روايات

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثالث عشر 13 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثالث عشر 13 بقلم وسام الأشقر

رواية صماء لا تعرف الغزل البارت الثالث عشر

رواية صماء لا تعرف الغزل الجزء الثالث عشر

رواية صماء لا تعرف الغزل
رواية صماء لا تعرف الغزل

رواية صماء لا تعرف الغزل الحلقة الثالثة عشر

يجلس خلف المقود قابضًا عليه بكفه بغضب شديد وحيرة.. يلقي عليها نظرات عن طريق مرآته مراقبًا اياها وهي محتضنة والدها بملامح مبهمة بالنسبة له ملامح باردة ترتدي نظاراتها الشمسية تخفي عنه عينيها.
يرجع بذاكرته منذ لحظات عندما كان يقف متوتراً بصالة الانتظار منتظراً وصولها ينظر إلى ساعته للمرة الألف يأخذ المكان ذهابا وإيابا.. ليشاهد ظهور عمه من بعيد فتتسارع انفاسه بقوة غير مسيطرا علي ارتباكه فيبحث عنها باعينه الصقرية لعله يلمحها ليجدها بعد طول انتظار تظهر بإطلالتها الصيفية بفستان ابيض مكشوف الذراعين.. الذراعين؟ الذراعين؟ من يحتضن ذراعها ؟! ليرفع عينه لتشل حركته ويثبت مكانه من صدمته.. عندما رأي أخيه يامن يحتضن غزل إليه اثناء سيره وابتسامة جلية تظهر عليه وعلى وجهها ليفتح فمه وتجحظ عينيه بقوة.
يقترب منه عمه يسلم عليه ويقول بمكر:
– يوسف …اقفل بوقك ياحبيبي ..الذبان هيدخل جواه.
فينصرف من جانبه بكل هدوء حتي يصل إليه يامن وهو محتضن غزل بمرح:
– إيه ياجينيرال مش هتسلم على اخوك حبيبك.

 

ليفيق يوسف من صدمته يقول من بين اسنانه:
– شرفت يا ياخويا.
………………..
يفيق من شروده ينظر اليها مرة أخرى بمرآته ليقطع عليه أخيه تأمله قائلًا:
– خلي بالك من طريقك، الطريق قدام مش ورا.
ليجد على اسنانه ويلقي عليه نظرة توعد منه ..ثم يجلي صوته محدثا عمه لعله يستشف سبب سفرهما المفاجئ يقول:
– هو إنتوا كنتوا في تركيا؟
فيجيبه ناجي بابتسامة وقورة:
– اكيد يايوسف اومال يامن رجع معانا ازاي.
يتوتر اكثر و يتساءل:
– هو إنتوا كنتوا عند يامن؟
ليجيبه يامن هذه المرة ببرود مقصود:
– تفتكر هيكونوا في تركيا ومش هينزلوا عندي؟ دي كانت احلى ايّام.
فيلتفت القابعة بصمت يغمز بعينيه لها مكملا:
– ولا ايه ياغزل البنات؟
فتكتفي هي بابتسامة خفيفة له.

 

لتجحظ عين المشتعل غيظا من هذا التدليل.. وهذه الجرأة فمن الواضح ان يامن أخذ مكانا خاصا لديها ليدللها بهذه الوقاحة امام عمه وامامه.. فيوجه سؤاله لعمه مرة اخري بإصرار:
– هو إنتوا سافرتم ليه؟ ومبلغتنيش ليه ياعمي عشان أكون معاكم؟
يجيبه ناجي بطيبة زائدة:
– ياااه يايوسف دي قصة كبيرة.. احنا سافرنا ياسيدي عشان…
– بــابــا!
كلمة واحدة صارمة كانت كفيلة أن تصمت والدها من الاسترسال بحديثه.. ليلاحظ يوسف وجهها ينظر لوالدها بلوم.. فيشك في أن هناك حدث ما لا يريدان أعلامه به.
يحاول يوسف معرفة ما هو الشيء فيقول:
– سكت ليه ياعمي؟ كمل
ناجي بتوتر:
– ايه ؟…اه.. بعدين بعدين يايوسف هتعرف بعدين.
فيفكر يوسف في الشيء اللذان يخفياه عنه عن قصد.
……………..

 

ظل فترة الليل يأخذ الحجرة ذهابًا وإيابًا.. القلق يتملكه والضيق يقتله، لقد انهي علبة كاملة من سجائره في فترة اقل من ساعة.. لما تتهرب منه؟ يجب عليه مواجهتها ومعرفة حقيقة الأمر ..وما حدث بينهما.. فهو لايتذكر شيئا ..فقط يريد الاطمئنان علي حالها ..بانه لم يصبها بأي اذى …ولكن كيف وأخيه يلازمها كظلها لايتركها ابدا حتى يستطع الحديث معاها ..تتعامل معه كأنها تعرفه منذ زمن وليس من فترة وجيزة لاتتعدى الأشهر القليلة ..شتان بين معاملتها له ولأخيه وعند هذه النقطة شعر بحرق إصبعه من سيجارته عندما انتهت وهو شارد كما احترق صدره.
ليعزم للخروج من حجرته اليها لابد ان يحدثها حتى لو أبت ذلك..
يخرج كاللصوص على أطراف أصابعه يتلفت حوله ..فالكل نيام في هذا الوقت ..حتى وصل لها وبدأ يطرقه بخفه يقول بصوت منخفض خوفا من ان يسمعه أحد:
– غزل، غزل.. أنت صاحية.
غزل افتحي انا عارف انك صاحية نورك قايد، غزل ردي عليا.. انا عايز اتكلم معاكي.
………….
كانت تجلس فوق فراشها تتصفح جوالها الجديد الذي اشتراه لها والدها تقرأ رسايل عامر لها لترسل له رسالة تخبره باخر أخبارها الجديدة في سعادة منها، لتنتفض من جلستها عندما سمعت صوت طرقات باب الغرفة وسماع اكثر صوت تكره في حياتها فتتوتر ويتملكها الخوف ويبقي نظرها معلق للباب بذهول كأنه سيقتحم غرفتها في أي لحظة لتجحظ عينيها عندما رأته يحاول فتح الباب من القبض ..ولكنها طمئنت حالها وشكرت ربها انها قامت بإغلاقه من الداخل بالمفتاح ..لتبتسم بشماته وهي مستمتعة بصوت رجائه لها بان تسمعه وتتحدث إليه.
لتأتي فكرة جهنمية في رأسها فتزداد ابتسامتها بانتصار.

 

………..
وقف يكاد أن يجن منها انها لا تجيبه.. لا تريد إراحته ابدا ..لا تسمع لتوسلاته لينتفض علي صوت رجولي يقول:
– انت واقف بتعمل ايه في وقت زي ده؟..قالها يامن وهو واضع يديه في خصره.
ليبتلع ريقة بتوتر ويمسح علي شعره من هذا المأزق يقول:
– كنت ..كنت بطمن علي غزل ..لا تكون محتاجة حاجة.
يامن بسخرية:
– لا اطمن هي مش محتاجة حاجة ..روح نام انت.
يوسف بتوتر :
– تصبح علي خير.
….ليبتسم يامن بمكر مما حدث ويقوم بإخراج هاتفه المحمول من جيب سرواله يكتب رسالة فيها:
– انقذتك من البذيء ..عدي الجمايل ياغزل البنات.
ثم ينصرف مفكراً في حال أخيه وعلي وجهه ابتسامه غريبة لا يعلم سببها.
….
بعد مرور يومان
يخرج من غرفته على أذنه هاتفه يحدث شادي يبلغه بضرورة الحضور مبكرا لمراجعة بعض الاوراق قبل إمضائها.
ليجد أخيه يدخل غرفتها ويغلق الباب خلفه بكل بساطة فيشتعل غضبا ..ما هذه الوقاحة؟ كيف تستضيفه بغرفتها بكل أريحية ليجد نفسه يتوجه الي غرفتها باندفاع يفتح بابها بغضب فيشاهد أخيه يقف في منتصف الغرفة محتضن اياها بذراعه مع استناد رأسها فوق صدره باستسلام ..ليقول بغضب:
– انت ماسكها كده ليه ؟

 

فيجيبه يامن برجاء:
– يوسف.. اطلع دلوقت ..مش وقتك خالص.
لتجحظ عينيه من رد أخيه البارد وكاد ان يلقي على مسامعهما احقر الكلمات وأقذرها بسبب وضعهما ..ليجدها تتململ بضيق واضح في وقفتها كأن شي يخنقها وترفع يدها علي فمها وتقوم بدفع يامن جريا إلى الحمام ..لقد كانت تشعر بالدوار الشديد منذ أشهر والغثيان الذي يداهمها ..لتخرج بعد دقائق قليلة مترنحة بعد افراغ مافي معدتها… فيسرع يامن لمساعدتها يقول :
– حاسة بإيه دلوقت؟ ..لسه في دوخة او دماغك بتوجعك .
تهز رأسها بإرهاق بنعم …ليكمل وهو يساعدها للصعود على الفراش:
– كل ده طبيعي للي في حالتك ..مافيش حاجة تقلق ..المهم بس تاكلي كويس الفترة دي.
بعد الانتهاء من دثها بالفراش التفت ليجد أخيه الكبير خلفه فارغ الفاه
جاحظ العينين من الكلمات الأخيرة التي ألقاها علي مسامعه ليشير اليها بيده وهو ناظر لأخيه يقول بتوتر:
– هي مالها؟…يعني ايه الكلام اللي قولته ؟..مالها حالتها؟
يامن بصرامة وهو يسحب يوسف من ذراعه حتى وصلا خارج الحجرة ويغلق الباب خلفه:
– يوسف.. مش وقتك خالص ..ياريت تخرج عشان غزل تريح شوية.
يوسف بقلق:
– يامن ؟..انت مخبي عليا إيه؟
فيزفر يامن زفرة قوية بفقدان صبر يقول:

 

– غزل كويسة ..كويسة جدا ..عن إذنك.
….
بعد خروجهما تحاملت على نفسها لتخرج من فراشها تغلق الباب من الداخل كعادتها حتى لا ينجح في الدخول.
………….
– ياجاسر، انا ماينفعش أخرج اليومين دول.. الكل موجود ولو اتاخرت هياخدوا بالهم.
– سيبها لظروفها
– خلاص بقي ماتزعلش ..هعوضك.. بس ماتزعلش.
– مع السلامة ياقلبي.
لتحدث نفسها تقول:
وبعدين بقي ده شكل يامن مطول في إجازته هحلها ازاي دي؟
……….
تهبط درجات الدرج متوجهه إلى غرفة الطعام بعد إلحاح يامن عليها بالهبوط .. لقد طال اعتكافها في حجرتها مدة كبيرة وحان وقت التحرر من خوفها ومواجهته مهما كلفها الأمر لتدخل عليهم وتجدهم مندمجين بالحديث عن الشركة وكان هو أول من لاحظ دخولها ليبتسم بسعادة يقول لنفسه:
– ها هي ظهرت السندريلا الهاربة.
فيرى يامن يتنحى عن مقعدة ليجلسها بجواره على يسار عمه وأمام يوسف.
ناجي بسرور:
– انا النهاردة أكل بنفس مفتوحة لأنك نزلتي.
– اعذرني ..كنت تعبانة اليومين اللي فاتوا ما أنت عارف.
ليدعو لها بسعادة :
– ربنا يكمل شفاكي على خير يابنتي.
تداعب كلمات عمه أذنه ليتعجب من هذه الدعوة ليقول بفضول:
– ليه هي غزل مالها؟
فينظر كلًا من غزل ويامن وناجي لبعضهما بارتباك.. فتنقذ الموقف قائلة ببرود:
– كان عندي دور برد تقيل قوي.. والحمد لله خلصت منه.

 

فيشاهد وضع يامن وجهه في صحنه وهو يكتم ضحكاته على حديثها لتنظر له بلوم واضح
فيقول ناجي بجدية:
– المهم جهزي نفسك انا سبتك براحتك اليومين اللي فاتوا.. عايزك تنزلي تشتري احلي فستان يليق بيكي عشان عامل حفلة صغيرة ليكي بمناسبة رجوعك لازم الناس تعرف ان بنتي رجعتلي.
ليوجه حديثه لملك الصامته:
– ابقي خدي غزل وانزلوا اشتروا الفساتين مع بعض ياملك.
ملك متعللة:
– معلش ياعمي اعفيني من المشوار ده انا هلبس حاجة من عندي.
فيصدح صوتان رجوليان في آن واحد يقولا:
– انا هروح معاها
لينظرا لبعضهما في تحدي واضح.
لتنقذ الموقف غزل سريعا قائلة:
– أنا هاخد يامن معايا.. هو فاضي وفِي اجازة ..عشان ما عطلش يوسف عن الشركة.
فينظر لها بغيظ هذه كانت فرصته لاختلاء بها ومعرفة حقيقة ما حدث.
……..
تجلس مرتدية نظارتها الشمسية مغمضة العينين تحاول الاسترخاء من حرب افكارها فتشعر ببعض قطرات المياه التي تقذف علي وجهها وملابسها وتسبب لها الابتلال لتقول بغيظ:
– تصدق بإيه؟ انت اللي يشوفك ما يقول عليك دكتور ابدًا.. بطل رخامة وسيبني استجم شوية.
فتصدح ضحكته الرجولية يقول:
– الميه حلوة ..تعالي ومش هتندمي.
– قولتلك يا يامن لا.. مش بحب الميه وبخاف منها كمان.. سيبنالك الاستمتاع ياسيدي.
– تعالي وانا هعلمك وهتدعيلي طول عمرك.. ده البت كريستينا كانت هتموت وتخليني اعلمها وهي بتعرف تعوم اساسًا.
ثم اطلق قهقهات عالية فقالت بإصرار:
– لا، وبطل تبلني.. مش بحب هدومي تتبل.
فيخرج يامن من المسبح يتساقط المياه من جسده ويقوم بتجفيف جسده قائلا:
– مش ناوية تواجهيه بقى.. انا بعمل إللي طلبتيه مني بس انا شايف ان المواجهة اسلم حل ليكم
غزل بضيق:
– بالله عليك ماتجيب سيرته خلي اليوم يعدي حلو.

 

– للدرجة دي بتكرهيه؟
– مش كره انا مش بعرف اكره حد بس اخوك ده تركيبة غريبة ومش حابة اني اعرفها.
فتشاهده يميل عليها فجأة يحملها وسط صراخها يقول :
– بما انك عايزه يبقى اليوم حلو ..يبقى لازم تنزلي الميه.
فيقفز بها وسط صراخها …لتسعل بشدة نتيجة دخول المياه لمجرى التنفس متشبثة به بخوف قائلة :
– منك لله يامن منك لله ..اتبليت.
ليضحك بقوة وهو محتضنها :
– اسمعي الكلام بس وحاربي خوفك ..دي المية روعة.
فتشبث به اكثر وتحوط ذراعيها حول عنقه بخوف قائلة :
– روعة!!!.انا بغرق في شبر ميه وتقولي روعة.
ليقول بجدية:
– أنا بس عاوزك تسيبيلي نفسك خالص ..وانا هعلمك.
ليسمعا صوت جهوري غاضب يقول ط:
– الله الله …ايه القذارة اللي شايفها بعيني دي؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صماء لا تعرف الغزل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى