روايات

رواية سجينتي الحسناء الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الجزء الثاني والأربعون

رواية سجينتي الحسناء البارت الثاني والأربعون

رواية سجينتي الحسناء
رواية سجينتي الحسناء

رواية سجينتي الحسناء الحلقة الثانية والأربعون

ما المرأة الا الافق الذى تشرق منه شمس السعادة الى هذا الكون فتنير ظلمته و البريد الذى يحمل على يده نعمة الخالق الى المخلوق ، و الهواء المتردد الذى يهب الانسان حياته و قوته ، و المعراج الذى تعرج عليه النفوس من الملأ الادنى الى الملأ الاعالى ، و الرسول الالهى الذى يطالع المؤمن فى وجهه جمال الله و جلاله .
مصطفى لطفى المنفلوطى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نجحت بجذب انتباهه بزيها الشفاف و مساحيق التجميل التى اظهرت جمالها اكثر و اكثر ، فابتسم بسمه رقيقه و اقترب منها هاتفا بمحبه خالصه
_ الجمال عدى الكلام ….. ايه القمر ده ؟
ابتسمت بخجل مصطنع و سحبته للداخل و هى تشير بيدها تجاه مائده الطعام المجهزه بافضل و اشهى اﻻكلات و رددت
_ تعالى قبل اﻻكل ما يبرد .
رفع حاجبه بتعجب و سألها بحيره
_ انتى اللى عامله اﻻكل ؟ معقول !!
ضحكت بخفه و رددت ببسمه مشاكسه
_ من امتى و انا بطبخ يا سعد ؟ الخدامين طبعا اللى عاملينه .
ابتسم بسخريه و ردد بمشاكسه
_ آاااه قلتيلى ، انا افتكرت انهارده عيد و ﻻ حاجه !!
نظرت له بنظرات ممتعضه و هتفت محتده بالكلام
_ هو انا كنت ضحكت عليك و قلتلك بعرف اطبخ ؟ انت متجوزنى و عارف انى عمرى ما دخلت المطبخ … و بعدين انت اول مره تتكلم معايا فى الموضوع ده .
اقترب من كفها و انحنى بجذعه قليلا و قبل راحتها قبله حب و ردد
_ يا روحى انا بهزر معاكى متبقيش قفوشه .
ابتسمت له و بدءا بتناول الطعام معا و عقلها مشغول برفيقتها و ما قصته عليها فإنتبه سعد الدين لشرودها فردد باهتمام
_ مالك يا نيللى ؟
لم تسمعه من حده شرودها فأعاد عليها السؤال بعد ان جذب يدها لتنتبه له فرددت بحزن واضح
_ دارين و سيف صعبانين عليا اوى يا سعد ، مش ممكن اللى شافوه فى حياتهم … كأن العالم كله اتحد عشان يبهدلهم .
اماء مؤيدا و ردد
_ فعلا … اللى شافوه مش شويه ، بس اهو الحمد لله خلصو من لواحظ المر و شرها .
رفعت وجهها و هتفت تسأله بحيره
_ انت متعرفش حكايه اللى اسمه شهاب ده ؟
اجابها و هو يمضغ الطعام و يلوكه بنهم
_ عاارف … بس اعتقد ان موضوع الراجل ده خلص خلاص .
حركت رأسها بامتعاض رافضه تؤكد له
_ لا مخلصش و لسه بيطاردها و ناوى على الشر
تعجب لمعرفتها تلك التفاصيل الخاصه و التى يبدو انه لم يعلمها بالرغم من قربه من اصحاب الشأن و اتصاله الدائم بوائل فردد يسألها
_ انتى عرفتى منين ؟
اجابتها بدون تفكير
_ اتقابلت مع دارين امبارح بالصدفه و حالتها كانت صعبه اوى ، و حكت لى على حاجه .
وضع الشوكه بطبقه لتتعلق بها قطعه من اللحم و دسها بفمه و هتف و ﻻ تزال بقايا الطعام بفمه
_ ملهاش حل الحكايه دى … اذا كان لواحظ بهدلتهم البهدله دى فما بالك بقا بشهاب البدراوى ، غول من الغيلان بتوع السوق !!
هتفت بلهفه و صوت مرتفع نسبيا
_احنا لازم نساعدهم يا سعد .
ترك الشوكه و السكين من يده و رفع وجهه ينظر لها بتمحيص و ردد بضيق
_ خرجينا بره الليله دى يا نيللى انا مش عايز مشاكل .
تعجبت منه و من ردة فعله فهللت بغضب
_ ايه ؟ ازاى ؟ لا طبعا انا وعدتها اننا هنساعدها .
ارتشف قليل من المياه و ردد بتحذير مبطن
_ ابعدينا يا نيللى عن الحكايه دى انتى متعرفيش شهاب البدراوى يقدر يعمل ايه ؟
صرخت به بحده
_ يقدر يخليها تطلق من جوزها و يستبيح جسمها و يقدر يقتله و يعاملها زى الجاريه ، و انت ممكن تسمح بكده ؟
رد عليها بوجوم و حزن
_ انا مش عايز مشاكل و عايز اعيش حياتى بسلام ، كفايه بقا اللى ضاع من عمرى .
تنهدت بضيق و حزن و هتفت تستعطفه
_ حط نفسك مكانهم يا سعد ، مكنتش هتبقا عايز اصحابك يساعدوك ؟ و لو كل واحد قال يلا نفسى يبقا مش هنلاقى حد يقف معانا فى اذماتنا .
تنهد بحيره و هتف معللا
_ انا خايف عليكى و على حياتنا سوا و معنديش استعداد لا اخسرك و لا تخسرينى و احنا لو دخلنا فى الليله دى نبقا بنعادى شهاب البدراوى وش كده .
نظرت له بنظرات متخاذله و رددت بتوبيخ
_ انت من امتى و انت خواف اوى كده ؟ مش هو ده سعد الدين اللى انا حبيته و اتجوزته !
هدر بعصبيه
_ انتى عايزه ايه ؟ عيزانى اضحى بنفسى عشان خاطر سيف و مراته ؟
اجابته بحزن
_ ﻻ … سيبهم يموتو و متساعدهمش .
زفر بحرقه و غضب و ردد يسألها بعصبيه
_ انتى عايزه ايه ؟ ايه نوع المساعده اللى نقدر نقدمها لهم ؟
ابتسمت و اقتربت منه طابعه قبله على وجنته و رددت برقه
_ هقولك ، بس طول بالك عليا و متتعصبش .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عادت للمنزل و هى تشعر بنيران تحرق قلبها و صدرها بعد ان تأكدت بفشل مخطط وائل و من بعده تعلم جيدا ان مخططها هى و نيللى لن ينجح لذكاء ذلك الذئب و اصراره على الحصول عليها باى شكل و بأى ثمن لتلعن نفسها و تلعن حظها فبالرغم من عدم ثقتها بنفسها و شعورها بانخفاض مستوى جمالها مقارنه بالفتيات حولها و من قابلتهن فى حياتها اﻻ انها لم تسلم من المحاولات بدايه بأكرم الذى تلاعب بها و انتهكها بغير وجه حق و ها هى اﻻن تقف بانتظار ايجاد حل لمعضلتها مع المسمى بشهاب البدراوى .
دلفت للمرحاض بخطوات متثاقله و خلعت عنها ملابسها و وقفت اسفل الماء المنهمر من صنبور المياه حتى تطفأ نار قلبها المتقد بالحقد و الغل عليه .
خرجت تتلفح بمنشفه قصيره و تلف شعرها المجعد باخرى و اتجهت لخزانه الملابس لتخرج ملابسها فاستمعت لصوته الآثر يردد بغزل
_ مولاتى …. جميله الجميلات ، ايه القمر ده ؟
التفت بعد شهقه قويه لخضتها و رددت و هى لا تزال على حاله الحزن التى تعتريها
_ خضتنى يا سيف … جيت امتى ؟
ابتسم و اجاب
_ لسه داخل ، وحشتينى اوى .
رددها و هو يقترب منها اكثر و يحتضنها بقوه مبعدا المنشفه التى تضعها اعلى راسها فانسدل شعرها بتموجاته على عنقها و ظهرها فانحنى يقبل عنقها بنهم و لهفه و هو يردد من بين قبلاته
_ بحبك ، وحشتينى اوى .
ابتلعت لعابها و ابعدته بمحاوله منها اخفاء حزنها و رددت بامتعاض مصطنع
_ لحقت اوحشك ؟ ده انت كنت لسه معايا من كام ساعه ؟
تعجب من طريقتها فابتسم بضيق و اماء صامتا و ردد بعد ان ابتعد بجسده عنها
_ شكلى موحشتكيش زى ما انتى وحشتنى ؟
حاولت التحدث بطريقه مبتذله فخرجت كلماتها وقحه و مؤلمه
_ ما هو مش معقول طول الوقت احنا مع بعض ، انا زهقت و عايزه اغير جو و اشوف وجوه جديده .
رفع حاجبه بدهشه مقوسا حاجبيه منزويا بجبينه و ردد
_ زهقتى منى ؟
ابتعت لعابها بحرج بعد ان رأت علامات الضيق باديه على وجهه فبللت شفتيها بخجل من نفسها فهو لا يستحق تلك المعامله ، فبالرغم من المشاكل الجمه التى تعرضا لها و هو لا يزال يغدقها بكل معانى الحب و المشاعر الصادقه و لكنها لا بد ان تتصرف هكذا ما ان ارادت انقاذه من الموت المحتوم حتى و ان كان الثمن كرهه لها و انفصالهما عن بعضهما البعض .
اقترب منها و انحنى بجذعه ليقترب منها و ابتسم بغزل و ردد برومانسيه و صوت هامس رقيق
_ مالك ؟ هى الضيفه بتاعه الشهر ده قربت و لا ايه ؟
اماءت مؤيده فاتسعت بسمته و قبلها من وجنتها و سألها بمكر
_ تحبى انزل اجيبلك شيكولاته ؟
اخفت عينها عنه بخجل و هى تشعر بنفسها تكاد تحلق فى سماء الحب من رقته معها و لكنها لا بد ان تتماسك اكثر فرددت بصوت حاد
_ ممكن تبعد عنى , انا زهقت من الطريقه دى .
لم يعيرها اهتماما الما القته على مسامعه و انحنى يلتقط شفتاها بقبله رقيقه متمهله انتظرها فيها ان تبادله و لكن طال الوقت و لم تفعل فابتعد جاحظا عينه بتعجب و هتف بضيق
_ للدرجه دى مش طيقانى ؟
التفت تحجب نظراتها الحزينه عن عينه المتفحصه و رددت بصوتها المرتعش
_ معلش يا سيف سيبنى لوحدى من فضلك انا تعبانه و عايزه انام .
قوس فمه بضيق و اتجه لخزانه ملابسه صامتا و اخرج منها ما يرتديه و دلف المرحاض ليغتسل و يخرج فوجدها لا تزال على حالتها المتجهمه جالسه على الفراش و كأن الطير قد حط على رأسها فزفر انفاسه بغضب و ردد بحده
_ فى ايه ؟ هو انا لسه عارفك انهارده ؟ ده مش حكايه PMS انتى اكيد فيكى حاجه تانيه و مخبياها عنى ، فى ايه انطقى بدل ما تجننينى .
لم تجيبه و لكنها بكت رغما عنها فسحبها داخل احضانه هاتفا بموده و حب
_ قوليلى ايه اللى مضايقك ؟ ماما كلمتك فى حاجه زعلتك ؟
اماءت رافضه فعاد يسألها
_ حصل حاجه عندكم فى البيت ؟
عادت لايماءاتها الرافضه مع همهمه بسيطه بالنفى فردد بفروغ صبر
_ اومال فى ايه ؟ انا لو مكنتش متأكد انى مش مزعلك كنت فكرت انك زعلانه منى .
ابعدها لينظر لعيناها الدامعتين و سأل بوجل
_ اكون زعلتك فى حاجه و مش واخد بالى ؟
انتحبت اكثر و اكثر و ارتمت فى احضانه هاتفه بصوت متحشرج
_ انا بحبك اوى يا سيف ، بحبك و مش قادره ابعد عنك .
هتف اﻻخر بدهشه
_ و تبعدى ليه بس ؟ مفيش قوه على اﻻرض ممكن تبعدك عنى ابدا .
تنفست عميقا فنظر لها مبتسما و ردد يسألها
_ قوليلى مالك ؟
قبلته بدون مقدمات و سحبته للفراش هاتفه بلهفه
_ خليك جنبى … احضنى جامد و متسنيش و متسألنيش فى حاجه ، بس خليك جنبى .
احكم ذراعيه عليها و ضمها بقوه و ردد بعبثيه
_ طيب ايه رأيك نعمل قله ادب قبل الضيفه دى ما تشرف !
ضحكت رغما عنها من تشبيهه فانحنى يقتنص شفتاها بقله مؤججه للمشاعر حتى غابا معا بتلاحم اجسادهما ليسطر كل منهما سطور من عشقه على صفحه اﻻخر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نهض مبتعدا عنها بعد ان قصت له ملابسات اﻻمر فزم شفتيه بتفكير لتردد هى متسائله
_ هتساعدهم ؟
سحب شهيقا عميقا و زفره على مهل و ردد بضيق
_ بس مش بالخطه العبيطه اللى انتى و هى حطينها دى ، شهاب ده تعبان و مش هيدخل عليه العبط ده .
تسائلت بحيره
_ عندك حل ؟
اماء صامتا و نظر لها بتردد و هتف
_ معايا مستندات توديه فى داهيه .
تعجبت من حديثه ففسر لها هاتفا
_ ناصر الصواف كان عامل نسخ من كل شغلهم و قالى على المكان اللى مخبى فيه المستندات دى …
لم يكمل حديثه فقاطعته هادره
_ و ساكت يا سعد ؟ ازاى تعمل كده و انت عارف انهم بيعملو المستحيل عشان يمسكوه ؟
اجابها بتبرير
_ الورق ده لو ظهر هنفتح علينا بحر دم مش هينتهى لانه فيه اسامى ناس تقال اوى و كبار فى البلد هنا و بره و مش هيسمحوا ان اساميهم تيجى فى الحكايه دى و …
عادت لمقاطعته تسأله بحده
_ و سكوتك عشان تحميهم يعنى و ﻻ خوف و لا ايه بالظبط ؟ انا بجد مصدومه فيك يا سعد .
لمعت عينه بالضيق و ردد معللا
_ انا مش عايز اعيش حياتى مُطارد ، و ناصر لما عرفنى بمكان المستندات دى كان هدفه انى اساعده فى مقابل الورق و هو عارف انهم مش هيسيبوه عايش ، و حطنى فى وش المدفع عشان كده انا رفضت ادافع عنه و رفضت عرض وائل انى اشتغل معاهم و رفضت انى اشتغل محامى لشهاب و اى حاجه هتعرضك للخطر او تعرض حياتنا و استقرارنا للخطر هرفضها يا نيللى .
اقتربت منه بدلال و ترجته و هى تداعب شعيرات صدره القصيره بجرأه هاتفه
_ هتساعدهم يا سعد ؟
ابتلع لعابه من تأثيرها عليه و حرك رأسه بالموافقه هاتفا
_ ايوه ، بس بشروطى و بطريقتى .
ابتسمت بسمه واسعه و هتفت بصوت هامس تتدلل عليه اكثر باقترابها منه
_ ايه شروطك يا سعد ؟
نظر لها بجديه و هتف موضحا
_ مفيش خطوه هتخطوها من غير علمى ، و اﻻهم ان سيف لازم يعرف .
حاولت الرفض معلله
_ سيف متهور و لو عرف ممكن يودى نفسه فى داهيه و لا …
قاطعها رافعا حاجبه اﻻيسر هاتفا باستنكار
_ بقا خايفه على سيف ليتهور و مش خايفه على جوزك حبيبك انه يبقا فى وش المدفع .
قضمت شفتاها بحرج فرفع وجهها بسبابته ليستمع لصوتها المتخاذل و هى تردد
_ انت بتعرف تتحكم فى انفعالاتك ، تقدر تضرب ضربتك من غير ما حد يحس انما هو هيودى نفسه فى داهيه .
غمز لها بطرف عينه و ردد بحزم
_ ده آخر كلام عندى ، سيف لازم يعرف و يساعدنا و اﻻ مش هتحرك من مكانى خطوه واحده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتظرها ان تغفو داخل احضانه و ابعدها برفق بعيدا عن جسده العارى و انحنى ليلتقط ملابسه و ارتداها بعجاله و توجه ناحيه حقيبتها و فتش بها فلم يجد ما يهمه و لكنه تفاجأ بوجود الكارت الخاص برفيقه وائل فزم شفتيه و ردد لنفسه
_ الكارت بتاع وائل بيعمل ايه فى شنطتها ؟
تأكد من شكوكه انها تخفى عليه امراً ما و ربما ذلك الامر يخص شهاب بالتحديد فامسك هاتفها و طبع كلمه السر و التى يعلم تماما انها اسمه ففتح قفل الهاتف على الفور و بحث فى محتواياته ليجد اكثر من مكالمه بينها و بين وائل فزفر بحده و غضب و ردد بتوعد
_ ماشى يا وائل الزفت ، اكيد عايز تستخدمها معاك فى خطه من خططك الغبيه … انا و انت و الزمن طويل يا بغل .
وجدها تتململ فى فراشها و تمد ساعدها و كأنها تبحث عنه فأعاد كل شيئ مكانه و تحرك بسرعه للفراش ليعود و يلتصق بها فهمهمت بخمول
_ كنت فين ؟
اجابها مدعيا
_ فى الحمام .
سحب شهيقا و طرده خارجه و احكم قبضته على جسدها هاتفا بما يشبه الامر
_ كملى نومك .
لتعود و تتخذ ذراعه كوساده و جسده كغطاء و تندثر داخله عميقا و هى تتنهد بحب فربت بكفه على ظهرها و ظل تفكيره يقوده للكثير و الكثير من الخيوط حتى يستطيع فهم ما يدور و جعلها هشه و ضعيفه الى هذا الحد .
استيقظ كعادته على صوت آذان الفجر فدلف المرحاض ليغتسل و ارتدى زيه الميرى و تحرك بخطاً متمهله حتى لا تستيقظ و لكنها كانت اﻻسبق بالنداء عليه
_ سيف …
صوتها العذب اقتحم قلبه و دك حصونه و جعله يتسمر مكانه و التفت لها ينظر لها بعشق و هيام خالص فرددت برقه
_ خد بالك من نفسك … و ادعيلى و انت بتصلى .
عاد لها و قبلها قبله رقيقه على جبهتها و ردد
_ حاضر يا مولاتى ، هدعيلك ربنا يهيدكى و يخليكى ليا .
خرج فتحركت هى اﻻخرى بعجاله تغتسل و ترتدى ثيابها استعداداً للخروج و لكن ليس قبل ان تهاتف نيللى و تخبرها على ملابسات آخر لقاء بشهاب فردت عليها اﻻخيره بحسم
_ سيبك من كل ده ، انا قلت لسعد الدين و هو هيساعدنا .
زفرت رافضه ما سمعته و رددت بتذمر
_ ليه يا نيللى قلتيله ؟ سعد ممكن يقول لسيف .
ابتلعت اﻻخيره لعابها و رددت بتوتر
_ اصلا سعد معاه حاجات ممكن تساعدنا و متنسيش انه محامى شاطر و دماغه بتشتغل بطريقه غيرنا و هينفعنا .
ترددت ان تخبرها شرطه باخبار سيف و تأملت بداخل نفسها ان تستطيع اقناعه بمعسول الكلام ان يترك تلك الفكره من رأسه حتى لا تضع صديقتها – التى وثقت بها و اعطتها سرها – فى موقف حرج .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذهبت لمكتبه بعد ان تقابلت مع زوجته و دلفتا معا تحيه اﻻولى باحترام
_ ازيك يا متر ؟
اجاب بايجاز
_ الحمد لله .
اشار لهما بيده هاتفا
_ اتفضلى اقعدى .
و نظر لزوجته التى ترجته باعينها ان يُنفذ مطلبها و لكن لم يظهر على وجهه اى تأثير من رجاءها المبطن فعاد و جلس على مكتبه و شبك اصابع يديه اﻻثنان معا و اسندهما امامه على المكتب و ردد
_ بصى يا مدام دارين ، انا المحامى بتاعك قبل اى صفه تانيه ، يعنى قبل ما تكونى مرات صاحبى و ﻻ صاحبة مراتى … عشان كده خلينى اكلمك بصراحه و بصفتى المحامى بتاعك و اللى المفروض اكون عارف عنك كل كبيره و صغيره .
ابتلعت لعابها بتوتر مما هو اتىٍ و استمعت له يردد
_ انا اقدر اوقف اللى اسمه شهاب ده عند حده ، بس لازم سيف يعرف بالحكايه كلها عشان …
قاطعته راجيه
_ لا ابوس ايدك ، بلاش سيف يعرف حاجه .
حرك رأسه رافضا و ردد بحزم
_ ده شرطى عشان اساعد ، سيف لازم يعرف .
لم يكمل حديثه فوجد سيف بشحمه و لحمه امامه و هو يقتحم عليهم المكتب هاتفا بحده
_ طبعا الطرطور لازم يعرف يا مدام دارين .
ما تلك اللعنه التى شعرت بها على حين غُره ، بغفله من الوقت تجمدت اطرافها و شعرت بغصه تعلق بحلقها ، فهى لم تتخيل باحلامها ان تشعر بهذا الكم من الخوف و الرهبه ممن احبت ! و لكن نبرته الحاده و التى لم تستمع لها من قبل حقا زرعت الذعر بقلبها فهوى بين قدميها .
ابتلعت غصتها و اطرقت رأسها لاسفل و هو يتقدم بخطوات تدب اﻻرض دباً و تهدد باحراق العالم و هى معهم و رأت كل من وائل و عماد فى اثره فنظرت لنيللى بنظره تخاذل لتحاول اﻻخرى تبرير موقفها و لكن لم يسعفها الموقف ليهدر سيف بصوت حاد ارتجت على اثره جدران المكتب
_ بقا حضرتك بتلغينى من حياتك و تنزلى من غير اذنى و كمان بتروحى تقابلى الندل ده من ورايا يا دارين ؟
حاولت التحدث و لكن عيونه المحتقنه بدماء الغضب جعلتها تتراجع و هو يقترب منها اكثر هاتفا بغل
_ انا هعلمك ازاى تتصرفى من دماغك يا دارين ؟
تردد وائل ان يتدخل بالحديث بينه و بين زوجته فهو قد نال ما يكفيه منه عندما اقتحم مكتبه صباحاً بغضب لم يسبق ان شاهده فعلم وقتها انها قد اخبرته ليحاول تبرير موقفه فما كان الا ان اخبره بما يجهله مما دفع سيف للانقضاض عليه و الهدر به و توبيخه على قله فطنته و ضمور ذكاءه فصمت مرغما .
اقترب سعد الدين بهدوء مرددا بتأكيد
_ اهدى و اسمع يا سيف قبل ما تتعصب بالشكل ده .
هاج و لم يكبح غضبه اﻻ عندما ردد سعد بحده
_ يا بنى انا مكنتش اعرف و اديك سامعنى و انا بقولهم انك لازم تعرف .
التفت حول نفسه و هو ينظر بوجوه الجميع هاتفا بتحذير
_ اى حد فيكم هيسمح لنفسه انه يتدخل فى حياتى و يخبى عليا ادق الامور اللى تخصنى انا و مراتى يعتبر نفسه عدوى من اللحظه دى و مش عايز اشوف وشه تانى … مفهوم ؟
انهى حديثه و هو يرمق وائل بنظرات ذات مغذى و كأنه يخصه هو بذلك الحديث فابتلع اﻻخير لعابه بحرج و احنى رأسه ليستمع لباقى حديثه و هو يستطرد
_ واحد غبى و رايح يخطط خطه هبله و مدخل مراتى معاه زى ما كان عايز يضيع نور قبل كده بغباءه .
ظل وائل صامتا محاولا امتصاص غضبه و اﻻخر يكمل
_ بدل ما كان البغل شهاب حاطط عينه على مرات صاحبه من بعيد لبعيد و الحكايه كلها كانت مجرد هاجس فى دماغه ، راح الغبى موديهاله بنفسه عشان يشوفها زى اى قواد .
لمعت عين وائل من اﻻهانه و حاول الرد فامسكه عماد من راحته ليصمت و لكن ابدا لم يتقبل الامر و ما زاد الموقف تأزما هو خروج دارين عن هدوءها و رددت بحده
_ انت بتقول ايه ؟ ازاى تتكلم كده ؟
رمقها بنظرات حاده و ردد بصوت اجش
_ اقعدى و مش عايز اسمع منك نفس .
هدرت هى اﻻخرى بغضب اهوج
_ انت مش فاهم كلامك و لا فاهمه و قاصد ترميه بالشكل ده ؟ انت مش بتقول على صاحبك و بس انه قواد ، انت بتقول على مراتك انها مومس …….
قاطعها بخروجه عن المقبول و صفعها بحده و هو يصرخ بها
_ اسكتى خالص انتى لسه حسابك معايا بعدين .
شهقه قويه خرجت من نيللى و هى تهرع بجوارها و تتمسك بها بقوه و اﻻخرى واضعه يديها فوق وجنتها الملتهبه من صفعته القاسيه و ظلت تنظر له بحزن و لم تذرف و لا عبره واحده و لكنها تسمرت مكانها تنظر له و هو يتحدث مع سعد الدين
_ و انت …. ايه اللى فى ايديك نقدر نستفاد منه ؟
ابتلع لعابه و فتح جارور مكتبه و اخرج الكثير من الملفات و القاها امامهم و ردد
_ بس يكون فى علمكم الملفات دى هتفتح علينا ابواب جهنم و كلنا هنكون فى خطر .
رمقه سيف بنظره متدنيه و ردد بتقزز و طريقه مبتذله غير معهوده عليه
_ خّرج نفسك انت و اركن على جنب طالما خايف .
ثم نظر حوله و ردد بحده
_ واى حد تانى خايف على نفسه و لا على اللى حواليه يتفضل يمشى من هنا و انا كفيل اخلص الحكايه دى لوحدى .
هنا تحدثت نيللى مردده
_ دارين كان معاها حق لما قالت عليك متهور و ممكن تودى نفسك فى داهيه لحظه غضبك .
اعقد حاجبيه و ردد بضيق
_ يا ريت الحريم تخليها فى نفسها و متتكلمش .
غضب سعد الدين من طريقته فى التحدث مع زوجته فهاج به موبخا
_ جرا ايه يا سيف ؟ انت فاكرها واحده من المساجين اللى عندك و لا ايه ؟ دى مراتى يا اخى اعملى اى احترام حتى !
صاح بغضب
_ مش لما كنتو انتو تعملولى احترام !! انا مش هعدى اللى حصل ده ابدا و كل واحد منكم غلط هياخد جزاءه بس اخلص من شهاب الزفت اﻻول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قاد سيارته و هى جالسه بجواره لم تتفوه بكمله طوال مكوثهم جميعا بمكتب سعد الدين و هم يراجعون اﻻوراق و المستندات حتى يجدوا ما يمكنهم من القضاء عليه الى اﻻبد .
وصلا لاعتاب منزلهما فدس مفتاحه بطبله الباب و فور ان فتحه اندفعت كالبرق الغاضب للداخل و تبعها هو بهدوء و رويه مغلقا الباب وارءه ذاهبا للشرفه و جلس هناك يُشعل سجائره الواحده تلو اﻻخرى حتى احترق صدره بدخانها .
اما هى فقد ملئت حوض اﻻستحمام بالمياه الدافئه و جلست بداخله تضم ركبتيها الى صدرها تنتحب بصمت و هى تتذكر اهداره لكرامتها امام هذا الجمع من الناس و صفعه لها لاول مره بحياتهما فظلت تبكى حتى تقطعت نياطها من كثره البكاء على ما آل له حالها بين ليله و ضحاها .
خرجت بعد وقتاً لا بأس به لترتدى ملابسها و خرجت لتجده يجلس بالشرفه كما تركته و هو شارد بالفراغ امامه لا يُبدى اى حركه او رده فعل فاقتربت منه و هتفت بصوت حزين
_ الجو برد و ممكن ….
قاطعتها نظراته الحاده و الغاضبه و ردد بغضب
_ ملكيش دعوه بيا ، و اتفضلى من قدامى مش عايز اشوفك .
انتفخت فتحتى انفها بالبكاء و نزلت عبراتها على وجنتيها و رددت بصوت مختنق
_ غلطان و بجح كمان ما شاء الله .
انتفض من مجلسه و انذرها بنظراته الحاده و ردد بصوت رجولى غاضب
_ لو مش عايزه الوضع يتطور بينا لاكتر من كده اخفى من وشى الساعه دى .
ابتلعت غصه بحلقها و هتفت بضيق
_ انت مش واخد بالك ان كل زعله بينا انا اللى لازم اجى و ابدء الكلام معاك ؟ كنت انت اللى غلطان او كنت انا ؟
رمقها بنظره غاضبه و هتف يتسائل
_ و يا ترى المره دى شايفه مين فينا الغلطان ؟ انا طبعا عشان مديت ايدى عليكى مش كده ؟
زفرت انفاسها بحده و هتفت
_ مش بس كده ، انت عارف كويس انت قلت ايه و جرحتنى ازاى ؟ ده غير غلطك فيا و عصبيتك و كمان ضربتنى بالقلم ، و كل ده ليه ؟ عشان خايفه عليك و فكرت احل الموضوع بعيد عنك .
انسحب من امامها و دلف للداخل فتبعته و امسكته من ذراعه تلفه لينظر لها و رددت بضيق
_ انت بتتحول من اﻻنسان الحنون الرومانسى لانسان فظيع و مستحيل حد يستحمله لمجرد ….
قاطعها بغضب
_ لمجرد انك تقلللى منى و تلغينى و تخلى زمايلى يبصو عليا انى مليش لازمه ، و لا انتى مش فاهمه ان اى مكان اللى هيحصل كان هيتعرف فى الداخليه كلها ان مرات سيف المهدى كانت مخلياه طرطور و ميعرفش حاجه عن تحركاتها .
حاولت ان تعترض جسده بعد ان دفع يدها الممسكه به و انطلق مغادرا و لكنها لم تستطع فعل شيئ امام ثورته العارمه حتى استمعت لصوت قرع جرس الباب فتوجهت لفتحه دون الانتباه او الحيطه للنظر من العين السحريه فتفاجئت به امامها بجسده العريض و منكبيه المختفيين اسفل ستره بدلته فلمعت عينها و هى ترمقه بنظرات مدهوشه غير مصدقه لما تراه عينها و هى تردد بتوتر و تلعثم واضح
_ إاااننتتت

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى