روايات

رواية ست البنات الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الثامن والعشرون

رواية ست البنات البارت الثامن والعشرون

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الثامنة والعشرون

لم أدرى انه سيأتى يوما ً ونجلس جميعنا نتجاذب اطراف الحديث وكأن شئ لم يكن , لم أتخيل يوما ً اننى سأجلس بجوار داليا وعمر وبصحبتى صفي حتى وان ذلك لو أتى برأسى يوما ً لأقسمت انه ضرب من ضروب الخيال ولكنه الان يتحقق , نجلس جميعنا فى منزل العائله وتجلس داليا بجوار وبجوارها تميم ثم صفي وعمر , نظرت لى داليا بابتسامه وبدئت هيا الحديث اولا
– والله زمان يا ميراس
التفت لها ولم استطيع تصنع الابتسام فقد داهمتنى جميع ذكرياتى فى ذلك المنزل حتى جعلتنى اشعر بالاختناق فأجبتها بوجه عابس وملامح جامده
– زمان على ايه يا داليا
ابتسمت مره اخرى واستطردت
– زمان على قعدتنا دى
– ليه هوا احنا كنا بنقعد مع بعض قبل كدا
خفضت صوتها اكثر وتمتمت بهدوء
– كنا بنقعد وكنا اصحاب وحبايب قبل ماتتجوزى عمر
ابتسمت بسخريه متعمده
– على الله تكونى شبعتى منه

– صدقينى ياميراس انا مبقتش داليا بتاعت زمان , انا عارفه انى عملت معاكى كتير يخليكى متحبيش تقابلينى ولو صدفه بس كنت صغيره وطايشه وكنت بغير منك
– بتغيرى منى انا ؟
– طبعا لازم اغير منك , بنت جميله وناجحه والكل بيتكلم عليكى بالخير وجوزى بيحبك وبعد ماكان ليا لوحدى بقيتى تشاركينى فيه ومش كدا بس دا انتى بسببك طلقنى
– شكل الزمن نساكى هوا طلقك ليه , عمر مطلقكيش بسببى عمر طلقك علشان كنتى عايزه تموتيه
– انا عارفه انى عملت حاجات كتير غلط ومش ببرئ نفسى منها بس على الاقل حاولى تسامحينى علشان ولادنا
– وموضوع ولادنا دا بقى طبعا من تدبيرك مش كدا
– والله ابدا انا معرفش حاجه عن الموضوع غير لما صفي اتصل بعمر وحدد ميعاد
– والمفروض بقى انى اصدق
– والله يا ميراس مابكدب عليكى
– بصى يا داليا انا زمان سبت حقى كتير وجيت على نفسى اكتر بس عايزاكى تعرفى انى مش هعمل دا مع ابنى واللى هيحاول انه يأذيه هموته بأديا
– انا عمرى مافكرت أذى تميم انا طول عمرى بحبه ولو مش مصدقانى اسئليه لو كنت اعرف حاجه
نظرت لها بتشكك لم يستطع قلبى تقبلها ولا تصديقها فما فعلته معى جعل قلبى صلدا ً لا يشعر تجاهها حتى بالشفقه , نظرت لها بجمود وتفرس وكأنى احاول اختراق عقلها لأعلم ما يدور به , ظللت انظر اليها ولا اتحدث حتى بادرنى عمر بسؤاله فأخرجنى من حاله الشرود التى كنت فيها

– عامله ايه ياميراس
اضطربت وتعالت دقات قلبى وابتلعت لعابى بصعوبه وانا اجيبه دون النظر لعينيه
– بخير الحمد لله
امسك صفي بيدى واستطرد بابتسامه
– مع انى لسه مشوفتش العروسه بس متأكد ان ميراس احلى منها بكتير
ضحك الجميع لداعبته ونظرت له ممتنه فاستطرد عمر حديثه
– ميراس طول عمرها حلوه
شعرت بإحكام يد صفي على يدى وكأنه لا يريد ان يبدو عليه الضيق فزاد من ضغط يده وحول مجرى الحديث
– طيب مش هنشوف العروسه ولا ايه؟
نهضت داليا ونادت مرام بصوت عالى فأتت منكسه الرأس بطيئه الخطوات , لم آراها منذ كثير فقد أصبحت شابه جميله قصيره القامه كوالدتها شبه ممتلئه الجسد بيضاء البشره ولديها عيون عمر كلما نظرت اليها شعرت بأننى اراه فيهما , اقبلت على استحياء مدت يدها لتصافحنى فنضهت واحتضنتها ثم صافحت صفي وتميم وجلست بجوار داليا التى تحدثت بدورها
– مرام بنتك يا ميراس مش هوصيكى عليها
نظرت لداليا وابتسمت متحدثه
– متقلقيش مرام هتكون مع راجل

لا ادرى لما قلتها ولما نظرت لعمر بعدما انهيت جملتى , ولكنى وجدته متحرجاً بدا عليه التوتر فاعتدل فى مجلسه ونظر للأسفل حتى اننى لم الحظ نظرات صفي المختنقه , لا ادرى لما لم اصمت وكأننى كنت اريد قولها كنت اريد ان اتسبب له بألم , كنت اريد ان انهض واصفعه على وجهه صفعه اجمع فيها كل ألم شعرت به منذ سنوات ولكنى استدركت وجوده , استدركت ان ذلك يتسبب بألم أكبر لصفي الذى لم أرى منه السوء يوما ً , ولكنى كنت كالجريح الذى يريد ان يرد الجرح لمن آذاه يوما ً ولا يدرى انه بذلك يأذى الاخرون , نكست رأسى للأسفل فكانت عبراتى تخنقنى فامنعها بكل مالدى من قوه حتى شعرت بيده تحتضن يدى اكثر وكأنه يشد آزرى , رفعت رأسى ونظرت له فوجدته مبتسما ً ينظر لى بعينان تحمل من الحب والشفقه اضعافا ً , ابتسمت حتى كادت دموعى ان تسقط فضمنى لصدره حتى استطيع مسح دموعى دون ان يرانى احد وقبل جبهتى وهوا يحدثهم مداعبا ً
– الام لما ولادها بيتجوزوا بتحس انهم هينسوها وبيصعب عليها تعبها معاهم فمابالك بقى بميراس وتعبها مع تميم
مسحت دموعى خلسه وانا بين يديه دون ان يشعر احد وابتسمت لحديثه فكنت ارى الغيره تشع من عينى عمر واعلم ان مايفعله تميم لجعل الجميع يعلم بمدى قدرى وقيمتى لديه , تحدث تميم لأول مره منذ جلسنا
– متخافيش ياماما محدش ممكن ينسينى تعبك معايا ابدا
ابتسمت له وربت على كتفه

– ربنا يبارك فيك ومرام كمان بنت اصول ومش هتنسيك اهلك
ابتسمت مرام وتحدثت هيا الاخرى
– مستحيل ياطنط دا تميم مش بيبطل كلام عن حضرتك وعن عمو صفي
نظرت لصفي وقد زال كل مافى قلبى من حزن وضيق وتحدثت بابتسامه
– مهما حكالك عن عمك صفي هيبقى اقل بكتير من الحقيقه
ابتسم صفي وشعرت بدقات قلبه تتراقص وهوا يعلم جيدا ً صدق حديثى وبدء فى الحديثت عن تفاصيل الخطبه والزواج وحدد يوما ً لقرائه الفاتحه وتقديم هدايا العروس وانهينا جلستنا وانصرفنا الى القاهره , بمجرد ان فتحت لنا ملاذ الباب اتجهت لغرفتى استريح من عبئ الطريق ولحق بى صفي
– لسه متضايقه ؟
لم انتبه لدخول صفي خلفى فابتسمت متحدثه

– متضايقه من ايه ؟
امسك بيدى كما يفعل دوما وجلسنا على طرف الفراش نتحدث
– كان باين عليكى انك متضايقه او زعلانه او يمكن ندمانه
– ندمانه ؟؟ تقصد ايه ؟
نكس صفي رأسه للأسفل فلامست وجهه بيدى ورفعته ليواجهنى وتتلاقى عينانا
– تقصد انى ندمانه على جوازى منك وحنيت لعمر ؟
صمت صفي ولم يعقب فاكملت حديثى
– عارف ياصفي انا وافقت على المقابله دى ليه ؟
ابتسمت متسائلا ً :
– ليه ؟
– يمكن امتحان لنفسى ويمكن مواجهه كنت محتاجاها , انا عارفه ان افكارى طفوليه بس مين قال ان الست بتكبر بالعكس بتفضل زى ماهيا بتحب وتغير وتشتاق للاهتمام وانت عمرك ما حرمتنى من اى حاجه بالعكس فى كل موقف بتثبتلى انى كنت صح جدا فى كل قرار خدته بس كنت محتاجه المقابله دى لنفسى قبل اى حد تانى , كنت عايزه اواجه داليا وعمر مش علشان اشوف كنت صح لما سبته ولالا لأنى متأكده من القرار دا كويس جدا لكن كنت عايز اشوف احساسى هيبقى ايه لما اقابلهم لسه هحس بالألم ولانسيته
– وياترى حسيتى بإيه ؟

– مش هكدب عليك واقولك انى متأثرتش بالعكس حسيت بكل وجع مر عليا بسببهم كنت عايزه اقوم اتخانق معاهم ع اللى عملوه معايا زمان وكأن جوايا بركان ثاير بسببهم بس مجرد مالمستنى فوقت حسيت انى هضيع من حياتى اوقات كتير احس فيها بالكره والانتقام بدل مااحس فيها بحبك واحتوائك ليا , طول عمرنا اللى عشناه مع بعض كنت بتمسك ايدى فى كل موقف صعب يعدى علينا ومكنتش فاهمه ايه سبب مسكه الايد دى لكن فهمتها وحسيتها لما مسكتك دى حسستنى بالقوه والسند والنعمه اللى ربنا ادهالى وبدل مااشكره عليها ضيعت وقت طويل فى التفكير فى ناس متستحقش حتى الوقت اللى بيضيع بسببهم وبعد السنين دى كلها لسه بتسألنى اذا كنت ندمانه ؟
– صدقينى ياميراس انا بحبك اكتر ما بحب نفسى وكل يوم بعيشه معاكى بحبك اكثر ومجرد ماحسيت انك متضايقه كنت هتجنن وخوفت تكون الضيقه دى سببها انك شوفتى عمر و …
– وحنيت له مش كدا ؟
– تقريبا ً
– من يوم مااتكتب كتابنا عمرى مافكرت غير فيك ولا سمحت لنفسى حتى استرجع ذكرى عيشتها مع عمر لانه مبقاش مسموح لخيالى انه يشوف غيرك واللى حسته النهارده وجع مش حنين
– بعد الشر عليكى من الوجع يارب انا اللى اتوجع وانتى لا
– بعد الشر عليك اللى يوجعك يوجعنى وانت الانسان الوحيد فى العالم اللى بتبدل حزنى لفرح ولولا وجودك ودعمك مكنتش هبقى راجعه مبسوطه دلوقتى وحاسه بالانتصار

– الستات هيفضلوا زى ماهما حتى لو بلغوا الميه سنه بردو هيفضلوا يكيدوا بعض
– بقى كدا طيب هنشوف بقى مين هيتمم الجوازه دى
– لا بلاش الله يخليكى لحسن تميم يتجنن فيها
– بصراحه ياصفي انا حسيت بألفه تجاه مرام مش حاسه انها زيهم بالعكس شايفاها بتحب تميم وتميم كمان بيحبها
– عندك حق وعموما لسه قدامنا فتره خطوبه هنتأكد منها فيها بس اهم حاجه تكونى مستعده نفسياً لمقابلات تانيه هتجمعنا بيهم
– متقلقش مراتك قويه جدا
– انا متأكد من دا جدا جدا
لا اعلم مالذى ابدل كل حزنى لسعادى وراحه , هل وجود صفي بجانبى هوا ما يعطينى القوه على المواجهه ويجعلنى اشعر بالتحدى ام انه يؤكد لى فى كل يوم انه كان افضل ما حصلت عليه يوما ً , ولعل حديثه صحيح وشعرت بالانتصار أمام داليا التى تأكدت ان ماحصلت عليه كان افضل مما سعت له هيا كثيرا بشتى الطرق فلا نحصل على السعاده بالمكائد وإنما بقلوبنا الصافيه التى تفتح ابوابها للجميع , لم أعد احمل فى قلبى ألما ً ولا حزنا ً ولا عتابا ً لأحد و كأنها تدابير الله التى يضعنا امامها فنشعر انها النهايه ولا نعلم انها بدايه جديده كنا فى أشد الاحتياج اليها , والان بدئت استعد لمراسم الخطبه بقلب متفتح وسعاده حقيقه تجاه تلك الفتاه التى احبها ابنى لعلها هيا افضل ما سيحصل عليه يوما ً ولا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر , فأدرت مشغل الموسيقى واستمعت لأغنيتى المفضله باستمتاع ..

ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان
وستَسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحاراً، وتفيض دموعك أنهاراً
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً

وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبةُ قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً يا ولدي ليس لها عنوان

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى