الصلاه لم تجد، زفرت بغضب من نفسها، وخرجت تبحث عن شئ بغرفة أمها، طرقت باب الغرفه بهدوء، كانت داليا انتهت من صلاتها لتو، فتحت باب الغرفه وجد رنيم تحدثت داليا بقلق:
– انتى بخير يا رنيم
ابتسمت رنيم بحرج وقالت لوالدتها:
– كنت عايزة حاجه البسها تناسب الصلاه.
سعدت داليا كثيرا لطلبها ولم تود ان تسألها عن هذا التغير حتى لا تنحرج، اعطاتها داليا اسدال لصلاة، اخذته رنيم منها وغادرت لغرفتها، دعت داليا لإبنتها بالهداية.
دخلت رنيم غرقتها واردت اسدال الصلاه، وقفت مقابل المرءاة، لكى تضبط حجابها، دققت النظر أعجبت بنفسها، فكم كان يزين وجهها، تذكرت مظهرها عندما كانت ترتدية فى السابق ادمعت عينيها على ما فعلته بنفسه، وابتعادها عن ربها، وضعت رنيم سجادة الصلاه وشرعت فى بدأ الصلاة، اخذت تقرأ أيات الله، سجدت لربها وهطلت دموعها تتسابق فى النزول، وبدأت تدعو ربها وتقول:
– يارب اغفر لى، انا عارفه انى ذنبى كبير، سامحنى يارب وقربنى إليك، اغفر لى اخطائى اغفر لى
بكت بكت بصوت، وظلت تدعو ربها، انتهت رنيم من الصلاة، وهى تشعر براحه كبيرة لم تشعر بها من قبل، خلعت اسدالها، وصعدت على فراشها لكى تنام بسلام.
استقيظت بنشاط فى الصباح، نهضت وهى تشعر بشئ غريب بداخلها، لا تعلم ماهو لكنها تشعر كأنها خفيفه كا الفراشة، غسلت وجهها وارتدت احدى الملابس التى طلبتها بالأمس، فكان فستان ابيض طويل يصل إلى كاحلها، ذو أكمام طويله، ويغطى رقبتها، قامت بالإتصال على أية، لكى يذهبو إلى شراء الملابس، هبطت لأسفل وركبت سيارتها، لكى تذهب إلى أية ويذهبو معاً
بداخل مبنى كبير مخصص لشراء الملابس دخلت أية ورنيم لقسم المحجابات انتقت اية بعض الفساتين الطويله لها ورنيم، وانتقت رنيم بلوزات واسعه ذات اكمام وبناطيل واسعه، وقد ساعدتها أية فى ذالك التفت خلفها وجدت ألوان الحجاب الجميله بألوانها الزاهيه، وقفت امامهم وأخذت ما يلزمها سألتها أية بحيرة:
-رنيم انتى هتتحجبى!
اجابتها رنيم بإبتسامه :
– مش عارفه يا أية امبارح لبست الحجاب حبيت شكله اوى، وحسيت بإختلاف جميل زى زمان لما كنت بلبسه، انا هخليهم عندى، يمكن يجى الوقت فعلا اللى البسه فيه.
فرحت أية جدا لأن رنيم تفكر فى الأمر وقالت:
– ان شاء الله يا رنيم الخطوة دى تكون قريب جداً، كلامك بجد بيفرحنى أوى
قالت رنيم بتذكر:
– صحيح انا مش هاجى الشركه انهاردة
قالت اية بتعجب :
– ليه يا رنيم
اجابتها رنيم:
– فى حاجات كتير لازم اعملها انهاردة، اولا الدريسج روم لازم حد ياخد كل الملابس اللى فيها، لإن مش هلاقى مكان للملابس الجديدة، وانا مش حابه اشوف اى حاجه منهم تانى وافتكر انا كنت بلبس اى
تحدثت اية بإبتسامه:
-براحتك يا حبيبتى،
انتهنت الفتاتان من الشراء ووضعوا حقائب الشراء فى السيارة وانطلقت رنيم واية بسعادة تحدثت أية بمرح وقالت:
– الاحساس اللى عمرى ما بندم عليه هو انى ادفع فلوسى كلها وانا بعمل شوبنج
قالت رنيم بمرم مماثل:
– بيغسلنى من جوا الاحساس دا
ضحكت الفتاتان واكملت رنيم طريقها أوصلت أية إلى منزلها، واكملت رنيم طريقها إلى بيتها بحماس لكى تجرب الملابس الجديدة التى انتقتها هى وأية بحرص شديد.
وصلت رنيم إلى منزلها وحملت حقائبها وصعت إلى غرفتها وضعت حقائب على الفراش سمعت أصوت بالأسفل علمت انهم اتو نزلت مسرعه إلى أسفل وجدت داده حليمة تقول لها:
– مين دول يا رنيم بيقولو انك انتى اللى طلبتيهم يجو هنا
تحدثت رنيم بإبتسامه :
– دول مؤسسه يادادة لتبرعات، انا كلمتهم عشان هياخدو كل الملابس اللى فوق
شهقت داده حليمه وتحدث :
-هتتبرعى بهدومك كلها يارنيم
قالت رنيم:
-هفهمك بعدين يا داده سبيهم دلوقتى يشوفو شغلهم
رحبت بهم رنيم وأشارت لهم على مكان غرفتها بالأعلى
صعدوم للأعلى برفقة رنيم بدأو بعملهم يجمعون الملابس بحرص ويضعونها فى صناديق بعد ساعتين انتهو من جمع أغراض رنيم، وشكرو رنيم على تعاونها معهم، نظرت رنيم الى غرفة ملابسها الشبة فارغة فلا يوجد بها الا القليل من الملابس، صعدت إليها داليا وحليمة وقالت داليا بإستغراب:
– فى اى يا رنيم انتى فعلا اتبرعتى بكل هدومك
تحدثت رنيم وهى تجلس على فراشها بإرهاق:
– اه يا ماما انا فعلا عملت كده، انا ازاى مخدتش بالى قبل كده من لبسى وانجرفت ورا الموضه وخلاص، الحمدلله فوقت وأشارت إلى حقائب الشراء الموضوعه بجانبها وقالت بسعادة:
– اشتريت لبس جديد بمساعده اية، انا فرحانه بيه جدا، حاسة انى طفلة صغيرة فرحانه بهدوم العيد.
اقتربت منها داليا واحتضانتها بسعادة:
– ربنا يسعدك يا حبيبتى، انتى فرحتى قلبى يا رنيم بكلامك دا
قالت حليمه بمرح:
– بركاتك يا معتز يابنى، عمل اللى قلبى وجعنى معاكى من الكلام فيه
نهضت رنيم وقالت:
– ساعدونى بقا ارتب حاجاتى، انتو شايفين الغرفة مافيش حاجه مكانها
افرغوا ثلاثتهم الحقائب وبدؤ تعليقهم وسط مزحات رنيم وحديث حليمه العفوى، وابداء داليا إعجابها بملابس رنيم الجديدة، انتهو أخيرا من تعليق الملابس وترتيب الغرفه،وقفت رنيم تنظر إلى ملابسها الجديدة وألوانها المريحه لنظر برضا تام، وقالت رنيم:
– انا خلاص تعبت، وهموت وأكل
قالت حليمة:
– بعيد الشر عليكى يا حبيبتى، حالا هنزل اجهز الغدا، وغادرت حليمة مسرعه لأسفل
اما داليا ورنيم جلسو يتسامرون فى عدة أحاديث، فكانو يتحدثون بساعده، لا تعلم رنيم متى كانت أخر مرة جلست بها مع والدتها هكذا يتحدثون فى مواضيع مختلفه، فكانت حياتها وسهراته تأخذ كل وقتها، و بالأصح التى كانت تعتقدها حياة انتهو من حديثهم وهبطوا إلى أسفل تناولو طعامهم فى هدوء انتهت رنيم من طعامها، وستأذنت لتصعد لترتاح قليلاً قالت
بعد ان صعدت رنيم قالت حليمة بمرح :
– انتى عارفه يا داليا احلى يومين قضتهم فى البيت دا من سنين كان امبارح وانهاردة
قالت داليا بتعجب :
– ليه بتقولى كده يا حليمه
قالت حليمة بصوت منخفض:
– عشان المخفى اللى اسمه رمزى مش فى البيت
ضحكت داليا وقالت:
– عندك حق والله، شايفه البيت هادى ازاى، انا مش فارق معايا غير انى شايفه بنتى سعيدة ومبسوطه، استحمل اى حاجه عشان ساعدتها دى عندى بالدنيا كلها يا حليمه.
قالت حليمه بحنان:
– ربنا يخليكم لبعض يا داليا، ويهدى رنيم، انتى متعرفيش انا مبسوطه عشانها قد اى، انا لوكان عندى بنت كانت هتبقا فى غلوة رنيم عندى كده
قالت داليا بحزن:
– ليه كده يا حليمة رنيم دى بنتك زى ماهى بنتى، دا انتى كنتى بتهمتى بيها اكتر منى، وانا عارفه ان رنيم روحها فيكى، بتحبك كانك أمها بالظبط، مش عايزة اسمع منك كلمة زى بنتى دى تانى
قالت حليمة بتأثر:
– تعيشى يا دليا طول عمرك بنت أصول وعمرك ما الفلوس والعز غيروكى ابداً.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فارس من الماضي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى