روايات

رواية شهد الحياة الفصل الأول 1 بقلم زيزي محمد

رواية شهد الحياة الفصل الأول 1 بقلم زيزي محمد

رواية شهد الحياة الجزء الأول

رواية شهد الحياة البارت الأول

رواية شهد الحياة الحلقة الأولى

في احد الاحياء الشعبيه لقاهرة المعز ، منزل مكون من عدة طوابق، وفي احد الطوابق توجد شقه، نجد بطلتنا تقف امام المرآه تتحدث مع نفسها، دلفت لها والدتها السيدة “سميحه”واردفت بعتاب :
_ليه كدا يا شهد، تردي على ابوكي بالطريقة دي، انا ربيتك على كدا.
نظرت “شهد”الى صورة والدتها المنعكسه في المرآه وتحدثت بعصبيه :دا مش ابويا، دا جوز امي في فرق الله يكرمك يا ماما .
زفرت والدتها بقلة صبر واردفت : ارحميني يابنتي مش موال كل يوم، هو مش رباكي من صغرك وعلمك وكمان…
قاطعتها “شهد ” بحدة : ماما مين دا اللي رباني، مين دا اللى علمني، الشقه دي شقه ابويا مش كتر خيره هو علشان نيمني في بيته مثلا بالعكس دا كتر خيري انا اللي سماحله انه يقعد فى بيتي .
نظرت لها والدتها بغضب واردفت بصوت جهورى : تصدقى انك قليله الادب انا مربتكيش فعلا زي ما هو قال .
هبطت الدموع من عينيها وكأنها كانت تحاربها لعدم سقوطها والأن لم تعد تحتمل اكتر من ذلك، انفجرت مقلتيها بسيل من الدموع وذهبت لفراشها الصغير الذى لم يعد يتحملها لتآكله ودفنت وجهها فى وسادتها وبكت واطلقت العنان لدموعها ولنفسها، رأتها والدتها على ذلك الحال رق قلبها وذهبت بجوارها وجلست واخذت تمسد على شعرها الحريرى برقه وببط لعلها تشعر بحنانها، اخذت سميحه نفس طويل ثم اخرجته وتحدثت بصوت ناعم وهادئ :
شهد انا عارفه انك مكنتيش عاوزنى اتجوز بعد والدك بس اعمل ايه يابنتى المعلم حسني اقنعنى وقتها انه هاياخد باله منك ومنى، انا كنت ضعيفه ووحيدة وحزينه ومش ليا حد قولت وماله اهو ضل راجل ولا ضل حيطه، بس والله يابنتى مع مرور الوقت وشفت معاملته ليكى وانا بحزن وبزعل اوى من نفسي ان اخدت القرار دة فى يوم من الايام، بس خلاص مبقاش ينفع ارجع ولا اطلق بعد ما خلفت منه سلمى، هاروح بيكوا فين يابنتي وهاصرف ازاى عليكوا، حقك عليا متزعليش، انا بس كل اللي بطلبه منك انك تتجنبيه ومالكيش دعوة بيه وتبطلي كل يوم والتانى مشكله مع حد ويجوا يشتكوا منك .
رفعت شهد راسها واردفت بصوت مبحوح : كلكوا جايين عليا ياماما، انا اكيد مبعملش مشاكل من هوا، الناس هما اللي بيستفزوني، عم احمد راجل غلبان ومكتبته كل يوم بتتسرق من الحارة المعفنة دي، يعني علشان بقف وبشوف شغل الراجل مظبوط، ابقى كدا وحشة كخة مثلا، انا براعي ربنا في أكل عيشي وفي مال الراجل الغلبان دا .
تنهدت “سميحه” بصوت عالي فابنتها على حق، استطردت قائلة : بصي يا شهد انا كل اللي بطلبه منك حاجة واحدة بس، ابعدي عن عمك حسني، بلاش كل يوم والتاني مشاكل يابنتي اصل انا تعبت .
أومأت “شهد” برأسها دليلا على موافقتها، والدتها تعاني من ضعف الشخصية، تتجنب المشاكل، تريدها ان تتعامل مع المدعو”حسنى “وكأنه والدها، كيف تعامله هكذا وهو يكرها اشد الكره ودائما ما يناديها ببنت “مصطفى ” ، دائما تشعر من اتجاهه بالكره لوالدها فالبتالي يكرها لانها من صلبه.
******************************
في مكان اخر .
نجد في احد الاحياء المتوسطة الحال، برجا مكون من عدة طوابق، وفي احد هذه الطوابق شقة المحاسب “رامي المالكي”، شاب في اواخر العشرينات يعمل محاسب في احد الشركات، ارمل ولديه طفل اسمه “حمزة” عمره ٧ سنوات، يعيش مع والدته السيدة “صفاء” ، “رامي” شخصيته حازمة مجتهد يسعى لتوفير مستوى افضل لطفله ،كان متزوج من زميلته في العمل ولكن وافتها المنية وهي تضع طفلها حمزة ، منذ ذلك الوقت ورامي يكرس حياته لطفله ووالدته فقط .
_رامي، مكنش له لزوم العقاب دا، انت كلمته وخلاص .
كان هذا صوت “صفاء” عندما دلفت على ابنها تعاتبه على عقابه لحمزة .
التفت اليها رامي الذي كان منشغلا بدراسة جدوى لمشروعه ترك قلمه والاوراق التي في يديه وخلع نظارته الطبية وضعها على مكتبه هاتفا بقوة : غلط يتعاقب يا امي ،انا عاوزه يطلع راجل، بذمتك اللي عمله في المدرسة دا ينفع؟؟، انا المدرسة تتصل بيا علشان ضرب زميله، لأ ولما اكلمه وافهمه، يبجح ويقولي مغلطتش، لا ياخد على دماغه ويتعلم الادب .
نظرت له “صفاء” بتعجب، احيانا تشعر بان ابنها متناقض في شخصيته، لاحظ “رامي ” نظراتها المتعجبه قطب ما بين حاجييه هاتفا بتساؤل : مالك يا امي بتبصيلي كدا ليه، انا قولت حاجة غلط .
ابتسمت “صفاء” بسخرية واردفت : انت غريب يا ابني، مش انت قايله بلسانك دا قدامي، لما تعمل حاجة اقف ودافع عن نفسك، متهربش ووضح وجهة نظرك، جاي دلوقتي وتقولي بجاحة .
ما ان انهت “صفاء ” جملتها حتى ضحك “رامي ” بشدة على حديثها ثم هتف : يا امي على طول بتفهمي كلامي غلط، انا اقصد يقف ويشرحلي وجهة نظره لكن لما اللي اكبر منه يسمعه وبعد كدا يحكم بانه غلط يبقا يعتذر مش يبجح اكتر ويقول لأ انا مقتنع باللي عملته .
عقدت صفاء حاجبيها دليلا على تعقيد ابنها في اتخاذ طرق صعبة لتربية ابنه ، من وجهه نظرها البسيطة ان التربية اسهل من ذلك بكثير، والدليل على ذلك انها قامت على تربية رامي وجعلته انسان سوي يحترم الجميع، والجميع يكن له الاحترام، تساءلت مرارا وتكرارا بداخلها لماذا كل هذه التعقيدات والمصطلحات الغريبه لتربية ابنه، قاطع تفكيرها صوت “رامي ” مردفا: ايه يا ماما ساكتة يعني وبتبصيلي ومش فاهم حاجة .
استقامت “صفاء” في جلستها وتحدثت : بص يا ابني هو ابنك وانت حر تربيه بطريقتك، بس الحياة مش جد أوي، وبعدين دا طفل مهما كان راح ولا جه طفل، طبيعي يصدر منه افعال مش محسوبة، بلاش تقسى عليه، من وقت ما قولتله مش يكلمك ولا يأكل معاك وهو هاري نفسه عياط في اوضته يا حبيبي .
