روايات

رواية اخر نساء العالمين الفصل السادس والستون 66 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الفصل السادس والستون 66 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الجزء السادس والستون

رواية اخر نساء العالمين البارت السادس والستون

رواية اخر نساء العالمين الحلقة السادسة والستون

كانت تجلس على سجادة الصلاه في هذه الغرفه البسيطه الخاصة ببنات العم مدني تدعي الله راجية ان يحمي زوجها واصدقائه الذين اصبحوا عائلتها التي تحبها وتعلقت بها بشده… ظلت تبكي بحرقه خيفتًا من ان يصيب احد منهم مكروه ولكن لفت نظرها تلك الورقه المطويه فوق الفراش الصغير والتي قد اعطاها لها حسام قبل رحيله… اعتدلت في جلستها وجذبت الورقه فاتحه اياها لتجد مكتبوب بها بخط يد زوجها الحبيب ( متخافيش يا هبه… متخافيش يا حبيبتي ربنا عادل وهيرجعني ليكي ووقتها هقدملك في الجامعه المفتوحه زي ما وعدتك وهتبقى حياتنا هاديه وجميله زي ما انت كنتي عاوزه… انا كمان عاملك مفاجأه هتعجبك اوي هتلاقي فلاشه جوه الظرف شغليها على الاب توب.. بحبك)….. امسكت الورقه تحتضنها بحب فزوجها الحبيب حتى في هذا المأزق الذي هو به فكر بها ووضع لها ما يطمأنها عليه في غيابه… هبت من مكانها بسرعه باحثه بعينيها عن جهاز الكمبيوتر المحمول فوجته بجانب الفراش على هذا المكتب الصغير فأخذته وجلست اعلى السرير وهو امامها واخرجت ذلك الجهاز الصغير وبدأت غي تشغيله فإذا بوجه ابيها امامها مما جعلها تتعجب بشده ولكنها لم تراه مثل العاده بل كان يرتدي الملابس الخاصه بالحرم المكي فإذا بها تقوم بتشغيل هذا الفيديو ليقابلها ابيها بإبتسامه صافيه تقسم بداخلها ان تلك هي المره الوحيده التي ترى فيها تلك الابتسامه فإذا به يتحدث بصدق
_ازيك يا هبه يا بنتي…. انا عارف انك زعلانه مني وجايز تكوني بتكرهيني كمان بس انا يا بنتي ربنا نور بصيرتي… صحيح جات متأخر بس الحمد لله انها جات وانا مطمن عليكي مع جوزك راجل وباين عليه بيحبك اوي…. لما خدوني اخر مره انا قلت هريميني في السجن لحد ما اعفن بس جالي وقلي انك انت اللي طلبتي منه يخرجني ووقتها قلي انا اخترت فيك بس انا عارف انا هعمل اي يريح الكل وقتها قلي انه هيسرفني اعمل عمره مكنتش مصدقه…. ادمعت عينيه بحزن على حالة ابنته: مكنتش متخيل انه ممكن يعمل فيا كده وهو شافني وانا كنت هق-تلك انا اوحش من انك تسامحيني يا هبه… انا كنت في غفله يا بنتي انا دعيت كتير لأمك المرحومه على فكره انا كنت بحبها اوي بس منه لله الهباب اللي كنت بشربه انا بطلت يا بنتي والبركه في حسام باشا جوزك هو اللي حطني على اول طريق التوبه والخير… وانا اللي طلبت منه انه يساعدني ابعتلك الفيديو دا خلى واحد معرفه ليه معايا هنا دايما وبيعمل ليا كل حاجه… الناس هنا جميله اوي يا هبه ولما عرفوا اني ابقى حمى حسام باشا زادوا المعامله احترام وود… جوزك شخص محترم وابن ناس اوعي تفرطي فيه وربنا ينصرحكم ويفرحكم دايما زي ما طهرتوا قلبي وفترحتوه….. سامحيني يا هبه
اغلقت الجهاز واجهشت في البكاء وهي تدعو لله من قلبها على حفظ زوجها واقسمت بداخلها انه يملك قلب غير كل قلوب اُناس هذه الدنيا……..
