روايات

رواية ست البنات الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الثالث والعشرون

رواية ست البنات البارت الثالث والعشرون

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الثالثة والعشرون

لم اشعر بسعاده قط مثل التى شعرت بها بعد انهاء محادثتى مع وفاء وكأنى وصلت اخيرا للمعادله الصعبه . كيف اكون انا بلا تنازلات ولا انسحابات . اصبحت اقوى وأصمد لا يقلقنى أحد ولا اهتم لشئ اخر . لا انكر اننى فى البدايه شردت قليلا عندما علمت بخبر حمل داليا إلا أننى تجاوزت الامر فلدى من الامور مايجعلنى انغمس فيه لرأسي ودراستى القادمه ليست سهله إنما هيا التى يتوقف عليها مستقبلى القادم كله . لذلك لم اجعل عقلى يتذكر تلك المحادثه ولا يستدعيها ولم أحدث بها صفي فكفانا تذكرا للماضي ولنجعل مستقبلنا نصب أعيننا فهوا أحق بالتذكر . مرت الايام التاليه عاديه لا حدث فيها ولا تغيير لم يكن امامى سوى دراستى وابنى الذى نطق كلمه ” ماما ” لأول مره وانا نائمه فاستيقظت فزعه احتضنه وأتلذذ بسماع اسمى من بين شفتيه الصغيرتين فكانت تهون على ساعات الاستذكار الطويله وخوف الانتظار وترقب النتيجه وكأننى اترقب الحكم عليا بالحياه , كنت قد اعتزلت الجميع حتى لا يشغلنى شئ عن مستقبلى وطموحى وأنهمكت حد الانغماس فى المطالعه والمذاكره حتى صفي أقل من محادثاته وزياراته كى لا يشغلنى ويستقطع وقتا ً طويلا ً من يومى , وظل يترقب أخبارى من بعيد خوفا ً ان يكون عبئ علي وليدع المجال لإرادتى ف تحقيق ما أردته طوال عمرى , ولم يخزلنى القدر ولا الطموح وفى النهايه وصلت ..
وصلت بعدما تورمت قدماى من السير وتساقط العرق أنهاراً من التعب وأوشكت ان اسقط من الاعياء ولكنى وصلت الأن وارخيت جسدى كله على أعتاب نجاحى بعدما وصلت لما حلمت به يوما ً بل وأكثر وضمنت لى مقعدا ً بين صفوف طالبات كليه الهندسه , فكنت بذلك انا اول فتاه فى قريتى ترتاد ذلك المجال فكان فخرا ً لى ولأسرتى ولكل من أحبنى وتمنى لى الخير يوما ً وأولهم كان صفي الذى بشرنى بنتيجتى وفرحتى وأملى المتجدد ولم يغمض له جفن حتى اطمئن بنجاحى وركض ركضا َ حتى وصل لبيتى وأمسك بيداى لأول مره منذ خبطتنا وسعادته تبرز من عينيه جليه وصادقه
– مبروك ياست البنات
– الله يبارك فيك ياصفي
– انا منمتش من امبارح وطول الليل فاتح الموقع اللى هتظهر عليه النتيجه خايف انام لحسن تظهر ومبقاش انا اول واحد بشرتك بيها
– للدرجه دى فرحان علشانى
– فرحان دى كلمه قليله على اللى حسه والله العظيم , انا حاسس ان كل حاجه فى حياتى اتمنتها ومجتش جتلى النهارده لما انتى نجحتى وحققتى حلمك , احساسى زى أب بنته نجحت وداخله الكليه وهيا ماسكه فى ايده وبتضحك له , انتى مش بس حبيبتى انتى بنتى اللى كبرت قدام عنيا وصاحبتى اللى مش بخبى عليها حاجه ودنيتى اللى مستنى اعيشها
– انا مش عارفه ارد على كلامك ياصفي
– انا مش عايزك تردى غير بحاجه واحده بس
– ايه هيا ؟
– تنزلى دلوقتى تشترى فستان الفرح
– فستان ؟! , بس ياصفي انا هتكسف ألبس فستان انا مش اول مره …
وضع يده على فمى فأغلقه برقته المعهوده وهوا يبتسم لى بعذوبه
– انتى اول كل حاجه حلوه , انتى ميراس البنوتة الصغيره اللى اتربت معايا وكبرت وهيا متعرفش حاجه عن الدنيا كل اللى كانت بتعمله انها بتذاكر والنهارده نجحت وكمان كام يوم فرحها على اكتر انسان حبها فى العالم , بذمتك فيه أميره يوم فرحها متلبسش فستان
– انا بجد أميره فى نظرك ؟
– انتى اميره العالم وأميره قلبى والانسانه الوحيده اللى أسرت قلبى ومشاعرى وخلتنى مش شايف غيرها فى الدنيا , طيب وحياتك لاخلى الفرح يدوم تلات ايام بلياليهم علشان الغريب والقريب يعرف ان صفي اتجوز ست البنات
– ربنا يخليك ليا ياصفي انا اقل من حبك دا بكتير اوى
– وحياه عيونك الحلوين اللى بيصبرونى على أى حاجه فى الدنيا انا ما بعرف للحياه طعم غير لما ابقى جمبك وكنت مستعد اعيش جمبك وانا ماليش اى دور فى حياتك لمجرد انى اطمن عليكى
– للدرجه دى يا صفي احنا شبه بعض , انا كمان كنت مستعده …
– كنتى مستعده لإيه ؟
– لا ولاحاجه , دا كلام قديم وراح لحاله
– لو بتحبينى تنزلى دلوقتى تختارى الفستان
– طبعا بحبك
– انتى بتقولى ايه ؟؟!!
– خلاص ياصفي
– لالا خلاص ايه , وحياه ابوكى تقوليها تانى
– ابويا ايه ياصفي اعقل مش كدا
– طب والله لو ماقولتيها تانى لنادى على خالتى واقولها انك عاوزانا نتجوز عرفى وانا اللى مش راضى
– يخرب عقلك دا انت مجنون
– مجنون بحبك يا ميراس
– وانا والله العظيم بحبك
كان يتراقص كالأطفال يقفز فى الهواء ويصرخ ويصفق بيديه ويقبّل يدى وكأننى اخبرته بسر الحياه , لم أرى من قبل مثل تلك الفرحه التى فى عينيه كم هوا صفي القلب والأسم , ظل يقفز ويرقص حتى أتت أمى على إثر صوتنا وعلى وجهها دهشه حقيقه تنظر لصفي وترفع حاجباها دهشه وهيا تدق على صدرها بتعجب
– مالك ياصفي يابنى
انتبه صفي لأفعاله فتوقف وهوا يتعرق وينظر لى لعلى انقذه من ذلك الموقف ولكنى رفعت كتفاى انسحابا ً وتركت له الساحه
– ولا حاجه ياخالتى فرحان بنجاح ميراس
لم تقتنع أمى بذلك فأطالت النظر اليه من الاعلى وحتى الأسفل
– مانت جاى بعقلك يابنى وانت اللى عرفتنا انها نجحت
كنت اكتم ضحكاتى وانا انظر له متحرجا ً أحمر الوجنتين يبحث يمينا ً ويسارا ً لعله يجد مخرجاً
– اصل لامؤاخذه ياخالتى انا مظاهر الفرحه عندى بتيجى متأخر شويه
نظرت له أمى بريبه حقيقيه وهيا تنصرف متمتمه بكلمات لم أسمع منها غير دعائها له بالهدايه ومالبثت ان انصرفت حتى انفرجت ضاحكه وزفر صفي انفاسه المكتومه بصدره
– بقى كدا بتبعينى
– اعملك ايه مش انت اللى قولت مش فارق معاك حد
– انا ميفرقش معايا غيرك ياقلبى ولا عايز من الدنيا الا انتى
– ربنا يخليك ليا ياعمر
– عمر !
ما أغبانى كيف صدرت منى تلك الكلمه الغبيه لأحطم بها قلبه هكذا فى اكثر لحظاته سعاده , اقسم اننى لم أقصد ذلك ولكنى حفظتها ورددتها كثيرا هكذا حتى تملكت منى , يالثقل دمى وفظاعه افعالى
– انا اسفه ياصفي انا اسفه , والله العظيم ماقصد انا غلطت بس انا ….
– ولا يهمك يا حبيبتى انا عارفه انك مش قصدك
حاول الابتسام حتى لا يحملنى ثقل ما قذفته بوجهه ولكن انفاسه المتقطعه ونظرته المنكسره كانت اكثر فصاحه من لسانه العذب , حاولت ان اعيده لفرحته السابقه ولكن ما القيته بقلبه كان اشد واكثر قسوه
– طيب مش هتنزل معايا تختار الفستان
– من عنيا ياحبيبتى شوفى حابه تنزلى امتى وانا تحت امرك
– دا العشم بردو ربنا يخليك
– طيب انا همشى دلوقتى علشان انام انتى عارفه منمتش من امبارح ولما تحبى تنزلى اتصلى بيا
– صفي
– ايوه يا حبيبتى
– هنضرب ورقتين العرفى امتى ؟
كان يعلم جيدا ً اننى اريد ازاله وقع تلك الكلمه وذلك الأسم من قلبه وأصلح ما افسدته سابقا ً فابتسم واقترب منى وقبّل رأسي بحنان وانصرف
كنت نادمه أشد الندم على غلطتى برغم انها لم تكن مقصوده وأنبت نفسى ان انتبه لكل ما يلفظه لسانى بعد ذلك حتى لا اتسبب بتحطيم اكثر القلوب صفاء ومحبه لى , تحدثت الى همسه صديقتى واخبرتها ان تستعد لتذهب معنا لشراء الفستان فلديها ذوق جيد فى الانتقاء والاختيار وشراء الاشياء بسعر أقل فرحبت على الفور واتفقنا ان ننزل معا ً فى المساء حتى يكون صفي قد استيقظ من نومه وجست اتخيل فستانى الذى سأرتديه وكأنها اول مره اتزوج فيها , ففى المره الاولى عندما تزوجت عابد كان فستانا ً تقليديا ً لم انتقيه ولم اختاره فقد كنت تعيسه جدا لزواجى منه بدلاً من عمر ولذلك رفضت ان اذهب لاختياره واختاره عابد بدلا ً منى كان فستانا ً من الستان المطرز ليس فيه اى ملامح اخرى فكان بالنسبه لى عبائه اخرى تضاف لما ارتديه , وعندما تزوجت بعمر الذى انتظرته طويلا ً كان زواجا ً حزينا ً مقيتا ً لم ارتدى فيه سوى عبائتى السوداء , أما تلك المره فأشعر اننى اتزوج كالفتياات الاخريات لا شئ ينقصنى فمعى رجل احبه وسأقترن به طيله حياتى وسأختار فستانى بإرادتى سيكون فستانا ً من الستان والشيفون مرصعا ً بالكريستال الشفاف واللؤلؤ الأبيض وستكون معه تنوره واسعه كلما استدرت تفتحت اجنحته وطار بى عاليا ً حتى ألامس عنان السماء ومعه حذاء يشبه حذاء سيندريلا فى الأفلام الكرتونيه سيكون ملائما ً لى فقط ولن ترتديه غيرى وعندما تكتمل هيئتى ألاقى أميرى ” صفي ” فى بذلته الرسميه السوداء الانيقه وقميصه الأبيض ورابطه عنقه الذهبيه اللامعه التى تنعكس على وجهه الخمرى الرجولى وشعره الكثيف وملامحه المنمقه فتزيده جمالا ً وبهائاً , ظللت اتخيل ذلك اليوم وذلك الحفل بكل تفصيله فيه حتى المدعوون وهم يهنئوننى والفرحه تغمرهم وكاسات العصير وكعكه الفرح ورقصه البدايه وتدافع الحاضرين لالتقاط الصور معنا و ….. وتميم
اتخيل نفسى مرتديه فستانى الابيض ذو التنوره المتفتحه وحامله تميم وينظر لى الجميع نظره رفض وامتعاض وكأن أم مثلى لا تستحق ان تعيش دور المراهقات وتحلم بفستان الأميره , شعرت بغصه فى حلقى عندما تذكرت ذلك الامر ولكنى لن انصاع لأحد ولن اترك سعادتى بيد غيرى فقلبى احق بالسعاده حتى وان انتزعتها عنوه من الحياه
وكأننى كنت اتمنى وأبواب السماء تتفتح لكلماتى فكل ما تخيلته وحلمت به أحضره لى صفي ووضعه أسفل قدامى وسئلنى المزيد من الأمانى فلم يترك فى قلبى القليل ولا الكثير حتى أحضره وأكثر حتى اصبحت غرفتى مملتئه عن اخرها بما احضره لى ولتميم , فقد اشترى له نفس بذلته واخبرنى انه سيكون صاحب الحضور الاول فى الفرح ولن ينازعه فيه اخر , كان يطمئن قلبى ويطيب بخاطرى حتى لا يكون فى قلبى شئ ينتقص فرحتى , فعل كل شئ يجعلنى سعيده حتى انه اشترى هديه قيمه لهمسه صديقتى إكراما ًلى واخبرنى انه قد انتهى تقريبا ً من كل شئ فى شقتنا ولا يريد منى سوى ان استعد للزفاف وان اجعل السعاده نصب عينى فلا أحيد عنها أبدا ً
كانت الأيام المتتاليه أكثرها سعاده فبدء الأقارب بالحضور من كل حدب وصوب وعرف القاصى والدانى بأمر الزفاف فحضر وأحضر معه الهدايا وأصبح بيتنا مكتظا ً بالأقارب والمعارف والجيران وأغانى الفرح لا تنقطع وصوت شاديه يصدح فى بيتنا وهيا تغنى بعذوبه

الحنة ياحنة ياحنة يا قطر الندى
يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوى
لا لا لا الصبر ده حاجة محالة
يا أروح له يا أقوله تعالا
لو يطلب مني العين
راح أقوله خد الإتنين
وتحني الليالي فرحتنا سوى
وأفرش له ضفايري ياعيني على شط الهوى

وكعادتنا فى الزفاف كان كل من يحضر يجلب معه السكر والدقيق والبيض والخبز واللبن واللحوم والطيور وكل ما تشتهى الأنفس فأصبح بيتنا مرتع للخيرات ومقصد للجميع سواء من أتى ينهئ ويبارك او يأكل من ذلك الخير , كنت اشعر وكأننى أميره تذف فى هودجها الذهبى المرصع الى أميرها فلم يكن فى الارض أسعد منى ومن صفي الذى ينافسنى فى السعاده فكان يحدثنى كل خمس دقائق وكأنه يعوض عاما ً كاملا ً لم نكن نتحدث فيه وكانت سيمفونيه عشقنا تعزفها أمهر الفرق الموسيقيه , وكنت انا الاخرى منشغله معهم فى الترحيب بمن أتوا ومساعدتهم فى الطهى والخبز حتى اننى لم يكن لدى وقت لمسك الهاتف وكان يغصب صفي كثيرا ً اننى منشغله عنه ولا احدثه كثيرا ً وكنت أهدئ من روعه وأخبره ان القادم سيكون له وحده ولكن علينا الا نهمل فى ضيوفنا وهم من اتوا ليشاطرونا افراحنا ولحظاتنا السعيده فكان يهدئ ويقتنع ولم يكن هناك من هوا أكثر بالا ً منه ولا اطيب قلبا ً ومع ذلك يظل يتصل طوال اليوم لعلى اتفرغ له ولو بالقليل , حتى وانا منغمسه فى الطهى وتقطيع اللحم وتوزيعه على الجالسين على المائده ظل الهاتف يرن بلا انقطاع حتى نهضت ابنه عمتى واحضرته لى
– ابله ميراس التليفون مش مبطل رن من الصبح
ضحكت وانا امسح يدى لأتناول الهاتف منها
– دا عمك صفي أكيد
– مش عارفه اناا فتحت اهو خدى ردى
فتحت زر الإجابه ووضعته على أذنى حتى لا يتسخ الهاتف من إثر يدى المتسخه فحملته بين أذنى وكتفى وانا اضحك من ذلك الوضع الغريب
– ايوه يا حبيبى والله مشغوله مش عارفه ارد عليك
– ازيك يا ميراس
– عمر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى