روايات

رواية سيرة الطيبين الفصل الثاني 2 بقلم رضوى جاويش

رواية سيرة الطيبين الفصل الثاني 2 بقلم رضوى جاويش

رواية سيرة الطيبين البارت الثاني

رواية سيرة الطيبين الجزء الثاني

سيرة الطيبين
سيرة الطيبين

رواية سيرة الطيبين الحلقة الثانية

هرج ومرج .. وخبط شديد على باب البيت بعد ليلة طويلة من الترتيبات المليانة بالفرح لقرب جواز البكري .. اللي فتح الباب بعد نص الليل عشان ظابط البوليس يدخل هاجم ع البيت ومعاه عساكره وأمر بالتفتيش..
اتقلب البيت فوقاني تحتاني.. و سكان الحي اتلموا مش عارفين ايه اللي بيحصل.. ولا حتى سكان البيت نفسهم عارفين البوليس هنا بيعمل إيه! ولا بيدور على إيه!
لحد ما خرج الظابط من اوضة الأخ الأصغر ومعاه لفة وعلى وشه ابتسامة صفرا وهو بيقول .. البلاغ طلع مظبوط .. واللي حسبناه لقيناه..
زعق الأخ الأكبر وهو شايف أبوه وشه لونه اتخطف.. وسأل الظابط في ضيق.. بلاغ ايه! وايه اللفة دي!
بنفس الابتسامة الصفرا تجاهل الظابط سؤاله ورد بسؤال.. اوضة مين دي!
زعق عمها مذعور على ابنه الصغير .. ليه! هو ايه يا بيه اللي بيحصل!
رد الأخ الأكبر وقالهم.. اوضتي.. في ايه!
أمر الظابط عساكره بسحبه معاهم.. وضبطية المخدرات اللي خرجوها من اوضة أخوه الصغير اللي طبعا مكنش لسه رجع من سهراته اللي زادت في الفترة الأخيرة..
اتقلب الفرح لصريخ وعويل من أمه وأبوه اللي طلع يجري وراه عشان يعرف واخدين العريس على فين .. وأخوه اصلا عمل ايه عشان يكونوا عايزينه!
كانت هي بتراقب كل ده من ورا باب اوضة اتحامت فيها ويا أبنها اللي بدأ يصرخ وهو حاسس بالقلق والتوتر اللي ملا جو البيت مع دخلة البوليس وقلبة المكان .. عينها على اللي راح وقلبها مقبوض كأنها حست باللي جاي وإنه مش هيكون خير أبدا..
الفرح اتأجل .. لكن لما إتعرف إن اللي أتلقى كان مخدرات.. أبو العروسة لغى الجوازة من أساسها.. واتهد الفرح.. وكل ده والاخ الصغير مرجعش البيت لا حس ولا خبر..
عمها عمل اللي ما يعمل ودفع اللي وراه واللي قدامه للمحامين عشان يخرجوا ابنه البكري من المصيبة دي واللي اعترف على نفسه إن هو صاحب اللفة السودا اللي لقيوها فالبيت عشان يخلص أخوه الصغير اللي كان عارف إنه لو اتسجن أبوه وأمه مش هيستحملوا عليه البهدلة..
ومع جهود المحامين والفلوس اللي ادفعت دي .. حاولوا يجيبوا حكم مخفف .. لكن اتحكم عليه بعدد سنين كبير.. وكانت صدمة للكل .. وقع فيها عمها من طوله.. وبقى مش بيسيب اوضته.. دكتور داخل ودكتور خارج .. ومكنش راضي حتى يقابل الناس اللي كانت بتيجي تطمن عليه.. أصل كان هيوريهم وشه إزاي! كان طول عمره راسه مرفوعة وعينه قوية.. وجه اليوم اللي بقى مش قادر فيه يرفع عينه ويطلع للناس وراسه محنية من الخزي والعيبة.. وبرضو الابن الصغير مظهرش.. ولا حد عارف هو فين من الأساس..
قضية الاستئناف ع الحكم اللي صدر ضد الأخ الكبير فضلت شغالة لحد ما الحكم اتخفف شوية.. واخيرا ظهر الأخ الصغير .. أو بمعنى أصح جالهم خبر عنه.. إلحقوا ابنكم .. لقوه مرمي بين الحيا والموت .. الإدمان مبهدله.. بقى واحد غير اللي يعرفوه.. كأنه اتبدل.. عمها مستحملش.. خبطتين فالراس .. سجن ابنه البكري والصغير كمان بيروح منه.. طب ساكت وراح فيها..
حاولت هي بكل اللي قدرت عليه توقف جوزها على حيله.. ما هو مبقلهمش حد.. عمها وراح والكبير في السجن عوض عن أخوه.. اللي مكنش حاجة فارقة معاه إلا مزاجه اللي وصلهم للي هم فيه ده.. عشان تكمل وهو كمان يحصل أبوه بجرعة زيادة خدعها وساب الدنيا .. عشان تبقى بطولها شايلة مسؤولية ابنها اللي يا دوب كمل سنتين.. ومرات عمها اللي اتبدل حالها .. بقت قاعدة مطرحها لا بتشيل ولا بتحط .. تاخد حفيدها في حضنها وتفضل اليوم بطوله مبتنطقش بولا كلمة..
البيت عشش عليه الحزن.. والخراب طال كل حاجة.. الوكالة اتقفلت .. والفلوس كلها راحت على العلاج والقضايا.. وهي فضلت واقفة وحيدة قصاد ده كله ومش عارفة تعمل ايه.. حاولت كتير تزوره فالسجن بس هو كان بيرفض اي زيارة من أي حد.. بقت مش قادرة تتخيل إزاي اتحمل خبر موت أبوه.. ومن بعده أخوه.. وهو جوه لوحده! كانت أكتر واحدة عارفة الحزن ممكن يعمل إيه في البني آدم.. والقهر قادر إزاي يبدل البشر ونفوسهم.. والظلم يقلب الملاك شيطان ..
ومرت السنين.. متعرفش إزاي مرت بكل اللي شافته فيها .. فتحت وكالة عمها ووقفت فيها لحالها.. لقت اللي وقف لها واللي وقف معاها.. عشان تعرف تعيش وتعيش ابنها اليتيم اللي متعلق فرقبتها.. ومرات عمها اللي مبقلهاش غيرها.. منسيتش إن البيت ده كلت فيه عيش وملح وإن الست دي على الرغم من كل اللي شافته على ايديها لكنها كانت احن عليها من أمها.. على الأقل اوتها في بيتها وسترتها تحت سقفه..
التجارة بدأت تتظبط وترجع زي الأول.. وابنها كبر ودخل المدرسة.. وهي لسه بتتمنى تطل على المسجون ولو مرة .. حتى ولو من ورا سور السجن وقضبانه.. بس تشوفه.. لكن هو فضل رافض..
لحد ما فيوم لقته قدامها.. رجع.. خرج بعد ما قضى تلت ارباع المدة.. شكله متغيرش كتير.. أو يمكن هي اللي كانت شايفة كده .. ما هي شيفاه بعين القلب اللي مش بتنضر عيب في حبيب.. هو ابن عمها الكبير اللي مشافتش منه إلا كل طيب واللي عينه اللي كانت نظراتهم دفا .. ملاهم البرد واتحصن جواهم الحزن وطالل منهم الوجع أطنان..
بكت .. وفضلت تبكي وهو واقف باصص لها وعلى وشه ابتسامة كلها راحة .. كأنه كان في صحرا ووصل للعنوان الصح من بعد توهة..
بعد وصوله اتبدل حال البيت والدنيا كلها.. كأن الأركان الضلمة من سنين نورت لرجعته.. وأمه استعادت صحتها أول ما شافته واقف قصادها.. بعض من روحها اتردت لها..
شال كل حاجة عن كتافها.. زي ما طول عمره نظرة منه بتشيل الهم عن قلبها .. فاتح أمه إنه هيطلبها للجواز.. وأمه ما عارضتش.. كانت عارفة إن ابنها مبقاش مطمع بعد ما اتوصمت سيرته باإنه رد سجون ومبقاش فيه واحدة هترضى به.. وهو مكنش عايز اي واحدة غيرها .. ولو اتحطت ستات الأرض فصف قصاد عينه ما هيختار إلا هي.. هي الحلم اللي كان بيحلمه لليالي واللي يوم ما مد أيده يطوله أبوه رفض وقاله مين دي اللي اجوزهالك! انت اتجننت.. أنت تاخد بت أكبر تاجر في السوق .. حاول معاه ياما لكن اللي كان فراس أبوه متغيرش .. واللي قهره زيادة هو موافقتهم عليها لأخوه الصغير.. اهو نجوزه واحدة يمكن يتصلح حاله بعد ما بنات العائلات كانت بترفضه واهو لا حاله اتعدل ولا حاجة .. ده شقلب حالهم ودنيتهم كلها..
يوم ما عرفت إنه عايزها.. دخلت اوضتها وخرجت ونسها السنين اللي فاتت دي .. هداياه اللي كانت أغلى ما فالعمر اللي راح.. مكنتش مصدقة.. هو ممكن الزمان يصفى لها بحقيقي.. والمراد يتحقق.. وتنول مناها فقربه.. وسألت نفسها .. هي السعادة طعمها حلو أوي كده! .. والفرح ممكن يبكي زي الحزن!! بس الفرح دموعه غير.. دموع مخلوطة بالشهد.. والجبر بعد وجايع ما تتعد ملوش وصف..
عاشت أيام شبه الحلم.. بس كانت علم .. لحد ما اتجمعوا تحت سقف واحد.. لحظتها وهي واقفة قصاده بفستان الفرح اللي أصر يشتريهولها.. وكأنها عروسة لأول مرة.. روحها كانت بتحضنه قبل عينيها.. وقلبها كان فايض بعشقه.. خدها فحضنه وبكا.. دموع ملهاش زي.. دموع العطشان اللي اتحصل بعد شوقة على بلة الريق.. بس هو شرب من الوجع واستكفى .. وكان ده أوان الراحة في حضنها بعد مشقة الطريق..
عاشوا سنين طوال.. جابت له من الولاد خمسة.. وجابت معاهم ونس كان مدفي .. وود كان مضلل.. ومحبة فايضة ومكفية الكون..
ااااه من سنين الوجع وطول أيامه.. ومن العثرة على طول الطريق الصعب..
ويا محلى الوصول.. والصبر .. ويا جمال القبول عند رب العالمين.. فيعوضك عن اللي راح دنيا من عجب .. ويسبل عليك من فيض الكرم أصناف..
متقلقوش.. القلب الموجوع له دوا.. والكسر في يوم هايتجبر.. والروح مسيرها تتهنى .. بس إحنا نفضل ع الطريق مبنقلش إلا يا رب..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سيرة الطيبين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!