تنهد “رامي ” واردف بصوت رخيم : حاضر يا أمي بس سيبني اكمل عقابي النهاردة بس علشان بعد كدا ميفكرش يعملها تاني .
تحركت “صفاء ” اتجاهه ومالت نحو ثم طبعت قبلة اعلى جبينه واردفت : ربنا يهديك يا ابني ، ويخليلك ابنك، انا حاسة بيك من يوم موت اميرة وانت بتحاول تكون الاب والام وكل حاجة ، بس معلش راعي انه طفل ونفسيته بتتأثر بسرعة .
ابتسم لها “رامي ” وجذب يديها التي كانت تمسد بها على رأسه وطبع قبلة حنونة في كف يديها : حاضر يا أمي ربنا يخليكي لينا يارب .
****************************
في أحدى المستشفيات .
تقف ” ليلى” في أحد ممرات المشفى وتتحدث بصوت خافض للغاية مع خطيبها “زكريا” على هاتفها الجوال: اعمل ايه يا زكريا قالولي انتي النهاردة نبطشية علشان مدام سها ابنها تعبان،وبعدين دا شغلي وانت خاطبني وانا كدا .
هتف “زكريا” بعصبية : انا خطبتك وقولتلك بطلي شغلك دا وانتي بتعاندي معايا .
زفرت “ليلى ” بعصبية : هو موال كل يوم يا زكريا، انا لازم اصرف على نفسي، انت عارف كويس ان مكتبة بابا مبتغطيش كل المصاريف، وانا لازم اجهز شقتي علشان الست والدتك متتريقيش عليا .
لاحظت “ليلى ” سكوت زكريا نظرت في هاتفها وجدته انهى المكالمة، رفعت احدى حاجبيها باعتراض وقامت بسبه في سرها، وتحدثت بعصبية بالغة : بتقفل في وشي الخط يا زكريا ماشي والله لاقفل التليفون كله ومتعرفش توصللي.
_بتعملي ايه عندك يا ليلى؟.
تفاجئت ليلى وشهقت بصدمة من وجود الدكتور “كريم ”
ابتسم لها ” كريم ” قائلا : في ايه شوفتي عفريت .
تلعثمت ” ليلى” قائله : لا يا دكتور، في حاجة حضرتك .
اومئ كريم لها برأسه : اه ، كنت عاوزك تجهزي العمليات، عندنا ولادة قيصري .
تحركت “ليلى” بخطوات متعثرة نحو الممر المؤدي لغرفة العمليات دون كلام، بينما تنهد “كريم ” بصعوبة، منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه، لقد اعترف بحبه لها وهو يعرف جيدا انها مرتبطة وتحب شخصا يدعى “زكريا “، نعم تسرع كثيرا عندما اباح لها بحبه لقد عاقبته بقلة كلامها معه، وتحاول ان تتجنبه على قدر الامكان .
تحرك صوب غرفة المريضة ليقوم بواجبه وبداخله حرب كبيرة ما بين، كان يجب ان يعترف بحبه حتى تشعر به، وما بين ان ما فعله خطأ كبير في حقه .
*******************************
كانت “شهد ” تجلس تقرأ في احد الكتب، تحاول ان تحسن من قرأتها، ف زوج امها اصر علي خروجها من المدرسة منذ المرحلة الاعدادية ولم تكمل تعليمها، كان حلم حياتها ان تصبح طبيبة ولكن وقف امام حلمها زوج امها ،وفي النهاية تدمر حلمها وضاع مثل اي امنية كانت تحلم بتحقيقها، كانت شاردة في احلامها البسيطة وانتبهت على صوت “عم احمد”، تحدثت قائلة : معلش ياعم احمد مسمعتش .
ابتسم “احمد” لها بحنان واردف: سرحانة في ايه يا ست البنات .
اغلقت “شهد” الكتاب ووضعته امامها : مش سرحانة ولا حاجة، بقرأ في الكتاب .
جذب “عم احمد ” الكرسي وجلس عليه وامسك ب يديه فنجان الشاي ثم ارتشف رشفه صغيرة قائلا : مش احنا اتعودنا نقول لبعض ونحكي كل اللي في قلبنا، مالك يا بنتي .
تسابقت الدموع في عينيها وحاولت على قدر الامكان ان تتجنب سقوطها : مفيش، اتخانقت مع جوز امي معرفش الراجل دا عاوز مني ايه، انا بحاول ابعد عنه على قد ما بقدر وهو بيحاول بردوا يجر شكلي .
قال ” احمد ” مستفهما : دا كله بسببي، صح؟.
جذبت “شهد”احد المناديل الموضوعة امامها ومسحت عيانها واردفت : هو واخدك حجة مش اكتر، بس هو بيدور على اي سبب علشان يطردني من البيت، انا خايفة اوي تكون امي كتبت الشقة باسمه، كل ما اسالها تتهرب مني، انا هاضيع ياعم احمد بجد لو كانت كتبته باسمه، هايطردني انا عارفة دا راجل شراني .
هز “عم احمد ” رأسه بنفي قائلا : مظنش يابنتي، امك عارفة حسني كويس، مظنش تبقا بالغباء دا .
ابتسمت ” شهد” بسخرية : والله امي انا عارفاها كويس تلاقيها خافت منه، وسمعت كلامه دا بيبهدلها وبيضربها وكل يوم شتيمة وفضايح ودي مبتنطقش والحجة هاروح بيكي انتي وسلمى فين واجيب علاج سلمى منين، وهنصرف ازاي، كلها حجج، زي مانا بشتغل دلوقتي وبجيب مصروفي، هاشتغل كام شغلانة مع بعض، واصرف عليها وعلى سلمى .
وضع “عم احمد” فنجان الشاي على المنضدة واستطرد قائلا : بصي يابنتي نصيحة مني بلاش تكوني انتي السبب في خراب بيت امك، علشان بعد كدا متجبش اللوم عليكي، سلمى اختك تعبانة واديكي شايفاها عندها السكر بيخليها تدخل في غيبوبة ودا محتاح مصاريف وحاجات، بلاش يابنتي وزي ما امك قالت اتجنبي حسني .
ذرفت ” شهد” الدموع من عينيها وقالت : هو انا مصبرني غير سلمى، لولا هي مكنتش اتحملته لحظة، بس كله علشان خاطر عيونها بس .
ابتسم ” عم احمد” وقال : والله انتي قلبك ابيض بس ميبنش للكل كدا .
جذبت ” شهد” منديل اخر ومسحت دموعها بقوة وضحكت : انا لازم امسح دموعي دي، لحد يجي يشوفني كدا، و يفضحوني في الحارة .
استقام ” عم احمد” واردف : انا هاروح اصلي العشا، ظبطي المكتبة واقفلي، ليلى قالتلي هاتبات في المستشفى .
تحركت ” بهمة وقامت بترتيب الاقلام والكراسات واردفت : حاضر، هارتب كل حاجة واقفل واروح .
******************************
في منزل رامي المالكي .
كان “رامي “يقف يتابع ابنه خلسة من خلف الباب وجده يبكي ويلون في كراسة الرسم، رق قلبه ثم قام بطرق الباب عدة طرقات حتى يأذن له ابنه ويعطي له فرصة يزيل دموعه، وبالفعل ثواني وكان حمزة يأذن للطارق بالدخول، دلف رامي بهدوء وجلس على طرف الفراش وفي يده صحن ملئ بالسندوتشات، لرفض ابنه للأكل طوال اليوم، وضع “رامي ” الصحن امام حمزة وابتسم له واردف : الزعل حاجة والأكل حاجة .
ابعد “حمزة ” الصحن وتحرك باتجاه “رامي” وجذب يديه واردف: آكل ازاي وحضرتك زعلان مني .
ابتسم “رامي ” بحنان لابنه :حبيبي انا عاوزك احسن واحد في الدنيا دي، ينفع المدرسة تتصل بيا وتقولي حمزة ضرب زميله علشان بيشد في شعر زميلته والولد اتعور في دماغه، ينفع يا حمزة انا ربيتك على كدا .
اندفع “حمزة ” في الكلام : يا بابا والله الواد محمد دا وحش وبيحب يضايق في ملك كل شوية علشان هي تخينة، بيقعد يقولها يا تخينة مش قادرة تجري وبتقعد تعيط لوحدها وهي مامتها ميته زي وملهاش ماما، وكمان مرات بابها بتقعد تضربها، انهاردة قاعدة بتاكل لوحدها هو جه واخد منها سندوتش وراماه في الارض وشد شعرها وكلهم ضحكوا عليها، انا اتعصبت اوي وزعلت عليها، روحت رايح قولتله سيبها يا محم، قالي لأ، وهي قعدت تعيط صعبت عليا مسكت ايده شدتها، راح زقني على الارض، قومت وضربته وزقيته بس مكنتش اقصد اعوره .
ابتسم ” رامي ” لشهامة ابنه : بص انا مقولتش انك تدافع عن زميلتك دا غلط بس في فالمدرسة مدرسين وكبار في السن نقدر نروح بسهولة ونشتكي للمستر او المس وهما هاياخدوا حقك وحق ملك زميلتك، بس انك تقف قدام المديرة وتقول بصوت عالي انا مغلطتش دا غلط، افرض وانت بتزقه وقع مات كنت هاعمل ايه ؟.
_ وطب افرض لما زقني هو كنت وقعت مت، كنت هاتعمل ايه حضرتك ؟.
كان هذا السؤال البسيط من حمزة بمثابه عقبة امام رامي، حقا ماذا كان سيفعل لو حدث مكروه لابنه فلذة كبده و روحه، قام بجذبه لاحضانه، اكتفى الصغير بقبلة صغيرة على جبين والده، وظل يمسد بيده الصغيرة على ظهر والده، ثم اردف بصوت حاني : اسف يا بابا ، اوعدك ماتكررش تاني .
ابعده “رامي ” قليلا عن احضانه واردف : انا نفسي اشوفك احسن واحد في الدنيا ومستحملش حاجة تحصلك، يارب تيجي فيا انا ولا تيجي فيك انت .
وتابع حديثه : المهم تعال يالا في حضني خلينا ننام، اصل انا تعبت اوي النهاردة .
ابتسم “حمزة ” بفرحة : بجد يا بابا، هتنام جنبي النهاردة .
اوماء له “رامي ” وهو يعتدل في جلسته حتى ينام في فراش الصغير : اه، ويالا طفي النور دا، وتعال احكيلك حدوتة امنا الغولة .
******************************
في منزل شهد .
كانت ” سميحة ” جالسه امام ابنتها في الصالة الصغيرة ، وتتحدث بصوت خافض : بس يا سلمى، راحت الابلة شهد مسكت في خناق الولية ام حسين، وقالتلها انتي حرامية، انتي عاوزة تضحكي عليا وتاخدي كشكول فوق البيعة، الولية ام حسين معجبهاش الكلام زعقت وشتمت شهد، راحت شهد مش ساكتة شتمتها،الحارة التمت وكانت خناقة كبيرة، طبعا حسين راح اشتكى لابوكي، وابوكي جه هنا بهدلها واتخانقت معاه .
ابتسمت “سلمى “بضعف : شهد قلبها ابيض بس مشكلتها اندافعية ومبتحسبش لقدام، بس حقيقي هي في طبعها مبترضاش بالظلم .
زمت ” سميحة ” فمها بضيق واردفت : هي كدا متعرفش تمشي من غير مشاكل .

تناولت “سلمى ” قرص الدواء وسمت الله : ياماما، متجيش عليها، متزعليش مني هو بابا مالوش حق انه يدخل ويزعقلها ، وخصوصا هو عمره ماكان سند ليها .
رفعت “سميحة” يديها الى السماء وتحدثت : يارب يهديها ، ويهدي ابوكي ، اصل انا خلاص مبقتش قادرة استحمل خناق تاني .
*******************************
حل الليل سريعا واصبح الوقت الساعة االثانية فجرا
جلست ” ليلى ” بانهاك واضح بعد هذا اليوم الطويل والمليء بالعمل وكادت تغلق عينيها حتى تريح جسدها قليلا، تفاجئت بدخول “مدام سها”، عقدت حاجبيها دليلا على استغرابها مجيئها في هذا الوقت المتأخر ….
_ ايه دا يا مدام سها ايه اللي جابك دلوقتي .
جلست “سها” بالقرب من ليلى واردفت : ياستي الواد بقا كويس وابوه رجع من شغله وقولتله خليك معاه اروح اكمل نبطشية علشان اقدر اخد اجازة يوم الجمعة عندي فرح بنت صاحبتي ولازم افضل معاها اليوم كله .
زمت ” ليلى” شفتيها في ضيق واضح : يعني انتي جاية الساعة ٢ تبلغيني كدا اروح انا بقا ازاي .
ابتسمت ” سها ” بسماجة : معلش بقا يا ليلى حقك عليا، وبعدين عادي الدنيا امان، طب والله وماليكي عليا حلفان، انا جاية لوحدي ومحدش وصلني ولا حاجة والدنيا فل .
قامت “ليلى” من مجلسها وخلعت الزي المخصص لعملها وارتدت حجابها باحكام واستطردت قائلة : انا ماشية وربنا يستر بقا ربنا هو وكيلي .
خرجت “ليلى” من المشفى وتمشت قليلا لعلها تجد وسيلة مواصلات تقلها في أمان لمنزلها، كانت الشوارع هادئة، رأت ضوء سيارة يأتي من بعيد وقفت مكانها واقتربت السيارة حتى اكتشفت انها سيارة اجرى حمدت ربها في سرها وقامت بتلويح يديها حتى يراها، اقتربت منها السيارة ووقفت ذهبت ليلى ونظرت من خلف الزجاج على سائق السيارة راته رجلا في عمر الاربعنيات اطمن قلبها، ركبت واخبرته بعنوان بيتها ونظرت من خلف الزجاج تتابع الطريق مرت دقائق ولاحظت ليلى بشوارع غريبة يسير بها السائق، ارتعدت في جلستها واردفت بتوتر : هو انت حضرتك ماشي ازاي، دا مش طريق العنوان اللي قولتهولك .
نظر لها في المرآه وكانت نظرته جامدة قاسية واردف بمكر : عارف .
بلغ التوتر والخوف ادناه في نفس ليلى وحاولت اخراج صوتها طبيعي حتى لا توحي له انها خائفة : هو ايه اللي عارف، بص لو سمحت اقف هنا .
ضحك بسخرية واردف : اقف هنا، بسهولة كدا، لا الاول لازم استمتع بمزة زيك كدا.
كانت على وشك الرد حتى شعرت بتوقف السيارة نظرت حوالها رأت شارع مظلم لا ترى فيه نور وخالي من السكن، توجد فيه عمارات تبنى حديثا، حاولت فتح الباب، ولكنه كان مغلق، بلغ الخوف اعلى مراحله ، رأته ياتى للخلف ويقوم بخلع قميصه، فتحت عينيها على وسعهما، وحاولت اخراج هاتفها، لكي تستنجد بأحد، ولكنه كان اسرع منها، امسك يديها بعنف وجذبها نحو، حاولت الصراخ ولكنه كمم فمها بيديه اللعينة، قامت بعض يديه حتى تأوه وابعتد عنها، تحدثت ” ليلى ” بعصبية : انت يا اخي اتقوا الله، افتح الباب دا .
هجم عليها مرة اخرى ومال بجسده كله عليها وحاول الاعتداء عليها وكانت تفوح منه رائحة كريهة..رائحة خمر، ظلت ” ليلى ” تقاوم وتضربه بيديها الصغرتين في جسده وتحاول ركله بارجلها الضعيفة ولكن لا فائدة فجسدها ضئيل جدا بالمقارنة بجسده الضخم، قام بخلع حجابها وتمزيق بلوزتها حتى ظهر جزء من جسدها، حاولت عضه حتى يبتعد عنها ولكنه فاجئها بقوله : ومالو احب انا العنف دا، كل ما تقاومي، هابسطك اكتر .
سالت الدموع من عينيها واردفت بصوت مبحوح من كثرة صراخها : ابوس ايدك اعتبرني بنتك، ابوس ايدك .
ابعتد عنها السائق وظنت ليلى ان كلامتها اثرت فيه ولكنها تفاجئت بضربه لها في مقدمة رأسها حتى فقدت الوعي وارتخى جسدها، ابتسم السائق بمكر : ايوا كدا اتهدي علشان اعرف استمتع بيكي يا حلوة .
***************************
في منزل ” شهد ” .
كانت غارقة في نومها، حتى سمعت صوت رنين هاتفها ، قامت متكاسلة وجذبته ونظرت فيه رأت اسم ” عم احمد ” ، قامت بالرد عليه : الو ، ايوا ياعم احمد خير .
_ ايوا يابنتي، معلش صحيتك من النوم .
اردفت بصوت ناعس : لا خير في حاجة .
حمحم ” عم احمد ” واردف بقلق: ليلى بتصل بيها تليفونها مغلق، انا عارف انها في المستشفى ووراها نبطشية، بس انا منبه عليها متقفلش تليفونها، وهي اول مرة يحصل كدا ومش تطمني عليها .
عقدت ” شهد ” حاجبيها : ماهو ممكن يكون فصل شحن، على العموم هاجرب اتصل بيها لو مردتش او تليفونها مغلق، هاتصل على واحدة اسمها سها كانت مدياني رقمها وانا فاكرة ان سجلته قبل كدا .
تنفس ” عم احمد ” قليلا ولكنه مازال يشعر بعدم الراحة : طيب يابنتي بسرعة بس وطمنيني .
اردفت “شهد” : حاضر .
انهت شهد المكالمه مع عم احمد وقامت بالضغط على زر الاتصال وقالت لنفسها : مانشوف مغلق ولا مش مغلق، ايه دا عم احمد دا نايم ولا ايه ماهو جرس اهو .
استمرت ” شهد ” بالاتصال مرات عديدة حتى اتاها صوت رجولي غريب : الو يا افندم ، حضرتك مين .
عقدت ” شهد ” حاجبيها واردفت بعبوس : انت اللي مين، دا تلفون صاحبتي .
اتاها صوت الرجل : حضرتك صاحبة انسة ليلي.
نفخت ” شهد ” بضيق : اه انا، في ايه، حضرتك مين .
_ انا زميل انسة ليلى في المستشفى، بس يعني ممكن تيجي ضروري .
تحدثت ” شهد ” بقلق : ليه في ايه، ليلى فيها حاجة .
_ بصي ياريت تيجي ضروري، وياريت متقوليش لوالدها لان هو اتصل كتير على تليفونها وانا اضطريت اقفله منه، انسة ليلى اتعرضت لاغتصاب .
شهقت ” شهد ” بصدمة : يالهوي، اغتصاب، ايه ، انا جاية حالا .
&&&&&&&&

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شهد الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى