روايات

رواية شوق العمر الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة بركات

رواية شوق العمر البارت الحادي والعشرون

رواية شوق العمر الجزء الحادي والعشرون

شوق العمر
شوق العمر

رواية شوق العمر الحلقة الحادية والعشرون

عمر بهدوء:”عندك حق تتضايق، بس أنا معتقدش إن بنتي هتعمل كده من باب الشفقة، هي بتقدر الناس الطموحة، وبتديلهم حقهم تالت ومتلت.”
أمير بضيق:”وحضرتك بقا عايزني أصدقك لما تقول الكلمتين دول صح؟”
عمر برجاء:”أمير، نتكلم في ده بعدين، أنا دلوقتي محتاج مساعدتك، سيرين تعبا…………….”
قلبه دق بعنف لما سمع صوتها وماكملش كلامه وإتلفت بهدوء وشافها وهي خارجة من المطبخ ..
شوق بإنشغال وهي خارجة من المطبخ:”يا دي النور، حضرتك نورتنا جدا والله، ماتعرفش قد إيه أنا مبسوطة برجوعك و………..”
الصينيه إللي كانت ماسكاها وقعت من إيديها أول أما رفعت راسها وإيديها كانت بتترعش لما شافته قاعد قدامها .. أمير قام بسرعة من مكانه وراح للكوبايات إللي إتكسرت بس إتصنم في مكانه لما سمعها …
شوق بتوهان وصدمة:”عمر!”
أمير رفع راسه وبص لشوق إللي بتبص لوالد سيرين بصدمة وإستغرب أكتر إنها عرفت إسمه .. عيونه جات على عمر إللي قام من مكانه وهو بيبصلها بعدم إستيعاب كإنه بيحلم … شوق كانت بتبص لعمر بذهول وتوهان ودموعها نزلت وهي بتتأمل ملامحه إللي إشتاقتلها من سنين .. “هو عمر.. أيوه عمر .. هو بس كبير حبتين، قلبي مستحيل يغلط فيه وفي ملامحه، ده حبيبي” …. عمر كان بيتأملها كإنه في حلم مش مصدق إنها حقيقية أيوه ده طيف شوق إللي مازال بيظهرله .. الحاجة الزايدة عليها إنها نضجت شويه ولابسه حجاب .. سأل نفسه هو شافها قبل كده بالشكل ده أيام أما كانوا مع بعض و لا هو بيتهيأله ….. بدأت تشهق شهقات خفيفة بسبب بكاؤها ..
شوق بإرتعاش ودموع وهي بتتأمله من راسه لرجله:”عمر، إنت عايش!”
أمير برق بصدمة وهو بيبص لشوق .. عمر عقد حواجبه ومستغرب كلام طيف شوق .. شوق إبتسمت بفرحة وسط دموعها وبدون وعي جريت ناحيته عشان تضمه بس إتفاجأت بإللي مسكها …
أمير بصرامة:”شوق، إهدي.”
شوق ببكاء وهي بتحاول تبعد أمير عنها:”عمر.”
أمير:”شوق، ده راجل غريب.”
شوق بقهرة:”لا ده عمر، عمر حبيبي أنا.”
كل ده وعمر لسه شايف إنها طيف .. بس فاق لما سمعه ..
أمير وهو بيبعدها عن عمر:”إهدي يا ماما أرجوكي.”
عمر بص لأمير بعدم إستيعاب وبعدها بص لشوق إللي بتبكي وهي بتحاول تبعد أمير عنها بكل قوتها عشان تقرب منه .. إستوعب إن دي شوق فعلا وده إبنها .. إبنها!! .. عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيمشي وبيخرج من شقتهم، شوق بعدت عن أمير بسرعة وجريت ورا عمر وهي بتصرخ بإسمه …
شوق بصراخ:”عمر!!!!!!!!.”
كانت لسه هتخرج من الشقة وتنزل وراه، أمير مسكها وحضنها وهي بتفرك وبتحاول تخرج من حضنه وبتصرخ وبتبكي بقهرة ….
شوق:”عمر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.”
عمر نزل بسرعة من بيت شوق وهو سامع صراخها إللي بيرن في ودانه …، راح لعربيته وركبها وإتحرك بسرعة كبيرة جدا …. كانت بتبكي بقهرة في حضن إبنها إللي حزين عليها جدا وده لإنها خلاص إنهارت في حضنه من البكاء … عمره ماشافها بالضعف ده أبدا .. وفي نفس الوقت مش مصدق إن عمر إللي مامته فضلت طول عمرها عايشه على ذكراه يبقى أبو سيرين … فضل قاعد على الأرض وحاضنها بكل قوته وهي بتبكي بقهرة لفترة طويله مش قادر يحسب قد إيه لحد مالقاها خرجت من حضنه …
شوق بدموع:”عمر كان بيعمل إيه هنا؟”
أمير بلع ريقه بإرتباك خوفًا من رد فعلها على الرغم من إنه قايلها إن أبو سيرين عندهم ..
شوق ببكاء:”رد عليا يا أمير، عمر كان بيعمل إيه هنا؟ وإنت تعرفه منين؟ وكان قاعد معاك ليه؟ عشان خاطري رد عليا.”
أمير بهدوء:”ده أبو سيرين يا شوق.”
شوق سكتت تماما وهي بتبص لأمير وبعدها هزت راسها ب “لا ” بهيستيريا …
شوق بدموع وهوس وصراخ:”لا إنت بتكذب عليا، يستحيل يكون أبو سيرين، يستحيل عمر يعمل فيا كده، عمر بيحبني أنا، عمر بيموت فيا، هو قال إنه عاوز يتجوزني، قال إني بيته وحياته كلها، يستحيل يبقى مع واحدة غيري، أكيد في حاجة غلط، عمر ماضحكش عليا، عمر مسابنيش، عمر ماتجوزش واحدة تانية، لا!!!!!!!!!!!!!!”
فضلت تصرخ وتبكي في حضن أمير إللي كان بيحاول يهديها لحد ما فقدت الوعي … أمير دموعه كانت بتنزل على حالة شوق إللي أول مرة يشوفها بالشكل ده، لما لقاها فقدت الوعي قام من على الأرض وشالها بين إيديه ودخل أوضتها وحطها على سريرها بهدوء … بص لملامحها وهي غايبه عن الوعي … دموعها إللي على خدها وعيونها الورمة من كتر البكاء … قلبه وجعه جدا وهو شايف حالتها بالشكل ده .. مسح دموعه وخرج من أوضتها وبعدها خرج من الشقة عشان يروح لجارتهم الممرضة عشان تيجي تفوقها.
……………………..
عمر كان بيسوق العربية بغضب شديد وجواه كذا سؤال محتاجلهم إجابة … بس غضبه إختفى لما عيونه جات على الكورنيش إللي هو وشوق كانوا بيتمشوا فيه دايما، إتحرك لهناك وبعدها ركن عربيته ونزل، وقعد على أقرب ديسك قابله وبص للنيل وبيفكر في شوق، مكنش مصدق إنها قدامه، كان فاكرها خيال، بس عرف إنها هي لما أمير نطق إسمها، بس إللي كان صعب عليه لما قالها “ماما” … دي شوقه ، دي حبيبته وكل حاجة في حياته، دي الإنسانة إللي فضل طول عمره يحبها .. عيونه دمعت لما إفتكر ذكرياتهم مع بعض لحد مانزلت دمعة بسيطة تعبر عن وجعه وقهرته منها … مكنش متوقع إنه هيتقابل معاها بالشكل ده، مكنش متوقع إنه هيقابلها في شقتها، مكنش متوقع إن ليها أي صلة بحد يعرفه، لكن أمير الشخص إللي عايز ياخد بنته منه طلع إبنها، إستغرب الصدفة العجيبة دي، إستغرب تدخل أمير في حياة إسلام إبن إسماعيل، وتدخله في حياة بنته، ده غير معاملته المحترمة معاه، والأغرب إن ده إبنها!!، لا أكيد دي مش صدفة، أكيد دي خطة، وأكيد شوق إللي مخططه لكل ده مع إبنها وخلته يقرب من بنته ويضحك على عقلها عشان ياخدوا منه كل حاجة، أيوه ده التبرير الصح، مسح دمعته ونبرة الحزن والشوق إختفوا وحل محلها الغضب الشديد وراح ركب عربيته وإتحرك للفيلا ….
………………………….
في شقة شوق:
فتحت عيونها بتعب وبصت لقت جارتها الممرضة بتبتسملها …
أسماء:”حمدالله على سلامتك يا طنط.”
شوق بتعب وصوت مبحوح:”الله يسلمك يا حبيبتي.”
أسماء:”مش هتحتاجي مني حاجة؟”
شوق:”سلامتك يا حبيبي.”
أسماء:”الله يسلمك، ماتنسيش ياطنط تاخدي الأدوية بتاعتك.”
شوق:”حاضر ياحبيبتي.”
أسماء:”أستأذن أنا.”
شوق هزت راسها ليها وأسماء خرجت من أوضتها وراحت لشريف أخوها الصغير إللي قاعد مع أمير في الصالة .. أمير قام من مكانه لما شافها خارجة من أوضة شوق …
أمير:”فاقت؟”
أسماء:”الحمدلله، أنا قولت لحضرتك قبل كده بلاش تضغط على نفسها وياريت الكلام ده يتنفذ.”
أمير:”حاضر.”
أسماء:”أستأذن أنا، يلا يا شريف.”
أمير:”إتفضلي.”
أسماء أخدت أخوها وخرجت من شقتهم وأمير بص لأوضة شوق وبيفكر يدخل ولا لا، زعلان منها وعليها جدا، بس لازم يتطمن عليها .. أخد نفس عميق وراح لأوضتها ودخل من غير مايخبط، لقاها بتبكي بقهرة وهي بتبص قدامها، قرب منها بهدوء وقعد جنبها على سريرها وضمها لحضنه، شهقاتها زادت وبكاءها زاد وأمير طبطب عليها …
شوق ببكاء:”عمر طلع عايش، أنا كنت فاكراه ميت كل ده، عمر طلع عايش يا أمير.”
أمير بنبرة مبهمة:”مين عمر إللي إنتي حبيتيه ده؟ ممكن تحكيلي؟”
شوق خرجت من حضنه وماقدرتش تبصله …
أمير بهدوء وهو بيمسح دموعها:”إحكيلي ياشوق كل حاجة عنك، أنا عايز أعرف إنتي مخبية إيه عني.”
شوق بصت لأمير بإحراج وبعدها بصت قدامها …
أمير بإستغراب من إحراجها:”شوق، إنتي خايفة مني؟”
شوق وهي بتمسح دموعها إللي نزلت تاني:”لا، أنا محرجة منك.”
أمير بتفهم:”وتتحرجي مني ليه؟ أنا إبنك، ثقي فيا وإحكيلي كل حاجة.”
شوق كانت ماسكة طرف اللحاف وضغطت عليه من إحراجها، أخدت نفس عميق وبدأ تحكي ..
شوق بغصة:”طبعا إنت عارف من جدتك، إن جدك زمان كان في مشكلة في قلبه، ومستوانا المادي كان عالي، بس الأزمة دي زادت معاه والدكاترة قالوا إنه محتاج عملية ضروري، بابا باع البيت إللي كنا عايشين فيه،كان بيت كبير جدا، وكان حاطط مبلغ كبير في البنك راح سحبه، خلانا نروح أنا وماما عند واحدة من عماتي، وهو سافر بره وعمل العملية هناك وبعدها رجع، كان باقي معاه مبلغ بسيط، بعد ما خف بدأ يدور على شقة نعيش فيها لحد ما لقى شقة في حارة صغيره كان سعرها كويس بالنسبة للفلوس إللي كانت باقية معاه، *دموعها نزلت بغزارة وكملت ببكاء* نقلنا بعد ما بابا إشتراها علطول، وهنا … هنا شوفت عمر … كانت أول مرة أشوفه كان بيتخانق مع……………………………………”
كملت حكايتها هي وعمر بكل التفاصيل وكانت بتبكي بكاء شديد وهي بتحكي، أمير كان مصدوم من الحكاية دي، مكنش يعرف غير حاجات بسيطة رانيا حكتله عنها، مكنش يعرف إللي مامته وعمر كانوا عايشينه، غضبه منها كان شديد بسبب إنها كانت عيله هبله ماشيه ورا واحد كان عايز يلعب بيها، وفي نفس الوقت زعلان عليها جدا من إللي هي عاشته، عقد حواجبه بغضب لما سمعها بتقول محاولات عمر معاها بس ملامحه هديت لما قالت إنه حبها، وغضب أكتر لما قالتله محاولات زميلاتها في إنهم يضيعوها، ده غير غضبه منها بسبب إنها كانت بتصدق أي حد، ده غير غضبه الأكبر لما قالتله إنها حاولت تسلم نفسها لعمر لكنه رفضها … شوق كملت حكايتها وأمير ماسك أعصابه بالعافية من تصرفات مامته المتهورة …
……………………………
عمر دخل الفيلا وطلع لأوضة سيرين إللي كانت عفاف ماسكة إيديها وإسماعيل قاعد معاهم … عمر فتح الباب على آخره ودخل بغضب شديد وهو بيبص لسيرين … والتلاته إنتبهوله لما دخل …
إسماعيل بإستفسار:”في إيه ياعمر؟ مالك؟”
عمر بغضب مكتوم وهو بيبص لسيرين إللي وشها شاحب:”مافيش.”
إسماعيل بتفهم من نظرة عمر لسيرين:”طب ياعمر، نستأذن إحنا عشان سايبين الأولاد لوحدهم.”
عفاف:”خلينا قاعدين شويه يا إسماعيل.”
إسماعيل:”يلا يا عفاف، الأيام جايه كتير، سيبيها ترتاح شويه.”
عفاف حضنت سيرين وبعدها خرجت من الأوضه وإسماعيل بص لعمر إللي مركز مع سيرين وبعدها خرج .. سيرين بصت في عيون عمر الغاضبة، غمضت عيونها بتعب وعمر إتنهد وقعد جنبها وفكلها الطرحة إللي كانت لابساها …
عمر:”كده يا سيرين تخضيني عليكي؟ أنا ماصدقت إنك إتعالجتي من السكر.”
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة …
عمر:”بتضحكي ليه؟”
سيرين بصوت مبحوح:”عشان السكر مابيتعالجش يابابي، أنا بس كنت عملت كنترول ليه.”
عمر بإصرار:”لا بالنسبالي كنتي إتعالجتي خلاص.”
سيرين بتنهيدة:”مش هتفرق كتير.”
عمر فرد شعرها وأخدها في حضنه وإتنهد تنهيدة بسيطة وفي نفس الوقت بيفكر في شوق الخاينة إللي مش راضية تروح من باله ومش مصدق لحد الآن إنه قابلها أو شافها، سيرين خرجت من حضنه وبصت في عيونه إللي واضح عليها الغضب المكتوم …
سيرين:”مالك يابابي فيك إيه؟”
عيونه جات في عيونها وسكت شويه مش عارف يقول إيه أو يتكلم في إيه لحد ما قرر ..
عمر بإستفسار:”إنتي علاقتك بأمير وصلت لحد فين؟”
سيرين بعدم فهم:”مش فاهمة.”
عمر بتوضيح:”يعني علاقتك بيه كانت جوا الشركة بس؟ ولا إنتوا إتقابلتوا بره؟ ولا إيه؟”
سيرين إرتبكت وسكتت ..
عمر بغضب:”سيرين، ساكته ليه؟ ردي.”
سيرين بتوتر:”علاقتي مكانتش جوا الشركة بس، معاملتنا مع بعض كانت مكالمات وواتس آب ماتقابلناش بره.”
عمر بغضب:”وإيه تاني؟”
سيرين:”وعرفني على مامته.”
عمر بغضب وهو بيغمض عيونه:”شوق.”
سيرين إستغربت معرفته لإسمها … عمر فتح عيونه وبصلها ..
عمر:”كنت قولتيلي قبل كده إن ليكي صاحبتك كنتي بتروحيلها كتير، مين دي؟”
سيرين بهدوء:”دي مامت أمير، شوق.”
عمر إتجنن وبدأ يفكر كتير، قام من جنبها وفضل ماشي رايح جاي في أوضتها …
عمر لنفسه بصوت مسموع لسيرين:”خطتها من البداية إن سيرين تقابل أمير وبعدها يعرفها عليها، عشان تضحك على عقلها بكلمتين وتعلقها بيها … لا لا لا شوق عمرها ماكانت كده، شوق مكانتش فاهمة حاجة في الدنيا دي، ههههههههههههههه، إللي تبيع واحد عشان الفلوس تعمل أكتر من كده.”
سيرين مستغربه كلام أبوها مع نفسه وإزاي يعرف شوق؟ بس لما ضحك بقهرة وسمعت آخر جمله، برقت بعدم إستيعاب وإفتكرت كلام إسماعيل ليها … إن باباها كان بيحب واحدة بس ماحصلش نصيب ورجع لقاها إتجوزت … وحكاوي أمير عن شوق بإنها إتجوزت غصب عنها بسرعة، بس لازم تفهم أكتر ولازم تعرف أكتر وكل ده هيكون من أبوها … عمر بصلها…
عمر بغضب شديد:”وإنتي إزاي تدخلي بيت ناس ماتعرفيهمش؟ هو أنا ربيتك على كده؟ إفرضي الولد ده كان عملك حاجة وحشه؟ إفرضي كان حصلك حاجة؟ إزاي أصلا تسمحي لنفسك تروحي لشقة واحد غريب؟!!!”
سيرين وهي بتحاول تتحكم في دموعها:”ماتقلقش عليا يا بابي، أنا…….”
عمر بغضب وهو بيقاطعها:”لازم أقلق طبعًا، عشان ده مش مجرد واحد إتعرف عليكي وقال إيه عايز يتقدملك، ده يبقى إبن… إبن ……”
سكت وماتكلمش وبيحاول يتحكم في غضبه …
سيرين بغصة:”إبن مين يابابي؟”
عمر مردش عليها وكل تفكيره كان في شوق، مش قادر يقول عنها كلمة وحشه مش قادر يتكلم …
سيرين:”تعرف شوق منين يا بابي؟”
عمر برق من سؤالها وبصلها …
سيرين بإصرار من سؤالها:” تعرف شوق منين يابابي؟!!”
عمر سكت مش قادر يتكلم …
سيرين بإصرار أكبر:”تعرفها منين؟!!! وليه بتتكلم عنها كده؟”
وهنا عمر إنفجر فيها …
عمر بغضب شديد:”عشان دي الإنسانة إللي رمت حبي ليها عشان الفلوس، دي الإنسانة إللي حبيتها من كل قلبي وهي قابلت الحب ده بإيه؟؟ قابلته بالخيانة …. أنا كنت بعمل المستحيل عشانها ماكنتش باكل عشان هي تاكل، كنت بحرم نفسي من كل حاجة وأنا مبسوط ومش متضايق في سبيل إنها تبقى مرتاحة ومبسوطه، كنت بتمنى أشوف ضحكة بسيطة منها عشان أبقى مرتاح في يومي كله، أنا ماكنتش بعدي يوم غير لما أشوفها حتى لو مش بقابلها كنت بتصرف وأشوفها من بعيد حتى وهي مش واخده بالها مني، حافظت عليها، *عيونه لمعت بسبب دموعه المحبوسه بس تجاهل ده وكمل بغضب أشد*، حافظت عليها ومنعت نفسي عنها، غيري كان هيستغل الفرصة حتى لو كان مين، لكن أنا حافظت عليها وحطتها جوا عيوني، كنت أقرب حد ليها وأحن عليها من أبوها وأمها، كانت كل شئ في حياتي، إتغربت عشانها وماكنتش بنام كويس وكنت بحرم نفسي من الأكل في سبيل جوازي منها، كنت بحط القرش على القرش عشان أعيشها مرتاحة ومبسوطة، لكن إيه إللي حصل؟!! حادثة بسيطة حصلتلي في يوم رجوعي، بس فوقت منها بعدها بيوم وجريت على الميناء وركبت سفينة رايحة لمصر، ولما رجعت مالقتهاش، إتجوزت غيري وماستنتنيش، *دمعة نزلت من عيونه* ماستنتش يومين كمان، إتجوزت بسرعة وإختفت بعدها، قلبت مصر كلها عليها مالقتهااااش لدرجة إن الناس فكروني مجنون، إستنيتها كتير عشان تهرب من جوزها بس ماهربتش ومجتش الحارة وفقدت أملي في رجوعها وسافرت على أمريكا .. .. ودلوقتي هي أكيد عرفت بأي طريقه إني بقيت غني وعندي شركة ومابقيتش الولد الفقير الكحيان إللي مكنش حيلته أي حاجة ولا ليه بيت حتى، وقالت تخلي إبنها يلف على بنتي عشان تاخد من الحظ جانب، بس أنا نفسي أعرف حاجة واحدة بس، فين جوزها من ده كله؟ ولا هي أخدت منه كل إللي وراه وإللي قدامه كمان وهربت؟”
سيرين كانت بتبكي بسبب دموع باباها لإنها ولأول مرة في حياتها تشوف دموعه … عمر مسح دمعته بسرعة وأخد نفس عميق وقعد جنبها ومسحلها دموعها وأخدها في حضنه …
عمر:”سيرين أنا واثق فيكي، بس طمنيني عليكي، الولد ده عملك حاجة؟”
سيرين:”أنا كويسه يابابي ماتقلقش عليا، وأقدر أحافظ على نفسي كويس.”
عمر باسها من راسها وشدد من حضنه ليها … سيرين كانت بتفكر في قصة باباها بس هي مش شايفه كده في شوق خالص، مشافتش منها لؤم ولا خبث نهائيا .. مشافتش منها أي حاجة وحشه تدل على إنها ممكن تعمل كل إللي أبوها قاله عنها .. عمر بعد عنها وباسها من راسها تاني ..
عمر:”نامي وإرتاحي، أنا هاخد شاور وهعملنا أكل.”
قام من مكانه ولسه هيخرج بره الأوضة، إتسمر في مكانه لما سمعها ..
سيرين:”شوق إتطلقت في المحكمة من 19 سنة.”
عمر وهو بيبصلها:”وأنا ماسألتكيش عنها.”
سيرين بإبتسامة:”حضرتك قولتلي، “فين جوزها؟” وأنا برد عليك وبعرفك إنها مطلقه.”
عمر وهو بيضحك بإستهزاء:”إتطلقت في المحكمة؟ دي على كده بقا أخدت منه إللي وراه وإللي قدامه وجات تطلب الطلاق ولما رفض رفعت عليه قضية، مسكين، نامي ياسيرين إنتي تعبانه.”
لف ولسه هيخرج من الأوضة ..
سيرين:”على حد علمي يا بابي، إن شوق كانت متجوزة غصب عنها، باباها أجبرها على الجواز.”
عمر فضل واقف في مكانه ومديلها ظهره والحزن منتشر في ملامحه …
عمر بشرود:”موتها كان أهون عندي من إنها تبقى لغيري.”
خرج من الأوضة وسيرين مش مستوعبه كلامه وفي نفس الوقت مش مصدقه إن شوق إللي ضمتها لحضنها وإتصاحبت عليها كانت حبيبة باباها الوحيدة في يوم من الأيام …
……………………..
أمير كان مربع إيديه بغضب مكتوم وبيبص لشوق إللي بتشهق شهقات خفيفة وهي مابتبصلهوش وده لإنها مكسوفة منه ..
أمير:”تعرفي يا أمي، لولا إن الآنسة أسماء قالت إن ماينفعش تضغطي على نفسك، أنا كان ممكن يكون ليا كلام تاني معاكي، بس كفاية عليكي إللي إنتي عشتيه، أصل هعاتبك على إيه؟ على حاجة حصلت من سنين؟ *إتكلم بغضب شديد* ولا أعاتبك على إنك النهاردة كنتي عايزة ترمي نفسك في حضن راجل غريب؟”
شوق ببكاء شديد:”أنا آسفة، ماكنتش في وعيي، أنا بس ماصدقتش إني شايفه عمر قدامي.”
أمير فضل ساكت مابيتكلمش وبيبصلها بغضب …
شوق وهي بتبصله:”أمير ماتتضايقش مني عشان خاطري.”
أمير بغضب مكتوم:”أنا مش متضايق.”
شوق بدموع:”أومال إنت بعيد عني ليه؟ عشان خاطري ماتبعدش عني بالشكل ده، ماتبقاش قاسي عليا..”
أمير أخد نفس عميق عشان يهدى وقعد جنب شوق على السرير وأخدها في حضنه وبيحاول يهديها ..
أمير:”خلاص ياشوق ماتزعليش، أنا آسف حقك عليا.”
شوق:”حقك عليا إنت، مكنش ينفع أعمل كده.”
أمير وهو بيطبطب عليها:”خلاص ياشوق، الموضوع عدا، المهم إنك تستغفري ربنا.”
شوق إستغفرت ربنا وهديت في حضن أمير وفي نفس الوقت بتفكر في إيه إللي حصل عشان عمر يبقى عايش ومايسألش فيها أو يدور عليها، إيه إللي حصل يخليه يسيبها في كل ده، إيه إللي حصل عشان يروح يتجوز واحدة غيرها ويجيب منها سيرين، معندهاش شك في حب عمر ليها أبدًا، شوقه ليها كان واضح في عيونه لدرجة إنها حست إنه بيحضنها بنظراته، أكيد في حاجة ولازم تعرف إيه إللي حصل ومنه هو، فاقت على صوت أمير ..
أمير بهزار:”شوق، إحنا لو فضلنا كده اليوم كله مش هعرف أذاكر ولا أروح الإنترفيو بتاع بكرة، ومش هنلاقي فلوس نعيش بيها ولا نجيب فلوس عشان ندفعها للجمعية إللي دخلنا فيها دي.”
بعدت عنه بسرعة ومسحت دموعها ..
شوق بصوت مبحوح:”روح ياحبيبي ذاكر، ربنا يكون في عونك.”
أمير وهو بيبوس إيدها:”يا رب، أنا عايزك ترتاحي شويه يا شوق، إنتي تعبانة.”
شوق:”حاضر.”
ضمها لحضنه بشدة وباس راسها وخرج من أوضتها … شوق مددت على سريرها وفي نفس الوقت بتفكر في عمر وإنها عايزة تعرف إيه إللي حصل عشان عمر يعمل كل ده، لحد ماقررت القرار المناسب … أمير دخل أوضته وقعد على سريره وفضل يهز في رجله بغضب وفضل يفكر كتير في إيه الصدفة إللي تخلي سيرين الإنسانة إللي هو بيحبها تطلع بنت الشخص إللي مامته كانت بتحبه … لحد ما إستنتج …
أمير لنفسه:”معقوله سيرين قربت مني ودخلت بيتي عشان شوق بس؟! معقوله تكون عارفة كل الحكاية وأنا من وسط كل إللي كانوا بيشتغلوا في الشركة خلتني أنا إللي أدربها؟! .. أكيد لا، ممكن متكونش عارفه حاجة *إتنهد بضيق وكمل* هعرف بنفسي.”
………………………………….
في صباح اليوم التالي:
أمير كان بيفطر وسرحان في تفكيره، وشوق قاعدة قدامه بتاكل وبتبص لملامحه …
شوق:”أمير؟”
أمير إنتبهلها وبصلها …
شوق:”سرحان في إيه ياحبيبي؟”
أمير بتنهيدة:”في الإنترفيو.”
شوق:”ربنا يوفقك ياحبيبي، تعبك مش هيضيع.”
أمير:”اللهم آمين، أنا لازم أمشي عشان أوصل بدري.”
شوق:”بالتوفيق ياحبيبي.”
قام من مكانه وباس راسها ..
أمير:”لو إحتجتي أي حاجة يا شوق كلميني، وماتنسيش تاخدي الدواء، وإحتمال كبير أوي أتأخر لو إتقبلت، هبقى على تواصل معاكي.”
شوق:”إن شاء الله هتتقبل يا حبيبي.”
أمير بإبتسامة:”إن شاء الله ياحبيبتي.”
راح للباب ولسه هيخرج…
شوق:”أمير.”
أمير وهو بيبصلها:”نعم؟”
شوق بإبتسامة:”لا إله إلا الله.”
أمير بحب:”محمد رسول الله.”
خرج من الشقة ومشي وهي إتنهدت وقامت من مكانها وشالت الأكل وبعدها راحت لأوضتها ووقفت قدام دولابها وبتشوف هتلبس إيه عشان تروح لعمر في الشركة … أمير كان واقف مستني أي ميكروباص يركبه، أخد موبايله من جيبه وبدأ يكتب رسالة لسيرين …
” محتاج أتكلم معاكي في موضوع، هتعرفي تقابليني؟”
في الوقت ده سيرين كانت بتفطر هي وعمر الشارد مع نفسه بس إنتبه لما سيرين وصلها رسالة … سيرين فتحت موبايلها وقلبها دق بشدة لما شافت رسالته وأخيرًا أمير رضي عنها وقرر يقابلها … بدأت تكتبله رسالة وقلبها بيرقص من الفرحة لدرجة إن وشها نور وعمر مستغرب إبتسامتها وفرحتها …
” أكيد، نتقابل إمتى وفين؟”
وصلها رد أمير بسرعة …
“هبقى أكلمك، وعلى أساسه هحدد المكان والوقت بس لازم نتقابل ضروري.”
كتبت بسرعة…
“في إنتظارك.”
حطت الموبايل قدامها على الترابيزة وعيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بشك …
سيرين بإرتباك:”في إيه يابابي؟”
عمر بشك:”إيه إللي حصل عشان وشك ينور كده؟”
سيرين:”مافيش ياحبيبي، ده في مسلسل كنت بتابعه نزل منه جزء تاني.”
عمر بعدم إقتناع:”ماشي.”
كمل أكله …
سيرين:”بابي.”
عمر بإنشغال:”نعم؟”
سيرين:”مش هتروح الشركة؟”
عمر:”وهروح ليه وإنتي تعبانة؟ لازم أفضل معاكي وأراعيكي.”
سيرين:”أنا بقيت كويسه أهوه ياحبيبي، وبعدين هكلم طنط عفاف تيجي تقعد معايا وإنت روح الشركة بلاش توقف شغل عشاني.”
عمر وهو بيبصلها:”الشركة ملهاش لازمة قصاد صحتك.”
سيرين برجاء:”بابي، أنا مش عيله صغيرة.”
عمر:”لا إنتي عيله صغيرة.”
سيرين بحزن:”بابي أنا أقدر آخد بالي من نفسي كويس.”
عمر بإستهزاء:”واخد بالي، رجعلك السكر تاني بعد ماكنا خلاص إرتحنا منه.”
سيرين:”هو أصلا مكنش راح عشان يرجع.”
عمر:”معلش أعذري جهلي، أصلي ماليش في الطب حبتين.”
سيرين:”بابي.”
عمر ساب إللي في إيده وبصلها وهو معقد حواجبه ..
سيرين بإبتسامة:”حبيبي، إنت وراك شغل ومسئوليات في الشركة، وأنا محتاجة أرتاح شويه، وصدقني هنام أغلب الوقت أصلا، وهاخد الدواء بإنتظام، بس روح الشركة ومتوقفش الدنيا عشاني.”
عمر:”بس….”
سيرين:”من غير بس يابابي، الشغل كتير أوي اليومين دول وحضرتك لازم تكون هناك.”
عمر بتنهيدة:”ماشي ياسيرين، أنا هروح الشركة.”
سيرين إبتسامتها كبرت …
عمر وهو بيكمل:”بس هكلم عفاف تيجي تقعد معاكي.”
سيرين كشرت … عمر قام من مكانه ووقف قدامها …
عمر:”مش بحب أسيبك لوحدك، ببقى خايف عليكي.”
سيرين:”تقوم تجيبلي طنط عفاف؟”
عمر وهو معقد حواجبه:”ومالها عفاف يعني؟ دي بتعتبرك بنتها، وأهو تونسوا بعضكم، إسماعيل بيروح المحل وبيسيبها وعيالها إللي بيروح الكلية وإللي بيروح الدروس بتاعته وإللي بيروح شغله.”
سيرين بتنهيدة:”ماشي يابابا إللي إنت حابه إعمله.”
عمر وهو بيرجع خصلة شعرها ورا ودنها:”وإللي أنا حابه ده بيبقى في مصلحتك إنتي ياحبيبتي *باس راسها* أنا همشي وعفاف هكلمها وهتجيلك بعد شويه.”
سيرين:”توصل بالسلامة يا حبيبي.”
عمر:”الله يسلمك.”
عمر خرج من الفيلا وسيرين قعدت في مكانها بضيق وبتفكر هتخرج وعفاف موجودة عندها إزاي …
…………………………….
شوق كانت قاعدة قدام الكمبيوتر بتاع أمير ولابسه الفستان إللي سيرين كانت جابتهولها ولابسه نظارتها النظر وبتكتب على الكيبورد ببطئ شديد …
شوق:”عنوان شركة “أوش”.”
ضغطت على أيقونة البحث وبدأت بعيونها على عنوان شركة عمر لحد ما لقته مسكت ورقة وقلم وبدأت تكتب العنوان وفي نفس الوقت بتحاول تتحكم في دموعها وده لإنها خلاص مشتاقة تشوف عمر وفي نفس الوقت رايحاله عشان تعرف منه كل حاجة، أكيد ليه عذره، أكيد في حاجة غلط … طبقت الورقة وقفلت الكمبيوتر وخرجت من أوضة أمير وبعدها خرجت من الشقة … أمير وصل للشركة إللي هيعمل فيها إنترفيو وإنتظر دورة وده لإن في متقدمين كتير للوظيفة دي … عمر وصل شركته وراح على مكتبه علطول وحاول يشغل نفسه وعقله إللي بيفكر في شوق من وقت ما شافها وده لإنها مش راضيه تخرج من عقله … بمرور الوقت .. وشوق وصلت قدام الشركة بعد أسئلة كتير وهي بتلف في الشوارع لحد ما وصلت … شوق ضغطت بإيديها على شنط الإيد بتاعتها وبتحاول تمسك أعصابها وده لإن خلاص في فاصل بسيط بينها وبين عمر حبيبها الوحيد إللي عاشت على ذكراه …
شوق وهي بتصبر نفسها:”أكيد هو كمان كان زعلان في بعدك ياشوق، إستحملي وإصبري حبيبك رجع.”
إبتسمت بفرحة في وسط دموعها إللي نزلت ودخلت الشركة بخطوات متثاقلة ولما دخلت بصت حواليها لحجم الشركة … كانت كبيرة جدا وواسعة ومنظمة بأحدث الديكورات…
شوق بهمس وإبتسامة:”بسم الله ماشاء الله، ربنا يباركلك.”
كانت حاسه إنها تايهه ومش عارفة تروح فين أو تعمل إيه، عيونها جات على بنت محجبة قاعدة عند مكتب كبير ولبسها منسق وجميل، أخدت نفس عميق وراحت وقفت عندها بإرتباك… البنت رفعت عيونها وبصتلها ..
؟؟ بإبتسامة:”أهلًا بحضرتك يافندم، أقدر أساعد حضرتك بإيه؟”
شوق بإرتباك:”كنت محتاجة أقابل صاحب الشركة.”
؟؟ بإستفسار:”حضرتك عندك ميعاد مع البشمهندس؟”
شوق بتوتر:”لا.”
؟؟:”طب هو منتظر حضرتك؟”
شوق هزت راسها ب “لا” وبصت في الأرض …
؟؟:”طب إسم حضرتك إيه؟ عشان أبلغه.”
شوق بصوت مبحوح:”شوق.”
؟؟:”تمام يافندم، إتفضلي إرتاحي في الريسيبشن.”
شوق هزت راسها وقعدت في الريسيبشن … السكرتيرة إتصلت بمكتب عمر …
عمر بإنشغال وهو بيرد:”ألو.”
؟؟:”بشمهندس في واحدة منتظرة حضرتك في الإستقبال.”
عمر:”مقالتش هي مين يا صابرين؟”
صابرين:”إسمها شوق.”
عمر قلبه دق بشدة لما سمع إسم شوق وبسرعة فتح شاشة الكاميرات إللي عنده في المكتب … شافها قاعدة في الريسيبشن وبتبص في الأرض، فضل يتأملها كتير ونسي تمامًا إن السكرتيرة معاه على التليفون …
صابرين:”بشمهندس؟”
عمر وهو بيفوق لنفسه:”نعم؟”
صابرين:”أخليها تدخل لحضرتك؟”
عمر عقد حواجبه بضيق وفكر مع نفسه …
عمر:”لا، بلغيها إني عندي إجتماع اليوم كله النهارده ومش فاضي أقابل حد.”
صابرين:”حاضر.”
قفل مع السكرتيرة وبص لشوق إللي قاعده بتبص في الأرض …
صابرين:”البشمهندس عمر مشغول النهاردة وراه إجتماع اليوم كله.”
شوق بإستفسار حزين وطيبة وهي بتبصلها:”هو أنا ممكن أستناه؟”
صابرين:”حضرتك هو مشغول، وهيخلص على آخر اليوم.”
شوق بإصرار:”أنا عندي إستعداد أستناه لآخر اليوم، مش مشكلة المهم إني هقابله في الآخر.”
صابرين بإستغراب:”تمام يافندم.”
راحت مكتبها وإتصلت بعمر ..
صابرين:”قالت إنها عندها إستعداد تستني حضرتك لآخر اليوم.”
عمر عقد حواجبه وهو بيبص لشوق في الكاميرات …
صابرين:”أعمل إيه يافندم؟”
عمر بنبرة مبهمة:”سيبيها على راحتها، خليها تقعد للآخر.”
صابرين بإستغراب من الموقف:”تمام.”
عمر قفل المكالمة ومازال باصص لشوق في الكاميرات …
عمر:”عندك إستعداد تستنيني لآخر اليوم؟ طب إستني.”
بِعِد عيونه عن شاشة الكاميرات وحاول يشغل نفسه بأي حاجة عنها وبالفعل بدأ يركز في شغله ومن دقيقة للتانية عيونه بتيجي على الشاشة يبص على شوق من خلالها .. شوق كانت قاعدة هاديه في مكانها وفي نفس الوقت فرحانه إن في بينها وبين حبيبها ساعات قليلة عشان يتقابلوا، إستحملت في بُعده 28 سنة .. يبقي هتقدر تستحمل ساعات قليلة كمان …. أمير دخل الإنترفيو بتاعه وأبدع فيه وأبهر الشخص إللي عمله الإنترفيو وقام بإختبارات عديدة ونجح فيها كمان وتم قبوله …
؟؟ بإبتسامة وهو بيسلم عليه:”حقيقي إتشرفت بوجودك معانا النهاردة، وهبلغك بآخر الأخبار بس أكيد إن شاء الله هتكون معانا.”
أمير بإبتسامة وهو بيسلم عليه:”و شرف عظيم ليا إني أكون من ضمن موظفينكم إن شاء الله.”
؟؟:”إحنا إللي لينا الشرف يافندم.”
أمير:”أستأذن أنا.”
أمير خرج من الشركة دي وإتنهد بإرتياح وحمد ربنا وقرأ الأذكار وهو ماشي في الطريق وبعدها فتح موبايله وقرر يبعت رسالة لسيرين ..
“هنتقابل في كافية ***** في المعادي بعد ساعة ونص.”
بعت الرسالة دي وإنتظر ردها … سيرين كانت قاعدة في أوضتها وواضح عليها الملل وعفاف قاعدة قدامها وبتتكلم في حكاويها المعتادة عن حياتها …
عفاف:”وبعدها قولتله لا إسماعيل كل ولد له شقة وتعمل لكل واحد مشروعه، هما مالهمش غيرنا، يعني نسندهم قبل ماحد فينا لا قدر الله يموت.”
سيرين إتنهدت بملل بس فاقت لما سمعت صوت وصول رسالة وكل ده وعفاف بتكمل في حكاويها … سيرين مسكت موبايلها وقرأت رسالة أمير … وبدأت تكتبله …
“أوك.”
بصت لعفاف إللي مشغوله في حكاويها عن حياتها هي وإسماعيل وأولادهم وقررت توقفها ..
سيرين:”طنط.”
عفاف وهي بتبصلها:”نعم يا حبيبتي؟”
سيرين:”ممكن أطلب منك طلب بس عشان خاطري ماتقوليش حاجة لبابي؟”
عفاف بشك:”قولي.”
سيرين:”ليا واحدة صاحبتي تعبانة جدا وأنا لازم أزورها وبابي مش موافق.”
عفاف بإمتعاض:”ماتيجي تزورك إنتي، مانتي تعبانة إنتي كمان، ده إيه دلع البنات ده.”
سيرين:”هي تعبانة جدا أكتر مني، وأنا محتاجة أروح أزورها وبابي رافض عشان أنا كمان تعبانة، ورافض إني أخرج من البيت”
عفاف بمصمصة:”عنده حق طبعا، وتخرجي ليه؟”
سيرين بتعب من المناهدة:”عشان خاطري يا طنط، أنا محتاجة أروح أشوفها وأطمن عليها، وعشان خاطري ماتقوليش لبابي.”
عفاف إتنهدت بضيق وبصت لسيرين وهي رافعه حاجبها …
سيرين برجاء:”طب بلاش عشان خاطري، عشان خاطر أونكل إسماعيل طيب؟”
عفاف حست بالخجل الشديد وسيرين إستغربت خجلها …
عفاف بخجل:”جيتي على نقطة ضعفي، ماشي ياحبيبتي، يلا روحي وماتتأخريش.”
سيرين أما صدقت قامت حضنت عفاف جامد وقامت من مكانها عشان تغير هدومها …
……………………..
شوق كانت قاعدة في الريسيبشن وبتبص في الأرض ومش دريانه بإللي متابعها من شاشة الكاميرات … فاقت على صوت موبايلها … أخدت الموبايل من شنطة إيديها وإرتبكت لما لقت إسم أمير … أخدت نفس عميق وقررت ترد ..
شوق:”السلام عليكم.”
أمير:”وعليكم السلام ياحبيبة قلبي، طمنيني عليكي أخبارك إيه؟”
شوق:”أنا بخير الحمدلله ياحبيبي.”
أمير:”طب الحمدلله، شوق أنا هتأخر النهاردة شويه.”
شوق:”ليه ياحبيبي إنت رايح فين؟ وهتتأخر أكتر من كده ليه؟”
أمير بإبتسامة:”أولا أنا إتأخرت أولاني عشان قعدت كتير هناك في الشركة وعملت كذا إختبار والحمدلله عديت فيهم، وهتأخر تاني عشان ورايا مشوار مستعجل.”
شوق بإبتسامة حنونة:”ماشي ياحبيبي، بالتوفيق ربنا يوقفلك في طريقك ولاد الحلال.”
أمير:”اللهم آمين، شوق إتغدي كويس وخدي علاجك.”
شوق:”حاضر ياحبيبي.”
أمير:”ماشي ياحبيبتي، خدي بالك من نفسك في غيابي.”
شوق:”حاضر.”
قفلوا مع بعض وشوق إتنهدت بحزن وحست بالجوع الشديد وده لإنها قعدت وقت طويل من غير أكل … وفجأة شمت ريحة أكل وسمعت صوت زقزقة معدتها، حطت إيدها على بطنها بإحراج من إن حد يكون سمع صوت زقزقة معدتها .. عيونها جات على الموظفين إللي طالبين أكل من بره وبيستلموا أكلهم، بلعت ريقها بجوع شديد، بس قررت إنها لازم تستحمل هانت كلها ساعة أو ساعتين وعمر يخلص إجتماعه … عمر كان متابعها وملاحظ جوعها الشديد وده لإنها بتبص لكل الموظفين إللي كانوا بيستلموا وجباتهم إللي طلبوها حتى وجبته إللي طلبها جاتله وصلت حالًا … ماحسش بنفسه غير وهو بيعمل مكالمة لمكتب صابرين بسرعة …
صابرين:”ألو.”
عمر:”أيوه يا صابرين، الأوردر إللي جالي حالا تسلمية للمدام إللي في الريسيبشن، وتفهميها إن كل إللي موجودين في الشركة سواء كانوا ضيوف أو موظفين بيكون ليهم وجبات.”
صابرين:”طب لو هي رفضت؟”
عمر:”قوليلها زي ماقولتلك، وسيبيلها العلبة على الترابيزة قدامها وهي هتاكل.”
صابرين:”حاضر يافندم، طب حضرتك طلبت أوردر تاني ليك؟”
عمر:”ماليش نفس، يلا سلميه.”
صابرين:”حاضر يافندم.”
قفل معاها المكالمة وعمر كان بيحاول يتحكم في جوعه وهو بيبص لشوق إللي صابرين قربت منها …
صابرين:”إتفضلي يافندم.”
شوق وهي بتبصلها:”هاه؟”
صابرين:”إتفضلي يا فندم، الأكل ده ليكي.”
شوق بإرتباك:”لا شكرا، مش جعانه.”
صابرين:”يافندم دي وجبات بتتوزع على إللي موجودين في الشركة في يوم الشغل سواء كانوا موظفين أو ضيوف، إتفضلي.”
صابرين حطتلها العلبة على الترابيزة قدامها ومشيت ورجعت لمكتبها … شوق عيونها جات على علبة الأكل …
شوق بإستغراب:”غريبة، أمير مقالش ليه إنهم بيوزعوا وجبات هنا؟”
حاولت تتحكم في جوعها بس ماقدرتش تتحكم فيه، فتحت العلبة بإحراج وإتفاجأت بصنف الأكل إللي موجود فيها وإستغربت إن في شركة توزع حاجات غاليه جدا زي دي … دي نوعية بيتزا خاصة بمطعم مشهور وكبير .. ريحتها كانت حلوة جدا، شوق أخدت قطعه بسيطة وبدأت تدوقها … عجبها طعمها جدا وكملت أكلها بجوع شديد … عمر كان متابعها بعيونه وحاسس إنه بيشبع طول ماهو شايفها بتاكل كإنه هو إللي بياكل، ضحك ضحكة خفيفة وده لإن أكلتها بسيطة زي ما إتعود عليها دايمًا، بس فجأة فاق لنفسه وعقد حواجبه بغضب شديد وبِعِد عيونه عنها وركز في الملفات إللي في إيده وهو متضايق … شوق خلصت أكل وقامت من مكانها وراحت لصابرين ..
شوق بإستفسار:”ممكن أعرف الحمام فين؟”
صابرين بإبتسامة:”أكيد يافندم.”
وصفتلها طريق الحمام وبالفعل شوق أخدت شنطتها وراحت للحمام وغسلت إيديها وأخدت علاجها إللي كان عبارة عن حبوب كتير منها للضغط ومنها للربو وأخدت إستنشاق من البخاخة عشان ماتتعبش وبعدها خرجت من الحمام ورجعت قعدت في مكانها وإستنت عمر عشان يخلص … أمير كان قاعد مستني سيرين في كافية كبير في المعادي بيطل على كورنيش النيل .. سيرين وقفت بعربيتها قدام الكافية وأخدت نفس عميق وعدلت طرحتها وهدومها وبعدها نزلت من العربية ودخلت الكافية بدأت تدور عليه بعيونها لحد مالقته قاعد على ترابيزة هاديه وبعيدة وسرحان في منظر النيل ولحسن حظهم إن الدنيا بدأت تليل فالجو كان هادي وشاعري .. أخدت نفس عميق وقربت منه … أمير إتنهد و لسه هيبص نحية بوابة الكافية لقاها بتقرب منه بطلتها المعتادة إللي بتخطف قلبه … بس فاق لنفسه وبصلها بملامح خالية من أي مشاعر …
سيرين بإبتسامة:”إزيك يا أمير؟”
أمير:”أنا بخير الحمدلله، إتفضلي إقعدي.”
قعدت قدامه وهي مبتسمة ..
سيرين:”أنا كنت واثقة إنك هتسمعني أنا ……..”
أمير بجمود وهو بيقاطعها:”أنا مش جايبك عشان أي حاجة بيني وبينك يا سيرين، أنا جايبك عشان أسألك سؤال واحد.”
سيرين بإرتباك:”إتفضل.”
أمير بإستفسار:”الأول كده، إنتي أكلتي؟”
سيرين بإبتسامة:”أيوه أكلت الحمدلله قبل ما أنزل.”
أمير:”طيب، هطلبلك حاجة تشربيها، تحبي تشربي إيه؟”
سيرين بهدوء:”أي حاجة.”
أمير:”ماشي.”
أمير طلبلها نفس إللي هيطلبه لنفسه وفضلوا هما الإتنين ساكتين مش بيتكلموا، وأمير مكنش بيبص سيرين، لكن هي كانت بتبصله بحب وإشتياق، لحد ما الأوردر بتاعهم جه وأمير بصلها وإتكلم …
أمير بإستفسار:”إنتي عرفتي شوق منين يا سيرين؟”
سيرين بإستغراب من سؤاله:”إنت عرفتني عليها يا أمير، لما شوفت صورتكم مع بعض على موبايلك.”
أمير بعدم إقتناع:”لا إنتي تعرفي شوق قبلها.”
سيرين:”لا يا أمير، أنا معرفش شوق غير لما إنت حكتلي عنها.”
أمير بشك:”يعني إنتي مثلا ماحاولتيش تقربي من شوق عشان كانت هي و….. هي وباباكي كانوا بيحبوا بعض زمان؟”
سيرين عيونها لمعت بسبب دموعها المكتومة …
أمير:”سكتي ليه؟ ماتردي؟”
سيرين:”لا يا أمير، أنا ماكنتش أعرف أي حاجة.”
أمير بإبتسامة إستهزاء:”ولو إني مش مصدقك، بس ماشي.”
سيرين بحزن وإستفسار:”وليه ماتصدقنيش؟ ليه؟”
أمير بهمس غاضب:”عشان إللي يكذب مرة يكذب مليون، وإنتي كذبك عدا كتير، فمابقتش عارف إنتي إيه وحقيقتك إيه.”
سيرين:”أمير صدقني، أنا خبيت حاجة واحدة بس ماكذبتش.”
أمير بتنهيدة:”الموضوع خلص من زمان يا سيرين وإتقفل كمان.”
سيرين بعدم فهم:”يعني إيه؟”
أمير:”يعني إتقفل.”
سيرين بإصرار:”مش فاهمة.”
أمير بغضب وهو بيبص في عيونها البنية:”موضوعنا أنا وإنتي إنتهي من قبل ما يبتدي، أي علاقة بتبدأ بالكذب بتبقي كلها كذب .. مابتبقاش علاقة أصلا، ما بُني على باطل فهو باطل، وعلاقتنا إحنا الإتنين مكنش ليها مستقبل ولا هيكون ليها، و…….”
سيرين بدموع:”إنت إزاي تحكم على علاقتنا من نفسك؟ إزاي تعمل كده؟”
أمير بغضب:”عشان ده المعروف، والنهاية إتكتبت من قبل ما نبدأ مع بعض حتى، نصيحة مني ليكي يا سيرين خليكي فاكراها كويس عشان لما تبدأي حياتك مع *إتكلم بصعوبة* شخص تاني، ماتخبيش عنه حاجة وخليكي صريحة معاه، عشان ممكن بكذبك تبهدليه هو وكرامته، أنا كده كلامي خلص، وكانت فرصة عظيمة ليا إني إتعلم من واحدة زيك إن مافيش حاجة إسمها حب، كله بيبقى كذب في كذب .. بعد إذنك.”
أمير قام من مكانه وحط مبلغ على الترابيزة ومشي بغضب من الكافيه وسيرين كانت قاعدة في مكانها بتبكي وبتحاول تتحكم في أعصابها .. قامت من مكانها وهي بتبكي وخرجت من الكافية وأول أما ركبت عربيتها إنفجرت من البكاء بسبب خسارتها لأمير … شوق كانت قاعدة في الريسيبشن وبتبص لكل الموظفين إللي بيخرجوا من الشركة وده لإن ميعاد خروجهم جه .. أخدت نفس عميق وراحت لصابرين إللي بتجهز شنطتها عشان تمشي ..
شوق:”لو سمحتي يابنتي، هو بشمهندس عمر خلص إجتماعه؟ إحنا بقينا في آخر اليوم.”
صابرين بصتلها بحزن وده لإنها صعبانه عليها عشان هي قاعدة من الصبح ماتحركتش من مكانها غير عشان الحمام وبس …
صابرين:”ثواني وهكلمه يافندم.”
شوق بطيبة:”يا ريت.”
صابرين عملت مكالمة لمكتب عمر وشوق واقفه قدامها مبتسمة بحماس …
صابرين:”بشمهندس، بالنسبة لل………..”
عمر وهو بيقاطعها:”خليها تدخل يا صابرين، وروحي إنتي.”
صابرين:”حاضر.”
صابرين لشوق:”إتفضلي يافندم، هو منتظر حضرتك في مكتبه.”
شوق بفرحة ظاهرة:”المكتب فين؟”
صابرين:”إتفضلي معايا.”
صابرين وصلتها قدام المكتب وبعدها إستأذنت منها عشان تمشي وبالفعل مشيت … شوق كانت واقفة قدام باب المكتب بتاع عمر وقلبها بيدق بشدة ومتحمسه للقائها معاه وكلامهم مع بعض … وأخيرا عمر هيستقبلها وهيتكلم معاها … أخدت نفس عميق وخبطت على الباب وفتحته ودخلت المكتب بخطوات مرتعشه ..
عيونها جات على عمر إللي قاعد على كرسي مكتبه وبيبصلها بهدوء شديد، إتأملته بهدوء وكان في كامل أناقته، لابس بدله سوداء مظبوطه على جسمة تماما، عيونها جات على وشه إللي ظاهر فيه بعض التجاعيد، وذقنه السوداء إللي مختلطة بالشعر الأبيض، وشعرة الأسود إللي مختلط بالشعر الأبيض كمان، عيونه البنية إللي بتبصلها بنظرة مبهمة هي مش فاهماها، إبتسمتله بحب وقربت من مكتبه بخطوات خفيفة ومتعثرة وفي نفس الوقت ماسكة في شنطة إيدها جامد بسبب التوتر إللي هي حاسه بيه … عمر تأملها كاملًا
من راسها لحد رجلها .. لسه زي ماهي، ماتغيرش شكلها، نضجت في ملامحها، الحجاب خلا شكلها مختلف شويه لكنها نفس الشكل، مافيش تجاعيد، كإنها غابت عنه كام يوم مش 28 سنة، ضحك بإستهزاء لما لقى إن الفستان إللي هي لابساه هو نفسه الفستان إللي سيرين كانت بعتاله صورها بيه، شوق فهمت إن إبتسامته دي ترحيب بيها …
شوق بإبتسامة:”حمدالله على سلامتك ياعمر.”
عمر ضحك بإستهزاء وشوق إستغربت ضحكته …
شوق بإرتباك:”أنا … أنا كنت جايه عشان أ……..”
قلبها دق لما سمعت صوته …
عمر بنبرة سخرية وهو بيقاطعها:”مايصحش تفضلي واقفه كده يا مدام شوق، إتفضلي أقعدي.”
قعدت بإرتباك على كرسي قدام مكتبه وعيونها مابعدتش عن عيونه لحظة واحدة، وده لإنها كانت بتبصله بنظرة شوق وحب وعشق كبير منتهاش ..
عمر بإستفسار:”تحبي تشربي حاجة؟”
كانت لسه هتتكلم..
عمر بإبتسامة سرقت قلبها:”نسيت، الكل مشي.”
شوق بهدوء:”أنا مش جايه أشرب حاجة، أنا جايه أتكلم معاك شويه.”
عمر:”إتفضلي.”
شوق:”عمر هو…………”
عمر بإبتسامة وهو بيقاطعها:”بشمهندس عمر من فضلك.”
شوق بهدوء وتصحيح:”أنا كنت محتاجة أعرف إيه إللي حصل يا بشمهندس.”
عمر بإستفسار:”إيه إللي حصل من ناحية إيه؟ مش فاهم؟”
شوق:”ليه إنت عايش؟ وهما قالوا إنك مت و……..”
عمر بإبتسامة وهو بيجز على أسنانة:”طبعا كانت صدمة كبيرة ليكي إنك لقيتيني عايش.”
شوق بتوهان وعدم إستيعاب:”أيوه أنا إتصدمت فعلا، كانوا قالوا على التليفزيون إنك مُت و……..”
عمر وهو بيقاطعها:”وهو أي حاجة بتتقال في الحياة بتتصدق؟”
شوق:”بس أنت كنت ركبت السفينة دي صح؟ إنت إسمك كان من إسم الركاب الضحايا.”
عمر:”تقدري تقولي حاجة زي كده.”
شوق برجاء:”عمر أرجو……….”
عمر بغضب وهو بيضرب على المكتب بإيده:”قولتلك إسمي البشمهندس عمر.”
شوق إتنفضت في مكانها بسبب خضتها وقامت من على الكرسي وبعدت خطوات بسيطة عن مكتبه ..
شوق:”أنا آسفة، بس أنا محتاجة أعرف إيه إللي حصل؟ وليه إنت مارجعتش و……….”
عمر بإستفسار:”كان هيفرق في إيه سواء جيت أو لا؟”
شوق:”كان هيفرق في حاجات كتير.”
عمر ضحك بإستهزاء ورجع بظهره على الكرسي وبصلها …
شوق:”قول عذرك ياعمر عشان أسامحك.”
عمر عقد حواجبه بغضب شديد وقام من مكانه وقرب منها وهي رجعت لورا بخوف شديد من ملامحه …
عمر بهدوء مخيف:”عيدي كلامك تاني.”
شوق حاولت تتحكم في أعصابها وده لإنها ليها حق ماينفعش تبان ضعيفة قدامه …
شوق بهدوء:”قول عذرك عشان أسامحك.”
عمر:”هههههههههههههههههههه، لا ده إنتي أكيد إتجننتي، تسامحي مين ياماما؟ هو مين إللي المفروض يسامح مين معلش؟ أصل دي تايهه عني شويه.”
شوق:”مانا جايه عشان كده، جايه عشان أسمع منك وأحكيلك عن كل حاجة.”
عمر وهو بيديلها ظهره:”وأنا مش عايز أعرف منك حاجة، لإنك ماتفرقيش ولا تهميني.”
شوق حاولت تتحكم في دموعها إللي قربت تنزل …
شوق:”إنت ليه سبتني في إللي أنا كنت فيه وروحت إتجوزت واحدة غيري؟ إنت ضحكت عليا صح؟”
عمر حاول يتحكم في غضبه الشديد منها بس ماعرفش وبصلها …
عمر بغضب:”ضحكت عليكي؟!!! بعد كل إللي عملته ده وضحكت عليكي؟!!! * مسكها من دراعها جامد وإتكلم بغضب أكبر* إنتي إللي زيك ماتستاهلش غير واحد شبهها، خاينة و كلبة فلوس، أخدتي مني عمري كله، أخدتي مني حياتي ودنيتي، وفي الآخر تقولي إن أنا إللي ضحكت عليكي، *ضحك بقهرة* تعرفي ياشوق إنتي شبه مين؟ ولا أقولك إستني إنتي مافيش حد شبهك أبدًا، لإن لو كان في منك إتنين كانت الدنيا خربت.”
شوق برقت من كلامه ليها ده غير إنه ماسكها جامد من دراعها، حاولت تبعد عنه بس معرفتش ..
شوق بضيق ووجع من مسكته ليها:”إنت إزاي تلمسني، سيبني، ماينفعش تلمسني.”
عمر ضحك بإستهزاء وبصلها من فوق لتحت ومسابهاش ..
عمر:”يا سلام على الأخلاق والإحترام، ماكنتش أتوقع إن شوق إللي حاولت تسلملي نفسها كذا مرة ب…………..”
قطع كلامه صفعة من شوق إللي شهقت بصدمة بسبب إللي عملته بدون وعي … عمر مكنش مستوعب إللي حصل وكان مصدوم بسبب إللي هي عملته .. شوق مدت إيديها عليه!!! … ملامحه إتحولت للغضب الشديد ومسكها من طرحتها بشعرها بإيد وإيده التانية مسكتها من وسطها، وهي صرخت بفزع من طريقته وقربها منه جامد لدرجة إن المسافة بينهم باقت قليله جدا، وبدأ يتكلم بغضب شديد …
عمر وهو بيشدد من مسكته ليها:”وأخيرا جه اليوم إللي أشوف فيه شوق بنت الأستاذ حسين بتمد إيديها على حد، والحد ده يبقى أنا، لا برافو.”
شوق بصراخ ووجع وهي بتفرك:”إبعد عني.”
عمر:”وكمان لسانك طول، لا ده إنتي إتغيرتي كتير أوي، إظهري على حقيقتك بقا، *إتكلم بحدة* إنتي نسيتي نفسك يابت إنتي؟ نسيتي أنا مين ولا أفكرك؟ ده أنا عمر، مايغركيش الشركة والشكل الخارجي ده، نسيتي عمر إللي قابلتيه أول مرة ولا تحبي أفكرك بيه؟”
شوق بكت بقهرة …
عمر وهو بيبص في عيونها:”حتى دموع التماسيح دي مش هتخليني أسيبك برده، *بص لحجابها وللفستان* بس برافو عليكي قدرتي تضحكي على بنتي بكلمتين، وخلتيها زي الخاتم في صباعك، لكن أنا يستحيل تيجي تخدعيني بكلمتين ومعاهم دمعتين.”

شوق ببكاء:”أنا مش فاهماك، إنت أكيد فاهم غلط.”
عمر بغضب ووجع خافي:”فاهم كل حاجة، جيالي عشان تلهفي كل حاجة مني، عايزة فلوس صح؟ ماشي هديكي فلوس بس إبعدي عن طريقي أنا وبنتي.”
شوق ببكاء:”أنا عمري ماكنت محتاجة فلوس منك، أنا حبيتك من غير فلوس، إنت كنت كل حياتي.”
عمر بغضب وهو بيبعدها عنها:”كنت كل حياتك؟َ! ولما أرجع بعد ماتتجوزي بيومين ده يبقى إسمه إيه؟!! *شوق إتصدمت من كلامه* لما أدور عليكي في كل شبر في مصر ومالقكيش ده إسمه إيه؟!! إنطقي، ردي عليا، قوليلي إسم للموضوع ده كله.”
شوق بعدم إستيعاب:”إنت رجعت بعد جوازي بيومين؟!”
عمر بإستهزاء:”مفاجأة مش كده؟ سوري جيت متأخر شويه.”
شوق ببكاء:”والله كان غصب عني، بابا هو إللي………”
عمر وهو بيقاطعها:”مافيش حاجة إسمها جواز بالغصب، كان ممكن تهربي، كان ممكن تعملي أي حاجة إلا إنك تبقي في حضن واحد غيري.”
عمر بدأ يهدى شويه وإدالها ظهره عشان ماتشوفش حزنه، وماتشوفش عيونه إللي لمعت …
شوق برجاء وبكاء:”ياعمر إسمعني، أنا ماكنتش في وعيي، والله أنا كنت تعبانة، أنا كنت في صدمة نفسيه بعد موتك.”
عمر مسك مقدمة الكرسي بقبضة إيده عشان يتحكم في أعصابه وفضل مديلها ظهره…
شوق:”رد عليا، ماتسبنيش كده.”
عمر بهدوء:”خلصتي كل مبرراتك إللي ملهاش أي تلاتين لازمة؟”
شوق ببكاء شديد:”يا عمر أنا حبيتك بجد، أنا بس محتاجة أعرف إيه إللي حصل.”
عمر بملامح ميته وهو مديلها ظهره:”ماحصلش حاجة، كل الحكاية إني مت وإنتي إتجوزتي، الحكاية خلصت، إتفضلي إرجعي بيتك.”
شوق فضلت واقفه في مكانها وبتشهق شهقات قويه بسبب بكائها ولوهلة حست إن أزمة الربو هتبدأ عندها بس حاولت تقاوم وتاخد نفسها بإنتظام ….
شوق:”بس أنا محتاجة أعرف إ……….”
عمر بصوت عالي جدا من غضبه وهو بيبصلها:”قولتلك إنتهى، مافيش أي حاجة إنتي محتاجة تعرفيها، الموضوع نصيب، إتفضلي بره الشركة دي، وإياكي أشوفك إنتي أو إبنك قدامي تاني، إنتي كنتي صفحة في حياتي وإتقفلت في اليوم إللي إتجوزتي فيه، أيًا كانت طبيعتك إيه، فخلاص مافيش أي حاجة نتكلم فيها.”
شوق فضلت واقفه في مكانها بتبكي، إتنفضت في مكانها لما سمعته…
عمر بغضب من دموعها:”بقولك بره.”
حاولت تتحكم في أعصابها وأخدت شنطة إيديها وخرجت بسرعة من المكتب وبعدها خرجت من الشركة وبدأت أزمة الربو بتاعتها … فتحت شنطة إيديها بصعوبة وبدأت تستنشق ببكاء شديد وتعب وهي قاعده على رصيف قدام الشركة، وبعد ما إستردت تنفسها الطبيعي قامت بصعوبه من مكانها ومشيت في الشارع إللي بيطلعها على الشارع الرئيسي وهي مازالت بتبكي بكاء شديد على عمر وعليها وعلى حياتها … خلاص كل حاجة راحت منها..
……………………………………………………………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شوق العمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى