روايات

رواية سجينة قسوته الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

رواية سجينة قسوته الفصل الثاني 2 بقلم أميرة مدحت

رواية سجينة قسوته البارت الثاني

رواية سجينة قسوته الجزء الثاني

رواية سجينة قسوته
رواية سجينة قسوته

رواية سجينة قسوته الحلقة الثانية

متعرفش عدا أد إيه؟!.. لكن كل إللي تعرفه أنها لما فاقت هاجمها كل الوجع إللي كانت حاسة بيه، لدرجة أنها مبقتش عارفة أن ده وجع نفسي ولا وجع جسمها إللى أتهرى ضرب بالحزام، هي متعرفش حاجة غير أنها حقيقي تعبت، تعبت من إللي عاشته من وقت وفاة والدتها، عذاب أبوها إللي بيعشه ليها، وقسوة مرات أبوها عليها، وآخر حاجة أنها تتجوز واحد من غير رضاها وأعمى!!.. المشكلة عندها مش في دي، المشكلة الأكبر هي أنها مش بتحبه، ومش قادرة تتقبله كزوج، يمكن بسبب غصبانها على الجوازة دي؟!.. لكن إللي تعرفه أنها حقيقي مش مؤمنة بالحب إللي بيجي بعد الجواز، هي كان نفسها تلبس فستان الأبيض لـ إللي بتحبه وبيحبها، كان نفسها زي أي بنت يجيلها فارس راكب الحصان الأبيض، ويمد إيده ليها ينتشلها من عذاب أبوها وقسوة مراته عليها، لكن أحلامها وقعت في الأرض لما أتجوزت بالطريقة، وكأنها بضاعة أشتراها أدهم الشناوي، عشان تخدمه، وتعمله إللي هو عاوزهُ.
فتحت عينيها بصعوبة وهي بتتأهوه، وأبتدت تقعد كويس وهي بتبص حواليها بعدم فهم، مش فاكرة إيه إللي حصل، بصت على دراعها إللي كله علامات من الضرب، قبل ما تبص ناحية الباب وتلاقي أدهم داخل عليها بهيبته إللي بتخطفها، قرب منها بخطوات ثابتة قبل ما ينده عليها بصوت هادي.. فيه شيء من الأرتباك:
-يارا، إنتي فوقتي؟!..
هزت راسها بـ آه، وهي بتتأمل ملامحه الهادية، فـ رجع قال:
-يارا، أنتي فوقتي ولا لسة؟!..
حاولت تتكلم قبل ما تقول بصوت كله توتر:
-أأ.. أيوة، أنا فوقت، هـ.. هو إيه إللي حصل يا أدهم باشا؟!..
أتنهد بصوت مسموع قبل ما يرد بإقتضاب:
-أنتي أغم عليكي، ضغطك كان واطي، واضح أنك مكلتيش من فترة.
بلعت ريقها بصعوبة قبل ما يكمل بلهجة قوية.. آمرة:
-وماتقوليليش أدهم باشا، أدهم وبس يا يارا.
وطت راسها قبل ما تقوله:
-المقامات محفوظة يا أدهم باشا، أنا فين وأنت فين؟!..
رد عليها بهدوء جاد:
-مفيش مقامات ولا حاجة، لو مش واخدة بالك أنتي بقيتي مراتي.
كلمة غريبة على مسامعها، كلمة مرعبة، أنها إزاي متجوزة واحد بنات مصر كلها تتمنى تتجوز زيه، غني.. و وسيم، آه بتسمع أن طباعه قاسة، لكن مع الطيب فهو بيبقى طيب جدًا، ومع الشرير بيتقلب 180 درجة.
ردت عليه يارا بتوتر:
-أنا أسفة، بس مش قادرة أتعود لغاية دلوقتي على الكلمة دي، حساها غريبة.
هز راسه بتفهم قبل ما يقول بجدية:
-ده طبيعي، مسيرك تتعودي.
وبعد كدا قرب أدهم منها كام خطوة من السرير بتاعها، فرجعت لورا بخوف وهي بتسأله:
-أنت بتقرب ليه؟
مردش أدهم عليها، وأستمر في خطواته ناحيتها لغاية ما قعد جنبها بهدوء وبحذر على طرف السرير، فرجعت يارا لورا بخوف أكبر، وهي بتسأله بتوتر كبير:
-إيه؟ في إيه؟ بتقرب كدا ليه، ما ترد!
رد عليها بصوت حاد:
-أسلوبك يتعدل أولًا، ثانيًا متخافيش، أنا عمري ما هأذيكي، ولا هقربلك بدون رضاكي، يعني أطمني يا يارا.
حاولت تبعد خصلات شعرها عن وشها بصوابعها إللي بتترعش من التوتر والقلق، تابعته بعيون قلقة فلقته بيمد إيده ناحية درج الكومودينو، وبيفتحه بحذر وبيخرج منه علبة مرهم، ضيقت حواجبها بإستغراب، وهي بتشوفه بيفتح العلبة ومن بعدها بيفتح المرهم نفسه وبيحط شوية على إيده، قبل ما يقولها بلهجة شبه آمرة:
-إديني إيدك.
سألته بغباء:
-ليه؟
رد عليها بتريقة:
-على حد علمي إنك المفروض بتشوفي؟!.. فـ أنتي شايفة إيه؟!
فضلت ساكتة ومردتش على كلامه، فضلت تبصله بخوف وبس، كأنه هيقوم ياكلها! فـ أتكلم أدهم بزهق لما لقى مفيش رد فعل منها:
-ها يا يارا، ما تمدي إيدك بقى!..
وفعلًا مدت إيدها بتوتر، ورعشة جسمها واضحة جدًا لدرجة أنه هو حس بـ ده، وأول ما حس أن إيدها قربت منه، فقام مد إيده ومسك إيدها، وبهدوء وحرص شديد منه أبتدا يوزع المرهم على دراعها، وبحنية كبيرة غير متوقعة من شخص زيه، إبتدا يدعك على دراها بالمرهم بحرص وقلق أن صوابعه الخشنة توجعها، فضت تبصله يارا بذهول من تصرفه، وغصب عنها أبتدت دموعها تنزل بوجع على حالها، وإحساس الحنية بيوصلها بمنتهى السرعة لجوا قلبها، وده بيخطف قلبها أكتر.
ضيق أدهم حواجبه أكتر فجأة قبل ما يسألها:
-إيه ده؟ هو أنتي بتعيطي.
خرجت شهقة منها غصب عنها قبل ما تسأله بذهول:
-أنت، أنت عرفت إزاي؟!..
أتنهد بعمق قبل ما يرد عليها بجمود:
-حسيتك بتحاولي تكتمي دموعك وصوت عياط، عشان معرفش، لكن حاسة السمع عند الأعمى بتبقى قوية.
قالتله يارا بصوت حزين:
-أنا اسفة لو كنت أزعجتك.
سكت أدهم للحظات قبل ما يقولها بهدوء:
-المشكلة أنك متعرفنيش يا يارا، لو تعرفيني مكنتيش هتقولي كدا.
سألته بسخرية على حالها:
-إللي اعرفه اني مجرد بضاعة، بضاعة يا أدهم باشا، بضاعة أشتراها والدك ليك، بذمتك هعرف عنك إيه؟ أنت لو تعرف أنا مرعوبة أد إيه، كنت هتفهمني وهتقدر كل كلمة بقولها..
رفع ادهم حاجبه قبل ما يقولها بلهجة فيها ثقة وشيء من التريقة:
-أنا ملاحظ أنك بتتكي على كلمة بضاعة؟! مين قال إنك بضاعة يا يارا؟!.. إنتي بني آدمة، إنسانة!
وقف كلام للحظات قبل ما يكمل بتريقة:
-وهيشتريكي بضاعة ليه؟! عشان تكفي أحتياجاتي أكمني أعمى مثلًا، وتبقي خدامة ليا؟
أتعدلت في قعدتها قبل ما تقول بسرعة:
-لالا، صدقني ده مش قصدي، انا بس واحدة أتغصبت على جوازة مكنتش على بالها، واحدة كان نفسها تشتغل، وتتجوز واحد بيحبها وأنا أكون بحبه، واحد يخلصني من عذاب أبويا، وقسوة مراته عليا، لكن.. لكن حصل غير كل إللي أتمنيته، تفتكر ده مش كفيل أنه يكسرني من جوا، ويخليني أخاف منك.
فضل أدهم ساكت لفترة طويلة وهو بيبص قدامة في نقطة فراغ، قبل ما يمد إيده ببطء ناحية وشها، أترعشت يارا من لمسة إيده على وشها، وغمضت عينيها بإحساس جميل وغريب لما لقيته بيمسح دموعها بحنية مش معتادة منه، قبل ما يقول بلهجة جادة وقوية:
-ماتخفيش يا يارا، أنا.. أنا هجبلك حقك، أطمني.
وإبتسامة هادية أرتسمت على وشه قبل ما يقول بهدوء أكبر عشان يطمنها أكتر:
-وعشان أطمنك أكتر، أنا هنام على الكنبة، وأنتي نامي على السرير، بس أي حاجة بتحصل هنا متطلعش لبرا، يعني قدام الكل تباني إنك سعيدة معايا، وأن حياتنا ماشية طبيعي جدًا كزوج وزوجة، تمام؟!..
هزت راسها بابتسامة وهي بتجاوب:
-تمام يا أدهم باشا.
رد عليها بضيق:
-ما قولنا بلاش باشا.
أبتسامتها وسعت أكتر قبل ما تقول بجدية:
خلاص متزعلش، بس بلاش تنام على الكنبة، أنا شايفة أن الكنبة صغيرة ومش هترتاح في النومة، وأنت بتصحى من بدري على الشغل مع والدك على شركتكم، فحرام تروح تعبان وجسمك متكسر.
سألها باستغراب:
-قصدك يعني آآ..
ردت عليه بتأكيد قبل ما يكمل:
-قصدي أنك تنام عادي جمبي على السرير، بس نحط مخدة في النص، ويكون في حدود ما بينا، أتفقنا؟
هز راسه بابتسامة هادية ولاول مرة من زمان يحس أن حد بيفكر فيه:
-أتفقنا يا يارا، أتفقنا.
قال الكلمة دي وبعدها خد دراعها التاني وأبتدى يوزع المرهم عليه ويدهنه بحرص، وهي بتبصله بعدم أستيعاب، أنه بيعمل حقيقي كدا، وأنه قالها الكلاك ده، إللي يداوي أي قلب مجروح.. مكسور، ويخلي العشق يطلع أول سلمة في علاقتهم.

*****

تاني يوم جه، وخرجت يارا من اأوضة بعد ما أدهم أستدعاها عشان يفطروا سوا تحت مع والده، وفعلًا أول ما دخلت أوضة السفرة، لقت والد أدهم في النص وجمبه أدهم بيقلب في الطبق بهدوء، إبتسم أحمد والد أدهم ليها أول ما شافها وشاور بإيده وهو بيقول:
-أتفضلي يا بنتي، واقفة عندك ليه؟
دخلت يارا بتوتر قبل ما تروح على الكرسي إللي جمب أدهم وتقعد عليه، فقال والد أدهم:
-متتكسفيش يا يارا، أنتي بقيتي مرات أدهم، يعني مرات إبني، وبقيتي بنتي إللي مخلفتهاش، أعتبريني والدك، ولو عوزتي أي حاجة قوليلي.
إبتسمت بسعادة قبل ما تقوله ببهجة:
-شكرًا بجد يا أونكل، شكرًا جدًا ده شرف ليا.
قربت واحدة من الخدامات إللي موجودة، وحطت أكل ليها، وبعد كدا مشيت، أبتدت تاكل يارا وهي حاسة بروقان من زمان محستوش، ولكن تأتي الرياح فيما لا تشتهيه السفن، وشها أتقلب بقلق وبخضة لما لقت واحدة في سنها داخلة أوضة السفرة بتبصلها بإحتقار و وراها ست شكلها والدتها بتبصلها بقرف، بلعت ريقها بصعوبة وهي بتاكل قبل ما تسمع مايا بتقول بهدوء:
-صباح الخير يا أونكل.
هز والد أدهم راسه بضيق غصب عنه، وبذات لما لهجتها أتقلبت لدلع فجأة لـ أدهم وهي بتقوله:
-صباح الخير يا أدهم، وحشتني أوي.
بصتلها يارا برافع حاجب قبل ما تبص على أدهم فـ لقته بيقول بلهجة مليانة جمود:
-صباح النور يا مايا.
أتغاظت مايا لما لقته مردش على كلمتها الأخيرة، فقالت والدتها لـ أدهم وهي بتبص على يارا بتفحص واضح:
-صباحية مباركة يا عريس.
بصت يارا بسؤال لوالد أدهم عن مين دول، فقال بضيق:
-أعرفك يا يارا، دي نادية هانم مرات أخويا، وبنت أخويا مايا.
بص على مايا وهو بيسألها بلهجة ذات مغزى:
-إيه يا مايا، مش هتسلمي على مرات أدهم ولا إيه؟
رفعت مايا حواجبها قبل ما تبصلها بقرف وهي بتقول بتريقة:
-أسل لى مين؟!.. أنتوا صدقتوا انها مراته بجد؟!
سألتها يارا بحدة:
-اومال أنا إيه؟!..
ردت عليها مايا بقسوة:
-أنتي هنا يا ماما خدامة، خدامة وبس!!. أوعي تعيشيلي دور الزوجة وإلا هتلاقيني في وشك بكسر رقبتك.
بصتلها يارا بذهول، قبل ما تلاقي أدهم بيقوم بغضب وهو بيزعق لمايا:
-جرا إيه يا مايا، أحترمي نفسك، إنتي بتهيني مراتي وأنا موجود؟!..
بصتله مايا بملامح باردة، قبل ما تسأله بتريقة:
-إيه ده، هو أنت ماقولتهاش أنك أتجوزتها ليه؟ لا أنا كدا أزعل.
بصتلها يارا بعدم فهم وخوف:
-أ.. أتجوزني ليه؟ أنا مش فاهمة حاجة.
زعق أدهم بعصبية لمايا:
-أخرسي يا مايا، متتعديش حدودك أكتر من كدا.
قام والد أدهم من مكانه وهو بيزعق في الكل:
-جرا إيه؟ أنتوا مش عاملين حساب لوجودي ولا إيه.
قالت مايا بصوت عالي:
-في إيه يا أونكل، ما إحنا كلنا عارفين الحقيقة؟
زعقت يارا بتوزتر:
-حقيقة إيه؟ ما تتكلمي، أنتي مين بظبط.
قالت مايا ببسمة باردة وتريقة:
-أهو أنتي كدا بتسألي صح، أنا مايا، بنت عم أدهم، وأبقى خطيبته.
بصتله بعيون كلها ثقة وهي بتكمل:
-وبعد أسبوع هيبقى فرحنا.
سألتها يارا برعب:
-بعد أسبوع، أومال أنا أبقى إيه؟!..
ردت عليها بمنتهى البرود:
-أتجوزك عشان خاطر أبوه، وفي نفس الوقت عشان ينتقم مني على إللي عملته، لكن خلاص إللي بينا أتصلح، بدليل أن فرحنا بعد أسبوع، مش كدا يا أدهم.
زعق والد أدهم وهو بيقولها:
-أنتي أتهبلتي يا مايا ولا إيه، شكلك أتجننتي.
-أنا أبقى أتجننت لو خليت واحدة زي دي تفكر أن أدهم هيبقى زوج ليها هي وبس، أدهم بتاعي يا أونكل، بتاعي أنا وبــــس.
بصت ليارا وهي بتقولها بإحتقار:
-فهمتي يا شاطرة ولا أفهمك بطريقتي؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينة قسوته)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!