روايات

رواية ست البنات الفصل الثلاثون 30 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الثلاثون 30 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الثلاثون

رواية ست البنات البارت الثلاثون

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الثلاثون

لماذا لا تسير الحياه على وتيره واحده كالماء المتدفق بنعومه ونحن ركبان السفينه التى تطفو عليه بهدوء لا نعبئ بما هوا قادم ولا نهتم ولكن للاسف تلك هيا سُنه الحياه , متقلبه كالبحر هائجه كالموج صافيه كالسحب قويه كالرياح لا تدوم ولا تستقر ولابد لنا ان نتقبل كل هذا بل ونتماشى معها حتى لا نغرق بين الامواج , بالأمس تخطيت ماحدث لى وكل مامررت به والان لابد لى انت اتخطى ما يحدث خلف ظهرى ولا اهتم سوى بأسرتى التى جاهدت طويلا لأبقيها بأمان , لا اعلم مايحدث بين تميم ومرام ولكنى متأكده انها سبب كل ذلك الحزن الذى يرتسم على وجهه منذ فتره ليست بالقليله , لم استطع فتح حديث اخر معه فاستعنت بمن يشد آزرى دوما ً وطلبت من صفي التدخل فى ذلك الامر , اتجهت ناحيته وانتظرت حتى انهى تناول طعامه وطلبت منه الحديث بمفردنا , دخلنا غرفتنا وبدئت الحديث معه
– انا محتجاك ياصفي
– خير ياحبيبتى عنيا ليكى
– تميم بيضيع منى
– تميم ؟!! ليه بس بعد الشر
– الشر اقرب لينا من نفسنا مش عارفين نبعد عنه

– مش قلتى انك شرحتى له كل حاجه واتفهم الموضوع
– كنت فاكره كدا لكن للاسف كل يوم حالته بتسوء بقى مهموم وحزين ومنعزل ولما روحت ادخله الاكل سمعته بيتخانق مع مرام مش عارفه هيا طالبه منه ايه
– طيب ليه مدخلتيش تتكلمى معاه
– لا انا عايزك انت اللى تفتح معاه الموضوع
– بس يا ميراس ..
– بس ايه ؟
– يمكن تميم ميحبش يتكلم معايا
– ليه بتقول كدا ؟
– لان عمر مفهمه انك كنتى بتحبيه وانتى متجوزه ابوه ومفهمه انك اتجوزتينى عِند فيه يعنى فى النهايه انا مجرد آداه بتغيظى بيها شخص بتحبيه
– بس انت عارف ان كل دا مش حقيقى

– انا عارف لكن هوا ميعرفش
– وجه دورنا نعرفه , ارجوك ياصفي
– حاضر ياحبيبتى انا رايح له
– خد معاك التليفون وافتح الخط علاشان اسمع مش هقدر اصبر
– من عنيا
جلست فى غرفتى انتظره على احر من الجمر اجلس على اشواك مدببه تخترق احشائى وانا ألتاع انتظارا ً لا اقوى على التدخل ولا اقوى على الجلوس , يعلم الله ان كل لحظه تمر وكأنها سنوات كثيره ولكن عزائى اننى استمع لحديثهم حتى ولو من بعيد
سمعت صوت صفي يبدء الحديث مع تميم فعلمت انه قد دخل له فاسترقت السمع اكثر
– عامل ايه يا تميم؟
– فيه ايه ياجماعه هوانا مسافر ولاايه مانا قاعد معاكم فى البيت
– ومالك متعصب ليه كدا؟
– علشان من كام يوم ماماجت وسئلتنى نفس السؤال انتوا بتدخلوا بالدور
– لا ياحبيبى ماما قلقانه عليه بتقول بقالك فتره متغير ومش على طبيعتك والنهارده سمعتك بتتخانق مع مرام
– يعنى كمان بتتصنطوا عليا
– فيه ايه ياتميم مالك انت مكنتش كدا وليه بتتكلم معايا بالاسلوب دا
– انا اسف ياعمو صفي فى النهايه انت جوز ماما اللى عايشين فى بيتك وبتصرف علينا من فلوسك مينفعش نتجاوز حدودنا معاك
عندما سمعت تلك الكلمات سقط قلبى وتفتت وكأن احدهم طعننى بخنجر اخترق ضلوعى ونغز قلبى , سقطت دموعى رُغم منى وانا اكتم انفاسى خشيه ان يظهر صوتى بينهم فينتبه تميم اننى استمع اليهم , صمت صفي بُرهه ثم سمعته يتحدث بصوت خافت ونبره حزينه
– ايه اللى بتقوله دا ياتميم , عمو صفي ؟!! يعنى مبقتش بابا
– زمان لما كنت لسه صغير كنت فاكر انك ابويا واتصدمت لما عرفت انك جوز ماما بس تخطيت الموضوع واعتبرتك عوض من ربنا ليا لكن للاسف افكارنا واحنا صغيرين بتتغير كل مابنكبر
– وايه اللى صدر منى خلاك تغير تفكيرك القديم
– عنيا فتحت وعرفت حاجات كتير مكنتش هعرفها منكم

– وطبعا عرفتها من عمك ومراته وبنته
– مش مهم من مين المهم انها الحقيقه
– ممكن اعرف ايه الحقيقه اللى عرفتها عنى
– طبعا حضرتك مكنتش هتقولى انك السبب فى طلاق ماما من عمى عمر وانك فهمتها انك بتحبها علشان تتجوزها وتاخدنى فوق البيعه وتضمن ميراثى وميراث ماما من ابويا وانى لما تميت 21 سنه وبقيت اقدر اتصرف فى ورثى خلتنى احطه فى البنك بإسمك وانا فاكر انك خايف عليا اصرفه اتاريك بتحوشه لنفسك وطبعا بتصرف علينا منه واشتريت الشبكه منه بس دايما مفهمنا ان كل دا من خيرك انت مش من خير ابويا الحقيقى
– انا دايما كنت بقول لوالدتك انها ظالمه عمر وداليا لكن دلوقتى اتأكدت ان اللى شافته منهم كان اقل القليل , انا مش هزعل منك انك صدقت كل اللى اتقالك لكن كان نفسي تحس بحبى ليك وتعرف انك ابنى انا مش ابن حد تانى , انا اللى ربيتك فى حضنى وشفتك بتكبر قدام عنيا , انا اللى شيلتك على كتافى وقولت للعالم كله انك ابنى اللى هتبقى احسن منى , انا اللى كنت مابصدق مامتك تروح شغلها واروح اجيبك من الحضانه تروح معايا الشغل علشان مش قادر ابعد عنك ولا هاين عليا اسيبك تعيط , انا اللى وجعك كان بيوجعنى وفرحتك بتنور الدنيا قدامى , فرحتى بملاذ لما اتولدت كانت اقل بكتير من فرحتى بيك وانت بتكبر قدامى وبتنجح وبتكون علاقات واصحاب لحد ماوصلت للجامعه وبقيت عريس وعايز تخطب وبرغم رفض ميراس لجوازك من مرام الا انى اصريت ان البنت اللى تختارها لازم ترتبط بيها حتى لو كانت مين واشترينا الشبكه بنص الفلوس اللى فضلنا السنين اللى فاتت دى كلها نحوش فيها والنص التانى كنت هجهز لك بيه شقتك حتى ملاذ مفكرتش فيها ولا فى جوازها كان كل همى اشوفك مبسوط ومتحسش فى يوم ان ملكش اب تتسند عليه , وبالنسبه لفلوسك اللى كتبتها بإسمى دا كان اقتراح ميراس لانها شكت فى ارتباطك من مرام يكون بسبب طمعهم فى فلوسك وخافت تأثر عليك و تكتب لها ورثك زى ماداليا عملت مع عمك وكتب لها اللى عنده وعلشان كدا خلتك تكتبه بإسمى وممكن تروح البنك وتتأكد ان الفلوس بأرباحها محدش لمسها ولا اتسحب منها جنيه واحده , انا يابنى مش محتاج فلوسك ولا فلوس ميراس علشان اصرف عليكم انا لو هحفر فى الصخر مش هخليكم نفسكم فى حاجه بس انت للاسف واقع تحت ايد ناس قلوبها اتملت شر وكل يوم بيمر عليهم بيزيدوا توحش , عمك عمر لان امك رفضت تكمل معاه عاوز ينتقم منها من خلالك وداليا لانها عارفه ان ميراس احسن منها مليون مره والطمع مالى قلبها عاوزه تاخد فلوسك وهيا اللى خلت مرام تقرب لك وتفهمك انها بتحبك وانا وماما كنا عارفين الكلام دا ومش عايزين نقوله علشان منظلمش البنت لكن خلاص مبقاش ينفع السكوت اكتر من كدا
– ياااه يا بابا شايل فى قلبك كل دا ومش عاوز تزعلنى
– لو معملتش كدا مبقاش أب وانتى ابنى انا فاهم يعنى ايه ابنى انا

كانت دقات قلبى تتراقص ودموعى تنهمر على وجنتى بسعاده وانا استمع لبكاء تميم ندما ً على مااوجع به قلب ابيه
– سامحنى يابابا متزعلش منى انا حاسس انى مخنوق ومصدوم مش عارف اصدق مين واكدب مين
– صدق اللى عمره ماكدب عليك ياتميم واللى بيخاف على مصلحتك مش اللى عايز منك حاجه
– ليه حضرتك بتقول ان مرام مش بتحبنى ؟
– دا يابنى كلام سمعناه والله اعلم بالحقيقه , لكن انت من جواك حاسس بإيه هوا دا المهم
– مش عارف يابابا , مع ان مرام هيا اللى صارحتنى بحبها الاول لكن انا حبيتها بجد وكنت حاسس انها الانسانه اللى هتكملنى لكن بعد الخطوبه حسيت انها بتتغير مش عارف ليه
– ازاى ؟
– قالت لى ان ماما هيا سبب طلاق ابوها لامها وسبب المشاكل اللى بينهم لحد دلوقتى وانها مش هترتاح لو عاشت مع ماما فى بيت واحد ولو بحبها لازم اشترى لها شقه فى مكان تانى اكتبها بإسمها وطبعا لما قولتلها اننا معندناش القدره اننا نشترى شقه فى الوقت الحالى قالتلى ان معايا كتير من ورث بابا يكفى ويفيض وللاسف قولتلها انى كتبته بإسم حضرتك فقالتلى انك عملت كدا علشان تاخد فلوسى زى ماخدت فلوس ماما
– وبعدين ؟
– قالتلى انى لازم اصارحك واطلب فلوسى علشان اقدر اسعدها واجيب لها كل اللى نفسها فيه ودا سبب خناقنا انى قولتلها مش هقدر اعمل كدا مع حضرتك
– انت شايف ان اللى بتطلبه منك دا طبيعى

– مش عارف ساعات بقول انها طماعه وساعات بقول يمكن نفسها تحس انها مسؤله من راجل تانى غير ابوها يجيب لها اللى نفسها فيه
– يابنى انا وامك اتجوزنا فى بلدنا واتنقلنا هنا علشان شغلى ودراستها سكنا فى شقه اوضه وصاله فى حته شعبيه بعيده عن شغلنا مكنش معانا فلوس ناخد تاكسى وكنا بنستنى الاتوبيس كان بيعدى علينا اليوم منعرفش هيبقى معانا فلوس تكفى تانى يوم ولالا , كنت انا بشتغل الصبح وبالليل بصمم مواقع على الانترنت علشان ازود دخلى وامك كانت بتدرس فى الجامعه وبتذاكر لكم علشان نوفر فلوس المدرسين , تفاصيل كتير مهما حكيتها مش هوفيها قدرها بس صدقنى مكناش زعلانين ولا حاسين ان فيه حاجه نقصانا بالعكس كنا حاسين اننا أمان لبعض ووجودنا مع البعض اهم مليون مره من اى حاجه تانيه مع انها كان ممكن تطالب بورثها ونعيش كويس بس انا حلفت ماهتصرف جنيه على حياتنا وهيا وافقت علشان هيا ست اصيله وحتى لما ربنا رزقنا عمرها ماطلبت حاجه لنفسها وكل طلباتها كانت ليكم وللبيت
– مفيش زيكم دلوقتى يابابا
– لا فيه ودور وانت تلاقى
سادت فتره صمت لم اسمع فيها شيئا ً حتى وجدت صفي يفتح الباب بابتسامه هادئه ويغلق الهاتف , ركضت نحوه احتضنه بكل لهفه وشوق فبكل ابجديات العشق اعشقه حتى وان ضافوا لعمرى أعمارا ً فليس مثله أحد يمسح بيده على قلبى فيبدله حاله من حزن لفرح ولا هنالك فى الكون اصفي منه قلبا ً واطيب منه سريرة ً ولو صعدت روحى للسماء لظللت انتظره حتى يلحق بى جنات النعيم فمن مثله حُرِم على جسده العذاب , كانت دموعى تسقط على صدره فيمسح وجنتاى بأطراف انامله ويمرر يده بين خصلات شعرى الذى خطه الشيب واصبحت بعض خصلاته رماديه اللون , ظل يمسح على شعرى حتى هدئت واعتدلت انظر اليه
– ربنا يخليك ليا يا احسن حاجه حصلتلى فى عمرى كله

– ويخليكى ليا ياصاحبه الصون والعفاف
ابتسمت وارتميت برأسى على صدره كالظمئان الذى وجد البئر اخيرا ً فكان مائه باراً يجلى القلب ويزيل الظمأ
جلسنا نتحدث فيما حدث وطمئننى ان تميم الان افضل بكثير وسيجتاز تلك المحنه قريبا وما حدث لم يكن سيئا ً فبرغم كل شئ الا ان تميم الان اكثر وعيا ً ونضجا ً وسيُميز الصالح ببصيرته الفطريه , ظللنا نتحدث حتى اجتاح النعاس أجفاننا فأطفئنا الانوار ورحنا فى سُبات عميق لا نريد تناول الطعام فماحدث اشبعنا وجعل ارواحنا ممتلئه , غفوت بهدوء وانتقلت لموجه احلامى المتخبطه ولكنى لم انعم بذلك الهدوء طويلا حتى وجدت ملاذ توقظنى وتطلب منى الرد على الهاتف بسرعه , افقت مزعوره تائهه لا اعلم مايحدث فوجدتها تعطينى الهاتف فى يدى , امسكته ووضعته على أذنى فأتانى صوت مرام تبكى لم اتبين المتصل فى البدايه فسئلته بصوت يرتجف من الفزع
– مين معايا
– انا مرام ياطنط
ظننت ان تميم قد اشعل عراكا ً حاميا ً معها فلذلك تطلبنى ولكنى وجدتها تبكى حتى الانهيار
– فيه ايه يامرام بتعيطى ليه ؟
– بابا بيموت يا طنط
لا ادرى لم خفق قلبى بشده وشعرت بنغزه فيه جعلت صوتى يرتجف ونبرتى تخبو
– انتى بتقولى ايه ؟
– بابا فى المستشفى وعاوز يشوفك ,تعالى بسرعه ياطنط الدكاتره بيقولوا مفيش قدامه كتير
اغلقت الهاتف واستدرت لأضعه على الطاوله فسقط من يدى على الارض ووجدت صفي ينظر لى بزعر فقد نهض مفزوعا ً هوا الاخر
– فيه ايه ياميراس
اجبته بصوت خاف وعقل تائه

– عمر فى المستشفى بيموت وعايز يشوفنى
نهض صفي وامسك بيدى يحثنى على النهوض
– ومستنيه ايه ؟
نظرت له نظره ترقب وإعجاب
– مش زعلان ؟
ضحك وهوا يجذبنى واقفه
– البسى بسرعه وانا هوصلك
لم تمض الدقائق حتى وصلنا لمكان المشفى الذى وصفته لى مرام , كنت خائفه متلجلجه يظهر التوتر جليا ً على ملامحى ويداى المرتجفتان فأمسك بهما صفي يطمئننى
– انا هستناكى هنا
طوال الوقت اجده متفهما ً لكل مايحدث فلولا احتوائه لى لكنت ضائعه منذ الازل , هبطت من السياره واتجهت للداخل سئلت على مكان غرفته فأشارت لى الممرضه على مكانه , ذهبت اليه بخطى متثاقله وقلب مرتجف فوجدت داليا ومرام تقفان باكيتان على باب غرفته , خشيت مواجهه داليا وحديثا الموجع ولكنى وجدتها متفهمه تلك المره وانزاحت عن الباب لتتيح لى طريق الدخول وما إن رأتنى مرام حتى ركضت نحوى
– بسرعه ياطنط ارجوكى
نظرت لداليا وكأنى اطلب منها السماح بالدخول فأشارت بيدها ناحيه الباب وجلست على المقعد المقابل للغرفه
فتحت الباب ودخلت بقلب منقبض وارتجافه تسرى فى جسدى كله , بحثت بعينى فى الغرفه الصماء ذات السرير الواحد والاجهزه الموصوله بالجسد حتى وجدته يتوسطها , على سرير ابيض ذو قوائم معدنيه يرقد مغمض العينين وتخرج من جسده الكثير من الانابيب وعلى فمه قناع تنفس , اغلقت الباب خلفى ودخلت بهدوء اخشى اصدار صوت ولكنى مالبثت ان جلست فى المقعد المجاور له حتى فتح عينينه وازاح قناع التنفس والتفتت ينظر لى
– كنت عارف انك هتيجى

– متتكلمش ياعمر انت تعبان
كان وجهه شاحبا ً وعيناه لا يستطيع فتحها عن اخرها فامتلئت بالصفار , وجنتاه وشفتاه لا دماء تسرى فيهما وجسده مسجى لا يتحرك , كانت الكلمات تخرج من فمه ضعيفه هزيله كجسده الراقد امامى وصوته خافت يكاد لا يُسمع ولكنه كان عنيدا ً حتى فى مرضه الشديد
– كان نفسى تبقى اخر واحده اشوفها قبل مااموت
– متقولش كدا ياعمر انا مبحبش الكلام دا وانت عارف
– حقك عليا خليتك تعيشى التجربه مرتين
– ان شاء الله هتخف وتبقى كويس
لاادرى لما تساقطت دموعى برغم إصرارى الشديد على حبسها الا انها أبت الانصياع فاستدرت اخفيها ولكنه مد يده الهزيله ببطئ وربت على يدى فاعتدلت ناحيته
– متدوريش وشك خلينى اشبع منك

– هتخف ياعمر وهتغلب المرض زى ماغلبته قبل كدا وهتعيش وتجوز بنتك وتفرح بحياتك و……
لا ادرى لما اصبحت ملامحه جامده , كان ينظر لى وابتسامه هادئه على شفتيه ولكنه لا يحرك عينيه ولا تنغلق اجفانه , اقتربت منه احرك جسده فوجدته متخشبا ً لكزته بيدى وانا انادى عليه فلم يستجب , قربت يدى من شفتيه لأشعر بتنفسه ولم اجده , علمت وقتها انه لم يعد هنا , وضعت يداى على وجهى ابكى وابكى , ابكى على كل شئ حدث , على يوم رأيته فيه يمر أمامى شابا ً متفتحا ً تعشقه المراهقات , ويوم تزوجته , ويوم لمس جسدى لأول مره , ويوم تركته , وايام سعى فيها خلفى , كنت اعلم انه يعشقنى ولكنه لم يكن جديرا ً بحبى له وليس كل الحب مقبولا ً , لم استطع رؤيته هكذا فنهضت عن مقعدى وخرجت وانا منهاره فى البكاء فعلمت مرام ماحدث وسقطت على الارض تبكى فى حرقه اما داليا فمن وسط دموعها نظرت لى بعينان يملأهما الغضب وتحدث لأول مره
– حتى وهوا بيموت اختار انه يموت بين ايديكى انتى مش انا
تحدثت اليها انا الاخرى بغضب اشد لا اعلم سببه
– يمكن علشان انا الوحيده اللى مكنتش عايزه منه حاجه
تركتها وركضت ناحيه صفي فلم يعد قلبى يتحمل رؤيتها ولا الحديث اليها , عندما اقتربت منه ورآنى آتيه ابكى بانهيار خرج من السياره واتجه ناحيتى وبدون حديث احتضننى بين يديه وتركنى ابكى حتى هدأ قلبى
– الله يرحمه ياحبيبتى
– يارب
شعرت اننى اوشك على السقوط فسندنى واتجهنا سويا ً ناحيه السياره عائدين للمنزل , جلست بجواره واسندت ظهرى للخلف وتركت الذكريات تتداعى وتنساب فى هدوء الى رأسى , فلا أحد يستطيع ان يتكهن بما تحمله له الحياه بين طياتها وعليه ان يتقبل كل شئ بل ويعد العده للقتال فالحياه لا تنتظر الضعيف ولا المتكاسل بل تسحقه سحقا ً وإن كان عليك العيش فعش كريماً منتصراً مرفوع الرأٍس تنحنى لك الحياه وتتذلل لك الصعوبات , لا أدرى ماذا سيفعل تميم مع مرام ولكنى متأكده انه سيُعيد لها كل ما كتبه عمه من اجله فلا حاجه لنا به فنحنا اغنى الناس بنفوسنا لا بأموالنا المتراكمه فلا الاموال تهب الكرامه ولا الفقر يتطلب الخنوع ولكل منا نقطه فارقه فى حياته تجعله إما يُكمل طريقه السابق او يحيد عنه واتمنى ان تجد مرام الوقت الكافى لتعديل مسارها والابتعاد عن سموم أمها التى ستكون هيا اول المقتولين بها , فلترقد روحك فى سلام ياعمر ولتتنزل السكينةً علينا , مضينا فى طريقنا وانا استرجع ابيات سمعتها قبلا ً ومازالت محفوره فى ذاكرتى كلما نادانى أحدهم ” ست البنات ” .
فيكفي أننا يوما تمردنا على الأحزان
وعشنا العمر ساعات
فلم نقبض لها ثمناً
ولم ندفع لها ديناً
ولم نحسب مشاعرنا
ككل الناس .. في الميزان

انتهت روايتنا ويهمني رأيكم في التعليقات وانتظروني مع روايتي الجديده

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى