روايات

رواية سليمة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الفصل الحادي عشر 11 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الجزء الحادي عشر

رواية سليمة البارت الحادي عشر

سليمة
سليمة

رواية سليمة الحلقة الحادية عشر

عبد العزيز قام وقف و قال : ما تآخذنيش يا هادى يا ابنى ، انا كمان هطلع انام
رامى كمان وقف و قال : احنا كلنا كده نقوم ننام ياللا ، و انت يا سامى ، روح انت كمان عشان تنام ، عشان تعرف تظبط حساباتك
سامى بضيق : حسابات ايه اللى اظبطها يا رامى
رامى بسخرية و هو رايح ناحية السلم : حساباتك يا سامى ، هو من امتى انت بتعمل حاجة من غير مابتحسبلها الف حساب
سامى و سهير بصوا لبعض ، و بعدين سامى قال : انا ماشى .. تصبحوا على خير
رحيم بخفوت : تصبح على هداية من عند ربنا يستعجب لها اهل الارض
ظل الحال على ما هو عليه لمدة اسبوع ، فضلت سهير فى بيت عبد العزيز ضيفة غير مرغوب فيها ، كانت تفضل طوال اليوم قاعدة لحالها لحد ما يرجع سامى من برة فيشاركها قعدتها ، و برغم من وجود عبد العزيز الا انه كان مافيش بينهم اى حوار من اى نوع الا للضرورة القصوى
و كانت ناهد بصحبة سلوان و سِليمة دايما قاعدين فى الدور اللى فوق ، و اللى كان يترتب عليه وجود كل الولاد الصغيرين بصحبتهم ، بعد ما اخلف سامى وعده لولاد اخته و ما اصطحبهمش للفسحة زى ما وعدهم فى اى يوم من كل الايام اللى فاتت
لكن الكل كان ملاحظ نظرات الاعجاب من سهير لعبد الهادى و محاولة تقربها منه و فتح مجالات للحوار معاه
لكن اللى كان مضايق رحيم جدا هى نظرات سامى لسِليمة و اللى كان بيطل منها خبث و شر مالهومش اخر ، و ده خلى رحيم ياكد على سِليمة انها ماتتواجدش تحت الا فى وجوده

 

 

 

اما بقى رحيم و هادى فكانوا بيخرجوا سوا و يرجعوا سوا ، و لما يرجعوا كانوا يدخلوا اوضة المكتب مع بعض و يقفلوا على نفسهم ، و اوقات كان ينضملهم رامى او عبد العزيز ، لحد ما فى يوم رحيم و هادى رجعوا من برة و معاهم المحامى بتاع عبد العزيز ، و دخلوا على اوضة المكتب و حصلهم عبد العزيز و قفلوا الباب عليهم ، و ده خلى سامى و سهير و هم قاعدين برة هيتجننوا ، و بقوا عاوزين يعرفوا ايه اللى بيدور بأى طريقة
سامى بغيظ : يا ترى جايبين المحامى ليه ، و مقعدين البيه معاهم ليه فى القاعدة دى
سهير : يمكن حاجة تخص شغل عمك
سامى : لا طبعا ، لو حاجة تخص الشغل ماكانوش خلوا بوز الاخص ده يقعد معاهم
سهير : انا نفسى اعرف انت حاطط نقرك من نقره ليه ، مع انه بنى ادم جميل خالص
سامى بغضب : جميل خاالص ، ايه اللى خلى ده جميل يعنى ، ما هو راجل عادى اهو زى بقية الرجالة
سهير بكيد : لا .. ماتنكرش انه وسيم و رياضى و چان كمان
سامى بسخرية : ااه ، ما تلاقى الهبلة التانية برضة غرها شوية العضلات اللى فى دراعه و سابتنى و راحت جريت وراه
سهير باستغراب : لا ما تقولش ، انت لسه فاكر انها سابتك و هربت معاه
سامى بحقد : و اهو قصف عمرها بدرى بدرى ، اخدت ايه بقى من جريها وراه ، مش لو كانت فضلت معايا كان زمانها عايشة برنسيسة
سهير بفضول : انت عاوز تفهمنى انك كنت بتحبها
سامى بغيظ : عمرى ما حبيت غيرها
سهير باستغراب : طب و ناهد
سامى بسخرية : تقصدى كبش الفدا
سهير : كبش فدا
سامى : ااه كبش فدا و اتقدملى مكان اختها ، و انا قبلت و سكتت
سهير : اما امرك عجيب ، و طالما انك ماكنتش عاوزها اتجوزتها ليه
سامى : و كرامتى .. و سمعتى ، لما البلد كلها تعرف ان بنت عمى سابتنى انا و انا متخرج من كلية الاداب و هربت مع حتة عيل هلفوت يادوب دبلوم تجارة
سهير : بس ما تنساش ان نادية كمان ماكملتش تعليمها
سامى بغل : و كنا فاكرينها مش حابة العلام ، اتاريها ما كانتش عاوزة تبقى اعلى منه ، و كان عندها عشم ان ابوها يوافق عليه عشان كده ، و اهى ماتت فى حضنه ، و هو عاملى فيها الزوج الوفى اللى عايش على ذكراها ، قال و جاى ينفذ وصيتها

 

 

 

سهير : بس ما تنكرش انه معاه شئ و شويات
سامى : مايهمنيش ، انا كل اللى يهمنى انه مايطولش مليم واحد من ورث نادية
سهير : يابنى ورث ايه و عمك عايش على وش الدنيا
سامى بسخرية : و انتى فكرك ان عمك مش هيكتب حاجة لولادها ، و مش بعيد ابدا يكونوا مجتمعين بالمحامى جوة عشان كده
سهير بمغزى : و لو ده حصل يبقى مش لازم نسيبه يتهنى بالورث ده لوحده
سامى بغل : و لا ياخد منه مليم اصلا .. مش من حقه
سهير بمكر : و لا من حقنا نمنعه ، لكن ممكن نستولى عليه
سامى : تقصدى ايه
سهير : اقصد انه يلاقى الصدر الحنين اللى يستريح له و ينسى بيه نادية و الايام اللى قضاها فى حضن نادية
سامى بتهكم : ايه ، هو عاجبك للدرجة دى
سهير : ما انكرش ، و بعدين الراجل يتحب الصراحة
سامى بص ناحية اوضة المكتب و قال : انتى و شطارتك ، رغم انك قلتى بعضمة لسانك انك مالكيش فى الجواز و البيت و الكلام ده
سهير : بس ده غير رحيم ، رحيم راجل تقليدى زيادة عن اللزوم ، لكن هادى ، ده كان مخليها عايشة اكنها لسه فى بيت ابوها و كان بيخدم عليها بنفسه
سامى : و انتى بقى جبتى الكلام ده منين
سهير : انت ناسى انى كنت مراة رحيم و اللا ايه ، و كان بيكلمهم فى التليفون قدامى و كنت بسمعها بودنى و هى بتحكى لاخوها
سامى بوجع : زى ما يكون كانت مسحورة و اللا معمول لها عمل
سهير : الحب يا حبيبى .. الحب ، بس انت ناوى على ايه
سامى بغيظ : البيه طليقك شكله كده محرج عليها تنزل الا فى وقت الاكل و بس ، لكن مسيرها تقع فى ايدى
سهير : طب و اللى يوقعهالك
سامى : اللى تطلبيه
سهير بمكر : اتفقنا
فى اوضة المكتب ، كان المحامى قاعد بصحبة عبد العزيز و رحيم و عبد الهادى و هو بيراجع بعض العقود فى ايده و قال : العقود كده تمام يا حاج ، ما فاضلش غير بس على التسجيل
عبد العزيز برضا : شكرا يا متر ، تعبناك معانا ، بس زى ما فهمناك ، عبد الهادى بقاله سنين كان غايب عن الفيوم و زى ما انت راسى ، مافيش حاجة ما اتغيرتش

 

 

 

رحيم بابتسامة : مبروك يا هادى ، ربنا يجعلهالك فاتحة خير ان شاء الله
هادى بامتنان : الحقيقة انا مش عارف اشكركم ازاى ، انتو تعبتوا معايا بالقوى الصراحة
عبد العزيز بود : تعبك راحة يا ابنى ، ربنا يفتحها فى وشك باذن الله
ثم التفت عبد العزيز الى المحامى و قال : طب و صاحب المحل اللى فى وسط محلات عبد الهادى ده لسه برضة ماظهرش يا متر
المحامى : و الله يا حاج اللى عرفته انه مات من سنتين ، و حاليا انا بتواصل مع الورثة بتوعه ماتقلقش
عبد العزيز : ما انت عارف ان اكيد التوضيب لازم يبتدى فى كل المحلات مع بعض ، لانها هتتفتح كلها على بعض
عبد الهادى : انا مش مستعجل يا حاج ، سيبه براحته ، خصوصا ان الامكانيات دلوقتى يا دوب توضب اللى اشتريناه
رحيم : سيبك انت من موضوع الفلوس ده دلوقتى ، بس الحاج بيتكلم صح ، الشغل لازم يبتدى مع بعضه
ليقف المحامى مسئئذنا منهم فى الانصراف و هو بيوعدهم باللقا فى اليوم التالى فى الشهر العقارى عشان يسجلوا العقود ، و بعد انصرافه ..رحيم بص لعبد الهادى و قال : هو انا لو عرضت عليك المشاركة فى المحلات يا هادى تضايق
عبد الهادى بابتسامة : و هو انا برضة اتضايق و انا بتطمن على حق ولادى مع صاحب عمرى
رحيم بابتسامة حب : تسلملى يا صاحبى ، بس انا مش عاوز الشراكة لروحى
عبد الهادى باستغراب : اومال لمين
رحيم و هو ينظر لعبد العزيز بأمل : لناهد
عبد العزيز باستغراب : و هى ناهد هتفهم ايه فى الكلام ده يا ابنى
رحيم : بالعكس يا بابا ، انا الحقيقة شايف انها احسن فرصة ان ناهد تطلع للدنيا من تانى ، و ماتنساش ان ناهد خريجة تجارة ، صحيح ماعندهاش خبرة ، و ما اشتغلتش قبل كده ، بس انا مش هسيبها ، ثم وجه نظره الى عبد الهادى قائلا … و لا هادى كمان ممكن يتخلى عنها
عبد الهادى بصدق : رقبتى يا رحيم ، انت عارف
رحيم : تسلم ، انا كنت بفكر اخليها تنزل شغل معايا او مع رامى ، بس الحقيقة شفت انه هيبقى احسن ليها لو تشتغل فى حاجة بتاعتها .. ده فى حد ذاته هيديها دفعة قوية انها تردم على كل اللى فات
عبد العزيز بتفكير : يعنى انت شايف كده يا رحيم

 

 

 

رحيم بفرحة و هو شايف صدى كلامهه على وش أبوه : ايوة يا حاج
عبد العزيز : و الله يا ابنى كنت بفكر فى طريقة تخلينى متطمن عليها بعد ما اموت ، و كنت بفكر احطلها مبلغ فى البنك باسمها
رحيم : خد من التل يختل يا حاج ، لكن تسع اعشار الرزق فى التجارة .. و اللا ايه
ليتجه نظر عبد العزيز الى عبد الهادى قائلا : على خيرة الله ، شوف يا عبد الهادى النسبة اللى ترضيك فى الشراكة و نشوف الدنيا ممكن تمشى ازاى
رحيم : ان شايف ان الربع معقول ، و اللا ايه يا هادى
عبد الهادى : و لو النص مش همانع يا رحيم
رحيم و هو يربت على قدم عبد الهادى : عارف يا هادى ، تسلم
عبد العزيز : يبقى كلم المتر يعدل العقود و يعمل عقد الشراكة ، بس ماحدش يعرف الكلام ده قبل بعد بكرة ، مش عاوزين الشياطين تتنططلنا
رحيم بابتسامة : فاهم قصدك
عبد الهادى : طب ما تفهمنى معاكم
رحيم بتنهيدة : عدة ناهد هتخلص بعد بكرة ان شاء الله ، و ممكن الطمع يزغلل عين بسلامته فيردها مخصوص عشان المحلات
عبد الهادى بحزن : مسكينة ناهد ان نصيبها وقعها فى البنى ادم ده
عبد العزيز اتوجع من كلام عبد الهادى اللى قاله من غير تفكير ، بس عبد العزيز ما اداش اى رد فعل ، و قال : انا هخرج بقى اشوف الدنيا فيها ايه ، على ما تكلموا المحامى و تفهموه التطورات الجديدة
بعد ثلاثة ايام كان البيت بتدب فيه حركة نشاط اكبر من المعتاد ، فكانت مسعدة و اختها هنية بينظفوا البيت و بيجهزوه لاستقبال جميع اسرة الحاج عبد العزيز ، لان عبد العزيزعزمهم يتجمعوا مع بعض احتفال بمناسبة ما قاللهومش هى ايه ، و كانت سِليمة بتحتل المطبخ بعد سماح رحيم لها بده ، بس المرة دى ما كانتش لوحدها ، فكان معاها ناهد و سلوان ، بيساعدوها بحب و مرح ، و كان الصغيرين بيحوموا حواليهم فى لهو ممتع و هم بيستمتعوا بحنان الستات الثلاثة ، لحد ما اتفاجئوا بدخول سهير عليهم هى كمان و هى بترسم على شفايفها ابتسامة واسعة و قالت : ما تاخدونى معاكم يا بنات ، انا زهقت من قعدتى لوحدى ، انا مارضيتش اقطع عليكم خلوتكم مع بعض فوق ، و افرض نفسى عليكم ، و استنيتكم لحد ما انتم اللى نزلتوا ، و بعدين وجهت حديثها لسِليمة و قالت .. انا لسه لحد دلوقتى ما اتعرفتش عليكى يا سِليمة ، على فكرة انا مبسوطة جدا ان عمى قدر يلاقيكى ، و الصراحة كمان ممنونة لك على معاملتك مع البنات ، الحقيقة البنات بيحبوكى و متعلقين بيكى اوى رغم الفترة القصيرة اللى قضيتيها معاهم
سِليمة بطيبة : عيالك زى عيالى بالظبط ، و ربنا العالم انا بحبهم اد ايه

 

 

 

سهير قربت منها و اخدتها مرة واحدة فى حضنها و هى بتقول : انا اللى يحب بناتى يقعد جوة قلبى و يربع ، يمكن الكل شايف انى ام مهملة او مش مسئولة ، بس اللى ماحدش يعرفه ان دى طبيعتى ، مابعرفش اهتم بالاطفال ، لكن انتى ماشاء الله عليكى ، عندك صبر رهيب فى انك تتعاملى معاهم و مع شقاوتهم
كانت ناهد و سلوان بيتبادلوا النظرات باستغراب مخلوط بالريبة و الشك ، لانهم عارفين كويس اوى ان نوايا سهير بعيدة كل البعد عن اللى قالته ، بس لقوا سهير بعدت عن سِليمة و هى بتبص حواليها على الاكل اللى بيجهزوه و قالت بمرح : ياترى الوليمة اللى عمى عاملها دى سببها ايه ، اوعوا يكون ناوى يتجوز و احنا مش عارفين
ناهد بنظرة ذات مغزى : يعنى انتى جاية تتسامرى معانا يا سهير و اللا ناوية تشمرى كمامك و تساعدينا
سهير و هى بتسحب كرسى من الكراسى و بتقعد عليه : ناوية اتفرج يا ناهد ، ما انتى عارفة انى ما بعرفش اعمل حاجة ، و بصراحة اخاف ابوظلكم حاجة بعد تعبكم ده من الصبح
ناهد بسخرية : طب يا حبيبتى اتفرجى ، حفلة ستة هتشتغل كمان شوية
سهير باستياء من اسلوب ناهد فى محادثتها : على فكرة يا ناهد ، انا عمرى ما كنت عدوتك ، و لا ليا علاقة باللى حصل بينك و بين سامى
ناهد بسخرية : و الله لو كان ليكى علاقة كان هيبقى جميل عمرى ما انساهولك ابدا
فقالت سلوان عشان تغير مجرى الكلام : تسلم ايدك يا سِليمة على العيش ، ريحته لوحدها تخليكى تاكليه حاف ، نفسى اعرف اعمله لوحدى
سِليمة بابتسامة : خلاص يبقى المرة الجاية عليكى
ناهد بمرح : يبقى جوعنا و الحمدلله
سلوان بامتعاض : اخص عليكى يا نونو ، كده برضة ، ده بدل ما تشجعينى
ناهد بضحك : انتى عاوزة تقنعينى انك هتعرفى تلتى و تعجنى زى سِليمة
سلوان و هى بتلاعب لها حواجبها بمرح : انا هعجن و سِليمة تلتلى
سِليمة بضحك : ماشى يا ستى ، انوى انتى بس و انا معاكى
سلوان و هى بتدعى الجدية : طب تصدقوا بقى انى فعلا هعمل كده ، و لو نجحنا انا هعمل مشروع
سهير بتهكم و هى بترسم على شفايفها ابتسامة بريئة : مشروع ايه بقى يا سلوان ، هتفتحى فرن
سلوان ضاحكة : طب و الله فكرة ، سِليمة تعجن ، و انا اخبز العيش
ناهد بسرعة : و انا هقعد على الكيس

 

 

 

لتعلو ضحكاتهم المرحة و وقتها سمعوا صوت رحيم و هو جاى عليهم بابتسامة و بيقول : ما تضحكونى معاكم .. و بعدين قرب على سِليمة و باس رأسها من غير خجل من اللى حواليه بس ما كانش شاف سهير اللى قاعدة جنب الترابيزة
سلوان بمرح : يا زيدى على الحب يا زيدى ، فينك يا سى رامى تشوف
ناهد باعتراض : ماتبقيش ناكرة للجميل ، ده انتى بالذات ماحدش جوزها مدلعها زيك
سلوان بكيد مرح : ربنا ما يجعللناش جار و له عينين
ليشعر رحيم بحركة من خلفه و عند التفاته وجد سهير تنهض من مجلسها بنوع من الاحراج و هى تتجه الى الخارج ، فيقول باستغراب : و دى من امتى بتقعد وسطيكم كده ، لا و فى المطبخ كمان
سِليمة بطيبة : دى غلبانة يا رحيم ، و جت قعدت معانا تتونس وسطينا
ليضمها رحيم بحب و يقول : ده انتى اللى غلبانة يا بنت عمتى
ناهد : ااه يا ريت تفهمها و توعيها يا رحيم ، احسن المشرحة مش ناقصة قتلى الله يباركلك
سلوان بتردد : مش يمكن اتغيرت يا جماعة
ناهد بغيظ : واضح ان القتلى هيبقوا اتنين ، بالله عليكى يا سلوان ما ناقصاكى ، اشحال ان ما كنتيش اكتر واحدة اتأذيتى منها
سلوان بحزن : ربنا يسامحها
لتقترب منها ناهد مربتة على كتفيها قائلة باعتذار : انا اسفة يا سلوان مش قصدى ابدا انى افكرك
سلوان ابتسمت و هى بتفتكر ان فى بداية جوازها من رامى كانت سهير بتدس لها فى الاكل و العصاير حبوب منع الحمل كل ما تصادف و تبات فى بيت عبد العزيز ، لحد ما مسعدة شافتها بالصدفة و راحت قالت لعبد العزيز اللى قوم الدنيا على سهير وقتها و كان رحيم هيطلقها بسبب الحكاية دى ، سلوان قالت بهدوء : عادى يا ناهد ، دى حكاية قديمة و اتنست خلاص ، و بعدين بصت لرحيم اللى كان بيدوق من الاكل اللي عملوه : هو رامى لسه ما جاش يا رحيم و اللا ما تعرفش
رحيم : لا وصل ، بس قاعد برة مع ربيع
ناهد باستغراب : هو ربيع و ليلى وصلوا
رحيم بايجاب : ااه يا حبيبتى ، قاعدين كلهم مع الحاج بيتكلموا سوا
ناهد : طب و نبيلة ما اتصلتش و لا حد كلمها
رحيم : على وصول ، انتو مش خلصتوا و اللا ايه
سِليمة : ااه خلصنا ، كله تمام ، الاكل على الغرف
رحيم : طب ياللا تعالوا بقى اقعدوا برة ، و سيبوا الحاجات الباقية دى لمسعدة و هنية
و عند اتجاههم الى الخارج و جدوا نبيلة و سليم و ابنائهم يدخلون من الباب ، لتتجه اليهم ناهد بفرحة و ترتمى باحضان نبيلة قائلة : يعنى لو ما كانش بابا يقول لكم تيجوا ما اشوفكيش يا نبيلة
نبيلة و هى بتبادلها الاحضان : ما انتى عارفة بقى يا ناهد شغل سليم و الولاد و البيت
سليم بابتسامة : ازيك يا ناهد ، عاملة ايه وحشتينا

 

 

 

ناهد بود و هى بتحتضن يارا و ادهم ولاد نبيلة : ازيك انت يا سليم ، و الله انتو كلكم وحشتونى ، و بعدين زقت يارا و ادهم ناحية سلوان بعد ما هى كمان سلمت على نبيلة وسليم و قالت : خديهم بقى يا سلوان وديهم لولاد خالهم و خالتهم يلعبوا سوا
و بعد ما الكل اتبادل السلام و التحية ، قالت ناهد لربيع بعتاب : هو مافيش مرة تيجى و تسال عليا ، لازم انا اللى اسال عليك
ربيع : معلش يا ناهد ، ما انتى عارفة برجع من الشغل مهدود
ناهد و هى بتتلفت حواليها : اومال معتز و يمنى فين
عبد العزيز ببعض الحزن : ماجوش معاهم
ناهد : ليه ، ده كل فين و فين على ما الولاد بيتجمعوا سوا ، و كمان ولاد نادية مش دايما هنا عشان مدرسة فاطمة مش هنا
ليلى باستعلاء : الولاد متعودين على مواعيد نوم ماينفعش يتأخروا عنها
ليتبادل الجميع النظرات ما بين امتعاض و سخرية و حزن ، و شماته من سامى الذى كان ينظر للجميع بازدراء و لكن عبد العزيز قطع كل النظرات بقوله : سِليمة
سِليمة بانتباه : نعم يا خال
عبد العزيز : أؤمريلنا بالعشا يا بنتى
سِليمة و هى تتجه الى المطبخ بسرعة : حاضر يا خال من عينيا
و أثناء تناولهم للطعام تشير ليلى برأسها لربيع تدفعه للحديث فقال : انما العزومة الحلوة دى بمناسبة ايه يا بابا
عبد العزيز : بعد العشا ان شاء الله كلكم هتعرفوا
سلوان و هى تضع بعض الطعام لرامى بفمه : دوق يا حبيبى و قول لى رأيك
سامى بمكر : و هو فى اتنين يختلفوا على طعم الاكل بتاع سِليمة برضة يا سلوان
سلوان بابتسامة و هى تنظر لرامى : سِليمة سابتنى اساعدها ، ها ايه رأيك يا حبيبى
رامى و هو يقبل يد سلوان : تسلم ايديكم يا حبيبتى ، طعمه حلو اوى
سهير و هى تحاول المشاركة فى الحديث : الحقيقة رجوع سِليمة وسطينا خلى حاجات كتير بقت حلوة
ليلى بغطرسة : زى ايه بقى يا سهير
ناهد : زى لمتنا دى ليلى ، و صحة بابا اللى ردت الحمدلله من يوم وجودها وسطينا
رحيم بفخر و هو بيبتسم لسِليمة : فعلا و الله يا ناهد
ناهد و هى بتأكل فهمى فى بقه و هى مقعداه على رجلها زى عادتها من ساعة ما وصلوا لهم مع بداية اجازة نص السنة : ده غير تحفيظ القرآن اللى كلنا بقينا نحفظ معاها
سلوان بفرحة : و انا كمان بحفظ معاهم
عبد الهادى بامتنان : و الله الحاجة اللى مضايقانى من بعد الست سِليمة عن ميت كنعان ، ان فهمى مش قادر يواظب على الحفظ زى ما كان مواظب معاها
ناهد و هى تضم فهمى و تقبله بحنان : ما تقلقش ، اهو سِليمة اليومين دول بتراجع معاه كل اللى حفظه ، و كلها كام شهر و يبقوا معانا على طول و يحفظوا معاها من تانى ، عقبال ما يختم القرآن كله يارب هو و فاطمة
عبد العزيز بحب : الحقيقة سِليمة نورت حياتنا كلنا

 

 

 

سليمة بخجل و حب : تسلملى يا خالى ، ربنا يديمك نعمة لينا كلنا
كان سامى طوال الوقت نظره مصوب الى سِليمة بابتسامة خبيثة لم ينتبه اليها احد سوى سهير …. و ليلى ، و التى كانت تجلس و عينيها تدور وسط الجميع كالصقر الذى يترصد لفريسته
اما نبيلة و سليم فكانوا يتبادلون الحديث فى هدوء عن حياتهم الخاصة و وقت عودتهم
حتى انفض الجميع من حول الطعام و تحلقوا لاحتساء المشروبات الساخنة ، فقال عبد العزيز : انا جمعتكم النهاردة عشان تباركوا لناهد اختكم
الكل بص لناهد باستغراب ، فهى كمان بصت لابوها بدهشة و قالت : يباركولى انا يا بابا
عبد العزيز بابتسامة : ايوة انتى يا حبيبتى ، تعالى اقعدى جنبى
ناهد راحت ناحية ابوها بتوجس ، و هى معتقدة انه هيرجعها من تانى لسامى ، فبصت لابوها بتوتر و قالت : ايه الحكاية يا بابا
ليبتسم عبد العزيز على توترها ، بعد ما فهم فورا اللى بيدور فى بالها ، فضمها ليه و باس رأسها و قال : آن الاوان يا بنتى ان انتى كمان يبقى لك مستقبلك زى اخواتك
ناهد بفضول : مش فاهمة يا بابا ، حضرتك تقصد ايه
فجه رحيم و حط على الترابيزة الصغيرة اللى قدام ابوه تورتة كبيرة بالكريمة و الشيكولاتة و مكتوب عليها بالكريمة .. ماركيت الهادى و قال : عبد الهادى اشترى مجموعة محلات فتحهم على بعض و هيعملهم هايبر ماركيت و الحاج قرر ان ناهد تبقى شريكة معاه ، و كتبنا العقود و سجلناها النهاردة الصبح
لتعلو اصوات التهنئة من البعض ، بينما يرتسم الوجوم على وجوه البعض الاخر ، و لكن كان اكثرهم فرحة لناهد .. سِليمة و سلوان و رامى و سليم ، اما نبيلة فكان موقفها محايدا للغاية و هى تقدم التهنئة لشقيقتها ، بينما سامى فقد كان يتميز من الغيظ و لكنه كتم غضبه بداخله ، بينما قدمت سهير التهنئة لناهد و هى تشعر بغيرة قاتلة لمشاركتها عبد الهادى ، فلو كانت شاركت شخص اخر ما كان فرق لديها شيئا
اما ربيع و ليلى فتبادلوا نظرات الغضب فى صمت و كان ربيع بينفس عن غضبه بحركة قوية فى رجله و هو بيهزها بعنف و عصبية زايدة لاحظها ابوه اللى قال له بهدوء : ايه يا ربيع ، شايفك عصبى اوى ، يا ترى ايه السبب
ربيع بغضب فشل انه يتحكم فيه : يعنى يا بابا اصريت تجيبه و تقعده وسطينا وساقيتهولنا زى الشاربة و وافقنا عشان خاطر حضرتك ماتضايقش و لاتزعل ، لكن التصرف ده ليه ، ليه بتحط النار جنب البنزين ، و اللا احنا ما بنتعلمش من غلطنا ، و اللا تكونش من البداية ما عندكش مانع انك تديله ناهد هى كمان ، ده انت كمان بتديله مكافأة على انه هرب ببنتك و خلى سمعتنا فى الطين

 

 

 

رحيم بغضب : ربيع ، خد بالك من كلامك
ربيع و مازال على غضبه : انت اخر واحد تتكلم ، انت السبب من البداية ، انت اللى رحت حطيت ايدك فى ايده من ورانا كلنا
عبد العزيز بحدة : بس .. مش عاوز اسمع كلمة واحدة زيادة
ربيع و هو مازال على غضبه : يا بابا اللى بيحصل ده غلط
ليقف عبد العزيز امام ربيع و يقول له بحدة مماثلة : و انت بقى اللى هتعلمنى الصح من الغلط على اخر الزمن يا ربيع
ربيع : العفو يا بابا ، بس برضة
عبد العزيز : ما بسش ، اوعى تفكر انك مهما عليت هتعلى عليا
ليلى بخبث و هى تمسك ربيع من ذراعه و هى تسحبه للخلف : ما عاش و لا كان اللى يقول كده يا عمى ، بس هو يمكن يكون ربيع خايف ان نبيلة تاخد على خاطرها انك ميزت عنها ناهد
سليم ببعض الغضب : بعد اذنك يا مدام ليلى ، ياريت تبعدوا تماما بغضبكم ده عن مراتى و ما تدخلوهاش طرف ابدا فى خلافاتكم ، نبيلة عمر ما هييجى فى بالها حاجة ابدا زى دى
رحيم و هو ينظر لليلى بكيد : و رغم اننا متأكدين من ده يا سليم ، الا ان الحاج عمل وديعة لنبيلة بنفس المبغ اللى حطه لناهد فى المشروع
لتلتفت ليلى بغل لربيع و تقول بغيظ : يبقى خلاص يا ربيع ، عمى اكيد عمره ما هيميز حد فيكم عن التانى ، و هيراعى حقوق كل واحد فيكم
رحيم : حقوق ايه يا مدام اللى بتتكلمى عنها ، انا ابويا ربنا يديله الصحة و طولة العمر و عايش على وش الارض ، ثم المبالغ اللى حطها للبنات دى ، كل واحد مننا واخد اضعافها فى بداية حياتنا كلنا ، و كلنا عارفين الكلام ده كويس اوى و اولهم جوزك
عبد الهادى وقف بهدوء و قال : بعد اذنك يا حاج … انا مضطر امشى ، اظن كفاية كده
عبد العزيز بحزم : اقعد يا هادى انا لسه ما خلصتش كلامى
رحيم طبطب على كتف عبد الهادى و بص له باعتذار و قال له : معلش يا هادى ، و امسحها فيا
ربيع بغيظ : لاااا .. كده كتير
رامى : ما تسكت بقى يا ربيع و تسمع بابا و تشوف عاوز يقول ايه
ربيع قعد من تانى جنب ليلى اللى كانت ماسكة ايده جامد و بتحاول تخليه تحت سيطرتها ، فعبد العزيز بص لعبد الهادى و قال له بنبرة اعتذار : ما تآخذناش يا ابنى
عبد الهادى بخفوت : و لا يهمك يا حاج
و لما حاول ربيع انه يتنرفز تانى ليلى منعته ، فعبد العزيز بص له بغضب و قال : لازم الكل يفهم ان طول ما انا عايش و نفسى على وش الدنيا ، انا بس اللى اقول و انا بس اللى اقرر
اختكم هتبقى شريكة لعبد الهادى بالربع ، و الورق كله مع رحيم اخوكى يا ناهد ، و اتفقت مع عبد الهادى ان حسابات الهايبر هتبقى مسئولية المكتب بتاع رامى ، و الوديعة اللى باسمك يا نبيلة فى الفرع بتاع بنى سويف ، و الورق بتاعها مع رحيم اخوكى

 

 

 

رحيم مد ايده بظرف فيه ورق و اداه لنبيلة و قال لها بابتسامة : ربنا يباركلك يا حبيبتى
نبيلة بامتنان : و يباركلك يا حبيبى ، و راحت ناحية ابوها باست ايده و رأسه و قالت : ربنا ما يحرمناش منك يا بابا
عبد العزيز : المحامى حصر الورث بتاع رقية الله يرحمها ، و سِليمة قررت انه يتوزع بالشرع
هنا سامى لقى انها فرصته فقال باعتراض و بنبرة مليانة مكر : و ليه يا عمى ، ده احنا ماصدقنا لقيناها ، انا عن نفسى مش عاوز حاجة ، و بعدين بص لسِليمة و قال لها : خلى ورثك معاكى يا سِليمة ، يقويكى و يبقى سند ليكى ، هو احنا لقيناكى عشان نستولى على ورثك و اللا ايه
سِليمة نطقت لاول مرة من ساعة ما عبد العزيز ابتدى يتكلم عشان ترد على سامى اللى ما كانتش بترتاح ابدا لنظراته ليها فقالت : لا يا ابن خالى ، ورث امى الله يرحمها هيتوزع بشرع ربنا ، على الاقل ارواح امواتنا يبقوا مستريحين ، و كمان ماحدش يبقى له جميلة فى رقبتى فى اى يوم من الايام
رحيم بص لها بفخر و عبد العزيز قال بحزم : لكن هيتوزع على ما كان عليه يوم وفاة امك الله يرحمها يا سِليمة ، اما بقى فوايد السنين اللى فاتت دى كلها ، فده حقك لوحدك يا بنتى

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!