**********************************
يقفون اسفل العماره السكنيه الخاصه بهم وقد تجهزوا وارتدوا رُغما عنهم تحت اصرار حسام ذلك اللباس الحامي من الرصاص فهو يريد الحفاظ عليهم بقدر الامكان….. زفر يونس بضيق وهو ينظر الى سلالم العماره الذي يهبط من عليها حسام برفق وهو يتحدث الى احد ويعطيه أوامر بمراقبه احدى المناطق القريبه من هذا المكان الذي يقنط به ضاحي مع الفتايات… نظر نحوهم الاخوه بضيق وخاصة مصطفي الذي كان قلبه يلغي ولا يستطيع الهدوء اكثر من هذا فهدر به بحده
_انت ماشي تتمختر يا حسام…. ما تخلص يا اخي حس بينا شويه
تحدث حسام بعقلانيه قائلا: اهدى يا مصطفى انت بالذات تهدى خالص…. خلينا نعرف نتصرف بعقل
هدره مصطفي بغضب وقلب يتأكل من الخوف: انت خليت فيا عقل….. دا انت حسابك تقيل معايا اوي بس بعد ما نطمن عليهم خلصنا بقا
تحدث يونس بضيق منهم: مش وقته شغل العيال بتاعكم دا اهدى يا مصطفى…. وانت يا حسام راعي شعورنا يا اخي ويلا بقا
امأ له وازال غطاء السياره وبدأ في تشغيلها ولكن قبل ان يستقلوها وجدوا المعلم حسن وبعض رجال الحاره قادمين نحوه بهروله وبجانبهم الشاب احمد (حمص)… تعحب يونس كثيرا وخصوصا مع صياحهم بأسمه توقف ينظر تجاههم بتساؤل فوقفوا على بعد مسافه صغيره وتقدم اليه حسن بقلق ولكنه قال بصدق وقلب يهاب عليهم تحدث بهدوء
_متخافش يا يونس…. احمد سمع ان عندك مشكله وقلي خير يا بني رقبتي سداده ليك انا مفهمتش منه اوي بس انا ورجالتي واهل الحاره كلهم رهن اشارتك يا حبيبي انت مش لوحدك يا يونس انا في مقام ابوك دا انت ابن الغالي
نظر لذلك الرجل الذي وكلما مر الوقت ايقن ان كنوز الناس ليسوا فقط من عاشرتهم لسنوات بل يأتي احدهم ويثبت لك خير هذه الدنيا ومنهم هذا الحسن ونعم الصديق والجار والاب الروحي لهم… تنهد يونس بحب ممذوج مع قلة صبره بسبب خوفه على حبيبته وزوجة اخيه
_اطمن يا معلم لما احتاجك اكيد هكلمك وانا عارف انت عمرك ما تتأخر عليا ابدا…. ادعيلنا بس
ربت حسن على كتفيه وهو يعلم انه في حاله لا تسمح بالجدال… استقلوا السياره وقاد حسام بسرعه في اتجاه ذلك المكان وهو بعد كل عدد دقائق بسيطه يقوم بمهاتفة سيد لتأكد منه من هدوء الاوضاع وبقائهم في نفس المكان……..
**********************************
كانت زهره تحاول جاهده في معاونة سميه على هذه الولاده المتعسره للغايه فكانت سميه تصرخ بقوه وهي تشعر بكمية كبيره من الالم وزهره تحاول جاهده في معاونتها بخبرتها القليله في تلك المواضيع
_لا مش قادره يا زهره…. بكت بقوه قائله: مش عاوزه ابني يموت يا زهره اتصرفي
كانت زهره حالها لا يقل رهبه من سميه فهي تجلس امامها وهي تنتظر فقط خروج رأس الطفل لتكمل هي العمل-يه كما كانت تشاهد جارتهم وهي تلد ابنها فلظروف قاسيه اضطرت هذه الجاره ان تلد في المنزل….. كانت متوتره للغايه ولكن الله بث في قلبها القوه لكي تكون سبب في ابقاء هذه المسكينه وطفلها على قيد الحياه
_اكتمي الصرخه على راس الطفل تنزل يا سميه….. اجمدي يا حبيبتي علشان خاطر ابنك ارجوكي يا سميه انا مقدرش اعيش من غيركم علشانا وعلشان مصطفي يا حبيبتي انت قويه وتتحملي حاولي تاني ارجوكي
بالفعل حاولت مره اخري في كتم ضرخاتها وقد زاد المها اكثر وتشعر وكأن قطعه من جسدها قد انفصلت عنها مزامنا مع صوت بكاء طفلها الذي ملئ الارجاء ومعه صرخات زهره الفرحه وقد رفعت رأسها للسماء تشكر الله بصدق وهي تنظر للطفل الذي بيدها غير مستوعبه اي شيء قائله بتوتر من هول الصدمه
_ سميه سميه… انت عايشه
ابتسمت سميه بألم على تلك البلهاء: ايوه عايشه… اطمني
نظرت زهره حولها بخوف عندما فُتح الباب فتحه صغيره وقد قذف احدهم حقيبه سوداء بهدوء في اتجاه سميه ففتحتها بألم حيث كانت زهره تحمل الطفل ولا تستطيع فعل شيء… فإذا بتلك الحقيبه بها بعض المطهرات واداوات تعاونهم على اتمام عمليه الولاده ومعها ملابس وسائل استحمام للطفل الصغير زُهلت عينيهم بشده فمن المعقول ان يكون ذلك الصخر سا-فك الد-ماء حن على أخته وابنها قالت سميه بصدمه…. فأتلقت منها زهره سريعا هذا المقص الذي ظهر بوضوح في اول الحقيبه وقطعت الرابط بين الام ووليدها
_ اي دا بجد…. خديهم بسرعه يا زهره ونضفي الولد ولبسيه عاوزه اخده في حضني الله اعلم هيحصل اي كمان شويه
امأت لها زهره بسرعه وقد فردت لها سميه احدى الاقمشه النظيفه التي كانت بتلك الحقيبه واراحت عليها جسد الطفل برفق وبدأت في تنظيفه والبسته تلك الملابس التي جعلت منه ملاك بريء في كومة القمامه والخرده التي يقنطون بها…. وبعدها اعطته لسميه التي اخذته بلهفه تشم رائحته الذكيه وتقبله بحب وما ان لامسته بيدها حتى استكان تماما وكأنه علم ان تلك هي والدته… نظرت لهم زهره بحب وفرحه على نجاة حياتهم وبدأت تعبث في محتوايات الحقيبه بإهتمام لتجد ملابس اخرى للطفل وملابس لسميه وزهره ايضا تعجب كثيرا واقسمت ان هناك شيء ما يحدث دون علمهم اقتربت من الباب بحذر وهي تطرق عليه بخفه ليظهر احد الرجال والذي من الواضح عليه انه كان يتحاشى النظر اليها وينظر في الارض بأدب تعجب اكثر وقالت بفضول
_هو اي اللي بيحصل هنا بالظبط… ومين اللي جاب الحاجات دي
تحدث الحارس بهدوء وادب: اطمني يا زهره هانم… احنا رجالة حسام ويونس باشا وصلنا حالا بس الواضح انكم محستوش بينا بسبب صراخ الهانم اتمنى تكون الهانم كويسه هي والطفل
امأت له في صدمه وهي تنظر حولها لتجد. في الغرفه المقابله لهم رجال ضاحي مكبلين ويظهر على وجههم اثار الضرب والكدمات تملئ وجوههم
_طب وضاحي موجود؟
_لا يا هانم اطمني… هو راح مكان مقدرش اعرف فين الأوامر اللي عندي اخد حضرتك والهانم واوديكي المستشفى اللي في الحاره وافضل معاكم انا والرجاله ياريت تجهزوا بسرعه المكان هنا مش امان
نظرت له بخوف فهي لا تعرفه حتى تصدق حديثه ومن الممكن ان يكون مكيده اخرى قد اُعدت لهم… ففهم على الفور من نظراتها فقال لها بإبتسامه هادئه
_اهدي يا هانم انا بقول لحضرتك الحقيقه… وعلشان تتأكي سيد ابن خالة يونس بيه جوزك هو واحد مننا وواقف بره بيأمن المكان ومستنى مصطفي بيه يوصل وهو هيكون معاكم اطمني خالص
امأت له وبدأ قلبها يرتاح قليلا ودلفت للداخل سريعا بوجه متبسم شاكر لله وقد اخبرت سميه بما عرفته ليشرق وجهها مع بعض الالم الذي وبالطبع لا زالت تشعر به ولكن زهره تقدمت منها سريعا تعاونها في الارتداء ومن بعدها ارتدت هي الاخرى وبدأوا في التحرك سويا فقد دلف سيد اليهم كما طلبت زهره لكي يكون قلبها مرتاح… فحمل منها الطفل برفق وهو يحمد الله على سلامتهم فقد اتى بالرجال بعد خروج ضاحي قاصدا تنفيذ خطته في صفقة السلاح تلك قبل وصول الشرطه اليه ووقتها استغل سيد الفرصه بعد توجيهات حسام له ودلف وهو ورجاله وقضوا على كل رجال ضاحي وكان سيد يحمل معه تلك الحقيبه الذي أعطاها الحارس لهم كأحتياط لأي شيء سيحدث…. وقفوا قليلا امام السياره يستنشقوا الهواء الذي قد سلب منهم في تلك الساعات القليله التي قضوها مع ذلك المغتل كما اسموه… نظرت سميه حولها وهي تقول بأمل
_سيد… فين مصطفي مش قلتوا هيجي
_متخافيش يا سميه هو كويس… هو بس هيسبقنا على المستشفى لانها اقرب ليه من انه يجيلنا هنا احنا عاوزين نطلع من هنا بأسرع وقت ووقتها كل حاجه تتحل
امأت له بإقتناع فهي تعلم وتثق ان اي شيء سيفعلوه هو الصواب…. استقلوا السياره وسميه تحتضن ولدها بحب وزهره بجوارها تتمسك بها وهي تحتضن ذراعها بحب اخوي وسعاده قلبها لا توصف وسيد يقود السياره وهي ينظر خلفه يراقب الطريق بحذر ومن خلفهم الحرس متجهيين نحو المستشفى وقد بدأ ظهور الاعياء على سميه من جديد…….
**********************************
يقفون في احدى الاماكن شبه الصحراويه يصفون السياره ويغلقون اضوائها في انتظار قدوم ذلك الشخص الذي سوف يساعدهم في التخلص في هذا الضاحي للأبد… طال الوقت حتى حل الليل عليهم وبدأ صوت انفاس اثنتيهم يعلوا بالطبع من دون مصطفي فقد اصر يونس عليه ان يذهب هو ويراعي النساء فعلى واحد منهم ان يدبر امرمهم حتى تتطمأن قلوبهم….. تقدم احدهم منهم فسحب يونس سلاحه وجعله متخفي بجانبه حتى يكشف هوية ذلك القادم فإذا به هو رجله المنتظر فتح باب السياره ونزل منها يلقي عليه السلام ومن خلفهم حسام وبدأ ”الشيخ عامر” كما يطلقون عليه يشرح لهم ما دار
_متقلقش يا يونس يا بني… الك*لب ضاحي موجود دلوقتي مع التاجر اياه ورجالتكم محاوطين المكان وعاملين نفسهم رجالة الشيخ ووقت الاستلام هيتقبض عليه… متزعلش مني يا يونس بس انا مش عاوزك انت تتدخل يا بني في الموضوع دا انا عارفك شايل منه ياما اوي واخاف تأذي نفسك
زفر يونس بضيق وهو يقسم اذا رأه سوف يمزقه اربا فهناك الف سبب لا حاجه للتوضيح فقد تمادى هذا الضاحي معه كثيرا منذ سنوات….. ولكنه اراد تحكيم عقله لأخر لحظه فأما للشيخ في هدوء وقال
_اطمن يا شيخ عامر….. انا كل اللي عاوزه اطمن انه اخد جزاؤه وبعد عني وعن اهلي خالص وكفايا عليه اللي عمله انا عندي عيله مسؤوله مني
ناظره الرجل بفخر وقال: عفارم عليك يونس… راجل وعاقل زي ابوك الله يرحمه… يلا دلوقتي الوقت هنطلع هنا والرجاله هينزلوه لحد عندك بالتصوير وكل الادله علشان كل حاجه تبقى في السليم زي ما الحكومه بتحب وتاخد حقك كامل ان شاء الله
امأ له في هدوء وبدأوا في الصعود خلف الرجل ومن ثم اشار لهم بالوقوف بجانب احدى الفتحات الكبيره في ذلك المكان…. وبدأ في الاستماع لما يحدث بداخلها ويونس ينظر بطرف عينيه حتى يفهم ما يحدث حوله وحسام كذلك وهو ممسك سلاحه الناري وقد قام بتجهيزه لطروء اي امر….. بدأ التاجر في عرض الكثير من الصناديق المحمله بالسلاح وبدا على ملامح ضاحي السعاده والانتصار وبدأ يحسب ما سوف يجنيه من مال من كل تلك العدد المهول من الاسلحه فوضع امامه تلك الحقائب الكبيره المليئه بالمال الذي اخذه من كل الأملاك الخاصه بيونس ومصطفى عندما ابتاعهم وفي هذه اللحظه التم جميع الرجال عليه فجأه من ظهره وقبل ان يطلق اي ردة فعل كانوا يكبلونه بقوه ويدلف يونس وحسام ومعهم الشيخ عامر يقفون امامه… عندما ايقن ما حدث به تسلل الغضب اليه وعمى عينه اكثر وبدأ يتفوه بكلمات غير مفهومه
_مش هسيبك يا يونس هخلص عليك…. هخليك تتمنى الموت…. ضحك بطريقه غريبه ثم قال: خدتها منك يا يونس حبيبة القلب… بس تعرف عندك حق البت قمر بس خلاص بقت بتاعتي وخدت منها كل حاجه كنت عاوزها
اسمعتم صوت صفير القطار يخرج من اذن يونس الان…. لم يتحمل هذا الهراء الذي يخرج من فمه فإذا به ينقض عليه يلكمه بعنف حتى جعل انف ينز-ف الد-ماء وكاد ان يكمل ولكن امسكه حسام بسرعه يكبل يديه ويبثه بكلمات تجعل منه هادئا واخذ الرجال ضاحي تحت الحراسه المشدده وتحفظوا على الاموال وأخذذا ايضا الاسلحه الناريه حيث كانت من جلبها هم رجال الشرطه حتى لا يُضر التاجر الذي امتثل الشرف بالطبع ونفى كل علاقاته لتلك التجارات وغيرها….. احتضن حسام يونس بسعاده وهو يهتف بفرحه كبيره
_واخيرا يا عم دا كان زي الهم على قلبي…. شهور قليله يا صاحبي من المحاكمه وحقك هيرجع ليك واطمن ضاحي وناهد خلاص مفيش ليهم اثر في حياتنا
زفر براحه وقال: الحمد لله اخيرا العذاب دا انتهى… يلا بينا بقا انا مش قادر استنى اكتر من كده عاوز اطمن عليهم
اقترب منه حسام هامسا في اذنه بتلاعب: عليهم ولا عليها…..
نظر له بغيظ وقال: دا انت يا اخي بارد برود… يلا يا بني قدامي
ضحك الجميع على مزاحهم ومن ثم شكرهم يونس بصدق على مجهودهم معه واستقلوا سيارتهم متجهين بسرعه للمشفى التي تقنط بها الفتيات….
**********************************
كانت تجلس زهره تضع يدها على معدتها وهي متسعة الأعين لا تستطيع تصديق ما قالته لعا الطبيبه منذ قليل… فعند سميه والطفل اصر سيد بشده على ان تُفحص زهره ايضا ليطمأن قلب ابن خالته على زوجته فبدأوا بالفحوصات ومن ثم عرضوها على طبيبة نسائيه متخصصه ووقتها اخبرتها بأنها حامل في شهرها الثالث وكيف انها لم تكتشف هذا من قبل فرحت بشده لا تنكر هذا ولكنها غير مستوعبه قليلا حيث ان تلك الحبوب المُدمره التي كانت تعطيها لها ناهد اخبرهم الطبيب ان نسبة حدوث الحمل قليله للغايه وشبه معدومه ولكن من الواضح ان الله سبحانه اراد ان يعطف عليهم بحنانه بعد كل هذا العناء….. نظر لها سيد ضاحكا على حالها قائلا بتلاعب
_ يا بختك يا ابن خالتي البت مش مبطله سرحان فيك… الحب بهدله والله
نظرت له بغيظ قائله بغضب طفيف: انت رخم اوي يا سيد…. ولما يجي يونس هخليه يشوف شغله معاك
امتسل الخوف قائلا: لا لا وعلى اي انا صم وبكم اصلا
ضحكت عليه بخفه ولكن قاطعها ركض مصطفي نحوها ويبدو عليه القلق الشديد فوقفت بسرعه قائله: اهدي يا مصطفى… كل حاجه زي الفل والله اهدي سميه كويسه الحمد لله الدكاتره اهتموا بيها كويس… وجالك ولد زي القمر ما شاء الله وصحته كويسه على الرغم من انه مولود في السابع
قائل بإرتباك وعدم استيعاب: هي فين دلوقتي
ابتسمت زهره بحنو على حاله واشارت له في اتجاه الغرفه التي بجوارهم: جوه هنا سبتها ترتاح شويه ادخلها عادي…. ادخل يا مصطفي متخشب لي
افاق من حالته ودلف للغرفه بالفعل فوجدها ممده على السرير تنظر له بإبتسامه واسعه ودموع فرحه فبوجود حبيبها رُدت روحها اليها وارتاح قلبها حاولت ان تعتدل لتجلس ولكن الم جسدها كان كبيرا… هرول ناحيتها يساعدها ومن ثم اخذها بين احضانه وهو يضغط عليها غير مصدق وجودها معه بعد كل تلك المده قد اشتاق لها بشده… ابعتد قليلل كوب وجهها بين يديه يمسح دموعها التي تساقتط من عينيها بحب قائلا بنبره تقطر عشقا
_حسام قلنا على كل حاجه…. انا اكيد زعلان انك وجعتي قلبي عليكي طول المده دي بس انا مش عارف اشكر ربنا ازاي انه رزقني بزوجه زيك… انا بحبك اوي يا سميه اوعى تعمليها تاني
ضحكت بشده وعيونها لا زالت تذرف الدموع قائله بحب: مقدرش يا مصطفى… انت روحي حد يعرف يبعد عن روحه يا حبيبتي بص ابننا
حقا لقد تناسى امر الطفل بسبب شوقه لها… نظر لهذا الكائن الصغير النائم براحه غير مصدق انحنى نحوه ماددا اصبعه يداعب وجنته وابتسامته على وجهه قائلا
_دا ابني… دا جميل اوي ولد صح؟
ضحكت بقوه قائله: ايوه ولد… هتمسيه اي
_لا انا هسيب الاسم ليكي انت تبعتي اوي وانت حامل فيه… قولي اي اسم انا موافق
فكرت قليلا ومن ثم لمعت عينيها قائله: طاهر… اي رأيك؟
اقترب منها جالسا بجوارها مقبلا يديها قائلا: اجمل اسم…. ربنا يجعله طاهر من كل ذنوب الدنيا وحافظ لكتاب الله وبار بينا وبيونس وزهره
ضحكت من قلبها واغرقت نفسها بين احضانه التي قد اشتاقت لها كثيرا قائله: ربنا يخليك ليا يا مصطفى…. انت احسن واحد في الدنيا
**********************************
انتظرت كثيرا وبدأت في القلق على يونس حيث قارب منتصف الليل ولم يأتي بعد وكلما سألت سيد لا يرد بأي جمله سوى كلمه واحده فقط ” جايين”…. زفرت بحنق منه ولكن لفت نظرها زوجها القادم من بعيد فسرعت خطواتها نحوه ترتمي بين احضانه في منتصف الطريق في هذا الدور من المشفى
_ اتأخرت لي كده يا يونس…. انا قلبي كان هيقف عليك
نظر لها بعشق وعينيه تلمع كالعاده ولكن هذه المره كانت تلمع براحه اكثر من ذي قبل: سلامة قلبك يا قلب يونس…. ثم اكمل بغيظ: اعمل اي يعمي الرخم حسام وقف العربيه قدام بيت عم مدني علشان هبه هناك مرضاش يوصلني جيت مشي اتأخرت شويه
ابتسمت بحب وهي تمحي اثار الاتربه من على وجنتيه بأطراف اكمامها بحب قائله: المهم انك رجعت بالسلامه… وانا شيفاك مبسوط ان شاء الله كل حاجه تمام وخلصنا من الزفت ضاحي
امأ لها بنعم بصفقت بسعاده شاكره ربنا ولكنها تذكرت امرا مهما فقالت بنبرة دلال: يونس عملالك مفاجأه كبيره اوي اوي
رفع احدى حاجيبه قائلا: خير يارب
ضحكت بسعاده وهي تشير نحو معدتها: انا حامل في الثالث يا يونس هتبقى اب يا حبيبي…. ربنا استجاب لدعايا
نظر لها ثانيه واثنتين ومن ثم احتضتنها بسعاده حاملا اياها وسط ضحكاتها قائلا: بجد يا زهره متأكده
_متأكده جدا كمان
_هتجيبيلي عسليه صغيره يعني
_اه صحيح عاوزه عسليه يا يونس
نظر لها بغيظ قائلا بحده مصطنعه: تعرفي يا بت انت… انت حلال فيكي اروح اتجوز عليكي
شهقت بصدمه وهي تلزكه في معدته بقوه مما جعله يتأوه وهو يضحك قائله: يعني عايز تتجوز عليا يا يونس بقا كده
_منا قلتلك قبل كده يا زهره… انت بالنسبالي الست الوحيده اللي فاضله في الدنيا دي مش هقدر اسيبك ولا هعرف ابقى مع غيرك……….. انت بالسبالي
” اخر نساء العالمين ”
✨(تمت بحمد الله تعالى وتوفيقه)✨

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى