روايات

رواية سيف الفصل الثالث 3 بقلم مريم محمود

رواية سيف الفصل الثالث 3 بقلم مريم محمود

رواية سيف الجزء الثالث

رواية سيف البارت الثالث

رواية سيف الحلقة الثالثة

– مدام مريم مين يا هانم، الشقة دي مقفوله من ٢٣ سنة ومحدش دخلها.
بصتله بصدمة، وكان واقف بيبصلي ونظراته فيها بعض الخوف، رجعت أسأله تاني
– مدام مريم فين يا سلمان؟ أنا لسه سيباها من نص ساعة.
ضرب كفه ببعض – لا حول ولا قوه الا بالله، مالك يا ست مريم إيه اللي حصلك، الشقه دي محدش بيدخلها ومحدش عايش فيها من الأساس.
بحاول أستوعب اللي بيقوله ومش قادره، بصيت على الصورة اللي في إيدي، رفعتها في وشه وسألته
– تعرف حد من اللي في الصورة دي؟
بص فيها شوية ورجع أتكلم – يااه يا هانم، أنتِ جبتِ الصورة دي منين؟
مقدرتش أتحكم في أعصابي وصرخت فيه – انطق تعرفهم ولا لأ؟
أتراجع ورا شوية وهو بيتكلم – ده الأستاذ سيف كان ساكن في العمارة من زمان، أنا فاكر إني لما جيت العمارة هنا في ١٩٧٥ كان هو لسه مولود.
– واللي معاه؟
– تبقى الست مريم، مراته، أتجوزها وكانوا ساكنين في الشقه اللي كنتِ بتخبطي عليها من شوية.
– وهما فين دلوقتي؟
بصلي بتردد وسكت، زعقت فيه
– أنطق!
– مهو، مهو…
– أتكلم!
– الشقة اللي أنتوا ساكنين فيها كانت الشقة اللي عايش فيها عيلة الأستاذ سيف، وهو ومدام مريم لما أتجوزا سكنوا في الشقه اللي قصادهم، وفي يوم كان أهل الأستاذ سيف مسافرين البلد، وهو كان بينقل حاجات من شقته لشقتهم، اللي حضرتك بعتيهم ليا تحت، وبعد ما نقلهم النور قطع في العمارة كلها و…
سكت تاني، مقدرتش أصبر
– أنطق!
– بعدها بنص ساعة النور رجع، وبمسافة ما رجع سمعنا صوت واحدة بتصوت، كل اللي في العمارة أتلموا على الصوت، دخلنا الشقة وكانت الست مريم اللي بتصوت بعد ما… بعد ما شافت الأستاذ سيف… مقتول!
أتصدمت – مقتول!
كمل كلامه بنبرة حزينة – العمارة كلها حزنت عليه، كان طيب قوي، كان بيساعد اللي بيحتاجله وجدع، مفيش حد مكنش بيحبه، الله يرحمه، كان لسه متجوز قبلها بشهرين، أتجوز ٢٠٠٠/١/١ ومات ٢٠٠٠/٣/١.
بصيت الصورة ودموعي نزلت عليها
– أتقتل ازاي؟
– لحد دلوقتي محدش عارف، اللي يقولك حرامي واللي يقول ويقول، إحنا لما دخلنا عليه، كان في الأوضة اللي جمب اللي بيشيلوا فيها الكراكيب، كانت أوضته الله يرحمه.
حسيت إن عقلي مش قادر يستوعب أي حاجه من اللي بيسمعها، أتقت ل في الأوضة اللي بنام فيها! اللي كانت أوضته!، عشان كده كنت بشم البرڨيوم بتاعه، طب والقطه اللي شوفتها و…
ومريم!
– مراته راحت فين؟
– الست مريم كانت بتحب الأستاذ سيف جدًا، وهو كمان كان بيحبها، كانوا ولاد خاله، بعد موته بشهور لاقينا شقتهم مسكتها حريقه.
– إيه!، يعني إيه حريقه!
– كان نفس الوقت اللي مات فيه الأستاذ سيف، الجيران اللي فوق شموا ريحة حريقه من المنور، أتلمنا وحاولنا نطفيها بس للأسف ملحقناهاش!، ومن ساعتها الشقة مقفوله ومحدش داخلها، وبعد موت الأستاذ سيف أهله عرضه الشقه للبيع وسافروا على بلدهم وفضلوا الشقتين مقفولين بقالهم ٢٣ سنة، لحد ما عمك أشتراها.
كنت بسمع كلامه وأنا باصه قدامي بشرود، متأثره من حكايتهم اللي ملحقتش تبدأ عشان تنتهي النهاية دي، وبسأل نفسي، إيه علاقتي بيهم؟، أشمعنى أنا اللي يظهرلي كل ده؟ سرحت في خيالي لحد ما فوقت على صوته
– أنتِ كويسه يا ست هانم؟
رفعت رأسي ليه – أنا كويسه، أنا مش عاوزه حد يعرف اللي حكتهولي يا سلمان، إنت فاهم؟
– أمرِك يا هانم.
نزل وأنا دخلت الشقة ومنها أوضتي وقفلت عليا، طلعت صورهم وأقعدت أتفرج عليها وأقرأ شعره ليها، إيه السبب اللي يخلِّي حد يقت.ل إنسان زي سيف؟، إيه ممكن يكون الوحش اللي عمله في حياته عشان تبقى دي نهايته؟
مسكت صوره ليه وحيطتها قدامي، ملامحه جميلة، وعيونه حلوة، ضحكته هاديه، يشبه الملايكة.
فضلت سرحانه في صورته لحد ما فوقت على صوت غريب، صوت معرفهوش، مكنش صوت عمي ولا مراته ولا ميار، كان صوت رجل، صوت مميز مسمعتوش قبل كده!
– تفتكري يا مريم إيه الذنب اللي ممكن يعمله الإنسان لدرجة إن عقابه يبقى الموت؟
أتنفضت من مكاني على صوته والصوره وقعت مني، ازاي أكون بشوف صورة شخص وفجأه الاقيه واقف قدامي، ومش دي المشكلة، المشكلة إنه شخص مش موجود، شخص ميت!
حاولت أتكلم بس الصدمه كانت مأثره عليا، رجع أتكلم
– ما تردي، إيه الذنب اللي ممكن يعمله الإنسان عشان يبقى عقابه الموت؟
– م..مش عارفه!
ابتسم بسخرية – ولا أنا عارف.
أستغربت، كان واقف مكانه ثابت مش بيتحرك، كأنه صورة ثابته، هجم عقلي أسئله كتير، أندفعت في الكلام وأنا شايفه قدامي كل حاجه حصلتلي
– أنا بيحصل فيا كده ليه؟، إيه اللي عملته عشان يحصلي كده!، ذمبي إيه يظهرلي ناس مش موجوده وأعيش في الدوامه دي؟، ليه أنا!
فضل ثابت مكانه وأنا تابعت كلامي ودموعي بدأت تنزل:- أنا أستحملت إهانة مرات عمي ليا وسكت، كنت بدل ما بلعب أقعد أروق الشقة، كنت باخد هدوم بنتها القديمة بدل ما يجيلي لبس جديد، أستحملت كل ده عشان أعيش، ليه في الآخر يحصل معايا كده؟
رجعت بصتله:- إنت عاوز مني إيه؟ وليه مريم تظهرلي وأنا معرفهاش؟ ليه بتعملوا معايا كده!
– عشان أبوكِ هو اللي قتلني!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط ها

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سيف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى