روايات

رواية ست البنات الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الرابع والعشرون

رواية ست البنات البارت الرابع والعشرون

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الرابعة والعشرون

فى أوج سعادتك قد تصطدم بحائط صلد يشدق رأسك نصفين فتسيل الدماء منها معلنه نهايه تلك السعاده وبدايه الألم وها أنا الان اقف مشدوهه ارتعشت يدى فسقطت القماشه التى كنت انظفها فيها وتحولت ملامح سعادتى لحزن خيم على ملامحى بغته فتعاقد حاجباى وضغطت على اسنانى حتى سمعت صرير احتكاكها وتوقفت الأصوات من حولى فلم اعد اسمع سوى صوت تنفسي وضربات قلبى المتسارعه … وصوته هوا
– عايز ايه يا عمر
– للدرجه دى مش عايزه حتى تردى السلام
– ظهرت ليه دلوقتى ياعمر
– سمعت انك هتتجوزى
– اه وعلشان كدا ظهرت وطبعا هتقولى مكنتش متخيل انك هتتجوزى وان اى راجل مبيستحملش يشوف اللى كانت مراته مع واحد غريب
– لا يا ميراس مش هقول كدا ويمكن حتى مش عارف وانا بتصل بيكى هقول ايه بس كل اللى اعرفه انى لما سمعت انك هتتجوزى مقدرتش استحمل ومسكت التيلفون وكلمتك
– والمفروض بقى انى الغى جوازى وارجعلك زى المدام ما عملت مش كدا
– ليه يا ميراس بتكلمينى بالعنف دا
– عايز ايه من واحده فرحها كمان كام يوم وطليقها بيتصل بيها يقولها اتجننت لما عرفت انك هتتجوزى , ايه المطلوب منى !
– اهدى يا حبيبتى
– اخر مره اسمعك تتكلم معايا كدا فاهم ولا لا ؟
– كدا اللى هوا ازاى
– انت عارف كويس انا اقصد ايه , الاسلوب بتاعك دا ينفع مع داليا مش معايا يا عمر, انا مخطوبه لراجل ضافره برقبه ميه راجل تانى , حبنى واخلصلى ووقف جمبى فى كل وقت اتكسرت فيه وكنت انت السبب فى الكسره دى
– انا اسف
– آسف ؟ ! , آسف دى تقولها لو كسرت كوبايه غصب عنك مش كسرتنى
– انا عمرى مااكسرك ياميراس يمكن غلط ويمكن قصرت ويمكن عاندت ومقدرتش اقولك انى مش عارف اعيش من غيرك بس عمرى ما قصدت اكسرك ولا اوجعك ولا حتى اكون سبب فى حزنك
– المطلوب منى بقى انى اصدق الكلمتين دول واترمى فى حضنك
– موحشكيش حضنى
بقدر مقتى له واشمئزازى من محادثته التى لا هدف ولا طائل منها الا اننى توقفت قليلا ً عند كلمته تلك لا ادرى لماذا أحنينا ً لذلك الحضن الشائك الذى لفظنى خارجه بقوه واستبدلنى بأخرى ام ندما َ على وقتا َ تركت فيه نفسى بين يديه وكأننى دميه يمرح بها كيفما شاء حتى اصبحت اتقزز من تلك الذكرى
– متتصلش بيا تانى ياعمر احسنلك , مش كل الناس رخيصه وبتعمل مؤامرات علشان تدلل على نفسها فيه ناس غاليه اوى ياعمر لدرجه انها لما بترخص نفسها مع ناس متستحقش بيفتكروا انها نصاحه منهم
– طول عمرك غاليه وانا عارف دا كويس ومقدر غضبك اللى مخليكى كارهانى للدرجه بس افتكرى انك قولتيلى قبل كدا ان على قد الحب بييجى الوجع , والوجع اللى شايفه فى صوتك دلوقتى بيأكد ان الحب جواكى لسه مخلصش
– لو تفتكر كمان قولتلك قبل كدا انك موهوم والظاهر ان الوهم دا مرض بيزيد مع الايام
– انا بحبك يا ميراس ولسه بحبك وعارف انى غلطت لما كلمت داليا ورجعتها ووافقت انى اطلقك بس انتى دوستى على كرامتى وخلتينى اعند واطلقك وعارف كمان ان غلطى مش هقدر اصلحه بعد ما بقى فيه طفله بينا , انا خلفت بنت وسميتها ” مرام ” , مش عارف ليه انا اخترت الأسم دا بس حسيت انه بيفكرنى بيكى
– مبروك عليك بنتك اللى كنت بتتمناها حافظ بقى على مامتها وسيبنى فى حالى
– وتميم ؟
– ماله تميم
– مصيره هيكون ايه لما تتجوزى ؟

– معايا طبعا ً
– وجوزك بقى هيقبل انه يربيه وهيعامله زى ابنه , طيب انا كنت بعتبره ابنى لانه ابن اخويا لكن الغريب هيعتبره ابنه ليه
– صدقنى ساعات الغريب بيبقى احن من القريب مليون مره
– لو اتجوزتى انا هاخد تميم اربيه مع بنتى
– تصدق صعبت عليا , تاخد تميم بصفتك ايه ؟ , الظاهر انك مش واخد بالك ان فى حاله جوازى تميم بالمحكمه يروح لامى مش ليك
– هاخده بالقوه مش بالمحكمه
– بص ياعمر , خلينا ننهى القصه دى انا لسه بحترمك وعلى الاقل بفتكرك بالخير لكن لو بدئت الشر معايا هتلاقى اضعافه انا مش ميراس الهبله اللى القطه تاكل عشاها انا حد تانى خالص صدقنى انت متعرفوش
– للدرجه دى اتغيرتى
– واكتر واللى يقرب منى او من ابنى هاكله بسنانى فاهم ولالا
– سامحينى يا ميراس انا عامل زى اللى واخد ضربه على دماغه مخلياه مش مركز ولا عارف بيقول ايه انا دماغى هتنفجر من التفكير والعجز
– اللى بينا خلص من زمان ياعمر بس انت علشان انانى بتحب تملك كل حاجه لكن انا مش من ممتلكاتك , ولو سمحت كفايه لحد كدا علشان انا مش فاضيه
– بتمنالك كل سعاده يا ميراس حتى لو مع غيرى
– وانا بتمنالك تحس بالرضا ولو لمره واحده فى حياتك وخلى بالك من بنتك دى نعمه انت دعيت ربنا كتير علشان يديهالك
كدت احطم الهاتف بين اصابعى من الغضب , ركضت لغرفتى وانهرت فى البكاء كيف اصبحت أحدثه هكذا ومتى تعلمت كل تلك القسوه والتجبر ألهذه الدرجه اوجعتنى الحياه حتى بدلت طباعى ام تلك بقايا اطلال قصه حب ولت ومازال ألمها باقيا ً فى القلب , سحقا ً لمرار نبتلعه حتى يتحجر حلقنا وتصبح قلوبنا كالحجاره او اشد قسوه , ظللت ابكى لا اعرف لماذا فقط اردت البكاء وإخراج مافى صدرى حتى هدئت واصبحت افضل , خرجت من غرفتى فوجدت تميم بين يدى امى حملته منها وظللت احتضنه وانا اقاوم دموعى وكأننى اخبره ان كل من اقترب ناحيته مفقود حتى وإن تحولت لوحش كاسر من أجله من اجل حياتنا معا ً , سمعت هاتفى يرن مره أخرى فانقبض قلبى وارتعدت أوصالى , خشيت ان يكون عاود الكره ولكن اخبرتنى ابنه اخى انه صفي , أمسكت الهاتف وركضت الى غرفتى ولم ألبث ان بدئت حديثى حتى انهرت فى البكاء لا أدرى لماذا , سمع صفي صوتى فارتعش صوته وسئلنى بأنفاس متهدجه
– فيه ايه ياحبيبتى مالك حصل ايه ؟
لم استطيع تجميع الكلمات ولا السيطره على بكائي المستمر فانفعل صفي وارتفع صوته مكررا ً حديثه
– فيه ايه يا ميراس اتكلمى قلبى هيقف
نطقت كلماتى بين دموعى وانا اشهق لألتقط أنفاسي المضطربه
– عمر اتصل بيا
– عمر ؟! وعاوز ايه دا ؟
عاودت البكاء وانا اتحدث بصوت خافت
– مش عارفه , فى الاول كان بيقول انه مش قادر يستحمل فكره انى هتجوز ولما لقى مفيش فايده هددنى بتميم
– عمر دا لازمله واقفه , انا مكنتش اقدر اتصدر له قبل كدا علشان كنتى عاوزاه لكن دلوقتى ملوش مكان بينا ومش من حقه يتدخل فى حياتنا ولا من حقه حتى انه يتصل بيكى , انا هروح له واتكلم معاه
– لا ياصفي ابوس ايدك , خلى الفرح يعدى على خير انا مش عايزه مشاكل وهوا وعدنى انه مش هيكلمنى تانى
– وانتى مصدقاه ؟
– صدقنى انا قولتله كلام عمرى ماتخيلت فى يوم انه يطلع منى واكيد مش هيعرض نفسه للاحراج مره تانيه , عمر مهما كان انانى وعايز يملك كل حاجه بس كرامته عنده غاليه اوى
– طيب ياميراس اهدى انتى دلوقتى واغسلى وشك وانسى كل اللى حصل وانا هاجيلك كمان شويه
– ماشى
اغلقت اتصالى معه وتوجهت لصنبور المياه احمل من مياهه بين يداى وألقيها على وجهى لعلى استفيق من تلك الحاله وأعود لحالتى السابقه التى لم يدعنى اهنئ بها , حاولت ان انغمس معهم مره اخرى بعدما تعجبوا من غيابى الطويل بغرفتى ولكن روحى لم تعد متفتحه كما كانت فكنت اتصنع الابتسامه والسعاده وعيناى لا تغفل عن تميم , مرت الساعات طويله وبطيئه لم يعد هناك ما يسعدنى فيها حتى أتى الليل وانصرف اغلب الموجودين ولم يتبقى سوى الأقارب المقربون وحضر صفي حامله بين يديه باقه من الزهور النضره التى تبعث الراحه فى النفوس وعلى وجهه ابتسامه صافيه مثله يحسدنى عليها كل الموجودين , طلب ان نجلس بعيدا ً عن الازدحام الضوضاء وبالفعل اتجهنا ناحيه غرفه الضيوف وجلسنا نتحدث بهدوء
– لسه زعلانه يا قلبى
– لا وحياتك ياصفي خلاص موقف وعدى
– طيب عينى فى عينك كدا
لم استطع النظر إليه ولم استطع تخبئه حزنى وألمى الدفين فبادرنى هوا بجملته
– انا لسه جاى من عند عمر
انتفضت من مجلسى حتى شعرت ان من بالخارج انتبهوا لحركتى ونظرت له غير مصدقه ومضطربه
– بجد ؟
– تفتكرى ياقمر هكدب عليكى
– وليه روحت له ؟
– علشان مضمنش الجاى
– يعنى ايه ؟
– يعنى مضمنش انه يسيبنا فى حالنا ومش هستحمل ان اى حاجه تزعلك ولا تنزل دموعك دى مره تانيه
– ووافق يقابلك ؟
– طبعا , انا روحتله لحد بيته عيب كبير لو مقابلنيش
– وحصل ايه طمنى
– ولا حاجه اتكملت معاه بكل هدوء عرفته انى بحبك وانك بتحبينى وان جوازكم انتهى ومفيش امل واحد فى المليون انكم تكونوا لبعض تانى وطمنته على تميم انه هيبقى اعز عندى من ابنى ولو فى يوم اخدنا تميم منهم او منعناهم يشوفوه يبقى من حقه ساعتها ياخد موقف لكن لحد الوقت دا ملوش انه يكلمك لأنك فى عصمة راجل وقولتله انه بعد مكالمته معاكى احنا كتبنا الكتاب علشان اقطع عليه اى فكره او خط رجوع بيفكر فيه وأقسملى انه مش هيتعرض لك تانى وانه كان بيتأكد انه واخدانى بمزاجك مش غصب عنك , اكون واخدك تخليص حق يابنت خالتى
ضحكت كثيرا ً وهدئت روحى واستكانت وكأن حملاً ثقيلاً كان يرقد على كتفاى أزاحه صفي بكل سهوله فعادت ابتسامتى لشفتاى وابتسامتى لقلبى مره اخرى
– مبسوطه ياست البنات ؟
نظرت له بعشق متأجج يثور بركانه من عيناى الهائمه والمتيمه بحبه وانا اربت على يديه الدافئتين استمد منها قوتى , الان عرفت كيف لى ان حصلت على كل تلك القوه فلابد انها من انبعاث روحه وصموده ورجولته التى تفيض أمانا ً على من حوله فتدعهم يستوطنون أسفل ذراعيه بسلام نفسي جياش وجسد انهكه التعب
– ازاى مبقاش مبسوطه وانت معايا ياصفي بنا يخليك ليا
– انا اتفقت مع عمى بكره هنكتب الكتاب من غير اى اعتراض
– ومين قالك انى معترضه انا موافقه جداً
خرجت من طيات قلبى صريحه واضحه لا غبار عليها وشك
– ريحتى قلبى يلا بقى جهزى نفسك ياعروسه وهمشى انا علشان معطلكيش , وبقولك للمره المليون ياميراس طول مانتى معايا مفيش كائن على وجه الأرض هيقدر يزعلك ولا يستحق دمعه واحده من عيونك , انتى غاليه ودموعك دى زى الماس مينفعش تنزل على حد ميستاهلش
عدت أطير بجناحين من لؤلؤ وزمرد أحلق بهما عاليا وألامس عنان السماء , كيف لإناس بتلك القلوب الطاهره ان يكونوا بيننا مندسين بين من لا قلوب لهم ولا نشعر بهم ولا بحهم ولا بجاذبيه روحهم الصادقه الطاهره , فنتغافل عنهم ونلقى بأنفسنا بين ايادى لا تعرف الرحمه فهنيئا لمن عرف تلك القلوب يوما ً وطوبى للمحرومين …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى