روايات

رواية ست البنات الفصل الخامس عشر 15 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الخامس عشر 15 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الخامس عشر

رواية ست البنات البارت الخامس عشر

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الخامسة عشر

لم أدرى بنفسى إلا وأنا مغشيا ً علي ولم أفق الا فى صبيحه اليوم التالى , ظن الجالسون أننى لم أتحمل الصدمه وسألحق بهم ولكن طمئنهم الطبيب ان تلك الصدمه تسببت فى انسحاب اجتماعى كعرض من أعراض المرض النفسي الذى يحدث لمن تلقوا صدمات قويه جعلتهم غير قادرين على مواصله حياتهم بصوره طبيعيه وبمرور الوقت يستعيدون وعيهم , ظللت نائمه مغمضه العينين باكيه القلب أشعر اننى داخل دوامه عاتيه تدور بسرعه فائقه وبلا انقطاع وادور معها لا استطيع التوقف فكنت كالسابحين فى الفضاء لايشعرون بثقل أجسادهم ودعوا الجاذبيه تحركهم كيفما شائت , استيقظت فى اليوم التالى على إثر يد صغيره تعبث بوجهى , فتحت عينى رويدا فرئيته أمامى يمد يده يتلمس ملامحى وعلى وجهه ابتسامه ينشرح لها القلب وتتفتح لها الأورده , نهضت متثاقله على وجهى ابتسامه شاحبه عندما رأها ضحك هوا فرحاً وطربا ً فحملته بوهن قربته من قلبى كنت احتضنه وابكى فكانت ذراعيه الصغيرتان هما الملجأ لى , جعلنى اشعر اننى مازلت أحيا وفى جسدى دماء تسري فلطالما كان هوا الحافز الذى لا ينضب وتميمة حظى التى تجعلنى استطيع الاستمرار كلما حاولت الظروف قهرى , حملت تميم وخرجت من الغرفه فوجد امى وابى وصفي جالسون بالردهه ساكنون وكأن الطير على رؤوسهم عندما رأونى لووا أعناقهم وتلهفت أعينهم ليروا وقع تلك الصدمه التى تشيب لها الرؤوس , ركضت أمى تجاهى وحملت تميم خشيه ان يقع من يدى المرتعشه ودموعها فى عينيها أنهاراً , اتجهت ناحيه صفي الذى هب واقفا ً وامسك بيدى يساعدنى على الجلوس , حاولت ان اتماسك وان اجعل كلماتى تخرج من حلقى دون انهيار ولكن دموعى أبت التوقف
– صفي
– أؤمرى ياميراس
– لو بتعزنى بجد زى ما قولتلى اطلع دلوقتى على القصر العينى واتأكد من اللى سمعناه
– حاضر يابنت خالتى مش هيغمض لى جفن الا لما اطمنك
قالها صفي وانصرف وجلست انتظره فكانت الدقائق تمر ساعات والساعات تمر أعوام حتى شعرت أننى اكبر فى العمر بسنوات كثيره , لم أبرح مكانى ولم أحدث من حولى حتى اننى لم استجب لدموع امى التى رجتنى ان اتناول ولو القليل حتى لا أسقط مغشيا ً علي , فقط كنت احتضن تميم لأرى الأمل فى عينيه , ظللت على تلك الحاله حتى انقشع الضوء وحل مكانه الغروب ودق هاتفى برقم صفي
نهضت اسحب قدماى ناحيته وأمسكته بيد مرتعشه وعينين اصبحتا جمرتين من نار تنساب الدموع منهما أنهارا ً , فتحت الخط ووضعت الهاتف على أذنى دون ان انطق ففى تلك اللحظه صمت كل شئ حتى صوتى رفض ان يخرج فأتانى صوت صفي
– ميراس انتى سمعانى
اجبته بحلق جاف ولسان مرتعش وصوت خافت
– ايوه
صمت صفي قليلا ً فتسارعت دقات قلبى وتوقف نبضى حتى لا يشوش على سمعى ومنعت تنفسي ترقبا ً ولهفه
– مفيش دكتور بالاسم دا وعمر مدخلش المستشفى , عمر عايش يا ميراس
لم اشعر بنفسى الا وانا اضحك وابكى , كنت احتضن الهاتف وانا اضحك بصوت عالى ودموعى تنساب كالسيل , سجدت شكرا ً لله الذى طمئن قلبى ولم يخزل دموعى , عرف الجميع ما حدث من سعادتى التى فاقت الوصف فشكروا الله وارتفعت اصوات الحمد والمنه , اغلقت هاتفى مع صفى الذى اخبرنى انه فى طريقه للعوده الان
دخلت غرفتى بدلت ملابسى بسرعه واتجهت ناحيه باب الشقه فاستوقفتى امى
– رايحه فين يابنتى
– رايحه مشوار صغير
– مشوار ايه دلوقتى الدنيا ليل ابقى روحى بكره
– مش هقدر
قلتها وانصرفت ناحيه بيت عمر لأقابل داليا , اعلم جيدا ان فى يديها خيوط كثيره اذا تشابكت معا ً وضحت الكثير من الأمور , لم يمضى الكثير وكنت واقفه امام الباب , طرقته ففتحت لى وفاء ووجدت والده عمر جالسه منحنيه الظهر باكيه العينين عندما رأتنى هبت واقفه تحتضننى ودموعها تغسل وجهها
– ميراس , عامله ايه يابنتى وابنك عامل ايه ؟
امسكت بيديها اطمئنها
– انا كويسه ياماما وتميم بخير , فين عمر ؟
عادت للبكاء واقتحم الحزن ملامح وجهها
– معرفش يابنتى , داخلين على اسبوع ولا حس ولا خبر, قلبى واكلنى عليه ومش عارف فين اراضيه
– داليا فين ؟
– داليا مشيت
– مشيت ؟
– ايوه تانى يوم مامشيتى لمت هدومها ومشيت بالليل قبل ما نصحى ولما بنتصل بيها مبتردش
– طيب قوليلى بيت اهلها فين
– ليه يا بنتى فيه ايه طمنينى الله لا يسيئك
– مفيش حاجه ياماما اتطمنى عمر بخير وانا متأكده بس عايزه اتكلم معاها
اخذت العنوان وحفظته عن ظهر قلب واتجهت ناحيتها فلا يهمنى تأخر الوقت ولا يهمنى ما يحدث فلا يوجد اهم منه وقلبى يحدثنى انه بخير متلهفا ً لرؤيتى كما يحرق قلبى الشوق اليه
عندما وصلت لم اتمهل وطرقت الباب بسرعه وقوه , فتحت لى والدتها
– ميراس , اهلا وسهلا يابنتى اتفضلى
– ازيك ياحجه
– بخير يابنتى الحمد لله انتى عامله ايه ومين معاكى
– لا مفيش حد معايا انا جايه لوحدى
– خير يابنتى فيه ايه ؟
– كنت عايزه داليا فى كلمتين
– ادخليلها ياميراس انتى مش غريبه
اتجهت ناحيه غرفتها لم اطرق الباب ولم استئذن , فقط دفعته مره واحده فانفتح على مصرعيه فوجدتها ساجده تصلى , انتظرتها حتى انهت صلاتها وجلست بجوارها على الأرض
– تفتكرى ربنا هيتقبل
كنت اعلم ان وجودى مفاجئ لها ولذلك لم اتراجع عن ذلك الامر لعلى اجد ما يشفى صدرى
– ميراس !! ايه اللى جابك؟
– جيت ابص فى عنيكى واشوف اذا كان لسه فيها رحمه ولا خلصت
نكست داليا رأسها ولم تنطق فاستطردت
– والدتك ست طيبه واهلك ناس محترمه امال انتى جايبه الشر دا كله منين
اعتدلت داليا فى جلستها ونظرت لعينى مباشره ً واستطردت
– انا مش شيطان يا ميراس ولا انتى ملاك , انا مكدبتش فى اى حاجه قولتلهالك لما جيتلك لحد بيتك الا خبر حملى , لكن مكدبتش فى وجعى وحرقه قلبى اللى كنتى سبب فيها , انا عارفه ان الغيره والغضب فجروا الشر جوايا لكن كمان انتى مش بريئه من التحول اللى وصلت له , انتى اللى دخلتى حياتنا وخربتيها كنت فاكره انى لما اوافق عمر على جوازه منك هلاقيكى انتى رفضتى لكن طبعا انتى نسيتى عابد ووافقتى تتجوزى عمر بكل بساطه واوعى تكدبى وتقولى ان تميم هوا السبب
– لا يا داليا مش هكدب عليكى واقول ان السبب الوحيد هوا تميم حتى لو كان هوا السبب الاول فى موافقتى الجواز من عمر ولا هقولك انى رفضت كتير وتحت ضغط والده عمر وافقت ولا هقولك ان ظروفى مكنتش تسمح انى اقعد عند اهلى ويصرفوا عليا وعلى ابنى لكن هقولك انى فعلا حبيت عمر ووافقت على جوازى منه بإرادتى بس وافقت كمان انى ابقى اخته طول العمر ومشتكتش وعمرى ماعملت معاكى مشكله ولا اتعرضتلك لكن انتى اللى دايما كنتى بتوقعينى فى مشاكل , كنتى بتكرهينى من غير ما تشوفى منى حاجه وحشه وكرهتى عمر والكره عماكى وخلاكى تخبى عليه مرضه
– انا مكنتش هخبى ومكنتش همنع الخلفه منه بالعكس لما عرفت انك حامل واحنا متجوزين مع بعض انا اللى طلبت منه نروح للدكتور ونكشف ولما صارحنى انه عاوز يتجوزك وانك وافقتى كانت النار اللى فى قلبى كفيله انها تحرق بلد بحالها , لقيت نفسى بخبى عليه مرضه وكمان منعت الخلفه بنفسى مكنتش قادره اتحمل فكره انه يخلف منى ومنك وتفضلى موجوده فى حياتنا على طول , وعلشان كدا كدبت وقولت انى حامل علشان تنسحبى من حياتنا
– انتى بتكدبى على نفسك ياداليا , انتى لو حبيتى عمر بجد مستحيل كنتى خبيتى عليه مرضه وشوفتيه بيتألم قدام عنيكى وانتى عارفه انه محتاج علاج , لو حبتيه كنتى اتمنيتى يكون ليكى الف طفل منه , انا عذراكى فى غيرتك وفى اى تصرف نتج منها لكن كل دا ميديكيش الحق فى انك تموتيه بالبطئ
– وعمر كمان محبنيش , عمر اتجوزنى علشان ينساكى مش هيا دى الحقيقه , مش هيا دى الرسايل اللى كانت بينكم ولا فاكره انى مش هعرف اشوف كلامكم , انا عارفه كل حاجه حصلت وكنت بشوفه بيتسحب وطالعلك وعارفه انه بيكلمك وبيفكر فيكى وبيحبك وعارفه كمان ان علاقتى بعمر عمرها قصير , كل دا ميخلنيش اتحول لوحش عاوز يدمر كل حاجه حواليه
– بصى ياداليا انا مستعده اختفى من حياتكم ومش هتشوفى وشى تانى بس اطمن على عمر
– خلاص يا ميراس مبقاش ينفع , علاقتى بعمر اتقطعت ومش هينفع تستمر وانا مش هعيش طول عمرى فى صراعات انا الخسرانه فيها
– تقصدى ايه ؟
– انا كنت واخده الموضوع عِند وحرب لازم اطلع منها كسبانه حتى لو كنت بحارب على حاجه مش بتاعتى , انا وعمر بينا مشاكل من زمان من قبل ما تظهرى فى حياتنا وطول الوقت مش متفقين وانا كنت مكبره دماغى لكن زى ماتقولى كدا لما لقيته بيروح لك مسكت فيه علشان احرمك منه
– انتى اللى خليتى الدكتور يكلمنى ويقولى انه مات ؟
– ايوه , دا مش دكتور دا ابن عمى
– وليه عملتى كدا ؟
– علشان اوجع قلبك واعيشك فى حزن وهم وتشربى من نفس الكاس اللى بشرب منه
– يااااه ياداليا للدرجه دى بتكرهينى
– كنت بكرهك لكن خلاص اكتشفت انى بضيع من ايدى حد بيحبنى بجد علشان واحد عمره ماحبنى
– عمر فين ياداليا ؟
– والله العظيم مااعرف لكن الحاجه الوحيده اللى اقدر اساعدك فيها انى اديكى رقم الدكتور اللى كنا كاشفين عنده , اكيد عمر عرف منه اللى خبيته عليه
أخذت منها الرقم وركضت عائده للمنزل فوجدت صفي قد وصل تواً , اعطيته الرقم وطلبت منه محادثه الطبيب فالوقت قد تأخر ولا استطيع محادثته حتى لا يشك بالأمر , فاتصل به صفي وادعى انه صديق عمر ويسئل عنه , أخبره الطبيب ان عمر أتاه منذ اسبوع ومعه التحاليل السابقه وانه اخبره بمافيها ورشح له طبيب اخر يستطيع المتابعه معه حتى تتحسن حالته , طلب منه صفي رقم ذلك الطبيب وفى غضون لحظات كنا نتصل بذلك الطبيب الذي شرح صدورنا وطمئن قلوب الثكالى واخبرنا ان عمر محجوز لديه بالمشفي الخاص به يتابع حالته الصحيه , أخذ صفي العنوان وكتبه وركضت ناحيه الباب للذهاب اليه الا انه امسكنى وطلب منى الانتظار للصباح فلا نستطيع الذهاب للقاهره الان , انتظرت على أحر من الجمر انظر لعقارب الساعه واتوسل لها ان تتحرك وبجانبى صفي وامى وابى الذين يتابعها معى كل مايحدث , غفي صفي فى مقعده وكذلك ابى وامى وظللت انا مستيقظه ادعو وابتهل وانظر للسماء فى ترقب منتظره سطوع نور الشمس الذي سيعيد الحياه لقلبى , ما إن بدئت الشمس فى الظهور على استحياء حتى انتفضت من مجلسي واوقظت صفي دون اصدار صوت حتى لا يستيقظ الباقون ويطلبوا الذهاب معنا
أفاق صفي بسرعه وغسل وجهه ورتب هندامه وخرجنا سويا ً بهدوء على اطراف اصابعنا , ركبنا اول سياره وجدناها وجلست على نيران اللهفه انتظر وصولنا لذلك العنوان الذي اعطاه الينا الطبيب حتى وصلنا , كانت اشواقى ولهفتى تسبقنى فكنت اركض بلا توقف وخلفى صفي , ما إن دخلنا واعطينا الاسم لممرضه الاستقبال حتى اعطتنا رقم الغرفه , كنت اركض فى الرواق بلا توقف وخلفى صفي يعتذر لكل من اتخبط به حتى وصلت لباب الغرفه , نظرت لصفي فى خوف شديد أخشي ان يتحطم املى واجد صدمه اخرى لن يستطيع قلبى تحملها , ولكنه طمئننى بابتسامه هادئه , مددت يدى وامسكت بالمقبض وفتحته بهدوء فكانت دقات قلبى تتسارع وعيناى تتلهف لرؤيته حتى انفتح الباب عن اخره ورأيته
كان جالسا ً على طرف سريره ناظراً من نافذته الصغيره للأفق وكأنه يستأنس بها , نظرت لصفي وعلى وجهى ابتسامه سعاده لا توصف , انسحب صفي عائدا ً للخلف وأشار بيده مودعا ً وانصرف من الغرفه غالقا ً الباب خلفه فى هدوء
اتجهت ناحيته حتى اصبحت خلفه تماما ً ولم يشعر بوجودى , كان شاردا ً تائها ً مزدحم الافكار ولكنى كنت اسعد من فى الارض واكثرهم اشراقا ً
– انت فاكر انك هتخلص منى بالسهوله دى
انتفض واقفا ً ونظر الي بعينيه الساحرتين وابتسامته العذبه التى تطيب لها الحياه
– ميراس
اقتربت منه وامسكت بيديه فى لهفه وشوق
– مكنتش اعرف ان قلبك هيقدر يقسى عليا كدا
قبض بيديه على كلتا يداى واطال النظر لعينى
– حاولت , مكنتش عايزك تعيشى التجربه مرتين كنت فاكر انى هعوضك عن كل وجع اتوجعتيه لقيتنى بضيف وجع جديد لحياتك
– لو كان كل الوجع انت فانا موافقه عليه
– مش عايز اظلمك
– انت لسه بتحبنى
– عمرى ما حبيت غيرك
– ينفع اطلب منك طلب
– اكيد
– ينفع تحضنى
حملنى بين ذراعيه , اسندرت رأسى على صدره ومسح بيده على رأسى , كان يربت على ظهرى فكانت آلامى تتساقط واحزانى تتلاشى , وجدت الحياه بين يديه وشعرت بنبض قلبى عندما اقترب من قلبه , كان ينظر لعينى فينقشع الظلام منها , قبّلنى من جبهتى فشعرت ان الحياه هيا من تقبلنى وتعطينى فرحها , كنت اتنفسه عشقا ً وكلما شممت رائحته كان قلبى يتسع وكأنه يحتضن الجميع
– ردنى ياعمر
– رديتك
– مش هتسيبنى تانى
– ابدا ً , بس ياريت انتى متزهقيش منى
– هوا حد بيزهق من روحه
– هتتعبى معايا ياميراس , انا معرفش بكره فيه ايه
– بكره احنا اللى هنعمله مع بعض
– يمكن اموت
– هتعيش ياعمر وهتخف ونعمل كل حاجه نفسنا فيها
– كل حاجه كل حاجه
ضحكت وارتميت بين يديه فحملنى كطفله مدللة وطاف بى الغرفه كلها فكانت ضحكاتى تعلو وتصدح فى الاجواء فيسمعها كل من له قلب ينبض وفى عقلى تدور اغنيتى المفضله
يُسمعني حـينَ يراقصُني كلماتٍ ليست كالكلمات
يغمرني من تحـتِ ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني يتساقـطُ زخاتٍ زخات
يحملـني معـهُ يحملـني لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
وأنا كالطفلـةِ في يـدهِ كالريشةِ تحملها النسمـات

مازال أمامنا الطريق طويلا ً ولكنا سنسلكه معا ً فلن يبرح قلبى قلبه أبداً ولن تتفارق اجسادنا حتى نصل ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى