روايات

رواية سرقتي قلبي الفصل السابع 7 بقلم شمس مصطفى

رواية سرقتي قلبي الفصل السابع 7 بقلم شمس مصطفى

رواية سرقتي قلبي الجزء السابع

رواية سرقتي قلبي البارت السابع

رواية سرقتي قلبي الحلقة السابعة

الفصل السابع ….
استيقظ صباح اليوم التالي بحماس و نشاط هو غير معتاد عليهما ،، فتح عيناه بنعاس ينظر لتلك القابعه بين ذراعيه باستكانه تامه و هي تتشبث بصدر قميصه البيتي وكأنها تخشي ان يهرُب منها ،،، تنهد براحه و هو يري وجهها يشرق بابتسامه طفوليه حتي و هي نائمه ،، ابتسم يقترب منها و هو يقبل جبينها بحنان لتتململ هي بين يديه ثم عادت للنوم مره اخري و كأنها لاول مره تنام و لا تريد الاستيقاظ ،، بالفعل هي لاول مره تشعر بتلك الراحه في نومها ،، لقد كانت طوال عمرها تنام علي الارض ،، و لاول مره تنام علي سرير مريح گ هذا و داخل حضن مريح گ حضنه الدافئ ،،
ابتسم يوقظها بحنان و هو يداعب ارنبه انفها قائلا :
_ غزالتي ، قومي يا غزالتي بقي كفايه نوم .
تململت بين ذراعيه تفتح عينها بنعاس و هي تخبره بنعاس :
_ صحيني كمان شويه .
داعب انفها مره اخري و هو يخبرها :
_ لا يلا قومي كفايه كده يا كسلانه انتي ،، و يلا علشان ورانا مشاوير كتير النهارده .
نظرت له بضيق و هي تغمض عيناها مره اخري قائله بنعاس :
_ مشاوير ايه بس خليها بكره يا حازم .
نظر لها بصدمه قائلا :
_ نهار اسوح ، انت ناويه تنامي لبكره ،، لا يلا قومي كفايه نوم .
رضخت لطلبه اخيرا و استيقظت تنظر له بابتسامه صافيه ، لينظر لها بابتسامه مماثله و هو يلثم ثغرها بحنان قائلا :
_ صباح الجمال يا غزالتي .
نظرت له بخجل كبير و هي تهس له بخفوت و تمسك بالغطاء تشده اليها في خجل :
_ صباح النور .
(محصلش حاجه بينهم علشان الدماغ المنحرفه متروحش بعيد 😂 البت بس منكسفه سيبوها تنكسف 😂😂)
سحب عنها الغطاء قائلا بابتسامه :
_ طب يلا قومي بقي البسي حاجه حلوه كده علشان هنروح الشركه الاول اخلص الشغل الي عندي و اسلم اخوكي الشغل ،، و بعدين نروح سوا مشوار صغنن كده .
اماءت له ،، ليبتسم و هو ينهض عن الفراش متجها اولا الي المرحاض ليغتسل و يتجهز ،، بينما جلست هي علي الفراش تفرك عينيها الاثنتان معا بقبضتيها في حركه طفوليه تزيح بها النوم عن عينيها ،، لتنهض بعدها متجه الي ثيابها تختار احدي الملابس التي سترتديها و هي تنتظر دورها لدخول المرحاض ……
خرج حازم من غرفته اولا بعد ان تجهز و استعد للخروج معها و ليس للشركه ،، لذالك لم يرتدي بذله رسميه ،، انما كان يرتدي ثياب خروج عاديه ،، قابل في طريقه الي الاسفل مؤمن الذي كان يرتدي بذله رسميه منمقه ابدت وسامته ،،
نظر له مؤمن بتعجب من ثيابه قائلا :
_ انت لابس كده ليه مش وراك شغل و لا اي ؟؟ .
ابتسم ضاحكا علي تعليقه السخيف علي ملابسه قائلا بضحك جعل مؤمن يبتسم رغما عنه من حنان ذالك الرجل :
_ ابدا يا سيدي بس هاخد اختك الهبله افسحها شويه و اوريها مصر بجد .
_ انا مش هبله ! ..
قالتها بغضب طفولي و هي تضع كلتا يديها في خصرها ، و تنظر له بعبوس مع شفتيها المقوسه و المضمومه الي الامام بتذمر ،، التفت ينظر لها و كم اسره حالها بتلك الهيئه التي تبعث علي نفسه الرغبه بالتهامها ،، استطاعت هي بذالك الفستان الرقيق الذي وصل الي منتصف فخذاها ان تولد نار الرغبه في جسده الذي يطوق الي جسدها ،، نظر اليها بانبهار و هو يضغط علي شفتيه يحاول تملك تلك الرغبه التي تجتاحه الان قائلا لها بغضب :
_ ايه الفستان القصير الي حضرتك لبساه ده ؟؟ …
شعر مؤمن بحدوث شجار وشيك بينهما منذ ان رأها بهذا الفستان القصير ،، و رأي نظرات حازم المتهجمه ،، فادرك حينها ان دماءه الحاره لن تسمح لها بالخروج هكذا ،، و في الحقيقه ان كان حازم سيسمح لها بالخروج بتلك الملابس ،، فهو گ شقيقها لن يسمح لها ابدا !!! …
لذا انسحب هو من ميدان الشجار ينزل الي الطابق السفلي يتركهما يتشاجران وحدهما ،،
نظرت هي الي الفستان بتعجب و هي تسأله بضيق :
_ ماله .. مهو حلو اهو !! .
يود الان لو يمسك برأسها العنيد هذا و يدسه في الحائط ،، الفستان رائع هو لن ينكر و لكنه لن يستطيع ان يجعل احد يراها به حتي لو كان والدها ،، فهو رجل شرقي ذو دماء حاره لا يمكنه ان يترك زوجته تخرج و جسدها يظهر اسفل الفستان ،، ما بها ان كانت حبيبته ايضا ؟؟ يبدو ان الغيره ستأخذ دورها منك يا حازم و قد بدات منذ الان فلتتحمل اذا تلك المسكينه التي اشعلت نار الغيره في قلبك ….
تنهد بضيق و هو يخبرها بحنان حاول اصطناعه حتي لا تخاف من هيئته الغاضبه قائلا :
_ و مالو يا حبيبتي الفستان جميل و زي الفل ، بس بصي ……..
تنهد قبل ان يمده يده الي تلك المنطقه الظاهره من الفستان اعلي فخذها و بين قدماها يقرصها بعنف وقسوه ،،
صرخت بالم و هي تنظر الي قدمها التي قد ظهرت بها علامه حمراء اثر قبضه اصابعه علي بشرتها البيضاء الغضه ،، تلمست العلامه بألم و قد تجمعت الدموع بعينيها تهدد بالسقوط و هي تهتف به بحزن :
_ ليه عملت كده ؟؟ .
نظر لها بغموض و هو يسألها :
_ وجعتك ؟؟ .
اماءت له ببكاء و هي تهمس له باختناق :
_ اوووي ،، وجعتني اوي .
نظر لها بشماته قائلا :
_ احسن ،، ادخلي بقي غيري الفستان ده علشان رجلك متبقاش باينه و الناس تقرصك منها ،، و ياريت لو تلبسي بنطلون .
اماءت له و قد فهمت حديثه الذي حاول ايصاله لها بطفوليه ،، اما هو فتنهد براحه لقد اعطاها درس مؤلم لن تفكر من بعده بارتداء الملابس القصيره ،، غابت قليلا ثم خرجت له ترتدي ثياب افضل بقليل من السابقه و لكنها تهون عن ذالك الفستان القصير ،، امسك بيدها بحنان قائلا لها :
_ ايوه كده احلي مليون مره .
اماءت له بخجل و هي تتأبط ذراعيه الي الاسفل متساءله بفضول :
_ هو احنا هنروح فيين ؟؟ .
_ هتعرفي بعدين تعالي نفطر الاول .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
جلست مني امام والدتها علي تلك الاريكه المتواضعه تمسك بالورقه و القلم تذكر نفسها بتجهيزات الزفاف اللازمه ،، هي لا تصدق انها اخيرا ستُزف لمن ملك قلبها ،، هي تعشق حسام منذ ان كانا في الجامعة و بعد سنوات طويله من كفاحه في العمل ليؤمّن لها منزلا بسيطا يعيشان فيه ،، اخيرا سيتزوجان …
وضعت القلم علي فمها و هي تقوسه بعض الشيئ تحاول تذكر ما ينقصها متساءله :
_ كده فاضل ايه يا بت يا مني افتكري كده فاضل ايه ؟؟ .
جلست امامها والدتها السيده “وداد” سيده لطيفه و عطوفه في بدايه الخمسينات من عمرها ، جلست تمسك الابره و الخيط تخيط بعض الثياب قائله لها بضجر :
_ كفايه شري حاجات يا مني انتي دفعتي الواد دم قلبه يا عين امه ، اشحال كمان متخانقه معاه و متخاصمين ، امال لو مكنتوش متخانقين كنتي عملتي فيه ايه .
تاففت مني بضيق و هي تخبرها :
_ يا ماما ده موضوع و ده موضوع ،، خناقنا مع بعض ميمنعش انه يجيب حاجات الشقه الي احنا محتاجينها ،، و بعدين بقي هو الي غلطان ، بقولك دخلت عليه المكتب لاقيته بيعاكس السكرتيره بعنيا دول .
انهت كلامها و هي تشير علي كلتا عينيها ،، لتنظر لها والدتها بملل و هي تهتف بقلب ام :
_ و انتي كنتي يعني سكتيله ،، منتي يا حبه عيني مسحتي بالواد بلاط الشركه ،، اتهدي يا مني و متخسريش الراجل الي شاريكي .
_ ياما مبخسروش و لا حاجه بس لازم اربيه علشان لما نتجوز يبقي تحت طوعي كده وميبصش لا يمين و لا شمال .
نظرت لها وداد بحزن و هي تقول بعتاب :
_ تاني يا مني تاني ،، يا بنتي حرام عليكي بقي الواد متمسك بيكي من لما كنتو في الجامعه هيجي ف الاخر و يبص برا ؟؟ .
_ ايوه ياما هيبص ،، هيبص لما يتجوزني و يلاقيني حملت و كعبرت و بقي شكلي وحش .
تنهدت وداد بحزن علي حال ابنتها و هي تخبرها بأسي :
_ ربنا يهديكي يا مني يا بنتي يااارب .
لتندمج بعدها بخياطه الثياب و هي تدعي لابنتها الوحيده بصلاح الحال ،، فهي لم تنجب سوا مني و بعد وفاه زوجها منذ عده اعوام و هي ترعي ابنتها بحب و حكمه ،، و لكنها لا تعلم من اين تأتي ابنتها بكل هذا الشر ؟؟؟ … تدعي الله ان يوفقها مع زوجها المستقبلي و يزرع بقلبه الصبر عليها ….
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
دخلا الي غرفه الطعام و هو يضع ذراعه حول خصرها بتملك ،، ابتسم لهم مؤمن و هو يرا تبديل شقيقته لملابسها ، يبدو ان حازم كفيل بتغير رايها ،، بينما نهض ماجد عن مقعده يبتسم بحنان لابنته و هو يضمها اليه بشوق قائلا :
_ صباح الخير يا حبيبتي .
ابعده حازم عنها قائلا بغيره واضحه :
_ مراتي يا حج ، كفايه صباح الخير من بعيد .
ابتسم ماجد و هو يستشعر الغيره في حديث حازم ليبتعد عنها قائلا له بضيق :
_ و بنتي علي فكره يعني احضنها براحتي .
نظر له حازم بملل و ضيق و هو يقلب عيناه في الهواء ،، بينما تعجب مؤمن من حديث ماجد الذي لم يفهم معناه ،، اهو والدها لانها تزوجت حازم ام ماذا ؟؟ ،،
نظر ماجد الي غزل يخبرها بابتسامه :
_ علي فكره ممكن تقوليلي بابا زي حازم و مؤمن .. عادي يعني .
نظرت له بخوف من لفظه لهذا الاسم فذكرياتها مع اكرم لم تكن جيده ابدا ،، ايريدها ان تناديه ب “بابا” ليفعل بها ما كان اكرم يفعله بها ؟؟ .. انكمشت علي نفسها بخوف و هي تفكر بذالك الاحتمال ،، تمسكت بذراع حازم بخوف شديد و هي تنظر لماجد بقلق و حدقتي عينيها تهتز ،، ربت حازم علي كتافها بينما يخبرها بحنان :
_ متخافيش يا غزل يا حبيبتي بابا بيحبك و مش هيعملك حاجه وحشه .
نظرت له بخوف تتساءل بخفوت :
_ يعني مش هيضربني .
نظر لها بألم و هي يربت علي كتفها بحزن قائلا :
_ لا يا حبيبتي مش هيضربك .
اماءت له بتفهم و هي تترك ذراعه ناظره لماجد ،، سحبها من يدها متجها بها الي مكان جلوسها علي تلك الطاوله الواسعه التي تضم انواعا شته من طعام الافطار ،، جلس جوار عمه و جلست هي بجواره بينه و بين مؤمن ،،
ناولها حازم قطعه توست وضع عليها بعض من الجبن الاصفر المذاب قائلا لها بحماس :
_ دوقي كده .
نظرت للطعام بعدم شهيه ثم نظرت له بعدها قائله بهمس :
_ انا مش عاوزه اكل .
نظر لها بتعجب و هو يتاملها لبعض الوقت قائلا بتساءل :
_ يعني ايه مش عاوزه تاكلي ،، انتي لسه صاحيه و معدتك مفيهاش حاجه ،، كلي و بلاش دلع .
دفع الطعام بيده ناحيه فمها المغلق ،، لتنظر للطعام باشمئزاز و هي تدفع يده بعيدا عن فمها قائله بضيق :
_ مش عاوزه اكل يا حازم مش جعانه .
ضيق عيناه و هو ينظر لها بتفكير لما لا تأكل هو يراها نحيله بدرجه كبيره ، يحتاج جسدها للطعام ،، و طعام مضاعف ايضا ،، تنهد بضيق و هو ينظر الي مؤمن الذي رفع كتفيه معا بجهل و هو يخبره بعينيه عن عدم معرفته لما لا تأكل ،،
نظر لها بحنان و هو يخبرها بالحاح :
_ طب معلش علشان خاطري الساندوتش ده بس .
نظرت شاهيناز لهما بملل و هي تهتف به :
_ فيه ايه يا حازم بتقولك مش عاوزه تاكل ما تسيبها براحتها ، و شويه و تبقي تاكل .
نظر حازم لشاهيناز بضيق و هو يخبرها من بين اسنانه :
_ متدخليش بيني و بين مراتي يا طنط .
كل ذالك و ماجد ينظر لها فقط ،، يراها نحيله جدا يكاد لا يري لها لحما ،، لماذا هي بتلك الهيئه ،، كم ألمه قلبه و هو يتخيل ما لاقته ليصير وزنها هكذا ،، و كم تألم و هو يراها هزيله بتلك الطريقه ،،
رسم ابتسامه علي شفتيه و هو يسألها بحنان :
_ انتي مش عاوزه تاكلي ليه يا غزل ؟؟ .
نظرت له بعبوس و هي تخبره :
_ مش جعانه و الله يا بابا .
كم اشتاق لسماع تلك الكلمه منها هي ،، منها هي وحدها و كم كان يعشقها حين تناديه بابتسامه “بابي” لقد اشتاقها كما اشتاق قضاء كل اوقاته معها ،، و لكن لماذا يتزمر الان هو المخطأ فيما حدث لهم و لها هي بالاخص و لن ينفعه الندم الان ،،،
اصطنع التفكير في حديثها و هو يخبرها :
_ اممم ،، طب ايه رايك بلاش تاكلي ، تشربي لبن ؟؟ .
نظرت له بحماس و هي تومأ براسها عده مرات توافق علي حديثه ،، ابتسم لها هو ينادي علي مدبره المنزل أمرا اياها باحضار كوب من الحليب لصغيرته الغاليه ،،
شربت كوب الحليب بتلذذ و هي تمسكه بكلتا يديها كالاطفال ،،
نظرات ماجد الحانيه لم تفارقها طوال شربها لذالك الكوب ،، مازالت تعشق الحليب كما كانت تعشقه منذ صغرها ،، هو يتذكر انها دائما ما كانت تتذمر علي الطعام في اوقات كثيره ،، و عندما كانت تتذمر كان هو يعطيها كوب الحليب فتشربه بلهفه ،، مازالت صغيرته كما هي لم تغير حالها الايام ،،
ابتسم ينظر لها بحنان يسألها برفق :
_ أجيبلك تاني ؟؟ .
اماءت له بالنفي بينما تنظر لحازم تتساءل بطفوليه :
_ انت مش هتخلص بقي علشان نخرج ؟؟ .
نظر بها ببرود و ضيق قائلا :
_ انا مش هتحرك من هنا علشان انتي مكلتيش حاجه ..
تاففت بعبوس بينما تخبره :
_ يووووه منا شربت اللبن كله اهو .
اشارت الي كوب الحليب الفارغ ،، بينما يجيبها هو بملل :
_ اهو انتي قولتي شربتي مش كلتي ،، و مفيش خروج من غير فطار .
_ خلاص يا حازم متضغطش عليها بقي ،، خليها شويه كده ابقي اكلها تاني .
هكذا هتف ماجد بضيق و هو ينظر لحازم ،، ليتافف الاخر بضيق و هو ينظر لها قائلا :
_ ماشي خلاص ،، شويه و هأكلك حتي لو غصب عنك علشان انا ملاحظ انك مبتاكليش حاجه خالص ،، انتي عايشه ع اللبن و لا كأنك لسه بيبي .
نظرت له بغضب طفولي بريئ ، بينما تخبره بضيق :
_ ماشي موافقه ،، يلا نخرج بقي .
اماء لها لينهض من علي الطاوله و هو يسحبها خلفه هاتفا لمؤمن :
_ هنستناك بره في العربيه يا مؤمن .
جلست شاهيناز تنظر بضيق شديد لمؤمن لما سيذهب مع حازم الي الشركه ؟؟ هو ليس قريبه و لا صديقه ،، اذا لماذا يعيش هنا و يعمل في الشركه ، افقط لانه اعتني بابنه ماجد ،، تاففت بضيق يبدو انه هناك الكثير المتطفلين في حياتهم هذا الفتره !! ..
🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈
وقف بها امام ذالك المبني الكبير الذي يضم (عياده) ذالك الطبيب الشهير المختص بالعلاج النفسي بعد ان اوصلا مؤمن اولا الي الشركه و اوصي له بعمل يليق به في شركته ،، فقد امر حسام سابقا بإيجاد مكان له و هو قد ذهب اليوم لاستلام عمله ،،
نظرت له بتعجب و هي تنظر للبنايه قائله بضيق طفولي :
_ هو احنا جينا هنا ليه ، مش قولت هتفسحني ؟؟ .
ابتسم لها بهدوء يخبرها :
_ حاضر هفسحك بس هنقابل واحد صاحبي في البيت ده هنا الاول .
اماءت له بينما تضع كفها الصغير بين كفه الكبير ، و هي تسير معه حيث الطابق المتواجد به ذالك الطبيب ..
ما ان دلفت الي داخل الشُقه حتي علمت انها لطبيب من رائحه التعقيم و الصور التقليديه الموضوعه علي الحائط ،، انكمشت بخوف تتمسك بكفيها الاثنين في كفه تنظر له بقلق قائله بخوف :
_ احنا جينا هنا ليه .. انا خايفه .
ربت بكفه الحر علي كفيها المتشبثان بكفه قائلا بحنان :
_ اهدي ، اهدي متخافيش احنا هنمشي علي طول .
اتجه الي الاستقبال يخبر تلك الواقفه خلف المكتب بهدوء :
_ انا حاجز العياده النهارده ،، ادخلي قولي لدكتور مراد ان حازم الالفي مستنيه برا .
اماءت له بخضوع ثم اتجهت تخبر الطبيب بحضوره ،، اتي مراد اليه مبتسما و هو يستقببه بحراره قائلا :
_ يا اهلا يا اهلا ،، حازم بيه عندنا بنفسه ، دي العياده نورت .
ابتسم حازم بسعاده و هو يصافح صديقه و يحتضنه قائلا :
_ منوره باهلها يا مراد .
ابتسم مراد بسعاده يتساءل بلهفه :
_ ايه يا ابني فينك و فين اراضيك من ساعت ما ابديت تشتغل مع عمك و محدش شافك … اي دا مين القمر دي.
قال جملته و هو ينظر لغزل بتعجب بينما اغمض حازم عيناه لثوانٍ يحاول تناسي مغازله صديقه لزوجته ،، ابتسم باقتضاب يجيبه :
_ دي غزل ، مراتي .
اشرق وجه مراد بابتسامه و هو يصيح به :
_ اي دا أتجوزت من غير متعرفني !! .. الف مبروك يا بطل .
ابتسم حازم بحنان و هو يري السعاده في عيني صديقه قائلا :
_ ده لسه مجرد كتب كتاب ،، اول لما نحدد الفرح هتبقي اول واحد فيه .
ابتسم مراد بسعاده و هو يخبره :
_ طبعا .. ده العشم بردو ،، ايه مش هاتتفضلو ،، مش هنتكلم من ع باب الاوضه كده كتير .
_ لا طبعا ،، تعالي يا غزل .
سحبها خلف مراد الي تلك الغرفه و لكن قبل ان يدخل سحبته هي الي الخلف بخوف و هي تثبت قدميها في الارض ترفض التحرك قائله ببكاء :
_ انا مش عاوزه اروح ،، انا خايفه من الدكتور ،، انا هستناك هنا .
تنهد بينما يضم كتفيها بيده قائلا :
_ يا غزل ما تخافيش يا حبيبتي انا معاكي و مش هخلي حاجه تحصلك ،، و بعدين احنا هنتكلم مع مراد جوا شويه و بعدين نمشي بقي افسحك .
نظرت به بخوف بينما تزفر عيناها الدموع بتلقائيه قائله :
_ لا خليني انا هنا ، و روح انت اتكلم معاه .
تنهد بينما يمسك يدها يسحبها بقوه قليله خلفه قائلا :
_ تعالي بس متخافيش .
دخلا الي الغرفه ،، ليجلسها اولا علي احدي المقاعد المقابله لمكتب مراد ثم يجلس هو مقابل لها ،، كانت تنظر حولها بخوف شديد و هي تفرك كفيها بتوتر ، كانت في عالم اخر غير ذالك الذي يتحدث فيه كليهما ،، لقد كانت تتذكر تلك الايام العصيبه التي قضتها في ذالك المكان المظلم و المغلق ،، لا تعلم اين كانت او ماذا كانت تفعل هناك ،، و لكن كل ما تتذكره انه كان مكان مغلق و مظلم تخرج منه علي غرفه بيضاء مثل تلك ،، كانت تلك الغرفه مخصصه اما لعقابها هي و الفتيات الاخريات او مكانا لاخذ التطعيمات و الابر المؤلمه ،، و لقد كان طبيب تلك الغرفه قاسي القلب دائما ما يصرخ فيها و يعنفها و قد نالت منه من قبل كمًا لا عدد له من تلك الابر المؤلمه التي لا تعلم ما هي اهميتها ،،
ارتجفت بخوف و هي تشعر بيد حازم علي كتفها ،، هزها برفق و هو ينادي باسمها قائلا بقلق :
_ غزل انتي كويسه بقالي ساعه بنده عليكي و انتي مش هنا .
نظرت له برجاء بينما تتجمع الدموع في عينيها تهدد بالسقوط من جديد قائله ببحه :
_ انا عاوزه امشي من هنا يا حازم ،، انا .. انا خايفه .
قالتها و هي تنظر لمراد و تنكمش علي نفسها في خوف تراه ذالك الطبيب التي كانت تكرهه في الماضي ،،
نظر لها مراد بتعجب يحاول فهم ما يدور في عقلها من توتر ظهر له علي علامات وجهها ،، ابتسم لها يحاول طمئنتها قائلا :
_ انتي خايفه ليه ، انا مش هعملك حاجه .
صرخت بفزع و هي تنتفض من علي معقدها تركض الي حازم تختبأ بين ذراعيه بينما تتذكر تلك الجملة البغيضه التي قالها مراد و التي كان ذالك الطبيب دائما ما يقولها قبل كل عقاب لها ،، ارتجفت بعنف و هي تتمسك به بشده قائله بتقطع من بين شهقاتها و بكاءها العنيف :
_ انا .. انا .. خايفه .. انا .. خايفه يا .. يا حازم .. روحني .
كانت تنتفض بين ذراعيه بقوه بينما هو يحاول تهدأتها و هو ينظر لها بقلق شديد و يوجه لمراد نظرات متساءله من حالتها تلك ،،
بينما وقف مراد ينظر لها بذهول لما كل حاله الرعب هذه هو لم يحدثها سوا بجملتين ،، لما كل هذا الخوف ،، قلق من حالها فنهض من مقعده متجها الي احدي الاركان في تلك الغرفه يُعد احدي الابر الطبيه من أجل حقنها بها ،،
اقترب منهما و هو يحمل تلك الابره الطبيه اللعينه المليئه بسائل ما ، و بيده الاخري قطنه مليئه بسائل الكحول الاثيلي ،، نظر الي حازم الذي ما يزال يحاول التحكم في رجفه غزل و بكاءها قائلا بحزم :
_ امسكها حلو يا حازم هديها حقنه مهدئه .
استساغ حازم الفكره ،، بينما ابعدت غزل راسها عن صدر حازم تنظر لمراد بهلع و هي تصرخ في خوف :
_ لا لا لااااا حقنه لاااا مش عاوزه حقنه ،، مش هاخد حقنه .
اصابتها نوبه خوف بينما تضرب حازم بقوه في صدره تبعد يده الممسكه بها و هو يحاول جاهدا امساكها بقوه ،، لتنفلت اخيرا من بين ذراعيه تبتعد عنه بخوف و هي تنظر لمراد و لتلك الابره الطبيه بهلع كبير ،، ركضت في أرجاء الغرفه تحاول الابتعاد عن يد مراد ،، بينما لم يسعفها تفكيرها ابدا بالخروج من الغرف اذ ظنته مغلق بالمفتاح او ما شابه ،،
اقترب منها مراد بحذر و هي تقف في احدي الزوايا تضم نفسها بذراعيها بخوف و هلع ،، بينما وقف حازم جوار مراد ينظر لها بحزن شديد لا يعلم ماذا يفعل ، و لما هي في تلك الحال من الاساس ،، و ما جعل الألم يضرب اعماق قلبه هو خوفها منه و ركضها بعيدا عنه ،، فيبدو انها بعد ان اتته تستنجد به و تختبأ داخل حضنه قد خذلها هو و ساعد مراد ،،
صرخت بفزع و هي تري مراد يقترب منها ،، هي في الحقيقه لا تري مراد انما يتجسد امامها صوره ذالك الطبيب القاسي الذي كان يعاقبها في الماضي البعيد ،،
اقلقه حالها كثيرا و قد شعر بالالم لما تعانيه من رعب و زعر ،، لا يعلم ما سببهما و لكنها تحتاجه الآن ،و هو لن يتخلي عنها ،، لذا هتف في مراد بقوه :
_ مراااد ،، ابعد من اودامها لوسمحت .
_ بس هي عندها انهيار عصبي لازم تاخد الحقنه .
زمجر هو بعنف و هو يصيح علي رفيقه قائلا بقسوه :
_ قولتلك يا مراد ابعد من اودامها و انا هتصرف .
هز مراد رأسه بقله حيله و هو يعود إدراجه الي الخلف ،، بينما تقدم حازم ينظر لها بحنان و هو يشير بيده لها لتهدأ قائلا :
_ متخافيش يا غزل ،، متخافيش يا حبيبتي انا معاكي اهو .
نفت برأسها بعنف و هي تبكي بقوه و تخبره من بين شهقاتها :
_ لا .. لا انت .. انت هتخليه يديني حقنه … انت .. انت شرير .
آلمه قلبه من حديثها ،، هو من فعل بها ذالك حين لم يُقدر تمسكها بحضنه ،، ولكن لا بأس هو معها حتي النهايه و لن يتركها في تلك الحاله الهائجه ،، اقترب منها عده خطوات حتى صار امامها مباشره و هو يفتح كلتا ذراعيه ليضمها قائلا :
_ انا اسف يا حبيبتي انا اسف ،، مكنتش اعرف انك بتخافي من الحقن ،، مش هخليه يديكي حاجه .
نظرت له بقلق بينما تهتف ببكاء :
لا .. لا انت هتسيبه .. هتسيبه يديني حقنه .
ضمها اليه بحنان و هو يربت علي شعرها قائلا :
_ متخافيش و الله متخافيش مش هسيبه يديكي حاجه .
ضمها اليه بقوه و هو يشعر بارتجافتها بين يديه ، بينما تمسكت هي بقميصه و هي تدفن رأسها بصدره تبكي بقوه و شهقاتها تتعالي ،،
حملها بين يديه متجهًا بها الي الفراش الطبي الموجود داخل تلك الغرفه ،، جلس و اجلسها داخل حضنه يضمها بتملك بينما يربت علي شعرها بهدوء كي تهدأ ،،
اقترب منه مراد و هو يحمل تلك الابره الطبيه قائلا بضيق :
_ ممكن بقي اديها الحقنه ؟! .
اتسعت عينيها في صدمه و هي تنظر الي حازم ،، أكان يضحك عليها ؟؟ ،، حاولت التملص من بين ذراعيه و لكنه لم يتركها بينما يقول لمراد :
_ لا خلاص هي مش هتاخد حقن .
استكانت بين ذراعيه ما ان سمعته يهتف بتلك الجملة ، لتتشبث به اكتر و هي تدفن راسها داخل صدره و هي تستمع لحديثه مع مراد و كأنها وجدت اخيرا حاميها ،، هتف مراد بضيق قائلا :
_ يا ابني الي انت بتعمله ده مينفعش دي اعصابها تعبانه و محتاجه مهدأ .
نظر له حازم بحده و هو يخبره بنفاذ صبر :
_ مرااااد .. قولتلك انا مش هديها حقن ،، شوفلي اي بديل تاني .
تنهد مراد و هو يتجه الي سله المهملات يلقي الابره الطبيه بينما يخرج احدي العلب المغلقه يخرج منها قرصا في يد حازم قائلا :
_ اديها الحبايه دي ، بس مفعولها هيبدأ بعد نص ساعه .
اماء له بينما يفك ذراعيه عن غزل المستكينه داخل احضانه بعد ان هدأت نوبه بكاءها ،، هزها برفق و هو يدير وجهها اليه ليعطيها القرص ،، و لكنه صُدم حين وجدها مغمضه العينين تغط في سبات لا يعلم كيف اتي اليها ،، فمنذ دقائق كانت تبكي بعنف و هي تحتضنه ،، الان تنام قريره العين و كأن احضانه هي امانها و مدفها ،، ابتسم بحنان و هو يقبل مقدمه راسها بينما يضمها الي صدره برفق و حنان ،،
ابتسم يخبر صديقه بهدوء :
_ خد حبايتك هي نامت لوحدها .
اخذ منه قرص الدواء يلقيه في سله المهملات ، بينما حملها حازم بين يديه برفق و هو يجلس بها امام مكتب مراد الذي امسك القلم يدون بعض الكلمات في ورقه ما و هو يخبره بعمليه :
_ من الي حصل النهارده ده ،، ممكن تحتاج مهدءات لفتره ،، انا كتبتلها نوع اقراص كل لما تلاقيها هتنهار بالمنظر الي حصل النهارده ده ادهولها ،، بس لو افترضنا انها صحيت كويسه و الي حصل النهارده مأثرش عليها ،، يبقي متقلقش هي مش هتحتاج للاقراص دي ان شاء الله .
اماء له حازم بينما يأخذ الورقه يدسها داخل جيب بنطاله متساءلا :
_ هو الي حصل النهارده ده سببه ايه اصلا يا مراد .
_ مش عارف و الله يا حازم ، بس شكل الاوضه مأثره في نفسيتها ،، عموما انا هحدد معاك يوم أجي اشوفها فيه في البيت و اشوف هعرف اتكلم معاها و لا لا ،، ممكن يكون المشكله في العياده هنا .
اماء له حازم بينما ينهض و يستقيم محتضنا اياها ، قائلا بهدوء :
_ تمام يا مراد هستناك باذن الله .
غادر تلك الشُقه الصغيره و هو يحملها بين يديه و ينظر لها بألم ،، مازالت اثار الدموع باقيه علي خديها ،، لقد ادمي قليه منظرها اليوم و هي مزعوره و تبكي كأنه سيقتلها ،، لا يعلم لماذا صارت بذالك الشكل ،، ولكن ما يعلمه انه خان ثقتها و هي تتشبث به بأمل حطمه هو ،،،
نزل درجات السُلم متجهًا الي سيارته يفتحها بمفتاحها الالي من بعيد ،، كاد ان يفتح المقعد المجاور للسائق ليضعها ، و لكنه تراجع في اللحظه الاخيره ، و اتجه الي مقعد السائق يجلس عليه و هو يحتضنها بتملك ،، كان جسدها صغيرا و خفيفا فلم يؤثر علي قيادته ،، انما هو شعر بالسعاده تملؤه و هو يشعر بانفاسها المنتظمه فوق رقبته حيث تدفن راسها هناك …..
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
وضعها في الفراش ليخلع عنها حذاءها و يدثرها جيدا كان يود لو ياخذها في جوله سعيده بعد زيارتهم لمراد ،، و لكن يبدو ان هناك الكثير من الاسرار التي تخفيها هي ستحطم خططه القادمه …..
نزل الي والده الروحي بعد ان تركها نائمه ،، وقف امامه ينظر له ببرود و هو يهتف له بجمود :
_ بابا لو سمحت عاوزك شويه في المكتب .
اماء له ماجد بينما ينهض و يسير خلفه بتعجب من حاله ،، دخلا الي غرفه المكتب لينظر له حازم بغضب و قد استنفذ كل طاقته علي الاحتمال معها اليوم صائحا بغضب :
_ ممكن اعرف بقي انت كنت عارف ان غزل دي بنتك و لا لا ؟؟ ،، و هي ليه مكنتش عايشه معانا هنا ؟؟ ،، و ازاي ضاعت زمان ؟؟ ،، و انت ازاي مدورتش عليها ؟؟ ،، انا هتجنن مش لاقي لحضرتك اي مبررات الصراحه.
انهي جملته و هو يضع كلا كفيه بين شعره يشده بغضب و هو يبعد نظره عن ماجد و ينفخ بتوتر ،، تنهد ماجد قبل ان يجلس علي احدي الارائك قائلا بهدوء :
_ هحكيلك يا حازم ،، انت لازم تعرف كل حاجه .
بصوت باكٍ و قلب متألم ، شرح ماجد باختصار ما فعله باسرته و بالاخص غزل ،، كان يخبره و هو يري المشهد امامه و كأنه حي ،، يري صرخات ابنته الفرحه بقدومه في كل مره يعود بها من العمل ،، و يري صرخاتها المستنجده به حين اتي ذالك الشرطي ليأخذها من بين احضان والدتها ،،، تساقطت دمعاته دون شعور منه و هو يقص علي مسمع حازم كل ما حدث ،،
بينما انتفض حازم من موضعه علي الاريكه ينظر له بذهول و هو يصرخ فيه بغضب :
_ الأحداث ؟؟ .. وديت بنتك الأحداث ،، انا بجد مش مصدق ازاي جالك قلب تعمل في طفله كده !! .
اغمض ماجد عيناه بالم يخبره بحزن :
_ الغضب عماني ،، كنت فاكر انها مش بنتي ،، كنت فاكر اني كده بنتقم من امها ، بس كنت بنتقم من نفسي .
اغمض حازم عيناه بقوه و هو يعتصرهما ، بينما يضغط بيده علي جانبي انفه ،، مالبث ان انزل يده ينظر الي ماجد بعدم تصديق و هو يصيح فيه :
_ انا مش مصدق ، بجد مش مصدق ،، كنت شاكك في نسبها كنت تعملها تحليل تتاكد الاول منها قبل ما تعمل الجريمة دي في حقها .
نظر له ماجد بحزن و هو يهتف به :
_ يا حازم حرام عليك انا ندمت ندم عمري ،، حس بيا حرام عليك انا اتحرمت من بنتي 13 سنه .
نظر له حازم باشمئزاز و هو يصرخ به :
_ و انت محستش بيها ليه من 13 سنه و هي بتتاخد من حضن امها ،، محستش بيها ليه و هي بتضرب كل يوم علي ذنب ما عملتوش ،، محستش بيها ليها و هي بتنام علي الارض في عز الشتا مش لاقيه غطي تتغطي بيه ،، و محستش بيها ليه و هو بتسرق علشان تجيب حق اللقمه الي هتاكلها ،، قولي يا ماجد بيه محستش ببنتك المسكينه الي متعرفش حاجه في الدنيا دي ليه ؟؟ مرحمتهاش و حنيت عليها ليه بدل مرمتها .. انا مش عارف اقول ايه .. حقيقي انا مصدوم .
اشعل حديث حازم النار و الحزن في قلب ماجد الذي لازال غير مصدق لما يقول ،، أمرت ابنته بكل ذالك الألم حقا ؟؟ أهو كان السبب في معاناتها كل هذا الوقت ؟؟ لما لا لقد أخطأ في حقها خطأ سيظل عمره بأكمله يندم علي فعله ،، اغمض عيناه بألم شديد و هو يسمح لدموعه بالانهيار علي طفوله ابنته الي ضاعت بين غياهب الحياه القاسيه ،، و من السبب ؟؟ هو السبب ، هو من سلمها للشرطي بيده ،، هو الذي لم يضمها الي قلبه و هو يتحدي نفسه قبل الجميع و يخبرهم انها ابنته من صلبه ،، فلقد كانت نسخه طبقا للاصل منه في تصرفاتها ،، كيف صدق انها ليست ابنته ؟؟ ..
فتح عيناه برويه و هو ينظر لحازم الذي يقف يغمض عيناه هو الاخر بقسوه يحاول ابعاد ذالك الصداع الذي هاجمه و هو يضغط باصبعيه علي جانبي انفه بالم ،، نظر له و بريق الحماس يلمع في عينيه قائلا :
_ انا ندمت يا حازم و لسه بندم علي الي عملته في بنتي ،، بس انا من اول يوم شوفتها فيه و انا حلفت اني هعوضها عن الي عملته فيها كله .
نظر له حازم و هو يبتسم بسخريه قائلا :
_ هتعوضها ؟! ..
_ ايوه يا حازم و الله هعوضها عن اي يوم وحش شافته بسببي ،، هعوضها و …
قاطعه حازم بصراخ و هو يجيش له بما يحمله داخل صدره من صدمات :
_ هتعوضها عن ايه و لا عن ايه ؟؟ هتعوضها عن عمرها الي ضاع و لا عن عقلها الي مبيكبرش ،، غزل عندها تأخر عقلي ،، غزل مكبرتش من ساعت لما كان عندها 5 سنين ،، مكبرتش لا عقليا و لا حتي جسمانيا .. انت مش شايف جسمها عامل ازاي ،، بنتك كانت بتموت يا ماجد بيه و انت هنا بتاكل و بتشرب و بتنام و بس الندم هو الي مأثر عليك ،، انا بجد مش عارف ايه كميه الجحود دي .
كلمات حازم كانت قاسيه جدا و هو يعلم ذالك ، كان يريد ان يشعر عمه بذنبه الذي لا يغتفر في حق ابنته ،، الان يبدو الندم في عينيه ليس كلمات فقط كما كان يشعر في بدايه الحديث ،، سيساعده في تعويضها عما فقدته من حياتها ،، و لكن ليبدي ندمه اولا ،،،
تساقطت الدمعات من عيني ماجد بينما يستمع الي حديث حازم ،، بالفعل ابنته لم يختلف شكلها شيئا عما كانت عليه في الخامسه ،، فقط ازدادت بعض الطول و ازدادت نحافه ايضا ،، لكن يري صفاتها و تصرفاتها لم تختلف ، عقلها لم يكبر كما يقول حازم ،، ما الذي فعلته بابنتك يا ماجد !! .. صرخ قلبه بالم و عقله يقارن بين صغيرته في الوقت الراهن و صغيرته في الماضي ،، تذكر كلمات دعاء المدونه داخل وصيتها حين اخبرته بمدي حب صغيرته له و مدي تعلقها به ،، طالبته في وصيتها بالعثور عليها و تربيتها في كنفه و لكنه لم يحقق وصيتها ،، لم يجدها حين عثر عليها ،، و لم يربها في كنفه لقد حطمها و هو موقن الآن انها لا تتذكره ،، هذا صحيح لماذا لا تتذكره ؟؟ منذ اتت الي المنزل و هي تناديه “عمو” و حين اخبرها صباحا بان تناديه “بابا” ملئ قلبها الخوف و ظهر القلق علي وجهها ،، اهي حقا لا تتذكر تفاصيل وجهه لتلك الدرجة …
نظر الي حازم بعين تفيض بالندم قائلا له بصوت متحشرج :
_ انا طالب مساعدتك يا حازم ،، عاوز ارجع بنتي لحضني تاني .
تنهد حازم و هو يخبره بابتسامه :
_ و انا هساعدك يا بابا علشان عارف اد ايه قلبك طيب ،، انت ربتني و كبرتني و انا عمري ماشوفت منك حاجه وحشه ،، و انا متاكد ان غزل هتسامحك علشان هي قلبها ابيض ،، بس نعالجها الاول من الي هي فيه .
اماء له ماجد و لكن قبل ان يجيبه استمع كلاهما لصوت صرخات غزل العالي يأتي من خارج الغرفه ،، انتفض حازم يركض اليها ،، وجدها تهبط الدرج بسرعه و هي تركض نحوه و تصرخ بفزع ،، التقطها بين ذراعيه و هو يضمها اليه بقوه ،، بينما تشبثت هي به بقوه و هي ترتجف بشده و تبكي بقوه ،، ربت علي شعرها بيأس و هو يعتقد ان ما حدث صباحا عند مراد قد أثر علي حالتها النفسيه ،، و لكنها خالفت توقعاته حين هتفت بصوت باكي :
_ في حاجه .. في حاجه بتمشي فوق علي الارض يا حازم .
نظر لها بصدمه و تعجب بينما يكرر من خلفها :
_ بتمشي علي الارض ؟؟ ازاي يعني مش فاهم .
اماءت له بالنفي و هي ما تزال تدفن راسها في صدره و كأنها تخبره بعدم معرفتها عما يوجد في الاعلي ،،
تنهد بحيره و هو يضعها علي الاريكه هاتفا لها :
_ طب خليكي هنا اما اطلع اشوف ايه الي بيمشي علي الارض فوق ده .
اماءت له بخوف بينما اتجه هو الي الاعلي حيث غرفتهما و قدماه تسارعان الي الاعلي يتمني الا يكون شكه صحيحا !!! ………………..
🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈
يتري حازم هيلاقي ايه ؟؟ و هيعمل ايه هو و ماجد علشان يعالجو غزل ؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سرقتي قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى